المجموع : 51
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ / مُسْتَقْبٍلٌ آمِنَهُ المنْحُ
خِرْقٌ إذا استَنْجَدْتَ معروفه / جاءك نصرُ الله والفتحُ
شاركَ فيه الحُسْنُ إحْسَانَهُ / وزال عنه القُبْحُ والقَبْحُ
شُؤبُوبُ غيثٍ مُصْعِقٍ مُغْدِقٍ / تهتانُهُ الوابِلُ لا الرَشْحُ
أُلهُوبُ نارٍ فاستِنرْ واسْتَتِرْ / منه فقد أنذرك اللَّفْحُ
في بَذْلِه وشْكٌ وفي بطشه / بُطءٌ ولكنْ أمْرُهُ لَمْحُ
ليس تَأَنِّيهِ وَنَى فَتْرَةٍ / كلا ولا جِرْيَتُهُ جَمْحُ
الخيرُ في مَرْضاتِهِ كُلُّهُ / وإنَّمَا سَخْطَتُهُ بَرْحُ
كالسَّيف ذو لين لمن مسَّه / صَفْحاً وفي شفرته الذبْحُ
فإنْ قَدَحْتَ النارَ من فِكْرِهِ / في ليلِ خَطْبٍ أثْقَبَ القَدْحُ
أصبح مِنْ حِلْم ومِنْ عِزَّة / لم يَخْلُ من هَيْبَتِهِ كَشْحُ
كالطَّوْدِ لا يَنْطِحُ لكنه / يُوهِي رُؤوساً شَأنُها النطحُ
مَنْ ذَاكَ ذَاكَ الوائلي الذي / للشِّعْر في أوصافه سَبْحُ
تَبْجَحُ عدنانُ بأيامه / طُرّاً وما مِنْ شأنِهِ البجْحُ
ممن إذا قَرَّظَهُ مادحٌ / ساعدَه الإجْمالُ والشَّرْحُ
مرهوبُ شَيْبَانَ ومأمُولُها / والجبل الشَّامِخُ والسَّفْحُ
ذو الجود والبأسِ الذي باسمِهِ / جاد الْحَيَا وانْتشر السَّرْحُ
ذو الرفْق واليُمْنِ الذي باسمه / فُلَّ الشَّبَا وانْدَمَلَ القَرْحُ
مَنْ مَزْحُهُ جِدٌّ بِمعرُوفِهِ / يَفْدِيهِ قوْمٌ جِدُّهُمْ مَزْحٌ
كم عائلٍ ليست له ضيْعَةٌ / ولا بِهِ سعْيٌ ولا كدحُ
أضحى أبو الصّقر له ضَيْعةً / عُمْرَانُها التَّقْرِيظُ والمدحُ
لولا نداه هلكتْ أُمَّةٌ / لكنْ لها مِنْ رُوحِهِ نَفحُ
يُعْطِي ويُنْمِي الله أموالَهُ / والبحْرُ لا يُنْضِبْهُ النَّزْحُ
لا برحَتْ آلاؤُهُ في الورى / مَزْرُوعَةً ما زُرعَ القمحُ
أصبح سَمْحاً باللُّهَا في العُلاَ / فالشِّعْرُ فيه مِثْلُهُ سَمْحُ
لَه نَثا ينْشُر أرْواحَهُ / مَدْحٌ له في مَالِهِ مَتْحُ
كالمسْكِ مَجَّ الوردُ من مائِهِ / فيه وأذكاهُ به الجَدْعُ
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ / لا زال رأيكَ سيِّئاً في الرَّاحِ
فَأقَلُّ ما في ترك مثْلِكَ شُرْبَهَا / تَوْفيرُها وطهارةُ الأقداحِ
ما سرني بَدَلاً بما وفَّرْتهُ / منها مَكانُكَ واصلاً لجناحي
أرْبَحْتَني منها نَصِيبَكَ مُحْسِناً / فربحتُ خيراً منكَ في الأرباحِ
قل لِنُجْح أخطأتَ باب النّجاح
قل لِنُجْح أخطأتَ باب النّجاح / بل تعاطيتَهُ بلا مفتاحِ
إنَّ ودَّانَ لا تَوَدُّ خَصِيَّاً / فاصْحُ عنها فَقَلْبُهَا عنك صاحي
هي تَهوَى النِّكاحَ والدَّلْكُ مَجْهُو / دُك فيها والدَّلْكُ زُورُ نُكاحِ
لست بالسَّابح المُجيدِ فدع عَنْ / كَ ركوبَ البُحُورِ للسُّبَّاحِ
قَطَع الجَبُّ بالخَصِيِّ كما يَق / طَعُ فَقْدُ المُرْدِيِّ بالملّاح
ليتَ شِعْرِي بما تَظُنُّكَ تُصْبِي / قلْبَ وَدَّانَ يا كسير الجناحِ
أبوَجْهٍ كأنه وجهُ قردٍ / حائلُ اللون خامدُ المصباحِ
أيُّ حِرْز فيه من الطَّيْر أنْ لَوْ / جعلُوه فزَّاعةً في قَرَاحِ
فيه خَّدانِ أنْمَشَانِ بعِيدَا / نِ لَعَمْرِي من حُمْرَة التفاحِ
نُمشةٌ فوق صُفرةٍ فتراه / كَوَنيمِ الذباب في اللفَّاحِ
أَمْ بِأَيْرٍ أتى الخِصَاءُ عليه / غَيْرَ مُبْقٍ فاجْتِيحَ أيَّ اجْتِياحِ
أم بقَدٍّ كأنه قَدُّ زِقِّ / زِيدَ عرضاً ببطنك المُنْدَاحِ
أنْتَ لا مِنْ ذوي الأُيُورِ فَتَهْوَا / كَ ولا من ذوي الوجوه الصِّبَاحِ
مَنْ عذيري من جَوْرِكُمْ معشرَ الخِصْ / يَانِ إذ تطلبون وصْلَ الملاحِ
إنما أنتُمُ فِقَاحٌ فمهلاً / ما غَنَاءُ الفِقَاح في الأحْرَاحِ
إنَّ من يعشق النساء بلا أي / رٍ كمثل الغازي بغير سلاحِ
لنْ يكونَ الطِّعانُ إلاَّ برمحٍ / فاتركوا الطَّعن للطِّوال الرماحِ
ضلَّ إهداؤكَ الخرائطَ يا نُجْ / حُ وألوَتْ به سَوَافي الرياحِ
أنت تُهْدِي وتِلْكَ تُهْدي هَدَايَا / كَ إلى كل أيِّرٍ نَكَّاحِ
وإذا ما التمَسْتَ منها نوالاً / مَنَعَتْ منك كُلَّ شيء مُبَاحِ
كم تَمَنَّيتَ قُبْلة من حَيَاها / وهو من أيْرِ ذاكَ دَامي الجراحِ
حين لم يَحْمَدَاكَ إذ ذاكَ لكنْ / حَمِدَا نفْحَ طِيبِكَ النَّفَّاحِ
باتَ يلهو بها وباتَتْ تُغَنِّي / خاب وجْهُ الخَصِيِّ يوم الفَلاَحِ
حين يلقى إلهَهُ لمْ يَلدْهُ / ذُو صلاح ولمْ يَلِدْ ذا صلاحِ
لا أباً مؤْمِناً يُعَدُّ ولا ابْناً / مُؤْمِناً خابَ قِدْحُه في القداحِ
ليس حَمْد الخصْيَان في الناس إلا / شِدَّةَ الصبرِ عند شَقِّ الفِقَاحِ
معشرٌ أشبهوا القُرودَ ولكن / خالفوها في خِفَّةِ الأرواحِ
قال فيما يقول حين أجدَّتْ / جَبْهتا عانَتَيْهما في النِّطاحِ
أين هذا من دلْك نُجْحٍ فقالت / طُرُقُ الجِدِّ غَيْر طُرْقِ المُزَاحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ / فدعِ الغُرابَ يَصِيحُ كلَّ مَصيحِ
شُغْلي بإطراءِ الذي مَهْمَا ادَّعَى / مُطْرِيهِ أعربَ عنه بالتَّصْحيحِ
أعني المُسَمَّى باسم أصدقِ واعِدٍ / وَعْداً ذَبيحَ الله خَيْرَ ذبيحِ
للّه إسماعيلُ جِدلُ كتَابَةٍ / أعني أخا شَيْبَان لا ابن صَبيحِ
حمل الفَوادحَ فاستقلَّ ومثْلُه / حمل الفوادح غَيْر ذي تَبليحِ
ما ضرَّ من زمَّ الكتابةَ زَمَّةً / أن كان مَنْبتُهُ بأرض الشِّيحِ
ما ضرَّه أن لم تكن سَمُرَاتُهُ / نَخْلاً يُلَقِّحُهُ ذوو التلقيحِ
حَلَّ العِصَاب عن الذين يليهُمُ / وأدَرَّ بالإبْساسِ والتَّمْسيحِ
وأراحَ من أهل الفداء فأصبحتْ / غاراتُهم مأمُونَةَ التصبيحِ
إلَّا يُزِحْ عِلَلَ الرَّعيَّةِ عَدْلُهُ / فيهمْ فما شَيْءٌ لها بمُزيحِ
ولقدْ بلاَهُ إمامُهُ وأميرُه / فكلاهما ألْفَاهُ حَقَّ نَصيحِ
وأراهُ لا يِنْسى الوفاءَ لشدةٍ / تُنْسي الوفاءَ ولا لفتْرَةِ ريحِ
كم ضربةٍ رَعْلاَءَ بل كم طعنةٍ / نجلاء بل كم رَمْيَةٍ إذْبيحِ
خطرتْ بها كفَّاهُ دون إمامِه / في ظلِّ يوْمٍ للأكفِّ مُطيحِ
سائل بذلك عَنْه حربَ المهتدِي / وكباشَهَا من ناطح ونطيحِ
فلتخبرنَّك عن جِلاَدِ مُغَامِسٍ / ولتخبرنَّك عن طِرَادِ مُشِيحِ
ولتخبرنَّك عن نضال مُطَمَّح / باليَثْربيَّة أيَّما تطميحِ
ممن إذا حَفَزَ السهامَ بِقوسه / فَحَّتْ أفاعِيهنَّ أيَّ فحيحِ
أعطى الكريهَةَ حقَّها عَنْ غيْرِهِ / وكفَى كِفَاحَ الموتِ كُلَّ كَفِيحِ
والحربُ تَعْذِمُ بالسيوف مُدِلَّةً / دَلّاً على الخُطَّابِ غيرَ مَلِيحِ
صَعْبٍ إذا صَعُبَتْ عليه قرينةٌ / حَتَّى تُسمِّحَ أيَّمَا تسميحِ
فإذا القرينةُ سَمَّحَتْ لمْ يُولِها / خُلُقْاً من الأخلاَقِ غيرَ سجيحِ
خُلِقَتْ يداه يَدٌ لتجرَحَ في العدا / ويدٌ لِتَأْسُوَ جُرْحَ كُلِّ جريحِ
وإذا ارْتأى رَأياً فأثْقَبُ ناِظرٍ / نظراً وأبْعَدُهُ مَدَى تطريحِ
تُبدِي له سِرَّ الغُيوُبِ كَهَانةٌ / يوُحِي بها رِئْيٌ كَرِئْيِ سطيحِ
سَبَقَتْ بحُنْكتِهِ التجارِبَ فطرةٌ / كالشَّوكَةِ اسْتَغْنَتْ عن التنقيحِ
لو لا أبُو الصقر الفسيحُ خَلائِقاً / أضحى فَسِيحُ الأرض غيرَ فسيحِ
رحُبَتْ به الدنيا على سُكَّانِها / من بعدما كانت كَخَطِّ ضريحِ
طَلْقُ المُحَيِّا واليدين سَمَيْدَعٌ / سَهْلُ المَبَاءَةِ ذو عِراضٍ فِيحِ
نَهَكَ الحياءُ جُفُونَهُ وكلامَهُ / فغدا مريضاً في ثيابِ صحيحِ
لا من قِراف دَنيَّةٍ لكنه / كرم بلا مَذْق ولا تضييحِ
تبدُو لسائله صَفيحَةُ وجهه / وكأنها سَيْفٌ بِكَفِّ مُلِيحِ
وكأنَّ فيهِ أرْيَحِيَّةَ نَشْوَةٍ / من قهْوَةٍ تُرْخي الإِزارَ قَدِيحِ
أعلى المحامدَ بعد رُخْصٍ إنه / يبْتاعُ كاسدها بِكُلِّ ربيحِ
بذل الكرائمَ في المكارم تاجِرٌ / جَلَّتْ تجارَتُهُ عن التَّرْقِيحِ
حَامٍ حَقِيقَتَهُ مُبِيحٌ مَالَهُ / ناهيكَ من حام به ومُبيحِ
يعطي اللَّهَا إعطاءَ سمْحٍ باللُّهَا / لَحزٍ على الحَسَبِ التَّلِيدِ شحيحِ
إلّا يُتِحْ صَرْفُ الزمان لمالِهِ / حَيْناً يُتِحْهُ دونَ كل مُتيح
أضحت حِيَاضُ المُعْطِشينَ بجوده / فَهَفَتْ جَوَانِبُها من التَّطْفِيح
وردوا مناهِلَه فَمَاحُوا واسْتَقَوْا / منهنّ أعذبَ مُسْتقىً وَمُمِيحِ
لو أنه وَسَمَ الرياضَ بجودِهِ / أَمِنَتْ حَدائِقُها من التَّصْوِيحِ
ذو صُورَةٍ قَمَريَّةٍ بَشَرِيَّةٍ / تَسْتَنْطِقُ الأفواهَ بالتسبيح
وإذا تأمَّلَ نَفْسَه لمْ يقْتَصِرْ / منها على التصوير والتَّشْبِيحِ
حتى يُزَيِّنَهَا بزينةِ ماجدٍ / ليست بتطويقٍ ولا توشيحِ
بَرَعَتْ محاسِنُه فَأقْسَمَ صادقاً / أنْ لا يُعَرِّضَهُنَّ للتّقْبِيحِ
لكن لِتَلْويح الهَواجِرِ طالباً / إسْفَارَهُنَّ بذلك التلويح
ما زال يبعث بالعُطاس ركابه / ويروع قائلهنَّ بالترويحِ
وتقود كلَّ نَوَى شَطُون هِمَّةٌ / ونوى الكريم بعيدةُ التَطْويحِ
حتى تَعَمَّمَ بالسيادة ناشئاً / ولِذَاك رشَّحَهُ ذوو الترشيحِ
عَشِقَ العلا وَعَشِقْنَهُ فكأنما / وافى هوى لُبْنَى هوى ابن ذَرِيحِ
وَهَبَتْ له القلمَ المُعلّى هِمَّةٌ / رَفَضتْ من الأقلام كلَّ مَنِيحِ
لم أمتدحه لِخلَّةٍ ألفَيْتُهَا / في مجده فَسَدَدْتُهَا بمَدِيحِ
لكنْ لكْي تَزْهى محاسنُ وصْفِهِ / شعري فيحسُنَ منه كلُّ قبيحِ
حَبَّرْتُ شعري باسمه إنَّ اسمَهُ / في الشِّعْر كالتَّحْبير والتسبيحِ
لما رأيتُ الشعرَ أصبحَ خاملاً / نَبَّهْتُه بفتى أغرَّ صريحِ
لاّ يَضْربُ الركبُ الطلائحَ نحوَهُ / بل باسمه يُزْجونَ كلَّ طَليحِ
تُحْدَى الرِّكابُ بذكره فترى الحصَى / منْ بين مَنْجُول وبين ضَريحِ
وَيَهُزُّ كلُّ مُبَلَّدٍ أَعْطافَه / طَرَباً كفعل الشَّارب المِرِّيحِ
مِنْ بعد ما انْتُقيتْ أواخِرُ مُخِّه / وَخَوتْ مَحَاجرُهُ من التقديحِ
ثِقَةً بِسَيْبٍ منه ليس يعوقُهُ / مهما جرى من سَانح وبريحِ
مَلِكٌ إذا الْحاجاتُ شدَّ عِقَالُهَا / وَثقَتْ لديه بعاجل التسريحِ
مِمَّا تراه الدهْرَ يُصْدر وارداً / عن نَائلٍ قَبْلَ السؤال نجيحِ
يا من إذا التَّعْريضُ صافح سَمْعَهُ / غَنِي العُفاةُ به عن التصريحِ
أشْكُو إليك خَصَاصَةً وتَجَمُّلاً / قَدْ بَرَّحَا بي أَيمَا تبريحِ
لتَصُونَ وَجْهِي عَن وُجُوهٍ وُقِّحتْ / بالرَّدِّ تَوْقيحاً على توقيحِ
سُئِلَتْ وقد سَالتْ ففي صفحاتها / لِلرَّدِّ تَكْدِيحٌ على تكديحِ
يا مَنْ أراحَ عَوَازِبَ الشِّعْرِ التي / لَوْلاَهُ أعْزَبَهُنَّ كلُّ مُرِيحِ
أنطَقْتَ مُفْحَمَنَا فأصبح شاعراً / وأَعَرْتَ أَعْجَمَنَا لسانَ فصيحِ
بِلُهاً فتحْنَ لُهَا الرجالِ فَكُلُّهُمْ / ذو منطقٍ سَلِسٍ عليه سَرِيح
أَحْيَيْتَ ميْتَ الشِّعْر بعدَ ثَوَائِهِ / في الرَّمْسِ تحت جنادلٍ وصفيحِ
حتى لَقال الناسُ فيكَ فأكثروا / هذا المسيح وَلاَتَ حينَ مَسِيحِ
أراها فأزْدادُ اشتياقاً وصَبْوَةً
أراها فأزْدادُ اشتياقاً وصَبْوَةً / وإن نزحَتْ فالموتُ دون نُزُوحِها
فليس شِفَاءُ النفسِ مِمَّا أحبُّه / لِعَفْرَاءَ إلا لَزَّ رُوحي بِروحها
ألاَ ليْسَت الدنْيَا بدار فلاحِ
ألاَ ليْسَت الدنْيَا بدار فلاحِ / بِعَيْنيْكَ صرعاها مساءَ صباح
لنا من كلا العصرين ساقٍ كلاهُما / يَدُورُ فيسقينا بَكَأسِ ذُبَاحِ
أُرانِي وأُمّي بعد فِقْداَنِ أُخْتِهَا / وإنْ كنتُ في رَفْهٍ بها وَصَلاَح
كَفَرْخ قطاةِ الدَّوّ بانَ جَنَاحُهَا / فباتَ إلى حِصْنٍ بِغَيْرِ جَنَاحِ
قل للذي أعجبتْ محاسِنُهُ
قل للذي أعجبتْ محاسِنُهُ / وَعَجَّبَتْ فَهْي لِلْوَرى سُبَحُ
وَمَنْ غدا والنَّوالُ من يَدِهِ / يُطْلَبُ والرأيُ منه يُقْتَدَحُ
حَرَّمَ مَدْحِي عليك أَنكَ تَسْ / تأهِلُ مَا لاَ تُطِيقُه المِدحُ
وَسَاقَ مَدْحِي إليكَ أنَّ جَوَا / بَاتِكَ عندَ المدائحِ المنَحُ
أقْبَلَ بِي إنَّني رأيتُك أقبلْ / تَ على الشعر وهو مُطَّرَحُ
قَدَّرْتُ أنْ تَنْفُقَ الزُّيُوفُ عَلَى / طَوْلِكَ لا أن يُزَيَّفَ الوَضحُ
وأنتَ ذاكَ الذي به انْفَسَحَ ال / ضيِّقُ لا مَنْ ضاقَتْ بِهِ الفُسَحُ
مِفْتَاحُكَ العفْوُ لا التَّشدُّدُ بَلْ / لَسْتَ بِمُسْتَغْلِقٍ فَتُفْتَتَحُ
استقبِل المهْرَجَانَ بالفَرَحِ
استقبِل المهْرَجَانَ بالفَرَحِ / فقد مَضَتْ عنْكَ دولةُ التَّرَحِ
وَحَيِّ نَدْمَانَكَ المُسَاعدَ بال / نرجِس بين الإِبْرِيقِ والقدَحِ
واسْمَعْ مِنَ المُسْمِعَات فيكَ وهلْ / تسمعُ إلا ما فيك من مِدح
يا مُشبِهَ المهرجان مُفْتَتِحاً / من دولةِ الغيْثِ خَيْر مُفتَتحِ
كُلٌّ إذا ما اصْطَبَحْت مُصْطبحٌ / مِن جودِ كَفَّيْكَ خيرَ مُصْطَبَحِ
عَمَّرَكَ اللًّهُ في السُّرور وأعْ / لاَكَ بتلكَ العُلاَ عَنِ المِدحِ
يا منْ إذا عُدِّدَتْ مَحَاسنُهُ / نَابَتْ لأعدائه عن السُّبَحِ
فَاقْتَرح المطرباتِ مُعْتَقِداً / أنَّك للسُّؤْلِ خَيْرُ مُقْتَرَحِ
ما اقترَح السُّؤْل مثلَكَ ابنَ أبي / بكْرٍ لِمَا نَرْتَجِي من المِنحِ
ولا انْتَقَدنَا على تَأَنُّقِنَا / مِثْلَكَ يا ذا الخلائقِ الوُضُح
فاطْرَبْ على ذاك عندَ مُغْتَبَقٍ / واطربْ على ذاك عند مُصْطَبَح
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ / ليلَ الشُّكُوك عن القلوب فأَصْبَحَا
وَتَتَبَّعَ الإِخوانَ يَنْعَشُ عَثْرَةً / منهم ويسْتُر عَوْرَةً أن تُفْضحا
للَّه أنتَ لسائلٍ ومُسَائلٍ / ما أسْرَحَ الرِّفْدَيْنِ منكَ وأنجحا
أنت الذي إن قيل جُدْ غَمر المُنَى / بنواله أو قيل أوْضِحْ أوضَحا
ما إنْ تَزَالُ مُنَوِّراً وَمُنَوِّلاً / كالغيْث أبرق في الظلام وسَحْسَحَا
تُزْجيه ريحٌ وُكِّلَتْ بشُؤُونِهِ / تُذْكِي سَنَاهُ وَتَمْتَرِيهِ ليسفحا
فَيَشُبُّ آوِنَةً بُرُوقاً لُمَّحاً / ويَصُبُّ آونةً غُرُوباً نُضَّجا
مُتضمِّناً كشفَ الغُيُوب وتارةً / سَحَّ السُّيُوبِ دَوَافقاً لا رُشَّحَا
وأقولُ إنك حين تَدْأَبُ دَأْبَةً / أَرْوَى لمُسْتَسقٍ وأوْرَى مَقْدَحَا
مازلتَ قبْلَ العَشْر أوْ لكمالها / تَعْلُو الْعلاة وتَسْتَخفُّ الرُّجَّحا
مُسْتَرْفَداً ضخم اللُّهَا مُسْتَرْشَداً / جَمَّ النُّهَى مُسْتَمْنَحاً مُسْتَفْتَحَا
عُرْفاً وَمَعْرِفَةً تَبَجَّحَ مَعْشَرٌ / عَدِمُوهما وعلوتَ أن تَتَبَجَّحا
أَسمِيَّ مَنْ أمَرَ الإِلهُ بِذَبْحِهِ / حتَّى إذا أشْفَى نَهَى أنْ يُذْبَحَا
فُزْ فَوْزَهُ واسْعَدْ بمثل نجاته / ووقاك شانِئُكَ البوارَ المِجْوَحَا
مَعَ أنَّه ذِبْحٌ يُقَصَّرُ قَدْرُهُ / عن أن يقوم مقامَ كَبْشٍ أمْلَحَا
مُتَخَيَّرٌ لا للزَّكاءِ أَلِيِّةً / لكنْ ليُجرَحَ دونَ نَفْسِك مُجْرَحا
فاعذر أخاكَ وإن فداك بِتَافِهٍ / مَحْضِ الخساسةِ طالباً لك مَصْلَحَا
لوْلاَ هَوَايَ رَدَى عَدُوِّكَ لم أكُنْ / أرْضَى لِفديتِك الأخَسَّ الأَوْتَحَا
أكرمْ بنائِلِك الذي أمْتَاحُهُ / عَنْ أَيِّ ما ضَرَعٍ وذُلٍّ زحزحا
لو لم تصُنْ وجهي به وتكفُّهُ / أمسَى وأصبحَ بالهوانِ مُلَوَّحَا
أعْفَيْتَ وجهَ مُحَرَّم لم يعتقد / وَفْراً ولم يَكُ بالسؤالِ مُوَقَّحا
أبْصَرْتَ عُودِي عَارياً فكَسَوْتَهُ / وقَدِ الْتَحَى مِنْهُ زَمَانِي مَا الْتَحَى
لا أسْتَزِيدُكَ غيرَ إذْنِكَ أن تَرَى / مَدْحِي عَليْكَ مُحَبَّراً ومُسَيَّحَا
بَدَأَ امتِنَانُكَ فاهْتَزَزْتَ ورُعْتَنِي / عن نشر ما تُسدِي فَمِدْتُ مُرَنَّحَا
مِنْ تَرْحَةٍ كَادَتْ تُكَدِّرُ فَرْحَةً / وأراكَ تكره أن أعيشَ مُتَرَّحَا
وإذا أَبيتَ الشُّكْرَ مِن مُتَقَبِّلٍ / جَدْوَى يديْكَ حَمَيْتَهُ أنْ يفرحا
ومتى رَدَدْتَ القيل في فَم قائلٍ / لَفَح الفؤادَ وحَقُّه أنْ يَلْفَحَا
هي ضربةٌ بالسيف إلا أنه / سيفٌ ضرْبتَ به وَلِيَّكَ مُصْفَحَا
وإذا ضربْتَ بِصَفْح سيفك صَاحِباً / خافَ الشَّبَا والموتُ فيه إن انْتَحَى
وكأنَّ مَنْ عَذَلَ امرأً في مَدْحِهِ / إيَّاكَ من عَذَلَ امرَأً إنْ سَبَّحَا
قُلْ لي وقد أيْقَنْتَ أَنِّي عارف / بالحقِّ مُعْطىً في البَلاَغةِ مَنْدَحَا
أَأُمِيتُ ذِكْرَى مَنْ حَيِيتُ بفضله / وَرَعَيْتُ بعد الجدْبِ مَرْجاً أَفْيَحا
ما ذاكَ في حُكْمِ الحكيم بجائز / إنْ كان يعلمُ ما وعَى مِمَّا وَحَى
أوْليْتَ صالحةً وليتَك لا تزل / بالصَّالحاتِ مُبَيَّتاً ومُصَبَّحَا
وأمرْتَهُ أنْ لا يَفُوهَ بذكرها / في الناطقين وغيرُ ذلك رُشِّحا
وإذ اصْطَنَعْتَ صَنِيعةً وكتمتَها / وطَوَيْتَها فجديرةٌ أن تُمْصَحَا
وكأنَّها عارٌ تحاول ضَرْحَهُ / عَنَّا وما يُسْدَى الجميلُ لِيُضْرَحَا
ما حَقُّ عُرْفٍ لم يُذِعْهُ وَليُّهُ / أنْ يَصْمِتَ المُوْلاَهُ بل أنْ يَصْدَحا
أوْلَى بطُول الجَحْد عُرْفُ مُبَخَّلٍ / مَنَّانِهِ رَفَضَ الفِعال ورَقَّحا
يُغْشَى فَيَنْبَحُ كلْبُهُ دون القِرى / لُؤْماً ويَخْرسُ كلبُهُ مُسْتَنْبَحَا
ولقد هَمَمْتُ بطيِّ عُرْفِكَ طاعةً / فَغَدَت شَواَهِدُهُ بِسِرِّي بُوَّحَا
إنِّي أعيذُكَ أن تُوهِّم حاسداً / أن قد طرحتَ ثَنَاءَ حُرٍّ مَطْرَحَا
أغَرَسْتَ عِنْدي نعمةً وأمرتَنِي / ألّا أذِيعَ بها الثناءَ الأفصحا
هَيْهَاتَ قَدْ سُمْتُ الذي حَاوَلتهُ / نَفْسِي فَعَزَّ جُمُوحُهَا أن يُكْبَحَا
إن التي أسْدَيْتَهَا رَيْحَانَةٌ / أنْشَأتَهَا لا بدَّ مِنْ أنْ تَنْفَحا
لا تُعْنتنّي بعد مَلْئِكَ باطني / شكراً بمنعك ظاهري أن يطفحا
أعيا عَلَيَّ فَلَو أُجَمجِمُ بَيَّنَت / عنهُ حُلاهُ وَلَو أُعَرِّضُ صَرَّحا
كَفكِف يَدَيكَ عَنِ النَوالِ وَبذلِهِ / حتَّى أكَفْكِفَ مِقْوَلِي أن يمدحا
كلا لقدْ رُمْنَا خلافَ سبيلنا / فغدا كِلاَ الخِيمَيْنَ يَجْمَعُ مَجْمَحَا
لم أسْتَطِعْ كفراً كما لم تَسْتطِع / بُخْلاً ولم تجنحْ إليه مَجْنَحَا
ولو اهْتَبلْتَ الصمتَ إذ زاولتَه / لَحسبْتَ وُدِّيكَ الصَّرِيحَ مُضَيَّحا
عَجَباً لمنعِك مِقْوَلي مِن شَأنِهِ / ولقدْ جعلتُ له بفضلِك مَسْرحا
أَأَردْتَ ترفيهي فلم يَكُ فَادِحٌ / أَرْجُو بهِ الزُّلْفَى لديك ليَفْدَحا
وأنا أمْرُؤٌ أجدُ الثناءَ على الذي / يُولِينيَ النُّعْمَى أخفَّ وأروحا
وأراكَ تحسِب مَنْطقي مُسْتَكْرَهاً / يَأْتي وقد كدَّ الضميرَ وبرَّحا
كَلاَّ ولوْ أضحَى كذاكَ ورُضْتُهُ / بِنَداك أذعن لِي هُنَاك وسَمَّحا
هَوِّنْ عليك فإنَّ مَدْحَكَ مُسْعِدِي / عَفْواً ولم أكدحْ بفكريَ مَكْدحا
ما رمتُ بالميْسُورِ مدْحُكَ مرَّةً / إلا رأيْتُ وجُوهَهُ لي سُنَّحا
أمْ خِلْتَ أَنِّي إن مدحتُكَ خِلْتنِي / كافأتُ طَوْلَكَ حَاشَ لِي أَنْ أَطمَحا
فأروحُ أُظْهرُ شاهداً مُسْتَحْسَناً / مِنِّي وأُبطنُ غائباً مُسْتَقْبَحا
إنِّي إذاً إن كانَ ذاكَ لَكالذي / لاقى بمُبْتسمٍ وأضمر مكلَحا
أمْ خفْتَ إن جُمِعَتْ لِنفْسِي نعْمَتَا / حَظٍ وشُكْرٍ ناطِقٍ أن أمرحا
تاللَّه أنحُو نحو ذلك ما هدَى / نَفْسِي هُدَاك وإن نَحاهُ مَنْ نحا
لا بلْ حَقَرْتَ لِيَ الجزيلَ من الجدا / في جنبِ همَّتك البعيدةِ مَطْمَحا
ورأيْتَ شُكْري فوقَ ما أوليتني / فَكَرهْتَ غَبْنَ مُكاتَبٍ قدْ بَلَّحا
وكذا يَرَى مَنْ لا يزالُ إذا جَرَى / مَسَحَتْ به الأيدِي جواداً أقْرَحا
ولَمثْلُ وجْهكَ لاحَ أوَّل سَابِقٍ / وَغَدَا مُفَدَّىً في الكرام مُمَسَّحا
وعليَّ إذْ أكْبَرْتَ شكري أنني / أبغي الزيادة فيه حتى أطْلحا
إنْ أبتسمْ عَمَّا فعلتَ فَزينَةٌ / أوْ لاَ فما وَارَيْتُ ثَغْراً أقلحا
يَفْديك كُتُّابُ الملوكِ وإن لحا / في ذاك مِنْ حُسَّادِ فضلك من لحا
يا خَيْرَهُمْ نَفْساً وأنداهُمُ يداً / وأجَمَّهُمْ علماً وأرْسَاهُم رَحَى
ما أغْفَلَ القلمَ الموشَّحَ خصْرُهُ / يُمْنَاكَ عن كَرَمٍ هناكَ توشَّحا
قلمٌ إذا جَدَح الدَّوَاةَ رأيْتَهُ / لجميع ما تحت السياسَةِ مِجْدَحَا
تتحرَّكُ الأشياءُ بعد سكُونها / عند احتثَاثِكَهُ ذَنُوباً أَرْسَحا
للَّه منْ قَلمٍ هناكَ إذا جَرَى / أجرى المنافِعَ المضَايِر سُيَّحَا
بيد امرىءٍ إنْ شاءَ كان مُعَسَّلاً / يشْفِي الجوَى أو شاء كان مُذَرَّحَا
يَسقِي به ماء الحياةِ وربَّمَا / عادَى فَقَلَّبِ منه صِلّاً أفْطَحَا
تَلقَى هُنَاكَ مُنجَّداً ومُنَجِّداً / تَأْتَالُهُ ومُنَقِّحاً ومُنَقَّحا
لو وَازَرَ الماءَ اسْتَفَادَ قُوَى الصَّفَا / جَلَداً ولو كادَ الصَّفا لَتَضَيَّحَا
كمْ مِنْ ذَليلٍ قد أعزَّ وما اعْتَدَى / حَقّاً وكائن مِنْ عزيز طَحْطَحَا
ما زلت مُذْ زايَلْتُ ظلَّكَ لابِساً / ظلَّ النَّدامةِ ضَاحِياً فيمن ضحا
وأعدُّ محمودَ العهودِ فلا أرَى / فيها كَعَهْدِكَ لا أمَحَّ ولا امَّحَى
ما كنتُ عند بليتي إذ شُبِّهَتْ / وجليتي إلّا كذي سُكْرٍ صَحَا
أثْنِي عليكَ بأنَّ كُلَّ مُطَالِبٍ / جدواكَ قد أَضحى يُلقَّبُ أفْلَحَا
وبأنَّ عرضَك لا يزالُ مُمَنَّعاً / وبأنَّ مالك لا يزال مُمَنَّحَا
ولقد أَطافَ بك البُغَاةُ ولم تَكُنْ / وَرعاً ولا عِرّيض شَرٍّ مِتْيَحَا
فَلَقُوا وراءَ الحلم منك شَكِيمَةً / تَثْنِي المذَاكِيَ مِنْهُمُ والقُرَّحَا
ورأوْكَ مثل الطَّوْدِ ليْسَ بِنَاطِحٍ / لكنَّهُ يوهِي الرُّؤُوسَ النُّطَّحَا
فاَسْلَمْ وما يَدْعُو بها إلا امْرؤٌ / لم يدَّخِرْ عن نفسه لك مَنْصَحَا
نَصَحَ المُحِبُّ لك السَّلامَةَ نَفْسَه / قَسَماً وإيَّاهَا بِذَاك اسْتَصْلَحَا
وأراكَ في الغُرَرِ الثَلاثَةِ كُلَّ مَا / تَهْوى وإن ساء العُدَاةَ الكُشَّحَا
مُلِّيتَهُمْ حتَّى تُحَقَّ كُنَاهُمُ / فَتَرَى بنيهِمْ باكِرينَ وَرُوَّحَا
مُسْتَوْسِقِينَ على سبيلك كُلُّهُمْ / يَهدي ذَوِي عَمَهٍ ويُنْهِضُ رُزَّحَا
لا يَعْدَمُونَ مقَالَةً من قائلٍ / ما أَحْسَنَ الصَّفَحَاتِ والمُتصَفَّحا
فَتُدَرَّعُ اليومَ القصيرَ بأُنْسِهِمْ / وتُعَمَّرُ العمْرَ الطويل مُصَحَّحا
مِنْ حَيْثُ لا مِرَرُ الطِّبَاعِ تَنَقَّضَتْ / كِبْراً ولا وَرَقُ الشَّبَابِ تَصَوَّحَا
لِمَ لا نَوَدُّ لكَ البقاءَ مُنَفَّلاً / طولَ السَّلامةِ والمعاشَ الأفسحا
وإذا أبَى المسؤولُ إلّا قولَ لا / للسَّائِلِ اسْتَحْيَيْتَ أن تتنحْنَحَا
وإذا أجَدَّ جوادُ قَوْمٍ في النَّدى / ومَزَحْتَ أنتَ فحسْبُنَا أنْ تمزحا
وإذا تأمَّلَ نَاظِرٌ في خُطَّةٍ / ولمحْتَ أنتَ فحسبُنَا أنْ تلمحا
يا سائلي بأبي الحسين وفضْلِهِ / تكْفِيكَ جُمْلَةُ ذكْرهِ أن تُشْرَحَا
أعجِبْ بأنكَ تَجْتَلِي بِشُعَيْلَةٍ / وجْهَ الصباح وقد بَدَا لكَ أجْلَحَا
سَاءَلْتُهُ وسَأَلْتُهُ فوجدته / كالبحْرِ يَعْظُمُ قدرهُ أنْ يُنْزَحَا
وَتَضَحْضَحَتْ حَوْلِي بحورٌ جَمَّةٌ / وأَبَى ابنُ إبراهيم أنْ يَتَضَحْضَحَا
لم ألْقَ في غمراتِ قومٍ مَشْرَباً / ووجدتُ في ضَحْضَاحِهِ لِي مَسْبَحَا
مَنْ كان شُبِّهَ لِي وشُبِّحَ باطلاً / فَسِوَاهُ كانَ مشَبَّهاً ومُشَبَّحَا
ما كانَ مثل الآلِ خَيَّلَ لُجَّةً / ثم اسْتُغِيثَ بِهِ فأبْرَزَ ضَحْضَحَا
جبل بناه اللَّه حول حريمِهِ / لِيَحُوطَ من يرعى ويُثْبِتَ ما دَحا
شَهِدَتْ مَآثِرُهُ الجميلَةُ أنه / مِمَّنْ تَمَكَّن في العلا وَتَبَحْبَحَا
كم مِنْ عَلاَءٍ قدْ علاهُ لَوِ ارْتَقَى / مَرْقَاتَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ تَطَوَّحَا
باعَ المنَاعِمَ بالمكارِمِ رابحاً / وابْتَاعَ حَمْدَ الحامدين فأرْبَحَا
مَلَكَ الرِّقَابَ بِفَكِّهَا وبأنَّهُ / مَا مُلِّكَ الأحْرَارَ إلا أسجَحَا
لا تَغمُرُ النعمُ الجلائِلُ قَدْرَهُ / كلا ولا تَزْهَاهُ حتَّى يمرحا
لا بَلْ تُقَاسُ بقَدْرهِ فَيَطُولُها / أَلْوَى تُصَادِفُهُ الملابسُ شَرْمَحَا
أضحَتْ بمجدِ أبي الحسين وجُودِهِ / عِلَلُ المُمَجَّدِ والمؤَمَّلِ زُوَّحَا
فإذا مدَحْتَ أصاب مدحُكَ مَمْدَحاً / وإذا مَنَحْتَ أصابَ منحُك مَمْنَحَا
خذْهَا نَتِيجَةَ هَاجِسٍ ألْقَحْتَهُ / وبحقِّه نَتَج امرؤٌ ما ألقحا
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي
يا مانِعي قُوتَ جسْمِي / ومانعي قَوتَ رُوحي
منعتني من سَلامي / عليكَ حين صَبُوحِي
ومن سُرُوحِيَ فيمَا / تُنيلُ حين سُرُوحِي
جَرَحْتَ حالي وقد كُنْ / تَ آسياً لجُرُوحي
لك ريحانٌ ورَاحُ
لك ريحانٌ ورَاحُ / ومُجِيدَاتٌ مِلاَحُ
كَمَهَا الرَّمْلِ تُنَاغِي / هُنَّ أوتارٌ فِصَاحُ
وألذُّ العيش ما في / ه صَبُوحٌ وَصِبَاحُ
وسَمَاعٌ مَعْبَدِيٌّ / لم يجاوِزْهُ اقتراحُ
وغزال ذُو دلالٍ / كُلُّهُ داحٌ وَمَاحُ
هُوَ دِعْصٌ وَهْوَ غُصْنٌ / تَتَهادَاهُ الرياحُ
فَمُقَبَّاهُ رَشِيقٌ / ومُخَبَّاهُ رَدَاحُ
لِي إلى ذاكَ ارْتياحٌ / وعليْهِ مُسْتَرَاحُ
أيُّهَا العاذل لا أَخْ / طَأَك الحَيْنُ المُتَاحُ
إن يكن عندك لي نُصْ / حٌ فما عِنْدي انْتِصَاحُ
لا تَلُمْني فالهوى فِي / هِ جماحٌ وطِماحُ
أَفَتَلْحانِي وتَحْتي / مَرْكَبٌ فيه جِمَاحُ
ما على المَفْتُون فيما / غَلَبَ الصَّبْرَ جُنَاحُ
كل شيءٍ غُلب الصبْ / رُ إلَيْهِ فمباحُ
إِنَّما الدنيا مَلاهٍ / واغتباق واصطباحُ
والمُزَاحُ الجدُّ إن فَك / كَرْتَ والجِدُّ المُزَاحُ
إن يكنْ عندك لُبٌّ / فأقاويلي صحاحُ
مثْلَ ما صحَّ لعبد ال / لَهِ في النَّاسِ السَّماحُ
ليس فيما قلْتُ شَكٌّ / كشَفَ الليْلَ الصباحُ
ماجدٌ يَحْمي لَدَيْهِ / حَسَبٌ محضٌ صُرَاحُ
وحَريمُ المال مُذْ كا / نَ لَدَيْهِ مستباحُ
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك / رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى / لأهل الصفح والمنحِ
فأمِّلْ خير مأمولٍ / لحمْل الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ / فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ / حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ الله / عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ / طويلٌ أيّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً / بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
تَأتّى فيهِ إسجاحاً / بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولوْلاهُ لما دَانَ / وَلا لانَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أبَاً أدَّا / هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عيْشٍ / كظلِّ السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ / وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ / مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب / نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجحُ الحِلم / حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ / وَمَرْضَاةٍ عن المزحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ / ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين / وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولا لِلَّذي أصْبَ / حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاةٌ يَتَلقَّاها / وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْر / بكلبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذَوو الجهلِ / من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ / لِجَاماً صادقَ الكبْحِ
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ / بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرٌّ / من الطُّوفان بالرشحِ
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ / بمنْ ترميه أوْ أضْحِ
ولا تَسْتضْعِفِ الحلْمَ / فَيَلْحَي منْكَ مُسْتَلْحِي
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ / مَ ذو أسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ / وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا / إذا دَارتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ / دُ يعْلو منتهى اللَّمْحِ
هو الطَّوْدُ الذي أضحى / عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآوٍ منْهُ في كهْفٍ / وراعٍ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيها الكائِ / دُ ذاك الطَّوْدَ بالنَّطْحِ
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا / ن أدنى منْه للرَّضْحِ
ومُدامةٍ أغنَتْ عن المصباحِ
ومُدامةٍ أغنَتْ عن المصباحِ / يلقى المساءَ إناؤُها بِصَبَاحِ
لطفتْ مسالكها وخُصَّ مَحَلُّها / فكأنها انْشَقَّتْ من الأرواحِ
تجلو السرور على الفتى في قلبه / والحسنَ في الكاساتِ والأقداحِ
أَعَليُّ لا أخطأْتَ قصدَ سبيلها / ورُزِقْتَ فيها طاعة النُّصَّاحِ
أَعَليُّ لا فارقْتَ ظلَّ سعادةٍ / أبداً ولا أخطأتَ بابَ فلاحِ
بَكَر الشَّبابُ على الحياة وليتَهُ / بعْدَ البُكُور مُسَاعِفٌ برواحِ
هيهات إلا بالشَّمُول فإنها / نَافي الهُمُوم وجالِبُ الأفراحِ
فامزج غِنَاءَ المحْسِنَاتِ لكأْسِهَا / بغناء عُجْم في الجنَانِ فِصَاحِ
تَهْتزُّ من طَرَبٍ إذا ما هَزَّها / فوقَ الغُصُونِ الخُضْرِ نفْحُ رياحِ
خُذْهَا ولا تخسَرْ لذيذ مَذَاقِهَا / ونسيمها يا طالب الأرْباحِ
بِكْراً تَردُّ على الكبير شبَابَه / فتراه بين صَبَابَةٍ ومرَاحِ
حسناءَ تكْسو من محاسنها الفتى / فتراه أحْمَرَ أزْهَرَ المِصْبَاحِ
مِنْ كَرْمَةٍ تَهَبُ المكارمَ للفتى / فتراهُ بين شجاعةٍ وسَمَاحِ
وتُعِيرُ نَكْهَتَهَا نَدِيمَ أَحِبَّةٍ / فَيُقَبِّلُ التُّفَّاحَ بالتُّفَّاحِ
تاللَّهِ ما أدري لأيَّة عِلَّة / يدعونها في الرَّاحِ باسْم الرَّاحِ
ألريحِها ولروحها تَحْتَ الحشى / أم لارْتِيَاحِ نديمها المرتاحِ
شاهدتُ منها مشْهَداً فرأيتُه / حسناً مليحاً بين سِرْبِ مِلاَحِ
حَسَدَتْ قياناً كالظِّباءِ ونرجساً / غَضّاً على صُوَرٍ هناك صِبَاحِ
فتَغَلَّلَتْ من تِبْرها بِغُلالةٍ / وتوشَّحت مِنْ دُرِّهَا بوشاح
فإذا بها محْسودةٌ معْبودَةٌ / بين الضرائر جمّة المُدّاحِ
عَدَلَ المحَلِّلُ والمحرِّمُ شُرْبَهَا / ولِذِي المقالِ مَذَاهِبٌ في الرَّاحِ
إن حُرِّمَتْ فَبِحقِّهَا من حُرَّةٍ / ما كانَ مثْلُ حريمها بمباحِ
أو حُلِّلَتْ فَبِحقِّهَا من نُشْرَة / تَنْفِي سَقَامَ قلوبنا بِصحاحِ
أَوَ لاَ يحرِّمُها الحليمُ لأنَّها / تدعُ القباح لديه غير قباحِ
أَوَ لاَ يحلِّلها الكريمُ لأنَّها / تَحْذِي الهِدَانَ سجيِّةَ المرتاحِ
دعْ ذا وقلْ في آل شيْخٍ إنَّهم / أقصى مَطامح هِمَّةِ الطمَّاحِ
لا تَعْدِلَنَّ بآل شيخٍ معشراً / فهمُ الشفاءُ لغُلّةِ الملتاحِ
أعْدِدْهُمُ للنائبات فإنَّهُمْ / حَسْبُ المُعِدِّ غداة كلِّ شِيَاحِ
وافتح مغاليق الأمور بأَيْدِهِمْ / أو كيْدِهم فكفاك من مفتاحِ
قوم يَرَوْن النُّصحَ في أموالهم / غِشَّاً فقد سَخِطُوا على النُّصَّاحِ
زُرْهم على ثقةٍ مَزَارَ مُحَصِّلٍ / مالاً فلستَ كَضَارِبٍ بِقداحِ
واعلم بأن سَنِيحَهُمْ لك سانحٌ / أبداً وليس بريحُهُم بِمُتاحِ
فمتى أطرتَ لهم بريح عداوةٍ / فَلَك البَريحُ وأبرحُ الأبراحِ
من معشرٍ قُرِنَ الثَّناءُ لديهُمُ / بالجودِ والملكاتُ بالأسجاحِ
لم يمنعوا الشاكين ريْبَ زمانهم / أُذُناً ولا سمعوا ملامةَ لاحي
يا ليت شعري حين يُمدَح مثلُهُم / ماذا تَرَاه يُراد بالتَمْداحِ
لكنهم كالمسك طاب لعينه / ويزيد حين يُخَاضُ بالمِجْدَاحِ
يُعطُون عفواً كلما أعفيتَهم / ويُلِحُّ نائلهم على الإلحاحِ
وعطاؤُهم فوق العطاء لأنهم / يُعطون كسْب مَناصِلٍ ورماحِ
وكأن من أعطاك كسْبَ سلاحه / أعطاك مهجته بغير سلاحِ
جاءته في تعبٍ وعُسْرة مطلب / وأتتك في دعةٍ به وسراحِ
ولمَا حباك بحظه لجهالةٍ / لكن لفضل مُمَنَّحِ منَّاح
فمتى يُرَوْن من الشِّحاحِ على اللُّهَا / وهُمُ على الأرواح غيرُ شِحَاح
من بأْسهم يقع الردى وبحلمهم / تتماسك الأرواح في الأشباحِ
كالهُنْدوانِيات حدّ مضاربٍ / عند اخْتِبارِهِمُ ولين صِفاحِ
أضحى الورى قَيْضا هُمُ أمْحَاحُه / شتَّانَ بينْ القيْض والأمحاحِ
وبِسَيِّد الأُمراء أُنْجِحَ سعْيُهُمْ / فيما ابتغوا من ذاك أيَّ نجاحِ
للّه أحمدٌ بنُ شَيخٍ إنه / مأوَى الطريدِ وموردُ المُمْتَاحِ
الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ / يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ
ما زال يقدَح في الدُجى بِزِناده / حتى رأى الإِمساءَ كالإصباحِ
أما النَّدى فَنَدَى غَرِير ناشيءٍ / والرأيُ رأي مُحَنَّكٍ جَحْجَاحِ
فكأنَّه للأرْيحيَّة شاربٌ / وكأنه للألْمعِيَّةِ صاحي
ملك له قبل السؤال وبعده / بدء الجوادِ وعودة المِسماحِ
ومن الملوك ذوي المواهب من له / بدءُ الجوادِ وَعَوْدَة المِدْلاحِ
لا تَعْرِضَنَّ لغمرَةٍ من سْيبِه / إن لَمْ تكن بطلاً من السُّبّاحِ
فالْبَرُّ يَهْلِكُ في مضيقِ فنائه / والبحرُ يغرَقُ منه في الضَّحْضَاحِ
أنذرْتُ بل بشَّرْتُ أنَّ مقالتي / ميعادُ جِدٍّ في وعيد مُزَاحِ
ضَمِنٌ إذا حصل الوفاءُ بما وَأَى / عنْه الرجاءُ ثَنَاهُ بالإِرْجَاحِ
ما إنْ يزال مُساجِلاً لسحائب / بعطائه ومُبَارياً لرِياح
غَرَسَ الرجالَ بسيفه واجْتَاحَهُمْ / لا فُلَّ سيفُ الغارِس المجْتاحِ
سيف مليءٌ عُرْفُهُ وَنَكِيرُهُ / بإقامة المُدَّاح والأَنواحِ
يُحْيِي ويُهْلِك في يَدَيْ ذِي قُدْرةٍ / وَسَمَتْهُ بالسَّفَّاح والنَّفَّاحِ
مُدَّاحُ مُعْمِل مَضْرِبَيْه بمُنْشِدٍ / حَفِلٍ وأنْواحُ العِدَا بِمَنَاحِ
فمتى اسْتَكَنُّوا مِنْ نَدَاهُ وبَأسِهِ / فالمسْتَكِنُّ هُنَاكَ في قِرْواحِ
طُوفَانُ معْروفٍ ونُكْرٍ ما نجا / أحدٌ تَعَوَّذَ منهما بِوَجَاحِ
فإذا تَبسَّلَ للعِدا في مَأقِطٍ / أبصرت سطْوَةَ قابض الأرواحِ
وإذا أراك نَدَاهُ يوْماً زُهْدَهُ / أبصرتَ زُهْدَ مُحالِفِ الأمْساحِ
وإذا أشارَ أو ارْتأَى في خُطَّةٍ / أبصرتَ حِكْمَةَ صاحِبِ الأَلواحِ
وإذا أراك مزاحه من جدِّه / أجناك صفوَ ودائع الأجباحِ
لِيَقُلْ عُفَاتُكَ لا جُنَاح عليهمُ / رَفِعَ الجُنَاحُ فلاتَ حينَ جُنَاحِ
أنتَ امرؤٌ للصدقِ فيه مذاهب / سقط الجُنَاح بها عن المُداحِ
ما زالَ مَنْ يُطْرِي سواكَ مُلاَحياً / لَكِنَّ من يُطْرِيكَ غيرُ ملاحي
في مدح غيرك للخطيئَةِ مُثْبِتٌ / لَكِنَّ مَدْحَكَ للخطيئة ماحي
فالباكرون على ثَنائِك إنَّما / بَكَرُوا وما شَعَرُوا على مِسْبَاحِ
كمْ عَارِضٍ رَجُلاً عليَّ مُشَبِّهاً / لأَمِيلَ عنْكَ إليه بالأمْدَاحِ
رُدَّتْ نصِيحَتُهُ عَلَيْهِ فَكَافَحَتْ / أسْرَارَ جبْهَتِهِ أشدَّ كِفَاحِ
وَقَصَبْتُ صَاحبَهُ إليه كأنَّما / قَاوَمْتُهُ فيه مَقَامَ فِضَاحِ
ما قِسْتُ بَيْنَكمَا هنَاكَ ولم أكن / لأقِيسَ بين مُحمَّدٍ وسَجَاحِ
النَّاسُ أدْهَمُ أنْتَ فيه غُرَّةٌ / مرفوعة عن سائر الأوضاح
لا جَفَّ واديكَ المُحَلَّلُ إنه / لَمُنَاخُ أطْلاحٍ على أطلاحِ
إنَّ الذي يُضْحِي وأنت جَناحُهُ / في النَّائباتِ لنَاهِضٌ بِجَنَاحِ
شَامَ ابْتسَامَكَ مُرْتَجُوكَ فإنَّمَا / شَامُوا مَضاحِكَ مُبْرقٍ لَمَّاح
ومَرَى نَوَالَكَ مُعْتَفُوكَ فإنما / حَلُّوا عَزَالي مُغدقٍ نَضَّاحِ
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ / بين الخلِيقَةِ قد فُضِحْ
كثُر الأُلى يهجونه / جِدّاً وَقَلَّ الممتَدِحْ
قد سَيَّرُوهُ بِضَرْطَةٍ / في الخافِقَيْن وما بَرِحْ
حتى كأن لم يجتَرِحْ / ما جاء منْهُ مُجْتَرِحْ
يا وهبُ أُقْسِمُ بالمَقَا / م وبالحطيم إذا مُسِحْ
لو كنتَ مبذُولَ النَّدى / منْ قبلها لم تَفْتَضِحْ
لكنْ رَفَضْتَ العرفَ مُط / طَرحاً وحَظَّكَ تَطَّرِحْ
وربحتَ مَالَكَ ضَلَّةً / والعِرضُ افْضَلُ ما رُبحْ
لو كُنْتَ غَيْثاً صَائباً / لَمْ يُهْجَ رَعْدُكَ بَلْ مُدِحْ
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ
ازْجُرِ القلبَ إذا القلبُ جَمَحْ / وارْدَع الطرف إذا الطرفُ طمحْ
واصْرِفِ النفس إلى عَدنِيَّةٍ / ذَاتِ غُنْج ودلال ومَرَحْ
زانَها اللَّهُ بِخَدٍّ مُشْرِقٍ / لو مَشى الذَّرُّ عليه لَجُرحْ
لو بَدَتْ غُرَّتُها مِنْ خِدْرِها / قلتَ بَرْقٌ في ذُرا المُزن لمحْ
أو رآها البدرُ في مَطْلَعِهِ / لاكْتَسَى ذُلّاً وهَوْناً وافْتَضَحْ
فَازَ مَنْ عَاطَتْ يَداها يَدَهُ / عَاتقَ الرَّاح بكَأسٍ وقَدَحْ
بِبَنانٍ كَمَدَارِي فضَّةٍ / طُرِّفَتْ بالنُّورِ في مجرى السُّبَحْ
كُلَّما سُرَّ بِهَا قالتْ له / زادَكَ اللَّهُ سروراً وفرحْ
يا حبيبي ومَدَى أمْنِيَّتي / بك زادَ العيْشُ طِيباً وصَلَحْ
وهما في رَوْضَة عَدنِيَّةٍ / يفْسَحُ الطَّرْفُ مداها ما انفسحْ
تَتَغَنَّى الطيْرُ في حَافَاتِها / بِلُحُونٍ تدع القلب فَرِحْ
ونسيمُ الريح يهدي لهما / نَفَحَاتِ الورد من تِلْكَ الفُسَحْ
عُوِّضَتْ عيناهما قُرَّتَهَا / ثَمَنَ الدَّمْع الذي كان سُفِحْ
هاكَهَا دُرِّيةً منظُومةً / شاكَلَ الخَاتمُ منْها المُفْتَتَحْ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ / مِنْ نَافح بالخيْر مَنفُوحِ
واشربْ على النرجِسِ مقْدُوحَةً / في الكأْس لم تُطْبَخْ بمَقْدُوحِ
كأَنَّها بالمسكِ مَجْدُوحَةٌ / بلْ هِيَ مِسْكٌ غيرُ مَجْدُوحِ
بَيْنَ نَدَامَى كلُّهُم جَامحٌ / ليس عن الغَيِّ بمَكَبُوحِ
زِقَاقُهُمْ في الدار مَبْطُوحَةٌ / وعُودُهُمْ ليس بِمَبْطُوح
أجْوَفُ مِرْنَانٌ ومَمْلُوءَةٌ / أعْذَبَ مَكْرُوعٍ ومَنْشُوحِ
مِنْ بين مَذْبُوحٍ لِنَاجُودِهِمْ / وبيْنَ حَيٍّ غيْرِ مَذْبُوحِ
يا حبَّذا النرجِسُ ريْحَانةً / لأنْفِ مَغْبُوقٍ ومَصْبُوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ / رُكِّبَ من رَوْحٍ ومن رُوحِ
أبْدى وُجُوهاً غيْرَ مَقْبُوحَةٍ / في زَمَن ليْسَ بمقبوحِ
يا حُسنَهُ في العيْنِ يا حسنه / مِنْ لامحٍ للشَّرْبِ ملموحِ
كأنَّما الطَّلُّ على نَوْرِهِ / ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطروحِ
لو شاهَدَ الورْدُ أحَايِينَهُ / لم تَرَ ورْداً غيْرَ مَسْفُوحِ
أما تَرَى الحُمْرَةَ في وجهِهِ / تَنْطِقُ عنْ خَجْلَةِ مَفْضُوحِ
مِيلا عن الورْدِ إلى سَيِّدٍ / من سادة الرّيْحانِ ممدوحِ
كأنما تُنْشَرُ أيَّامُهُ / من بيْن مَطْلُولٍ وَمَنْضُوحِ
ما ينْشُرُ المُدَّاح عنْ قاسِم / من مُجْمَلٍ فيه ومَشْرُوحِ
وَاهاً لأنْفَاسٍ له في الدُّجَى / وعنْدَ مَمْشَى النُّورِ في اللُوحِ
قَاسِمُ يا قَاسِمَ أمْوالِهِ / لا زِلْتَ بَحْراً غير مَنْزوحِ
أنت الذي لَمْ يَلْقَهُ نَاظِرٌ / إلّا بِقُدُّوسٍ وسُبُّوحِ
ولا تَعَدَّاهُ وأسْبَابَهُ / بالميْلِ إلّا كلُّ مَتْرُوحِ
ولا رأيْنَا المدْحَ في غيرِه / إلا سَوَاماً غَيْرَ مَسْرُوحِ
ولاَ انْثَنَى مُبْضِعُ تَمْجِيدِهِ / إلا بِرِبْح منه مَرْبُوحِ
طُوفَانُ نُوحٍ دُونَ هذا النَّدَى / فابْقَى بقاء المصْطَفَى نُوحِ
مُحَمَّلاً في دَعَةٍ حَامِلاً / ثِقْلَ المَعَالِي غيْرَ مَفْدُوحِ
لا يَعْدَمِ النَّاسُ جَدَا مَانحٍ / لِلْعُرْفِ واسْتِبْشَارَ مَمْنُوحِ
تَجْرَحُ في مالِك لِلمُجْتَدِي / من دُونِ عِرْضٍ غَيْرِ مَجْرُوحِ
يَا آلَ وَهْبٍ باتَ أعْداؤكم / من بين مذبوحٍ ومَشْبُوحِ
ولا خلا ضدٌّ لكم ناطِحٌ / من ناطح يُودَى بِمَنْطُوحِ
ولا خَلا حَظٌّ لكم مُنْفِسٌ / منْ كَاشحٍ في ثوب مَكْشُوحِ
وماتَ حُسَّادُكمُ حسْرَةً / من بين مَسْيُوفٍ ومَرْمُوحِ
أصْبَحَت الدنيا بِكُمْ هَشَّةً / مُرْتَاحَةً فَيَّاحَةَ السُّوحِ
مَأْوىً لجارٍ غيرِ مُسْتَهْلَكٍ / مَثْوَىً لِضَيْفٍ غيرِ مَنْبُوحِ
لِيَلْجَأ الناسُ إلى ظلِّكم / أدَّى نصيحٌ حقَّ منصوحِ
مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ
مَديحُكَ مَنْ تَعْفُوه تَحْسبُ رفْدَهُ / مَنِيعاً متى لم تُرْقِه بالمدائِحِ
ومَنْ ظنَّ بالممدوح ذاك فإنه / بِنيَّته هاجٍ له غيرُ مادحِ
رُبَّ غُلامٍ وجهُهُ لا يفْضَحُهْ
رُبَّ غُلامٍ وجهُهُ لا يفْضَحُهْ / في بيت عزٍّ لا يُرامُ مُسْرَحُهْ
كأنما مُمْسَاهُ قِدْماً مُصْبَحُهْ / بِتُّ به ليلَ التَّمام أنْكَحُهْ
أُبْرِكُهُ طوْراً وطورا أبْطَحُهْ / وتارةً للجنْبِ لا أروِّحُهْ
وتارةً على القَفَا أسطِّحُهْ / آسُوهُ منْ أدوائه وأجْرَحُهْ
بِفَيشَةٍ مَمْلُوءةٍ تسْتَسلحُهْ / مُفْسِدَةٍ تحسبها تَسْتَصْلِحُهْ
إن كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني
إن كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني / أخْلَلْتُ فاقصدْ في العتاب وأسجحِ
لا تُفْسِدَنِّي بالتَّعسُّفِ بعدما / بلَغَ التَّألُّفُ غَايَةَ المُسْتَصْلِحِ
واعلمْ بأنِّي إنْ أسَأتُ جِنَايَةً / وأسأتَ أنْتَ رِعَايَةً لم تَرْجحِ
أرْبِح مُعَامِلَكَ التَّسَاهُلَ غالِياً / عَنْ أنْ تُعَدَّ مُعَامِلاً لَمْ يُرْبِحِ
رأيْتُكَ لا تَلَذُّ بطعْمِ شيءٍ
رأيْتُكَ لا تَلَذُّ بطعْمِ شيءٍ / تَطَعَّمُهُ سِوَى طعْم السَّمَاحِ
وما يُهْدَى إليك من امْتِيَاحٍ / أحبُّ إليكَ من كل امتداحِ
فما بالي أُقَوِّمُ متْنَ شعري / إذا يَمَّمْتُ بابك لامْتِيَاحِ
ولكنِّي أُلَقِّي العُرْفَ عُرْفاً / وليس على المُكَافىءِ من جُنَاحِ
حرِّك مناك إذا همم / تَ فإنّهنَّ مراوحُ
لاتيأسنَّ فإنّ رز / ق الله غادٍ رائحُ