القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 33
خُطوبٌ لِلقُلوبِ بِها وَجيبُ
خُطوبٌ لِلقُلوبِ بِها وَجيبُ / تَكادُ لَها مَفارِقُنا تَشيبُ
نَرى الأَقدارَ جاريَةً بِأَمرٍ / يَريبُ ذَوِي العُقولِ بِما يَريبُ
فَتَنجَحُ في مَطالِبِها كِلابٌ / وَأُسْدُ الغابِ ضارِيَةٌ تَخيبُ
وَتُقسَمُ هَذِهِ الأَرزاقُ فِينا / فَما نَدري أَتُخطيءُ أَم تُصيبُ
وَنَخضَعُ راغِبينَ لَها اِضطِراراً / وَكَيفَ يُلاطِمُ الإِشفى لَبيبُ
يا مَن يُساجِلُني وَلَيسَ بِمُدرِكٍ
يا مَن يُساجِلُني وَلَيسَ بِمُدرِكٍ / شأوي وَأَينَ لَهُ جَلالَةُ مَنصِبي
لا تَتعَبَنَّ فَدونَ ما أَمَّلتَهُ / خَرطُ القَتادَةِ وَاِمتطاءُ الكَوكَبِ
المَجدُ يَعلَمُ أَيُّنا خَيرٌ أَباً / فَاسأَلْهُ تَعلَم أَيَّ ذي حَسَبٍ أَبي
جَدِّي مُعاويَةُ الأَغَرُّ سَمَتْ بِهِ / جُرثومَةٌ مِن طينِها خُلِقَ النَّبِي
وَوَرِثتُهُ شَرَفاً رَفَعتُ مَنارَهُ / فَبَنو أُمَيَّةَ يَفخَرونَ بِهِ وَبي
زاهِرُ العُودِ وَطيبُه
زاهِرُ العُودِ وَطيبُه / وَلَياليهِ تُشيبُهْ
كُلَّ يَومٍ مِن مَكانٍ / يَلبَسُ الذُلَّ غَريبُهْ
وَهْوَ يَسعى طالِباً لِل / عِلمِ وَالهَمُّ يُذِيبُهْ
وَطَوى بُردَ صِباهُ / قَبلَ أَن يَبلى قَشيبُهْ
واِقتَدى بِالقَومِ يَدعو / هُ هَواهُ فَيُجيبُهْ
خَمسَةٌ لا يَجِدُ الحا / سِدُ فيهِم ما يَعيبُهْ
مِنهمُ الجَعفِيُّ لا يُع / رَفُ في العِلمِ ضَريبُهْ
وَإِذا اعتَلَّ حَديثٌ / فالقُشَيريُّ طَبيبُهْ
وَأَخونا ابنُ شُعَيبٍ / حازِمُ الرأي صَليبُهْ
وَأَبو داودَ مَوفو / رٌ مِنَ الفَضلِ نَصيبُهْ
وَأَبو عيسى يَرى الجَهْ / ميُّ مِنهُ ما يَريبُهْ
حاديهمُ ذو زَجَلٍ يَس / تَضحِكُ الرَوضَ نَحيبُهْ
طارَ فيهِ البَرقُ حَتَّى / خالطَ الماءَ لَهيبُهْ
أَدارٌ بِأَكنافِ الحِمى جادَها الحَيا
أَدارٌ بِأَكنافِ الحِمى جادَها الحَيا / وَأَلقَتْ بِها أَرواقَهُنَّ سَحائِبُهْ
أَجيبي مُحِبّاً إِن تَوَهَّمَ مَنزِلاً / عَفا بَلَّ رُدْنَيْهِ مِنَ الدَّمعِ ساكِبُهْ
فَأَينَ الظِّباءُ العِينُ وَالرَّشأُ الَّذي / يُلاعِبُها طَوراً وَطوراً تُلاعِبُهْ
وَما أَمُّ ذَيَّالِ السَّرابيلِ باسِلٍ / طَويلِ نِجادِ السَيفِ عَبلٍ مَناكِبُهْ
غَدا يَبتَغِي نَهباً يَشِفُّ وَراءَهُ / ثَراءٌ لَعَلَّ العَيشَ تَصفو مَشارِبُهْ
فَلاقاهُ فُرسانٌ تَلوحُ سيوفُهُم / صَباحاً وَلَيلُ النَّقعِ تَجثو غياهِبُهْ
وَماصَعَهُم حَتّى تَحَطَّمَ سَيفُهُ / وَمَجَّتْ نَجيعاً في المَكَرِّ ذوائِبُهْ
وَغودِرَ أَكلاً لِلضِّباعِ وَطُعمَةً / لأَفتَخَ مِن لَحمِ القَتيلِ مَكاسِبُهْ
فَعادَ إِلَيها بِالنَعِيِّ رَفيقُهُ / يَشُقُّ دَريسيْهِ أَسىً وَهوَ نادِبُهْ
فَظَلَّتْ بيَومٍ دَعْ عَدوِّي بِمِثلِهِ / طَويلٍ عَلى مَن ضُمِّنَ اللَّحدَ غائِبُهْ
وَباتَتْ بِلَيلٍ وَهوَ أَخفى لِوَيلِها / سَريعاً تَبَكِّيها بَطِيءٍ كَواكِبُهْ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ وَدَّعتُ غادَةً / هِلاليَّةً والصُّبحُ يَلمَعُ حاجِبُهْ
وَواشٍ يُسِرُّ الحِقدَ وَاللَّحظُ ناطِقٌ / بِهِ وَعَلى الشَّحناءِ تُطوى تَرائِبُهْ
وَشى بِسُليمَى مُظهِراً لي نَصيحَةً / وَمِن نُصَحاءِ المَرءِ مَن هُوَ كاذِبُهْ
وَرَشَّحَ مِن هَنَّا وَهَنَّا حَديثَهُ / لِيَخدَعَني وَاللَّيلُ يُغتالُ حاطِبُهْ
فَقَرَّبتُهُ مِنّي وَلَم يَدرِ أَنَّهُ / إِذا عُدَّ مَجدٌ لَيسَ مِمَّن أُقارِبُهْ
وَأَرعَيتُهُ سَمعي ليَحسَبَ أَنَّني / سَريعٌ إِلى الأَمرِ الَّذي هُوَ طالِبُهْ
وَلَو رامَ عَمروٌ وَالمُغيرَةُ غِرَّتي / لأَعيَتهُما فَليَحذَرِ الشَرَّ جالِبُهْ
وَما الصَّقرُ مِثلي حينَ يُرسِلُ نَظرَةً / وَتَصدُقُهُ عَيناهُ فيما يُراقِبُهْ
وَلا الأَسَدُ الضَّاري يَرُدُّ شَكيمَتِي / وَإِن دَمِيَتْ عِندَ الوِقاعِ مَخالِبُهْ
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَبَيَّنَ أَنَّني / فَتَى الحَيِّ لا يَشقى بِهِ مَن يُصاحِبُهْ
أَتَعذِلُني فاهاً لفيكَ عَلى الهَوى / لأَرمِيَ بِالحَبلِ الَّذي أَنتَ قاضِبُهْ
وَأَهجُرَ مَن أُغرى إِذا عِبتَهُ بِهِ / جُعِلتُ فِداءً لِلَّذي أَنتَ عائِبُهْ
يَهيمُ بِهِ والرَّاقِصاتِ إِلى مِنىً / فُؤادٌ يُجِنُّ الحُبَّ وَالوَجدُ غالِبُهْ
كَأَنّي نَزيفٌ خامَرَ السُّكرُ لُبَّهُ / عَشيَّةَ شَطَّتْ بِالحَبيبِ رَكائِبُهْ
تُمَثِّلُهُ الذِّكرى وَهَيهاتَ نازِحٌ / نأَت دارُهُ حَتّى كَأَنّي أُخاطِبُهْ
وَهَيفاءَ لا أُصغي إِلى مَن يَلومُني
وَهَيفاءَ لا أُصغي إِلى مَن يَلومُني / عَلَيها وَيُغريني بِها أَن يَعيبَها
أَميلُ بِإِحدى مُقلَتَيَّ إِذا بَدَتْ / إِلَيها وَبالأُخرى أُراعي رَقيبَها
وَقَد غَفَلَ الواشي وَلَم يَدرِ أَنَّني / أَخَذتُ لِعَيني مِن سُلَيمى نَصيبَها
وَمُر تَبَعٍ مِن مَسقَطِ الرَّملِ بِالحِمى
وَمُر تَبَعٍ مِن مَسقَطِ الرَّملِ بِالحِمى / يُخاصِرُهُ وادٍ أَغَنُّ خَصيبُ
تَحِلُّ بِهِ ظَمياءُ وَهيَ حَبيبَةٌ / إِليَّ وَمَغناها إِليَّ حَبيبُ
إِذا سَحَبَتْ أَذيالَها في عِراصِهِ / وَجَدتُ ثَرى تِلكَ الرِّباعِ يَطيبُ
وَيَحلو بِفِيَّ الشِّعرُ ما أُطرِبَتْ بِهِ / وَما كانَ يَحلو لي لَدىَّ نَسيبُ
وَلَمّا رأَت وَخطَ القَتيرِ بلِمَّتي / تَوَلَّت كَما راعَ الغَزالَةَ ذيبُ
وَكُنّا كَغُصنَي بانَةٍ طابَ عِرقُها / فَطالا وَلكن ذابِلٌ وَرَطيبُ
فَما بالُها تَرمي إِلَيَّ بِنَظرَةٍ / تُغازِلُها البَغضاءُ وَهيَ تُريبُ
كَأَنّي اِبتَدَعتُ الشَّيبَ أَو لَيسَ في الوَرى / ذوائبُ في أَطرافِهِنَّ مَشيبُ
وَلا غَروَ أَن أُكسى القِلَى مِن كواعِبٍ / رِداءُ شَبابي عِندَهُنَّ سَليبُ
وَريمٍ رَماني طَرفُهُ بِسِهامِهِ
وَريمٍ رَماني طَرفُهُ بِسِهامِهِ / فَما أَخطأَ الرَّامي وَهُنَّ صيابُ
لِفِيهِ وَميضُ البَرقِ عِندَ اِبتِسامَتِهِ / وَعَيني إِذا جَدَّ البُكاءُ سَحابُ
وَلِلصَّارِمِ المأثورِ يَحميهِ قَومُهُ / بِهِ مِن رِقابِ العاشِقينَ قِرابُ
إِذا اللَّيلُ وارى مَنكِبَيْهِ رِداؤُهُ / أَوِ استُلَّ مِن وَجهِ الصَّباحِ نِقابُ
ذَكَرتُكَ يا ظَبيَ الصَّريمَةِ وَالعِدا / أُسودُ الشَّرى وَالسَمهَريَّةُ غابُ
وَقَد حَدَّثَ الواشي بِما لا أُريدُهُ / فَماذا يُرَجِّيهِ بِفيهِ تُرابُ
يُبَكِّرُ وَالبازيُ يُغازِلُهُ الكَرى / لِيَنعَبَ فينا بالفِراقِ غُرابُ
وَيَعذِلُنِي صَحبي وأُعرِضُ عَنهُمُ / فَهُم لا رَضُوا عَنِّي وَعَنكَ غِضابُ
وَيأَتيك أَحياناً عِتابي وَرُبمّا / يَروضُ أَبيَّ الوُدِّ مِنكَ عِتابُ
وَأَنتَ الَّذي استأذَنْتَ وَالقَلبُ فارِغٌ / عليهِ فَلَم يَرْدُدْكَ عَنهُ حِجابُ
نَحَلتُ كَأَنّي سِلكُ عِقدٍ وَدُرُّهُ / قَريضي فَنِطْنِي حَيثُ نيطَ سِخابُ
مَنِ الطَّوالِعُ مِن نَجدٍ تُظِلُّهُمُ
مَنِ الطَّوالِعُ مِن نَجدٍ تُظِلُّهُمُ / سُمرُ القَنا أَنِزاراً يَدَّعونَ أَبا
أَرى سُيوفَهُمُ بيضاً كأَوجُهِهِمْ / فَما لأَعيُنِهِمْ مُحمَرَّةً غَضَبا
أَجَلْ هُمُ عامِرٌ هَزَّتهُمُ إِحَنٌ / واِستَصحَبوا مِن سُلَيمٍ غِلمَةً نُجُبا
إِذا الصَّريخُ دَعا حَلوا الحُبا كَرَماً / وَحمحَمَ الخَيلُ فاِهتَزّوا لَها طَرَبا
يَحمونَ نَجداً بِأَرماحٍ مُثَقَّفَةٍ / تَحكي الأَسِنَّةُ في أَطرافِها الشُّهُبا
وَرُبَّ آنِسَةٍ في القَومِ ما عَرَفَتْ / سَبياً وَلَم تُبدِ عَن خَلخالِها هَرَبا
تُزيرُ عودَ البَشامِ اللَّدنَ مَكسِرُهُ / فَماً يَمُجُّ عَلَيهِ الخَمرَ وَالضَرَبا
وَلا يُحَدِّثُ عَنهُ غَيرُهُ أَحَدٌ / وَقَد حَكى عَنهُ ما أَهوى فَما كَذَبا
قالَت لِصَحبيَ سِرّاً إِذْ رأَتْ فَرَسي / مَنِ الَّذي يَتَقَدَّى مُهرُهُ خَبَبا
فَقالَ أَعلَمُهُم بي إِنَّ والِدَهُ / مَن كانَ يُجهِدُ أَخلافَ العُلا حَلَبا
ما ماتَ حَتَّى أَقَرَّ النَّاسُ قاطِبَةً / بِفَضلِهِ وَهوَ أَعلى خِندِفٍ نَسَبا
وَذا غُلامٌ بَعيدٌ صيتُهُ وَلَهُ / فَصاحَةٌ وَفَعالٌ زَيَّنَ الحَسَبا
وَظَلَّ يُنشِدُها شِعري وَيُطرِبُها / حَتىّ رَأَتهُ بِذَيلِ اللَيلِ مُنتَقِبا
فَوَدَّعَتهُ وَقالَت يا أخَا مُضَرٍ / هَذا لَعَمْري كَلامٌ يُعجِبُ العَرَبا
أَنا الَّذي وَطِئَتْ هامَ السُّها هِمَمِي / وَلَم يَكُن نَسَبي في الحَيِّ مُؤتَشَبا
لَكِنَّني في زَمانٍ لا تَزالُ لَه / نَكراءُ مَرهوبَةٌ تُغري بيَ النُّوَبا
أَعُضُّ كَفِّيَ مِن غَيظي فَشيمَتُهُ / أَنْ يُتبِعَ الرَّأسَ مِن أَبنائِهِ الذَّنَبا
وَزَفرَةٍ لَم تَسَعْها أَضلُعِي عَلِقَتْ / بِغَضبَةٍ خِلتُها بَينَ الحَشى لَهَبا
لأُخمِدَنَّ لَظاها مِنهُمُ بِدَمٍ / يَعومُ فيهِ غِرارُ السَّيفِ مُختَضِبا
وَشِعبٍ نَزَلناهُ وَفي العَيشِ غِرَّةٌ
وَشِعبٍ نَزَلناهُ وَفي العَيشِ غِرَّةٌ / بِمُرتَبَعٍ رَحبِ المَحَلِّ خَصيبِهِ
وَلَم يَكُ فينا ماجِدٌ أَغمَدَ النُّهَى / غرارَ الشَّبابِ المُنتَضَى في مَشيبِهِ
وَنَحنُ بِوادٍ خَيَّمَتْ أُمُّ سالِمٍ / بِهِ ذي ثَرىً غَضِّ النَّباتِ رَطيبِهِ
تَضَوَّعَ مِسكاً حينَ ناجاهُ ذَيلُها / كَأَنَّ مَحانيهِ مَذاكٍ لِطيبِهِ
وَكَم مِن نَهارٍ ضَمَّ قُطرَيهِ سَيرُنا / يَذوبُ الحَصى مِن جَزعِهِ في لَهيبِهِ
وَلَيلٌ طَوَيناهُ وَللرَكبِ طَربَةٌ / إِذا عَبَّ نَجمٌ جانِحٌ في مَغيبِهِ
فَيا نازِلي رَملَ الحِمَى هَل لَدَيكُمُ / شِفاءٌ لِصَبٍّ داؤُهُ مِن طَبيبِهِ
وَفيكُم قِرىً لِلطارِقينَ فَزارَكُم / مُحِبٌّ لِيُقْرَى نَظرَةً مِن حَبيبِهِ
تَراءَت لِمَطوِىِّ الضُّلوعِ عَلى الهَوى
تَراءَت لِمَطوِىِّ الضُّلوعِ عَلى الهَوى / لَدى السَرحَةِ المِحلالِ أُختُ بَني كَعبِ
فَقَد نَكأَتْ قَرحاً رَجَوتُ اندِمالَهُ / بِقَرحٍ فَزِيدَ القَلبُ كَرباً عَلى كَربِ
وَأَبكى هُذَيماً أَرقأَ اللَهُ دَمعَهُ / أَنينيَ حَتىّ أَيقَظَتْ أَنَّتي صَحبي
وَقَبضيِ بِكِلْتا راحَتَيَّ عَلى الحَشَى / وَرَمي بإِحدى مُقلَتَيَّ إِلى الرَّكبِ
وَلَم يَكُ لي غَيرَ العُلَيميِّ مُسعِدٌ / أَلا لا رأى ما يُضرِعُ الخَدَّ مِن خَطبِ
فَدونَكِ يا ظَمياءُ مِنّي جَوانِحاً / سَيَحمِلُها وَجدي عَلى مَركَبٍ صَعبِ
جَرَت عَبرَتي وَالقَلبُ غَصَّ بِهَمِّهِ / فَعِقدُكِ مِن دَمعي وَقُلبُكِ مِن قَلبي
لِيَهنِكِ أَنّي لا أَزالُ عَلى أَسى / وَأَنّيَ لا أَلقاكِ إِلّا عَلى عَتبِ
أَحِنُّ إِلى مَيثاءَ حاليَةَ الثَّرَى / وَأَصبو إِلى وَعساءَ طَيِّبَةِ التُّربِ
وَأَصحَبُ مِن جَرّاكِ مَن سَكَنِ الفَلا / وَأَشرَقُ مِن ذِكراكِ بالباردِ العَذبِ
وَعَدتِ وَالخِلُّ مَوفِيٌّ لَهُ زُفَراً
وَعَدتِ وَالخِلُّ مَوفِيٌّ لَهُ زُفَراً / بابنِ الغَمامِ مَشوباً بابنَةِ العِنَبِ
فَجئنَ يا ساقياتِ الخَمرِ صافيَةً / بِها قُبَيلَ اِبتِسامِ الفَجرِ عَن كَثَبِ
فَإِنَّ دَغدَغَةَ الأَقداحِ مُهدِيَةٌ / إِليَّ تَعتَعَةً لِلسُّكرِ تَعبَثُ بي
وَأَنتِ يا عَلْوَ شيمي اللَّحظَ إِنَّ لَهُ / في القَلبِ وَقعَ شَبا المأثورَةِ القُضُبِ
ضَحِكتِ ثُمَّ بَكى الإِبريقُ مُنتَحِباً / فالرِّيقُ وَالثَّغرُ مِثلُ الرَّاحِ وَالحَبَبِ
وَنَحنُ في رَوضَةٍ جَرَّ النَّسيمُ بِها / ذَيلاً بِهِ بَلَلٌ مِن أَدمُعِ السُّحُبِ
إِذا ذَكَرتُ بِها نَجداً وَساكِنَهُ / وَضَعتُ حُبوَةَ حِلمي في يَدِ الطَرَبِ
زارَ بِذَيلِ الظَّلامِ مُنتَقِبا
زارَ بِذَيلِ الظَّلامِ مُنتَقِبا / ريمٌ إِذا سُمتُهُ الرِّضى غَضِبا
يُعرِضُ عَنّي وَالكأسُ في يَدِهِ / وَهوَ بِأَنوارِها قَدِ اِختَضَبا
يا ساقِيَ الخَمرِ إِنَّ ريقَكَ لي / صَهباءُ تُكسىَ مِن ثَغرِكَ الحَبَبا
يَفديكَ نَفسي وَالنَّاسُ غَيرَ أَبي / فَإِنَّني أَشرَفُ الأَنامِ أَبا
هَلُمَّ نَشرَبْ راحاً مُعَتَّقَةً / صَفَتْ وَرَقَّتْ وَعُمِّرَتْ حُقُبا
إِن راضَها الماءُ أَذعَنَتْ وَجَنَتْ / مِنها النُّفوسُ السُّرورَ وَالطَّرَبا
ذاكَ لُجَينٌ وَهَذِهِ ذَهَبٌ / يَنتَهِبانِ اللُّجَينَ وَالذَّهَبا
بِها طَوَيتُ الشَّبابَ في جِدَةٍ / أَرضَعُ مِن دَرِّها الَّذي نَضَبا
أَيّامَ كانَ الحِمى لَنا وَطَناً / لا يَرهَبُ الجارُ عِندَهُ النُّوَبا
وَنَحنُ في حُلَّةِ النَّعيمِ بِهِ / نَسحَبُ ذَيلَ الثَّراءِ ما اِنسَحَبا
بِمنشَطِ الشَّيح مِن نجدٍ لنا وَطَنُ
بِمنشَطِ الشَّيح مِن نجدٍ لنا وَطَنُ / لَم تَجرِ ذِكراهُ إِلّا حَنَّ مُغتَرِبُ
إِذا رأَى الأُفقَ بالظَّلماءِ مُختَمِرا / أَمسى وَناظِرُهُ بِالدَّمعِ مُنتَقِبُ
ونشقَةٍ مِن عَرارٍ هزَّ لِمَّتَهُ / رُوَيحَةٌ في سُراها مَسَّها لَغَبُ
تشفي غَليلاً بصَدري لا يُزَحزِحهُ / دَمعٌ تُهيبُ بِهِ الأَشواقُ مُنسَكِبُ
والنَّارُ بالماءِ تُطفَى فالهموم لها / في القَلبِ نارٌ بِماءِ العَينِ تَلتَهِبُ
فَقالَ صَحبي غداةَ الشِّعبِ من حضَنٍ / وَالخَدُّ يَهمي عَلَيهِ واكِفٌ سَرِبُ
حتّامَ تَبكي دماً والشَّيبُ مبتَسِمٌ / وَالعُمرُ قَد أَخلَقَتْ أَثوابُهُ القُشُبُ
فَما ثَنَى اللَّومُ مِن غَربي وَذا عَمَهٌ / يا سَلمَ ما أَنا بَعدَ الشَّيبِ وَالطَّرَبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025