أَبا بِشرٍ تَطاوَلَ بي العِتابُ
أَبا بِشرٍ تَطاوَلَ بي العِتابُ / وَطالَ بِيَ التَرَدُّدُ وَالطِلابُ
وَلَم أَترُك مِنَ الأَعذارِ شَيئاً / أُلامُ بِهِ وَإِن كَثُرَ الخِطابُ
سَأَلتَكَ حاجَةً فَطَوَيتَ كَشحاً / عَلى رَغمٍ وَلِلدَهرِ اِنقِلابُ
وَسُمتَني الدَنِيَّةَ مُستَخِفّاً / كَما خُزِمَت بِأَنفِها الصِعابُ
كَأَنَّكَ كُنتَ تَطلُبُني بِثَأرٍ / وَفي هَذا لَكَ العَجَبُ العِجابُ
فَإِن تَكُ حاجَتي غَلَبَت وَأَعيَت / فَمَعذورٌ وَقَد وَجُبَ الثَوابُ
وَإِن يَكُ وَقتُها شَيبَ الغُرابِ / فَلا قُضِيَت وَلا شابَ الغُرابُ
رَجَوتُكَ حينَ قيلَ لِيَ اِبنُ كِسرى / وَإِنَّكَ سِرُّ مُلكِهِمُ اللُبابُ
فَقَد عَجَّلتَ لي مِن ذاكَ وَعداً / وَأَقرَبُ مِن تَناوُلِهِ السَحابُ
وَكُلٌّ سَوفَ يُنشَرُ غَيرَ شَكٍّ / وَيَحمِلُهُ لِطَيَّتِهِ الكِتابُ