القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 42
تَجَلّي صَباحاً وَميطي الخِمارا
تَجَلّي صَباحاً وَميطي الخِمارا / فما تطلعُ الشَمسُ إلّا نَهارا
وَحاشا مُحيّاكِ أَنّي أَقيسُ / به البدرَ وَالبَدرُ يَخفى سرارا
مَرَيتِ الجفونَ وَهجتِ الشجون / فَحَسبُكِ أَلَّفتِ ماءً وَنارا
أَفي الحقِّ أصفيكِ محض الوداد / وأَنتِ تَصُدِّين عَنّي اِزوِرارا
تَبيتينَ وَسنى وَجَفني القَري / حُ لا يَطعمُ النَومَ إلّا غِرارا
أما والمُحلِّينَ والمحرمينَ / ومن طافَ بالبيت سَبعاً وزارا
لأَنتِ الَّتي باتَ قَلبي لها / مَشوقاً وَعَقلي بها مُستَطارا
وَلَو أَنَّ ما بي بيذبلَ ذاب / وَبالبَدرِ غابَ وَبالبَحرِ غارا
وَلَولاكِ ما همتُ وجداً وَلا / خلعت لحبِّ العَذارى العِذارا
وَلَم أَنسَ أَيّامنا في مِنىً / وَموقفَنا حَيثُ نَرمي الجِمارا
عشيَّةَ قالَت لأَترابها / أَهَذا الَّذي جُنَّ فينا وَحارا
نعم أَنا ذاك فما تأمرين / أَقَتلاً يُراحُ بِهِ أَم إِسارا
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ / بذكراكم نارٌ من الشوق تَسعرُ
إذا ما رأَيتُ الصُبحَ وَالبَدرُ طالِعٌ / ذكرتكمُ والشيءُ بالشيءِ يُذكرُ
فَيا حَسرَتا كَم لي عَلى البُعد والنوى / حنينٌ وَوَجدٌ دائمٌ وتحسُّرُ
يلومونَني أَن همتُ وَجداً بحبِّكم / كأَنَّ هُيامي في المَحبَّة مُنكرُ
وَلَو كابَدوا وجدَ الصَبابَة أَيقَنوا / بأَنّي على فرط الكآبة أعذرُ
أُلامُ عَلى ما لا أُطيقُ وإنَّما / يُلامُ الفَتى فيما يُطيق وَيَقدِرُ
إِذا قُلتُ للقَلب اِصطَبِر لِفراقِهم / فإنَّ جَميلَ الصَبر بالحُرِّ أَجدَرُ
يَقول اِستعِر قَلباً سوايَ وقل له / ليصبِر فإنّي عنهم لَستُ أَصبرُ
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ / كأَنَّ نجومَه دُرَرُ
رشاً رقَّت محاسنُه / فَكادَ يُذيبُه النَظَرُ
كئيبٌ فوقه غُصُنٌ / وَغُصنٌ فوقه قَمَرُ
سَمَرتُ به إِلى سَحرٍ / وَلَيلى كلُّه سَحَرُ
إذا ما ماسَ يخطُر في / حُلاه فعشقُه خَطَرُ
لَيالي وصلِه غُرَرٌ / وَلكن دونَها غَرَرُ
ختمتُ بحبِّهِ وَطَري / فَما لي غيرُه وَطَرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ / أَجادَ فروّاها سِوى أَدمعي قطرُ
وَهَل أَوقدَ السارون ناراً بأرضها / فَكانَ لَها إلّا لظى كَبِدي جَمرُ
وَما شَغَفي بالدار أَبكي رسُومَها / وأَندبُها لَولا الصَبابةُ وَالذِكرُ
ذكرتُ بها أَيّامَ جُملٍ وعهدُها / جَميلٌ وَفينانُ الصِبا مونقٌ نَضرُ
إِذِ العيشُ صَفوٌ والحَبائِبُ جيرةٌ / وَروضُ الهَوى غضٌّ حدائقه خُضرُ
أَميسُ اِرتياحاً في بُلهنية الصِبا / تعانقني شَمسٌ وَيلثمني بَدرُ
وَغَيداء من عُليا لؤيِّ بن غالبٍ / حَمتها المواضي والمثقَّفةُ السُمرُ
وأقسمُ لو لَم تحمِها البيضُ والقَنا / لأغنى غناها الخُنزوانةُ والكبرُ
هيَ الظبيةُ الأدماءُ لَولا قوامُها / وَشَمسُ الضُحى لَولا المباسمُ وَالثغرُ
تُطاولُ زُهرَ الأفق أَزهارُ نَعتها / وَيستنزلُ الشِعرى لأَوصافها الشِعرُ
أَطعتُ هَواها ما اِستَطَعتُ ولم يكن / لغير الهَوى نهيٌ عليَّ ولا أَمرُ
لَقَد ضَلَّ مشغوفُ الفؤاد بغادَةٍ / معدُّ بن عَدنانٍ بن أدٍّ لها نَجرُ
إِذا نُثِرَت يَوماً كِنانةُ ناظرٍ / لعاشِقها ثارَت كِنانةُ وَالنضرُ
يَغارون أَن يَهوى فَتاهم فتاتَهم / وَهَل في هوى خلٍّ لخلَّته نُكرُ
وَما ضَرَّهم لو لُفَّ شَملي بشَملها / وَقَد لَفَّت الأَعراقَ ما بيننا فِهرُ
إِلى اللَه من حُبّي فَتاةً مَنيعةً / وَفائي لها ما بين أَقوامها غدرُ
تُطِلُّ دماء العاشقين لعلمها / بأَنَّ دماءَ العاشقين لها هَدرُ
كأَنَّ لها وتراً على كُلِّ عاشقٍ / وَقَد أَقسمت أَن لا ينامَ لها وترُ
أعاذلُ مَهلاً غيرُ سَمعي للائمٍ / فَقَد ظهر المكنونُ واِتَّضح العُذرُ
لعمري لَقَد حاولتَ نُصحي وإنَّما / بِسَمعيَ عمّا أَنتَ مُسمعُهُ وقرُ
وَقبلَك لامَ اللائمون فَلَم يَكن / لهم عند أَهل العشق حمدٌ ولا أَجرُ
وَمِن قَبلُ ما لَجَّ المحبُّون في الهَوى / وَما جَهِلوا أَنَّ الهوى مركبٌ وَعرُ
وَأَمسوا يَرومون الوصال فأَصبحوا / وأَيديهمُ مِمّا يَرومونَه صِفرُ
وَما نَكِرَ العشّاق هَجراً ولا قِلىً / فَما طابَ وصلٌ قطُّ لَو لَم يكن هَجرُ
وإِنّي على ما بي من الوَجدِ والأَسى / لذو مِرَّة لا يستفزُّنيَ الدَهرُ
أَرى الصَبرَ مِثلَ الشهد طعماً إذا عرت / مُلمَّاتهُ وَالصَبرُ مثلُ اسمِه صَبرُ
وإنّي من القَوم الألى شيَّدوا العُلى / إِذا نقموا ضرّوا وإِن نعموا بَرّوا
وإِن وَعَدوا أَوفوا وإِن أَوعَدوا عَفوا / وإِن غَضِبوا ساؤوا وإِن حلموا سَرّوا
هُمُ سادةُ الدنيا وَساسَةُ أَهلها / وهم غررُ العَليا وأَنجمُها الزُهرُ
بَنو هاشمٍ رهطُ النَبيِّ محمَّدٍ / به لهم دون الوَرى وَجَبَ الفَخرُ
هُمُ أَصلُه الزاكي ومحتِدُه الَّذي / زَكا فَزَكا فَرعٌ له وَذكا نشرُ
وَهَل يُنبِتُ الخَطّيَّ إِلّا وَشيجُهُ / وَيطلع إلّا في حدائقه الزَهرُ
أَلا أَيُّها الساعي ليُدرِكَ شأوَهم / رويدَك لا تجهَد فَقَد قُضيَ الأَمرُ
وَإِن كنتَ في شَكٍّ مُريبٍ فَسَل بهم / خَبيراً فعنهم صدَّق الخَبَر الخُبرُ
وَقَد ينكرُ الصبحَ المنير أَخو عمىً / وإِلّا فما بالصُبح عن ناظِرٍ سَترُ
إِذا عُدَّ منهم أَحمدٌ واِبنُ عمِّه / وَعَمّاهُ واِبناهُ وبضعَتُهُ الطُهرُ
وعترتُه الغرُّ الهداةُ ومن لهم / مَناقبُ لا تَفنى وإِن فَنيَ الدهرُ
فَقَد أَحرَزوا دونَ الأنام مفاخراً / تَضيق لأدناها البَسيطةُ والبَحرُ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم / إِذا جمع الأَقيالَ أَنديةٌ زُهرُ
عليهم صَلاةُ اللَه ما ذرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في الآفاق من نورهم فجرُ
أَما تَرى الصُبحَ قد لاحَت بشائرُهُ
أَما تَرى الصُبحَ قد لاحَت بشائرُهُ / وَصبَّحتكَ من الساقي أَشائرُهُ
وَاللَيلُ قد جنحت لِلغَربِ أَنجمُهُ / كَما تَساقطَ من رَوضٍ أَزاهِرُهُ
وَالطيرُ قام خَطيباً في حدائِقه / فَهَزَّ عِطفيه واِهتزَّت منابرُهُ
وَالوردُ عطَّر أَذيالَ الصبا سَحَراً / لَمّا تأَرَّج في الأَكمام عاطِرهُ
فاِنهَض إلى شَمسِ راحٍ من يَدي قَمرٍ / يُديرها وَهو ساجي الطَرف ساحرهُ
تُغنيك عن فَلَقِ الإِصباح غُرَّتُه / وَعن دُجى اللَيلة الليلا غدائِرُهُ
كأَنَّه حين يَثني غصنَ قامَتِه / شُدَّت على نَقوى رَملٍ مآزِرُهُ
لَو باهَت الشَمسُ منه الوَجهَ لاِنبهرَت / مِن نوره وهو باهي الحُسنِ باهرُهُ
يَجلو الكؤوسَ فَلا يُدرى أَخمرتُهُ / تَسبي عقولَ النَدامى أَم محاجرهُ
من كأسِه وَثَناياه لنا حَبَبٌ / تَطفو على رائقي خمرٍ جواهرُهُ
لا تنظرَن لجنونِ العاشقينَ به / واِنظر لما قد جَنت فيهم نواظرهُ
ما هَمَّ عاشِقَه عذرٌ وَلا عَذَلٌ / سيّان عاذلهُ فيه وَعاذرُهُ
ما سحرُ هاروت إلّا فِعلُ ناظره / وَلا سيوفُ الرَدى إلّا بواتِرُهُ
كَم شَنَّ مِن فتنٍ للصبِّ فاتنةٍ / وَشبَّ حرَّ جوىً في القلب فاترهُ
وَكَم حلا مَورِدٌ منه لعاشقِه / لكنَّه ربَّما سُقَّت مَرائرُهُ
سَل مُقلَتي إِن تَسل عن ليل طُرَّته / فَلَيسَ يجهلُ طيبَ اللَيل سامرُهُ
مهفهفٌ ما ثَنى عِطفاً على كَفَلٍ / إِلّا ثَنى السوءَ عَن عِطفيه ناظرُهُ
من زارَه في ظلام اللَيلِ مُستَتِراً / ما شَكَّ في أَنَّ بدرَ التمِّ زائرُهُ
لا تأمننَّ اِنكساراً من لَواحظِه / فَكَم قَتيلٍ لها ما ثارَ ثائرُهُ
وإِن أَراكَ اِعتدالاً رمحُ قامتِه / فَطالَما جار في العُشّاق جائرهُ
كَم مُغرمٍ منه قد أَضحى على خطرٍ / لَمّا ترنَّح يَحكي الغصنَ خاطرُهُ
لَم أَنسَ لَيلةَ أنسٍ بتُّ مغتبقاً / من ثغره صِرفَ راحٍ جلَّ عاصرُهُ
وَرحتُ مُصطَبحاً أخرى مشَعشَعةً / لو ذاقها الدهرُ ما دارَت دوائرُهُ
يُديرها ببنانٍ كادَ مِعصمُها / يَسيلُ من تَرفٍ لَولا أساورُهُ
باكرتُها لهنيِّ العيش مُبتَكِراً / وَفقاً لما قيل أَهنى العيش باكرُهُ
وَحياتكم يا ساكني أُمِّ القُرى
وَحياتكم يا ساكني أُمِّ القُرى / ما كانَ حبُّكمُ حَديثاً يُفترى
أَهوى ديارَكمُ الَّتي من حلَّها / حلَّ الجنانَ بها وعلَّ الكوثرا
واهاً لهنَّ منازِلاً ومراتعاً / تَرعى الظِباءَ بهنَّ آسادُ الشَرى
إِن هزَّت الآرامُ سُمرَ قدودِها / هزَّت ضراغمُها الوَشيجَ الأَسمرا
اِنظر بعينك هَل ترى فيها سوى / رشأً يَصيدُ بمقلَتيهِ قَسورا
أو ليثِ عاديةٍ تنمَّر غائراً / يَحمي بأَنياب الأَسِنَّة جؤذَرا
اللَه أَكبرُ كم يَرُعنَ ومن رأى / تلك الجآذرَ وَالقساورَ كبَّرا
وَبمهجتي رشأٌ أَغنُّ إذا جفا / جفت العيونُ لصدِّه طيبَ الكرى
يوفي على الشمس المنيرة في الضحى / حُسناً إِذا حَسرَ اللثامَ وأَسفرا
لَم يسلُ قَلبي عشقَ أَحمَرِ خدِّه / حَتّى أسال لي العذارَ الأَخضرا
قال العَذولُ وقد أَطالَ مَلامَتي / فيه ألا تُصغي فَقُلتُ أَلا تَرى
هَذا الَّذي جعلَ القُلوبَ لحسنه / رِقّاً وما اِبتاعَ القُلوبَ ولا اِشتَرى
لا وَالَّذي فتنَ العقولَ بحُسنِه / ما اِرتابَ قَلبي في هواهُ ولا اِمترى
فارقتُه كَرهاً وواصلتُ النَوى / قَسراً وأَضحى الصَبرُ مُنفصمَ العُرى
لَم أَدرِ أَيُّ الغُصَّتين أسيغُها / إن عنَّ لي ذكرُ الفراق أَو اِعتَرى
أَفراقَ إِلفي أم فراقَ مَواطني / وَكلاهما لهبٌ بِقَلبيَ قد وَرى
لِلَّه أَيّامي بمكّةَ والصبا / تهدي إلى فَوديَّ مِسكاً أَذفَرا
أَشري بكلِّ الدَهر منها ساعةً / لَو أَنَّها مِمّا تُباع وَتُشتَرى
ما طابَ لَيلُ الوصل إلّا واِنبرى
ما طابَ لَيلُ الوصل إلّا واِنبرى / يُهدي لنا مِسكاً وَيوقِدُ عَنبرا
وَكَسا معاطِفَنا بجُنح ظَلامه / مسكيَّ بُردٍ بالنُجوم مُدنَّرا
وَجلا لَنا لَمّا تجلَّت زُهرهُ / زَهراً تَفتَّق في السَماء ونوَّرا
أَخفى عَن الواشين موقعَنا فَلَم / يَدرِ الرَقيبُ بنا هنالكَ لا دَرى
أثني عليه شاكِراً منه يَداً / لا بل أَياديَ حقُّها أَن تُشكرا
فَلكم سَريتُ بجُنحه مستخفياً / أَخفى من الطيف الملمِّ إذا سَرى
حتّى قضيتُ به لُباناتِ الهَوى / وَحمدتُ عند الصُبح عاقبةَ السُرى
واهاً لها من لَيلةٍ قد أَخجلت / بِظَلامها الداجي الصَباحَ المُسفِرا
كَيفَ السَبيلُ إلى لِقاه وقد غدت / داري برار ودارُه أمَّ القرى
مَن قاسَ جَدوى راحتَيك إذا هَمَت
مَن قاسَ جَدوى راحتَيك إذا هَمَت / بالغَيث أَخطأ في القياس وما دَرى
إذ أَنتَ تُعطي ضاحِكاً مُستَبشِراً / وَالغَيثُ يُعطي باكياً مُستَعبِرا
من مستَهلِّ دموعي يومَ فرقته
من مستَهلِّ دموعي يومَ فرقته / أَمطَرتُ سُحباً غِزاراً فهي تنهمرُ
ومن لهيبِ ضُلوعي في محبَّته / أَوقدتُ في الحَيِّ ناراً فهي تَستعرُ
وَكَم كَتَمتُ وُلوعي خوف شُهرته / فَزادَ فيه اِشتهارا وَالهوى عبَرُ
لاموا عَلى كُثر البُكا ناظري
لاموا عَلى كُثر البُكا ناظري / وَلَم يَروا منظرَه الناضِرا
وَلَو رآه عاذلي لا رأى / أَصبحَ لا أَصبحَ لي عاذِرا
وَغادَةٍ من بَناتِ الهند قد برزَت
وَغادَةٍ من بَناتِ الهند قد برزَت / في زيِّها بين أَسجافٍ وأَستارِ
فَقُلتُ لَمّا سرت في اللاذِ مائِسةً / يا حبّذا السير بل يا حبَّذا الساري
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ / وَلَيسَ لنا بأرض مِن قَرارِ
وَقَد كانَت منازلُنا قصوراً / وَنحن اليوم ننزل في براري
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا / فوقها بُدور
أَبصر السُراةُ سَنى لَيلى / في الظلام نور
فاِنثَنَت تَميلُ بها ميلا / هزَّها السُرور
سالَت البِطاح بها سَيلا / وَهي لا تَجور
حلَّت الركابُ بناديها / لم تُطِق مَسير
واِغتدى يغرِّدُ حاديها / وهي لا تسير
أَشرق الصباحُ بناديها / وَالدُجى منير
واِنثنَت تجرُّ بها ذيلا / خُرَّدٌ وحور
سِر بنا نحلُّ على الرَملِ / أَيُّها الدليل
واِحبِس المطيَّ على الأَثلِ / حيثما المقيل
حيثما الهزازُ غدا يُملي / والظِبا تميل
فازَ من يَنالُ به نَيلا / من رَشا الخدور
هذه المنازِلُ من نجدِ / لا ترم بَراح
هَهُنا أَنالُ شِفا وجدي / مِن هوى المِلاح
فاِترك الملامَ ولا تُبدي / فيه قول لاح
واِهجر المنامَ به كيلا / تُحرم الحضور
أبرز العروسَ من الدَنِّ / واِدهق الكؤوس
واِصرِف الهمومَ بها عنّي / واِنفِ كلَّ بوس
واِدع بالقيان وقل غنّي / يا مُنى النُفوس
هذه الشموسُ بدت ليلا / بيننا تدور
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف / مفلج الثغرِ
نفى هُجوعي ودمعي الوكّاف / يَجري بلا أَجرِ
اللَه لي يا جميلَ الأَوصاف / من لوعة الهجرِ
أَطلتَ هجري وصدُّك قد حاف / على قوى صَبري
ليتك اذ لم تَجُد بالإِسعاف / أَجملتَ يا عذري
قل لي فديتك وجُد بالإنصاف / ما كانَ من أَمري
لوَّعت قَلبي وهذي أَسياف / لحظك به تفري
وإن تُرد لا عدمتك إِتلاف / نَفسي بلا عُذرِ
بادِر ولا تخشَ يا خضيب الأَطراف / من طالبٍ وتري
يا عُذَيبَ النُيوب
يا عُذَيبَ النُيوب / وَيا حُوَيلي المؤشَّر
هاك ما في الجيوب / وَهاتِ ما في المؤزَّر
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه
يا حبَّذا الفيلُ الَّذي شاهَدتُه / وَشهدتُ منه ما نَمى لي ذِكرُهُ
فكأَنَّه وكأَنَّ أَبيضَ نابه / لَيلٌ تبلَّج للنواظِر فَجرُهُ
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به
لا تحسبنَّ فرِندَ صارِمه به / وَشياً أَجادَتهُ القيونُ وجَوهَرا
بل ذاكَ غَيلُ الماءِ أَزعجه الَّذي / كَسَر النَدى فجرى به مُتكسِّرا
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه / رماني بسهمٍ من جُفونٍ فواترِ
جرَت بمآقيها الدُموع كأَنَّها / مياهُ فرندٍ في شِفار بَواتِرِ
يُشيرُ بطرفٍ وهو يَرتاعُ خيفةً / كَما اِرتاع ظبيٌ خوفَ كفَّةِ جازرِ
وَعَيناهُ مَملوءانِ دمعاً كنرجسٍ / عليه سَقيطُ الطلِّ ليس بقاطِرِ
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى / تؤمُّ منىً والنافِراتِ ضُحى النَفرِ
فَما لجَّة الدأماءِ يوماً تَقاذَفَت / بها عاصفٌ نَكباءُ في شاطئ البحرِ
بأَكثرَ من قَلبي اِضطراباً وَلَم تَعِث / يدُ الدَهر فينا بَل حذار يد الدَهرِ
يا حُسنَها جاريةً أَقبلت
يا حُسنَها جاريةً أَقبلت / في اللَيل واللَيلُ بها كالنَهار
لمّا رأَتني خفضَت طَرفَها / فَقُلتُ ما أَحسنَ خَفضَ الجوار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025