القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 48
وَأَدعو لَهُ بِالعُمرِ دَعوَةَ صادِقٍ
وَأَدعو لَهُ بِالعُمرِ دَعوَةَ صادِقٍ / وَآيَةُ نُجحِ القَصدِ في الصِدقِ في القَصدِ
وَذَلِكَ أَنّي إِن دَعَوتُ لِعُمرِهِ / وَجِئتُ بِمَدحي جاءَهُ المَدحُ بِالخُلدِ
هَبِ الناسَ قالوا مِثلَ قَولي بِقَولِهِم / فَهَل لَهُم فيكَ الَّذي فِيَّ مِن وُدِّ
مَتِّع لِحاظَكَ مِن خِلٍّ تُوَدِّعُهُ
مَتِّع لِحاظَكَ مِن خِلٍّ تُوَدِّعُهُ / فَلا أَخٌ لَكَ بَعدَ اليَومِ في الوادي
وَخُذها عُقوداً وَلا مِنَّةً
وَخُذها عُقوداً وَلا مِنَّةً / إِذا قُلتُ لِلبَحرِ خُذها عُقودا
فَلا غَروَ وَالدُرُّ مِن كَفِّهِ اِس / تفيدَ إِلى سَمعِهِ أَن يَعودا
بَعَثتُ إِلَيكَ بِها جُنَّةً / بَعَثتُ إِلى المَجدِ مِنها الخُلودا
وَكَم كانَ لي قِدماً قَصيدٌ ومقصدٌ
وَكَم كانَ لي قِدماً قَصيدٌ ومقصدٌ / أَقاما عَلى وَعدٍ بِكُفأَينِ لِلمَجدِ
مَنازِلُ كانَت في اِنتِظارٍ لِساكِنِ / فَدونَكَ سُكناها عَلى الطائِرِ السَعدِ
وَلَم يَهدِني قَصدٌ إِلى قَصدِ مَدحِهِ / فَأُطنِبَ إِلّا أَن يَكونَ عَلى القَصدِ
وَمِن قَبلِهِ كُنّا نُرَجّيهِ لِلمُنى / فَأَمّا لِتَحبيرِ الثَناءِ فَمِن بَعدِ
عُلاً فَوقَ غياتِ المَقولِ وَمُنتَهى ال / ثناءِ وَوُسعُ الحَمدِ مِن أَوسَعِ الجَهدِ
الحُسنُ جادَ عَلى الأَحبابِ فَاِزدادوا
الحُسنُ جادَ عَلى الأَحبابِ فَاِزدادوا / لَكِنَّ أَحبابَنا في الحُسنِ ما جادوا
فيهِنَّ مِن شَبَهِ الغِزلانِ أَربَعَةٌ / نَفْرٌ وَطيبٌ وَأَحداقٌ وَأَجيادُ
وَقَد بَكَت لِضَنى العُشّاقِ أَربَعَةٌ / طِبٌّ وَفُرشٌ وَسُمّارٌ وَعُوّادُ
هَمّي بِهِم زائِدٌ زادَتهُ أَربَعَةٌ / يَنمي وَيَهمي وَيَستَشري وَيَزدادُ
وَكَيفَ يُبقي عَلى العَينَينِ أَربَعَةٌ / عِداً وَدَمعٌ وَإِطراقٌ وَتَسهادُ
هَيهاتَ يَصدُقُ مِنكَ الظَنَّ أَربَعَةٌ / عَهدٌ وَوُدٌّ وَأَقوالٌ وَميعادُ
لَهُ مِنَ الغُصُنِ الرَيّانِ أَربَعَةٌ / عالٍ وَباهٍ وَمَيّالٌ وَمَيّادُ
له من الكوكب الدريِّ أربعةٌ / نشرٌ وشكرٌ وإصدارٌ وإيرادُ
لَهُ إِذا سُلَّ سَيفُ المَدحِ أَربَعَةٌ / غَيظٌ وَوَثبٌ وَإيقادٌ وَإِزنادُ
وَلي مِنَ الدَهرِ عَمّا رُمتُ أَربَعَةٌ / كَدٌّ وَرَدٌّ وَإِقصاءٌ وَإِقصادُ
وَلي مِنَ السَعيِ في المَرجُوِّ أَربَعَةٌ / بَأسٌ وَيَأسٌ وَإِخلالٌ وَإِخلادُ
وَلِلعَزيزِ مِنَ المُملوكِ أَربَعَةٌ / قلبٌ ونطقٌ وأخلاقٌ وإحمادُ
تجمَّعت في مديحي فيه أربعةٌ / سَبكٌ وَنَظمٌ وَإِنشاءٌ وَإِنشادُ
جَوابُ راوي ثَنائي فيهِ أَربَعَةٌ / نَسخٌ وَدَرسٌ وَتَكريرٌ وَإيرادُ
أَيّامَنا وَاللَيالي فيهِ أَربَعَةٌ / فِعلٌ وَأُنسٌ وَأَعراسٌ وَأَعيادُ
فَلَم يَطُف بِاِعتِقادِ الخَلقِ أَربَعَةٌ / نَصبٌ وَرَفضٌ وَإِشراكٌ وَإِلحادُ
الأَمنُ ما سُلِكَت في الأَرضِ أَربَعَةٌ / بَرٌّ وَبَحرٌ وَأَغوارٌ وَأَنجادُ
ما دونَ مُنقَطَعٍ في الأَرضِ أَربَعَةٌ / لَيثٌ وَذِئبٌ وَقُطّاعٌ وَمُرّادُ
تُحمى بِهِ مِن بِلادِ اللَهِ أَربَعَةٌ / مِصرٌ وَشامٌ خُراسانٌ وَبَغدادُ
إِن يَبقَ فيها بَقايا فَهيَ أَربَعَةٌ / تَنأى فَتُفتَحُ تَستَعصي فَتَنقادُ
يُدَبِّرُ المُلكَ مِن عُثمانَ أَربَعَةٌ / عَزمٌ وَحَزمٌ وَأَفكارٌ وَأَرصادُ
يُثني عَلَيهِ مِنَ الأَوقاتِ أَربَعَةٌ / يَومٌ وَشَهرٌ وَأَعوامٌ وَآبادُ
تَندى بِجودِكَ عامَ المَحلِ أَربَعَةٌ / أُفقٌ وَأَرضٌ وَأَنفاسٌ وَأَكبادُ
وَفيهِ مِن صادِقاتِ السُحبِ أَربَعَةٌ / فَيضٌ وَسَيلٌ وَإِبراقٌ وَإِرعادُ
أُعطي العَزيزُ عَزيزُ النَصرِ أَربَعَةٌ / عَدلٌ وَبَأسٌ وَإِرفاقٌ وَإِرفادُ
وَنَشَّرَت عَزمَهُ بِالنَصرِ أَربَعَةٌ / سَعيٌ وَسَعدٌ وَراياتٌ وَأَعوادُ
بِهِ لِنارِ العِدا في الحَربِ أَربَعَةٌ / رَفعٌ وَخَفضٌ وَإِطفاءٌ وَإِيقادُ
أَمّا المُلوكُ لِمَولانا فَأَربَعَةٌ / رِقٌّ وَجُندٌ وَأَنصارٌ وَأَعضادُ
هَذا وَفيكَ لَهُم بِالحَقِّ أَربَعَةٌ / لُطفٌ وَعَطفٌ وَتَثقيفٌ وَإِرشادُ
لَكَ الرَعِيَّةُ يَومَ العَرضِ أَربَعَةٌ / راءٍ وَرادٍ وَمُدّاحٌ وَأَشهادُ
كَما هُمُ بِكَ في دُنياكَ أَربَعَةٌ / راضٍ وَراجٍ وَقَوّامٌ وَسَجّادُ
وَعِندَهُم مِن نَدى نُعماكَ أَربَعَةٌ / كَنزٌ وَحِرزٌ وَأَبراكٌ وَأَمدادُ
فَما يُصيبُهُمُ ما عِشتَ أَربَعَةٌ / هَمٌّ وَغَمٌّ وَأَوجالٌ وَأَنكادُ
يَأوي إِلى بابِكَ المَفتوحِ أَربَعَةٌ / ضَعفي وَلَهفي وَرُوّادٌ وَوُرّادُ
قَلِّب عُداتَكَ فَهيَ اليَومَ أَربَعَةٌ / قَتلى وَأَسرى وَهُرّابٌ وَحُيّادُ
تَشقى بِساعِدِكَ المسعودِ أَربَعَةٌ / هامٌ وَأَيدٍ وَأَسيافٌ وَأَغمادُ
وَحُكِّمَت بِكَ في الكُفّارِ أَربَعَةٌ / بيضٌ وَسُمرٌ وَأَغلالٌ وَأَصفادُ
لِلَهِ في الأَرضِ مِن ذا البَيتِ أَربَعَةٌ / سُحبٌ وَرَوضٌ وَأَقمارٌ وَأَطوادُ
تَوارَثَت بِكَ مُلكَ الأَرضِ أَربَعَةٌ / نَجلٌ وَصِنوٌ وَآباءٌ وَأَجدادُ
سيما رِجالِ بَني أَيّوبَ أَربَعَةٌ / بيضٌ وَسُمرٌ وَأَمجادُ وَأَنجادُ
وَفيهِم مِن خِلالِ الأُسدِ أَربَعَةٌ / وَثبٌ وَضَغمٌ وَإِعجالٌ وَإِلتادُ
يا مَن يُحَدِّثُ عَن جَدواهٌ أَربَعَةٌ / نُطقٌ وَحالٌ وَأَرواحٌ وَأَجسادُ
يَسُرُّني وَيَسوءَ القَومَ أَربَعَةٌ / أَهلٌ وَصَحبٌ وَأَعداءٌ وَحُسّادُ
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ / أَنجَزَ وَعدَ الأَمسِ هَذا الغَدُ
فَالغَدُ قَد أَعجَلَني حَثُّهُ / عَن أَن أَقولَ اليَومَ لا تَبعُدوا
ما لَكَ إِلّا اليَومَ في شِدَّتي / أَنتَ صَديقٌ أَنتَ أَنتَ العَدو
قُليتَ لا كانَ لِساني لِمَن / لَيسَ لَهُ في كَشفِ خَطبٍ يدُ
وَأَغيَدٍ أَهيَفَ وَالحُبِّ بي / لَم يَهفُ إِلّا الأَهيَفُ الأَغيَدُ
بَدا بِهِ البُخلُ فَأَلحاظُهُ / عَطشى وَفي ريقَتِهِ المَورِدُ
تَستَشهِدُ الأَغصانُ في أَنَّها / كَعِطفِهِ اللَدنِ وَما أَشهَدُ
وَالناسُ حُسّادٌ عَلى وَصلِهِ / وَما أَلومُ الناسَ أَن يَحسُدوا
إِن شَبَّهوهُ صَنَماً فَاِنْهَهُم / فَإِنَّهُم في الحُبِّ قَد أَلحَدوا
وَذَلِكَ الجَمرُ عَلى خَدِّهِ / يُقبِسُكَ النورَ وَلا يوقَدُ
النارُ في خَدِّكَ لا تَنطَفي / وَالنارُ في قَلبِيَ لا تَبرُدُ
كَأَنَّما قامَ بِمِحرابِهِ / مِن صُدغِهِ ذو خَشيَةٍ يَسجُدُ
يَدعو لِأَيّامِ العَزيزِ الَّتي / بِالعَدلِ في أَحكامِها تَخلُدُ
فَكُلُّ أَرضٍ بِالنَدى جَنَّةٌ / وَكُلُّ دارٍ لِلدُعا مَسجِدُ
يا نِعمَةَ اللَهِ الَّتي فَضلُها / يوجِدُ إيمانَ الَّذي يَجحَدُ
يَستَنفِدُ الآمالَ مَعروفُهُ / وَهوَ عَلى المَعهودِ لا يَنفَدُ
لِلَهِ بابٌ مِنكَ في أَرضِهِ / ما دونَهُ مَلجاً وَلا مَقصِدُ
وَيَستَوي مَورِدَ مَعروفِهِ / مَسودُ هَذا الخَلقِ وَالسَيِّدُ
عَبدُهُم حُرٌّ بِإِعتاقِهِ / وَحُرُّهُم بِالجودِ مُستَعبَدُ
كُلُّهُمُ أَسرى نَدىً سَرَّهُم / أَنَّهُمُ في كَفِّهِ أَعبُدُ
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى / بِتُربٍ سِواهُ قَد سَمِعنا بِوِردِهِ
وَلَولا وَقارُ الشَيبِ كُنّا بِأَمرِهِ / حَكَمنا عَلى عَصرِ الشَبابِ بِرَدِّهِ
أَيا بَدرُ قَد أَسهَرتَ عَينَيَّ فَاِرقُدِ
أَيا بَدرُ قَد أَسهَرتَ عَينَيَّ فَاِرقُدِ / وَشاهَدتَ ما جاهَدتُ يا نَجمُ فَاِشهَدِ
إِذا لَم تُعايِن في الصَباحِ مَسَرَّةً / فَلا تَحسَبَنَّ اللَيلَ لَيسَ بِسَرمَدِ
وَيا عاذِلي رِفقاً كَفاني صُدودُهُ / فَإِن شِئتَ فَاِنقُص مِن مَلامِكَ أَو زِدِ
تَمازَجَ في خَدَّيهِ ماءٌ وَجَمرَةٌ / تَمازُجَ دَمعي في الهَوى وَتَوَقُّدي
فَقَد قَعَدتَ لِلهَمِّ وَالفَقرِ وَالدُجى / وَأَموالِها وَالناكِثينَ بِمَرصَدِ
وَلَولا قُدودُ الغيدِ لَم يُبقِ حُكمُها / لِذي أَودٍ في دَهرِنا مِن تَأَوُّدِ
وَفَوا غَيرَ أَنَّ السَمهَرِيَّ وَأَنَّهُ / يُحازُ بِأَيديهِم شَكا لِلمُهَنَّدِ
فَما فَلَّلوا إِلّا بِسَيفٍ مُفَلَّلٍ / وَلا أَقصَدوا إِلّا بِرُمحٍ مُقَصَّدٍ
لَهُم في الوَغى أَغصانُ سُمرٍ كَأَنَّما / تُحَفُّ إِذا أَجروا الدِماءَ بِمَورِدِ
تَأَمَّل فَيا حُسنَ الَّذي أَنتَ تَجتَلي / وَأَمِّل فَيا صِدقَ الَّذي أَنتَ تَجتَدي
إِذا جَدَّ قُلتَ المَرءُ فيها مُخَلَّدٌ / وَإِن جادَ قُلتَ المَرءُ غَيرُ مُخَلَّدِ
جَمَعتَ الَّذي فيهِم وَزِدتَ عَلَيهِمُ / فَأَنتَ كَمَعنى ناظِمٍ مُتَوَلِّدِ
وَما فَوقَ ما قَد نِلتَهُ مِن زِيادَةٍ / بَلِ اللَهُ أَولى بِالزِيادَةِ فَاِزدَدِ
لا تُحَدِّث سِواكَ نَفسٌ بِفَضلٍ
لا تُحَدِّث سِواكَ نَفسٌ بِفَضلٍ / ذاكَ رَجعٌ عَنِ الأَماني بَعيدُ
وَاِنجَلَت مِصرُ إِذ تَجَلّى عَروساً / وَكَأَنَّ الأَهرامَ فيها نُهودُ
وَسَرى في سَحابَةٍ مِن عَجاجٍ / بَينَ كَفَّيهِ غَيثُها المَورودُ
وَمِن الريحِ في يَدَيهِ عِنانٌ / وَعَلَيهِ مِنَ النُجومِ عُقودُ
وَاِنثَنى وَالزَمانُ يُنشِدُ فيهِ / هكَذا تَخدِمُ المُلوكَ السُعودُ
أَنا مِن قائِمِ الحُسامِ نَذيرٌ / فَهوَ إِن قامَ فَالرُؤوسُ حَصيدُ
هُوَ كَأسٌ وَسَكرَةُ المَوتِ قالَت / ذاكَ مِنّي ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ
وَمَتى يَلفِظُ العَدُوُّ بِقَولٍ / فَعَلَيهِ مِنهُ رَقيبٌ عَتيدُ
وَإِذا رِشتَ بِالأَيادي جَناحي / فَمعَاني العَلاءِ مِمّا أَصيدُ
نَفَينا سَوادَ اللَيلِ عَن دَولَةِ الهُدى
نَفَينا سَوادَ اللَيلِ عَن دَولَةِ الهُدى / فَلا رايَةٌ سَودا وَلا أُمَّةٌ سَودا
وَبَينَ مُجازاةٍ ضَرَبنا وَجِزيَةٍ / فَمِن طائِعٍ أَدّى وَمِن خالِعٍ أَودى
إِيابٌ كَما آبَ الحُسامُ إِلى الغِمدِ
إِيابٌ كَما آبَ الحُسامُ إِلى الغِمدِ / وَعَودٌ كَما عادَ النَدى وَرَقَ الوَردِ
كَعَودِ الحَيا لِلرَوضِ وَالرَيِّ لِلصَدى / وَروحِ الرِضا لِلسُخطِ وَالنُجحِ لِلوَعدِ
وَبَدرِ الدُجى للأُفق وَالمَنِّ للِمُنى / وَعُتبى الهَوى للصَبِّ وَالوَصلِ لِلصَدِّ
وَإِن تَنثُرِ الأَيّامُ عِقدَ تَأَلُّفٍ / فَرُبَّ اِنتِثارٍ كانَ أَنظَمَ لِلعِقدِ
تَحَوَّلَ ذاكَ الحالُ وَاِنصَرَفَ الأَسى / فَمِن زَمَنٍ وَغدٍ إِلى زَمَنٍ رَغدِ
وَما أَنا إِلّا مِن أَقَلِّ عَبيدِهِ
وَما أَنا إِلّا مِن أَقَلِّ عَبيدِهِ / وَلَكِن عُبَيدٌ مِن أَقَلِّ عَبيدِ
وَرُبَّ شَريد الفِكرِ لا الشِعرِ قَد أَتى / بِصَخرٍ لِصَخرِ وَهوَ لِاِبنِ شَريدِ
رَضيتُ بِهِ مَولىً وَلَم يَرضَني عَبدا
رَضيتُ بِهِ مَولىً وَلَم يَرضَني عَبدا / وَلَم يُعطِني عَفواً وَلَم أُعطِهِ الجَهدا
وَمازادَني في القُربِ عَن حالَةِ النَوى / فَأَشكُرَ قُرباً مِنهُ أَو أَشكُرَ البُعدا
وَلا ناسَمتني مِن نَواحيهِ نَفحَةٌ / وَجَدتُ لِرَيّاها عَلى كَبِدي بَردا
وَواجَهَني وَجهُ الغِنى مُتَبَسِّماً / وَوَلّى إِلَيَّ الفَقرُ ظَهراً فَلا رُدّا
فَلا تَذكُروا وَفداً عَلى آلِ بَرمَكٍ / فَلَو لَحِقوا ذا الجودَ كانوا لَهُ وَفدا
فَيا لَيتَ قَومي يَعلَمونَ بِأَنَّني / بَلَغتُ إِلى حَدٍّ تجاوزَ بِي الحَدّا
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً / مَلَأَت يَدَيهِ في الثَوابِ بِها يَدي
أَجزي بِواحِدَةٍ أُلوفاً مِثلَها / وَأَحوزُ بِالتَكريرِ فِعلَ المُبتَدي
خَليلَيَّ قَد اَبصَرتُ عَيشِيَ بَعدَهُ
خَليلَيَّ قَد اَبصَرتُ عَيشِيَ بَعدَهُ / كَأَنّي قَد أَبصَرتُ عَيشِيَ مِن بَعدي
وَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ وَالقُربُ يُرتَجى / فَكَيفَ أَكونُ اليَومَ في اليَأسِ وَالبُعدِ
وَكانَ أَجَلُّ الخَطبِ عِندِيَ صَدُّهُ / فَمَن لي وَطوبى لَو رَجَعتُ إِلى الصَدِّ
إِذا ما فَقَدتَ الأُنسَ مِمَّن تُحِبُّهُ / فَنَفسُكَ لا المَحبوبُ أَفجَعُ بِالفَقدِ
فَنيتُ أَسىً لمّا بَقيتَ مَكارِماً / فَأَصبَحتَ في دارٍ وَأَصبَحتُ في لَحدِ
لَيَهنِكَ مِن بَعدِ الرَدى باقي الثَنا / وَإِن كُنتَ مِن تَحتِ الثَرى بالِيَ البُردِ
تَدِبُّ دَبيبَ النارِ وَالهَمُّ فَحمُها
تَدِبُّ دَبيبَ النارِ وَالهَمُّ فَحمُها / أَلَم تَرَها يَومَ الحِمامِ تُرَمَّدُ
وَكُنتُ عَهِدتُ النارَ تَعلو وَهَذِهِ / تُحَيّي وُجوهَ الشارِبينَ وَتَسجُدُ
إِذا رَكَعَ الإِبريقُ أَذرى دُموعَهُ / وَهَل يُنكِرُ الظَلماءَ مَن يَتَهَجَّدُ
إِذا الطَيرُ وَالعيدانُ فيها تَجاوَبَت / عَجِبتُ مِنَ الجُدرانِ لِمَ لا تُغَرِّدُ
أَبَت كاسِيا أَن تَلبَسَ اللَيلَ أَسوَداً / وَلا الهَمَّ إِنَّ الهَمَّ كَاللَيلِ أَسوَدُ
وَباشَرَ أَسرارَ النُفوسِ كَبيرُها / عَلى حالَتَيهِ إِذا تَذوبُ وَتَجمُدُ
رُبَّ وَعدِ مِنكَ جِئتُ إِلى
رُبَّ وَعدِ مِنكَ جِئتُ إِلى / نَيلِهِ جَهراً فَلَم أَجِدِ
ما لِوَعدِ بَينَنا عَمَلٌ / إِن نَوَيتَ النُجحَ لا تَعِدِ
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً / ما بَينَ أَزهارٍ وَأَرضِ عِهادِ
أَفدي بِأَبيَضِ ناظِرَيَّ بَياضَهُ / وَسَوادَ أَحرُفِهِ بِنورِ سَوادي
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني / وَالبُعدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ عَهدي
فَإِذا الَّذي حَسُنَت مُوَدَّتُهُ / بِالقُربِ ضاعَفَها عَلى البُعدِ
أَيُّها الراحِلونَ عَنّي وَيَحدو
أَيُّها الراحِلونَ عَنّي وَيَحدو / في مَطاياهُم بِقَلبِيَ حادي
بِنتُمُ بِالفُؤادِ وَالأُنسِ وَالرا / حَةِ وَالصَبرِ وَالمُنى وَالرُقادِ
طيبُ عَيشي فارَقتُهُ يَومَ فارَق / تُم فَهَل كُنتُم عَلى ميعادِ
قَد سَلَبتُم مِنَ الفُؤادِ سُوَيدا / هُ وَكُنتُم مِن ناظِري في السَوادِ
فَأُعيدوا إِلى فُؤادِيَ ما غا / بَ مِنَ الأُنسِ أَو أُعيدوا رُقادي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025