المجموع : 25
شكاية شاك سوف يظهرها غداً
شكاية شاك سوف يظهرها غداً / ترددت الأشجان فيه فردّدا
كسير جناح جاور الروض أزمنا / وبات على خضر الغصون مغردا
جفاه ربيع فانثنى عنهُ وردهُ / فلم يلف إلا بعده الحزن موردا
فيا روض أن يصبح أديمك يابساً / ويمس بك الغصن اللبيس مجردا
وتندب بك الورقاء نوراً وزهرة / ويبك بك الشحرور باناً وأملدا
فدع كل صوت بعد صوتي فإنني / أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
أبداً ترامي غيرها وترادي
أبداً ترامي غيرها وترادي / أكذا أعادي الأكرمين تعادي
باتت بليل لا يرجى صبحه / والحق أبلج والأمور بواد
ثقلت عليها الفادحات فأصبحت / ذلل الكواهل رخوة الأعضاد
يا سنة قدح الحمام زنادها / من أي كف أم بأي زناد
لما أصبت فؤاد بطرس فادمى / ظلماً أصبت بمصر كل فؤاد
ألبستها من بعد فقد حبيبها / ثوب الحداد وأي ثوب حداد
مجد تجلله الضريح بليله / هذا بياض راح تحت سواد
لله أي دم أراق مغرر / رابي الضغائن كامن الأحقاد
أروى صوادي أنفس سبعية / تلك النفوس إلى الدماء صواد
تحيا على الأفساد في أشباحها / وتموت حين تموت بالافساد
تأوي إلى الأجساد لا لمساءة / وتسيء حين تحل في الأجساد
سكن الهوى فيها فليس يهيجه / إن ناح باك أو ترنم شاد
نم هنيئاً ولنشك طول السهاد
نم هنيئاً ولنشك طول السهاد / يا طبيب الأرواح والأجساد
لست أشكو الفراق فهو قصير / ربما نلتقي بلا ميعاد
والسبيل التي بلغت مداها / يا أبا الفاضلين للأولاد
أمطرتك الدموع أعين قوم / أشفقت من تسعر الأكباد
ورثاك الراثون بالنثر والشعر / فجدوا في القول والإنشاد
قد رزقت الثناء حيّاً وميتاً / وسيبقى للكتب لا الأحفاد
عشت حراً أيام لم يك في ذا ال / شرق حر إلا عدته العوادي
بالله يا خنجر من جردك
بالله يا خنجر من جردك / من جفنك البالي شديد السواد
أي فؤاد ظالم أغمدك / من بعد ذاك الجفن في ذا الفؤاد
ظلمت لكن ليس ذا الأوّلا / عُوِّدتَ يا خنجر أن تقتلا
الناس في أوطاننا يقتلون / عودهم ذلك آباؤهم
تمضي قرون ثم تمضي قرون / ويتبع الآباء أبناؤهم
ما بدلوا والكون قد بدلا / كأنهم من غير هذا الملا
فروق ضجت قلت ماذا جرى / فاضطربت عند جوابي فروق
ماذا دهى أم ملوك الورى / كيف عراها من سؤالي الخفوق
من عادة الشاعر أن يسألا / وعادة المنزل أن يبخلا
أرى عيوناً ملؤها أدمع / وأسمع الأنات تحت الصدور
لا بد أن تحترق الأضلع / لا بد للحزن بها أن يثور
جل مصاب الناس أن يحملا / أثقلهم ما شاء أن يثقلا
في مشهد من حرس جامد / وأمة صاحية نائمه
صبت رصاصات على القائد / وافتقد الجيشئ ناظمه
فحق للأكبد أن تشعلا / وحق للأعين أن تهملا
سيجدي الأسى لو أن في الموت ما يجدي
سيجدي الأسى لو أن في الموت ما يجدي / فخل فصيح الدمع يبدي الذي يبدي
أيوم علي لو يرد الفتى الردى / فأنت وأيم الله أخلق بالرد
هددت بناء العز فينا ولم نكن / نظن بناء العز يجدر بالهد
نزلت بقوم المجد خطباً فأقبلوا / سهارى حيارى فازعين إلى المجد
وكنا نخاف البعد يوماً وليلة / فكيف وهذا البعد أقصى مدى البعد
أمنفرداً في قبره بعد قصره / لقد كنت تدعي قبل ذلك بالفرد
هجعت هجوعاً لا انتباهة بعده / وخلفت من خلفت إثرك في سهد
لقد كنت بين الصيد طلاع أنجد / فليس لطلاعين بعدك من نجد
فغالب فيك الحزن والحزن غالب / يداهمنا في العين حيناً وفي الكبد
سبقت إلى العلياء جرداً سواهماً / فهلا سبقت الموت يا سابق الجرد
قضى الخير لما أن قضيت وأصبحت / جنود المنايا ساطيات على الجند
سقاك الحيا كنت الحيا لمؤمل / تصوب عليه بالجزيل من الرفد
فصلى عليك الله حيّاّوميتاً / ومتعت بالرضوان في جنة الخلد