القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 37
لَيْسَ ابْنُ آدَمَ ذا جَهْلٍ بِمَصْرَعِهِ
لَيْسَ ابْنُ آدَمَ ذا جَهْلٍ بِمَصْرَعِهِ / لَكِنَّهُ يَتَنَاسَى الْجِدَّ بِاللَّعِبِ
تَراهُ يَلْهُو وَلا يَنْفَكُّ في حَذَرٍ / وَرَاحَةُ النَّفْسِ لا تَخْلُو مِنَ التَّعَبِ
تَرَفَّقْ فَإِنَّ الرِّفْقَ زَيْنٌ وَقَلَّمَا
تَرَفَّقْ فَإِنَّ الرِّفْقَ زَيْنٌ وَقَلَّمَا / يَنالُ الْفَتَى بِالْعُنْفِ ما كانَ طالِبَا
إِذَا لم يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَرُدُّهُ / إِلَى الْحِلْمِ لَم يَبْرَحْ مَدَى الدَّهْرِ عاتِبَا
وَإِنْ هُوَ لَمْ يَصْفَحْ عَنِ الْخِلِّ إِنْ هَفَا / أَقَامَ وَحِيداً أَوْ قَضَى الْعُمْرَ غَاضِبَا
إِنِّي إِذَا ما الْخِلُّ خَاسَ بِعَهْدِهِ
إِنِّي إِذَا ما الْخِلُّ خَاسَ بِعَهْدِهِ / بَعدَ الوِدادِ فَلَسْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ
وإِذَا عَتَبْتُ عَلَيْهِ ثُمَّتَ لَمْ يَعُدْ / عَنْ غَيِّهِ لَمْ أَكْتَرِثْ لعِتَابِهِ
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى / رَأَيْتُ عَدُوَّ نَفْسِي مِنْ حَبِيبِي
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ صِحاباً / فَإِنَّهُمُ جَواسِيسُ الْعُيُوبِ
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى / بِأَنَّ الصَّمْتَ مَنْجَاةُ الأَرِيبِ
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ حَبِيباً / فَقَدْ يَأْتِي الْعَدُوُّ مِنَ الْحَبِيبِ
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى الِعَدُوِّ فَإِنَّهُ
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى الِعَدُوِّ فَإِنَّهُ / يَبْغِي سِقَاطَكَ بِالحَدِيثِ الْمُعْجِبِ
كَالنَّارِ تَخْتَدِعُ الْفَراشَ بِحُسْنِهَا / فَيَنَالُ مِنْهُ الْبُؤْسُ إِنْ لَمْ يَعْطَبِ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ / وَلَسْتُ أَرَى لِلدَّهْرِ فِي عَمَلٍ ذَنْبَا
إِذا سَاءَ صُنْعُ الْمَرْءِ سَاءَتْ حَيَاتُهُ / فَمَا لِصُرُوفِ الدَّهْرِ يُوسِعُها سَبَّا
لا أُجازِيكَ بِالَّذِي خُضْتَ فِيهِ
لا أُجازِيكَ بِالَّذِي خُضْتَ فِيهِ / مِنْ حَدِيثٍ وَلا أَمُضُّكَ عَتْبَا
غَفَرَ اللهُ لِي إِذَا كَانَ صِدْقاً / وَعَفَا اللهُ عَنْكَ إِنْ كَانَ كِذْبَا
وَذِي جَبَرُوتٍ لا يَرَى غَيْرَ نَفْسِهِ
وَذِي جَبَرُوتٍ لا يَرَى غَيْرَ نَفْسِهِ / عَظِيماً وَلا يُصْغِي إِلى قَوْل مُصْحِبِ
نَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً فَتَطامَنَتْ / غَوارِبُهُ وانْقادَ بَعْدَ التَّجَنُّبِ
وَمَا كُنْتُ لَوْلا أَنْ رَأَى كِبْرَ شَأْنِهِ / لأُصْدِرَهُ إِلَّا بِأَهْلٍ وَمَرْحَبِ
وَلَكِنَّنِي سَهْلٌ لِمَنْ رَامَ خُلَّتِي / وَصَعْبٌ عَلَى ذِي الْكِبْرِياءِ الْمُغَلَّبِ
وَلَوْ أَنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ شَقَاؤُهُ / لَطَارَتْ بِهِ في الناسِ عَنْقَاءُ مُغْرِبِ
وَلَكِنَّهُ أَلْقَى إِلَيَّ زِمَامَهُ / فَسِرْتُ بِهِ سَيْرَ الذَّلُولِ الْمُهَذَّبِ
وَلَيْسَ يَسُودُ المَرْءُ إِلَّا بِحِلْمِهِ / عَلَى قَوْمِهِ وَالصَّفْحِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبِ
أَتُخْفِرُ ذِمَّتِي وَتَرُومُ عَطْفِي
أَتُخْفِرُ ذِمَّتِي وَتَرُومُ عَطْفِي / لَقَدْ مَنَّتْكَ نَفْسُكَ بِالْكِذابِ
فَمَا بَعْدَ الْقَطِيعَةِ مِنْ تَلاقٍ / وَلا بَعْدَ الْخَديعَةِ مِنْ عِتَابِ
وَكَيْفَ يَصِحُّ بَعْدَ الْغَدْرِ وُدٌّ / وَتَسْلَمُ نِيَّةٌ بَعْدَ ارْتِيَابِ
رُوَيْدَكَ إِنَّنِي صَعْبٌ أَبِيٌّ / عَلَى الأَقْرَانِ مَرْهُوبُ الْجَنَابِ
أُجَاهِرُ بِالْعِدَاءِ وَلا أُبَالِي / وأَنْطِقُ بِالصَّوَابِ ولا أُحَابِي
فَمَا زَنْدِي لَدَى الْعَوْصَاءِ كَابٍ / وَلا سَيْفِي غَدَاةَ الْحَرْبِ نابِي
يَهَابُ الْقِرْنُ بَادِرَتِي فَيَمْضِي / ومَا جَرَّدْتُ سَيْفِي مِنْ قِرابِ
فَإِنْ رُمْتَ السَّلامَةَ فَاجْتَنِبْنِي / عَدُوَّاً فَالسَّلامَةُ فِي اجْتِنابِي
فَقَدْ عَادَيْتُ أَعْظَمَ مِنْكَ قَدْراً / ومَا ضَاقَتْ عَلَى بَدَنِي ثِيَابِي
فإِنْ تَنْزَعْ فَأَنْتَ طَلِيقُ عَفْوِي / وإِنْ تَطْمَعْ فَسَوْفَ تَرَى عِقَابِي
لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ
لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ / فَقَدْ كَفَى أَنَّكَ مِنْ حِزْبِهِ
فَاخْسَأْ فَمَا الْخِنْزِيرُ فِي نَوْعِهِ / أَخَسَّ طَبْعاً مِنْكَ فِي كَسْبِهِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي الدَّهْرِ مُسْتَوْزَراً / مَا سَارَعَ النَّاسُ إِلى سَبِّهِ
ذَاكَ الَّذِي لَوْلا خُمُولُ الْوَرَى / مَا نامَ مِنْ أَمْنٍ عَلَى جَنْبِهِ
يَفْعَلُ بِالنَّاسِ أَفَاعِيلَهُ / وَلا يَخَافُ الله مِنْ ذَنْبِهِ
فَالْخَيْرُ وَالنِّعْمَةُ فِي بُعْدِهِ / والشَرُّ وَالنِقْمَةُ فِي قُرْبِهِ
أَشَدُّ خَلْقِ اللهِ كِبْراً فَإِنْ / فَاجَأْتَهُ كَرَّ عَلَى عَقْبِهِ
هَجَوْتُهُ لا بَالِغَاً لُؤْمَهُ / لَكِنَّنِي كَفْكَفْتُ مِنْ غَرْبِهِ
فَإِنْ أَكُنْ قَدْ نِلْتُ مِنْ عِرْضِهِ / فَإِنَّنِي دَنَّسْتُ شِعْرِي بِهِ
فَلا يَلُومَنَّ سِوَى نَفْسِهِ / مَنْ سَلَّطَ النَّاسَ عَلَى ثَلْبِهِ
وَغْدٌ تَكَوَّنَ مِنْ لُؤْمٍ ومِنْ دَنَسٍ
وَغْدٌ تَكَوَّنَ مِنْ لُؤْمٍ ومِنْ دَنَسٍ / فَمَا يَغَارُ عَلَى عِرْضٍ وَلا حَسَبِ
يَلْتَذُّ بِالطَّعْنِ فِيهِ وَالْهِجَاءِ كَمَا / يَلْتَذُّ بِالْحَكِّ والتَّظْفِيرِ ذو الْجَرَبِ
كَيْفَ أَهْجُوكَ والدَّنَاءَةُ سُورٌ
كَيْفَ أَهْجُوكَ والدَّنَاءَةُ سُورٌ / مِنْ حَدِيدٍ يَقِيكَ طَعْنِي وَضَرْبِي
لَكَ عِرْضٌ أَرَقُّ نَسْجَاً مِنَ الرِّي / حِ وَأَوْهَى مِنْ طَيْلَسانِ ابْنِ حَرْبِ
وَذِي خِلالٍ كَأَنَّ اللهَ صَوَّرَهَا
وَذِي خِلالٍ كَأَنَّ اللهَ صَوَّرَهَا / مِنْ صِبْغَة اللُّؤْمِ أَوْ مِنْ حَمْأَةِ الرَّيَبِ
نَالَ الْعَلاءَ وَلَكِنْ خَابَ رَاِئدُهُ / عَنْ نُجْعَةِ الْفَضْلِ والآدابِ والْحَسَبِ
هَجَوْتُهُ رَغْبَةً في الصِّدْقِ إِذْ نَفَرَتْ / شَمَائِلِي عَنْ مَقَالِ الْمَدْحِ فِي الْكَذِبِ
عَدِمْتَ حَمِيَّةً وَسَقِمْتَ وُدَّاً
عَدِمْتَ حَمِيَّةً وَسَقِمْتَ وُدَّاً / فَلَمْ تُدْرِكْ لِمَكْرُمَةٍ نَصِيبَا
فَمَا أَحْزَنْتَ في حَرْبٍ عَدُوَّاً / وَلا أَفْرَحْتَ فِي سِلْمٍ حَبِيبَا
أُعَزِّيكَ لا أَنِّي أَظُنُّكَ جَازِعاً
أُعَزِّيكَ لا أَنِّي أَظُنُّكَ جَازِعاً / لِخَطْبٍ وَلَكِنِّي عَمَدْتُ لِوَاجِبِ
وَكَيْفَ أُعَزِّي مَنْ فَرَى الدَّهْرَ خِبْرَةً / وَأَدْرَكَ مَا فِي طَيِّهِ مِنْ عَجَائِبِ
فَيَا صَاحِبِي مَهْلاً فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ / سِوَى حَاضِرٍ يَبْكِي فَجِيعَةَ غَائِبِ
وَصَبْرَاً فَإِنَّ الصَّبْرَ أَكْرَمُ صاحِبٍ / لِمَنْ بَانَ عَنْ مَثْوَاهُ أَكْرَمَ صَاحِبِ
وَلا تَأْسَ مِنْ وَقْعِ الْخُطُوبِ وَإِنْ جَفَتْ / عَلَيْكَ فَإِنَّ النَّاسَ مَرْعَى النَّوائِبِ
إِذَا مَا الرَّدَى أَوْدَى بِآدَمَ قَبْلَنَا / فَهَلْ أَحَدٌ مِنْ نَسْلِهِ غَيْرُ ذَاهِبِ
فَإِنْ تَكُ قَدْ فَارَقْتَ شَهْمَاً مُهَذَّباً / فَكُلُّ ابْنِ أُنْثَى عُرْضَةٌ لِلْمَصَائِبِ
وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَاكَ تَهْتِفُ بِاسْمِهِ / وَتُذْكَرُ عَنْهُ صَالِحَاتُ الْمَنَاقِبِ
إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ
إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ / أَبَعْدَ خَمْسِينَ في الصِّبَا أَرَبُ
هَيْهَاتَ وَلَّى الشَّبابُ واقْتَرَبَتْ / سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
فَلَيْسَ دُونَ الْحِمامِ مُبْتَعَدٌ / وَلَيْسَ نَحْوَ الْحَياةِ مُقْتَرَبُ
كُلُّ امْرِئٍ سائِرٌ لِمَنْزِلَةٍ / لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ
وسَاكِنٌ بَيْنَ جِيرَةٍ قَذَفٍ / لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ ولا قُرَبُ
فِي قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدحَفٌ / فِيها ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ
وَشَاهِدٌ مَوْقِفاً يُدَانُ بِهِ / فَالْوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ
فَارْبَأْ يَفاعاً أَوِ اتَّخِذْ سَرَباً / إِنْ كَانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ وَالسَّرَبُ
لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمَامِ وَلا / يَخْلُصُ مِنْهُ الْحَمَامُ والْخَربُ
مُسَلَّطٌ في الْوَرَى فَلا عَجَمٌ / يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ وَلا عَرَبُ
فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ وَكَمْ أُمَمٍ / بَادَتْ فَغَصَّتْ بِجَمْعِهَا التُّرَبُ
فَمَنْزِلٌ عَامِرٌ بِقَاطِنِهِ / وَمَنْزِلٌ بَعْدَ أَهْلِهِ خَربُ
يَغْدُو الْفَتَى لا هِياً بِعِيشَتِهِ / وَلَيْسَ يَدْرِي مَا الصَّابُ والضَرَبُ
وَيَقْتَنِي نَبْعَةً يَصِيدُ بِهَا / ونَبْعُ مَنْ حَارَبَ الرَّدَى غَرَبُ
لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقُهُ / كَمَاتحٍ خَانَ كَفَّهُ الْكَرَبُ
يا وارِدَاً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ / حَذارِ مِنْ أَنْ يُصِيبَكَ الشَّرَبُ
تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ / واللَّهْوُ فِيهِ الْبَوارُ والتَّرَبُ
وَتَتْرُكُ الْبِرَّ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ / أَجْرَاً وَبِالْبِرِّ تُفْتَحُ الأُرَبُ
دَعِ الْحُمَيَّا فَلِابْنِ حانَتِها / مِنْ صَدْمَةِ الْكَأْسِ لَهْذَمٌ ذَرِبُ
تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً / وَعَقْلُهُ في الضَّلالِ مُغْتَرِبُ
فَبِئْسَتِ الْخَمْرُ مِنْ مُخَادِعَةٍ / لِسَلْمِها فِي الْقُلُوبِ مُحْتَرَبُ
إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ / كَمَا تَفَشَّى فِي الْمَبْرَكِ الْجَرَبُ
فَتُبْ إِلى اللهِ قَبْلَ مَنْدَمَةٍ / تَكْثُرُ فِيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ
واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ فَالْمُوَفَّقُ مَنْ / هَذَّبَهُ الاعْتِيَادُ والدَّرَبُ
وَجُدْ بِمَا قَدْ حَوَتْ يَدَاكَ فَمَا / يَنْفَعُ ثَمَّ اللُّجَيْنُ والْغَرَبُ
فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ / قَوْسَاً مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025