القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 39
لَكَونُ خِلِّكَ في رَمسٍ أَعَزُّ لَهُ
لَكَونُ خِلِّكَ في رَمسٍ أَعَزُّ لَهُ / مِن أَن يَكونَ مَليكاً عاقِدَ التاجِ
المَلكُ يَحتاجُ أُلّافاً لِتُنصِرَهُ / وَالمَيتُ لَيسَ إِلى خَلقٍ بِمُحتاجِ
قَد أَسرَجوا بِكُمَيتٍ أَطلَقَت لُجُماً
قَد أَسرَجوا بِكُمَيتٍ أَطلَقَت لُجُماً / وَلَم يَهِمّوا بِإِلجامٍ وَإِسراجِ
يَستَصبِحونَ وَعَينُ الديكِ نائِمَةٌ / بِقَهوَةٍ مِثلِ عَينِ الديكِ مِئراجِ
دَبَّت دَبيبَ نِمالٍ في أَنامِلِهِم / بِسائِرٍ في رُؤوسِ القَومِ دَرّاجِ
تُفَرِّجُ الهَمَّ عَنهُمُ بَل تُزيدُهُمُ / نَكداً هَواجِسُ ما هَمَّت بِإِفراجِ
لَم يَعلَموا أَنَّ أَقداراً سَتُنزِلُهُم / بِالعُنفِ مِن فَوقِ أَفدانٍ وَأَبراجِ
وَما أَرى دَرَجاتِ الفَضلِ مُغنِيَةً / عَنِ الفَتى عادَ مَحثوثاً لِإِدراجِ
أَمّا الحَياةُ فَلا أَرجو نَوافِلَها / لَكِنَّني لِإِلهي خائِفٌ راجي
رَبِّ السِماكِ وَرَبِّ الشَمسِ طالِعَةً / وَكُلِّ أَزهَرَ في الظَلماءِ خَرّاجِ
ما عاقِدُ الحَبلِ يَبغي بِالضُحى عَضَداً
ما عاقِدُ الحَبلِ يَبغي بِالضُحى عَضَداً / إِلّا كَصاحِبِ مُلكٍ عاقِدِ التاجِ
وَما رَأَينا صُروفَ الدَهرِ تارِكَةً / لَيثاً بِتَرجٍ وَلا ظَبياً بِفِرتاجِ
ما أَعدَلَ المَوتَ مِن آتٍ وَأَستَرَهُ / فَهَيِّجني فَإِني لَستُ مُهتاجِ
العَيشُ أَفقَرَ مِنّا كُلَّ ذاتِ غِناً / وَالمَوتُ أَغنى بِحَقٍّ كُلَّ مُحتاجِ
إِذا حَياةٌ عَلينالِلأَذى فَتَحَت / باباً مِنَ الشَرِّ لاقاهُ بِإِرتاجِ
كَأَنَّني راكِبُ اللُجَّ الَّذي عَصَفَت
كَأَنَّني راكِبُ اللُجَّ الَّذي عَصَفَت / رِياحُهُ فَهوَ في هَولٍ وَتَمويجِ
وَفي طِباعِكَ زَيغٌ وَالهِلالُ عَلى / سُمُوِّهِ حِلفُ تَقويسٍ وَتَعويجِ
فَزِن مِنَ الوَزنِ لَفظاً حينَ تُرسِلُه / وَزِن مِنَ الزَينِ إِعطاءً بِتَرويجِ
وَاِنظُر إِلى نَفسِكَ اللَومى بِمَنظَرِها / وَلَو غَدَوتَ أَخا مُلكٍ وَتَتويجِ
وَاِطلُب لِبِنتِكَ زَوجاً كَي يُراعيها / وَخَوِّفِ اِبنَكَ مِن نَسلٍ وَتَزويجِ
ما اليَسرُ كَالعُدمِ في الأَحكامِ بَل شَحَطَت / حالُ المَياسيرِ عَن حالِ المَحاوِجِ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ
أَلا إِنَّ الظِباءَ لَفي غُرورٍ / تُرَجّي الخُلدَ بَعدَ لُيوثِ تَرجِ
وَأَشرَفُ مَن تَرى في الأَرضِ قَدراً / يَعيشُ الدَهرَ عَبدَ فَمٍ وَفَرجِ
وَحُبُّ الأَنفُسِ الدُنِّيا غُرورٌ / أَقامَ الناسَ في هَرجٍ وَمَرجِ
وَإِنَّ العِزَّ في رُمحٍ وَتُرسٍ / لِأَظهَرُ مِنهُ في قَلَمٍ وَدَرجِ
وَما أَختارُ أَنّي المَلكُ يُجبى / إِلَيَّ المالُ مِن مَكسٍ وَخَرجِ
فَدَع إِلفَيكَ مِن عَرَبٍ وَعُجمٍ / إِلى حِلفَيكَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
سِراجُكَ في الدُجُنَّةِ عَينُ ضارٍ / وَإِلّا فَالكَواكِبُ خَيرُ سُرجِ
مَتّى كَشَّفتَ أَخلاقَ البَرايا / تَجِد ما شِئتَ مِن ظُلمٍ وَحِرجِ
ضَغائِنُ لَمّ تَزَل مِن قِبَلِ نوحٍ / عَلى ما هانَ مِن فِزرٍ وَعَرجِ
فَجَّرَت قَتلَ هابِلٍ أَخوهُ / وَأَلقَت بَينَ مُعتَزَلٍ وَمُرجي
وَخانَت وِدَّ لُقمانٍ لُقَيماً / لَيالِيَ حَرَّفَت سَمُراً بِشَرجِ
فَدارِ مَعيشَةً وَاِحمَل أَذاةً / لِمَن صاحَبتَ مِن حَوصٍ وَبُرجِ
فَإِنَّ الأُسدَ تَتبَعُها ذِئابٌ / وَغِربانٌ فَمِن عُوَرٍ وَعُرَجِ
مَسيرُكَ في البِلادِ أَقَلُّ رُزءاً / مَعَ الفِئَتَينِ مِن قُمَرٍ وَخُرجِ
وَكَم خَدَعَت هِزَبراً كانَ جَبراً / مِنَ الأَملاكِ ذاتُ حُلىً وَدَرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ
وَجَدتُ الناسَ في هَرجٍ وَمرجِ / غُواةٌ بَينَ مُعتَزِلٍ وَمُرجي
فَشَأنُ مُلوكِهِم وَنَزفٌ وَنَزفٌ / وَأَصحابُ الأُمورِ جُباةُ خَرجِ
وَهُمُّ زَعيمِهِم إِنهابُ مالٍ / حَرامِ النَهبِ أَو إِجلالُ فَرجِ
وَإِنَّ شَرّارَةً وَقَعَت بِوادٍ / لِتُحرِقَ وَحدَها سَمُراً بِشَرجِ
رُكوبُ النَعشِ أَسرَعُ لِاِبنِ دَهرٍ / يُريدُ الخَيرَ مِن قَتَبٍ وَسَرجِ
غَدا العُصفورُ لِلبازي أَميراً / وَأَصبَحَ ثَعلَباً ضِرغامُ تَرَجِ
أَفي الدُنِّيا لَحاها اللَهُ حَقٌّ / فَيُطلَبَ في حِنداسِها بِسُرجِ
أَنا لِصَرورَةِ في الحَياةِ مُقارِنٌ
أَنا لِصَرورَةِ في الحَياةِ مُقارِنٌ / ما زُلتُ أَسبَحُ في البِحارِ المُوَّجِ
وَصَرورَةٌ في شيمَتَينِ لِأَنَّني / مُذ كُنتُ لَم أَحجُج وَلَم أَتَزَوَّجِ
مِن مَذهَبي أَن لا أَشُدَّ بِفِضَّةٍ / قَدَحي وَلا أُصغي لِشَربِ مُعَوَّجِ
لَكِن أُقضي مُدَّتي بِتَقَنُّعٍ / يَغني وَأَفرَحُ بِاليَسيرِ الأَروَجِ
هَذا وَلَستُ أَوَدُّ أَنّي قائِمٌ / بِالمَلِكِ في ثَوبَي أَغَرَّ مُتَوَّجِ
وَصَلَ الهَجيرَ إِلى الهَجيرِ لَعَلَّهُ
وَصَلَ الهَجيرَ إِلى الهَجيرِ لَعَلَّهُ / في الخُلدِ يَظفَرُ بِالهَواءِ السَجسَجِ
سَلَبتُهُ بُردَ الوَردِ راحَةُ ميتَةٍ / غَصَبتَهُ حينَ كَسَتهُ بُردَ بَنفسَجِ
غَشّاهُ مُصفَرُّ الأَنامِلِ خافِياً / فَكَأَنَّهُ لِبَنانِهِ لَم يَنسُجِ
وَلّى وَخَلَّفَ عِرسَهُ وَبَناتِهِ / يَجنينَ أَطيَبَ مَطعَمٍ مِن عَوسَجِ
عَن لا عِجٍ باتوا بِرَملَةِ عالِجِ
عَن لا عِجٍ باتوا بِرَملَةِ عالِجِ / في رَبوَتَي عَودٍ كَظَهرِ الفالِجِ
في مُقفِرٍ تَنآهُ سَلمى مَدلَجٍ / مِن بَعدِ طَيَّتِهِ وَسَلما دالِجِ
مِثلَ الأَساوِرِ وَالدَمالِجِ في الطَوى / أَنِسوا ذَواتِ أَساوِرٍ وَدَمالِجِ
وَالأَرضُ قَد لَفَظَت حُشاشَةَ نورِها / فَدَجا الظَلامُ سِوى الوَميضِ الخالِجِ
فَزَعوا إِلى ذِكرِ المَليكِ وَحَسبُهُم / أُنساً بِذَلِكَ في الضَميرِ الوالِجِ
أَتُعوِجُ أَمَ لَيسَ المَشوقُ بِعائِجِ
أَتُعوِجُ أَمَ لَيسَ المَشوقُ بِعائِجِ / هاجَت وَساوِسُهُ لِبَرقٍ هائِجِ
سُبحانَ مَن بَرَأَ النُجومَ كَأَنَّها / دُرٌّ طَفا مِن فَوقِ بَحرٍ مائِجِ
لَو شاءَ رَبُّكَ صَيَّرَ الشَرطَينِ مِن / هَذي الكَواكِبِ عِندَ أَدنى ثائِجِ
وَالتاجُ تَقوى اللَهِ لا ما رَصَّعوا / لِيَكونَ زيناً لِلأَميرِ التائِجِ
إِن هاجَكِ البارِقُ فَإِهتاجي
إِن هاجَكِ البارِقُ فَإِهتاجي / لا يُمنَعُ الرِزقُ بِإِرتاجِ
أُصبِحُ في لَحدي عَلى وَحدَتي / لَستُ إِلى الدُنيا بِمُحتاجِ
ما أُسدُ خَفّانَ بِمَتروكَةٍ / فيها وَلا غِزلانُ فِرتاجِ
كَشفِيَ رَأسي وَاِفتِقاري بِها / خَيرٌ مِنَ التَمليكِ وَالتاجِ
أَطَعتُ في الأَيّامِ سَدّاجي
أَطَعتُ في الأَيّامِ سَدّاجي / وَسارَتِ الدُنيا بِأَحداجي
آلَيتُ ما أَدري وَلا عالَمي / مِن كَوكَبي في الحِندِسِ الداجي
لا بَسَطَ الخالِقُ في مُدَّتي / حَتّى يَرى الناظِرُ هَدّاجي
قَد ذُبِحَ الذارِعُ في ساحَةٍ / فَيا لَهُ مِن دَمِ أَوداجِ
يَسلُكُ مَحمودٌ وَأَمثالُهُ / طَريقَ خاقانَ وَكُنداجِ
حالِيَ حالُ اليائِسِ الراجي
حالِيَ حالُ اليائِسِ الراجي / وَإِنَّما أَرجِعُ أَدراجي
إِذا رَأَيتُ الخَيرَ في رَقدَتي / عَدَدتُها لَيلَةَ مِعراجي
إِن قُمتُ مِن وبرَةِ هَذا الثَرى / أُهدى إِلى خَضراءَ مِئراجِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى نِعمَةٍ / تُعقِبُ مِن ضَنكٍ وَإِحراجِ
لَو أَنَّني البِرجيسُ أَو جارُهُ / نَزَلتُ مِن أَرفَعَ أَبراجِ
ما أُمُّ سِرياحٍ إِذا ما غَدَت / مُوَرِّثَتي أَدمُعَ دَرّاجِ
يَنسى الفَتى الحَربِيُّ في قَبرِهِ / أَيّامَ إِلجامٍ وَإِسراجِ
وَخَوضَهُ في نَفَيانِ الوَغى / عَلى طُموحِ الطَرفِ هَرّاجِ
وَخَضبَهُ الأَبيَضَ مُستَأنِساً / بِأَسوَدٍ لِلهَولِ فَرّاجِ
يَفُضُّ ما أَذهَبَ مِن قَونَسٍ / بِزِئبَقٍ يَمتَدُّ رَجراجِ
أَشَلَّ أَو أَعرَجَ دَهرٌ عَدا / فَوارِساً عَن شَكِّ أَعراجِ
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً
وَصَفتُكَ فَإِبتَهَجتَ وَقُلتَ خَيراً / لِتُجزِيَني فَأَدرَكَني اِبتِهاجي
إِذا كانَ التَقارُضُ مِن مُحالٍ / فَأَحسَنُ مِن تَمادُحِنا التَهاجي
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً
إِذا أَثنى عَليَّ المَرءُ يَوماً / بِخَيرٍ لَيسَ فِيَّ فَذاكَ هاجِ
وَحَقِيَّ إِن أَساءَ بِما إِفتَراهُ / فَلُؤمٌ مِن غَريزَتِيَ اِبتِهاجي
غَدا الناسُ كُلُّهُمُ في أَذىً
غَدا الناسُ كُلُّهُمُ في أَذىً / فَزُجَّ حَياتَكَ فيمَن يُزَجّ
وَلا تَطلُبَنَّ اللُبابَ الصَريحَ / فَقَد سيطَ عالَمُنا وَاِمتَزَج
أَلَم تَرَ أَنَّ طَويلَ القَري / ضِ مِن مُتَقارِبِهِ وَالهَزَج
إِذا ما مَضى نَفَسٌ فَإِحسَبنَهُ
إِذا ما مَضى نَفَسٌ فَإِحسَبنَهُ / كَالخَيطِ مِن ثَوبِ عُمرٍ نَهَج
وَإِن هاجَكَ الدَهرُ فَاِصبِر لَهُ / وَعِش ذا وَقارٍ كَأَن لَم تُهَج
فَكَم جَمرَةٍ خَمَدَت فَاِنقَضَت / وَكانَ لَها مُنذُ حينٍ وَهَج
فَيا قائِدَ الجَيشِ خَفِّض عَلَيكَ / في غَيرِ حَظِّكَ يَعلو الرَهَج
زَمانٌ حَباكَ قَليلَ العَطاءِ / ما زالَ يُكثِرُ أَخذَ المُهَج
فَلا تودِ أَنفُسَنا حَسبُنا / قَضاءٌ لَهُ بِأَذانا لَهَج
أَعِن باكِياً لَجَّ في حِزنِهِ / وَسَل ضاحِكَ القَومِ مِمَّ اِبتَهَج
وَعالَمُنا المُنتَهي كَالصَبيِّ / قيلَ لَهُ في اِبتِداءٍ تَهَجّ
يُشَجُّ بَنو آدَمٍ بِالصُخورِ
يُشَجُّ بَنو آدَمٍ بِالصُخورِ / وَإِنَّ المُدامَ بِماءٍ تُشَجّ
فَما نَزَلَ اليُمنُ في شَربِها / وَلا في وِعاءِ سُلافٍ نَشَج
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي
ألم يَبْلُغْكَ فَتْكي بالمَواضي / وسُخْري بالأسِنّةِ والزُّجاجِ
وأنّي لا يُغَيِّرُ لي قَتيراً / خِضابٌ كالمُدامِ بلا مِزاجِ
مَنَعْتُ الشّيْبَ مِن كَتَمِ التراقي / ولم أمْنَعْهُ مِنْ خِطْرِ العَجاج
فهل حُدّثْتَ بالحِرْباءِ يُلْقي / برأسِ العَيْرِ مُوضِحَةَ الشِّجاج
تَصيحُ ثَعالِبُ المُرّانِ كَرْباً / صِياحَ الطّيرِ تَطْرَبُ لابْتِهاج
غَديرٌ نَقّتِ الخُرْصانُ فيه / نَقيقَ عَلاجِمٍ واللّيلُ داج
أضَاةٌ لا يَزالُ الزَّغْفُ منها / كفِيلاً بالإضاءَةِ في الدّياجي
حَرامٌ أنْ يُرَاقَ نَجيعُ قِرْنٍ / يجُوبُ النَّقْعَ وهْوَ إليّ لاجي
يُقَضِّبُ عنه أمْرَاسَ المَنَايا / لِباسٌ مِثْلُ أغْراسِ النِّتاج
تَعَوَّذَ بي حَليفُ التاجِ قِدْماً / وفارِسُ لم تَهُمّ بعَقْدِ تاج
شَهِدْتُ الحرْبَ قبلَ ابْنَيْ بَغِيضٍ / وكُنْتُ زَمانَ صَحْراءِ النِّباجِ
فلا يُطْمِعْكَ في الغَمَراتِ وِرْدي / فإنّي رَبّةُ المُرّ الأُجاج
فإنْ تَرْكُدْ بغِمْدِكَ لا تَخَفْني / وإنْ تَهْجُمْ علَيّ فغَيْرُ ناج
متى تَرُمِ السّلوكَ بيَ الرّزايا / تَجِدْ قَضّاءَ مُبْهَمَةَ الرِّتاج
يَرُدّ حديدَكَ الهِنْديَّ سَرْدي / رُفاتاً كالحَطيمِ مِن الزُّجاج
تُناجِيني إذا اختَلَفَ العَوالي / أتَدري وَيْبَ غيرِكَ مَن تُناجي
كأنّ كُعُوبَها مُتَنَاثِراتٍ / نَوَى قَسْبٍ تُرَضَّخُ للنّواجي
مُمَوَّهَةٌ كأنّ بها ارتِعاشاً / لفَرْطِ السّنّ أو داءِ اختِلاج
تَضَيَّفُني الذّوابِلُ مُكْرَهاتٍ / فتَرْحَلُ ما أُذيقَتْ مِن لَماج
تَفِيء غُرُوبُهُنّ الزُّرْقُ عنّي / بلا كَرْبٍ يُعَدّ ولا عُناج
فلو كان المُثَقَّفُ جُمْلَةَ اسْمٍ / أبى التّرخيمَ صارَ حُروفَ هاج
كنَجْمِ الرَّجْمِ صُكّ به مَريدٌ / فأبْدَعَ في انجِذامٍ وانعِراج
كبَيْتِ الشِّعْرِ قَطَّعَهُ لِوَزْنٍ / هَجينُ الطَّبْعِ فهْوَ بلا انتِساج
إذا ما السّهْمُ حاوَلَ فيّ نَهْجاً / فإنّي عنه ضَيِّقَةُ الفِجاج
وهل تَعْشُو النّبالُ إلى ضِياءٍ / ثَنَى السّمْراءَ مُطْفَأَةَ السّراج
يَهُونُ علَيّ والحِدْثانُ طاغٍ / أتُنْذِرُني الفوارِسُ أم تُفاجي
فلو طُعِنَ الفتى بأشَدّ غُصْنٍ / حَنَاهُ أشَدُّ حِصْنٍ في الهِياج
أخالَتْني ظِماءُ الخَطّ لُجّاً / فألْفَتْ رُكْنَ شابَةَ في اللَّجاج
وليسَ لكَرّ يوْمِ الشّرّ نافٍ / سِوى كَرٍّ من الأدْراعِ ساج
مِن الماذِيّ كالآذِيّ أرْدَى / عَواسِلَ غيرَ طَيّبَةِ المُجاج
وكانَ العارُ مِثْلَ الحتْفِ يأتي / على نَأْيِ المَنازِلِ والخِلاج
فإنّ بَني نُوَيْرَةَ أدرَكَتْهُمْ / مَسَبّتُهُمْ بعَبْدِ أبي سُواج

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025