المجموع : 24
أبا جعفر يا اِبن الّذين بحبّهم
أبا جعفر يا اِبن الّذين بحبّهم / تنادي الورى آمالها والمقاصدا
أتيتُكَ أرجو منك تقضي حوائجي / لأنّك ممّن لا يخيّبُ وافدا
بزفافِ إبراهيم قرّت أعينٌ
بزفافِ إبراهيم قرّت أعينٌ / لبني المَكارمِ والعلا والسؤددِ
تمَّ الهَنا لهم وخير مسرّةٍ / لأخِ المفاخرِ والعلاء محمّدِ
مَضَى فَبكى لرحلته الوجودُ
مَضَى فَبكى لرحلته الوجودُ / وناحَ الشعبُ مُذ فقد العميدُ
عميدُ العرب ماتَ فلهف قلبي / عليه كيف ضمّتهُ اللحودُ
قَضى المِقدامُ كهف العرب مولى / بهِ كانت بنو مضرٍ تسودُ
فيا ويحَ العروبة بعد ندبٍ / فَقَد ضاعَت لرقدتهِ الوعودُ
سليل المجد تفقدهُ البرايا / وليسَ كمثلهِ أبداً فقيدُ
وندب في المكارمِ كان فرداً / وفي أعمالهِ الحُسنى فريدُ
سَعي لِصلاح أمّته مجدّاً / وما قصرت له يوماً جهودُ
وكَم للعربِ شاد بناء مجدٍ / وكانَ لهم بِمُهجتهِ يجودُ
لَقَد عَظُمت مكارمهُ وجلّت / مناقبهُ فليس لها عديدُ
همام هاشميّ ذو نجار / نَمتهُ سادة أمجاد صيدُ
مصابٌ هزّ للأقطار حتّى / شَجى أركانها أضحت تميدُ
له أرضُ الحجاز بكَت ومصر / لهُ أضحَت بعبرتها تجودُ
وحلّ بسوريا حزنٌ عظيم / غداة بنعيهِ جاءَ البريدُ
لَئِن رحلَ الفقيد وغاب عنّا / لنا في شبله أمل وطيدُ
فَقائدنا المُرجّى خير نجلٍ / لخيرِ أبٍ تطالعهُ السعودُ
هو البطلُ الهمام فتىً إليهِ / قيادُ الشعب وهو له يقودُ
يردّ إِلى العروبةِ كلّ مجدٍ / وَسؤددهم به غضٌّ جديدُ
سَيُنشئها موحّدة جميعاً / بلاد العرب إذ نحن الجنودُ
هو المرجوّ إن غربت خطوب / هو المرموق إن حصد الحصيدُ
به تُحمى الثغور منَ الأعادي / وعَن دفعِ الأباعد لا يحيدُ
وَسادَ بِقَومِنا دون البرايا / ومن ذا غيره فينا يسودُ
عيدٌ يمرّ على مصاب حميد
عيدٌ يمرّ على مصاب حميد / إن جاء عيدٌ فهو ليس بعيدِ
كيف المَسرّةُ والهناء نريدُها / وفَقيدُنا في الناس خير فقيدِ
العيدُ فيه فرحةٌ ومسرّةٌ / ما فيهِ مِن نوحٍ ومن تعديدِ
فأرى بهذا العيدِ صرخة نادبٍ / مشفوعة بنياحة ونشيدِ
ينعى أبا بلقيس أكرم مَن له / شَهِدَ الفخار بفعله المحمودِ
أَسقى له من غاب عن أوطانهِ / وَغَدا رهينَ مقابر ولحودِ
تبّت يدُ الجاني عليه وإثمه / قد ألبس العليا ملابس سودِ
فَجَعَ المفاخرَ والمكارم والندا / وَنعى له في المجدِ أطيب عودِ
آباؤهُ عُرِفوا بحُسنِ فعالهم / مِن سيّد سامي الذرى ومسودِ
ينمى إلى الصيدِ الأكارمِ من بني / كمّونة وضراغم وأسودِ
وأبوهُ معروفٌ بسيرتهِ الّتي / جاءَته مِن غرّ كرام صيدِ
أعني محمّد العليّ زعيمنا / سادَ الأنام علاً برأي سديدِ
نَرجو منَ اللّه العظيم بقاءه / بالعزّ والتوفيق والتأييدِ
قومٌ بنَوا للمجد صرحاً شامخاً / وَلَكم لهم في المجد من تشييدِ
إن يفجع العلياء باِبن زعيمها / فلهُ بذكرِ اللّه يوم وعيدِ
بِحِمى الحُسين السبط سبط المصطفى / نَم يا حميد وفُز بعيش رغيدِ