المجموع : 31
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ / فَظَلّ كَأنّه غُصْنٌ يَمِيدُ
ومسقطَ رأسهِ ذَكَر اشْتِياقاً / فَذابَ فُؤادُهُ وهو الحَديدُ
ولَو رامَ السلُوّ أَبَتْ عَلَيه / مَعاهدُ عَهدها الماضي حَميدُ
وخافِتِ الْحِسّ ما لَه جَسدُ
وخافِتِ الْحِسّ ما لَه جَسدُ / مِمّا بَرَاه الضَّنَى ولا جَلَدُ
خطّت يَدُ السقمِ فوقَ صَفحَتِه / ما ليسَ يُعنى بفَهمِه أحَدُ
هَذَا قَتيلُ الهَوَى فلا ديةٌ / تُؤْخَذُ في قتلِه وَلا قَوَدُ
الحمد للّهِ لا أهْلٌ وَلا وَلَدُ
الحمد للّهِ لا أهْلٌ وَلا وَلَدُ / وَلا قَرَارٌ ولا صَبْرٌ ولا جَلَدُ
كانَ الزَّمانُ لَنَا سِلْماً إلى أمَدٍ / فَعَادَ حَرْباً لَنَا لمّا انْقَضَى الأمَدُ
لا يَضَعْ مِنِّي لَوْنِي عِنْدكُم
لا يَضَعْ مِنِّي لَوْنِي عِنْدكُم / رُبّ لَيْل فَضَلَ اليَوْمَ وزادا
شَعُر الشَّعْر بِكِتْماني الهَوى / فَدَعاني دُونَ أَضْدادِي ونادَى
وَلُزومي الفَرْعَ وفَّى أدَبي / فَخُذوا عَنِّي أَصْلاً مُستَفادا
صِبْغُ ما أخدُمهُ من صِبغَتي / فلِهَذا ما تَخَيْرت السَّوادا
حُرِمْتُ الرّشادَ لأني سَفَاهاً
حُرِمْتُ الرّشادَ لأني سَفَاهاً / خَدَمْتُ المُلوك وهُم أعْبُدُ
وفي رَغَباتي لَهُمْ جِئْتُ إدّاً / فَهَلا رَغِبْتُ لِمَنْ أعْبُدُ
قُصَارك جَهْلاً في حيَاة قَصيرةٍ
قُصَارك جَهْلاً في حيَاة قَصيرةٍ / أمانٍ طِوالٌ بِئْسَ مَا تَتَزَوّدُ
تَجُود بِمحْياك الليالي على الرَّدى / وأنْتَ على دُنْياك بالدّينِ أجْوَدُ
لَقَد أبْرَقَتْ فيها المنايا وأرْعَدَتْ / وما لكَ عنْ طُولِ الذُّهول مُطَرَّدُ
تَجرّدْ مِنَ الدّنيا فإنّك إنّما / خَرجْتَ إلى الدُّنيا وأنتَ مُجَرَّدُ
أَشَادَ بِها الدَّاعِي المُهيبُ إلَى الرُّشْدِ
أَشَادَ بِها الدَّاعِي المُهيبُ إلَى الرُّشْدِ / فَهَبَّ لَها أَهلُ السعَادَة بِالخُلْدِ
وِلايَةُ عَهْدٍ أنْجَزَ الحَقُّ وَعْدَه / بِتَقْلِيدِها مِنْ أهْلِهِ الصادِق الوَعْدِ
وبَيْعَة رضْوانٍ تَبَلَّجَ صُبْحُها / عَنِ القَمَرِ الوَضَّاحِ فِي أُفُقِ المَجْدِ
تَجَلتْ وَجَلَّتْ عِزّةً فَليَوْمها / مِنَ الدَّهْرِ تَفْويفُ الطّرازِ مِنَ البُرْدِ
وَحَلَّتْ بِسَعْدِ الأَسْعدِ الشَّمسُ عِنْدَها / فَأيِّدَ فِي أَثْنائِها السَّعْدُ بِالسَّعْدِ
وَلَمَّا أَتَتْ بَيْنَ التَّهانِي فَريدَةً / تَخيَّرَها التَّوفيقُ فِي رَجَبِ الفَرْدِ
أَبَى الدِّين والدُّنيا وُلاةً سِوَى بَنِي / أَبِي حَفْص الأَقْمَار وَالسُّحْبِ والأُسْدِ
وَإِنْ ضَايَقَتْ فيهَا المُلُوك وَعَدَّدَتْ / مَنَاقِبَ تَحْكِي الشُّهبَ فِي الظُّلَمِ الرُّبْدِ
فَإِنَّ كِتابَ اللَّهِ يَفْضُلُ كُلُّهُ / وَقَدْ فَضَلَتْهُ بَيْنَها سُورَةُ الحَمْدِ
وَفِي شَجَراتِ الرَّوْضِ طيبٌ مُعَطَّرٌ / صَباهُ وَلِلأُتْرُجِّ مَا لَيْسَ لِلرَّنْدِ
وَكُلُّ سِلاحِ الحَرْبِ بَادٍ غَناؤُهُ / ولَكِنْ لِمَعْنىً أُوثِرَ الصارِمُ الهِنْدِي
عَلى زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى التقى الرِّضَى / كَما التَقَتِ الأَنْداءُ صُبْحاً عَلَى الوَرْدِ
عَلَى المُرْتَضَى بنِ المُرْتَضَى فِي أَرُومَةٍ / نَمَتْ صُعداً بالنَّجْلِ والأَبِ والجَدِّ
عَلَى المُكْتَفِي والمُقْتَفِي نَهْجَ قَصْدِهِ / وَمُشْبِهِه في البَأْسِ وَالجُودِ وَالجَدِّ
نَسَبٌ كأنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُّحَى
نَسَبٌ كأنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُّحَى / نُوراً وَمِنْ فَلَقِ الصباحِ عَمودَا
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَسْنَى وَليدِ
مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَسْنَى وَليدِ / زِيدَ مِنْ آلِ خَالِدِ بنِ الْوَليدِ
وَلا وَدّعُوا يَومَ النوَى جارَةَ الحِمَى
وَلا وَدّعُوا يَومَ النوَى جارَةَ الحِمَى / وَلا أَطمَعُونِي فِي الوُصولِ إِلَى دَعدِ
وَلا عَلَّلُوا مِن عِلَّةِ البَينِ وَالأَسَى / أَسِير الأَمانِي فِي هَوان مِن القَيدِ
فَيا هَلْ يَلذُّ العَيشُ مِن بَعدِهم وَهَل / تَعودُ الليالِي بِالقَديمِ مِنَ الودِّ
وَهَل تَسمَحُ الأيامُ بِالوَصلِ بَينَنا / وَبَينَ المُنَى أَم لا يَفِي الدَّهرُ بِالعَهدِ
فَمَن لِي وَلَو بِالطيفِ فِي عالَمِ الكَرَى / يُخبرُ عَنْهُم مَا يُقالُ عَلَى هِندِ
أَتَذْكُر دارَ عِزِّها عزَّةَ البَها / فشعش نَفْساً ودُّهَا صادِق الوَعدِ
فَلَيْتَ صَدِيقاً يُنبِئُ الحَيَّ عَنْهُم / بِأَنَّ صدُوقَ الوَجدِ حَدَّثَ بِالعَهدِ
وَمَنْ ليَتيم الدَّهرِ أَصْبَحَ باكِياً / عَلَى ثَدْي أُمّ باكٍ وَهوَ فِي المَهدِ
تَقولُ تَجلَّدْ لا تَمُت كَمَداً لَها / وَصَبْرِي عَنْها حائِرٌ وَهْيَ فِي لَحدِ
فَكَيفَ يَطِيبُ العَيشُ وَالصَّبرُ مَيِّتٌ / وَكَيفَ يُفيدُ العَذْلُ فِي غَمْرَةِ الصَّدِّ
تُوبِخني الأَحْداثُ وَالشَّيْخُ عاذِرِي / عَلَى سَفَهٍ فِي الحلْمِ يَا حَسْرَتِي وَحْدِي
فَكَم أَشْمَتَتْ بِي العِدا مِن عِداتِها / مَوَاعِد عرْقُوب أَخا الطمَعِ المُردِ
وَمَا أَشعَبِي الخِلالِ إِلا كَباسِط / لِيَشرَبَ راحاً بِالإِشارَةِ فِي الوَهدِ
وَكَيفَ بُلوغُ الماءِ وَالكَف رازِم / إِلَى فَم ظامٍ لا يَعبُّ مِنَ العَدِّ
فَواضَيْعَة الأَعمارِ فِي غَيرِ حاصِلٍ / وَيا خَيبَة الأَعمارِ مِن طائِلِ الرفدِ
وَوَاعَجَبِي مِن خُلْفِ وافٍ بِعَهدِهِ / وَمن عَثرَة المَخْدُوعِ لَم يَسلُو بِالرَّدِ
إِذا ما يُنادِي الناسُ قامَ بِلا دُعا / طُفَيْلِيَ أَعراس يخب وَقَدْ يَردِي
تُعَنِّفُهُ الردادِ فِي غَيرِ مَرَّةٍ / وَلا يَنْثَنِي عَنْ بابِهِم ساقِطَ الوَغدِ
فَما حيلَةُ المَخْبولِ مِن أَصلِ خلقِهِ / عَلَى الطمَعِ الفَضَّاحِ وَالسفَه الفنْدِي
أَبَعْدَ امتِحان الدَّهْرِ يَجْمُلُ بِالفَتَى / ركُون إِلَى الأَوهامِ أَو حلم تُرْدِي
وَقَدْ شابَ قَرْنِي وَالشبابُ مُوَدع / وَشَيبتُ قَرْنِي فِي الكُهُولِ وَفِي المُردِ
وَقَد حَكَّنِي الدَّهرُ المُهَذَّب صَرْفه / يؤدِبُني كَالطفْل فِي مَكْتب الجدِّ
وَذَوَّقَنِي بَعْد الحَلاوَةِ قَارِسا / وَمُرّاً وَبَعْد العِزِّ ذُلا علَى فَقدِ
فَأَصبَحْتُ خَلْفَ الأنْس فِي وَحْشِ غُرْبَتِي / أكابِد مَا يَلْقَى بِها الحائِر المكدِي
وَأغرَب شَيء فِي الحِكَايَةِ سُغْتُه / لِتَذْكيرِ نَاس مَا أضل مِن الميدِ
وَكُنْتُ حَسبت التيس مِن سُوء غِرَّتِي / وَشِبْه الخصا بِالضرْعِ عَنْزا عَلَى بُعدِ
فَلَما أقَمت التيس للحَلبِ واستَوى / قَرِيباً مِن القربي تَيقنْتُ بِالضدِ
وَمِن عَجَبِ الأَشياءِ فِي الوَقْتِ طالِح / وَشَاخَ مَعَ الصُّلاحِ لَولاي بِالكَيدِ
أَلَيْسَ مِن البُهتانِ كَوْنُك صالِحاً / وَتَطوِي لِشقِّ الدينِ كَشحا عَلَى حَقدِ
وَمَنْ يَحتَطِب كُل الشظَايَا لِبَيتِهِ / يَجِد فِي زَوَايا البَيْتِ سَقْطا مِن الزندِ
فَمَا عُذْر جَافٍ لا يُبَاكِر فِي الرِّضَى / إِلَى خَيْرِ وَافِ لا يَبِيتُ عَلَى حَردِ
وَكَمْ بتُّ وَالأَفراحُ فِي غُرفَاتِنَا / إِلَى أَن تَجَلى الصُّبح فِي صُورَةِ الخودِ
وَعانَقَتْ أَبكَارُ الحُبور مِن الصفَا / وَبَاكَرَتْ أَقدَاحُ الحُضورِ مِن الوَجْدِ
كَأَن لَمْ يَكُنْ فِي الرَّكبِ حاجِبُ عَينِهِ / وَلا جَاءَ مِن غَرْبِ الهَوَى ناشِر البندِ
وَلا جالَ فِي شَرْقِ الهَوَى مَشْرِق الضحَى / وَلا قالَ فِي ظِلِّ العُلا شامِخ الطَّودِ
وَلا اعْتمَّ فِي صَدْرِ المَجَالِسِ مالِك / وَلا حاتِم الأَضيافِ فِي لَيْلَةِ البَردِ
وَلا قَيْس حُب أَو مَفاخِر دارِم / وَلا قَس لب قَطُّ أَو طَرفة العَبدِ
وَحَسبِيَ مِن ذِكْرِ الفخَارِ عَلَيهِم / بِأَنِّي فِي الأَشهادِ خاتِمَة العَدِّ
فَإِن أَنَّبتنِي سُوقة وَتَعَنَّتَت / عَلي وَظَنت رِيبَةً أَلسنُ النقدِ
فَما عَلِمُوا أَنِّي الجَوادُ بِنَفْسِهِ / وَكَيفَ يَغرّ المالُ عيسَى مِنَ الزُّهدِ
وَلا علم العَميان والفَجْر صادِق / بِأَن الضُّحَى يَمتَد لِلسالِكِ الفَردِ
فَأَيْنَ يَكونُ الباغِي مِن حُر يَومِه / وَأَنَّى يُقِيل الطاغِي فِي قيعٍ جُردِ
فَلا تَعْجَبا مِما انْثَنَى عَطْف حَاسِد / يُكابِرُ كَيْداً وَهوَ كَالقاذِفِ الشهدِ
فَما غَيَّر البَحرَ وَالفُراتَ مزاحِمٌ / عَلَى مَضَض وَالعَذْبُ فِي حَجَرٍ صَلدِ
وَلا ضَار شَمساً أشْرَقَت منكر الضُّحى / وَلا جَحْدُ جافٍ لِلبُدورِ مِن الرُّمدِ
إِذا اتَّسَقَت فِي الفَرْعِ وَالأَصلُ طَيِّبٌ / فُنُونُ النَّدَى وَالطبْعُ شهْدٌ مَعَ الزُّبدِ
فَذاكَ كَمال الفَضْلِ وَالنبْل شاهِد / لِيَقْضِيَ بِالقُسْطَاسِ وَالٍ بِلا كَيدِ
أَتُخزَى بَنو العَبَّاسِ وَالمَجْدُ فيهِمُ / وِرَاثَة جَدّ لا شِراءَ عَن الجدِ
وَتَعلُو بَنُو الأَوباشِ دُونِيَ فِي المَلا / وَلا تَرْعَوِي عَنْ غَيِّها شِيعَة القردِ
وَماذَا عَلَيَّ فِي الحُثالَةِ قادَها / إِلَى حَتفِها المَغرُور بِالبَطلِ الجدِّ
وَفِي خَبَل خَتمُ السُّلافَةِ بِالصَّفَا / وَحَبْلُ الوَفا بِالعَهدِ يَجرِي مَعَ الأَيدِي
وَمَازالت السَّمحاء يَنْهل مزنُها / بِكُلِّ سَبِيل مِنْهُ شرْبٌ لِذي ذودِ
وَقَد تنجِد الأَنْوَاء وَاليَأسُ غالِب / عَلَى أَمَل عَيْشَا مِن الأَزدِ
وَيَنْشَقُ عَن فَجْر مِن الفَرَجِ الدُّجَى / وَيَنْجابُ فِي عَصْر ضَبابُ الهَوي الوَردِ
وَفِي سُوقِ أَربَابِ البَلاغَة وَالنُّهى / سَمِين وَغَث منتَقَى العندِي
وَمن عِنْدِيَاتِ المَرْء حُبلَى وَسَاقِط / وَمِنها السها وَالبَدر فِي نَظَرِ الحدِّ
وَلا يَضْربُ الأَمثالَ إِلا لِجهبذ / حَكِيمُ الأَيادِي فِي قَوافِي الفَتَى الأيدِي
وَمِن عَجَب الأَيامِ فِي كُلِّ مَطلَع / تَلَوُّنُها كَالقَوْل يأتِيكَ بِاللدِ
وَمَا أَحمَد الأَحوالِ إِلا كَقابِض / عَلَى جَرة بِالكَف من ساعد السعدِ
وَعِندَ الجهينِي فِي الحِكايَةِ مخْبر / يَقِينِي كَرَأْيِ العَينِ مِن حازِم الكردِ
تَحَجَّبَ فِي بَيتِ الحُكومَةِ قاسِط / وَوَاكف عَدل فِي القَضا هاتِن الرعدِ
وَلَو عَلِمَ المرتاب مَا يَعقُب الجَفا / لأَرْبابِهِ لاقتَصَّ مِن نَفسِهِ يَفدِي
وَلا صَدَّ عَن بابِ الإِشارَةِ قاسِط / مُفِيض الثنا فِي الأَرضِ كالعارِض الحدِّ
فَأَصبَحَ مِن وَقعِ الهتُون عَلَى الرُّبى / عَزِيزُ بِنَاء الجُدرِ فِي ذِلة الهدِّ
وَقامَ خَطيبُ الجمعِ فِي جامِع الصفَا / عَلَى منبَرِ التمكِينِ يَدعُو إِلَى الرشدِ
فَشابَ لَها قَرن الوَليدِ وَلَم تفد / مَعاقِلُ مَنع دونَها فاتِكُ الأسدِ
هُنالِكَ لا يَنجُو مِن الهَولِ هالِك / تَحصن مِن رَيبِ الحَوادِثِ بِالرَّصدِ
فَيا حَسرَة المَسبُوقِ وَالوَيل لازِب / لِمُنخَدِعٍ مِن فَتكَةِ الأَسَدِ الوَردِ
وَما وزر المَغرور إِلا سَحابَة / تَظَلُّ قَلِيلاً ثُمَّ يضحَى عَلَى وَقدِ
وَقَد تَصدق الأَحلام وَالظن كاذِب / وَلَيسَ كَرَأيِ العَينِ مِن خَبَرٍ عندِي
وَأَجمَل شَيء فِي العُلا عَفو قادِر / عَلَى مُذنب لَم يَقتَرِف زِلة الجَحدِ
وَمن ساوَرَ الضرغام أَصبَح باكِيا / عَلَى فَقدِهِ مَحبُوبه حينَ لا يُجدِي
فَلِلَّهِ دَرّ الطائِي فِي قَولِه وَقَد / أَجادَ وَقاس الجود بِالصاعِ وَالمدِّ
وَإِنِّي لعَبْد الضَّيف ما دامَ ثاوِيا / وَما بِيَ إِلا تِلكَ مِن شِيمِ العَبدِ
فَلا يَطمَع المَخذُول فِي عَفْو ماجِد / إِذا سامَهُ بِالمَكْرِ أَو نَخوَة الندِّ
أَتَرْضَى بِبُخْسِ الفَخرِ فِي مَوقِف النُّهى / وَسوق النُّهَى مَا بَينَ راخ وَمُشْتَدِّ
وَمِن كَرَم الحُرِّ الكَريم دِفاعُهُ / أَكُف الدَّنايا عَن جوارِه كالزَّردِ
فَلا يُحْمدُ الأَكْرامُ بِالصَّبْرِ فِي الرَّدَى / وَلا يُجْلدُ الضّرْغامُ كالكَلبِ بِالقَدِّ
وَمَن قاسَ بِاللَّيْثِ الكَبيرِ أُضَيْبِعا / فَسَوفَ يُريهِ الشّبْل مَا صارَ فِي الفَهْدِ
وَقَد يصْطَلِي المَحمُومُ وَاليَومُ صَائِف / وَلا يَشْعُرُ المَسْمومُ بِالضُّرِّ فِي الصَفْدِ
سهونا عن مساورَةِ المنايا
سهونا عن مساورَةِ المنايا / فيا للّه من سهو العباد
وغرّتنا مساعدة الأماني / فلم نحزن على العمر المباد
وكم نادت فأسمعت الليالي / ولكن لا مصيخ إلا مناد
مجاهرَةٌ بنكرٍ دون عرفٍ / وتنديد يعاد بكلّ ناد
يطولُ تعجّبي منا حللنا / ولم نخف السيول ببطن واد
ولم أر مثلنا سفرا تباروا / إلى الغايات سيرا دون زاد