المجموع : 29
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ / فَبَغيضُها لَكَ بَيِّنٌ وَحَبيبُها
وَإِذا تَلاحَظَتِ العُيونُ تَفاوَضَت / وَتَحَدَّثَت عَمّا تُجنُّ قُلوبُها
يَنطِقنَ وَالأَفواهُ صامِتَةٌ فَما / يَخفى عَلَيكَ بَرَيئُها وَمُريبُها
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ / وَرَدَّ ذَوي الحاجاتِ دونَ حجابِهِ
ظَنَنتُ بِهِ إِحدى ثَلاثَ وَرُبَّما / نَزَعتُ بِظَنّ واقِع بِصَوابِهِ
فَقُلتُ بِهِ مَسٌّ مِنَ العيِّ ظاهِر / فَفي إِذنِهِ لِلناسِ إِظهارُ ما بِهِ
فَإِن لَم يَكُن عيُّ اللِسانِ فَغالِب / مِنَ البُخلِ يَحمي مالَهُ عَن طِلابِهِ
فَإِن لَم يَكُن هَذا وَلا ذا فَريبَةٌ / يُصِرُّ عَلَيها عِندَ إِغلاقِ بابِهِ
عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ الن
عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ الن / نارِ وَمِن نَومِهِ عَلى هربِه
وَالَّذي يَطلُبُ السَبيلَ إِلى الجَنَّة / أَنّى يَنامُ عَن طَلَبِهِ
وَكَم جَهولٌ قَد نالَ بُغيَتَه / وَمِن أَديبٍ أَكدى عَلى أَدَبِه
وَرُبَّ باكٍ فَواتَ حاجَتِه / وَفي الفَواتِ النَجاةُ مِن عَطَبِه
لا تَسهُ عَن أَدَبِ الصَغي
لا تَسهُ عَن أَدَبِ الصَغي / رِ وَإِن بَكى أَلمَ التَعَب
وَدَعِ الكَبيرَ لِشَأنِهِ / كَبِرَ الكَبيرُ عَنِ الأَدَب
حَتّى مَتى وَإِلى مَتى / هَذا التَمادي في اللَعِب
لا تَستَفيقُ وَلا تُفي / قُ وَلا تَمَلُّ مِنَ الطَلَب
وَالرِزقُ لَو لَم تَأَتِهِ / لأَتاكَ عَفواً مِن كَثَب
إِن نِمتَ عِنهُ لَم يَنَم / حَتّى يُحَرِّكَهُ السَبَب
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى
أَلا لا مَرحَباً بِفراقِ لَيلى / وَلا بِالشَيبِ إِذ طَرَدَ الشَبابا
شَبابٌ بانَ مَحموداً وَشَيبٌ / ذَميمٌ لَم نَجِد لَهُما اِصطِحابا
فَما مِنكَ الشَبابُ وَلَستَ مِنهُ / إِذا سَأَلَتكَ لِحيَتُكَ الخِضابا
وَما يَرجو الكَبيرُ مِنَ الغَواني / إِذا ذَهَبَت شَبيبَتُهُ وَشابا
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما / عَيناكَ حَتّى يُؤذِنا بِذَهابِ
لَم يَبلُغا المِعشارَ مِن حَقَّيهِما / فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا / قِلُ إِلّا وَفيهِ شَيءٌ يُريبُه
فَأَخو العَقلِ مُمسِكٌ يَتَوَقّى / وَيَخافُ الدُخولَ فيما يَعيبُه
وَأَخو الجَهلِ لا يُقَدِّرُ في الأَم / رِ وَإِن أَشكَلَت عَلَيهِ ضُروبُه
راكِبٌ رَدعَهُ كَحاطِبِ لَيلٍ / يُخطِئُ الأَمرَ كُلَّهُ أَو يُصيبُه
تَتَأَتّى لَهُ الأُمورُ عَلى الجَه / لِ إِذا ما أَرادَها وَتُجيبُه
وَأَخو العَقلِ بَعد يَنتَتِجُ الرَأ / يَ فَيَرضى وَمَرَّةً يَستَريبُه
وَإِذا صَيَّرَ البَعيدَ قَريباً / عادَ فيهِ فَاِزدادَ بُعداً قَريبُه
فَهوَ الدَهرَ شاخِصُ القَلبِ فِكراً / ما تَقَضّى هُمومُهُ وَكُروبُه
تَحَرَّ مِنَ الطُرقِ أَوساطَها
تَحَرَّ مِنَ الطُرقِ أَوساطَها / وَعَدِّ عَنِ الجانِبِ المُشتَبِه
وَسَمعَكَ صُن عَن سَماعِ القَبيحِ / كَصَونِ اللِسانِ عَنِ النُطقِ بِه
فَإِنَّكَ عِندَ اِستِماعِ القَبيحِ / شَريكٌ لِقائِلِهِ فَاِنتَبِه
فَكَم أَزعَجَ الحِرصُ مِن طالِبٍ / فَوافى المَنِيَّةَ في مَطلَبِه
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ / فَكُلُّهُمُ يَصيرُ إِلى ذهابِ
أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ أَقسى / أَبَيتَ فَما تَحيفُ وَما تُحابي
كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى مَشيبي / كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي