المجموع : 106
أشهد في خالقي بجوده
أشهد في خالقي بجوده / ما شاء من سَنا وُجودِه
واختارني للعلومِ قلباً / عنايةً بي على عبيدِه
وقال لي لا تكن محلاً / لواردِ الكون في شهودِه
فإنما جنتي وناري / لكلِّ رسم دارا خلوده
فاذكر وجودي بعين وجودي / يكن عطاء على حسودِه
صَيَّر الأعيان عيناً واحداً
صَيَّر الأعيان عيناً واحداً / فوجودُ الحقِّ في نفي العدد
إذا تجرّدتُ عن وجودي
إذا تجرّدتُ عن وجودي / كنتُ أنا ألهو على الشهودِ
وكان كوني لأنَّ عيني / عينَ شهودي بلا مزيدِ
يا حبذا المسجدَ من مسجدٍ
يا حبذا المسجدَ من مسجدٍ / وحبذا الروضةَ من مشهدِ
وحبذا طيبة من بلدةٍ / فها ضريح المصطفى أحمد
صلى عليه الله من سيِّدٍ
صلى عليه الله من سيِّدٍ / لولاه لم نعلم ولم نهتدِ
قد قرنَ الله به ذكرَه / في كلِّ يوم فاعتبر تَرشَدِ
عشرٌ خفيَّاتٌ وعَشر إذا / أُعلنَّ بالتأذينِ في المسجدِ
فهذه عشرون مقرونةٌ / بأفضل الذكر إلى الموعد
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً / هلا اتخذت عليك فيه شُهودا
عدلاً من الأكوان من ساداته / المصطفين معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الحاضر المفقودا
فإذا مضى زمن مضى لمروره / عقد فجدّد للإمام عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته / وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمام هو الذي شهدت له / صُمّ الجبال بكونه معبودا
إن الذي فتح الخزائن جوده
إن الذي فتح الخزائن جوده / لم يبد للأبصار غير وجودِه
والحكم للأعيان ليس لذاته / إلا القبول له بحكم شهوده
هو مظهر أحكامهم في عينه / لما تعين مظهراً لعبيده
لا وجهّ أعظمُ من غنى في نعته / بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل / سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه / حال بنا وحليّه من جوده
إنا جعلنا ما علينا زينة / لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيته ألزمته / ذاك الوفاء بعينه لعهوده
أنا في العالم الذي لا أراكم
أنا في العالم الذي لا أراكم / كمسيح النصارى بين اليهودِ
فإذا ما رأيتكم نصب عيني / أنا والله في جنان الخلود
أسبِّح الله بأسمائه
أسبِّح الله بأسمائه / من كلِّ مذمومٍ ومحمود
إن نطقتْ بحمده ألسنٌ / فبينَ مفقودٍ وموجود
فحامد يجري بإطلاقه / وحامدٌ يجري بتقييد
وكلهم في حمده محسنٌ / وإن أتوا فيه بتحديد
وليس في الوسع سوى ما بدا / فإنه جمع بتبديد
لو كان من الوسع لقلنا به / ولم نقل فيه بتجريد
والله إني عابد للهوى / ليس له فأين توحيدي
حكم الهوى صيَّرني عابداً / لربه فذاك معبودي
إني لما جئتُ به منصفٍ / لستُ كمن قد ضلَّ في البيد
ولم أقل عجّل لنا قطنا / سخرية يا خيرَ مشهودِ
لا بد من يوم لنا جامعٍ / ما بين منحوسٍ ومسعودِ
تولدتَ عني وعن واحدٍ
تولدتَ عني وعن واحدٍ / فسميتَ بالغائبِ الشاهد
فلولا قبولي وأسماؤه / لما كنت عني وعن واحد
فيا من هو النعتُ في عينه / ومَن نعتُه ليس بالزائدِ
لقد رمتُ أمراً فلم أستطع / كما رامه الصَّيد بالصائدِ
تراوغُ عن سهمه قاصداً / وأين الفِرارُ من القاصد
ومِن أعجبِ الأمر أني به / صدرت ولم يك عن واردِ
وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ / سوى مقبلٍ عنه أو شارد
تعاليتُ لما تعاليتم / وما أنت بالواحد الواجد
أنا واحدٌ واجدٌ كونكم / ولستُ لعيني بالفاقد
أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت / كما أنا عن موجِدٍ ماجد
فإنّ غناه بأعياننا / مُحالٌ عليه لدى الناشد
ولكنه مثلُ ما قاله / غنيٌ عن العالم الراصد
وذاك الغنيُّ بلا مِرية / وإياك من نفثةِ العاقد
تعالى عن الفقر في ذاته / علوّ الحفيظِ على الراقد
تعوّذتُ منه به مثلَ ما / تعوّذت من غاسقٍ حاسد
فنعتي الإقامة في موطني / كما نعته عنه بالوافد
فينزل ربي إلى خلقِه / ولا وَصفٌ للخلقِ بالصَّاعد
إليه ولكن لآياته / كما جاء في المحكم النافذ
يقرّ ويجحّد إقرارُه / وأين المقرُّ من الجاحدِ
أزينه وهو لي زينة / كما زيّن القلبُ بالساعدِ
طردتَ الذي لم تُرد قربَه / وسميتَ عبدَك بالطاردِ
إذا امتحن الله عبّادَه / نفوزُ بمعرفةِ العابدِ
كما الأمُّ تضربُ أولادها / لتظهر مرتبةُ الوالدِ
دعاني إلى رفدِه جودُه / فجئتُ مع الوفدِ كالوافد
وكان معي حالَ ما جئتُه / وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ
فسيري به مثلَ سيري له / فأنعتُ بالسائقِ القائد
أذود الردى عن جناب الهدى / لا علم في الناس بالذائد
وما ذدته عنه إلاّ به / فيا خيبة العالمِ الحائدِ
أسماء أسمائه الحسنى التي تبدي
أسماء أسمائه الحسنى التي تبدي / هي الكثيرة بالأوتار والعددِ
وما بأسمائه الحسنى التي خفيتْ / عن العقول سوى حقيقةِ الأحد
وإنّ أسماءَه الحسنى التي بقيت / لنا وإن جهات من أعظم العدد
ولا ظهور لها فإنها نسبٌ / فكيف أجعلها في الدفع معتمدي
والناس في غفلةٍ عما ذكرتُ لهم / فيها وعن سبلِ التحقيق في حيد
فليس يفقدها وليس يوجدها / والفقد والوجد في سلم وفي لدد
فليتَ شعري إذا مرَّ الزمانُ بها / هل يبقى للكون من خلدٍ ومن أبد
وكيف يبقى ولا دور يعدّ به / والدهر يعرف بالأدوار والمدَد
وما تسمي به الحقّ العليم سُدى / إلا من أجل الذي يعطيه من مدد
ها إن ذي حكمة تجري بصورتها / مع الزمان ولكن لا إلى أمد
لا بل إلى أبد الآباد جريتها / هل في الزمانِ زمانٌ فاعتبرْ تجدِ
والله لو علمت نفسي بما سمحت / من العلومِ التي أعطتكَ في الرّفَد
بذاتها وهي لم تشعر بما وهبتْ / من العطايا لماتت وهي لم تجد
فاشكر إلهك لا تشكر عطيتنا / إن العطايا لمن لو شاء لم تفد
هذا من الجهةِ المقصودِ جانبها / كما الوفودُ لمن شاء لم يفد
إن الورود الذي في الكون صورتُه / من النفوسِ التي لو شاء لم ترِد
هذا هو الأدب المشروعُ ليس له / إلاّ أداة امتناعِ الشيءِ لم يرد
قد قلتُ فيه مقالاً لستُ أنكره / إذِ النفوسُ عن التحقيق لم تحد
إنَّ العلومَ التي التحقيقُ جاء بها / هي العلومُ التي تهدي إلى الرشد
رشد المعارفِ لا رشد السعادةِ و / الإيمانُ يسعدُ أهلَ الصُّور والجسدِ
فاحمدْ إلهك لا تحمد ْ سواءه فما / يعطي السعادةَ إلا حمده وقد
لا تنكروا الطبعَ إن الطبعَ يغلبني / والحقُّ يغلبه إنْ كانَ ذا فَند
دين العجائزِ مأوانا ومذهبُنا / وهو الظهور به في كلِّ معتَقد
به أدين فإنَّ الله رجحه / على التفكُّر في كشفٍ وفي سَنَدِ
في كلِّ طالعةٍ عُليا ونازلةٍ / سُفلى معَ القولِ بالتوحيدِ للأحد
سكَّن إلهي روعاتي فإن لها / مَيلاً شديداً إلى ما ليس مستندي
إن الركون إلى الأدنى من السبب / الأعلى تجد طعمَه أحلى من الشَّهد
ولا أخص به أنثى ولا ذكراً / ولا جَهولاً ولا مَن قال بالرَصد
بل حكمه لم يزل في كلِّ طائفةٍ / من كلٍّ صاحبِ برهانٍ ومعتَقَد
لولا مسامحةُ الرحمن فيك لما / رأيتُ شخصاً سعيداً آخر الأبد
هو الإله الذي عمت عوارفُه / لما سرى الجودُ في الأدنى وفي البعد
ألا ترى الجودَ بالإيجاد عمَّ فلم / يظهر به أحد فضلاً على أحد
رأيتُ سما لاح بأفقٍ مبين
رأيتُ سما لاح بأفقٍ مبين / من العَلَمِ الفردِ
ولما ارتدى / بالبرُدةِ المثلى
هلالٌ بدا / بالأُفقِ الأعلى
طعمتُ الهدى / بالمورد الأحلى
وما أنا فيما ذقتُه بالظنين / لعلمي بالقصْدِ
سمعتُ الصدا / من طورِ سيناء
وعندي صدا / الماءِ زيراء
فقال الصَّدا / ينبىء أبناء
ليعلم ما جئتُ به بعد حين / من الصدقِ للوعدِ
تمنيتُ أن / أشهد بالله
ولم أعلمن / أنَّ به جاهي
فقلت لمن / خصَّ بانباهي
لقد علمَ الروحُ الخبير الأمين / بما لكم عندي
وفيتُ لكم / بالعهدِ أزمانا
وكانَ بكم / ذاك الذي كانا
وما قلتُكم / صِدقاً وإيمانا
إذا كان مثلي في هواكم يخون / فمن يوفي بالعهد
رجوتُ وصالاً / والنوى يردي
طلبتُ اتصّالاً / قال يا بعدي
فأنشدتُ حالاً / للذي عندي
أحين رجوتُ الوصلَ منكم أحين / أعذَّبُ بالصَّدِّ
ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً
ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً / ونادى به حتى إذا بلغ المدى
تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً / فكان له روحاً كريماً مؤيدا
وأعطاه ما أبقى عليه مهابةً / فاورثه علماً وحِلماً وسؤددا
وأعلى به الدين الحنيفي والهدى / وصيرَّه يومَ القيامةِ سيِّدا
وهيأ يومَ الفصلِ عند وروده / له فوق أدنى في التقرب مقعدا
وعين يوم الزور في كلِّ حضرةٍ / له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا
فيا خير خلقِ الله بل خير مُرسَلٍ / لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا
تحليت للإرسال في كل شُرعةً / يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا
ففي قولكم لما دعيت مّذماً / كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا
علومٌ وأسرار لمن كان ذا حجى / تدل على خُلق كريمٍ من العِدى
فيا خيرَ مَبعوثٍ إلى خيرِ أُمَّة / لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا
ولما دعوتُ الله غيرةَ مؤمنٍ / على من تعدَّى في الشريعة واعتدى
أتاك عتابُ الله فيه ولم تكن / أردت به إلا التعصبُ للهدى
بأنك قد أرسلتَ للخلقِ رحمةً / ومن كان هذا أصله طاب مولدا
مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف / وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا
وها أنا أتلو في مديحك السنا / تعز على من كان في العلمِ قد شدا
ولم أغل بل قلت الذي قال ربنا / وجئت به فضلاً مبيناً لأرشدا
مدحتك بالأسماء أسماء ربنا / ولم ألتفت عقلاً ورأياً مسدَّدا
بأنك عبد الله بل أنت كونه / وأنت مضاف الكافِ شَرعاً وما عدا
فعينك عين السِّرِّ والسمعُ سمعُه / وأنت الكبير الكل للعين إنْ بدا
وأنت الذي أكني إذا قلت كنية / وأنت الذي أعني إذا ما تمجدا
لقد خصك الرحمن بالصورةِ التي / روينا ولم ينزل لنا ذكرها سدى
وأنت مقالُ العبد عند قيامه / من الركعة الزلفى ليهوي فيسجدا
وأنت وجود الهاء مهما تعبدت / وأنت وجودُ الواو مهما تعبَّدا
فقل إنه هو أو فقل ليس هو بهو / وإياك أن تبتغي لنفسك موعدا
ولا تأخذ إلا لقاءً زوراً فإنه / حقيقتكم إن راح عنكم وإن غدا
ولما اصطفاك الله عبداً مقرَّباً / أراك الذي أعطى عليك وأشهدا
فمن كان يدريه يكون موحداً / ومن كان لا يدري يكون موحدا
إذا ما مدحت العبد فامدحه هكذا / وكن في الذي تلقيه عبداً موحدا
فإنك لم تمدحه إلا به فكن / لمن جاء يستفتيك ركناً ومقصدا
فوالله لولا الله ما كنت مصلحاً / ووالله لولا الكونُ ما كنتُ مُفسدا
فمن كان مشهوداً به كان مؤمناً / ومن كان معلوماً له كان ملحدا
فكن من علا في الأمر بالأمر نفسه / ولا تك ممن قال قولاً فأخلدا
فهذا مديح الاختصاصِ مبينٌ / جمعتُ لكم بين الندا فيه والندا
وأجريتُ فيه الخمر نهر الشارب / إذا ما تحسَّى جرعة منه عربدا
ألا إنني أرجو من الله أن أرى / بمشهده الأعلى عبيداً مؤيدا
بأسمائه الحسنى وأنفاسِ جودِه / أكون بها بين الأنام مسوَّدا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
إنَّ لنا في سبأ آية
إنَّ لنا في سبأ آية / يعرفها السابقُ والمقتصدْ
إذ تصعق الأرواح من وحيه / ولم تجد شيئاً له يستندْ
حتى إذا فزَّع عن قلبهم / فقيل ماذا قيل قالوا الأحد
فابحث على حكمتها جاهداً / بالذكر لا بالفكر حتى تجد
من الذي أجلى إليك الذي / أصعقَ منك الروحَ قبلَ الجسد
كمثلِ موسى حين أبدى له / في ذاته الربُّ الذي لم يلد
لذاك لم ينتج له قصده / فابحث على حكمته واتئد
ولا تكن لا فيما ترى طالباً / بعقلكم دون الهُدى تستند
فإنما الشرع سبيلُ الهدى / عليه ععوِّل غيره لا ترِد
من يعرف المعنى الذي صُغته / من نظمنا هذا هو المقتصد
فإنه الأفضل في حكمنا / يجري على حكمته لم يزد
يدور بالحكمة دولابه / فماؤه يسقي جميعَ البلد
لذا أتى في وسط ذكره / والوسط الأفضل في المعتقد
به أتى القرآن في فضلنا / وهو لمن يطلب أقوى سَنَد
فمن يُقل سكن لنا صاده / أقل له هذا وهذا ورد
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ
الناس في لَبسٍ من الخَلقِ الجديدِ / لكونه يفعل فيهم ما يريد
فما يرى الأمر كما يعلمه / يشهده بعينه الخلق الجديد
في الزمن الفردِ الذي أثبته / لطالب البرهان بالفكر السديد
ما نظرتْ عقولنا في مُشكلٍ / أشكلَ من هذا ولا ركن شديد
يأوي إليه فكره مستنداً / ممكناً فيه فعنه ما يحيد
قد سمع الله قولَ عبدِه
قد سمع الله قولَ عبدِه / إذ حمدَ الله حقَّ حمدِهِ
لقد وفى الربُّ لي بعهدي / لما وفينا له بعهدِه
وقد أرانا الإله جوداً / من كرمِ الذات صدقَ وعدِه
وهو معي حيث كنت منه / بقربٍ إن كان أو ببعده
دعا قومه نوحٌ ليغفر ربهم
دعا قومه نوحٌ ليغفر ربهم / لهم فأجابوه لما كان قد دعا
أجابوا بأحوالٍ فغطوا ثيابهم / لسر بستر والسميعُ الذي وعى
ولو أنهم نادوا ليكشف عنهمُ / غطاءُ العمى ما ارتد شخصٌ ولا سعى
وهذي إشاراتٌ لأمّة أحمد / وليست لنوحٍ والحديث هما معا
رعى الله شخصاً لم يزل ذا مهابة / كريماً إماما ًحرمة الحق قد رعى
لو أنَّ له الخلق ينزل وحيه / على جبلٍ راسٍ به لتصدَّعا
وأثبتَ منه قلبَ شخصٍ علمته / ولما أتاه وحيه ما تزعزعا
وإن كان من قومٍ إذا ليلهم دجا / تراهم لديه ساجدين ورُكَّعاً
وتبصرهم عند المناجاة حُسَّراً / حيارى سكارى خاضعين وخُشعا
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي