القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 34
يا حُسْنَها سَوْسَناتٍ أطْلعتْ عَجَبا
يا حُسْنَها سَوْسَناتٍ أطْلعتْ عَجَبا / مَداهِناً مِن لُجَيْنٍ تخْبأُ الذّهَبا
لمّا سَقاها الحَيا ما شاء مُنْبِتُها / لم تَعْدُ أنْ مزّقَتْ أثْوَابَها طرَبا
تَحِيّةُ اللّهِ عَلى مَعْشَرٍ
تَحِيّةُ اللّهِ عَلى مَعْشَرٍ / ودّعْتَهُم توديع شَرْخ الشّبابْ
كانوا وكُنَّا زَمَناً وانْطوى / ما بَيْننا مثل انطِواء الكِتابْ
إنْ أنْصَفوني لم أسَلْهُم سِوى / أنْ يَجعَلوا العُتبى مكان العِتابْ
لَم يَبْقَ رَسْمٌ للأدَبْ
لَم يَبْقَ رَسْمٌ للأدَبْ / أودَى ضَياعاً وَذَهَبْ
أوْفَدْتُه فَلَم يُفِدْ / مِنْ فِضّةٍ ولا ذَهَبْ
أحِنُّ لأرْبابِ المَعارفِ بالتُّرْبِ
أحِنُّ لأرْبابِ المَعارفِ بالتُّرْبِ / وأرْجو بِهِم شَفْعَ الصّنيعَة بالرّب
مكانَ اعتمادِي واعتدادِي جَعلتهم / وتُدَّخَر الأعلاقُ للحِقَبِ الشُّهْب
وَهل دَرَكٌ في أن تَقَربْتُ مِنهم / بأسْنَى أناسٍ أحرَزوا دَرَكَ القُرْب
تَلَقّوا جنى القُرآن غُضّاً عنِ الذي / أتَى خاتِماً للرُّسل في خاتم الكُتب
أطوف بِناديهِم رَجَاءَ نَداهُم / كذاكَ انتظامُ الطّير في مَنثَر الحَب
هُم القوْمُ لا يَشْقى جَليسُهُمُ بِهم / وَحسْبِيَ أن يَغْشَى مَجالِسَهُم قَلبِي
نضِيتُ لإخْلاصي لَهُم وتَخلّصي / بإرْشادِهِم مِنْ حَيْرةِ الرّفْض والنّصْب
وَيا بِأبي المُخْتَارُ من سرِّ هاشِم / ومَنصِبُه المُختارُ من صَفوَةِ العُرْب
مُحَمَّدٌ المَنصورُ بِالرُّعبِ وَالصّبا / فَبَيْنَ الصَّبا طاحَتْ أعاديهِ والرُّعب
رَوَى أنَسٌ ما فيه أنْسٌ مُجدّدٌ / لِمْستَوحِشٍ من فادحِ الوِزْر والذَنب
فَأتْبَعْتُ حُبَّ اللّهِ حُبّ رَسولِهِ / ولَيسَ مَتابُ الواصِلين سِوى الحُب
حَسْبُ التّقْريظِ حُلاك وما
حَسْبُ التّقْريظِ حُلاك وما / هِي إلا السؤدَدُ والحَسَبُ
بَأسٌ لا يَغْلِبُه بَطَلٌ / وَنَدىً لا يَبْرَحُه طَلَبُ
نُخَبٌ عَيَّ البُلَغاءُ بها / عَجزاً ومآخِذُهم نُخَبُ
وإذا وَصَفَتْها الآي فَما / تَصِفُ الأشْعارُ والخُطَبُ
عَن عَبْد الوَاحِد أحْرَزَها / يَحيى لِلنّجْل ابْنٌ وأبُ
في جُمْجُمَة عُليْا وَرَحىً / عُمَرُ الفاروقُ لَها قُطُبُ
بَيْتٌ في الترْبِ رَسا وَتَداً / وَعَلى الأفْلاكِ لَه طُنُبُ
بُشرى هي في وَجْهِ الدُّنيا / بِشْرٌ وَبِمَبْسَمِهَا شَنَبُ
طَلَعَتْ للعادةِ خَارقَةً / فارْقُبْ أعداءَك قَد غَربوا
حَسبوا الهَيجاءَ كَما ألِفوا / فأتَاهُم ما لا يُحْتَسَبُ
صَدَقوا زَحْفاً لَكنّهُم / خُذِلوا فكأنّهُم كُذُبُ
حتّى الرّاياتُ يُخامِرُها / لِفُتوحِكَ إذ نُسِقَتْ طَرَبُ
تَسْتَعْذبُ مُرّ الحَرْب بِها / فَلِذلكَ ما تَهْفو العَرَبُ
حَسَدَتْها البيضُ تجلّيها / حُمْراً فغدتْ لك تختضِبُ
عِشْنا لِمَوت إمامِنا
عِشْنا لِمَوت إمامِنا / أيْن الوفاءُ لقَد ذَهَبْ
ما بالُنا لم نَفْدِهِ / ونُفُوسُنا مِمّا وَهَبْ
للّهِ نَهْرٌ كالْحُباب
للّهِ نَهْرٌ كالْحُباب / تَرْقيشُه سامي الحَبابِ
يصفُ السّماء صفاؤه / فحصاهُ ليسَ بذِي احتِجابِ
وَكأنّما هُو رقّةً / من خَالِص الوَرق المُذابِ
غَازَلْتُ في شَطّيْهِ أبْ / كارَ المُنى عَصْر الشَبابِ
والظلّ يَبْدو فَوْقَه / كالخالِ في خدِّ الكَعابِ
لا بَل أدارَ عليهِ خَو / فَ الشَّمسِ منه كالنِّقابِ
مِثل المَجرّة جرَّ في / ها ذَيْلَه جوْنُ السَحابِ
أبى الحَسَن إلا أنْ تَعِزّ وَتَغْلِبا
أبى الحَسَن إلا أنْ تَعِزّ وَتَغْلِبا / عَقيلَةُ هذا الحيّ من سِرِّ تَغْلبا
فكيفَ بِفَوْزٍ منْ رَبيبَة فازَة / مَسابِحُها بَيْن الأباطحِ وَالربى
تُظَلّلها خُضْر القَنابِل والقنا / وتَكْلؤُها زُرْقُ الأسِنّة وَالظُّبى
مِن البيضِ حمْراءُ المَطارفِ والحُلى / إذا طَلَعتْ حُلّتْ لطلعَتها الحُبى
تُصَادِر عَما في الصُّدورِ عِصابَة / همُ عَصَبوا قتْلى الصَّبابَة والصِّبا
فتاة يَفوت الوصفُ مُعْجب حُسنِها / فَلا غَرْو أن تُزْهى دَلالاً وتُعْجَبا
أُراعُ لِذِكْراها فأُرْعَدُ خيفَةً / كَما زَعْزَعَتْ غُصْناً بهَبَّتِها الصّبا
وَأبْتاعُ بِالْمَحيْا وناهيكَ صَفقَةً / مُوَفّقَةً ذاك المُحيّا المُحَجّبا
ورُبّ يَدٍ بَيْضَاءَ عِندِي لِلَيْلَةٍ / تَحَمّلتُ فيها الهجْر حوْلاً مُحَسّبا
تَراءَت لَنا وَهْناً إِزاء خَريدَةٍ / تُسايِرُها كالْبَدْرِ قارَنَ كَوْكَبا
وجَازَتْ بِنا مذْعورةً من شِعارِنا / كجَازية بالرّمْلِ تَتْبَعُ رَبْرَبا
وما علِمَتْ أنّا قنائِصُ لَحْظِها / ورُبّ مَهاةٍ تقْنِصُ اللّيث أغْلَبا
فقُلتُ لِصَحبي واثِقاً بحِفاظِهم / بقُرْبِي التَصابي لا تَريمُوهُ مَرْقَبا
وَأقْبَلْتُ أسْتَقري خُطاها مقَبِّلا / مَجَرّاً لِمَوْشِيِّ البُرودِ ومَسْحَبا
وقَد جَعَلَتْ تَشتدُّ نحوَ خِبائها / لِتَخْبَأ نوراً مذْ تلألأَ ما خبَا
كَما أوْمأَتْ بالكفّ أن كُفَّ وانكَفأ / فَسُمْرُ شَباب الحَيِّ ما ضِيةُ الشّبا
فَأبْتُ وقد قَضّيتُ بعْضَ مَآربي / وإن كنتُ من نجوايَ لم أقْضِ مَأْرَبا
إلى اللّهِ أشكو العيرَ لا بل حَداتَها / فَلوْلا هُمُ لم أمتطِ الشوْقَ مَركَبا
ولا استَعذب القلبُ المُعذَّبُ حَتْفَه / وحسبُك تَعذيباً يَرى الحَتْف أعذَبا
بَكَيْتُ عَلى تلك الحَقائبِ حِقبَةً / وحُقَّ لِعَيني أن تَسُحّ وتَسْكُبا
نِزاعاً لِخَوْدٍ أشرِبَ القلبُ حُبّها / فَباتَ عَلى جَمْرِ الغَضا متقلّبا
أرُدُّ بِأرْداني سَوابِقَ عَبْرَتي / ولَو شِئْت لم يفقد بها الرّكبُ مَشربا
وأدْرَؤُها حُمراً كَلوْنِ خِضابِها / بِفَضْلِ رِدائي خائِفاً مُترَقّبا
وما بِيَ إلا أن يَرى الحَيُّ موْضِعي / فَتَسْمَعَ منْ أجْلي مَلاماً ومعْتبا
سَلامٌ على دوْحِ السلامِ فكَمْ لنا / مَقيلاً بِها ما كانَ أَنْدَى وَأَطْيبا
جَميل كَرَيْعانِ الشّبابِ وَجَدْتُني / هنالِك أصبى من جَميلٍ وَأنْسَبا
وللّهِ منها بِالمُحصّب وَقْفَةً / أنافِسُ فيها ما حَييتُ المُحصّبا
عَلَوْتُ الكَثيبَ الفَرْد أرْقب صُنعها / وقَد آنَ تقويضُ القِبابِ وأَكثَبا
فَراحَتْ إلَى نُعْمانَ تنْعَم بِالمُنى / وخَلّت غُرابَ البَين يَنْدُبُ غُرَّبا
وَلا حَظّ إلا نَظرَةٌ تُحْسِبُ الهَوى / وَلو أنْصَفوا ما كانَ ذاكَ مُحَسّبا
تَعَلّلْتُ لَما جاوَز الحَيُّ يعْلَما / وثَرَّبْتُ لمّا جاوزَ الرّكبُ يَثْرِبا
وقَد كانَ من سَمْتي العَقيقُ ومَنْ به / فَعَقّنِيَ الحادي وحاد ونَكّبا
خَلِيلَيَّ أمّا رَبّةُ القلْبِ فارْمُقا / بها القَلْبَ أعْشاراً يَذوبُ تَلَهُّبا
وَإِن مَزّقَتْني شُعْبَةً إثْرَ شُعْبَةٍ / فَما أقْتَفي إلا العَلاقَة مَشْعَبا
لَقَدْ أُحْضِرَت مَوْتِي وَما هِيَ بِالتي / تَعُدّان سَهْواً حَضْرَ مَوْت لها أبا
فإن مِتُّ شَوْقاً أو فَنيتُ صَبَابَةً / خُذا بِدَمي ذاك البَنان المُخضَّبا
أناسٌ مِن التّوحيدِ صِيغَتْ نُفوسُهُم
أناسٌ مِن التّوحيدِ صِيغَتْ نُفوسُهُم / فَزُرْهُم تَرَ التّوحيدَ شَخصاً مُرَكبا
وَمِن ساكِباتِ المُزْنِ فَيضُ أكُفِّهمْ / فَرِدْهُمْ تَرِدْ ماءَ الغمام وَأعْذَبا
أحَقّاً طَربتَ إلَى الرّبْرَبِ
أحَقّاً طَربتَ إلَى الرّبْرَبِ / ومُذْ شَطَّت الدارُ لَمْ تَطْرَب
رُوَيْدَكَ أعْرض عنكَ الشبابُ / وحسْبُك بالعارِضِ الأشْيَب
فَكَيْفَ تَعِنُّ لِعينِ المَها / وتُشرِقُ لِلْمُشْرقِ الأشْنَب
وَإنّ الغَرامَ عَلَى كَبْرةٍ / لإحْدى الكَبائِرِ فَاسْتَعْتِب
أبَعْدَ نُضوبِ مِياه الصِّبا / وَتَصْويح يانِعِه المُخْصِب
تحِنُّ إلى مَلْعَبٍ للظّباء / بِكُثْبانِ رامَةَ أو غُرَّب
فهَلا إلى مَلْعبٍ لِلأسودِ / نَعمت بِمَنظرِهِ المُعْجب
يُقَامُ الجِهَادُ بِهَا والجِلادُ / لِكلِّ فَتىً مِدْرَهٍ مِحْرَب
وَيَضْرَى عَلى الفَتْكِ بِالضّارِيات / وإن غَالَبَ القِرْنَ لَمْ يُغْلَب
تَرَاهُ مُبيداً لأهلِ الصليب / بِفَلّ خمسهمُ الأصْلَب
ضَوار ضَوارِبُ أظفارِهَا / تُعِيرُ الظُّبَى رقّةَ المَضْرب
فَمِنْ أَسَدٍ شَرِسٍ مُحْنَقٍ / ومِنْ نَمِرٍ حَردٍ مُغْضَب
أثِيرَتْ حَفَائِظُهَا فانْبَرَت / تَسَابَقُ في شأوِها الأرْحَب
تُصِيم المَسَامِعَ مِنْ زَأْرها / عَوادِيَ كالضُّمَّر الشزُّب
وَتَنْبُو العُيون لإقْدَامِها / مُذربةَ النابِ والمِخْلَب
لُيُوثٌ إِذا ذمَرَتْ صَمّمَت / وإن لَغَبَ الذّمْرُ لم تُغْلَب
كَواشِرُ عَنْ مُرْهفاتٍ حَدادٍ / متى تصْدَعِ الشملَ لم يُشعَب
نُيوب نَبَتْن مِن النّائِبات / وأزْرَينَ بالصارِمِ المُقْضِب
تَنُوء ثِقالاً ولَكِنّها / أخَفُّ وُثوباً من الجُنْدُب
كأنّ لَها مَأرَباً في السّماء / فَتَسْمُو لِتَظْفَرَ بِالمَأرَب
ومُقْتحِمٍ غَمرات الرّدى / إذَا ما ادّعى الناسُ لم يكذِب
يُلاعِبُها حَيْثُ جَدّ الحِمامُ / فتفْزَعُ مِنْهُ إلى مَهْرَب
يَكُرُّ عَلَيْهَا وَلا جُنَّةٌ / سوى كُرَةٍ سهْلَة المَجْذب
يُدَحْرِجُها ماشِياً ثِنْيَها / عَلى حَذرٍ مِشْيَة الأنكب
عَجِبتُ لَها أحجَمَتْ رَهْبَةً / وأقْدَمَ بأساً وَلَم يرْهَب
وَقَتْهُ الأَواقي علَى أنّهُ / تَسَنّمَهَا صّعْبَة المَرْكَب
وَثاوٍ بِمَطْبَقَةٍ فَوْقَه / مَتَى تَطْفُ هامَتُهُ تَرْسُب
يُهَجْهِجُ بالليثِ كَيما يَهيج / ويأوِي إِلى الكَهفِ كالثّعلب
كذلكَ حتّى هوَتْ نَحوَهَا / عُقابُ المنيّة مِنْ مَرْقَب
وعَاجَتْ عَلَيْهَا قَواسِي القِسِيّ / فَعَبّتْ مِن الْحَيْن في مَشْرَب
وشَالَتْ هُنَاكَ بِأذْنَابِها / لِيَاذاً من العقرِ كالعَقْرب
فَيا لِقَساوِرَ قد صُيّرَتْ / قَنَافِذَ بالأَسْهُمِ الصُّيَّب
ويَا لمَآثِرَ لَوْ عُدِّدَتْ / لأَعيَتْ عَلى المُسهِب المُطنِب
غَرَائِبُ شَتّى بهرْن العقول / جُمِعْنَ لَدَى مَلِك المَغرِب
فَإنْ جَوّدَ الفكرُ لم يُغربِ / وإنْ قصّر الشعر لم يُذنب
إمَامُ هُدىً نُورُه ثَاقِبٌ / وَزهْرُ الكَواكبِ لمْ تثقُب
عَلى مَذْهبٍ للإمَامِ الرّضى / تَقَيله وَعلى مَشْعَب
يُهيبُ لِدَعْوَتِهِ بالأنَامِ / فَيُرْضي الإلَه ويُرْضي النّبي
ظَهيرُ الهِدايةِ أهدَى الظهور / إلَيْهَا نَصيباً وَلَمْ يَنْصب
وَحِيداً تَواضَعَ في عزّة / وَمَوْطِنُه هامَةُ الكَوْكَب
لَهُ شرَفُ البيتِ دونَ الملوك / وطيبُ الأرُومَة والمَنْسَب
نَمَاهُ أبو حَفْصٍ المُرْتَضى / إلى المَحْتِد الأطْهَر الأطْيَب
وأحْرَزَ سُؤْدَدَهُ عَنْ أبِي / مُحَمّدٍ السّيّد المُنْجب
وَفَى لِلْعُلَى بِحُقُوقِ العُلى / نُهوضاً على المَرْكبِ الأصْعَب
وَجَلّتْ مَنَاقِبُهُ الزُّهْرُ أنْ / تُقَوّضَ بالحُولِ القُلَّب
تَقَلّدَهَا إمْرَةً أحْرَزَتْ / بِمَنْصِبهِ شَرَفَ المنْصِب
وَقَام بِهَا دَعْوَةً مَزَّقَتْ / بِأنْوَارهَا حُجُبَ الْغيهَب
بَعيدُ المَدى بِالقَنا مُحْتَمٍ / قريبُ النّدى بالتقى مُحتَب
نَأى راقِياً وَدَنَا قارياً / فبُشرَاك بالأبعَد الأقرَب
ولَم أرَ شَمس الضُّحى قَبلَه / وَبَحراً وطَوْداً عَلى مَغْرِب
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ / تُدافِعُ بِالإِنَابَةِ مَا يَنُوبُ
وَهَبَّتْ أَعْيُنٌ في اللَّهِ تَبْكِي / خَطَاياهَا وَقَدْ عُدِمَ الهُبُوبُ
يُغَازِلُها الكَرَى فَتَصُدُّ عَنْهُ / كَمَا صَدَّتْ عَن الفَرَجِ الكُرُوبُ
مُواصلةَ انْهِلالٍ بِانْهِمَالٍ / كَمَا حَيَّتكَ مِدْرَارٌ سَكُوبُ
أَلا إِنَّ السَّراةَ أنَاسُ نُسْكٍ / لَهُم أَبَداً عَلَى الحُسْنَى دؤُوبُ
مَحَبَّتُكُمْ إلَى الرَّحمَانِ زُلْفَى / وَحبُّ سِوَاكُمُ إثْمٌ وحُوبُ
وَلَوْلا أَنَّهُمْ فِينَا جِبالٌ / هَفَتْ بِالأَرْضِ والنَّاسِ الذنُوبُ
عَلَيهِم مِنْ شُحُوبِهمُ سِمَاتٌ / كَذا سِيمَا المُحِبِّينَ الشُّحوبُ
يَخَافُونَ البَيَاتَ وَمَا أَخَافُوا / فَقَدْ جَعَلَتْ جَوَانِحُهمْ تَذُوبُ
هُمُ انْتُدِبُوا إلَى الأَوْرَادِ لَيْلاً / فَملْءُ قُلوبِهِمْ مِنْها نُدُوبُ
وَقَدْ طَهُرَتْ خَلائِقُهُمْ صَفاءً / فَلَمْ تَعْلقْ بِعِرْضِهِم العُيوبُ
كأَنَّهُمْ بِما يُلْقَى إِلَيْهِمْ / تكاشِفُهُمْ بِخَافِيها الغُيوبُ
لا تَعِيبُوا السَّوادَ فَهُوَ مُناكُمْ
لا تَعِيبُوا السَّوادَ فَهُوَ مُناكُمْ / فِي فُرُوعٍ وأَعْيُنٍ وَحَواجِبْ
ولَقَدْ تَجْعَلُونَ مِنْهُ رُقُوشاً / وَنُقُوشاً عَلَى خُدُودِ الكَوَاعِبْ
وَأَرَى الليلَ عِنْدَكُمْ مُسْتَحَبّاً / وَأَرَى الصبْحَ عابَهُ كُلُّ عائِبْ
وَسَلِ المِسْكَ وَالغَوَالِيَ عَنْهُ / وَسَلِ الحِبْرَ في صَحِيفَةِ كاتِبْ
وَعِذَاراً إِذَا أَلَمَّ بِخَدٍّ / دَبَّ فيهِ كَما تَدِبُّ العَقَارِبْ
وَكَفَى أنَّهُ لِحَبَّةِ قَلْبِي / وَلِعَيْنِي وللشبابِ مُناسِبْ
وَإِما رأَيتَ الرُّسُومَ امَّحت
وَإِما رأَيتَ الرُّسُومَ امَّحت / وَلَمْ يُرع حَقٌّ لِذِي مَطلَبِ
فَخُذْ فِي الترحلِ عَنْ تُونُسٍ / وَفارق مَغانيهَا وَاذْهَبِ
فَسَوْفَ تَكُونُ بِها فِتْنَةٌ / تُضِيفُ البَرِيءَ إِلَى المُذْنِبِ
أمدُ الحياة إلى انقضا
أمدُ الحياة إلى انقضا / ءِ لا محالة وانقضاب
والعمر ومضة بارقٍ / والموت حتمٌ في الرقاب
يا ضاحكاً متهاتفاً / هلّا أخذت في الانتحاب
بغتُ المهالك لا يغِ / بّ فكن لهنّ على ارتقاب
إنّ الجديد إلى بلىً / وكذا المشيدُ إلى خراب
سيّان شادنُ مكنسٍ / عند الحمام وليث غاب
والمقرفاتُ وما كذَ / بتُك لا حقاتٌ بالعراب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025