القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 42
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات / وَلِبَادِي ثَبَاتِهِ وَثَبَات
حرف سر سرى بلا سريان / في المعاني جمع له وشتاتُ
هو هذا هذا وهذا وهذا / تتسامى آياتُهُ البيناتُ
وهو أمر محقق في أمور / كشخوصٍ تُريكَها المرآةُ
أخذت ظاهراً وأعطت خفياً / فسكارى شهودها وصحاةُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ / فهي الذوات ثلاث المستعزاتُ
كما الصفات ثلاث في مراتبها / غيب وغيب وغيب فهي غيباتُ
وبالوراثة يبدو ما أقول لكم / يا معشر القوم والورّاث أمواتُ
قامت قيامة أهلي في معارفهم / واللموازين بالأعمال وزنات
هي الستارة تخفي ما به ظهرت / وتظهر الأمر حيث النفي إثبات
لاح الصباح فبيت الله حضرته / والطائفون لهم بالبيت حضرات
وزمزم القرب منه القوم قد شربوا / وفيه دارت على الأكوان كاسات
لهب النار في الفتيلة كالرو
لهب النار في الفتيلة كالرو / ح لدى الجسم والغذا كالزيت
والذي يحرق الفتيلة منها / في لهيب كالنفس ذات الصيت
إن أزالوه أشرق النور حساً / فأضاءت به جهات البيت
وإذا أهملوه زاد سواداً / وعلا النور ظلمة التفويت
فاعتبر أيها المريد وصولاً / لجناب المحيي لنا والمميت
دللناك يا من أنت ذمي ديننا
دللناك يا من أنت ذمي ديننا / فلا تتحير واستمع لمقالتي
نعم قد قضى ربي بكفرك عندنا / ولم يرضه لكن قضى بالإرادة
كقاض بقصد قد قضى بجناية / عليك ولا يرضى بتلك الجناية
فإن قبيح الفعل لم يرض عاقل / به والقضا حق شريف المزية
وما فعل القاضي قبيحاً وإنما / فعلت قبيحاً أنت بين البرية
فألزمك الرحمن أن ترض بالقضا / ولا ترض بالمقتضيِّ فافهم طريقتي
فإن كان خيراً ما قضى كان راضياً / وإن كان شراً ليس يرضى بشرة
قضى بضلال فيك وهو يضل من / يشاء ويهدي من يشاء لحكمة
فكن بالقضا من ربك الحق راضياً / ولا ترض بالمقضيِّ أي بالشقاوة
وقد شاء ربي أن تشاء لما يشا / فإن شئت عصياناً عصيت بجهلة
وما أنت مجبور وربك خالق / لك الإختيار المحض من غير مرية
وحيث اختيار فيك خلقة ربنا / كباقي صفات مثل حول وقوة
فإنك مختار ولا جبر هاهنا / وكلفك المولى بأنواع كلفة
وما الشرط في المخلوق يقدر أنه / يخالف حكم الخالق المتثبت
فكن راضياً بالله رباً وبالنبي / نبياً وبالدين الحنيفي ملتي
تكن مسلماً مثلي ومثل معاشري / وتلحق بنا أهل الكمال الأئمة
وإلا فدم في الكفر والشرك والردى / تؤدي الخراج الحتم من بعد جزية
حقيراً ذليلاً إن أبيت تخطفت / حشاك حداد السمر والمشرفية
وهذا جوابي أحمد الله بعده / وأهدي إلى المختار أسنى تحية
وقد قاله عبد الغني بربه / تبارك لا بالنفس تلك الفقيرة
ورضوان ربي جل عن آل أحمد / وأصحابه جمعاً وبالخير تمت
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها /
لحجرة المصطفى شوقا يخاللها /
قد جاء هائم ناداها يسائلها /
في حالة البعد روحي كنت أرسلها / تقبّل الأرض عني وهي نائبتي
لواعج الشوق في أحشائه استعرت /
والقلب يرعد والأجفان قد مطرت /
يا طالما عين قلبي وجهك انتظرت /
وهذه دولة الأشباح قد حضرت / فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
خلوة القبر أشرف الخلوات
خلوة القبر أشرف الخلوات / بلقاء الحبيب في الجلوات
خلوة القبر للتجرد عما / يشغل الروح عن إتم الصفات
خلوة القبر لذةٌ ونعيمٌ / لسعيد قد ذاق سرَّ الممات
خلوة القبر راحةٌ وسرور / ودخول في أشرف الجنات
حضرة تجمع المتيم فيها / أي جمع في أكمل الحالات
فهي لولا أتى لنا النهي عنها / بالتمني لها لكانت نجاتي
هي سعد لكل عبد سعيد / يترقى بها علا الدرجات
وهي سجن لكل عبد شقي / يتدلى بها إلى الدركات
ليس والله من يمت فهو ميت / إنما الموت موت هذي الحياة
كل من قام في الحياة بنفس / قام بالوهم والأسى والشتات
والذي قام بالإله فحي / بحياة الإله في الأوقات
ترك الجسم والكثائف عنه / طاهراً من خبائث الأدوات
خالعاً ما كسته منه طباع / لابساً للملابس الطاهرات
حركات سكناتُ
حركات سكناتُ / كلها تجدداتُ
ظهرت عن أمر ربي / فَسَرَتْ فيها الحياة
إنها خلق وأمر / وصفات وذوات
ووجود خالص قد / لونته الفانيات
مثل لمح البصر الكل / ل وهن الكائنات
أي هذا الحجر الجا / مد والأرض الموات
قم تجدد واكشف الأم / ر لتأتيك الهبات
وانظر البرق لموعاً / ماله عنك فوات
إنه أنت إذا كا / ن له منك التفات
كل شيء غير وجه ال / له فان ورفات
وهي لولاها لما كا / ن له قط ثبات
فوجود الكون قول ال / له كن هم كلمات
فهي كن لا غيرها قا / م بها القوم الثقات
يعبدون الله سراً / وجهاراً ثم ماتوا
إن عرفتم غير هذا ال / حق يا قوم فهاتوا
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي /
أقلب قلبي في الهموم الشديدة /
أقول مدى صوتي لتفريج كربتي /
إلهي بتقديس النفوس الزكية / وتجريدها عن عالم البشرية
لعفوك أرجو عن ذنوب تضرنا /
ومن أنت يا مولى الموالي ومن أنا /
حقير ذليل كم أنادي لمن دنا /
أزل عن فؤادي ما ألاقي من العنا / فإني قليل الصبر عند البلية
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ / فشاهدت أسماءها والصفاتْ
ولما تجلت عدمنا الذوات / وقلنا هي الغيب والغيب فات
ألا فالتفت يا مدير الكؤوس / ولا تنسني قد أطلت الجلوس
أقمني لأشهد وجه العروس / وهات اسقني فضلة الكأس هات
حبيبي سطا بالعيون الحسان / علينا فناديت منها الأمان
وأهديت مني له كل آن / سلاماً سلاماً وأوفى صلات
كذا آله والصحاب الكرام / ذوو المجد مَن فضلهم لا يرام
بهم نال عبد الغني المقام / ونال الرسوخ بهم والثبات
تأمل فما فات شيء أتى
تأمل فما فات شيء أتى / ولا يعرف الأمر إلا الفتى
شربت الوجود ولم أرتوي / من الحب يا ليت شعري متى
متى أرتوي منه وهو الذي / نفاني ولكنه أثبتا
فأثبتني فيه من غير أن / أرى لي وجوداً سواه أتى
فويلاه ويلاه مني ومن / تدليه لما دنا ملفتا
ألا يا لقومي قفوا هاهنا / فإن له صارماً مصلتا
خذوا من تعاريف آياته / به لا بكم واقصدوا المثبتا
محب حبيب لذات له / إذا ما تجلى لنا أبهتا
بعيني عمىً عن سوى وجهه / وأذناي عن غيره صمتا
هو الحق يبدو ويخفى ومن / أراد اجتماعا به شتتا
وما الجمع إلا به والذي / تعدى فعن أمره قد عتا
هي هذه الحركات والسكناتُ
هي هذه الحركات والسكناتُ / يأتي بها الفلك الذي هو ذاتُ
كرة تدور على تحقق علمها / بالله كشفاً والعقول صفات
هي وحدة في كثرة هي كثرةٌ / في وحدة تتلى بها الآيات
وحقيقة فيها الحقائق كلها / أضدادها جمعٌ بها وشتات
قلم إلهي ولوح لم يزل / بالخلق فيه المحو والإثبات
تفنى بأجمعها وترجع عمرها / مائة مكملة هي السنوات
كالطفل تنشأ بالخلائق جملة / وتعود نسخاً فيه تغليظات
وشبابها مثل الشباب فرونق / غض وأيام بها شهوات
لا تنكروا تقديمها الصبيان وال / تأخير للأشياخ وهي فتاة
حتى إذا كهلت رأيت كهولها / تحيى وصبيان الحمى أموات
وإذا بنا شاخت فإن شيوخنا / تعلو وتظهر والكهول رفات
أبدا كذلك كلما كانت لها / مائة السنين فإنها النشآت
هي نشأة من بعد أخرى مثلها / حتى تتم أولئك الحركات
ويعود أمر الغيب للبدء الذي / عنه بدا وتسرمد الحالات
لتحققوا بمقالنا وتبينوا / تجدوا الشموس وتكشف الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات / فحضرنا منه كل الحضرات
وانقضى الموت به والسكرات / وفنينا في بقاء اللمحات
يا شخوصاً كسراب ظهرت / لغرور العقل حتى بهرت
طلعة الحق علينا اشتهرت / وعجيب كيف تبقى الغفلات
أيها الظاهر بي خلف حجاب / كل من يدعوك بالأسما يجاب
أمرك الحق هو الأمر العجاب / وهو كالبرق ونحن اللمعات
هذه روحي وهذا جسدي / ليس شيء منهما طوع يدي
وهما عندك يا ذا المدد / من قبيل الظل تحت الشجرات
وعلى طه صلاتي والسلام / وجميع الآل والصحب الكرام
ما رأى عبد الغني نور المقام / فتلاشى في رفيع الدرجات
إن آل النبي في كل عصر
إن آل النبي في كل عصر / من زمان مضى وما هو آت
شمس فضل بها القلوب أضاءت / فرأينا الأعمال بالنيات
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت / حتى أجبنا التي أسرارها ناجت
قولي لمن نفسه في عشقها راجت / بع ههنا النفس أسواق الهوى راجت
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي / وهو الوجود تجلّى بالخيالات
لما عشقني تصورني بإثبات / فصرت فيه كشكل في المراآت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت / ما حرمت أظهرت فيها وما حلت
وذاته الأصل في الأكوان ما حلت / وإنما كل أمر في الورى حلت
توبة النفس في الهوى أن تموتا
توبة النفس في الهوى أن تموتا / فتنال المنى وتدرك قوتا
تخذتها مليحة الكون ستراً / مسدلاً عند غيرها ممقوتا
تتجلى بها الغيوب عليها / فتنير اللاهوت والناسوتا
تظهر الذات خلفها بصفات / هي كانت صفاتها والنعوتا
تاه قوم فحاولوا الكشف عنها / بقواها فأثبتوها ثبوتا
تبعوا العقل فاختفى السر لما / أبدلوا من داودها جالوتا
تلك لو حاولوا الفنا وجدوها / شبحاً في ظهورها منحوتا
تمرة قد طابت وماء طهور / لا يشمون مسكها المفتوتا
تبهر العقل إن أميطت فزالت / عن سنا وجهها الذي لن يفوتا
تبت العصبة التي جهلتها / فأرتهم بسحرها هاروتا
شرَّف ناسوتي بلاهوتِهِ
شرَّف ناسوتي بلاهوتِهِ / من جل عن نعتي ومنعوتِهِ
محجب خلف سجوف الورى / صدى الفتى ينبيك عن صوته
عنه به الأفكار مشغولة / تحصيلها دل على فوته
وكل من قد مات في حبه / أدرك ما يرجوه في موته
للزاي في شأن الخلافة زينة
للزاي في شأن الخلافة زينة / زالت بها في العين تقديراتها
فهي النبوة لا ولا ونعم نعم / والذات قد سترت بحكم صفاتها
زبر الكتاب حروفه ومرادهم / معنى الحروف بسر تركيباتها
ولنور هذا الحرف أفلاك بها / تجري كواكبه على حركاتها
وهو الذي ثبتت به صور الملا / حسب الذي قبلت بكيفياتها
أنا عبد الغني أي عبد ذات ال
أنا عبد الغني أي عبد ذات ال / لَه من حيث ما علا من صفاته
حكم أن الله استمع لغني / أي عن العالمين يعني بذاته
حيث في العالمين أي كل نوع / من سوى ذاته كمصنوعاته
دخلت جملة الصفات بوجه / دون وجه كالوجه في مرآته
وإذا كنت هكذا فتأمل / من أنا يا أنا أسير أداته
إنما الله اسم ذات بجمع / لجميع الأسماء نقل رواته
فهما مثل واحد أحد في / صحة الحمل بعد تحقيقاته

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025