المجموع : 37
ألقى بأيدي الريح فضل عنانه
ألقى بأيدي الريح فضل عنانه / فيكاد يسبق لمحة الأبصار
فهي العرابُ متى انبرت يوم الوغى
فهي العرابُ متى انبرت يوم الوغى / قد أعربت عن لطف صنع الباري
إن خاض في ليل العجاج رأيته
إن خاض في ليل العجاج رأيته / يجلو دجُنَّته بوجه نهارِ
كم فيهم من قارِ ضيفٍ طارقِ
كم فيهم من قارِ ضيفٍ طارقِ / وضحت شواهدُ فضله للقارِ
يا أيها الملك الذي أيامُهُ
يا أيها الملك الذي أيامُهُ / غُرَرٌ تلوح بأوجه الأعصارِ
قد زارك العيد السعيد مبشْراً / فاسمح لألف منهم بمزارِ
لما ازدَهته عواطفٌ ألطفتها / عطف الإله عليك عطف سوارِ
فأتى يؤمم منك هدْياً صالحاً / كي يستمدْ النور بعد سرارِ
وأتاك بسحب ذيل سُحب أغدقت / تُغري جفون المزن باستعبارِ
جادتْ بجاري الدمع من قطر الندى / فرعى الربيع لها حقوق الجارِ
فأعاد وَجْه الأرض طلقاً مشرقاً / متضاحكاً بمباسم النوّارِ
لما دعاك إلى القيام بسنة / حكَّمْتَ داعي الجود والإيثارِ
فأقضت فينا من نداك مَواهباً / حسنت مواقعها على التكرارِ
فاهنأ بعيد عاد يشتمل الرضى / جذلان يرفلُ في حلى استبشارِ
لا عذر لي أَنْ كنتُ فيه مقصِّراً
لا عذر لي أَنْ كنتُ فيه مقصِّراً / سدَّت صفاتك أوجهَ الأعذار
فإذا نظمتُ من المناقب دُرَّها / شرفتني منها بنظم داري
فلذاك أنظمها قلائد لؤلؤ / لألاؤهْا قد شف بالأنوار
هي نفحةٌ هبت من الأنصارِ
هي نفحةٌ هبت من الأنصارِ / أهدتك فتحَ ممالك الأمصارِ
في بشرها وبشارة الدنيا بها / مستمتع الأسماع والأبصارِ
هبَت على قطر الجهاد فروّضت / أرجاءه بالنفحة المعطارِ
وسرت وأمر الله طيَّ برودها / يهدي البرية صنع لطف الباري
مرّت بأرواح المنابر فانبرت / خطباؤها مفتنّة الأطيارِ
حنّت معارجها إلى أعشارها / لما سمعن بها حنين عِشارِ
لو أنصَفَتْكَ لكلَّلت أدواحها / تلك البشائرُ يانع الأزهارِ
فتح الفتوح أتاك في حلل الرضى / بعجائب الأزمان والأعصارِ
فتح الفتوح جنيت من أفنانه / ما شئت من نصر ومن أنصارِ
كم آيةٍ لك في السعود جليةٍ / خلّدتَ منها عبرة استبصارِ
كم حكمةٍ لك في النفوس خفيةٍ / خفيت مداركها عن الأفكارِ
كم من أمير أمَّ بابكَ فانثنى / يُدعى الخليفةَ دعوة الإكبارِ
أعطيتَ أحمد رايةً منصورةً / بركاتها تسري من الأنصارِ
أركبتَه في المنشآت كأنما / جهزته في وجهة لمزارِ
من كل خافقة الشراع مصفّقٍ / مها الجناحُ تطير كل مطارِ
ألقت بأيدي الريح فضلَ عِنانها / فتكاد تسبق لمحة الأبصارِ
مثل الجياد تدافعت وتسابقت / من طافح الأمواج في مضمارِ
للهِ منها في المجاز سوابحٌ / وقفت عليك الفخر وهي جواري
لما قصدت لها مراسِيَ سبتةٍ / عطفت على الأسوار عطف سوارِ
لما رأت من صبح عزمك غُرةً / محفوفة بأشعة الأنوارِ
ورأت جبيناً دونه شمس الضحى / لَبَّتْكَ بالإِجلال والإِكبارِ
فأقضت فيها من نداك مواهباً / حسنت مواقعها على التكرارِ
وأريتَ أهل الغرب عزم مُغَرَّب / قد ساعدته غرائب الأقدارِ
وخطبت من فاسَ الجديدِ عقيلةً / لَبَّتْكَ طوع تسرّع وبدارِ
ما صدّقوا مَتْنَ الحديث بفتحها / حتى رأوه في متون شِفارِ
وتسمّعوا الأخبار باستفتاحها / والخُبْرُ قد أغنى عن الأخبارِ
قولوا لقردِ في الوزارة غرَّهُ / حلم مَنَنْتَ به على مقدارِ
أسكنتَه من فاسَ جنَّة ملكها / متنعماً منها بدار قرارِ
حتى إذا كفر الصَّنيعةَ وازدرى / بحقوقها ألحقته بالنارِ
جرَعتَ نَجْلَ الكاس كأساً مُرْةً / دَسَّتْ إليه الحتف في الإسكارِ
كفر الذي أوليته من نعمة / لا تأنْسُ النَّعماء بالكفّارِ
فطرحتَه طرح النواة فلم يَفُزْ / من عزِّ مغربِهِ بغير فرارِ
لم يتفق لخليفة مثلُ الذي / أعطى الإلهُ خليفةَ الأنصارِ
لم أدرِ والأيام ذات عجائبِ / تردادها يحلو على التذكارِ
ألِواءُ صبحٍ في ثنيّة مشرق / أمْ رايةٌ في جحفل جرَّارِ
وشهاب أفق أم سنانٌ لامع / ينقضُّ نجْماً في سماء غبارِ
ومناقب المولى الإمام محمدٍ / قد أشرقت أمْ هنَّ زُهرُ درَاري
فاق الملوك بهِمة عُلويّةٍ / من دونها نجم السماء الساري
لو صافح الكفَّ الخضيبَ بكفه / فخرت بنهر للمجرة جاري
والشهب تطمع في مطالع أفقها / لو أحرزت منه منيع جوارِ
سلْ بالمشارق صبحَها عن وجهه / يفتر منه عن جبين نهارِ
سلْ بالغمائم صوبَها عن كفه / تُنْبئْكَ عن بحر بها زخّارِ
سلْ بالبروق صفاحها عن عزمه / تُخْبِرْكَ عن أمضى شباً وغِرارِ
قد أحرز الشيمَ الخطيرةَ عندما / أمطى العزائم صهوة الأخطارِ
إن يلق ذو الإجرام صفحة صفحِهِ / فسح القبول لهُ خُطا الأعمارِ
يا من إذا هبّت نواسمُ حمده / أزرتْ بعَرف الروضة المِعْطارِ
يا من إذا افترّت مباسم بِشرهِ / وهب النفوس وعاث في الإقتارِ
يا من إذا طلعت شموس سعوده / تُعشي أشعتها قُوى الإبصارِ
قسماً بوجهك في الضياء وإنه / شمسٌ تمدُّ الشمس بالأنوارِ
قسماً بعزمك في المضاء فإنه / سيفٌ تجرّده يدُ الأقدارِ
لسماح كفك كلما استوهبتُه / يُزري بغيث الديمة المدرارِ
للهِ حضرتك العليّة لم تزلْ / يُلقي الغريبُ بها عصا التسيارِ
كم من طريد نازحٍ قذفت به / أيدي النوى في القفر رَهُنَ سفارِ
بلّغتَه ما شاء من آماله / فَسَلا عن الأوطان بالأوطارِ
صيَّرت بالإحسانِ دارك دارَهُ / مُتّعتَ بالحسنى وعُقبى الدارِ
والخَلْقُ تعلم أنك الغوث الذي / يُضفي عليها وافيَ الأستارِ
كم دعوةٍ لك في المُحول مُجابةٍ / أَغْرَت جفون المزن باستعبارِ
جاءت مجاري الدمع من قطر الندى / فرعى الربيع لها حقوق الجارِ
فأعاد وجه الأرض طلقاً مُشرقاً / متضاحكاً بمباسم النوّارِ
يا من مآثره وفضل جهاده / تُحدي القطار بها إلى الأقطارِ
حُطتَ البلاد ومن حوته ثغورها / وكفى بسعدك حامياً لذمارِ
فلرب بكر للفتوح خطبتها / بالمشرفية والقنا الخطّارِ
وعقيلة للكفر لما رُعْتَها / أخرست من ناقوسها المهذارِ
أذهبت من صفح الوجود كيانَها / ومحوتَها إِلاَّ من التّذكارِ
عمروا بها جناتِ عدن زُخرفت / ثم انْثَنَوْا عنها ديار بَوارِ
صبَّحْتَ منها روضةً مطلولةً / فأعدتها للحين موقدَ نارِ
واسودْ وجه الكفر من خزي متى / ما احْمَرَّ وجه الأبيض البتّارِ
ولرُبَّ روضٍ للقنا متأوّدٍ / ناب الصهيل به عن الأطيارِ
مهما حكت زُهرُ الأسنةِ زَهرَهُ / حكتِ السيوف معاطف الأنهارِ
متوقِّدٌ لهب الحديد بجوه / تصلى به الأعداء لفح أوارِ
فبكلِّ ملتفت صقالٌ مشهرٌ / قدّاح زندٍ للحفيظة واري
في كف أوعَ فوق نهدٍ سابح / متموّج الأَعطاف في الإحضارِ
من كل منْحفز بلمحة بارق / حمل السلاح به على طيار
من أشهب كالصبح يطلع غرةً / في مستهل العسكر الجرّارِ
أو أدهمٍ كالليلِ إلاَّ أنه / لم يرضَ بالجوزاء حلي عِذارِ
أو أحمر كالجمر يذكي شعلةً / وقد ارتمى من بأسه بشرار
أو أشقرٍ حلَّى الجمالُ أديمَهُ / وكساهُ من زهو جلال نُضارِ
أو أشعلٍ راق العيون كأنه / غَلَسٌ يخالط سُدفةً بنهارِ
شهبٌ وشقرٌ في الطراد كأنها / روض تفتح عن شقيق بهارِ
عَوَّدْتَهَا أنْ ليس تقربُ منهلاً / حتى يُخالَطَ بالدم الموْارِ
يا أيّها الملك الذي أيامُهُ / غُررٌ تلوح بأوجه الأعصارِ
يهني لواءك أنّ جَدَّكَ زاحف / بلواء خير الخلق للكفارِ
لا غروَ أنْ فُقْتَ الملوكَ سيادةً / إِذْ كان جَدُّكَ سيِّدَ الأنصارِ
السابقون الأولون إلى الهدى / والمصطَفَوْنَ لنصرة المختارِ
متهللون إذا النزيل عراهم / سفروا له عن أوجه الأقمارِ
من كل وضاح الجبين إذا اجتبى / تلقاه معصوباً بتاج فخار
قد لاث صبحاً فوق بدر بعدما / لبس المكارمَ وارتدى بوقارِ
فاسألْ ببدرٍ عن مواقف بأسهم / فهم تَلافَوْا أمره ببدارِ
لهم العوالي عن معالي فخرها / نقلَ الرواةُ عواليَ الأخبارِ
وإذا كتاب اللهِ يتلو حمدهم / أودى القصور بمِنّةِ الأشعارِ
يا ابن الذين إذا تُذوكر فخرهم / فخروا بطيب أرومة ونجارِ
حقاً لقد أوضحتَ من آثارهم / لما أخذت لدينهم بالثارِ
أصبحت وارث مجدهم وفخارهم / ومشرْف الأعصار والأمصارِ
يا صادراً في الفتح عن وِردِ المنى / رِدْ ناجح الإيراد والإصدارِ
واهنأ بفتح جاء يشتمل الرضى / جذلان يرفل في حلى استبشار
وإليكها ملء العيون وسامةً / حَيَّتْكَ بالأبكار من أفكاري
تُجري حُداةُ العيس طيبَ حديثها / يتعلَّلون به على الأكوارِ
إن مسَّهم لفح الهجير أبلّهم / منه نسيم ثنائكَ المعطارِ
وتُميل من أصغى لها فكأنّني / عاطيته منها كؤوس عُقار
قذفت بحورُ الفكر منها جوهراً / لما وصفت أناملاً ببحارِ
لا زلت للإسلام ستراً كلما / أمّ الحجيج البيت ذا الأستار
ويقيت يا بدر الهدى تجري بما / شاءت علاك سَوابقُ الأقدار
يا بدرَ تِمٍّ في سماء خلافة
يا بدرَ تِمٍّ في سماء خلافة / حفَّتْ نجومَ السعد هالةَُ قصرِه
ألبست عبدكَ من ثيابك ملبَساً / قد قصّرت عنه مدارك شكره
ورضاك عنه خيرُ ما ألبسته / فلقد أشاد بجاهه وببرْه
ألبستني أركبتني شرّفتني / أهديتني ما لا أقوم بحصره
نظري بوجهك وهو أجمل نَيِّرٍ / يُزري على شمس الزمان وبدره
أعلى وأعظم مِنَّةً لا سيما / وأنا المنعّم في الحضور ببشرِهِ
لا زلتَ مولّى للملوكِ مؤملاً / وحلاك للإسلام مفخر دهرِهِ
أرقتُ لبرق مثل جفنيَ ساهراً
أرقتُ لبرق مثل جفنيَ ساهراً / ينظِّم من قطر الغمام جواهرا
فيبسم ثغرُ الرَّوض عنه أزَاهرا / وصبحٍ حكى وجه الخليفة باهرا
تجسّم من نور الهدى وتجسّدا /
شفانيَ معتلُّ النسيم إذا انبرى / وأسند عن دمعي الحديث الذي جرى
وقد فتَقَ الأرجاءَ مسكاً وعنبرا / كأنَّ الغني بالله في الروض قد سرى
فهَبَّتْ به الأرواح عاطرة الرَّدا /
عذيريَ من قلبِ إلى الحسن قد صبا / تُهّيجُهُ الذكرى ويصبو إلى الصّبا
ويُجري جيادَ اللهو في ملعب الصَّبا / ولولا ابن نصرٍ ما أفاق وأعتبا
رأى وجههُ صبح الهداية فاهتدى /
إليك أمير المسلمين شكايةٌ / جنى الحسنُ فيها للقلوب جنايةُ
وأعظم فيها بالعيون نكايةً / وأطلع في ليل من الشَّعر آيةُ
محيَّاً جميلاً بالصَّباح قد ارتدى /
بهديك تُهدى النيرات وتهتدي / وأنوارُها جدوى يمينك تجتدي
وعدلك لأملاك أوضح مرشد / بآثاره في مشكل الأمر تقتدي
فما بال سلطان الجمال قد اعتدى /
تحكم منا في نفوسٍ ضعيفةِ / وسلَّ سيوفاً من جفونٍ نحيفة
ألمْ يدر أَنَّا في ظلال خليفةِ / ودولةِ أمن لا تُراع منيفةِ
بها قد رسَا دِينُ الهوى وتمهَّدَا /
خذوا بدم المشتاق لحظاً أراقَهُ / وبرقاً بأعلام الثنية شاقَهُ
وإن كلفوه فوق ما قد أطاقَهُ / يُبثُّ حديثاً ما ألذَّ مساقَهُ
خليفتنا المولى الإمامَ محمّدا /
تقلَّد حكم العدل ديناً ومذهبا / وجَوْرَ الليالي قد أزاح وأذهبا
فيا عجباً للشوق أذكى وألهبا / وسلَّ صباحاً صارم البرق مُذْهبا
وقد بات في جفن الغمامة مُغمدا /
يذكّرني ثغراً لأسماء أشنبَا / إذا ابتسمت تجلو من الليل غَيهبا
كَعزْم أمير المسلمين إذا اجتبى / وأجرى به طِرفاً من الصبح أشهبا
وأصدر في ذات الإله وأوردا /
فسبحان من أجرى الرياح بنصرِهِ / وعطَّر أنفاسَ الرياض بشكرهِ
فبرد الصِّبا يُطوى على طيب نَشرهِ / ومهما تجلّى وجهُهُ وسط قصرِه
ترى هالةٌ بدرُ السماء بها بدا /
إمامٌ أفادَ المعلُواتِ زمانَهُ / فما لحقت زُهْرُ النجوم مكانَهُ
ومدَّ على شرقٍ وغربٍ أمانَهُ / ولا عيب فيه غير أن بنانَهُ
تُغرِّقُ مُستجديه في أبحر الندى /
هو البحرُ مدَّ العارضَ المتهلِّلاَ / هو البدر لكن لا يزال مُكمَّلا
هو الدهر لا يخشى الخطوب ولا ولا / هو العَلمُ الخفّاق في هضبة العُلا
هو الصّارم المشهور في نصرة الهدى /
أما والذي أعطى الوجودّ وجَودَهُ / وأوسع من فوق البسيطة جودَهُ
لقد أصحب النصرَ العزيزَ بنودَهُ / ومدَّ بأملاك السماء جنودَهُ
وأنجز للإسلام بالنصر موعدا /
أَمَوْلاي قد أَنْجحَتَ رأياً ورايةً / ولم تُبْقِ في سبق المكارم غايَةً
فتهدي سجايا كابن رشد نهايةً / وإن كان هذا السعدُ منك بدايةً
سيبقى على مر الزمان مخلَّدا /
سعودك تُغني عن قراع الكتائبِ / وجودك يُزري بالغمام السواكبِ
وإن زاحمتها شهبها بالمناكب / ووجهك بدر المنتدى والمواكبِ
وقد فَسَحَتْ في الفخر أبناؤك المدى /
بنوك كأمثال الأنامل عِدَّةً / أُعِدَّتْ لما يخشى من الدهر عُدةً
وزيد بهم بُرْدُ الخلافة جدَّةً / أطالَ لهم في ظل ملكك مُدَّةً
إلهٌ يُطيل العمر منك مؤبدَا /
بدروٌ بأوصاف الكمال استقلَّتِ / غمامٌ بفيّاض النوال استهلَّتِ
سيوفٌ على الأعداء بالنصر سُلَّتِ / نجومٌ بآفاق العلاء تجلَّتِ
ولاحت كما شاءت سعودُكَ أَسْعُدا /
وإن أبا الحجاج سيفُك مُنْتَضى / وبدرٌ بآفاق الجمال تعَرَّضا
بنورك يا شمسَ الخلافة قد أضا / ورَاقت على أعطافه حُلل الرضا
فحلَّ محلاًّ من عُلاك ممهَّدا /
مليك له تعنو الملوكُ جلالةً / يُجرِّرُ أذيال الفخار مُطالةً
وتفْرَقُ أسدُ الغاب منه بسالةً / وترضاه نصَار الرسول سُلالةً
فأبناؤه طابوا فروعاً ومحتدا /
أزاهر في روض الخلافة أينعَتْ / زواهرُ في أفق العلاء تطلّعَتْ
جواهرُ أغيتْ في الجمال وأبدعتْ / وعن قيمة الأعلاق قدراً ترفَعَتْ
يسرُّ بها الإسلام غيباً ومشهدا /
بعهدِ وليِّ العهد كُرِّمَ عهدُهُ / وأنجز في تخليد ملكك وعْدُهُ
تنظَّمَ منهم تحت شملك عِقدُهُ / وأورثهم فخراً أبوهُ وجَدُّهُ
فأعلى علياً حين أحمدَ أحمدا /
ونجلُك نصرٌ يقتفي نجل رسمِه / أمير يزينُ العقلَ راجحُ حِلْمِهِ
أتاك بنجلٍ يُستضاءُ بنجمِهِ / لحب رسول الله سَمَاهُ باسمِهِ
وباسمكَ في هذي الموافقة اقتدى /
أقمتَ بإعذار الإمارة سنةً / وطوَّقت من حلي بفخرك مِنّةً
وأسكنتها في ظل بِرِّك جَنَّةً / وألحفتَها بُردَ امتنانك جُنَّةً
وعَمّرْتَ منها بالتلاوة مسجدا /
فلله عيناً من رآهم تطلَّعُوا / غصُوناً بروض الجود فيك ترعرعُوا
وفي دوحة العلياء منك تفرعُوا / ملوكٌ بجلبابِ الحياء تقنعُوا
أضاء بهم من أفق قصرك منتدى /
وقد أشعروا الصبر الجميلَ نفوسَهُمْ / وأضْفَوُا به فوق الحلي لبوسَهُمْ
وقد زيّنوا بالبِشر فيه شموسَهُمْ / وعاطَوْا كؤوس الأُنس فيه جليسَهُمْ
وأبْدَوْا على هوْل المقام تجلُّدا /
شمائلُ فيهم من أبيهم وَجَدِّهِمْ / تُفَصَّلُ آيُ الفخر فيها بحمدِهِمْ
وتنسبها الأنصار قدماً لسعدِهِمْ / تضيءُ بها نوراً مصابيح سعدِهِمْ
ولمْ لا ومن صحب الرسول توقّدا /
فوالله لولا سنةٌ قد أقَمتَها / وسيرة هديٍ للنّبِيّ علمتَها
وأحكامُ عدل لجنود رسمتها / لجالتْ بها الأبطال تقصد سمتَها
وتترك أوصال الوشيج مُقصَّدا /
ويا عاذراً أبدى لنا الشرعُ عُذْرَهُ / طرقت حمى قد عظم الله قدرَهُ
وأجريت طيباً يحسد الطيبُ نشرَهُ / لقد جئت ما تستعظم الصيدُ أمرَهُ
وتفديه إن يقبلْ خليفتها فدا /
رعى الله منها دعوة مستجابةً / أفادت نفوسَ المخلصين إنابةً
ولم تُلفِ من دون القبول حجابةً / وعاذرها لم يُبدِ عذراً مهابةً
فأوجب عن نقص كمالاً تزيّدا /
فنقص كمال المال وفرُ نصابِهِ / وما السيف إلا بعد مشق ذبابِهِ
وما الزهر إلا بعد شق إهابهِ / بقطع يراع الخط حُسْنُ كتابِهِ
وبالقص يزدادُ الذُبالُ توقدَا /
ولَمَّا قَضَوْا من سنّة الشَّرع واجبا / ولم نلق من دون الخلافة حاجبا
أفضنا نهني منك جذلان واهبا / أفاض علينا أنعُماً ومواهبا
تعوّد بذل الجود فيما تَعَوَّدا /
هنيئاً هنيئاً قد بلغت مؤمَّلاً / وأطلعت نوراً يبهر المتأمْلا
وأحرزت أجر المنعمين مكمَّلا / تبارك من أعطى جزيلاً وأجملا
وبلّغ فيك الدينّ والملك مقصدا /
ألا في سبيل العز والفخر موسِمُ / يظل به ثغر المسرّة يبسِمُ
وعَرفُ الرضى من جوه يتنسَّمُ / وأرزاق أرباب السعادة تقسمُ
ففي وصه ذهن الذكي تبلّدا /
وجلَّلت في هذا الصنيع مصانعا / تمنّى بدورُ التِّمِّ منهم مطالعا
وأبديت فيها للجمال بدائعا / وأجريتَ للإحسان فيها مشارعا
يودُّ بها نهرُ المجرّةِ موردا /
وأجريت فيها الخيل وهي سوابقُ / وإن طَلَبَتْ في الرَّوْع فهي لواحقُ
نجومٌ وآفاق الطراد مشارقُ / يفوتُ المتاحَ الطرف منها بوارقُ
إذا ما تُجاري الشّهبَ تستبق المدى /
وتطلعُ في ليل القتام كواكبا / وقد وردت نهرَ النهار مشاربا
تقودُ إلى الأعداءِ منها كواكبا / فترسم من فوق التراب محاربا
تحورُ رؤوسُ الروم فيهنَّ سجُدا /
سوابحُ بالنصر العزيز سوانحُ / وهُنَّ لأبواب الفتوح فواتحُ
تقود إليك النصرَ والله مانحُ / فما زلت بابَ الخير والله فاتح
وما تم شيء قد عدا بعدما بدا /
رياحٌ لها مثنى البروق أَعنّةٌ / ظِباءٌ فإن جَنَّ الظلام فجِنَّةٌ
تقيها من البدر المتمَّم جُنَّةٌ / وتُشرع من زُهر النجوم أسِنَةٌ
فتقذف شهبَ الرَّجم في أثغر العدا /
فأشهبُ من نسل الوجيه إذا انتمى / جرى فشأى شُهبَ الكواكب في السّما
وخلّف منها في المقلَّد أنجما / تردَّى جمالاً بالصباح ورُبمَّا
يقول له الإصباح نفس لك الفدا /
وأحمرُ قد أذكى به البأسُ جمرةً / وقد سلب الياقوت والوردّ حمرةً
أدار به ساقٍ من الحرب خمرةً / وأبدى حباباً فوقها الحسن غُرَّةً
يزيد بها خداً أسيلاً مورّدا /
وأشقرُ مهما شعشع الركضُ برقَهُ / أعار جوادَ البرق في الأفق سبقَهُ
بدا شفقاً قد جلّل الحسنُ أفقَهُ / ألمْ تَرَ أن الله أبدع خلقَهُ
فسال على أعطافه الحسنُ عسجدا /
وأصفرُ قد ودَّ الأصيلُ جمالَهُ / وقد قدَّ من بُرد العشيّ جِلالَهُ
إذا أسرجوا جِنحَ الظلام ذبالَهُ / فَغُرَّتُهُ شمسُ تضيء مجالَهُ
وفي ذيله ذيلُ الظلام قد ارتدى /
وأدهمُ في مسح الدُّجى متجردُ / يجيشُ بها بحرٌ من الليل مُزبدُ
وغُرَّتُه نَجمٌ به تتوقَّدُ / له البدرُ سرجٌ والنجوم مُقَلَّدُ
وفي فلق الصبح المبين تقيَّدا /
وأبيضُ كالقرطاس لاح صباحُهُ / على الحسن مغداه وفيه مراحُهُ
وللظّبَياتِ الآنساتِ مِراحُهُ / تراه كنشوانٍ أمالَتْهُ راحُهُ
وتحسبهُ وسطَ الجمال مُعربدا /
وذاهبةٌ في الجَوْ مِلْءَ عِنانِها / وقد لَفَعَتْها السُّحبُ بُرد عَنانِها
يفوت ارتداءَ الطَّرف لمح عِيانِها / وخَتَّمت الجوزاءُ سبط بنانِها
وصاغت لها حَلْيَ النجوم مقيّدا /
أَراها عمودُ الصبح عُلْوَ المصاعدِ / وأوهمها قربَ المدى المتباعدِ
ففاتته سبقاً في جال الرواعد / وأتحفتِ الكفَّ الخضيب بساعِدِ
فطوّقتِ الزُّهرَ النجومَ بها يدا /
وقد قذفتها للعصيّ حواصبُ / قد انتشرت في الجوِّ منها ذوائبُ
تزاوَرُ منها في الفضاء حبائبُ / فبينهما من قبل ذاك مناسبُ
لأَنهما في الروض قبلُ توَلّدا /
بناتٌ لأم قد حَبينَ لرَوْحها / دعاها الهوى من بعد كتم لبَوْحِها
فأقلامُها تهوي لخطِّ بلَوْحِها / فبالأمس كانت بعض أغصان دَوْحِها
فعادت إليها اليومَ من بعدُ عُودِّا /
ويا رُبَّ حصن في ذراها قد اعتلى / أنارتْ برُوجُ الأفق في مظهر العلا
بروجَ قصور شِدْتَها متطوّلا / فأنشأت برجاً صاعداً متنزَّلا
يكون رسولاً بينها متردِّدا /
وهل هي إِلاّ هالةٌ حولَ بدرِها / يصوغُ لها حلياً يليق بنحرِها
تطوّر أنواعاً تشيد بفخرِها / فحِجْل برجليها وشاحُ بخصْرِها
وتاجٌ بأعلى رأسها قد تنضّدا /
أراد استراقَ السّمع وهو ممنَّعُ / فقامَ بأذيال الدُّجى يتلفَّعُ
وأصغى لأخبار السّما يتسمّعُ / فأتبعَه منها ذوابل شرَّعُ
لتقذفه بالرعب مثنى ومَوْحَدا /
وما هو إلاَّ قائمٌ مدَّ كفَّهُ / ليسأَلَ من ربِّ السَّموات لُطفَهُ
لمولَى تولاّه وأحكم رصفَهُ / وكلّف أربا البلاغة وصفهْ
وأكرم منه القانت المتهجِّدا /
ملاقي ركب من وفود النواسمِ / مقبّلَ ثغر للبروق البواسم
مختِّمَ كفٌّ بالنجوم العوائمِ / مُبلِّغَ قصد من حضور المواسمِ
تجدده مهما صنيع تجدَّدا /
ومضطربٌ في الجو أثبت قامةً / تقدمٍ يمشي في الهواء كرامَةً
تطلَّع في غصن الرشاء كمامةً / وتحسبه تحت الغمام غمامةً
يسيل على أعطافها عَرَقُ الندى /
هوى واستوى في حالة وتقلّبَا / كخاطف برق قد تألَق خُلَّبَا
وتحسبه قد دار في الأفق كوكبَا / ومهما مشى واستوقف العقل معجبا
تُقَلِّب فيه العين لحظاً مردْدا /
لقد رام يرقى للسماء بسلَّم / فيمشي على خطَّ به متوهِّم
أجِلْ في الذي يُبديه فكر توسُّمِ / ترى طائراً قد حلّ صورة آدمِي
وجنَّا بمهواة الفضاء تمرَّدا /
ومنتسب للخال سمُّوْه مُلْجَما / له حَكَماتٌ حكمُها فاه أَلْجما
تخالَفَ جنساً والداه إذا انتمى / كما جنسُهُ أيضاً تخالف عنهما
عجبت له إذ لم يلدَّ تولّدا /
ثلاثتها في الذكر جاءت مُبينةً / من اللاء سَمَاها لنا اللهُ زينةً
وأنزل فيها آية مستبينةً / وأودع فيها للجهول سكينةً
وآلاءهُ فيها على الخلق بدَّدا /
كسوْه من الوشي اليماني هودجا / يمدُّ على ما فوقَه الظلَّ سَجْسَجَا
وكم صورةٍ تجلى به تهر الحجى / وجزل وقود ناره تصدع الدجى
وقلب حسودٍ غاظ مذكيه موقدا /
وما هي لا مظهر لجهادِهِ / أَرَتْنا بِها الأفراح فضل اجتهادهِ
ملاعبها هزَّت قدود صعادِهِ / وأذكرت الأبطال يوم طرادِهِ
فما ارتَبْتَ فيه اليومَ صدَّقتَهُ غدا /
أَلاَ جدَّدَ الرحمن صنعاً حضرتَهُ / ودوحَ الأماني في ذراه هصرتَهُ
بقصرٍ طويلُ الوصف فيه اختصرتَهُ / يقيّدُ طِرفَ الطَّرف مهما نظرتَهُ
ومن وجد الإحسان قيداً تقيّدا /
دعوتَ له الأشراف من كل بلدةٍ / فجاءوا بآمالٍ لهم مستجدّةِ
وخصّوا بألطافٍ لديه معدّةِ / أيادٍ بفيّاض الندى مستمدّةِ
فكلُّهُمُ من فضله قد تزوَّدَا /
وجاءتك من آل النَّبِيّ عصابةٌ / لها في مرامي المكرمات إصابةٌ
أحبتك حباً ليس فيه استرابةٌ / ولبَت دواعي الفوز منها إجابةٌ
وناداهُمُ التخصيص فابتدروا النّدا /
أجازوا إليك البحر والبحرُ يزخَرُ / لبحر سماح مَدُّهُ ليس يجزرُ
فروّاهُمُ من عذب جودك كوثرُ / ووالَيْتَ من نُعماك ما ليس يُحْصَرُ
وعظّمتَهم ترجو النَّبيَّ محمَّدا /
عليه صلاةُ الله ثم سلامُهُ / به طاب من هذا النظام اختتامُهُ
وجاء بحمد الله حلواً كلامُهُ / يعز على أهل البيان مرامُهُ
وتمسي له زُهر الكواكب حُسَّدا /
أبثُّ به حادي الركاب مشرِّقا / حديث جهادٍ للنفوس مشوّقا
رميتُ به من بالعراق مفوّقا / وأرسلت منه بالبديع مطوقا
حماماً على دَوح الثناء مغرّدا /
ركضتُ به خيلَ البيان إلى مدى / فأحرزتُ فضلَ السبق في حلبة الهدى
ونظّمتُ من نظم الدراري مقلَّدا / وطوّقتُ جيد الفخر عِقداً منضدا
وقمتُ به بين السِّمَاطين مِنشدا /
نسقْتُ من الإحسان فيه فرائدا / وأرسلتُ في روض المحاسن رائدا
وقلّدتُ عِطف الملك منه قلائدا / تعوّدتُ فيه للقبول عوائدا
فلا زلت للفعل الجميل معوِّدا /
ولا زلت للصنع الجميل مجدّدا / ولا زلت للفخر العظيم مخلدا
وعُمِّرتَ عُمراً لا يزال مجدَّدا / وعُمِّرتَ بالأبناء أوحدا أوحدا
وقرَتْ بهم عيناك ما سائق حدا /
نَواسِمُ البُسْتَانْ
نَواسِمُ البُسْتَانْ / تَنثُرُ سِلْكَ الزَّهَرِ
والطّلُّ في الأَغْصَانْ / يَنْظمُهُ بِالجَوْهَرِ
وَرَايةُ الإِصْباحْ / أَضَاءَ مِنْها المَشْرِقُ
تنشُرُها الأَرْوَاحْ / فلا تَزَالُ تخفِقُ
والزُّهْرُ زَهْرٌ فَاحْ / لها عُيونٌ ترمُقُ
فَأَيْقِظِ النُّدْمَانْ / يُبْصِرْنَ مَا لَمْ يُبْصَرِ
جَوَاهِرُ الشُّهبانُ / قد عرضَتْ للمشتري
قَدَحْتَ لي زَنْدَا / يا أَيُّهَذا البَارِقُ
أَذكرتني عَهْدا / إِذ الشبابُ رَائقُ
فالشوق لا يهدا / وَلاَ الفُؤَادُ الخافِقُ
وَكَيْفُ بالسُّلْوَانْ / والقَلْبُ رَهْنُ الفِكَرِ
وسُحُبُ الهِجْرَانْ / تحجب وَجْهَ القَمَرِ
لَوْلاَ شُموسُ الكَاسْ / نُديرها بين البُدُورْ
وعَرَّجَ الإِيناسْ / مِنّا عَلَى ربعِ الصُدُورْ
لكنْ لَهَا وَسْوَاسْ / يُغري برباتِ الخُدُورْ
كَمْ والد هَيْمانْ / بِصُبْحِ وَجْهِ مُسْفِرِ
ضياؤه قد بان / من تحت ليل مقمر
يا مطلعَ الأَنْوارْ / كَمْ فيكَ مِنْ مَرأَى جَميلْ
ونُزْهةَ الأَبْصَارْ / ما ضَرَّ لو تَشْفي الغَليلْ
يا روضَةَ الأَزْهارْ / وعَرْفُها يُبْرِي العليلْ
قَضِيبُكَ الفَيْنَانْ / يُسْقَى بِدَمْعٍ هَمِرِ
فَلاعج الأشجانْ / فيضَ الدموع يمتري
هَلْ في الهَوَى نَاصِرْ / أَوْ هَلْ يُجَارُ الهائِمُ
لو كانَ لي زائِرْ / طيفُ الخيالِ الحائِمُ
ما بتُّ بالساهِرْ / ودمع عيني ساجمُ
والحُبُّ ذو عُدوانْ / يَجْهَدُ في ظُلْم البَرِي
وصَارمُ الأَجْفَانْ / مُؤيَّدٌ بالحَوَرِ
رُحماكَ في صَبِّ / أَذْكَرْتَهُ عَهْدَ الصِّبَا
بَواعِثُ الحُبِّ / قادت إِلَيْهِ الوَصَبَا
لم تَهْفُ بالقَلْبِ / ريحُ الصَّبا إِلاّ صَبَا
بَليلةُ الأردانْ / قد ضُمِّخَتْ بالعَنْبَرِ
يُشيرُ غُصْنُ البانْ / منها بفَضْلِ المِئْزَرِ
طَيَّبَها حَمْدُ / فَخْرِ الملوكِ المجتبَى
مَنْ يَرْجَحُ الطَّودُ / من حِلْمِهِ إذا احتبى
قد جَرَّدَ السَّعْدُ / منْهُ حُساماً مُذْهَبَا
فَالبأْسُ والإِحسانْ / والغَوْثُ للمُسْتَنْصِرِ
تَحْمِلُهُ الرُّكبانْ / تحيةً لِلمنْبَرِ
عِصَابةُ الكُتَّابْ / حَقٌ لها الفَوْزُ العظيمْ
تختالُ في أثْوابْ / أَلْبَسَها الطَّوْلَ الجسيمْ
فَحَسْبُها الإِطْنَابْ / في الحمدِ والشكرِ العَمِيمْ
خَليفَةَ الرَّحْمَنْ / لاَ زِلْتَ سَامي المظْهَرِ
يا مَوْرِدَ الظمآنْ / ورأسَ مالِ المعْسِرِ
خُذْهَا على دَعْوَى / تَزْري على الرَّوْضِ الوسيمْ
جاءت كما تَهْوَى / أرقَّ من لَوْنِ النسيمْ
قد طارحَتْ شكوَى / مَنْ قالَ في الليلِ البهيمْ
ليلُ الهَوَى يَقْظَانْ / وَالحُبُّ تِرْبُ السَّهَرِ
والصَّبْرُ لي خَوَّانْ / والنومُ من عَيْني بَرِي
باللهِ يا قامَةَ القَضِيبِ
باللهِ يا قامَةَ القَضِيبِ / ومُخْجلَ الشَمْسِ والقَمَرْ
مَنْ مَلَكَ الحُسْنَ في القلوبِ / وأَيَّدَ اللَّحْظَ بالحَوَرْ
مَنْ لَمْ يَكُنْ طَبْعُهُ رقيقَا / لم يَدْرِ ما لَذَّةُ الصِّبا
فرب حُرٍّ غدا رقيا / تملكُهُ نفحَةُ الصَّبا
نَشْوانَ لم يشربِ الرحيقَا / لكنْ إِلَى الحُسْنِ قد صَبَا
فَعَذَّبَ القَلْبَ بالوَجيبِ / وَنَعَّمَ العَيْنَ بالنَظَرْ
وَبَاتَ والدمعُ في صَبيبِ / يقدحُ من قَلْبِه الشَرَرْ
عجبْتُ من قلْبيَ المُعَنَّى / يَهْفُوّ إِذَا هَبَّتِ الرِّيَاحْ
لَوْ كَانَ لِلصَّبِّ ما تَمَنّى / لَطَارَ شَوْقاً إِلَى البِطاحْ
وبُلْبُلُ الدَّوْحِ إِنْ تَغَنَّى / أَسْهَرَ ليلي إِلى الصّبَاحْ
عَسَاكَ إِنْ زُرْتَ يا طَبيبي / بالطَّيْفِ في رقْدةِ السَّحَرْ
أَنْ تَجْعَلَ النَّومَ من نَصيبي / والعَيْنَ تحمي من السَّهَرْ
كَمْ شادنٍ قَادَ لي الحُتُوفَا / بمربعِ القَلْبِ قَدْ سَكَنْ
يَسُلُّ من لَحْظِهِ سُيُوفَا / فالقَلْبُ بالروعِ ما سَكَنْ
خُلِقْتُ من عادتي أَلُوفَا / أَحِنُّ للأِلْفِ والسَّكَنْ
غَرنَاطَةٌ مَنْزلُ الحبيبِ / وقُربُها السُؤُلُ والوَطَرْ
تبهُرُ بالمنّظرِ العَجيبِ / فلا عَدَا رَبْعَها المَطَرْ
عَرَوسةٌ تاجُها السَّبِيكهْ / وزهرها الحَلْيَ والحللْ
لم تَرْضَ من عزها شريكَهْ / بحُسْنِها يُضرَبُ المَثَلْ
أَيَّدَها اللهُ من مليكهْ / تملُكُها أَشرَفُ الدُّوَلْ
بدولةِ المرتَجى المهيبِ / الْملِكِ الطاهرِ الأَغَرْ
تختالُ من بُردها القشيبِ / في حُلَّةِ النَّوْرِ والزَّهَرْ
كُرْسيُّها جَنَّةُ العَريفِ / مرآتُها صفحةُ الغديرْ
وجوهر الطلِّ عن شُنوفِ / تحكُمُها صنعةُ القديرْ
والأُنسُ فيها على صنوفِ / فمن هديلٍ ومن هديرْ
كَمْ خَرَّقَ الزَّهْرُ من جيوبِ / وكَلَّلَ القُضْبَ بالدُّرَرْ
فَالغُصْنُ كالكاعبِ اللَّعُوبِ / والطيرُ تَشْدُو بلا وَتَرْ
وَلائِمُ النَّصْر في احتفالِ / وفَرْحُ دينِ الهدى جَديدْ
سلطانها مُعمِلُ العوالي / مُحَمَّدُ الظافرُ السعيدْ
ومُخْجِلُ البدر في الكمالِ / سلطانها المجتبى الفريدْ
أَصْفَحُ مَوْلّى عن الذنوبِ / أكرمُ عافٍ إذا قَدرْ
وشمسُ هَدْيٍ بلا مغيبِ / وبحر جودٍ بلا حَسَرْ
مَوْلاَي يا عاقِدَ البُنُودِ / تُظَلَّلُ الأَوْجُهَ الصِّبَاحْ
أَوْحَشْتَ يا نُخبَةَ الوجودِ / غرناطةً هالةَ السَّمَاحْ
سافرتَ باليُمْنِ والسُّعُودِ / وَعُدْتَ بالفتحِ والنجاحْ
يا مُلْهَمَ القَلْبِ للغيوبِ / ومُطْعَمَ النَّصْرِ والظَّفَرْ
أسمعك الله عن قريبِ / عَلَى السَّلامَهْ مَعَ السَّفَرْ
رَيْحانَةُ الفَجْرِ قد أَطَلَّتْ
رَيْحانَةُ الفَجْرِ قد أَطَلَّتْ / خضراءَ بالزُّهْرِ تُزْهِرُ
ورايةُ الصبحِ قد أَظَلَّتْ / في مرقَبِ الشرقِ تُنْشَرُ
فَالشُّهْبُ من غارةِ الصَّباحِ / تُرعَدُ خوفاً وتَخْفِقُ
وَأَدهمُ الليل في جماحِ / أَعنَّةَ البرقِ يُطلقُ
والأفقُ في ملتقى الرياحِ / بأدمعّ الغيثِ يَشْرَقُ
والسحبُ بالجوهرِ استهلَّتْ / فالبرقُ سيفٌ مُجَوْهَرْ
صفاحُهُ المذهباتُ حلَّتْ / في راحةِ الجوِّ تُشْهَرُ
كم للصَّبا ثَمَّ من مَقيلِ / بطيبه الزَّهْرُ يَشْهَدُ
والنهر كالصارم الصقيلِ / في حِلْيةِ النَّوْرِ يُغمَدُ
وربَّ قالٍ بِهِ وقيلٍ / للطير في حينٍ تُنْشِدُ
فَأَلسُنُ الوُرْقِ قد أَمَلَّتْ / مدائحاً عنهُ تَشْكُرُ
ونسمةُ الصبح قد تجلَّتْ / في سُندسِ الرَّوضِ تعثُرْ
والكأْسُ في راحةِ النَّديمِ / يَجلو بها غيهبَ الهُمُومْ
أَقْبَسَتِ النارَ في القَديمِ / من قبلِ أن تُخلَقَ الكُرُومْ
والنهرُ في ملعبِ النَّسيمِ / للزهرِ في عِطْفِهِ رُقومْ
فَلَبَّةُ الحَلْي قد تَحَلَّتْ / والطَلُّ في القُضْبِ جَوْهَرُ
وبهجة الكون قد تَجَلَّتْ / والروضُ بالحسنٍ يَبْهُرُ
يُذْكِرُني وَجْنَةَ الحبيبِ / والآسَ في صفحةِ العِذَارْ
وشاربَ الشاربِ العجيبِ / بينَ أَقاحٍ وجُلَّنَارْ
يُديرُ من ثغرِهِ الشَّنيبِ / سلافةً دونَها العُقارْ
حَلَّت لأَهْلِ الهوَى وَجَلَّتْ / بالذكرِ والوهْمِ تُسْكِرُ
كَمْ مِن نُفوسٍ بها تَسَلَّتْ / فما لها الدهرَ مُنكِرُ
يا غصنَ بانٍ يميلُ زَهْوَا / رَيَّانَ في روضةِ الشَّبابْ
لو كُنْتَ تُصْغي لرفعِ شكوَى / أَطَلْتُ من قصةِ العِتابْ
وَمَنْ لمثلي بِبَثِّ نَجْوَى / للبدر في رفرفِ السحابْ
عَزَائمُ الصَّبْرِ فيك حُلَّتْ / وعُقْدَةُ الصَّبر تذخَرُ
قد أَكْثَرَتْ منكَ ما استَقَلَّتْ / وليت لو كنتَ تَشْعُرُ
كَمْ لَيْلَةٍ بتُّها وبِتَّا / ضِدَّيْنِ في السُّهدِ والرُّقَادْ
أسامرُ النجمَ فيكَ حَتَّى / عَلَّمتُ أَجْفَانَها السُّهَادْ
أَرْقُبُ بدر الدجى وأَنتَا / قد لُحْتَ في هالةِ الفُؤادْ
نَفْسِيَ وَلَّيْتَ ما تَوَلَّتْ / دَعْهَا على الشوقِ تَصْبِرُ
لو سُمْتَها الهَجْرَ ما تَوَلَّتْ / ولم تكنْ عنكَ تَنْفِرُ
عَلَّمَهَا الصَّبْرَ في الحروبِ / سلطانُنَا عاقِدُ البُنُودْ
مُعَفِّرُ الصَّيدِ للجنوبِ / أَعَزُّ مَنْ خُفَّ بالجُنُودْ
نُصِرْتَ بالرعبِ في القُلوبِ / والبيضُ لم تبرحِ الغُمودْ
عِنايةُ اللهِ فيه حَلَّتْ / بسعدهِ الدينُ يُنْصَرُ
والخَلْقُ في عصرِهِ تَمَلَّتْ / غَنائماً ليس تُحْصَرُ
مولايَ يا نُكتةَ الزمانِ / دارَ بما تَرْتَضِي الفَلَكْ
حَلَلْتَ باليُمْنِ والأمانِ / كلُّ مليكٍ وما مَلَكْ
لَمْ يَدْرِ وَصْفي ولا عِياني / أَمَلِكٌ أَنْتَ أَمْ مَلَكْ
جنودُكَ الغُلْبُ حيث حَلَّتْ / بالفتْحِ والنصْرِ تُخْفَرُ
وعادة الله فيك دَلَّتْ / أنكَ بالكُفْرِ تَظْفَرُ
يا آيةَ اللهِ في الكمالِ / ومُخْجِلَ البدر في التَّمامْ
قدِمْتَ بالعزِّ والجَلالَ / والدَهْرُ في ثَغره ابتسامْ
يختالُ في حُلَّةِ الجمالِ / والبدرُ قد عادَ في اخْتِتَامْ
رَيْحَانَةُ الفَجرِ قد أَطَلَّتْ / خَضْراءَ بالزُّهْر تُزْهِرُ
ورايةُ الصُبحِ قد أَظَلَّتْ / في مرقبِ الشرقِ تُنْشَرُ
عليكِ يا رَيَّةُ السلامُ
عليكِ يا رَيَّةُ السلامُ / ولا عَدَا رَبْعَكِ المطَرْ
مُذْ حَلَّ في قصرِكِ الإمامُ / فقُربُكِ السؤلُ والوَطَرْ
والدَّوْحُ في روضكِ الأَنيقْ / للشكْر قد حَطَّتِ الرُّؤُوسْ
والغصنُ في نَهْرهِ غَريقْ / وفي حَلاهُ كما عروسْ
والجوُّ من وجهِكَ الشّريقْ / تحسُدُهُ أَوْجُهُ الشموسْ
وأَعْيُنُ الزَّهْرِ لا تَنامُ / تَسْتَعْذِبُ السُّهْدَ والسَّهَرْ
تَنْفُثُ مِنْ تحتِها الغَمامُ / تَرقيكَ من أَعْيُنِ الزَّهَرْ
عَروسةٌ أَنْت يا عَقيلَهْ / تُجْلَى على مَظْهرِ الكَمالْ
مَدَّتْ لكِ الكفَّ مُسْتقيلَهْ / تمسَحُ أَعْطافَك الشَّمَالْ
والبَحْرُ مرْآتُكِ الصَّقيلّهْ / تَشِفُّ عنْ ذلكَ الجَمَالْ
والحَلْيُ زَهْرٌ لَهُ انتظامُ / يُكَلِّلُ القُضْبَ بالدُّرَرْ
قد راقَ من ثغرهِ ابتسامُ / والوردُ في خَدِّها خَفَرْ
إِنْ قيلَ مَنْ بَعْلُها المفَدَّى / وَمَنْ لَهُ وَصْلُها مُباحْ
أقولُ أسنَى الملوكِ رِفْدَا / مُخَلَّدُ الفَخْر بالصِّفاحْ
مُحَمَّدُ الحمدِ حينَ يُهْدَى / ثناؤُهُ عاطِرَ الرياحْ
تُخْبِرُ عن طيبهِ الكِمامُ / والخُبْرُ يُغْني عن الخَبَرْ
فالسعْدُ والرُّعْبُ والحُسَامُ / والنصْرُ آياتُهُ الكُبَرْ
ذو غُرةٍ تَسْحَر البُدُورَا / وطلعةٍ تُخْجِلُ الصّباحْ
كم رايةٍ سَامَها ظهورَا / تُظَلِّلُ الأَوجُهَ الصِّبَاحْ
وكم ظَلامٍ جَلاهُ نُورَا / أَظْفَرَ بالفَوزِ والنجاحْ
الطَّاهرُ الظَّاهرُ الهُمامُ / أَعَزُّ من صَالَ وافْتَخَرْ
لِسَيْفِهِ في العِدى احتكِامُ / جرَى بِهِ سابِقُ القَدَرْ
يا مُرسِلَ الخيرِ في الغِوارِ / لو تَطْلُبُ البحْرَ تَلْحَقُ
لَكَ الجواري إذا تجاري / سَوابقَ الشُّهْبِ تسْبِقُ
تَسْتَنُّ في لُجَّةِ البِحارِ / فالكُفرُ مِنْهُنَّ يَفْرَقُ
فَالدَّيْنُ وَلْيُقْصَرِ الكلامُ / بسيفِكَ اعْتَزَّ وانتصَرْ
كذاكَ أَسْلافُكُ الكرامُ / هُمْ نصَروا سَيِّدَ البَشَرْ
فمنهج النصرا
فمنهج النصرا / على أحزاب الكفّار
من بعد ما كانت / مغيب ذات إشفاق
تشتاق إلى ضيفه / وواجبا تشتاق
إذي جري ذكروا / تقول من الأشواق
قد طالت السفرا / واوحشن صحب الدار
فللسحّاب عبرا / تضحك لها الأزهار
فاليوم نهنّوها / بنيلها المقصود
بعودة المولى / فالطالع المسعود
أسقاتهَ الرحما / من فيض بحر الجود
وحازت الأثرا / بفاتح الأمصار
بالصعدة السمرا / والأبيض البتار
هنيّ موليّى / بالعود كف ترضا
فحيث ما وجّهت / مآربك تقضا
ويبلغ الأوطار / مقامك الأرضا
من مصر هيّ / ومن النيل
عروس مجليّا / مريه هو شنيل
سبيكته كرسي / وحصنها الإكليل
وتاجها الحمرا / ه مطلع الأنوار
قد أكسبوا الشهرا / خليفه الأنصار
في أسعد ألوقات / وطالع الإسعاد
وموسما مشهور / وعيد من الأعياد
تلقان بالأحباب / والأهل والأولاد
يخرج بالشمرا / بجوه بحل أقمار
يقول يا بشرا / ولوال يا أحرار
وليسمي حن جي / صحيح بحمد اللّه
كذا اسعدوا رب و / بالجمال حلاّه
بدر سماح مكمول / سبحن من أعلاه
تأيّدوا ألقدرا / وتسعدوا الأقدار
فدولتَك غُرّا / تشرّف الأمصار
والفلك قد أجرا / لها بما تختار
قد تمّ لي زجلي / من خيرة الأزجال
الحب أنطقني / ولم تكن زجّال
نطقت تهنيّ / وخاطري قد جال
في صاحب الوفرا / والخصر بالزنار
يقوت هو حمرا / والعنق من بلّار
ذيب نرهن ذا الغفاره
ذيب نرهن ذا الغفاره / ونرده في غباره
ونقول اسقين حوحو / ونميل من حيط لأخر
ويقولوا حن يروني / سكر هي من الف شاهر
كن زوج للتوب لاكن / لم تكن عندي بماهر
لول خوفي للإماره / مابقا منّه إماره
ريت من تب قبل منها / عاد يجبرط هو عليها
الرياه منه يمنع / والقلوب تحن إليها
وسمّي فهذا الأيّم / والثمار تنشر حليها
أي عروسا بخماره / تسحر النس بخماره
لول حب ذا الفلانا / ما كنجنح للتصاب
حسنها أخذن غفلا / وم يكن شي في حساب
بعد ما نوّر عذاري / والبياض رجع خضاب
ليست للحسن شاره / ورمست قلبي إشاره
بسهام من لحظ ان احور / وشفار ان با بليّا
وجسم أبيض مدلفن / مثل جبنة ان طريّا
رمت نرجع لها سفج / رجعت تقلي عليّا
وتقول عني لجاره / الفقير مالو تجاره
رب ينصر الخليفا / الذي يعطي ويغني
المزاح غلب عليّا / والهوى لشنّه فنّي
ماه فن يا رقيعا / غير نمدح ونهنّي
للذّي يفني النصاره / وصل اللّه انتصاره
شت أن معين مبارك
شت أن معين مبارك / بعد وقفة ان كبيرا
قد رحم رب ودارك / إلى أهل ذا الجزيرا
ما لهذا الخير قيما / غير شكر الرب الأوحد
إنّه أكبر غنيما / فوجب يشكر ويحمد
قد أفاض نعم عميما / بش يمجّد ويوحّد
جلّ ربّي وتبارك / ما العيون إلا قريرا
من قرا سورة تبارك / قد فهم هذا السريرا
كلّ شي بالرحم يظهر / وبها هوّت وجود
بجميع الكون مظهر / لكرام ولجود
ولذا تسبيح يشهر / ولذا هوّت سجود
يا فلك ماه مدارك / ونجومك المنيرا
إلّ تطلب ان تدارك / بجرى شمس الظهيرا
من جمال الحضر لمحا / وعليها أنت تحلّق
وكمي استنشقت نفحا / فالنجوم ترعد وتخفق
والوجود كل كصفحا / بقلام القدر يمشق
ريت زهرك ونوارك / ونجومك الكثيرا
وشموسك وقمارك / ما هيت إلا معيرا
رب يسعد الخليفا / فالغني مولاه يفنيه
الغني باللّه صيفا / هي تسمّيه هي تكنّيه
من أرى ذات الشريفا / قد فهم سر ومعنيه
بسط اللّه في افتدارك / بذك الذات الشهيرا
فالجزير الكل دارك / وإليك هيت مشيرا
أش يقول مولاي عبدك / وكمالك لسّ يلحق
بالكرم عقدت بندك / وبريح الجود يشرشق
كف حمل الري جدك / والرسول جيش بشرق
من ل فخر كافتخارك / بمآثرك الأثيرا
وجهادك وابتدارك / القلوب به مستنيرا
الإلاه يحمد ويشكر
الإلاه يحمد ويشكر / المطر من اهن لشكر
والإلاه ينعم صباحك / ويديم لنا سعودك
ويبلّغك اقتراحك / ويديم للدين وجودك
بسيوفك ورماحك / وبباسك وبجودك
الفتوح ترقب وتذكر / وإليك هيّت تبكر
السمي نثر جواهر / والربيع بساط ان اخضر
والغصون تنظم ازاهر / والنواسم فيه تعثر
والسمى تخفي الزواهر / وسيوف البرق تشهر
وبنات السحب تبكر / عل غيظ امّ ال يكره
ما ترى إلا سواقي / بمذاب الفض تجري
والثمار تقول لساقي / ذا الحلي نجعل تجري
أي خلاخل هو لساقي / وأي نطاق هوّت لنحري
دهر كن لي فيه نفكّر / فذبا نشرب ونسكر
القلوب قد كن فصاحت / والشمقلي خل يقلي
والمساكن كافتضاحت / والبدو تبدي تغلّي
وقصاحت ومصاحت / والذي تقل بع لي
فيعبّن وينشكر / والزرع يخبي وينكر
دنيَ هيّت في حليها / والفحوص تضي وتشرق
والبروق تضحك عليها / ودموع الغيث تهرق
والودان تجري إليها / وهيت تلمع وتبرق
عشت بعميما / والبياض تحته وفوقه
السما / مم طال للغيث شوقه
أصبحت مثل الحميما / والورق تشبه لطوقه
والشراب رجع مسكّر / والمطر يعقده مسكر
والصباح يخجل منّوا / منه ظلل فالثنيا
والنسيم يرولن عنّ / طيب شمائل عنبرايّا
وبيوت زجلي يثنّ / بالمطر قالوا هنيّا
الإلاه يحمد ويشكر / المطر من اهن لا شكر
والمروج حتّي لو كر / رجعت للسيل موكر
ها ذ كل سعد مولا / نسأل اللّه ان يديم
كل فخر هو به أولا / كل سلطان هو خديم
وصف كل بال لولا / والكمال هوت نديم
يسلفو الأنصار يذكّر / ويغيّر كل منكر