القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 61
قد مَرِنت قلوبُنَا على النّوى
قد مَرِنت قلوبُنَا على النّوى / فما تَشكّى من أليمِ الوَجْدِ
كأنّ حُسنَ صَبْرِهَا على لَظَى / أشواقِها حُسنُ اصطبارِ الزّندِ
أتْهَم فيكُم لائمي وأنْجَدا
أتْهَم فيكُم لائمي وأنْجَدا / وما أفادَ سلوةً إذْ فنّدَا
أرشدَنِي بزعمه وما أرَى / سُلُوَّ قلبي عن هَواكمُ رَشَدَا
يَا لائمِي فيهِمْ أعدْ ذكْرَهُمُ / واللومَ فيهم واتّخِذْ عندي يَدَا
روِّح بذكْرَاهُم فؤاداً مضرَماً / لو مَاتَ حولاً كاملاً ما بَرَدَا
لو كان ما يشكُوهُ من حَرّ الأسَى / ناراً لَباخَتْ أو زِنَاداً أصْلَدا
لا تحسبَنّ اليأسَ أسْلاَني ولا / أنْسانَي النّأيُ هَوَى من بَعُدَا
شرطُ الهَوَى لهُمْ عَليّ أنّنِي / بهم مُعَنّى القلب صبٌّ أبدَا
لا أستَفِيقُ من هوىً إلاّ إلى / هَوىً ولا أسلُو وإن طالَ المَدَى
أفْدِي خيالاً زارَ رحْلي موهناً / على تَنَائي دَارِه كيفَ اهْتَدى
عهدتُه مُوسَّناً رَأْدَ الضّحى / فكيفَ جابَ في الظلامِ الفَدْفَدَا
عُلالةٌ عَلّلنِي الشّوقُ بها / والماءُ في الأحلامِ لا يُروى الصّدَى
ثُمّ هَبَبْتُ لاَ بكَ الوجدُ الذي / حرّكهُ طيفهُمُ وجدّدَا
مُدلّهاً أمسحُ عَيْنَيّ عسَى / تراهُ يَقظى وأجُسّ المَرْقَدا
كَقانِصٍ فاتَ القنيصُ يَده / أو واجدٍ أضَلّ ما قَد وَجَدَا
أحبَابَنَا وحبّذَا نداؤُكُمْ / لو كُنُتمُ لدعوةِ الدّاعِي صَدَى
غالَت يدُ الأيام من بَعدِكُم / ذَخائِري حتّى الإسَى والجَلَدا
ما لاصْطِبَاري مَددٌ بَعد النّوى / فويحَ دَمْعي مَن حَباهُ المَدَدَا
لكنّنِي ما رُمت إطفاءَ الجوَى / بفيضِه إلا الْتَظَى واتّقَدَا
يا رَوعَتَا لطائرٍ نَاحَ على / غُصْنٍ فأغْرى بالأسَى من فَقَدَا
أظنّه فارق أُلاّفاً كَما / فارقتُ أو كَما وجدتُ وجَدَا
أدمى جراحاتٍ بقلبي للنّوى / وما علمتُ ناحَ حُزناً أم شَدَا
لكن يَهيجُ للحزِين بثُّه / إذا رأى على الحَنين مُسعدَا
فَقُل لمن أشْمَتَه فِراقُنا / وسرَّه أن جَار دهرٌ واعْتَدى
إن سرّك الدهرُ بنا اليومَ فهَل / أمِنْتَ أن يَسّرنا فيك غَدا
يا من هَواهُ على التّنا
يا من هَواهُ على التّنا / ئِي والتّدانِي في ازدْيادِ
أصبحتُ مُغترِباً لبُعْ / دِك بين أهلي في بِلاَدِي
مستوحِشاً معَ كثرةِ ال / خُلاّنِ وحْشَةَ ذِي انْفرادِ
وأقلُّ ما لا قيتُ بَعْ / دَكَ من تَبارِيح البِعادِ
شوقٌ إليك أباحَ فَيْ / ضَ مَدامعِي وحمى رُقَادي
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا / وإنسانَ عَينِي والمَزارُ بعيدُ
تُمثّلُكَ الأشواقُ لي كُلَّ ليلةٍ / فَهمّي جديدٌ والفِراقُ جَديدُ
ومُعظمُ هَمّي أنّ عُمر فِرَاقِنا / مَديدٌ وعُمرِي للشقاءِ مَديدُ
فيا صخرُ ما الخنساءُ مثلي ولا نَهَى / بَوادِرَ دَمعِي ما قَضاهُ لَبيدُ
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً / صَوارِمَ عَتْبٍ كُلُّ صَفحٍ لها حَدُّ
فقابلتُ بالعُتَبى مَضِيضَ عِتَابهِ / ولم يَتَجَهَّمْهُ الحِجاجُ ولا الجَحْدُ
وأعجَبني عيٌّ لديهِ ولَم أزَلْ / إذا لم تكُن خَصمِي لِيَ الحججُ اللدّ
فيا حَبّذَا ذَنبٌ إليَّ نَسَبتَهُ / وما خطأٌ منّي أتَاه ولا عَمدُ
ولو كانَ ما بُلِّغْتَهُ فظنَنْتَهُ / لكفَّرَهُ حقُّ الأخُوَّةِ والوُدُّ
فأهلاً بعتْبٍ تَستريحُ بِبَثّهِ / ويُؤْمِنُني أن يستَمرَّ بك الحِقدُ
لقَد رَاقَ في قلبي وَلَذّ سماعُهُ / بِسمْعِي فزِدنِيْ من حديثِك يا سَعْدُ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ / فما حَفِظوا عهداً ولا رَاعَوُا الوُدّا
بأنّي وإن حَالت بيَ الحالُ لم أقُلْ / لهمْ واصِفاً شَوقاً ولا شَاكياً وَجْدَا
خذُوا بِزمَامِي قد رجَعْتُ إليكُمُ / رجوعَ مُريدٍ لا يَرى منكُمُ بُدّا
ولكِنْ ليَ الأَعواضُ في النّاسِ منكُمُ / وكلُّ سَماءٍ من سمائِكُمُ أندَى
وصَاحبٍ لا تُمَلُّ الدّهرَ صُحْبَتُهُ
وصَاحبٍ لا تُمَلُّ الدّهرَ صُحْبَتُهُ / يشْقَى لِنفعي ويسعَى سعْيَ مُجْتَهدِ
لم ألقَهُ منذ تَصَاحَبْنَا فحينَ بدَا / لِنَاظريَّ افترقْنَا فُرقَةَ الأَبدِ
كناسُ سِرْبِ المَهَا عِرِّيسَةُ الأسدِ
كناسُ سِرْبِ المَهَا عِرِّيسَةُ الأسدِ / فكيفَ بالوَصل للمستَهْتَرِ الكَمِدِ
والبيضُ دُونَ خُدورِ البيضِ مُصلتَةٌ / حكَتْ جَداولَ ماءٍ غيرِ مُطَّرِدِ
وكلُّ أسمَرَ فيه لَهْذَمٌ ذَرِبٌ / كَجَذْوَة النّارِ لم تُقْبَس ولم تَقِدِ
إذا تَسدَّدَ دَاوَى كلَّ ذي لَدَدٍ / وإن تأَوَّد سَاوى مَيلَ ذِي الأوَدِ
والبِيضُ والسّمرُ لا تَروَى بغير دَمٍ / من كلِّ جائشةِ الأرجاءِ بالزَّبَدِ
صَدِينَ حتّى جلاَها في النّحورِ وفي ال / هاماتِ أروعُ يُروي غُلَّ كلِّ صَدِ
مَن أظهرَ الجُودَ والإقدامَ إذ عُدِمَا / إلى الوُجود بضرب الهامِ والصَّفَدِ
ونَفَّقَ العلمَ مِن بعد الكسَاد فَما / تَرَى سوى طالبٍ للعلمِ مُجتهِدِ
مَنْ عدلُه أمَّنَ الشَّاءَ المهمَّلَ في ال / عَرِينِ أن يِتوقَّى وَثبةَ الأسَدِ
مَن يلتقِي المُذنِبين المُسْلَمِينَ بما / جَنوْهُ قَصداً بعفوٍ غَيرِ مُقتَصِدِ
يُسنِي المواهبَ مَسروراً بها جَذِلاً / فَمنُّهُ غيرُ مَمنونٍ ولا نَكِدِ
وما تَذَمَّرَ مِن غَيظٍ ومن غَضَبٍ / إلاّ جَلاَ عن مُحيّا بالحياءِ نَدِ
كالمشرَفِيَّةِ فيها حُسنُ رونقِها / في السِّلمِ والحرب والهاماتِ والغُمُدِ
ولكنّنِي ألقَى الحوادثَ وادِعاً
ولكنّنِي ألقَى الحوادثَ وادِعاً / بقلبِ أريبٍ بأسُه يَتوقَّدُ
أبيٌّ على عدْلِ الزّمانِ وجَورِهِ / غنيٍّ عن الأعوانِ إن قَلَّ مُسعِدُ
فما هُو في خَطبٍ وإن راعَ جازِعٌ / مَروعٌ ولا في حادث مُتَبَلّدُ
يا عجباً من وشْكِ بَينٍ ما رَغَتْ
يا عجباً من وشْكِ بَينٍ ما رَغَتْ / فيه مطايَانَا ولا الحادي حَدَا
نرَى الجِمَالَ المصحِباتِ بينَنا / مُهمَّلاتٍ والرجالَ بَدَدَا
مَوقفُ تَوديعٍ ترى البيضَ به / شُهباً وهَابي النّقعِ ليلاً أسودَا
وللطِّعانِ في الكُماةِ أعيُناً / تَهمِي على السّردِ نجيعاً مُزبِدَا
فيا له من مَوقِفٍ رقيبُه / كتَائِبُ الأعداءِ والواشي الرّدَى
لو لم تكُن عادَتِيَ الإقدامَ في / أمثاله قضيتُ فيه كَمَدَا
لا تَحسبَنَّ الرّزءَ أوهَى جَلَدِي / إنّ النّسِيم لا يَفُضُّ الجَلْمَدَا
وهل يَروعُ الخطْبُ قلبَ أروعٍ / إن كَلِبَ الدَّهرُ عليهِ أَسِدَا
متَى رآني الشّامتُون ضَرِعاً / لنكبةٍ تَعرُقُنِي عَرق المُدَى
هُم يَعلمونَ أنّني أصلَبُ مِن / صُمِّ الصَّفَا فما عَدا مِمَّا بَدا
هل بِزّنِي الخطبُ سِوى وفْرِي الذي / كان مُباحاً للنَّوالِ والنَّدَى
إنْ جمَعوا المالَ فأوعَوْا أتلفَتْ / يَدي طريفَ ما حوتْ والتَّلِدَا
هُمُ يَروْن المالَ ذُخراً باقياً / وإنّما ذُخُر الفَتى أن يُحمَدَا
اُنظُر بِعيشِكَ هل تَرى
اُنظُر بِعيشِكَ هل تَرى / أحداً يدومُ على المودَّةْ
لِتَرى أخِلاَّءَ الرَّخا / ءِ عِدىً إذا نابَتكَ شِدَّةْ
ولِكُلِّ ما تَأْبى وتَهْ / وى إن صَبَرْتَ مَدىً ومُدَّةْ
عِنديَ للأيّامِ إن أقْبَلَتْ
عِنديَ للأيّامِ إن أقْبَلَتْ / عليَّ فعلُ الخيرِ والجودُ
وإن تَوَلَّتْ فَفؤادي كما / علِمْتَ في اللأواءِ جُلمودُ
يُصابرُ الأيّامَ أو تَنقضي / خُطوبُهنَّ البيضُ والسّودُ
تَيقَّظْ فمن يَشناك يسهرُ لَيلَه / وقَد يخدَعُ اليقظانَ مَن هو راقدُ
ولا تَحتَقِر كيدَ الضَّعيفِ فإنّما / تَقُدُ شِفارَ المُرهَفاتِ المَبارِدُ
وتُلْقَى الأسودُ بالخديعَةِ في الزُّبَى / ولَو جُوهِرَتْ لم يَنْجُ منهُنَّ صائدُ
وإهمالُ ما يُخشى من الأمرِ مُهلكٌ / ومَصرعُ رِضوانٍ بما قُلتُ شاهِدُ
سأُنْفِق وفَرْى في اكتسابِ مكارِمٍ
سأُنْفِق وفَرْى في اكتسابِ مكارِمٍ / أظَلُّ بها بعد المَماتِ مخلَّدَا
وأسعى إلى الهجاءِ لا أرهبُ الرّدى / ولا أتَخَشّى عامِلاً ومهَنّدَا
بكلِّ فتىً يلقى المنِيَّةَ ضاحِكاً / كأنَّ له في القتلِ عَيشاً مُجَدَدا
فإن نلتُ ما أرجو فللجودِ ثمَّ لي / وإن مِتُّ خَلَّفتُ الثَّناءَ المؤَبَّدا
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهَدْتَهُ
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهَدْتَهُ / وخبَرْتَه لم تُلفِهِ بالشَّاهِدِ
ومَتى أردتَ تكثُّراً بدنُوِّهِ / فاعلَم بأنَّكَ لم تَزِدْ عن واحدِ
تَلقَّ ذَوي الحاجات بالبِشر إنَّهُ
تَلقَّ ذَوي الحاجات بالبِشر إنَّهُ / إلى كُرماءِ النَّاسِ أشْهى من الجَدَا
عَسى من يُرجَّي سيْبَكَ اليوم يَغْتَني / فتُصبِحُ فيمن تَرتَجي سيبَه غَدَا
إرضَ الخُمولَ تَعِشْ به في نَجْوَةٍ / ممَّا تخافُ ومن مُعانَدَةِ العِدا
دُونَ المعالي عُدوةٌ إن خُضتَها / متقَحِّمَاً أورَدتَ مُهجَتَكَ الرَّدَى
وإذا سَلِمتَ ونلتَ أيسرَ بُغيَةٍ / مِنها جعلْتَ لكَ البريَّة حُسَّدا
فاسمَعْ نصيحَةَ مَن يكادُ لعلمِهِ / بالدَّهرِ يدري اليومَ بالآتي غَدا
ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي
ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي / ما كفَّ كفِّيَ عن جودي بموجودي
في اليُسرِ أبذُل مَيْسوري وأبذُلُ في / عُسري لطالبِ رفدي شَطْر مَوجودي
قالوا نهته الأربَعون عن الصِّبا
قالوا نهته الأربَعون عن الصِّبا / وأخو المشيبِ يجورُ ثُمَّتَ يَهتدي
كم ضلَّ في ليلِ الشَّبابِ فدَلَّهُ / وَضَحُ المشيبِ على الطَّريقِ الأقْصَدِ
وإذا عَددْتُ سنيّ ثم نقصتُها / زَمَنَ الهُمومِ فتلك ساعةُ مَولِدي
أصبحت في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِهِ
أصبحت في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِهِ / فودُ الجنينِ ويَهْرَمُ المولودُ
وإذا شكوْنا اليومَ ثم أتَى غَدٌ / قُلْنا ألا يا ليتَ أمسِ يعودُ
ودّعْ أخا العزمِ مِصراً لا لَميسَ وخُضْ
ودّعْ أخا العزمِ مِصراً لا لَميسَ وخُضْ / بالسَّابحاتِ بحارَ المَهْمَهِ البيدِ
وسِرْ عَنِ الأرضِ تَنْبو بالكرامِ فَقَد / طال انتظارُ الجَنَى مِن يابِس العودِ
صديقٌ لي تَنَكَّرَ بعد وُدٍّ
صديقٌ لي تَنَكَّرَ بعد وُدٍّ / وأُمُّ الغَدرِ في الدُّنيا وَلودُ
أراهُ مَلالُه حَسَني قبيحاً / فصدَّ وأيسَرُ الغَدرِ الصُّدودُ
وذَمّ اليومَ ما حَمدتْه منّي / تجارِبُه وأمس بِه شهيدُ
ولستُ ألومُه فيما أَتَاهُ / أساءَ فرابَهُ الفِعلُ الحميدُ
وقد يَجِدُ المريضُ الماءَ مرّاً / بفيهِ وهْو سلسالٌ بَرودُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025