القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 36
يا سَيّدي الأَعلى وَمَن
يا سَيّدي الأَعلى وَمَن / عَدَّدتُهُ أَقوى العُدَدْ
حَلَّت طُيورُكَ بي وَقَد / قَرّبتَ مِنها ما بُعدْ
كاشَفتَنا عَن سرِّها / فَوَشى إِليّ بِها الصُرَدْ
بَيتا يَدُلُّ عَلى اِعتقا / دِك يا جَميلَ المُعتَقَدْ
الحاجِبُ الأَعلى العضدْ / قرةُ عين المعتمدْ
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا
وَعَدتَ وَأَخلَفتَني المَوعِدا / وَخالفتَ بِالمُنتهى المُبتَدا
وَأطمَعتَني ثُمَّ أَيأستَني / وَيمنَعُني الودّ أَن أَحقِدا
وَأَضعَفتَ بالمطلِ حَبلَ الرَجا / ء فرثّ وَأعهدُهُ مُحصَدا
وَعادَ ضِياءُ اِرتِقابي ظَلاما / وَأَصبَحَ مصباحُه أَرمَدا
وَكانَ فِعالُكَ قَبلَ المَقال / فَماذا عَدا الآن فيما بَدا
وَقَد كانَ ظَنّي فيما رَأَيتُ / بِهِ أَنَّ الشحّ غَلّ اليَدا
وَكَم قَد توكفتُها رَوضَةً / تُقَرّب لي الأَمَلَ الأَبعَدا
يُنَوِّر عِلمُكَ أَرجاءَها / وَيَقطُرُ طَبعُك فيها نَدى
تَوكّفها زَمنا ناظِري / إِذا مَرّ يَومٌ تَمادى غَدا
عَلى ذاكَ أَفديك مِن ماجِدٍ / تَشّبتثَ بِالظَرف فيهِ الهُدى
فَحِيناً أَزور بِهِ رَوضَةً / وَحيناً أَحيّي بِهِ مَسجِدا
لَكَ العِلم مَهما أَرِد بحرَهُ / لأروى بِهِ أَحمَدُ المَورِدا
وَفيكَ تَجمعت المأثُرا / تُ طرا فصرت بِها مُفرَدا
شَمائِلُ تَنثرُ شَملَ الهُمو / م نثرَكَ بِالرأي شملَ العِدى
فَمَتَّعَني اللَهُ بالحَظّ مِنك / وَلا زِلتَ لي مؤنِساً سَرمَدا
وَدُمت وَدُمنا عَلى حالِنا / كَما يَصحَبُ الفرقدُ الفَرقَدا
فَلولاك كانَت رُبوع السرو / ر مِنّي تَجاوَبَ فيها الصَدا
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى
فُديتَ أَبا عَمروٍ مِن فَتى / مَتى يُختبر غيبُه يُحمَدِ
وِدادٌ صَحيح وَخُلقٌ مَليحٌ / وَنُطقٌ فَصيحٌ لَدى المشهدِ
أَتَتني البَديهَةُ تندى بَديعاً / وَأَبدَعُ ما في الرياضِ النَدِي
أزاهِرُ لَم تُنتشق بالأنو / فِ لُطفا وَلا جُنِيَت باليَدِ
خجِلتُ لِشَكواكَ في طيِّها / فَما كِدتُ أَسمَعُ لِلمُنشِدِ
وَقَد عَبّرتْ لَكَ تِلكَ الرُؤى / لِيَشبَعَ طاوٍ وَيَروى صدِي
فَهَوِّن عَلَيكَ مِنَ النائِبات / إِذا كانَ نَصري بالمرصدِ
وكن مُخبِري إِنَّني سائِلٌ / سُؤالَ مُدلٍّ عَلى مُسعَدِ
فَجاءَتكَ صَفراءَ عِندَ المَنا / مِ تَسري مِنَ الأُفُق الأَبعَدِ
فَحَيتكَ بِالنَفسِ النَرجسيّ / وَلاقَتكَ بِالمَلبس العَسجَدي
وَعَلَّتكَ بالريقِ لَو أَنَّهُ / أُبيحَ لِذي الزُهدِ لَم يَزهَدِ
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي
وَرَدتَ أَبا الفَتح سَيّدي / وُرودَ الكَرى بَعدَ طول السهادْ
وَلَمّا حَلَلتَ بِنا لَم تَحُلّ / مِن العين وَالقَلب غَيرَ السَوادْ
ودمت مِنّا طَيوراً غَدَت / تَطيرُ إِلَيكَ بريشِ الوِدادْ
أَرمدتَ أَمْ بِنَجومك الرمدُ
أَرمدتَ أَمْ بِنَجومك الرمدُ / فَقَد عادَ ضدّا كُلُّ ما تَعِدُ
هَل في حسابك ما تُؤَمِّلُهُ / أَم قَد تَصَرَّمَ عِندَك الأمدُ
قَد كُنتَ تَهمِسُ إِذ تُخاطبني / وَتخطّ كُرهاً إِن عصَتكَ يَدُ
فَالآن لا عَينٌ وَلا أَثَرٌ / أَتَراكَ غيَّبَ شخصكَ البَلَدُ
وتُراكَ بِالعَذراءِ في عُرسٍ / أَم إِذ كذبتَ سَطا بكَ الأَسَدُ
المُلكُ لا يُبقي عَلى أَحَدٍ / وَالمَوتُ لا يَبقى لَهُ أَحَدُ
بَكى المُبارَكُ في إِثرِ ابن عَبّادِ
بَكى المُبارَكُ في إِثرِ ابن عَبّادِ / بَكى عَلى أَثر غِزلانٍ وَآسادِ
بَكَت ثُرَيّاهُ لا غُمَّت كَواكِبُها / بِمِثلِ نَوءِ الثرَيّا الرائح الغادي
بَكىَ الوَحيدُ بَكى الزاهي وَقُبَّتُهُ / وَالنَهرُ وَالتاجُ كُلٌّ ذُلُّهُ بادي
ماءُ السَماءِ عَلى أَبنائِهِ دُرَرٌ / يا لُجَّةَ البَحرِ دومي ذاتَ إِزبادِ
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ
تَبدلتُ مِن عزِّ ظلِّ البُنودِ / بذُلِّ الحَديدِ وَثِقَل القُيود
وَكانَ حَديدي سناناً ذَليقاً / وَعضبا دَقيقاً صَقيل الحَديد
فَقَد صارَ ذاكَ وَذا أَدهَما / يَعُضُّ بِساقيَّ عَضَّ الأُسود
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ / لَقَد آنَ أَن يَفنى وَيَفنى بِهِ الخَدُّ
هَبُوا دَعوَةً يا آلَ فاسٍ لِمُبتَلٍ / بِما مِنهُ قَد عافاكُمُ الصَمَدُ الفَردُ
تَخَلَّصتُمُ مِن سجنِ أَغماتَ وَالتَوَت / عَلَيَّ قُيودٌ لَم يَحِن فَكَّها بَعدُ
من الدُهمِ أَمّا خلقُها فأساوِدٌ / تَلَوّى وَأَمّا الأَيدُ وَالبَطشُ فالأَسَدُ
فهُنِّئتُمُ النُعمى وَدامَت لِكُلّكُمُ / سَعادَتُهُ إِن كانَ خانَني سَعدُ
خَرَجتُم جَماعاتٍ وَخُلِّفتُ واحِداً / وَلِلَّه في أَمري وَأَمركمُ الحَمدُ
قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي / حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ
بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت / بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي
بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا / بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي
بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ / بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي
نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ / مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ
وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ / أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ
كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ / رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ
يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ / تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي
حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً / مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ
وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً / عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ
يا جاهِلَ الحُبَّ إِنَّ الحُبَّ لي سَنَدٌ
يا جاهِلَ الحُبَّ إِنَّ الحُبَّ لي سَنَدٌ / مَهما أُجَزَ عَنهُ يَوماً سَوفَ أَعتَمِدُ
أَيَجهَلُ الحُبَّ مَن أَصحَت بِهِ حُرقٌ / تَكادُ مِن حَرِّها الأَحشاءُ تَتَّقِدُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي شَيِّقٌ أَبَداً / لا يَنقَضي الشَوقُ حَتّى يَنقَضي الأَبَدُ
إِن يَشرَبِ الجِسمُ بَردَ الوَصلِ مُنتَعِشاً / يُهدي إِلَيهِ فُؤادي حَرَّ ما يَجِدُ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ / سَعيراً وَعَيني مِنهُ في جَنَّةِ الخُلدِ
غَزاليَّةُ العَينَينِ شَمسيَّةُ السَنا / كَثيبيَّةُ الرِدفَينِ غُصنيَّةُ القَدِّ
شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها بِمَدامِعي / وَأَعلَمتُها ما قَد لَقيتُ مِنَ الوَجدِ
فَصادَفَ قَلبي قَلبَها وَهوَ سالِمٌ / فَأَعدى وَذو الشَوقِ المُبرِّحِ قَد يُعدي
فَجادَت وَما كادَت عَليَّ بِخَدِّها / وَقَد يَنبَعُ الماءُ النَميرُ مِنَ الصَلدِ
فَقُلتُ لَها هاتي ثَناياكِ إِنَّني / أُفَضِّلُ نُوّارَ الأَقاحي عَلى الوَردِ
وَميلي عَلى جِسمي بِجِسمِكِ فاِنثَنَت / تُعيدُ الَّذي أَمَّلتُ مِنها كَما تُبدي
عِناقاً وَلَثماً أَرويا الشَوقَ بَينَنا / فُرادى وَمَثنى كالشَرارِ مِنَ الزَندِ
فَيا ساعَةً ما كانَ أَقصَرَ وَقتها / لَدَيَّ تَقَضَّت غَيرَ مَندومَةِ العَهدِ
إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ
إِنّي عَلى إِلفَتي لِلسُهدِ وَالكَمَدِ / أَدعوكَ يا مُضنيَ الأَجسامِ بالسُهُدِ
قَطَّعتَ قَلبي الَّذي أَعطاكَ جَوهَرَهُ / إِنّي وَهَبتُكَ مَحضَ النَفسِ وَالكَبِدِ
يا دُرَّةً لَم تَلُح في كَفِّ غائِصِها / إِلّا أَهَلَّ إِلَيها آخِر الأَبَدِ
قَلبي بِكَفِّكَ لا أَرجو الفَكاك لَهُ / مِثل الفَريسَةِ حَلَّت في يَدَي أَسَدِ
لَقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ
لَقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ / فَصِرتِ لِمُلكِنا عِقدَهْ
أَفادَتناكِ أَرماحٌ / وَأسيافٌ لَها حِدَّهْ
وَأَجنادٌ أَشِدَّاءٌ / إِلَيهِم تَنتَهي الشِدَّهْ
غَدَوتُ يرَونني مَولى / لَهُم وَأَراهُمُ عدَّهْ
سأفني مُدَّةَ الأَعدا / ءِ إِن طالَت بيَ المُدَّهْ
وَتَبلى بي ضَلالَتُهُم / لِيَزدادَ الهُدى جِدَّهْ
فَكَم مِن عُدَّةٍ قَتَل / تُ مِنهُم بَعدَها عُدَّهْ
نَظَمتُ رُؤُوسَهُم عِقداً / فَحَلَّت لَبَّةَ السُدَّهْ
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ / إِذا خَفيَت طُرقُ الفَرائِسِ عَن أُسدِ
إِذا اِعتَرَضوا لِلبُخلِ أَعرَضتُ عَنهُم / وَإِن مَنَّ أَقوامٌ كَتَمتُ الَّذي أُسدي
فَلِّلَهِ ما أُخفي مِنَ العدلِ وَالنَدى / وَلِلَّهِ ما أُبدي مِنَ الفَضلِ وَالمَجدِ
وَلا أَلتَقي ضَيفي بِغَيرِ بَشاشَةٍ / إِذَن فَجَحَدتُ اللَه خَيرَهُ عِندي
بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ
بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ / أُرَجّى أَن يَتِمَّ ليَ مُرادي
فَأبلُغُ بُغيَتي وَأُريحُ نَفسي / وَتُحمَدُ حالَتي في كُلِّ نادِ
فَمَعنى الدَهرِ في قَتلِ الأَعادي / وَحَسمِ رِقابِهِم في كُلِّ وادِ
فَذاكَ الفَرضُ وَالرَحمَن عِندي / كَمِثلِ الفَرضِ في حالِ الجِهادِ
لِلَّهِ ما خَلَدُ الأَمحاضِ في خَلَدي
لِلَّهِ ما خَلَدُ الأَمحاضِ في خَلَدي / لِمَن غَدا وَالنَدى كالروحِ وَالجَسَدِ
الأَوحَديّ أَبي الجَيشِ الَّذي ظَفَرَت / مِنهُ بِأَنفَسِ عِلقٍ في الأَنامِ يَدي
مُوَفِّقُ الرأي في الراياتِ لَذَّتُهُ / في الجَدِّ وَالجودِ لا في العَيشَةِ الرَغَدِ
إِذا رأتهُ العُلا نادَتهُ مُفصِحَةً / يا قُرَّةَ العَينِ بَل يا فَلذَةَ الكَبِدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025