المجموع : 39
لَكَونُ خِلِّكَ في رَمسٍ أَعَزُّ لَهُ
لَكَونُ خِلِّكَ في رَمسٍ أَعَزُّ لَهُ / مِن أَن يَكونَ مَليكاً عاقِدَ التاجِ
المَلكُ يَحتاجُ أُلّافاً لِتُنصِرَهُ / وَالمَيتُ لَيسَ إِلى خَلقٍ بِمُحتاجِ
قَد أَسرَجوا بِكُمَيتٍ أَطلَقَت لُجُماً
قَد أَسرَجوا بِكُمَيتٍ أَطلَقَت لُجُماً / وَلَم يَهِمّوا بِإِلجامٍ وَإِسراجِ
يَستَصبِحونَ وَعَينُ الديكِ نائِمَةٌ / بِقَهوَةٍ مِثلِ عَينِ الديكِ مِئراجِ
دَبَّت دَبيبَ نِمالٍ في أَنامِلِهِم / بِسائِرٍ في رُؤوسِ القَومِ دَرّاجِ
تُفَرِّجُ الهَمَّ عَنهُمُ بَل تُزيدُهُمُ / نَكداً هَواجِسُ ما هَمَّت بِإِفراجِ
لَم يَعلَموا أَنَّ أَقداراً سَتُنزِلُهُم / بِالعُنفِ مِن فَوقِ أَفدانٍ وَأَبراجِ
وَما أَرى دَرَجاتِ الفَضلِ مُغنِيَةً / عَنِ الفَتى عادَ مَحثوثاً لِإِدراجِ
أَمّا الحَياةُ فَلا أَرجو نَوافِلَها / لَكِنَّني لِإِلهي خائِفٌ راجي
رَبِّ السِماكِ وَرَبِّ الشَمسِ طالِعَةً / وَكُلِّ أَزهَرَ في الظَلماءِ خَرّاجِ
ما عاقِدُ الحَبلِ يَبغي بِالضُحى عَضَداً
ما عاقِدُ الحَبلِ يَبغي بِالضُحى عَضَداً / إِلّا كَصاحِبِ مُلكٍ عاقِدِ التاجِ
وَما رَأَينا صُروفَ الدَهرِ تارِكَةً / لَيثاً بِتَرجٍ وَلا ظَبياً بِفِرتاجِ
ما أَعدَلَ المَوتَ مِن آتٍ وَأَستَرَهُ / فَهَيِّجني فَإِني لَستُ مُهتاجِ
العَيشُ أَفقَرَ مِنّا كُلَّ ذاتِ غِناً / وَالمَوتُ أَغنى بِحَقٍّ كُلَّ مُحتاجِ
إِذا حَياةٌ عَلينالِلأَذى فَتَحَت / باباً مِنَ الشَرِّ لاقاهُ بِإِرتاجِ
كَأَنَّني راكِبُ اللُجَّ الَّذي عَصَفَت
كَأَنَّني راكِبُ اللُجَّ الَّذي عَصَفَت / رِياحُهُ فَهوَ في هَولٍ وَتَمويجِ
وَفي طِباعِكَ زَيغٌ وَالهِلالُ عَلى / سُمُوِّهِ حِلفُ تَقويسٍ وَتَعويجِ
فَزِن مِنَ الوَزنِ لَفظاً حينَ تُرسِلُه / وَزِن مِنَ الزَينِ إِعطاءً بِتَرويجِ
وَاِنظُر إِلى نَفسِكَ اللَومى بِمَنظَرِها / وَلَو غَدَوتَ أَخا مُلكٍ وَتَتويجِ
وَاِطلُب لِبِنتِكَ زَوجاً كَي يُراعيها / وَخَوِّفِ اِبنَكَ مِن نَسلٍ وَتَزويجِ
ما اليَسرُ كَالعُدمِ في الأَحكامِ بَل شَحَطَت / حالُ المَياسيرِ عَن حالِ المَحاوِجِ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ / تُرَجّي الخُلدَ بَعدَ لُيوثِ تَرجِ
وَأَشرَفُ مَن تَرى في الأَرضِ قَدراً / يَعيشُ الدَهرَ عَبدَ فَمٍ وَفَرجِ
وَحُبُّ الأَنفُسِ الدُنِّيا غُرورٌ / أَقامَ الناسَ في هَرجٍ وَمَرجِ
وَإِنَّ العِزَّ في رُمحٍ وَتُرسٍ / لِأَظهَرُ مِنهُ في قَلَمٍ وَدَرجِ
وَما أَختارُ أَنّي المَلكُ يُجبى / إِلَيَّ المالُ مِن مَكسٍ وَخَرجِ
فَدَع إِلفَيكَ مِن عَرَبٍ وَعُجمٍ / إِلى حِلفَيكَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
سِراجُكَ في الدُجُنَّةِ عَينُ ضارٍ / وَإِلّا فَالكَواكِبُ خَيرُ سُرجِ
مَتّى كَشَّفتَ أَخلاقَ البَرايا / تَجِد ما شِئتَ مِن ظُلمٍ وَحِرجِ
ضَغائِنُ لَمّ تَزَل مِن قِبَلِ نوحٍ / عَلى ما هانَ مِن فِزرٍ وَعَرجِ
فَجَّرَت قَتلَ هابِلٍ أَخوهُ / وَأَلقَت بَينَ مُعتَزَلٍ وَمُرجي
وَخانَت وِدَّ لُقمانٍ لُقَيماً / لَيالِيَ حَرَّفَت سَمُراً بِشَرجِ
فَدارِ مَعيشَةً وَاِحمَل أَذاةً / لِمَن صاحَبتَ مِن حَوصٍ وَبُرجِ
فَإِنَّ الأُسدَ تَتبَعُها ذِئابٌ / وَغِربانٌ فَمِن عُوَرٍ وَعُرَجِ
مَسيرُكَ في البِلادِ أَقَلُّ رُزءاً / مَعَ الفِئَتَينِ مِن قُمَرٍ وَخُرجِ
وَكَم خَدَعَت هِزَبراً كانَ جَبراً / مِنَ الأَملاكِ ذاتُ حُلىً وَدَرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ / غُواةٌ بَينَ مُعتَزِلٍ وَمُرجي
فَشَأنُ مُلوكِهِم وَنَزفٌ وَنَزفٌ / وَأَصحابُ الأُمورِ جُباةُ خَرجِ
وَهُمُّ زَعيمِهِم إِنهابُ مالٍ / حَرامِ النَهبِ أَو إِجلالُ فَرجِ
وَإِنَّ شَرّارَةً وَقَعَت بِوادٍ / لِتُحرِقَ وَحدَها سَمُراً بِشَرجِ
رُكوبُ النَعشِ أَسرَعُ لِاِبنِ دَهرٍ / يُريدُ الخَيرَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
غَدا العُصفورُ لِلبازي أَميراً / وَأَصبَحَ ثَعلَباً ضِرغامُ تَرَجِ
أَفي الدُنِّيا لَحاها اللَهُ حَقٌّ / فَيُطلَبَ في حِنداسِها بِسُرجِ
أَنا لِصَرورَةِ في الحَياةِ مُقارِنٌ
أَنا لِصَرورَةِ في الحَياةِ مُقارِنٌ / ما زُلتُ أَسبَحُ في البِحارِ المُوَّجِ
وَصَرورَةٌ في شيمَتَينِ لِأَنَّني / مُذ كُنتُ لَم أَحجُج وَلَم أَتَزَوَّجِ
مِن مَذهَبي أَن لا أَشُدَّ بِفِضَّةٍ / قَدَحي وَلا أُصغي لِشَربِ مُعَوَّجِ
لَكِن أُقضي مُدَّتي بِتَقَنُّعٍ / يَغني وَأَفرَحُ بِاليَسيرِ الأَروَجِ
هَذا وَلَستُ أَوَدُّ أَنّي قائِمٌ / بِالمَلِكِ في ثَوبَي أَغَرَّ مُتَوَّجِ
وَصَلَ الهَجيرَ إِلى الهَجيرِ لَعَلَّهُ
وَصَلَ الهَجيرَ إِلى الهَجيرِ لَعَلَّهُ / في الخُلدِ يَظفَرُ بِالهَواءِ السَجسَجِ
سَلَبتُهُ بُردَ الوَردِ راحَةُ ميتَةٍ / غَصَبتَهُ حينَ كَسَتهُ بُردَ بَنفسَجِ
غَشّاهُ مُصفَرُّ الأَنامِلِ خافِياً / فَكَأَنَّهُ لِبَنانِهِ لَم يَنسُجِ
وَلّى وَخَلَّفَ عِرسَهُ وَبَناتِهِ / يَجنينَ أَطيَبَ مَطعَمٍ مِن عَوسَجِ
عَن لا عِجٍ باتوا بِرَملَةِ عالِجِ
عَن لا عِجٍ باتوا بِرَملَةِ عالِجِ / في رَبوَتَي عَودٍ كَظَهرِ الفالِجِ
في مُقفِرٍ تَنآهُ سَلمى مَدلَجٍ / مِن بَعدِ طَيَّتِهِ وَسَلما دالِجِ
مِثلَ الأَساوِرِ وَالدَمالِجِ في الطَوى / أَنِسوا ذَواتِ أَساوِرٍ وَدَمالِجِ
وَالأَرضُ قَد لَفَظَت حُشاشَةَ نورِها / فَدَجا الظَلامُ سِوى الوَميضِ الخالِجِ
فَزَعوا إِلى ذِكرِ المَليكِ وَحَسبُهُم / أُنساً بِذَلِكَ في الضَميرِ الوالِجِ
أَتُعوِجُ أَمَ لَيسَ المَشوقُ بِعائِجِ
أَتُعوِجُ أَمَ لَيسَ المَشوقُ بِعائِجِ / هاجَت وَساوِسُهُ لِبَرقٍ هائِجِ
سُبحانَ مَن بَرَأَ النُجومَ كَأَنَّها / دُرٌّ طَفا مِن فَوقِ بَحرٍ مائِجِ
لَو شاءَ رَبُّكَ صَيَّرَ الشَرطَينِ مِن / هَذي الكَواكِبِ عِندَ أَدنى ثائِجِ
وَالتاجُ تَقوى اللَهِ لا ما رَصَّعوا / لِيَكونَ زيناً لِلأَميرِ التائِجِ
إِن هاجَكِ البارِقُ فَإِهتاجي
إِن هاجَكِ البارِقُ فَإِهتاجي / لا يُمنَعُ الرِزقُ بِإِرتاجِ
أُصبِحُ في لَحدي عَلى وَحدَتي / لَستُ إِلى الدُنيا بِمُحتاجِ
ما أُسدُ خَفّانَ بِمَتروكَةٍ / فيها وَلا غِزلانُ فِرتاجِ
كَشفِيَ رَأسي وَاِفتِقاري بِها / خَيرٌ مِنَ التَمليكِ وَالتاجِ
أَطَعتُ في الأَيّامِ سَدّاجي
أَطَعتُ في الأَيّامِ سَدّاجي / وَسارَتِ الدُنيا بِأَحداجي
آلَيتُ ما أَدري وَلا عالَمي / مِن كَوكَبي في الحِندِسِ الداجي
لا بَسَطَ الخالِقُ في مُدَّتي / حَتّى يَرى الناظِرُ هَدّاجي
قَد ذُبِحَ الذارِعُ في ساحَةٍ / فَيا لَهُ مِن دَمِ أَوداجِ
يَسلُكُ مَحمودٌ وَأَمثالُهُ / طَريقَ خاقانَ وَكُنداجِ
حالِيَ حالُ اليائِسِ الراجي
حالِيَ حالُ اليائِسِ الراجي / وَإِنَّما أَرجِعُ أَدراجي
إِذا رَأَيتُ الخَيرَ في رَقدَتي / عَدَدتُها لَيلَةَ مِعراجي
إِن قُمتُ مِن وبرَةِ هَذا الثَرى / أُهدى إِلى خَضراءَ مِئراجِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى نِعمَةٍ / تُعقِبُ مِن ضَنكٍ وَإِحراجِ
لَو أَنَّني البِرجيسُ أَو جارُهُ / نَزَلتُ مِن أَرفَعَ أَبراجِ
ما أُمُّ سِرياحٍ إِذا ما غَدَت / مُوَرِّثَتي أَدمُعَ دَرّاجِ
يَنسى الفَتى الحَربِيُّ في قَبرِهِ / أَيّامَ إِلجامٍ وَإِسراجِ
وَخَوضَهُ في نَفَيانِ الوَغى / عَلى طُموحِ الطَرفِ هَرّاجِ
وَخَضبَهُ الأَبيَضَ مُستَأنِساً / بِأَسوَدٍ لِلهَولِ فَرّاجِ
يَفُضُّ ما أَذهَبَ مِن قَونَسٍ / بِزِئبَقٍ يَمتَدُّ رَجراجِ
أَشَلَّ أَو أَعرَجَ دَهرٌ عَدا / فَوارِساً عَن شَكِّ أَعراجِ
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً / لِتُجزِيَني فَأَدرَكَني اِبتِهاجي
إِذا كانَ التَقارُضُ مِن مُحالٍ / فَأَحسَنُ مِن تَمادُحِنا التَهاجي
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً / بِخَيرٍ لَيسَ فِيَّ فَذاكَ هاجِ
وَحَقِيَّ إِن أَساءَ بِما إِفتَراهُ / فَلُؤمٌ مِن غَريزَتِيَ اِبتِهاجي
غَدا الناسُ كُلُّهُمُ في أَذىً
غَدا الناسُ كُلُّهُمُ في أَذىً / فَزُجَّ حَياتَكَ فيمَن يُزَجّ
وَلا تَطلُبَنَّ اللُبابَ الصَريحَ / فَقَد سيطَ عالَمُنا وَاِمتَزَج
أَلَم تَرَ أَنَّ طَويلَ القَري / ضِ مِن مُتَقارِبِهِ وَالهَزَج
إِذا ما مَضى نَفَسٌ فَإِحسَبنَهُ
إِذا ما مَضى نَفَسٌ فَإِحسَبنَهُ / كَالخَيطِ مِن ثَوبِ عُمرٍ نَهَج
وَإِن هاجَكَ الدَهرُ فَاِصبِر لَهُ / وَعِش ذا وَقارٍ كَأَن لَم تُهَج
فَكَم جَمرَةٍ خَمَدَت فَاِنقَضَت / وَكانَ لَها مُنذُ حينٍ وَهَج
فَيا قائِدَ الجَيشِ خَفِّض عَلَيكَ / في غَيرِ حَظِّكَ يَعلو الرَهَج
زَمانٌ حَباكَ قَليلَ العَطاءِ / ما زالَ يُكثِرُ أَخذَ المُهَج
فَلا تودِ أَنفُسَنا حَسبُنا / قَضاءٌ لَهُ بِأَذانا لَهَج
أَعِن باكِياً لَجَّ في حِزنِهِ / وَسَل ضاحِكَ القَومِ مِمَّ اِبتَهَج
وَعالَمُنا المُنتَهي كَالصَبيِّ / قيلَ لَهُ في اِبتِداءٍ تَهَجّ
يُشَجُّ بَنو آدَمٍ بِالصُخورِ
يُشَجُّ بَنو آدَمٍ بِالصُخورِ / وَإِنَّ المُدامَ بِماءٍ تُشَجّ
فَما نَزَلَ اليُمنُ في شَربِها / وَلا في وِعاءِ سُلافٍ نَشَج
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي / وسُخْري بالأسِنّةِ والزُّجاجِ
وأنّي لا يُغَيِّرُ لي قَتيراً / خِضابٌ كالمُدامِ بلا مِزاجِ
مَنَعْتُ الشّيْبَ مِن كَتَمِ التراقي / ولم أمْنَعْهُ مِنْ خِطْرِ العَجاج
فهل حُدّثْتَ بالحِرْباءِ يُلْقي / برأسِ العَيْرِ مُوضِحَةَ الشِّجاج
تَصيحُ ثَعالِبُ المُرّانِ كَرْباً / صِياحَ الطّيرِ تَطْرَبُ لابْتِهاج
غَديرٌ نَقّتِ الخُرْصانُ فيه / نَقيقَ عَلاجِمٍ واللّيلُ داج
أضَاةٌ لا يَزالُ الزَّغْفُ منها / كفِيلاً بالإضاءَةِ في الدّياجي
حَرامٌ أنْ يُرَاقَ نَجيعُ قِرْنٍ / يجُوبُ النَّقْعَ وهْوَ إليّ لاجي
يُقَضِّبُ عنه أمْرَاسَ المَنَايا / لِباسٌ مِثْلُ أغْراسِ النِّتاج
تَعَوَّذَ بي حَليفُ التاجِ قِدْماً / وفارِسُ لم تَهُمّ بعَقْدِ تاج
شَهِدْتُ الحرْبَ قبلَ ابْنَيْ بَغِيضٍ / وكُنْتُ زَمانَ صَحْراءِ النِّباجِ
فلا يُطْمِعْكَ في الغَمَراتِ وِرْدي / فإنّي رَبّةُ المُرّ الأُجاج
فإنْ تَرْكُدْ بغِمْدِكَ لا تَخَفْني / وإنْ تَهْجُمْ علَيّ فغَيْرُ ناج
متى تَرُمِ السّلوكَ بيَ الرّزايا / تَجِدْ قَضّاءَ مُبْهَمَةَ الرِّتاج
يَرُدّ حديدَكَ الهِنْديَّ سَرْدي / رُفاتاً كالحَطيمِ مِن الزُّجاج
تُناجِيني إذا اختَلَفَ العَوالي / أتَدري وَيْبَ غيرِكَ مَن تُناجي
كأنّ كُعُوبَها مُتَنَاثِراتٍ / نَوَى قَسْبٍ تُرَضَّخُ للنّواجي
مُمَوَّهَةٌ كأنّ بها ارتِعاشاً / لفَرْطِ السّنّ أو داءِ اختِلاج
تَضَيَّفُني الذّوابِلُ مُكْرَهاتٍ / فتَرْحَلُ ما أُذيقَتْ مِن لَماج
تَفِيء غُرُوبُهُنّ الزُّرْقُ عنّي / بلا كَرْبٍ يُعَدّ ولا عُناج
فلو كان المُثَقَّفُ جُمْلَةَ اسْمٍ / أبى التّرخيمَ صارَ حُروفَ هاج
كنَجْمِ الرَّجْمِ صُكّ به مَريدٌ / فأبْدَعَ في انجِذامٍ وانعِراج
كبَيْتِ الشِّعْرِ قَطَّعَهُ لِوَزْنٍ / هَجينُ الطَّبْعِ فهْوَ بلا انتِساج
إذا ما السّهْمُ حاوَلَ فيّ نَهْجاً / فإنّي عنه ضَيِّقَةُ الفِجاج
وهل تَعْشُو النّبالُ إلى ضِياءٍ / ثَنَى السّمْراءَ مُطْفَأَةَ السّراج
يَهُونُ علَيّ والحِدْثانُ طاغٍ / أتُنْذِرُني الفوارِسُ أم تُفاجي
فلو طُعِنَ الفتى بأشَدّ غُصْنٍ / حَنَاهُ أشَدُّ حِصْنٍ في الهِياج
أخالَتْني ظِماءُ الخَطّ لُجّاً / فألْفَتْ رُكْنَ شابَةَ في اللَّجاج
وليسَ لكَرّ يوْمِ الشّرّ نافٍ / سِوى كَرٍّ من الأدْراعِ ساج
مِن الماذِيّ كالآذِيّ أرْدَى / عَواسِلَ غيرَ طَيّبَةِ المُجاج
وكانَ العارُ مِثْلَ الحتْفِ يأتي / على نَأْيِ المَنازِلِ والخِلاج
فإنّ بَني نُوَيْرَةَ أدرَكَتْهُمْ / مَسَبّتُهُمْ بعَبْدِ أبي سُواج