المجموع : 31
سلامٌ على الثَّغْرِ الذي طال عنهدُه
سلامٌ على الثَّغْرِ الذي طال عنهدُه / سلامٌ يَرِثُّ الدهرُ وهْو جديد
فكم لي فيه من غُدْوةٍ وعَشيةٍ / صَفا العيشُ لي فيهنّ كيفَ أُريد
شبابٌ وأَحبابٌ وعيش كأنه / أميرٌ على الأيام وهْي جنود
أُراسل من أَهْوَى حديثا وما له / سوى غمز أجفان العيون بَريد
وكم خُلْسة للَّثْم فيها كأنها / على طمأٍ عذبُ المذاق بَرود
ثغورٌ بذاك الثغر تَحِكي أَقاحَه / إذا لمحتْه الشمسُ وهْو يَميد
بَعُدْتَ على رغمي فكيف تَلَذُّلي / حياةٌ ولو طالتْ وهنّ بعيد
ليالٍ كأبياتِ المعاني بديعةٌ / وسائرُ عمري بعدهنّ قَصيد
يا دارُ حَلَّت فيك كلُّ سعادةٍ
يا دارُ حَلَّت فيك كلُّ سعادةٍ / طولَ الزمانِ على نظامٍ واحدِ
وَحَويْتِ كل مَسَرَّةٍ وكُفيتِ ك / لَّ مَضَرَّةٍ وعَلَوْتِ كلَّ مُعانِد
وغَدتْ ببابك للنجاح بَشائر / من صادِرٍ يَلْقَى عزيمةَ وارد
وتَنافستْ في مدِح ساكِنك الوَرى / من بينِ مُثْنٍ لا يَمَلُّ وحامد
فلقد سَما فوقَ النجومِ بمثِلها / مِن زُهْرِ أفعالٍ وجَدٍّ صاعد
فإذا ابتغيْنا الفضلَ كان مَقرُّه / بيدَيْ أبى عبد الإله القائد
لم يُعْلِ شاهِنْشاهُ رتبةَ قَدْرِه / في العز إلا وهْو أَخْبَرُ ناقد
اللهُ يرفعُ في المعالي قَدْرَه / أَبدا على رغم العدو الحاسد
يا دارُ دارتْ بك السُّعودُ
يا دارُ دارتْ بك السُّعودُ / كأنها منك تستفيدُ
فيكِ من الحُسنِ كلُّ معنى / يُقَصِّر عن مثله الوُجود
فأنتِ بعضُ اقتراحِ مولىً / للفضلِ من كَفِّه وُرود
لا زال في نعمةٍ وعزٍّ / بينهما يهلك الحسود
صَوَّره الله للعطايا / فطبعُه نَخْوةٌ وجُود
لما رأيتُك فوقَ السرير
لما رأيتُك فوقَ السرير / ولاح المَناوِرُ والمَسْنَدُ
رأيتُ سليمان في ملكه / يخاطبني وأنا الهُدهد
عجبتُ لجرأةِ هذا الغزالِ
عجبتُ لجرأةِ هذا الغزالِ / وأمرٍ تَخطَّى له واعتمدْ
وأعجبْ به إذا أتَى جاثماً / فكيف اطمأنّ وأنت الأسد
أأحبابنا هل الليالي التي مضت
أأحبابنا هل الليالي التي مضت / لنا قبل رَوْعاتِ الفِراقِ مَعاد
وهل يمتلى قلبي سرورا بنظرةٍ / فتَرْقَا دموعٌ أو يقرَّ فؤاد
صحبتُ بناتِ الدهرِ حتى أَرَيْنَنى
صحبتُ بناتِ الدهرِ حتى أَرَيْنَنى / عجائبَ شتى ليس يَحصُرها العَدُّ
فنعمتُها بؤس وفَرْحَتها أسًى / وصِحتُها سقم وإعطاؤها ردّ
تفيد أخا الجهل الغِنى وهْو وادِع / وذو الفهم دونَ القوتُ يتْحِفُه الكَدّ
ولى همةٌ تبِغى النجوم وحالةٌ / تُصحِّفُ ما تَبْغيه فهْي لها ضِد
إذا رفعتْني تلك تَخْفِض هذه / فكلٌّ تَناهَى في إرادته الجِد
فما حالُ شخصٍ بين هاوٍ وصاعدٍ / وليس له من واحدِ منهما بُدّ
تَوالتنىَ الأرزاءُ حتى كأنما / فؤادى لكَفَّيْ كلِّ لاطمةٍ خد
توَالَى عليّ الغدرُ منكم وأخْلقتْ
توَالَى عليّ الغدرُ منكم وأخْلقتْ / حَبائلُ ودي وانقضى منكم وَجْدِي
وقد كنتُ أُغِضي جفنَ عِيني على القَذَى / حِفاظا وأُخفِي منكمُ بعضَ ما أُبدي
إلى أنْ أفادتْني التجاربُ والنُّهى / سبيلَ التسلِّى فاستمرّ بها قَصْدي
ليَهْنِ فؤادي أنه قد سَلاكمُ / وآمَن من خوف القَطيعةِ والصَّدَّ
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ / كوكبُها لمُقْليته قائدُ
يُجاذب الريح على الأرضِ ومِنْ / قَلائد الأفْقِ له قلائد
ينصاع كالمرّيخ التهابه / وأنت فوق ظهره عُطارِد
تُعطِي وأنت مُعدِمٌ وإنما / يُعطِي أخوك الغيثُ وهْو واجد
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما / يَفترُّ ضَحْكا فوقَ قَدٍّ أَمْلَدِ
كفُصوصِ دُرٍّ لُطِّفَتْ أجرامُه / وتَنظَّمتْ من حولِ شَمْسةِ عَسْجدِ
جاء بلَوْزٍ أخضرِ
جاء بلَوْزٍ أخضرِ / أصغرُهُ مِلْءُ اليدِ
كأنما زِئْبِرُه / نَبْتُ عِذارِ الأمردِ
كأنما قلوبه / من تَوْءَمٍ ومفرد
جواهرٌ لكنما ال / أصدفُ من زبرجدِ