القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 31
عَجِبتُ لِلمَرءِ إِذ يَسقي حَليلَتَهُ
عَجِبتُ لِلمَرءِ إِذ يَسقي حَليلَتَهُ / سُلافَةً وَهوَ مِنها تائِبٌ صاحِ
كَأَنَّها إِذ تَحَسَّت ثُمَّ أَربَعَةً / أَو خَمسَةً شَرِدَت عَنهُ بِصَحصاحِ
كانَت ضَعيفَةَ عَقلٍ فَاِستَزادَ لَها / في ضَعفِهِ ضِدَّ عُذّالٍ وَنُصّاحِ
وَكانَ في لَفظِها عَيٌّ فَأَيَّدَهُ / فَلَم تُخَبِّرهُ عَن شَيٍّ بِإِفصاحِ
مَن عاشَرَ الناسَ لَم يُعدَم نِفاقَهُمُ
مَن عاشَرَ الناسَ لَم يُعدَم نِفاقَهُمُ / فَما يَفوهونَ مِن حَقٍّ بِتَصريحِ
فَاِعجَب لِتَحريقِ أَهلِ الهِندِ مَيتَهُمُ / وَذاكَ أَروَحُ مِن طولِ التَباريحِ
إِن حَرَّقوهُ فَما يَخشَونَ مِن ضَبُعٍ / تَسري إِليهِ وَلا خَفيٍّ وَتَطريحِ
وَالنارُ أَطيَبُ مِن كافورِ مَيِّتِنا / غِبّاً وَأَذهَبُ لِلنَكراءِ وَالريحِ
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً
كَفَتكَ حَوادِثُ الأَيّامِ قَتلاً / فَلا تَعرِض لِسَيفٍ أَو لِرُمحِ
تَراضى أَهلُ دَهرِكَ بِالمَخازي / فَكَيفَ تُعيبُ رامِقَةً بِلَمحِ
وَأَصحابُ الشَريفِ وَلا تَساوٍ / كَأَصحابِ اِبنِ زَرعَةَ وَاِبنِ سَمحِ
أَهاتِفَةَ الأَيكِ خَلّي الأَنامَ
أَهاتِفَةَ الأَيكِ خَلّي الأَنامَ / وَلا تَثلِبيهِ وَلا تَمدَحي
وَإِن كُنتِ شادِيَةً فَاِصمُتي / وَإِن كُنتِ باكِيَةٍ فَاِصدَحي
كَدَحنا لِفانِيَةٍ حُلوَةٍ / فَكَيفَ نَلومُكَ إِن تَكدَحي
وَإِن حَمَلَت راحَتي راحَها / بِأَقداحِها لَم تَفُز أَقدُحي
وَما يُضحِكُ السِنَّ في دَهرِها / كَأَنَّ المَصائِبَ لَم تَفدَحِ
إِنَّ النُسُكُ وَأَصحابِهِ
إِنَّ النُسُكُ وَأَصحابِهِ / إِذا فاتِكُ القَومِ لَم يَرتَحِ
وَإِن قَرَعَ البابَ غاوٍ عَلَي / كَ فَزِدهُ وِثاقاً وَلا تَفَتَحِ
أَخوكَ اِمرُؤٌ يَستَحيهِ الصَ / ديقُ وَآفَتُهُ أَنَّهُ يَستَحي
رَأَيتُ الفَتى يُلتَحى غُصنُهُ / فَيَهلِكُ مِن قَبلِ أَن يَلتَحي
وَما كَتَبَتهُ يَدٌ لِلزَمانِ / فَعَن يَدِهِ مَرَّةً يَمتَحي
وَكَم بَدَأَ الحَيُّ في حاجَةٍ / فَأَعجَلَهُ قَدَرٌ يَنتَحي
كَما مُلِئَ الغَربُ مِن مائِهِ / وَخُلِّيَ في الجَفرِ لَم يُمتَحِ
بَوارِقُ لِلحابِ لا لِلسَحابِ
بَوارِقُ لِلحابِ لا لِلسَحابِ / طَرِبتَ إِلى ضَوءِ لَمّاحِها
أَرى الخَمرَ تَجمَعُ بِالشارِبَينِ / فَلا تُخدَعَنَّ بِإِسماحِها
وَكَم طَمِحتُ بِاللَبيبِ الأَريبِ / فَأُسقِطَ عَن ظَهرِ طَمّاحِها
وَلَيسَ الزُجاجُ زُجاجَ الخَطوبِ / وَلَكِن أَسِنَّةُ أَرماحِها
سَمعي مُوَقَّىً سالِمٌ فَقُلِ
سَمعي مُوَقَّىً سالِمٌ فَقُلِ / الصَوابَ وَلا تَصِح
مِن قَبلِ يَومِ حَليمَةٍ / حَلِمَ الأَديمُ فَما يَصِح
وَالمَرءُ في تَركيبِهِ / غَضَبٌ يَهيجُ إِذا نُصِحَ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن أُلي سَفَةٍ
أَعوذُ بِاللَهِ مِن أُلي سَفَةٍ / أَن يَعرِفوا عِلَّةَ الضَلالِ تُزَح
يُسقَونَ راحاً لَهُم مُعَتَّقَةً / لَو أَنَّها مِن قَليبِهِم لَنَزَح
بَينَهُمُ كَالغِمامِ شادِيَةٌ / تومِضُ في مَلبَسٍ كَقَوسِ قُزَح
يَجِدُّ في وَصلِها مُلاعِبُها / وَهِيَ لِجُلّاسِها تَقولُ مُزَحُ
هِيَ الراحُ أَهلاً لِطولِ الهِجاءِ
هِيَ الراحُ أَهلاً لِطولِ الهِجاءِ / وَإِن خَصَّها مَعشَرٌ بِالمِدَح
فَلا تُعجِبَنكَ عَروسُ المُدامِ / وَلا يُطرِبَنكَ مُغَنٍّ صَدَح
وَمَن يَفتَقِد لُبَّهُ ساعَةً / فَقَد ماتَ فيها بِخَطبٍ فَدَح
قَبيحٌ بِمَن عَدَّ بَعضَ البِحارِ / تَغريقُهُ نَفسَهُ في قَدَح
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً
ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً / سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا
كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً / فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا
إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً / حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا
أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً / ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا
وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ / أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا
سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا / تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا
وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ / إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا
وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني / بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا
متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي / نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا
بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي / بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا
أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي / ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا
رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً / ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا
فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً / ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا
رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي / وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا
وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ / يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا
تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ / فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا
أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه / على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا
كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ / أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا
كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه / فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا
وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ / مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا
وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ / غُراباً والنّعامةَ والجَموحا
وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ / بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا
ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني / فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا
إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً / جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا
ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ / على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا
فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ / بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا
وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً / وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا
إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً / ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا
همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً / فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا
أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ / ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا
دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه / فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا
فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً / بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا
ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ / ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا
فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً / كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا
ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً / تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا
فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً / وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا
تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى / بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا
وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ / ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا
وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ / نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا
يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً / ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا
ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ / وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا
ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ / على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا
ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ / لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا
وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي / به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا
أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي / لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا
وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ / ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا
وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري / فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا
ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى / ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا
شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ / وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا
لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ / فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا
فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى / وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا
ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ / وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى
فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً / وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا
ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً / أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا
فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا / سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا
رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ حملْتُ وقد أُرى
رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ حملْتُ وقد أُرى / وإني بِلَدْنِ السّمْهَرِيّ لَرامِحُ
وثوْبي أضاةٌ إنْ شكا الظِّمْءَ تحتها / كَمِيُّ هِياجٍ فهْوَ ظمْآنُ سابِح
كمُغْتَسَلٍ أعْلى جُمادى ببارِدٍ / وما سَجْلُ ماءٍ حينَ يُفْرَغُ سائح
تَشَبَّثَ منه كلُّ عُضْوٍ بحَظّهِ / من الماء إلاّ رأسُهُ والمَسائح
كأنّ الفتى شنّتْ عليه بلُبْسِها / يَداهُ ذَنُوباً ما اسْتَقَتْه المَوائح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025