المجموع : 28
يا إلهي تجاوُزاً عن ذُنوبي
يا إلهي تجاوُزاً عن ذُنوبي / فَلَقَدْ سوَّرَتْ بَياضَ مشيبي
غافرَ الذَّنبِ قابلَ التّوبِ كُنْ لي / عندَ ظَنّي فأنتَ خيرُ مُجيبِ
يَعى غير ما قُلنا ويكتبُ غيرَ ما
يَعى غير ما قُلنا ويكتبُ غيرَ ما / وَعَى وَهَو يقرا غيرَ ما هُوَ يكتُبُ
وَلَقَدْ رَكبت منَ الحميرِ مكمّداً
وَلَقَدْ رَكبت منَ الحميرِ مكمّداً / مَكراً بطيّاَ للحرانِ مصاحبا
رِجلايَ في جَنْبَيْهِ منذُ رَكبتُهُ / لَنْ يَفْتَرا فَغَدَوتُ أمشي راكبا
عَجبتُ وشان الحب غير عجبِ / إذا ماتَ بالأشواقِ كلُّ غريبِ
تَباعَدتِ الأجسامَ منا وإنَسنا / لنا جامعٌ منْ رَويةٍ وقلوبِ
لَنا كل يومِ منزلٌ تُربةُ النوى / وَقُرب خَليلٍ وَهْوَ غيرُ قريَبِ
أُفارقُ خلاً بعدَ خلٍّ كأنّني / أُفارقُ نجلي أَو أَخي وَنَسيبي
كأنيَ من كلِّ البلادِ فَمَدْمَعي / علَى كل بادٍ أَو فراقِ حبيب
على أَنّني لولا اغترابي لم أَطبْ / وما عاقلٌ في بَلدةٍ بغريبِ
تَعَلّمتُ أَخلاقَ هذي الكلابِ
تَعَلّمتُ أَخلاقَ هذي الكلابِ / وَمَنْ لي بأمثالَها من صحابي
وَفاءٌ وَصَبْرٌ وَحفْظُ الذمامِ / وذبُّ عنِ الخَيْلِ عندَ الضرابِ
وَتَسهَرُ إنْ نمتُ في قَفْرَةٍ / وتحفَظُني من ضواري الذِّئابِ
كِلابٌ وَلكنها فُضِّلَتْ / على بَعضِ قومِ مَشوا في الثِّيابِ
لي عَدُوُّ يقومُ منِّي بلا رِجلٍ
لي عَدُوُّ يقومُ منِّي بلا رِجلٍ / مَقامَ المحيِّرِ المرتابِ
باكياً كالمصابِ أبكي عَليْهِ / وعناء صلاحٌ عَقْلِ المصابِ
كل يومٍ أنكيهِ جلداً إلى أنْ / قد غدا قائماً بغيرِ إهابِ
جَلدْهُ هَيْنٌ ولا أجلدُ الحد / د على تِلكُمُ الأمورِ الصّعابِ
فَلَمّا بِتُّ لفي السماعاتِ إلا
فَلَمّا بِتُّ لفي السماعاتِ إلا / لَقَبوني باللاّئطِ الدَّبّابِ
وَلَعمري قد كنتُ أقتَحمُ الدَّب / بَ وآلاتُهُ معي في جِرابِ
مثل دَرْجِ وإبرةٍ وخيوطٍ / وعقيدٍ وَبَيْضةٍ وتُرابِ
خَيالُنا هذا لأهلِ الرُّتَبْ
خَيالُنا هذا لأهلِ الرُّتَبْ / والفَضْلُ والبذلُ لأهلِ الأدبْ
حوى فُنونَ الجدِّ والهزلِ في / أَحسنِ سمط وأتى بالعَجَبْ
فانظُره يا مَنْ فَهمه ثاقِبٌ / ففيه للِعرفانِ أَدنى سَبَبْ
إذ قامَ فيهِ ناطِقٌ واحدٌ / عنْ كلِّ شَخصٍ ناظرٍ واحتَجَبْ
تَرْجَمْتُه طيفَ الخيالِ الذي / حكى هِلالاً طالعاً بالحدَبْ
مذاهبُ الفضلِ بهِ حُجّةُ / فَنَطَقوهُ سادتي بالذَّهَبْ
إلهِيَ أنتَ السّميع القريبْ
إلهِيَ أنتَ السّميع القريبْ /
وأنتَ إلى كلِّ داعٍ مجيبْ /
سألتُكَ بالمصطفى تَوْبةً /
فإني عبدٌ شكورٌ مُنيبْ /
وإنِّي وَمَجدي وشأني وَفَنّيْ /
غَريبٌ غريبٌ غريبٌ غريبْ /