القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 35
أَدِّي الرِّسَالَةَ يَا عُصْفُورَةَ الْواَدِي
أَدِّي الرِّسَالَةَ يَا عُصْفُورَةَ الْواَدِي / وَبَاكِرِي الْحَيَّ مِنْ قَوْلِي بِإِنْشَادِ
تَرَقَّبِي سِنَةَ الْحُرَّاسِ وانْطَلِقِي / بَيْنَ الْخَمَائِلِ مِنْ لُبْنَانَ وَارْتَادِي
لَعَلَّ نَغْمَةَ وُدٍّ مِنْكِ شَائِقَةً / تَهُزُّ عِطْفَ شَكِيبٍ كَوْكَبِ النَّادِي
هُوَ الْهُمامُ الَّذِي أَحْيَا بِمَنْطِقِهِ / آثَارَ قَوْمٍ أَجَادُوا النُّطْقَ بِالضَّادِ
تَلْقَي بِهِ أَحْنَفَ الأَخْلاقِ مُنْتَدِياً / وَفِي الْكَرِيهَةِ عَمْراً وَابْنَ شَدَّادِ
أَخِي وِدَاداً وَحَسْبِي أَنَّهُ نَسَبٌ / خَالِي الصَّحِيفَةِ مِنْ غِلٍّ وَأَحْقَادِ
أَفَادَنِي أَدَباً مِنْ مَنْطِقٍ شَهِدَتْ / بِفَضْلِهِ النَّاسُ مِنْ قَارٍ وَمِنْ بَادِي
عَذْبِ الشَّرِيعَةِ لَوْ أَنَّ السَّحَابَ هَمَى / بِمِثْلِهِ لَمْ يَدَعْ في الأَرْضِ مِنْ صَادِي
سَرَتْ بِقَلْبِي مِنْهُ نَشْوَةٌ مَلَكَتْ / بِحُسْنِهَا مِسْمَعِي عَنْ نَغْمَةِ الشَّادِي
يَا بْنَ الْكِرَامِ عَدَتْنِي عَنْكَ عَادِيَةٌ / كَادَتْ تَسُدُّ عَلَى عَيْنِي بِأَسْدَادِ
فَاعْذِرْ أَخَاكَ فَلَوْلا ما بِهِ لَجَرَى / في حَلْبَةِ الشُّكْرِ جَرْيَ السَّابِقِ الْعَادِي
وَهَاكَها تُحْفَةً مِنِّي وَإِنْ صَغُرَتْ / فَالدُرُّ وهْوَ صَغِيرٌ حَلْيُ أَجْيَادِ
أَلا يَا نَحْلَةً سَرَحتْ فَحَازَتْ
أَلا يَا نَحْلَةً سَرَحتْ فَحَازَتْ / سُلالَةَ مَا تَوَلَّتْهُ الْعِهادُ
تَلَقَّتْهَا النِّجَادُ بِمَا أَسَرَّتْ / ضَمَائِرُهَا وَحَيَّتْهَا الْوِهادُ
سَعَتْ جَهْداً فَنَالَتْ مَا تَمَنَّتْ / كَذَاكَ الدَّهْرُ سَعْيٌ وَاجْتِهَادُ
فَلا عَجَبٌ إِذَا جَاءَتْ بِخَيْرٍ / فَلَوْلا النَّحْلُ مَا كَانَ الشِّهَادُ
وَكَيْفَ وَرَبُّهَا شَهْمٌ ذَكِيٌّ / لَهُ في كُلِّ مُعْضِلَةٍ جِهَادُ
تَجَافَى النَّوْمَ فِي طَلَبِ الْمَعَالِي / وَطَابَ لِعَيْنِهِ فِيهَا السُّهَادُ
فَأَصْبَحَ وُدُّهُ فِي كُلِّ قَلْبٍ / نَزِيلاً وَالْقُلُوبُ لَهُ مِهَادُ
أَنَا مَصْدَرُ الْكَلِمِ النَّوَادِي
أَنَا مَصْدَرُ الْكَلِمِ النَّوَادِي / بَيْنَ الْحَواضِرِ وَالْبَوادِي
أَنَا فَارِسٌ أَنَا شَاعِرٌ / فِي كُلِّ مَلْحَمَةٍ وَنَادِي
فَإِذَا رَكِبْتُ فَإِنَّنِي / زَيْدُ الْفَوارِسِ فِي الْجِلادِ
وَإِذَا نَطَقْتُ فَإِنَّنِي / قُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ الإِيَادِي
هَذَا وَذَلِكَ دَيْدَنِي / فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ نَآدِ
وَمُنَادِمٍ غَرِدِ الْحَدِيثِ كَأَنَّمَا
وَمُنَادِمٍ غَرِدِ الْحَدِيثِ كَأَنَّمَا / أَلْفَاظُهُ فِي السَّمْعِ نَغْمَةُ عُودِ
تُغْنِي الإِشَارَةُ مِنْهُ عَنْ تَصْرِيحِهِ / وَتَدُلُّ لَفْظَتُهُ عَلَى الْمَقْصُودِ
سَحَرَ الْعُقُولَ بَيَانُهُ فَكَأَنَّهُ / يَسْقِي الْجَلِيسَ سُلافَةَ الْعُنْقُودِ
هَلْ فِي التّصَابِي عَلَى امْرِئٍ فَنَدُ
هَلْ فِي التّصَابِي عَلَى امْرِئٍ فَنَدُ / أَمْ هَلْ يَعِيبُ الْفَتَى الْكَرِيمَ دَدُ
كُلٌّ مَسُوقٌ لِمَا أُرِيدَ بِهِ / فَفِيمَ هَذَا الْخِصَامُ وَاللَّدَدُ
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الطِّبَاعِ مُخْتَلَفٌ / مَا شَذَّ عَنْ طَبْعِ وَالِدٍ وَلَدُ
وَلَوْ تَسَاوَى الرِّجَالُ فِي خُلُقٍ / لَزَالَ هَذَا الْخِلافُ وَالْحَرَدُ
وَالنَّاسُ شَتَّى وَإِنْ هُمُ اجْتَمَعُوا / فِي وَاحِدٍ لَيْسَ قَبْلَهُ أَحَدُ
فَزَائِغٌ في الضَّلالِ مُنْهَمِكٌ / وَنَاسِكٌ فِي الصَّلاحِ مُجْتَهِدُ
وَأَيُّ لَوْمٍ عَلَى امْرِئٍ طَلَبَ الْ / لَهْوَ وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ
لِكُلِّ عَصْرٍ مِنْ كَبْرَةٍ وَصِباً / شَوْطٌ لَهُ بَعْدَ مُهْلَةٍ أَمَدُ
فَاسْعَ لِمَا شِئْتَ غَيْرَ مُتَّئِدٍ / فَلَنْ يَحُوزَ الْكَمَالَ مُتَّئِدُ
لَوْلا سُرَى الْبَدْرِ مَا اسْتَنَارَ وَلا / أَدْرَكَ شَأْوَ الْخِطَارِ مُنْجَرِدُ
وَلا يَهُمَّنْكَ لَوْمُ ذِي حَسَدٍ / فَشَأْنُ أَهْلِ العَدَاوَةِ الْحَسَدُ
لَوْ حَذِرَ الْمَرءُ كُلَّ لائِمَةٍ / لَضَاعَ مِنْهُ الصَّوَابُ وَالرَّشَدُ
وَلَوْ أَصَخْنَا لِكُلِّ مُنْتَقِدٍ / فَكُلُّ شَيءٍ فِي الدَّهْرِ مُنْتَقَدُ
وَالْهُ بِمَا شِئْت قَبْلَ مَنْدَمَةٍ / يَكْثُرُ فِيهَا الْعَنَاءُ وَالْكَمَدُ
فَلَيْسَ بَعْدَ الشَبَابِ مُقْتَرَحٌ / وَلا وَرَاءَ الْمَشِيبِ مُفْتَقَدُ
جَاوَزْتَ فِي اللَّوْمِ حَدَّ الْقَصْدِ فَاتَّئِدِ
جَاوَزْتَ فِي اللَّوْمِ حَدَّ الْقَصْدِ فَاتَّئِدِ / فَلَسْتَ أَشْفَقَ مِنْ نَفْسِي عَلَى كَبِدِي
دَعْنِي مِنَ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً / فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْحَسَدِ
إِنِّي لأَرضَى بِمَا في الْحُبِّ مِنْ أَلَمٍ / وَلَسْتُ أَرْضَى بِمَا في الْقَوْلِ مِنْ فَنَدِ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتَدِلُّ بِهِ / عَلَى الْحَقِيقَةِ لَمْ يَعْتُبْ عَلَى أَحَدِ
إِنْ كُنْتَ ذَا إِمْرَةٍ فَانْهَ الصَّبَابَةَ عَنْ / قَلْبِي لِتَغْنَمَ شُكْرِي آخِرَ الأَبَدِ
أَوْ لا فَدَعْنِي وَلا تَعْنُفْ عَلَيَّ فَمَا / أَمْرِي إِليَّ وَلا حُكْمُ الْهَوَى بِيَدِي
إِنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي هَامَ الْفُؤَادُ بِهَا / أَخْفَتْ عَلَيَّ سَبِيلَ الْحَزْمِ والسَّدَدِ
أَغْضَبْتُ في حُبِّها أَهْلِي فَمَا بَرِحُوا / إِلْباً عَلَيَّ وَكَانُوا لِي مِنَ الْعُدَدِ
قَالُوا تَعَلَّقْ بِأُخْرَى كَيْ تَذُودَ بِهَا / بَرْحَ الأَسَى عَنْ فُؤَادٍ دَائِمِ الْكَمَدِ
فَقُلْتُ هَيْهَاتَ أَنْ أَبْغِي بِهَا بَدَلاً / لَمْ يَخْلُقِ اللهُ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَسَدِ
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ / فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي / فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ
وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً / وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ
فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ / تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ / لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ
مُدَارَاةُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً / عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ حَرْبِ الْفَسادِ
يَعِيشُ الْمَرءُ مَحْبُوباً إِذَا مَا / نَحا في سَيْرِهِ قَصْدَ السَّدادِ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى عَجْزٍ وحِرْصٍ / هُما أَصْلُ الْخَلِيقَةِ فِي الْعِبَادِ
فَلَوْلا الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي / وَلَوْلا الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي
وَمَا عَقَدَ الرِّجَالُ الْوُدَّ إِلَّا / لِنَفْعٍ أَوْ لِمَنْعٍ مِنْ تَعَادِي
وَمَا كَانَ الْعِداءُ يَخِفُّ لَوْلا / أَذَى السُّلْطَانِ أَوْ خَوْفُ المَعَادِ
فَيَا بْنَ أَبِي وَلَسْتَ بِهِ وَلَكِنْ / كِلانَا زَرْعُ أَرضٍ لِلْحصَادِ
تَأَمَّلْ هَلْ تَرَى أَثَرَاً فَإِنِّي / أَرَى الآثَارَ تَذْهَبُ كَالرَّمَادِ
حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ / وَعَاقِبَةُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبَى لامْرِئٍ غَلَبَتْ هَوَاهُ / بَصِيرَتُهُ فَبَاتَ عَلَى رَشَادِ
إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ
إِذَا افْتَقَرَ الْمَرْءُ اسْتَهَانَ بِفَضْلِهِ / ذَوُو قُرْبِهِ وَاسْتَهْجَنَتْهُ الأَبَاعِدُ
فَإِنْ قَالَ حَقَّاً كَذَّبُوهُ وَإِنْ أَبى / مُجَارَاتَهُمْ في الْغَيِّ قَالُوا مُعَانِدُ
فَحُجَّتُهُ مَطْلُولَةٌ وَهْيَ حَقَّةٌ / وَمَنْطِقُهُ مُسْتَكْرَهٌ وَهْوَ قَاصِدُ
فَحَافِظ عَلَى مَا نِلْتَ بِالسَّعْيِ مِنْ غِنىً / فَبِالْمَالِ لا بِالْفَضْلِ تَعْنُو الْمَقَاصِدُ
عَوِّدْ فُؤَادَكَ أَنْ يَكُونَ مَجَنَّةً
عَوِّدْ فُؤَادَكَ أَنْ يَكُونَ مَجَنَّةً / لِلسِّرِّ فَهْوَ لَدَى الْمَحَافِلِ حَمْدُهُ
السِّرُّ عَبْدُكَ مَا اسْتَطَعْتَ حِفَاظَهُ / فَإِذَا أَفَضْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَبْدُهُ
وَصَاحِبٍ لا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ
وَصَاحِبٍ لا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ / أَخْلاقُهُ كَالْمِعْدَةِ الْفَاسِدَهْ
أَقْبَحُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ خَصْلَةٍ / أَحْسَنُ مَا فِي نَفْسِهِ الْجَامِدَهْ
لَوْ أَنَّهُ صُوِّرَ مِنْ طَبْعِهِ / كَانَ لَعَمْرِي عَقْرَباً رَاصِدَهْ
يَصْلُحُ لِلصَّفْعِ لِكَيْلا يُرَى / فِي عَدَدِ النَّاسِ بِلا فَائِدَهْ
يَغْلِبُهُ الضَّعْفُ وَلَكِنَّهُ / يَهْدِمُ فِي قَعْدَتِهِ الْمَائِدَهْ
يُرَاقِبُ الصَّحْنَ عَلَى غَفْلَةٍ / مِنْ أَهْلِهِ كَالْهِرَّةِ الصَّائِدَهْ
كَأَنَّمَا أُظْفُورُهُ مِنْجَلٌ / وَبَيْنَ فَكَّيْهِ رَحىً راعِدَهْ
كَأَنَّمَا الْبَطَّةُ فِي حَلْقِهِ / نَعَامَةٌ فِي سَبْسَبٍ شَارِدَهْ
تَسْمَعُ لِلْبَلْعِ نَقِيقاً كَمَا / نَقَّتْ ضَفَادِي لَيْلَةٍ رَاكِدَهْ
كَأَنَّمَا أَنْفَاسُهُ حَرْجَفٌ / وَبَيْنَ جَنْبَيْهِ لَظىً وَاقِدَهْ
وَيْلُمِّهِ إِذْ مَخَضَتْ هَلْ دَرَتْ / أَنَّ الرَّدَى فِي بَطْنِهَا الْعَاقِدَهْ
تَبَّاً لَهَا شَنْعَاءَ جَاءَتْ بِهِ / مِنْ لَقْحَةٍ فِي فَقْحَةٍ كَاسِدَةْ
لا رَحْمَةُ اللهِ عَلَى وَالِدٍ / غَمَّ بِهِ الدُّنْيَا ولا وَالِدَهْ
وَشَامِخٍ فِي ذُرَى شَمَّاءَ بَاذِخَةٍ
وَشَامِخٍ فِي ذُرَى شَمَّاءَ بَاذِخَةٍ / لا يَعْرِفُ الصِّدْقَ إِنْ وَالَى وَإِنْ عَادَى
يَعُودُهُ النَّاسُ إِنْ مَرَّ النَّسِيمُ بِهِ / وَلا يَعُودُ مِنَ الإِشْفَاقِ مَنْ عَادَا
لا يَهْدَأُ الدَّهْرُ مِنْ ظُلْمٍ يُحَاوِلُهُ / فَإِنْ قَضَى وَطَراً مِنْ غَدْرَةٍ عَادَا
يَسْطُو بِهَذا وَيَرْمِي ذَاكَ عَنْ عُرُضٍ / كَطَارِدٍ يَقْتَفِي صَيْدَيْنِ إِذْ عَادَى
أَبَادَهُ الدَّهْرُ رَغْمَاً بَيْنَ أُسْرَتِهِ / كَمَا أَبَادَ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَادَا
فَاعْرِفْ إِلهَكَ وَاحْذَرْ أَنْ تَبِيتَ عَلَى / وِزْرٍ وَلا تَتَّخِذْ ظُلْمَ الْوَرَى عَادَا
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي مُلْكِهِ
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي مُلْكِهِ / أَغَرَّكَ الْمُلْكُ الَّذِي يَنْفَدُ
اصْنَعْ بِنَا ما شِئْتَ مِنْ قَسْوَةٍ / فَاللهُ عَدْلٌ وَالتَّلاقِي غَدُ
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ
يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَةٌ / وَمَنْ عَلَيْهِ فِي الْكَوْنِ مُعْتَمَدِي
مَدَدْتُ كَفِّي إِلَيْكَ مُبْتَهِلاً / وَأَنْتَ حَسْبِي فَلا تَرُدَّ يَدِي
لا عَيْشَ إِلَّا لِلنَّفَادِ
لا عَيْشَ إِلَّا لِلنَّفَادِ / فَاحْبِبْ حَيَاتَكَ أَوْ فَعَادِ
وَابْخِلْ بِنَفْسِكَ أَوْ فَجُدْ / كُلُّ الأُمُورِ إِلَى فَسَادِ
أَيْنَ الأُلَى شَقُّوا الْبُحُو / رَ وَشَيَّدُوا ذَاتَ الْعِمَادِ
مَلَكُوا التَهَائِمَ وَالنَجَا / ئِدَ وَالْحَوَاضِرَ وَالْبَوَادِي
بَلْ أَيْنَ أَصْحَابُ الْوُفُو / دِ وَأَيْنَ أَرْبَابُ الْجِلادِ
الطَّاعِمُونَ الطَّاعِنُو / نَ الْقَائِلُونَ بِكُلِّ نَادِي
الْكَاشِفُونَ الضُّرَّ وَالْ / عَافُونَ عَنْ ذَنْبِ الْعِبَادِ
بَلْ أَيْنَ صُنَّاعُ الْقَري / ضِ الْجَزْلِ وَالْكَلِمِ الْفِرَادِ
كَالشَّاعِرِ الضِّلِّيلِ أَوْ / قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ الإِيَادِي
لَعِبَ الزَّمَانُ بِجَمْعِهِمْ / وَرَمَى بِهِمْ في كُلِّ وَادِي
فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَلْبَثُوا / إِلَّا بَيَاضَاً في سَوادِ
بَلِينَا وَسِرْبالُ الزَّمَانِ جَدِيدُ
بَلِينَا وَسِرْبالُ الزَّمَانِ جَدِيدُ / وَهَلْ لامْرِئٍ في الْعَالَمِينَ خُلُودُ
قَضَى آدَمٌ في الدَّهْرِ وَهْوَ أَبُو الْوَرَى / وَكُلُّ الَّذِي مِنْ صُلْبِهِ سَيبِيدُ
فَلا تَبْكِ مَيْتاً حَانَ يَوْمُ رَحِيلِهِ / فَلِلْمَوْتِ مَا يَمْضِي الْفَتَى وَيَرُودُ
وَلا تَلْتَمِسْ أَمْرَاً يَزِيدُكَ يَقْظَةً / فَلَيْسَ لإِدْرَاكِ اليَقِينِ مَزِيدُ
دَعِ الْفَلَكَ الدَوَّارَ يَجْرِي وَلا تَسَلْ / أَفَوَّزَ كَهْلٌ أَمْ أَهَلَّ وَلِيدُ
فَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا وَإِنْ جَلَّ قَدْرُهَا / سِوَى مُهْلَةٍ نَأْتِي لَهَا وَنَعُودُ
تَبُوخُ بِهَا الأَنْفَاسُ وَهْيَ نَسَائِمٌ / وَتَعْفُو بِهَا الأَبْدَانُ وَهْيَ صعِيدُ
فَيَا ضَارِباً فِي الأَرْضِ يَرْتَادُ غَايَةً / رُوَيْدَكَ إِنَّ الْفَوْزَ مِنْكَ بَعِيدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025