القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 106
أشهد في خالقي بجوده
أشهد في خالقي بجوده / ما شاء من سَنا وُجودِه
واختارني للعلومِ قلباً / عنايةً بي على عبيدِه
وقال لي لا تكن محلاً / لواردِ الكون في شهودِه
فإنما جنتي وناري / لكلِّ رسم دارا خلوده
فاذكر وجودي بعين وجودي / يكن عطاء على حسودِه
صَيَّر الأعيان عيناً واحداً
صَيَّر الأعيان عيناً واحداً / فوجودُ الحقِّ في نفي العدد
إذا تجرّدتُ عن وجودي
إذا تجرّدتُ عن وجودي / كنتُ أنا ألهو على الشهودِ
وكان كوني لأنَّ عيني / عينَ شهودي بلا مزيدِ
يا حبذا المسجدَ من مسجدٍ
يا حبذا المسجدَ من مسجدٍ / وحبذا الروضةَ من مشهدِ
وحبذا طيبة من بلدةٍ / فها ضريح المصطفى أحمد
صلى عليه الله من سيِّدٍ
صلى عليه الله من سيِّدٍ / لولاه لم نعلم ولم نهتدِ
قد قرنَ الله به ذكرَه / في كلِّ يوم فاعتبر تَرشَدِ
عشرٌ خفيَّاتٌ وعَشر إذا / أُعلنَّ بالتأذينِ في المسجدِ
فهذه عشرون مقرونةٌ / بأفضل الذكر إلى الموعد
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً / هلا اتخذت عليك فيه شُهودا
عدلاً من الأكوان من ساداته / المصطفين معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الحاضر المفقودا
فإذا مضى زمن مضى لمروره / عقد فجدّد للإمام عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته / وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمام هو الذي شهدت له / صُمّ الجبال بكونه معبودا
إن الذي فتح الخزائن جوده
إن الذي فتح الخزائن جوده / لم يبد للأبصار غير وجودِه
والحكم للأعيان ليس لذاته / إلا القبول له بحكم شهوده
هو مظهر أحكامهم في عينه / لما تعين مظهراً لعبيده
لا وجهّ أعظمُ من غنى في نعته / بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل / سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه / حال بنا وحليّه من جوده
إنا جعلنا ما علينا زينة / لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيته ألزمته / ذاك الوفاء بعينه لعهوده
أنا في العالم الذي لا أراكم
أنا في العالم الذي لا أراكم / كمسيح النصارى بين اليهودِ
فإذا ما رأيتكم نصب عيني / أنا والله في جنان الخلود
أسبِّح الله بأسمائه
أسبِّح الله بأسمائه / من كلِّ مذمومٍ ومحمود
إن نطقتْ بحمده ألسنٌ / فبينَ مفقودٍ وموجود
فحامد يجري بإطلاقه / وحامدٌ يجري بتقييد
وكلهم في حمده محسنٌ / وإن أتوا فيه بتحديد
وليس في الوسع سوى ما بدا / فإنه جمع بتبديد
لو كان من الوسع لقلنا به / ولم نقل فيه بتجريد
والله إني عابد للهوى / ليس له فأين توحيدي
حكم الهوى صيَّرني عابداً / لربه فذاك معبودي
إني لما جئتُ به منصفٍ / لستُ كمن قد ضلَّ في البيد
ولم أقل عجّل لنا قطنا / سخرية يا خيرَ مشهودِ
لا بد من يوم لنا جامعٍ / ما بين منحوسٍ ومسعودِ
تولدتَ عني وعن واحدٍ
تولدتَ عني وعن واحدٍ / فسميتَ بالغائبِ الشاهد
فلولا قبولي وأسماؤه / لما كنت عني وعن واحد
فيا من هو النعتُ في عينه / ومَن نعتُه ليس بالزائدِ
لقد رمتُ أمراً فلم أستطع / كما رامه الصَّيد بالصائدِ
تراوغُ عن سهمه قاصداً / وأين الفِرارُ من القاصد
ومِن أعجبِ الأمر أني به / صدرت ولم يك عن واردِ
وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ / سوى مقبلٍ عنه أو شارد
تعاليتُ لما تعاليتم / وما أنت بالواحد الواجد
أنا واحدٌ واجدٌ كونكم / ولستُ لعيني بالفاقد
أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت / كما أنا عن موجِدٍ ماجد
فإنّ غناه بأعياننا / مُحالٌ عليه لدى الناشد
ولكنه مثلُ ما قاله / غنيٌ عن العالم الراصد
وذاك الغنيُّ بلا مِرية / وإياك من نفثةِ العاقد
تعالى عن الفقر في ذاته / علوّ الحفيظِ على الراقد
تعوّذتُ منه به مثلَ ما / تعوّذت من غاسقٍ حاسد
فنعتي الإقامة في موطني / كما نعته عنه بالوافد
فينزل ربي إلى خلقِه / ولا وَصفٌ للخلقِ بالصَّاعد
إليه ولكن لآياته / كما جاء في المحكم النافذ
يقرّ ويجحّد إقرارُه / وأين المقرُّ من الجاحدِ
أزينه وهو لي زينة / كما زيّن القلبُ بالساعدِ
طردتَ الذي لم تُرد قربَه / وسميتَ عبدَك بالطاردِ
إذا امتحن الله عبّادَه / نفوزُ بمعرفةِ العابدِ
كما الأمُّ تضربُ أولادها / لتظهر مرتبةُ الوالدِ
دعاني إلى رفدِه جودُه / فجئتُ مع الوفدِ كالوافد
وكان معي حالَ ما جئتُه / وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ
فسيري به مثلَ سيري له / فأنعتُ بالسائقِ القائد
أذود الردى عن جناب الهدى / لا علم في الناس بالذائد
وما ذدته عنه إلاّ به / فيا خيبة العالمِ الحائدِ
أسماء أسمائه الحسنى التي تبدي
أسماء أسمائه الحسنى التي تبدي / هي الكثيرة بالأوتار والعددِ
وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ / عن العقول سوى حقيقةِ الأحد
وإنّ أسماءَه الحسنى التي بقيت / لنا وإن جهات من أعظم العدد
ولا ظهور لها فإنها نسبٌ / فكيف أجعلها في الدفع معتمدي
والناس في غفلةٍ عما ذكرتُ لهم / فيها وعن سبلِ التحقيق في حيد
فليس يفقدها وليس يوجدها / والفقد والوجد في سلم وفي لدد
فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها / هل يبقى للكون من خلدٍ ومن أبد
وكيف يبقى ولا دور يعدّ به / والدهر يعرف بالأدوار والمدَد
وما تسمي به الحقّ العليم سُدى / إلا من أجل الذي يعطيه من مدد
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها / مع الزمان ولكن لا إلى أمد
لا بل إلى أبد الآباد جريتها / هل في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ
والله لو علمت نفسي بما سمحت / من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد
بذاتها وهي لم تشعر بما وهبتْ / من العطايا لماتت وهي لم تجد
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا / إن العطايا لمن لو شاء لم تفد
هذا من الجهةِ المقصودِ جانبها / كما الوفودُ لمن شاء لم يفد
إن الورود الذي في الكون صورتُه / من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد
هذا هو الأدب المشروعُ ليس له / إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد
قد قلتُ فيه مقالاً لستُ أنكره / إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد
إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها / هي العلومُ التي تهدي إلى الرشد
رشد المعارفِ لا رشد السعادةِ و / الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصُّور والجسدِ
فاحمدْ إلهك لا تحمد ْ سواءه فما / يعطي السعادةَ إلا حمده وقد
لا تنكروا الطبعَ إن الطبعَ يغلبني / والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَند
دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا / وهو الظهور به في كلِّ معتَقد
به أدين فإنَّ الله رجحه / على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ
في كلِّ طالعةٍ عُليا ونازلةٍ / سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد
سكَّن إلهي روعاتي فإن لها / مَيلاً شديداً إلى ما ليس مستندي
إن الركون إلى الأدنى من السبب / الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد
ولا أخص به أنثى ولا ذكراً / ولا جَهولاً ولا مَن قال بالرَصد
بل حكمه لم يزل في كلِّ طائفةٍ / من كلٍّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد
لولا مسامحةُ الرحمن فيك لما / رأيتُ شخصاً سعيداً آخر الأبد
هو الإله الذي عمت عوارفُه / لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد
ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم / يظهر به أحد فضلاً على أحد
رأيتُ سما لاح بأفقٍ مبين
رأيتُ سما لاح بأفقٍ مبين / من العَلَمِ الفردِ
ولما ارتدى / بالبرُدةِ المثلى
هلالٌ بدا / بالأُفقِ الأعلى
طعمتُ الهدى / بالمورد الأحلى
وما أنا فيما ذقتُه بالظنين / لعلمي بالقصْدِ
سمعتُ الصدا / من طورِ سيناء
وعندي صدا / الماءِ زيراء
فقال الصَّدا / ينبىء أبناء
ليعلم ما جئتُ به بعد حين / من الصدقِ للوعدِ
تمنيتُ أن / أشهد بالله
ولم أعلمن / أنَّ به جاهي
فقلت لمن / خصَّ بانباهي
لقد علمَ الروحُ الخبير الأمين / بما لكم عندي
وفيتُ لكم / بالعهدِ أزمانا
وكانَ بكم / ذاك الذي كانا
وما قلتُكم / صِدقاً وإيمانا
إذا كان مثلي في هواكم يخون / فمن يوفي بالعهد
رجوتُ وصالاً / والنوى يردي
طلبتُ اتصّالاً / قال يا بعدي
فأنشدتُ حالاً / للذي عندي
أحين رجوتُ الوصلَ منكم أحين / أعذَّبُ بالصَّدِّ
ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً
ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً / ونادى به حتى إذا بلغ المدى
تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً / فكان له روحاً كريماً مؤيدا
وأعطاه ما أبقى عليه مهابةً / فاورثه علماً وحِلماً وسؤددا
وأعلى به الدين الحنيفي والهدى / وصيرَّه يومَ القيامةِ سيِّدا
وهيأ يومَ الفصلِ عند وروده / له فوق أدنى في التقرب مقعدا
وعين يوم الزور في كلِّ حضرةٍ / له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا
فيا خير خلقِ الله بل خير مُرسَلٍ / لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا
تحليت للإرسال في كل شُرعةً / يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا
ففي قولكم لما دعيت مّذماً / كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا
علومٌ وأسرار لمن كان ذا حجى / تدل على خُلق كريمٍ من العِدى
فيا خيرَ مَبعوثٍ إلى خيرِ أُمَّة / لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا
ولما دعوتُ الله غيرةَ مؤمنٍ / على من تعدَّى في الشريعة واعتدى
أتاك عتابُ الله فيه ولم تكن / أردت به إلا التعصبُ للهدى
بأنك قد أرسلتَ للخلقِ رحمةً / ومن كان هذا أصله طاب مولدا
مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف / وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا
وها أنا أتلو في مديحك السنا / تعز على من كان في العلمِ قد شدا
ولم أغل بل قلت الذي قال ربنا / وجئت به فضلاً مبيناً لأرشدا
مدحتك بالأسماء أسماء ربنا / ولم ألتفت عقلاً ورأياً مسدَّدا
بأنك عبد الله بل أنت كونه / وأنت مضاف الكافِ شَرعاً وما عدا
فعينك عين السِّرِّ والسمعُ سمعُه / وأنت الكبير الكل للعين إنْ بدا
وأنت الذي أكني إذا قلت كنية / وأنت الذي أعني إذا ما تمجدا
لقد خصك الرحمن بالصورةِ التي / روينا ولم ينزل لنا ذكرها سدى
وأنت مقالُ العبد عند قيامه / من الركعة الزلفى ليهوي فيسجدا
وأنت وجود الهاء مهما تعبدت / وأنت وجودُ الواو مهما تعبَّدا
فقل إنه هو أو فقل ليس هو بهو / وإياك أن تبتغي لنفسك موعدا
ولا تأخذ إلا لقاءً زوراً فإنه / حقيقتكم إن راح عنكم وإن غدا
ولما اصطفاك الله عبداً مقرَّباً / أراك الذي أعطى عليك وأشهدا
فمن كان يدريه يكون موحداً / ومن كان لا يدري يكون موحدا
إذا ما مدحت العبد فامدحه هكذا / وكن في الذي تلقيه عبداً موحدا
فإنك لم تمدحه إلا به فكن / لمن جاء يستفتيك ركناً ومقصدا
فوالله لولا الله ما كنت مصلحاً / ووالله لولا الكونُ ما كنتُ مُفسدا
فمن كان مشهوداً به كان مؤمناً / ومن كان معلوماً له كان ملحدا
فكن من علا في الأمر بالأمر نفسه / ولا تك ممن قال قولاً فأخلدا
فهذا مديح الاختصاصِ مبينٌ / جمعتُ لكم بين الندا فيه والندا
وأجريتُ فيه الخمر نهر الشارب / إذا ما تحسَّى جرعة منه عربدا
ألا إنني أرجو من الله أن أرى / بمشهده الأعلى عبيداً مؤيدا
بأسمائه الحسنى وأنفاسِ جودِه / أكون بها بين الأنام مسوَّدا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
إنَّ لنا في سبأ آية
إنَّ لنا في سبأ آية / يعرفها السابقُ والمقتصدْ
إذ تصعق الأرواح من وحيه / ولم تجد شيئاً له يستندْ
حتى إذا فزَّع عن قلبهم / فقيل ماذا قيل قالوا الأحد
فابحث على حكمتها جاهداً / بالذكر لا بالفكر حتى تجد
من الذي أجلى إليك الذي / أصعقَ منك الروحَ قبلَ الجسد
كمثلِ موسى حين أبدى له / في ذاته الربُّ الذي لم يلد
لذاك لم ينتج له قصده / فابحث على حكمته واتئد
ولا تكن لا فيما ترى طالباً / بعقلكم دون الهُدى تستند
فإنما الشرع سبيلُ الهدى / عليه ععوِّل غيره لا ترِد
من يعرف المعنى الذي صُغته / من نظمنا هذا هو المقتصد
فإنه الأفضل في حكمنا / يجري على حكمته لم يزد
يدور بالحكمة دولابه / فماؤه يسقي جميعَ البلد
لذا أتى في وسط ذكره / والوسط الأفضل في المعتقد
به أتى القرآن في فضلنا / وهو لمن يطلب أقوى سَنَد
فمن يُقل سكن لنا صاده / أقل له هذا وهذا ورد
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ / لكونه يفعل فيهم ما يريد
فما يرى الأمر كما يعلمه / يشهده بعينه الخلق الجديد
في الزمن الفردِ الذي أثبته / لطالب البرهان بالفكر السديد
ما نظرتْ عقولنا في مُشكلٍ / أشكلَ من هذا ولا ركن شديد
يأوي إليه فكره مستنداً / ممكناً فيه فعنه ما يحيد
قد سمع الله قولَ عبدِه
قد سمع الله قولَ عبدِه / إذ حمدَ الله حقَّ حمدِهِ
لقد وفى الربُّ لي بعهدي / لما وفينا له بعهدِه
وقد أرانا الإله جوداً / من كرمِ الذات صدقَ وعدِه
وهو معي حيث كنت منه / بقربٍ إن كان أو ببعده
دعا قومه نوحٌ ليغفر ربهم
دعا قومه نوحٌ ليغفر ربهم / لهم فأجابوه لما كان قد دعا
أجابوا بأحوالٍ فغطوا ثيابهم / لسر بستر والسميعُ الذي وعى
ولو أنهم نادوا ليكشف عنهمُ / غطاءُ العمى ما ارتد شخصٌ ولا سعى
وهذي إشاراتٌ لأمّة أحمد / وليست لنوحٍ والحديث هما معا
رعى الله شخصاً لم يزل ذا مهابة / كريماً إماما ًحرمة الحق قد رعى
لو أنَّ له الخلق ينزل وحيه / على جبلٍ راسٍ به لتصدَّعا
وأثبتَ منه قلبَ شخصٍ علمته / ولما أتاه وحيه ما تزعزعا
وإن كان من قومٍ إذا ليلهم دجا / تراهم لديه ساجدين ورُكَّعاً
وتبصرهم عند المناجاة حُسَّراً / حيارى سكارى خاضعين وخُشعا
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025