القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 25
أَقاحٌ ذاكَ أَم شَنَبُ
أَقاحٌ ذاكَ أَم شَنَبُ / وَريقٌ ذاكَ أَم ضَرَبُ
وَوَجهٌ ذاكَ أَم قَمَرٌ / وَخَدٌّ ذاكَ أَم ذَهَبُ
جَمالٌ غَيرُ مُكتَسَبٍ / وَبَعضُ الحُسنِ يُكتَسَبُ
ثَكِلتِ الظَرفَ عاذِلَتي / أَهَذا الحُسنُ يُجتَنَبُ
عَدَدتُ لَها العُيوبَ وَلَيـ / ـسَ إِلّا الظَرفُ وَالأَدَبُ
فَتاةٌ بَينَ مَبسَمِها / وَبَينَ عُقودِها نَسَبُ
لَواحِظُها نَمَتها الهِندُ / لَكِن أَهلُها عَرَبُ
مُرَنَّحَةٌ إِذا خَطَرَت / رَأَيتَ الغُصنَ يَضطَرِبُ
مَشَت وَوَنَت رَوادِفُها / فَكادَ الخَصرُ يَنقَضِبُ
يُسَرُّ العاذِلونَ إِذا / نَأَت وَيَعودُني الوَصَبُ
وَيَصطَخِبونَ إِن قَرُبَت / وَعِندي يَحسُنُ الطَرَبُ
فَأَبكي كُلَّما ضَحِكوا / وَأَضحَكُ كُلَّما غَضِبوا
سَفَرَت فَقُلتُ لَها أَهَذا كَوكَبٌ
سَفَرَت فَقُلتُ لَها أَهَذا كَوكَبٌ / قالَت أَجَل بل أَينَ مِنّي الكَوكَبُ
وَتَبَسَّمَت فَرَأَيتُ رِئماً ضاحِكاً / عَن لُؤلُؤٍ لَكِنَّهُ لا يوهَبُ
وَتَمايَلَت فَالسَمهَرِيُّ مُصَمِّمٌ / وَرَنَت فَأَبصَرتُ السِهامَ تُصَوَّبُ
أَنشَبتُ أَلحاظي بِوَردِ خُدودِها / لَمّا رَأَيتُ لِحاظَها بي تَنشُبُ
قَد كَلَّمَت قَلبي وَلَم تَرفُق بِهِ / وَاللَحظُ لَو دَرَتِ المَليحَةُ مَخلَبُ
بَيضاءُ ناصِعَةٌ كَأَنَّ جَبينَها / صُبحٌ وَطُرَّتَها عَلَيهِ غَيهَبُ
يا طالَما اِكتَسَبَ الحَريرُ مَلاحَةً / مِنها وَيُكسِبُ غَيرَها ما يَكسَبُ
وَلَطالَما بَعضُ النِساءِ حَسَدنَها / وَلَطالَما حَسَدَ السَليمَ الأَجرَبُ
بَينَ الطِلاءِ وَبَينَهُنَّ قَرابَةٌ / مَشهورَةٌ عَنها الجَميلَةُ تَنكُبُ
إِنَّ المَلاحَةَ عِندَها عَرَبِيَّةٌ / وَجَمالُ هاتيكَ الدُمى مُستَعرَبُ
قُل لِلغَواني إِنَّها خُلِقَت كَذا / الحُسنُ لا يُشرى وَلا يُستَجلَبُ
فَإِذا بَلَغتُنَّ الجَمالَ تَطَرِّياً / فَاِعلَمنَ أَنَّ بَقاءَهُ مُستَصعَبُ
هَيهاتِ ما يُغني المِلاحَ الحُسنُ إِن / كانَت خَلائِقُهُنَّ لا تُستَعذَبُ
إِنّي بَلَوتُ الغانِياتِ فَلَم أَجِد / فيهِنَّ قَطُّ مَليحَةً لا تَكذِبُ
وَصَحِبتُهُنَّ فَما اِستَفَدتُ سِوى الأَسى / ما يُستَفادُ مِنَ الغَواني يُتعِبُ
وَخَبَرتُهُنَّ فَما لِبِكرٍ حُرمَةٌ / تَرعى وَأَغدَرُ مَن رَأَيتُ الثَيِّبُ
لا يَخدَعَنَّكَ ضَعفُهُنَّ فَإِنَّما / بِالضَعفِ أَهلَكَتِ الهَزيرَ الأَرنَبُ
أَزورُ فَتُقصيني وَأَنأى فَتَعتَبُ
أَزورُ فَتُقصيني وَأَنأى فَتَعتَبُ / وَأَوهَمُ أَنّي مُذنِبٌ حينَ تَغضَبُ
وَأَرجو التَلاقي كُلَّما بَخِلَت بِهِ / كَذَلِكَ يُرجى البَرقُ وَالبَرقُ خُلَّبُ
وَأَعجَبُ مِن لاحٍ يُطيلُ مَلامَتي / وَيَعجَبُ مِنّي عاذِلي حينَ أَعجِبُ
هُوَ البُخلُ طَبعٌ في الرِجالِ مُذَمَّمٌ / وَلَكِنَّهُ في الغيدِ شَيءٌ مُحَبَّبُ
كَلَفتُ بِها بَيضاءَ سَكرى مِنَ الصِبا / وَما شَرِبَت خَمراً وَلا هِيَ تَشرَبُ
لَها الدُرُّ ثَغرٌ وَاللُجَينُ تَرائِبٌ / وَشَمسُ الضُحى أُمٌّ وَبَدرُ الدُجى أَبُ
خَليلِيَ أَمّا خَدُّها فَمُوَرَّدٌ / حَياءً وَأَمّا ثَغرُها فَهوَ أَشنَبُ
لَئِن فَرَّقَت بَينَ الغَواني جَمالَها / لَدامَ لَها ما يَجعَلُ الغيدَ تَغضَبُ
وَلَو أَنَّ رُهبانَ الصَوامِعِ أَبصَروا / مَلاحَتَها وَاللَهِ لَم يَتَرَهَّبوا
تُكَلِّفُني في الحُبِّ ما لا أُطيقُهُ / وَتَضحَكُ إِمّا جِئتُها أَتَعَتَّبُ
أَفاتِنَتي حَسبُ المُتَيَّمِ ما بِهِ / وَحَسبُكِ أَنّي دونَ ذَنبٍ أُعَذَّبُ
أُحِبُّكِ حُبَّ النازِحِ الفَردِ أَهلَهُ / فَهَل مِنكِ حُبُّ الأَهلِ مَن يَتَغَرَّبُ
وَهَبتُكِ قَلبي وَاِستَعَضتُ بِهِ الأَسى / وَهَبتُكِ شَيئاً في الوَرى لَيسَ يوهَبُ
فَإِن يَكُ وَصلٌ فَهوَ ما أَتَطَلَّبُ / وَإِن يَكُ بُعدٌ فَالمَنِيَّةُ أَقرَبُ
لَعَمرُكَ ما حُزني لِمالٍ فَقَدتَهُ
لَعَمرُكَ ما حُزني لِمالٍ فَقَدتَهُ / وَلا خانَ عَهدي في الحَياةِ حَبيبُ
وَلَكِنَّني أَبكي وَأَندُبُ زَهرَةً / جَناها وَلوعٌ بِالزُهورِ لَعوبُ
رَآها يَحُلُّ الفَجرُ عَقدَ جُفونِها / وَيُلقي عَلَيها تِبرَهُ فَيَذوبُ
وَيَنفُضُ عَن أَعطافِها النورَ لُؤلُؤاً / مِنَ الطَلِّ ما ضُمَّت عَلَيهِ جُيوبُ
فَعالَجَها حَتّى اِستَوَت في يَمينِهِ / وَعادَ إِلى مَغناهُ وَهوَ طَروبُ
وَشاءَ فَأَمسَت في الإِناءِ سَجينَةً / لِتَشبَعَ مِنها أَعيُنٌ وَقُلوبُ
ثَوَت بَينَ جُدرانٍ كَقَلبِ مُضيمِها / تَلَمَّسُ فيها مَنفَذاً فَتَخيبُ
فَلَيسَت تُحيي الشَمسَ عِندَ شُروقِها / وَلَيسَت تُحيي الشَمسَ حينَ تَغيبُ
وَمَن عُصِبَت عَيناهُ فَالوَقتُ كُلُّهُ / لَدَيهِ وَإِن لاحَ الصَباحُ غُروبُ
لَها الحُجرَةُ الحَسناءُ في القَصرِ إِنَّما / أَحَبُّ إِلَيها رَوضَةٌ وَكَثيبُ
وَأَجمَلَ مِن نورِ المَصابيحِ عِندَها / حَباحِبُ تَمضي في الدُجى وَتَؤوبُ
وَمِن فَتَياتِ القَصرِ يَرقُصنَ حَولَها / عَلى نَغَماتٍ كُلُّهُنَّ عَجيبُ
تُراقِصُ أَغصانُ الحَديقَةِ بِكرَةً / وَلِلريحِ فيها جَيئَةٌ وَذهوبُ
وَأَجمَلَ مِنهُنَّ الفَراشاتُ في الضُحى / لَها كَالأَماني سِكنَةٌ وَوُثوبُ
وَأَبهى مِنَ الديباجِ وَالخَزِّ عِندَها / فَراشٌ مِنَ العُشبِ الخَضيلِ رَطيبُ
وَأَحلى مِنَ السَقفِ المُزَخرَفِ بِالدُمى / فَضاءٌ تَشِعُّ الشُهبُ فيهِ رَحيبُ
تَحِنُّ إِلى مَرأى الغَديرِ وَصَوتِهِ / وَتَحرُمُ مِنهُ وَالغَديرُ قَريبُ
وَلَيسَ لَها لِلبُؤسِ في نَسَمِ الرُبى / نَصيبٌ وَلَم يَسكُن لَهُنَّ هُبوبُ
إِذا سُقِيَت زادَت ذُبولاً كَأَنَّما / يَرُشُّ عَلَيها في المِياهِ لَهيبُ
وَكانَت قَليلُ الطَلِّ يُنعِشُ روحَها / وَكانَت بِمَيسورِ الشُعاعِ تَطيبُ
بِها مِن أُنوفِ الناشِقينَ تَوَعُّكٌ / وَمِن نَظَراتِ الفاسِقينَ نُدوبُ
تَمَشّى الضَنى فيها وَأَيارُ في الحِمى / وَجَفَّت وَسِربالُ الرَبيعِ قَشيبُ
فَفيها كَمَقطوعِ الوَريدَينِ صُفرَةٌ / وَفيها كَمِصباحِ البَخيلِ شُحوبُ
أَيا زَهرَةَ الوادي الكَئيبَةَ إِنَّني / حَزينٌ لِما صِرتِ إِلَيهِ كَئيبُ
وَأَكثَرَ خَوفي أَن تَظُنّي بَني الوَرى / سَواءً وَهُم مِثلُ النَباتِ ضُروبُ
وَأَعظَمَ حُزني أَنَّ خَطبَكِ بَعدَهُ / مَصائِبُ شَتّى لَم تَقَع وَخُطوبُ
سَيَطرَحُكِ الإِنسانُ خارِجَ دارِهِ / إِذا لَم يَكُن فيكِ العَشِيَّةَ طيبُ
فَتُمسينَ لِلأَقذارِ فيكِ مَلاعِبٌ / وَفي صَفحَتَيكِ لِلنِعالِ ضُروبُ
إِسارُكِ يا أُختَ الرَياحينِ مُفجَعٌ / وَمَوتُكِ يا بِنتَ الرَبيعِ رَهيبُ
وَلَكِنَّها الدُنيا وَلَكِنَّهُ القَضا / وَهَذا لَعَمري مِثلَ تِلكَ غَريبُ
فَكَم شَقِيَت في ذي الحَياةِ فَضائِلٌ / وَكَم نَعِمَت في ذي الحَياةِ عُيوبُ
وَكَم شِيَمٍ حَسناءَ عاشَت كَأَنَّها / مَساوِئٌ يُخشى شَرُّها وَذُنوبُ
أزور فتقصيني وأنأى فأتعب
أزور فتقصيني وأنأى فأتعب / وأوهم أني مذنب حين تغضب
وأرجو التلاقي كلّما بخلت به / كذلك يرجى البرق والبرق خلّب
وأعجب من لاح يطيل ملامتي / ويعجب مني عاذلي حين أعجب
هو البخل طبع في الرجال مذمم / ولكنه في الغيد شيء محبب
كلفت بها بيضاء سكرى من الصبا / وما شربت خمرا ولا هي تشرب
لها الدرّ ثغر واللجين ترائب / وشمس الضّحى أم وبدر الدّجى أب
خليلي أما خدّها فمورّد / حياء واما ثغرها فهو اشنب
لئن فرقّت بين الغواني جمالها / لدام لها ما يجعل الغيد تغضب
ولو أن رهبان الصوامع أبصروا / ملاحتها واللّه لم يترهّبوا
تكلّفني في الحبّ ما لا أطيقه / وتضحك إما جئتها أتعتّب
أفاتنتي حسب المتّيم ما به / وحسبك أني دون ذنب أعذّب
أحبك حبّ التازح الفرد أهله / فهل منك حب الأهل من يتغرّب؟
وهبتك قلبي واستعضت به الأسى / وهبتك شيئا في الورى ليس يوهب
فإن يك وصل فهو ما أتطلّب / وإن يك بعد فالمنيّة أقرب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025