المجموع : 31
عَجِبتُ لِلمَرءِ إِذ يَسقي حَليلَتَهُ
عَجِبتُ لِلمَرءِ إِذ يَسقي حَليلَتَهُ / سُلافَةً وَهوَ مِنها تائِبٌ صاحِ
كَأَنَّها إِذ تَحَسَّت ثُمَّ أَربَعَةً / أَو خَمسَةً شَرِدَت عَنهُ بِصَحصاحِ
كانَت ضَعيفَةَ عَقلٍ فَاِستَزادَ لَها / في ضَعفِهِ ضِدَّ عُذّالٍ وَنُصّاحِ
وَكانَ في لَفظِها عَيٌّ فَأَيَّدَهُ / فَلَم تُخَبِّرهُ عَن شَيٍّ بِإِفصاحِ
مَن عاشَرَ الناسَ لَم يُعدَم نِفاقَهُمُ
مَن عاشَرَ الناسَ لَم يُعدَم نِفاقَهُمُ / فَما يَفوهونَ مِن حَقٍّ بِتَصريحِ
فَاِعجَب لِتَحريقِ أَهلِ الهِندِ مَيتَهُمُ / وَذاكَ أَروَحُ مِن طولِ التَباريحِ
إِن حَرَّقوهُ فَما يَخشَونَ مِن ضَبُعٍ / تَسري إِليهِ وَلا خَفيٍّ وَتَطريحِ
وَالنارُ أَطيَبُ مِن كافورِ مَيِّتِنا / غِبّاً وَأَذهَبُ لِلنَكراءِ وَالريحِ
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً / فَلا تَعرِض لِسَيفٍ أَو لِرُمحِ
تَراضى أَهلُ دَهرِكَ بِالمَخازي / فَكَيفَ تُعيبُ رامِقَةً بِلَمحِ
وَأَصحابُ الشَريفِ وَلا تَساوٍ / كَأَصحابِ اِبنِ زَرعَةَ وَاِبنِ سَمحِ
أَهاتِفَةَ الأَيكِ خَلّي الأَنامَ
أَهاتِفَةَ الأَيكِ خَلّي الأَنامَ / وَلا تَثلِبيهِ وَلا تَمدَحي
وَإِن كُنتِ شادِيَةً فَاِصمُتي / وَإِن كُنتِ باكِيَةٍ فَاِصدَحي
كَدَحنا لِفانِيَةٍ حُلوَةٍ / فَكَيفَ نَلومُكَ إِن تَكدَحي
وَإِن حَمَلَت راحَتي راحَها / بِأَقداحِها لَم تَفُز أَقدُحي
وَما يُضحِكُ السِنَّ في دَهرِها / كَأَنَّ المَصائِبَ لَم تَفدَحِ
إِنَّ النُسُكُ وَأَصحابِهِ
إِنَّ النُسُكُ وَأَصحابِهِ / إِذا فاتِكُ القَومِ لَم يَرتَحِ
وَإِن قَرَعَ البابَ غاوٍ عَلَي / كَ فَزِدهُ وِثاقاً وَلا تَفَتَحِ
أَخوكَ اِمرُؤٌ يَستَحيهِ الصَ / ديقُ وَآفَتُهُ أَنَّهُ يَستَحي
رَأَيتُ الفَتى يُلتَحى غُصنُهُ / فَيَهلِكُ مِن قَبلِ أَن يَلتَحي
وَما كَتَبَتهُ يَدٌ لِلزَمانِ / فَعَن يَدِهِ مَرَّةً يَمتَحي
وَكَم بَدَأَ الحَيُّ في حاجَةٍ / فَأَعجَلَهُ قَدَرٌ يَنتَحي
كَما مُلِئَ الغَربُ مِن مائِهِ / وَخُلِّيَ في الجَفرِ لَم يُمتَحِ
بَوارِقُ لِلحابِ لا لِلسَحابِ
بَوارِقُ لِلحابِ لا لِلسَحابِ / طَرِبتَ إِلى ضَوءِ لَمّاحِها
أَرى الخَمرَ تَجمَعُ بِالشارِبَينِ / فَلا تُخدَعَنَّ بِإِسماحِها
وَكَم طَمِحتُ بِاللَبيبِ الأَريبِ / فَأُسقِطَ عَن ظَهرِ طَمّاحِها
وَلَيسَ الزُجاجُ زُجاجَ الخَطوبِ / وَلَكِن أَسِنَّةُ أَرماحِها
سَمعي مُوَقَّىً سالِمٌ فَقُلِ
سَمعي مُوَقَّىً سالِمٌ فَقُلِ / الصَوابَ وَلا تَصِح
مِن قَبلِ يَومِ حَليمَةٍ / حَلِمَ الأَديمُ فَما يَصِح
وَالمَرءُ في تَركيبِهِ / غَضَبٌ يَهيجُ إِذا نُصِحَ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن أُلي سَفَةٍ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن أُلي سَفَةٍ / أَن يَعرِفوا عِلَّةَ الضَلالِ تُزَح
يُسقَونَ راحاً لَهُم مُعَتَّقَةً / لَو أَنَّها مِن قَليبِهِم لَنَزَح
بَينَهُمُ كَالغِمامِ شادِيَةٌ / تومِضُ في مَلبَسٍ كَقَوسِ قُزَح
يَجِدُّ في وَصلِها مُلاعِبُها / وَهِيَ لِجُلّاسِها تَقولُ مُزَحُ
هِيَ الراحُ أَهلاً لِطولِ الهِجاءِ
هِيَ الراحُ أَهلاً لِطولِ الهِجاءِ / وَإِن خَصَّها مَعشَرٌ بِالمِدَح
فَلا تُعجِبَنكَ عَروسُ المُدامِ / وَلا يُطرِبَنكَ مُغَنٍّ صَدَح
وَمَن يَفتَقِد لُبَّهُ ساعَةً / فَقَد ماتَ فيها بِخَطبٍ فَدَح
قَبيحٌ بِمَن عَدَّ بَعضَ البِحارِ / تَغريقُهُ نَفسَهُ في قَدَح
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً / سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا
كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً / فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا
إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً / حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا
أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً / ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا
وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ / أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا
سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا / تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا
وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ / إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا
وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني / بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا
متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي / نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا
بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي / بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا
أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي / ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا
رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً / ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا
فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً / ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا
رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي / وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا
وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ / يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا
تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ / فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا
أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه / على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا
كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ / أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا
كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه / فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا
وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ / مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا
وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ / غُراباً والنّعامةَ والجَموحا
وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ / بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا
ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني / فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا
إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً / جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا
ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ / على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا
فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ / بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا
وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً / وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا
إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً / ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا
همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً / فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا
أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ / ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا
دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه / فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا
فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً / بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا
ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ / ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا
فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً / كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا
ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً / تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا
فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً / وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا
تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى / بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا
وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ / ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا
وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ / نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا
يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً / ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا
ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ / وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا
ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ / على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا
ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ / لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا
وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي / به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا
أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي / لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا
وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ / ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا
وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري / فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا
ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى / ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا
شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ / وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا
لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ / فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا
فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى / وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا
ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ / وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى
فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً / وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا
ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً / أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا
فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا / سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا
رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ حملْتُ وقد أُرى
رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ حملْتُ وقد أُرى / وإني بِلَدْنِ السّمْهَرِيّ لَرامِحُ
وثوْبي أضاةٌ إنْ شكا الظِّمْءَ تحتها / كَمِيُّ هِياجٍ فهْوَ ظمْآنُ سابِح
كمُغْتَسَلٍ أعْلى جُمادى ببارِدٍ / وما سَجْلُ ماءٍ حينَ يُفْرَغُ سائح
تَشَبَّثَ منه كلُّ عُضْوٍ بحَظّهِ / من الماء إلاّ رأسُهُ والمَسائح
كأنّ الفتى شنّتْ عليه بلُبْسِها / يَداهُ ذَنُوباً ما اسْتَقَتْه المَوائح