المجموع : 48
وَأَدعو لَهُ بِالعُمرِ دَعوَةَ صادِقٍ
وَأَدعو لَهُ بِالعُمرِ دَعوَةَ صادِقٍ / وَآيَةُ نُجحِ القَصدِ في الصِدقِ في القَصدِ
وَذَلِكَ أَنّي إِن دَعَوتُ لِعُمرِهِ / وَجِئتُ بِمَدحي جاءَهُ المَدحُ بِالخُلدِ
هَبِ الناسَ قالوا مِثلَ قَولي بِقَولِهِم / فَهَل لَهُم فيكَ الَّذي فِيَّ مِن وُدِّ
مَتِّع لِحاظَكَ مِن خِلٍّ تُوَدِّعُهُ
مَتِّع لِحاظَكَ مِن خِلٍّ تُوَدِّعُهُ / فَلا أَخٌ لَكَ بَعدَ اليَومِ في الوادي
وَخُذها عُقوداً وَلا مِنَّةً
وَخُذها عُقوداً وَلا مِنَّةً / إِذا قُلتُ لِلبَحرِ خُذها عُقودا
فَلا غَروَ وَالدُرُّ مِن كَفِّهِ اِس / تفيدَ إِلى سَمعِهِ أَن يَعودا
بَعَثتُ إِلَيكَ بِها جُنَّةً / بَعَثتُ إِلى المَجدِ مِنها الخُلودا
وَكَم كانَ لي قِدماً قَصيدٌ ومقصدٌ
وَكَم كانَ لي قِدماً قَصيدٌ ومقصدٌ / أَقاما عَلى وَعدٍ بِكُفأَينِ لِلمَجدِ
مَنازِلُ كانَت في اِنتِظارٍ لِساكِنِ / فَدونَكَ سُكناها عَلى الطائِرِ السَعدِ
وَلَم يَهدِني قَصدٌ إِلى قَصدِ مَدحِهِ / فَأُطنِبَ إِلّا أَن يَكونَ عَلى القَصدِ
وَمِن قَبلِهِ كُنّا نُرَجّيهِ لِلمُنى / فَأَمّا لِتَحبيرِ الثَناءِ فَمِن بَعدِ
عُلاً فَوقَ غياتِ المَقولِ وَمُنتَهى ال / ثناءِ وَوُسعُ الحَمدِ مِن أَوسَعِ الجَهدِ
الحُسنُ جادَ عَلى الأَحبابِ فَاِزدادوا
الحُسنُ جادَ عَلى الأَحبابِ فَاِزدادوا / لَكِنَّ أَحبابَنا في الحُسنِ ما جادوا
فيهِنَّ مِن شَبَهِ الغِزلانِ أَربَعَةٌ / نَفْرٌ وَطيبٌ وَأَحداقٌ وَأَجيادُ
وَقَد بَكَت لِضَنى العُشّاقِ أَربَعَةٌ / طِبٌّ وَفُرشٌ وَسُمّارٌ وَعُوّادُ
هَمّي بِهِم زائِدٌ زادَتهُ أَربَعَةٌ / يَنمي وَيَهمي وَيَستَشري وَيَزدادُ
وَكَيفَ يُبقي عَلى العَينَينِ أَربَعَةٌ / عِداً وَدَمعٌ وَإِطراقٌ وَتَسهادُ
هَيهاتَ يَصدُقُ مِنكَ الظَنَّ أَربَعَةٌ / عَهدٌ وَوُدٌّ وَأَقوالٌ وَميعادُ
لَهُ مِنَ الغُصُنِ الرَيّانِ أَربَعَةٌ / عالٍ وَباهٍ وَمَيّالٌ وَمَيّادُ
له من الكوكب الدريِّ أربعةٌ / نشرٌ وشكرٌ وإصدارٌ وإيرادُ
لَهُ إِذا سُلَّ سَيفُ المَدحِ أَربَعَةٌ / غَيظٌ وَوَثبٌ وَإيقادٌ وَإِزنادُ
وَلي مِنَ الدَهرِ عَمّا رُمتُ أَربَعَةٌ / كَدٌّ وَرَدٌّ وَإِقصاءٌ وَإِقصادُ
وَلي مِنَ السَعيِ في المَرجُوِّ أَربَعَةٌ / بَأسٌ وَيَأسٌ وَإِخلالٌ وَإِخلادُ
وَلِلعَزيزِ مِنَ المُملوكِ أَربَعَةٌ / قلبٌ ونطقٌ وأخلاقٌ وإحمادُ
تجمَّعت في مديحي فيه أربعةٌ / سَبكٌ وَنَظمٌ وَإِنشاءٌ وَإِنشادُ
جَوابُ راوي ثَنائي فيهِ أَربَعَةٌ / نَسخٌ وَدَرسٌ وَتَكريرٌ وَإيرادُ
أَيّامَنا وَاللَيالي فيهِ أَربَعَةٌ / فِعلٌ وَأُنسٌ وَأَعراسٌ وَأَعيادُ
فَلَم يَطُف بِاِعتِقادِ الخَلقِ أَربَعَةٌ / نَصبٌ وَرَفضٌ وَإِشراكٌ وَإِلحادُ
الأَمنُ ما سُلِكَت في الأَرضِ أَربَعَةٌ / بَرٌّ وَبَحرٌ وَأَغوارٌ وَأَنجادُ
ما دونَ مُنقَطَعٍ في الأَرضِ أَربَعَةٌ / لَيثٌ وَذِئبٌ وَقُطّاعٌ وَمُرّادُ
تُحمى بِهِ مِن بِلادِ اللَهِ أَربَعَةٌ / مِصرٌ وَشامٌ خُراسانٌ وَبَغدادُ
إِن يَبقَ فيها بَقايا فَهيَ أَربَعَةٌ / تَنأى فَتُفتَحُ تَستَعصي فَتَنقادُ
يُدَبِّرُ المُلكَ مِن عُثمانَ أَربَعَةٌ / عَزمٌ وَحَزمٌ وَأَفكارٌ وَأَرصادُ
يُثني عَلَيهِ مِنَ الأَوقاتِ أَربَعَةٌ / يَومٌ وَشَهرٌ وَأَعوامٌ وَآبادُ
تَندى بِجودِكَ عامَ المَحلِ أَربَعَةٌ / أُفقٌ وَأَرضٌ وَأَنفاسٌ وَأَكبادُ
وَفيهِ مِن صادِقاتِ السُحبِ أَربَعَةٌ / فَيضٌ وَسَيلٌ وَإِبراقٌ وَإِرعادُ
أُعطي العَزيزُ عَزيزُ النَصرِ أَربَعَةٌ / عَدلٌ وَبَأسٌ وَإِرفاقٌ وَإِرفادُ
وَنَشَّرَت عَزمَهُ بِالنَصرِ أَربَعَةٌ / سَعيٌ وَسَعدٌ وَراياتٌ وَأَعوادُ
بِهِ لِنارِ العِدا في الحَربِ أَربَعَةٌ / رَفعٌ وَخَفضٌ وَإِطفاءٌ وَإِيقادُ
أَمّا المُلوكُ لِمَولانا فَأَربَعَةٌ / رِقٌّ وَجُندٌ وَأَنصارٌ وَأَعضادُ
هَذا وَفيكَ لَهُم بِالحَقِّ أَربَعَةٌ / لُطفٌ وَعَطفٌ وَتَثقيفٌ وَإِرشادُ
لَكَ الرَعِيَّةُ يَومَ العَرضِ أَربَعَةٌ / راءٍ وَرادٍ وَمُدّاحٌ وَأَشهادُ
كَما هُمُ بِكَ في دُنياكَ أَربَعَةٌ / راضٍ وَراجٍ وَقَوّامٌ وَسَجّادُ
وَعِندَهُم مِن نَدى نُعماكَ أَربَعَةٌ / كَنزٌ وَحِرزٌ وَأَبراكٌ وَأَمدادُ
فَما يُصيبُهُمُ ما عِشتَ أَربَعَةٌ / هَمٌّ وَغَمٌّ وَأَوجالٌ وَأَنكادُ
يَأوي إِلى بابِكَ المَفتوحِ أَربَعَةٌ / ضَعفي وَلَهفي وَرُوّادٌ وَوُرّادُ
قَلِّب عُداتَكَ فَهيَ اليَومَ أَربَعَةٌ / قَتلى وَأَسرى وَهُرّابٌ وَحُيّادُ
تَشقى بِساعِدِكَ المسعودِ أَربَعَةٌ / هامٌ وَأَيدٍ وَأَسيافٌ وَأَغمادُ
وَحُكِّمَت بِكَ في الكُفّارِ أَربَعَةٌ / بيضٌ وَسُمرٌ وَأَغلالٌ وَأَصفادُ
لِلَهِ في الأَرضِ مِن ذا البَيتِ أَربَعَةٌ / سُحبٌ وَرَوضٌ وَأَقمارٌ وَأَطوادُ
تَوارَثَت بِكَ مُلكَ الأَرضِ أَربَعَةٌ / نَجلٌ وَصِنوٌ وَآباءٌ وَأَجدادُ
سيما رِجالِ بَني أَيّوبَ أَربَعَةٌ / بيضٌ وَسُمرٌ وَأَمجادُ وَأَنجادُ
وَفيهِم مِن خِلالِ الأُسدِ أَربَعَةٌ / وَثبٌ وَضَغمٌ وَإِعجالٌ وَإِلتادُ
يا مَن يُحَدِّثُ عَن جَدواهٌ أَربَعَةٌ / نُطقٌ وَحالٌ وَأَرواحٌ وَأَجسادُ
يَسُرُّني وَيَسوءَ القَومَ أَربَعَةٌ / أَهلٌ وَصَحبٌ وَأَعداءٌ وَحُسّادُ
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ / أَنجَزَ وَعدَ الأَمسِ هَذا الغَدُ
فَالغَدُ قَد أَعجَلَني حَثُّهُ / عَن أَن أَقولَ اليَومَ لا تَبعُدوا
ما لَكَ إِلّا اليَومَ في شِدَّتي / أَنتَ صَديقٌ أَنتَ أَنتَ العَدو
قُليتَ لا كانَ لِساني لِمَن / لَيسَ لَهُ في كَشفِ خَطبٍ يدُ
وَأَغيَدٍ أَهيَفَ وَالحُبِّ بي / لَم يَهفُ إِلّا الأَهيَفُ الأَغيَدُ
بَدا بِهِ البُخلُ فَأَلحاظُهُ / عَطشى وَفي ريقَتِهِ المَورِدُ
تَستَشهِدُ الأَغصانُ في أَنَّها / كَعِطفِهِ اللَدنِ وَما أَشهَدُ
وَالناسُ حُسّادٌ عَلى وَصلِهِ / وَما أَلومُ الناسَ أَن يَحسُدوا
إِن شَبَّهوهُ صَنَماً فَاِنْهَهُم / فَإِنَّهُم في الحُبِّ قَد أَلحَدوا
وَذَلِكَ الجَمرُ عَلى خَدِّهِ / يُقبِسُكَ النورَ وَلا يوقَدُ
النارُ في خَدِّكَ لا تَنطَفي / وَالنارُ في قَلبِيَ لا تَبرُدُ
كَأَنَّما قامَ بِمِحرابِهِ / مِن صُدغِهِ ذو خَشيَةٍ يَسجُدُ
يَدعو لِأَيّامِ العَزيزِ الَّتي / بِالعَدلِ في أَحكامِها تَخلُدُ
فَكُلُّ أَرضٍ بِالنَدى جَنَّةٌ / وَكُلُّ دارٍ لِلدُعا مَسجِدُ
يا نِعمَةَ اللَهِ الَّتي فَضلُها / يوجِدُ إيمانَ الَّذي يَجحَدُ
يَستَنفِدُ الآمالَ مَعروفُهُ / وَهوَ عَلى المَعهودِ لا يَنفَدُ
لِلَهِ بابٌ مِنكَ في أَرضِهِ / ما دونَهُ مَلجاً وَلا مَقصِدُ
وَيَستَوي مَورِدَ مَعروفِهِ / مَسودُ هَذا الخَلقِ وَالسَيِّدُ
عَبدُهُم حُرٌّ بِإِعتاقِهِ / وَحُرُّهُم بِالجودِ مُستَعبَدُ
كُلُّهُمُ أَسرى نَدىً سَرَّهُم / أَنَّهُمُ في كَفِّهِ أَعبُدُ
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى / بِتُربٍ سِواهُ قَد سَمِعنا بِوِردِهِ
وَلَولا وَقارُ الشَيبِ كُنّا بِأَمرِهِ / حَكَمنا عَلى عَصرِ الشَبابِ بِرَدِّهِ
أَيا بَدرُ قَد أَسهَرتَ عَينَيَّ فَاِرقُدِ
أَيا بَدرُ قَد أَسهَرتَ عَينَيَّ فَاِرقُدِ / وَشاهَدتَ ما جاهَدتُ يا نَجمُ فَاِشهَدِ
إِذا لَم تُعايِن في الصَباحِ مَسَرَّةً / فَلا تَحسَبَنَّ اللَيلَ لَيسَ بِسَرمَدِ
وَيا عاذِلي رِفقاً كَفاني صُدودُهُ / فَإِن شِئتَ فَاِنقُص مِن مَلامِكَ أَو زِدِ
تَمازَجَ في خَدَّيهِ ماءٌ وَجَمرَةٌ / تَمازُجَ دَمعي في الهَوى وَتَوَقُّدي
فَقَد قَعَدتَ لِلهَمِّ وَالفَقرِ وَالدُجى / وَأَموالِها وَالناكِثينَ بِمَرصَدِ
وَلَولا قُدودُ الغيدِ لَم يُبقِ حُكمُها / لِذي أَودٍ في دَهرِنا مِن تَأَوُّدِ
وَفَوا غَيرَ أَنَّ السَمهَرِيَّ وَأَنَّهُ / يُحازُ بِأَيديهِم شَكا لِلمُهَنَّدِ
فَما فَلَّلوا إِلّا بِسَيفٍ مُفَلَّلٍ / وَلا أَقصَدوا إِلّا بِرُمحٍ مُقَصَّدٍ
لَهُم في الوَغى أَغصانُ سُمرٍ كَأَنَّما / تُحَفُّ إِذا أَجروا الدِماءَ بِمَورِدِ
تَأَمَّل فَيا حُسنَ الَّذي أَنتَ تَجتَلي / وَأَمِّل فَيا صِدقَ الَّذي أَنتَ تَجتَدي
إِذا جَدَّ قُلتَ المَرءُ فيها مُخَلَّدٌ / وَإِن جادَ قُلتَ المَرءُ غَيرُ مُخَلَّدِ
جَمَعتَ الَّذي فيهِم وَزِدتَ عَلَيهِمُ / فَأَنتَ كَمَعنى ناظِمٍ مُتَوَلِّدِ
وَما فَوقَ ما قَد نِلتَهُ مِن زِيادَةٍ / بَلِ اللَهُ أَولى بِالزِيادَةِ فَاِزدَدِ
لا تُحَدِّث سِواكَ نَفسٌ بِفَضلٍ
لا تُحَدِّث سِواكَ نَفسٌ بِفَضلٍ / ذاكَ رَجعٌ عَنِ الأَماني بَعيدُ
وَاِنجَلَت مِصرُ إِذ تَجَلّى عَروساً / وَكَأَنَّ الأَهرامَ فيها نُهودُ
وَسَرى في سَحابَةٍ مِن عَجاجٍ / بَينَ كَفَّيهِ غَيثُها المَورودُ
وَمِن الريحِ في يَدَيهِ عِنانٌ / وَعَلَيهِ مِنَ النُجومِ عُقودُ
وَاِنثَنى وَالزَمانُ يُنشِدُ فيهِ / هكَذا تَخدِمُ المُلوكَ السُعودُ
أَنا مِن قائِمِ الحُسامِ نَذيرٌ / فَهوَ إِن قامَ فَالرُؤوسُ حَصيدُ
هُوَ كَأسٌ وَسَكرَةُ المَوتِ قالَت / ذاكَ مِنّي ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ
وَمَتى يَلفِظُ العَدُوُّ بِقَولٍ / فَعَلَيهِ مِنهُ رَقيبٌ عَتيدُ
وَإِذا رِشتَ بِالأَيادي جَناحي / فَمعَاني العَلاءِ مِمّا أَصيدُ
نَفَينا سَوادَ اللَيلِ عَن دَولَةِ الهُدى
نَفَينا سَوادَ اللَيلِ عَن دَولَةِ الهُدى / فَلا رايَةٌ سَودا وَلا أُمَّةٌ سَودا
وَبَينَ مُجازاةٍ ضَرَبنا وَجِزيَةٍ / فَمِن طائِعٍ أَدّى وَمِن خالِعٍ أَودى
إِيابٌ كَما آبَ الحُسامُ إِلى الغِمدِ
إِيابٌ كَما آبَ الحُسامُ إِلى الغِمدِ / وَعَودٌ كَما عادَ النَدى وَرَقَ الوَردِ
كَعَودِ الحَيا لِلرَوضِ وَالرَيِّ لِلصَدى / وَروحِ الرِضا لِلسُخطِ وَالنُجحِ لِلوَعدِ
وَبَدرِ الدُجى للأُفق وَالمَنِّ للِمُنى / وَعُتبى الهَوى للصَبِّ وَالوَصلِ لِلصَدِّ
وَإِن تَنثُرِ الأَيّامُ عِقدَ تَأَلُّفٍ / فَرُبَّ اِنتِثارٍ كانَ أَنظَمَ لِلعِقدِ
تَحَوَّلَ ذاكَ الحالُ وَاِنصَرَفَ الأَسى / فَمِن زَمَنٍ وَغدٍ إِلى زَمَنٍ رَغدِ
وَما أَنا إِلّا مِن أَقَلِّ عَبيدِهِ
وَما أَنا إِلّا مِن أَقَلِّ عَبيدِهِ / وَلَكِن عُبَيدٌ مِن أَقَلِّ عَبيدِ
وَرُبَّ شَريد الفِكرِ لا الشِعرِ قَد أَتى / بِصَخرٍ لِصَخرِ وَهوَ لِاِبنِ شَريدِ
رَضيتُ بِهِ مَولىً وَلَم يَرضَني عَبدا
رَضيتُ بِهِ مَولىً وَلَم يَرضَني عَبدا / وَلَم يُعطِني عَفواً وَلَم أُعطِهِ الجَهدا
وَمازادَني في القُربِ عَن حالَةِ النَوى / فَأَشكُرَ قُرباً مِنهُ أَو أَشكُرَ البُعدا
وَلا ناسَمتني مِن نَواحيهِ نَفحَةٌ / وَجَدتُ لِرَيّاها عَلى كَبِدي بَردا
وَواجَهَني وَجهُ الغِنى مُتَبَسِّماً / وَوَلّى إِلَيَّ الفَقرُ ظَهراً فَلا رُدّا
فَلا تَذكُروا وَفداً عَلى آلِ بَرمَكٍ / فَلَو لَحِقوا ذا الجودَ كانوا لَهُ وَفدا
فَيا لَيتَ قَومي يَعلَمونَ بِأَنَّني / بَلَغتُ إِلى حَدٍّ تجاوزَ بِي الحَدّا
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً / مَلَأَت يَدَيهِ في الثَوابِ بِها يَدي
أَجزي بِواحِدَةٍ أُلوفاً مِثلَها / وَأَحوزُ بِالتَكريرِ فِعلَ المُبتَدي
خَليلَيَّ قَد اَبصَرتُ عَيشِيَ بَعدَهُ
خَليلَيَّ قَد اَبصَرتُ عَيشِيَ بَعدَهُ / كَأَنّي قَد أَبصَرتُ عَيشِيَ مِن بَعدي
وَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ وَالقُربُ يُرتَجى / فَكَيفَ أَكونُ اليَومَ في اليَأسِ وَالبُعدِ
وَكانَ أَجَلُّ الخَطبِ عِندِيَ صَدُّهُ / فَمَن لي وَطوبى لَو رَجَعتُ إِلى الصَدِّ
إِذا ما فَقَدتَ الأُنسَ مِمَّن تُحِبُّهُ / فَنَفسُكَ لا المَحبوبُ أَفجَعُ بِالفَقدِ
فَنيتُ أَسىً لمّا بَقيتَ مَكارِماً / فَأَصبَحتَ في دارٍ وَأَصبَحتُ في لَحدِ
لَيَهنِكَ مِن بَعدِ الرَدى باقي الثَنا / وَإِن كُنتَ مِن تَحتِ الثَرى بالِيَ البُردِ
تَدِبُّ دَبيبَ النارِ وَالهَمُّ فَحمُها
تَدِبُّ دَبيبَ النارِ وَالهَمُّ فَحمُها / أَلَم تَرَها يَومَ الحِمامِ تُرَمَّدُ
وَكُنتُ عَهِدتُ النارَ تَعلو وَهَذِهِ / تُحَيّي وُجوهَ الشارِبينَ وَتَسجُدُ
إِذا رَكَعَ الإِبريقُ أَذرى دُموعَهُ / وَهَل يُنكِرُ الظَلماءَ مَن يَتَهَجَّدُ
إِذا الطَيرُ وَالعيدانُ فيها تَجاوَبَت / عَجِبتُ مِنَ الجُدرانِ لِمَ لا تُغَرِّدُ
أَبَت كاسِيا أَن تَلبَسَ اللَيلَ أَسوَداً / وَلا الهَمَّ إِنَّ الهَمَّ كَاللَيلِ أَسوَدُ
وَباشَرَ أَسرارَ النُفوسِ كَبيرُها / عَلى حالَتَيهِ إِذا تَذوبُ وَتَجمُدُ
رُبَّ وَعدِ مِنكَ جِئتُ إِلى
رُبَّ وَعدِ مِنكَ جِئتُ إِلى / نَيلِهِ جَهراً فَلَم أَجِدِ
ما لِوَعدِ بَينَنا عَمَلٌ / إِن نَوَيتَ النُجحَ لا تَعِدِ
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً / ما بَينَ أَزهارٍ وَأَرضِ عِهادِ
أَفدي بِأَبيَضِ ناظِرَيَّ بَياضَهُ / وَسَوادَ أَحرُفِهِ بِنورِ سَوادي
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني / وَالبُعدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ عَهدي
فَإِذا الَّذي حَسُنَت مُوَدَّتُهُ / بِالقُربِ ضاعَفَها عَلى البُعدِ
أَيُّها الراحِلونَ عَنّي وَيَحدو
أَيُّها الراحِلونَ عَنّي وَيَحدو / في مَطاياهُم بِقَلبِيَ حادي
بِنتُمُ بِالفُؤادِ وَالأُنسِ وَالرا / حَةِ وَالصَبرِ وَالمُنى وَالرُقادِ
طيبُ عَيشي فارَقتُهُ يَومَ فارَق / تُم فَهَل كُنتُم عَلى ميعادِ
قَد سَلَبتُم مِنَ الفُؤادِ سُوَيدا / هُ وَكُنتُم مِن ناظِري في السَوادِ
فَأُعيدوا إِلى فُؤادِيَ ما غا / بَ مِنَ الأُنسِ أَو أُعيدوا رُقادي