المجموع : 49
غَراميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبا
غَراميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبا / وَأَهْلاً بِسُقْمِي مِنْ هَواكُم وَمَرْحَبا
غَزالُكُم ذاكَ المَصونُ جَمالُهُ / إِلَى غَيْرِه في الحُبّ قلبي ما صَبا
تَجلَّى على كلِّ القُلوبِ فَعِنْدَمَا / سَبى حُسْنُه كُلَّ القلوبِ تَحجَّبا
أَأَحْبابنا هَلْ عائِدٌ في حِماكُمُ / أُوَيْقاتُ أُنْسٍ كُلّها زَمَنُ الصِّبا
على حُبِّكم أفنيتُ حاصِلَ مَدْمَعي / وَغَيْر وَلاكُمْ عَبْدكُمْ ما تكسّبا
وَحَاشَاكُمُ أَنْ تُبْعِدوا عن جَمالِكم / حَليفَ هوىً بِالرّوحِ مِنْكُمْ مُعذَّبا
وإِن تَهْجُروا مَنْ وَاصلَ السّهْدَ جَفْنُهُ / وَهَذَّب فِيكم عِشْقَهُ فَتَهَذَّبا
وَأَحْسَنْتُم تَأديبَهُ بِصُدودكُمْ / فلا تَهْجرُوه بَعدَما قَدْ تَأَدَّبا
ولي مُهْجَةٌ دِينُ الصَّبابةِ دِينُها / فَكيْف تَرى عَنْكُمْ مَدى الدَّهْرِ مَذْهَبا
حَبَاكَ الجَمالُ وَأَوْفَى النَّصِيبَا
حَبَاكَ الجَمالُ وَأَوْفَى النَّصِيبَا / فَصِرْتَ إِلى كُلّ قَلْبٍ حَبِيبَا
وَرَدَّ جَلالُكَ عَنْكَ العُيُونَ / فَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَ الرَّقِيبا
مَنعْتَ دُمُوعِيَ أَنْ لا تَصُوبَ / وَأَسْهُمَ عَيْنَيكَ أَنْ لا تُصِيبا
وَأَقْسَمْتَ أَنْ لا يَراكَ امْرُؤٌ / سِوَى نَظْرَةٍ ثُمَّ يَدْعُو الطَّبِيبَا
وَحُسْنُكَ أَقْبَلَ فِي جَحْفَلٍ / فَلِمْ فِيكَ أَضْحَى فَريداً غَريباً
حَبيبَ القُلوبِ أَذَبْتَ العُيونَ / حَبِيبَ الفُؤادِ أَذبْتَ القُلوبَا
أَيا كَعْبةَ الحُسْنِ إِنّي جَعلْتُ / عَلى سَلْوَةِ الحُبِّ مِنّي صَليبَا
أَجابَتْ فَلَمْ تَلْقَ مِنّي نِدا / ونَادَتْ فَلَمْ تَلْقَ مِنّي مُجِيبَا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا
يَا حَبَّذَا نَهْرَ القَصِيرِ وَمَغْرِبَا / وَنَسِيمَ هَاتِيكَ المَعالِم والرُّبَا
وَسَقَى زَماناً مَرَّ بي في ظِلِّها / مَا كَانَ أَعْذَبَهُ لَديَّ وأَطْيَبَا
أَيَّامَ أُولَعُ بِالخُدُودِ نَقِيَّةً / وَالقَدِّ أَهْيَفَ والمُقبَّل أَشْنَبَا
وأزورُ حاناتِ المدام ولا أَرَى / غَيْرَ الَّذي قَضَتِ الخَلاعَةُ مَذْهَبا
مَا لي وَمَا فَاتَتْ سِنيّ أصابعي / لَمْ أَقْضِ بَاللّذات أوطار الصِّبا
فَلأَهْجُرنَّ أَخا الوَقارِ وَشأْنِهِ / وَلأَرْكَبنَّ مِنَ الغِوايَةِ مَرْكِبَا
وَلأَطْلَعَنَّ شُمُوسَ كُلّ مَسرَّةٍ / وَأَكُونَ مَشْرِقَ أُفْقِهَا والمَغْرِبَا
يَا صَاحِبيّ جُعِلْتُمَا بَعْدِي خُذا / قَوْلَ امْرِىءٍ عَرَفَ الأُمورَ وجَرّبا
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحْمَنُ شَيْئاً عَابِثاً / فَالخَمْرُ ما خُلِقَتْ لأَنْ تَتَجَنَّبا
وتغنَّيا لا بِالحَطِيمِ وَزَمْزَمٍ / بَلْ بِالحِمَى وَبساكِنِيهِ وزَيْنَبَا
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ
أَنْتُمْ لِعَبْدِكُمُ أَحِبَّهْ / وَلَهُ عَلَيْكُمْ حَقُّ صُحْبَهْ
يا نَائِمينَ عَنِ المُسهَّدِ / فَارِغينَ عَنِ المَحَبَّهْ
وَاللَّه ما عِنْدِي مِنَ السُّلْ / وَانِ عَنْكُمْ وَزْنَ حَبَّهْ
قَدْ كُنْتُمُ أُنْسِي فَهَا / أَنَا بَعْدَكُمْ في دَارِ غُرْبَهْ
لاَ فُرِّجَتْ عَنْ مُهْجَتِي / إِنْ مِلْتُ لِلسُّلوانِ كُرْبَهْ
يا ذَا الَّذي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ
يا ذَا الَّذي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ / به أَذابَ الغَرامُ قَلْبَهْ
مَا لكَ في الهَجْرِ مِنْ دَليلٍ / لَكِنْ هَذي عُلوّ قُبّه
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً
وَلَقَدْ وَقَفْتُ ضَحًى بِبابِكَ قَاضِياً / بِاللَّثْمِ لِلْعَتَبَاتِ بَعْضَ الوَاجِبِ
وَأَتَيْتُ أَطْلُب زَوْرَةً أَحْظَى بِهَا / فَرَدَدتَ يا عَيْني هُنَاكَ بِحَاجِبِ
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكى الظُبي في المَضارِبِ
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكى الظُبي في المَضارِبِ / عَلى أَنَّها أَمْضَى بِقَطْعِ الضَّرائِبِ
فَناهِيكَ مِنْ رَوْضٍ ثُغورُ أقاحِه / لَهُنَّ ابْتِسامٌ في وُجُوهِ الغَيَاهِبِ
ظُبي مُقَلٍ سَالمتهنَّ لَدى الهَوى / وأَفْعالُها في القَلْبِ فِعْلَ المُحاربِ
وَقَدْ جرّدتْ لِلفتْكِ فِينا فَلا تَرى / سِوَى دَمٍ مَضْروبٍ على خَدّ ضَاربِ
فَلا تَحذرَوُا بِيضَ القَواضِبِ واحْذَرُوا / قَواضِبَ سُودٍ في جُفونِ الكَواعِبِ
وَليلٍ شَرِبْنا فيه كأساً من اللَّمى / عَلى جُلّنار مِنْ خُدودِ الحَبائِبِ
تُرِيكَ بِهِ ضَحِكاً بُروقُ ثُغُورِهِ / إِذَا ما بَكَتْ فيهِ عُيونُ السَّحائِبِ
ودوحٍ كَسا عاريه منبجسُ الحيا / مَحاسنَ نَوْرٍ لم ترعْ بمعائبِ
فأبدى مِن النُوّارِ بِيضَ مَباسمٍ / وَأَرْخَى من الأَغْصانِ خُضْرَ ذوائِبِ
لَدى وَجَناتٍ مِنْ شَقيقٍ يَزينها / من المِسْكِ أَمْثالَ اللّحى والشَّواربِ
أَرْض الأَحبّةِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
أَرْض الأَحبّةِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ / سَقاكِ مُنْهَمِرُ الأَنْواءِ مِنْ كَثَبِ
ولا عَدَتْ أَهْلَكِ النائينَ مِنْ نَفَس ال / صِبّا تحيّة عاني القلب مُكْتَئبِ
قَوْمٌ هُمُ العُرب المَحْمِيِّ جارُهُمُ / فَلا رَعى اللَّه إلّا أَوْجُهَ العَربِ
أعزّ عِنْدِي مِنْ سَمْعِي ومِنْ بَصَري / وَمِنْ فُؤادي وَمِنْ أَهْلي وَمِن نَشَبي
لَهُمْ عَليَّ حُقوقٌ مُذْ عَرَفْتُهُم / كأنّني بَيْن أمٍّ مِنْهُمُ وأبِ
إِنْ كان أَحْسَنُ ما في الشّعْرِ أَكْذبهُ / فَحُسْنُ شِعْري فيهمْ غَيْرُ ذي كَذِبِ
حَيّاكِ يا تُرْبَة الهادي الشَّفِيع حياً / بِمَنْطق الرّعْدِ بادٍ منْ فم السُّحُبِ
يا ساكِني طَيْبَة الفَيْحَاء هَلْ زَمنٌ / يُدْني المُحِبّ لِنَيْل السؤلِ والأَربِ
ضَمَمْتَ أَعْظُمَ منْ يُدْعَى بأعظَمِ منْ / يَسْعَى إليه أُخو صِدْقٍ فَلَمْ يَخِبِ
وَحُزْتَ أَفْصَحَ مَنْ يَهْدِي وَأَوْضَحَ مَنْ / يُبْدِي وأَرْجَحَ مَنْ يُعزى إلى نَسَبِ
تَحْدُوا النِّياقُ كِرامٌ نَحْوَ تُرْبَتهِ / فَتملأ الأرْضَ مِنْ نُجب وَمِنْ نُحِب
يَسْعَوْنَ نَحْوَ هِضَاب طابَ مَوْرِدُها / كأنَّما العَذْبُ مُشْتَقٌّ مِنَ العَذَبِ
أَرْضٌ مع اللَّه عَيْنُ الشَّمْسِ تَحْرُسُها / فإِنْ تَغِبْ حَرَسَتْهَا أَعْيُنُ الشّهُبِ
يَا خَيْرَ سَاعٍ بباعٍ لا يُردُّ ويا / أَجَلَّ دَاعٍ مُطاعٍ طَاهرِ الحَسَبِ
مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلةً / يَا أَشْرَفَ الخلقِ إلّا أشرفُ الرّتبِ
لِي مِنْ ذُنُوبِي ذَنب وَافِرٌ فَعَسى / شَفَاعةً مِنكِ تُنْجيني مِنَ اللَّهَبِ
جَعَلْتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً / فَكَان لي ناظراً مِنْ نَاظر النُّوَبِ
إِلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَلَا حُجِبَتْ / عَنْ بَابِ جُودِكَ إِنَّ المَوْتَ فِي الحُجُبِ
وَقَدْ دَعَوْتُكَ أَرْجُو مِنْكَ مَكْرُمَةً / حَاشاك حَاشَاكَ أنْ تُدْعَى فَلَمْ تُجِبِ
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ / أَفْنَى المَدَامِعَ بَيْنَ الحُزْنِ والطَّرَبِ
إلى مَتَى أَنا أَدْعو كُلَّ مُقْتَربٍ / دَاني المَزارِ وأَبْكِي كُلَّ مُغْتَرِبِ
وَكَمْ أُرَدِّدُ في أَرْضِ الحِمَى قَدَمِي / تَرَدُّد الشكِّ بَيْنَ الصّدْقِ وَالكَذِبِ
لَوْ أَنكَرتْني بُيوتُ الحيِّ لاعْتَرفَتْ / مَواطىءُ العِيس لي في رَبْعِها اليَبَبِ
كأنَّني لم أُعَرِّسْ في مَضارِبها / ولم أَحُطَّ بِهَا رَحْلي ولا قَتَبي
ولم أغازِلْ فتاةَ الحيِّ مائِسةً / في رَوْضِها بين ذَاكَ الحَلْيِ والذَّهَبِ
تُبْدِي النّفارَ دَلالاً وَهْيَ آنِسةٌ / يا حُسْنَ مَعْنَى الرِّضَا في صُورةِ الغَضَبِ
لَيْتَ اللّيالي الَّتي أولتْ بَشاشتُها / إن لَمْ تُدِمْ هِبة اللّذاتِ لم تَهَبِ
ما بالهَا غلّبت حُزْني على فَرَحي / وَألْقتِ الحدّ بَيْنَ النّجْحِ والطَّلَبِ
ما اخْتَصَّ بِي حادِثٌ مِنْهَا فأغْبَنُها / كَذاكَ شِيمَتُها في كُلّ ذِي أَدَبِ
وَقائِل والمطايا قَدْ أَخدّ بِها / سَيْر الدليلِ بِجدٍ غَيْر ذِي لَعِبِ
حَتامٍ تُنْضِي وتُفْني العيسُ قُلْتُ لَهُ / نَيْلُ المناصِب مَوْقُوفٌ على النَّصَبِ
ما لي وللشّعراءِ المُنْكِري شَرَفي / وَفَوْقُ دُرِّهم ما تَحْتَ مُخْشَلبي
إن غِبْتُ عَنْهُمْ تَباهوا في قصائِدهمْ / بِغَيْبِة الشمسِ تَبْدُو زِينَةُ الشهُبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ
أَكَذا بِلاَ سَبَبٍ ولا ذَنْبِ / تُبْدِي الصُّدُودَ لِمُغْرَمٍ صَبِّ
أَصْبَحْتَ بالهِجْرَانِ تَقْتلُهُ / أو ما اكْتَفَيْتَ بِلَوْعَةِ الحُبِّ
لا بتَّ مِثْلَ مَبِيتِ مُهْجَتِهِ / مَأْوَى الهُمُومِ وَمَجْمَعِ الكُرَبِ
صَبٌّ يُقلِّبه الجَوَى فِكراً / ويُديرُه جَنباً إلى جَنْبِ
ما زِلْتَ تَنْدُبُ بِالبِعادِ وَمَا / تَنْفَكُّ بالتّفْنيدِ والعَتَبِ
وَأَرَاكَ يا أَملي مَللْتَ وَما / طَالتْ فَدَيتُكَ مُدَّةُ القُرْبِ
يا عاذِلي فيمَنْ كَلِفْتُ بِهِ / عَدِّ الملاَمَ وعَدِّ عَنْ عَتبِ
هُوَ مَنْ عَلمْت وقَدْ رَضِيتُ بِهِ / اللَّه يَحْفَظُهُ عَلى قَلْبِي
يا فاضِحَ البَدْرِ حُسْناً
يا فاضِحَ البَدْرِ حُسْناً / وَمُخْجِلاً لَلقَضيبِ
وَيا غزالاً شَرُوداً / مَرْعاهُ حَبُّ القلوبِ
ويا هِلالاً تَبدَّى / على قضيبٍ رَطيبِ
عَلَيْكَ لَجَّ عَذُولي / وَفِيكَ لَجَّ رَقيبي
قد زِدْتُ واللَّه عُجْباً / على مُحبٍّ كَئيبِ
قِفْ بالرّكائِبِ أو سُقْها بِتَرْتِيبِ
قِفْ بالرّكائِبِ أو سُقْها بِتَرْتِيبِ / عَسى تَسير إلى الحيّ الأعاريبِ
وَاسْأَلْ نَسيما ثَنَتْ أَعْطَافَنَا سَحَراً / مِنْ أَيْنَ جاءَتْ ففِيها نَفْحَةُ الطِّيبِ
وفي الركائبِ مَطْوِيٌّ على حُرقٍ / يَلْحقْنَ مُرْد الهَوى العُذْرِي بالشِّيبِ
يَلْقى الفُرَاقَ بِصَبْرٍ غَيْرِ منْتصرٍ / على النّوَى وبِوَجْدٍ غير مَغْلوبِ
يا ربّة الهَوْدَج المَحْميّ جَانبه / إِلامَ حُبّكَ يُغْريني ويُغْري بي
ظَنَنْتُ إنّ شَبابِي فيكَ يَشْفَعُ لي / وإنَّ جُودَ يَدِي يَقْضِي بِتَقْرِيبي
وقعْتِ بي وبآمالي عَلى خِدَعٍ / مِنَ المُنَى بَيْنَ تَصْدِيقِ وتكْذيبِ
وَأنّ أبْعدَ حالاتِ المحبَّةِ أنْ / يَلْقى الوَفاءَ مُحِبٌّ عِنْدَ مَحْبُوبِ
كَمْ قَدْ شَقِيتُ بِعُذّالي عَلَيكَ وكَمْ / شَقوا بِصَدّي وإعْراضي وتَقْطِيبي
أَسْعى إِلَيْكَ وَيَسْعَى بي مَلامُهُمُ / فَإِنّني بَيْنَ تأويبٍ وتأنيبِ
صَدَّتْ بِلاَ سَبَبٍ عَنّي فَقُلْتُ لَهَا / يا أُخْتَ يُوسُفَ ما لِي صَبْرَ أَيُّوبِ
تَرَحَّلي أَو أَقيمي أَنْتِ لي سَكَنٌ / وَأَنْتِ غايةُ آمالي ومَطْلوبِي
شَيْئانِ قَدْ أمِنّا مِنْ ثالثٍ لَهُما / وَجْدي عَليكِ وإحْسانُ ابن يَعْقوبِ
أَغرّ لا الوَعْدُ مَمْطولٌ لديهِ وَلَا / أُسْلُوبه في النَّدى عَنِّي بِمَسْلُوبِ
إذا سَطا قُلْتُ يا أُسْدَ العَرينِ قِفي / وَإنْ بَدَا قُلْتُ يَا شَمْسَ الضُّحَى غِيبي
يَبيتُ بِالبأسِ مِنْهُ البِشْرُ مُبتسماً / والسّيْفُ غَيْرُ صَقيلٍ غَيْرُ مَرْهوبِ
صُمّ المسائِل فِي يَوْمِ الجِدالِ لَهُ / أَمْضى وأنفذ مِنْ صُمّ الأَنَابِيبِ
يَا مَنْ لَهُ الودّ مِنْ سِرّي وَمِنْ عَلَني / وَمَنْ إِلى بابِهِ شدّي وتَقْرِيبي
كَمْ رُمْتُ لَوْلاَ اشْتياقي إن تُباعِدني / لِكي تَرى صِدْقَ ودّي بَعْد تجريبي
بِكَ انْتصرْتُ عَلى الأَيَّام مُقْتَدِراً / فَبِتْنَ مِنِّي بحدٍّ جِدّ مَرْهُوبِ
وَأَنْتَ أَتْقَنْتَ بالإِحْسانِ تَرْبِيتي / وأَنْتَ أَحْسَنْتَ بالإِتْقانِ تأديبي
وأَنْتَ أكْسَبتني رأياً غَنيتُ بِهِ / عَنْ أَن أُكَابِدَ مِنْ هَوْلِ التّجاريب
فاسألْ مَعانيكَ عَنِّي فَهْيَ تَخْبرُني / تُخْبِرُكَ عَنْ كَرمٍ مِنْهُنَّ مَوْهُوبِ
مَنْ سَيَّر الشُهبَ مِنْ نَظْمي الشُّموسَ ضُحىً / أَضاءَ ما بَيْنَ تَشْريقٍ وَتَغْريبِ
قَدْ جَرَّد البِيضَ مِنْ ذِهْني ومِنْ هِمَمي / وقُلِّدَ البيضَ مِنْ مَدْحِي وَتَشْبيبي
وَمِنْ مُحَمَّد إِقْدامي وَمِعْرفَتي / وَمِنْ مُحمَّدَ إِعْرامي وتهذيبي
لا رأي لي في جيادِ الخيلِ أَرْكَبُها / إذا نَهضْتُ فَعَزْمي خَيْرُ مَرْكُوبِ
أَعاذَكَ اللَّه مِنْ هَمٍّ أُكابِدُهُ / أَقولُ كَرْهاً لأحْشائِي بِهِ ذُوبي
مُلئتَ بالدّهر عِلْماً وَهُوَ يَمْلأُ بِي / جَهْلاً وَيَحْسَبُ مِنِّي غير مَحْسُوبِ
إِحْدَى الأَعاجيبِ عِنْدِي مِنْهُ لو وُصِفَتْ / لَكَانَ وَصْفي لَهَا إِحْدى الأَعاجِيبِ
لا يَسْتَقِرُّ بِوَجْهٍ غَيْر مُبْتَذِلٍ / ولا يَسيرُ بِعرْضٍ غَير مَثْلُوبِ
ولا يبيتُ له جارٌ بلا فَرقٍ / ولا يُسَرُّ لَهُ ضَيْفٌ بِتَرْحَيب
يَصدّ عَنِّي إذا قابلتُه غَضباً / ككافرٍ صَدّ عَنْ بَعْضِ المحارِيبِ
وَلَوْ ضَربتُ بأدنى الفِكْرِ قُلْتُ لَهُ / قَتَلْتَ في شرّ ضَرْبٍ شَرّ مَضْرُوبِ
فِدا نِعالِكَ ما ضَمَّت أَسرّتُهُ / وَإِنْ فُدِينَ بِمَمْقُوتٍ ومَسْبُوبِ
إِن المعالي بَراءٌ مِنْ تَجَشُّمِها / تَلبَّسَ المَجْدُ فِيها بالأَكاذِيبِ
فَلَيْتَ كُلّ مُريبٍ غابَ عاتِبُهُ / فِداء كلّ بريء العِرْضِ مَعْتُوبِ
وَلَيْتَ أَنّي لَمْ أُدْفَعُ إِلى زَمنٍ / ألقى الأسُودَ بِهِ طَوْعَ الأَرانيبِ
إن يحْجِبِ الأَضْعَفُ الأَقْوَى فَلاَ عَجَبٌ / فَرُبَّ عَقْلٍ بِسَتْرِ الوَهْمِ مَحْجُوبِ
والدّهْرُ لَيْسٍ بِمأمونٍ على بَشرٍ / يُديرهُ بَيْنَ تنعيمٍ وَتَعْذيبِ
فلا يَرُقْ مَسْكَنٌ فيهِ لِساكِنِه / ولا يَثقْ صاحِبٌ فيهِ بِمَصْحُوبِ
وَإِنَّما الناسُ إِلّا أَنْتَ في سِنَةٍ / مُعلّلين بِتَرْغيبٍ وتَرْهيبِ
أَلَسْتَ مِنْ نَفَرٍ لَمْ يُثْنَ دُونَهُمُ / عادٍ بِنَجْحٍ ولا عافٍ بتَخْييبِ
عَالِينَ في رُتَبٍ عافينَ عَنْ رِيبِ / دانينَ مِنْ شَرَفٍ نائينَ عن حُوبِ
كَريمٌ ما أَظْهرُوه مِنْ شَمائلهم / كريمٌ ما سَترُوه في الجلابيبِ
صَاغَتْ عِبارتُهُمْ حُسْنَ البديع بها / مِنَ البلاغَةِ في أَسْنى القَوالِيبِ
مِنْ كلّ مُنْتَهِجٍ جُوْداً ومُبْتَهِجٍ / بِشْراً إِلى حَلَبِ الفَيْحَاءِ مَنْسُوبِ
عَفٌّ كريمُ السّجايا مُحْسِنٌ عَلَمٌ / مِنَ الهُدَى في سَبيل اللَّه مَنْصُوبِ
فيهم لِكلّ فتىً يَغْشاهُمُ أَبداً / إِنْصافُ مَعْدلة في كُلّ أُسْلوبِ
لكلِّ ذي كِبَرٍ إِكبارُ تَكْرُمةٍ / وكلِّ ذِي صِغَر تَصْغير تَحْبيبِ
فاهنأ بذا العيدِ يا عيداً تُقلّلهُ / وابْشِرِ بِسَعْدٍ وأجر فيه مَجْلوبِ
وَاسْلَمْ على ما بِهذي الناسِ مِن عَطَبٍ / في العلمِ أو في الحَجَى أَو في التَّراتيبِ
فَلَيْسَ مَجْدُكَ في مَجْدٍ بِمُحْتَجَبٍ / وَلَيْسَ مَدْحُكَ في مَدْحٍ بمكذوبِ
وَلَيْس تَلقى اللّيالي غير مُنْصَرفٍ / وليس تَرْقى المعالي غَيْرَ مَخْطوبِ
دَعْني وشِعْري ومَنْ في جَفْنِهِ مَرضٌ / دُوني يُزلْ مَرضَ الأَجْفان تطبيبي
وَخُذْ شَواهِد ما أَمْليتُ مِنْ فِكَرٍ / تُثْني عَليكَ بِمَلْفُوظٍ وَمَكْتُوبِ
فَالدرُّ يحْسُنُ مَثْقُوباً لِناظِمِهِ / وَحُسْنُ لَفْظي دَرّ غَيْرُ مَثْقُوبِ
وكُلَّما قِيلَ شِعْرٌ أَو يُقالُ فما / أَراه إِلّا رَذاذاً مِنْ شَآبيبي
حَموا بِكُعوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
حَموا بِكُعوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ / وَصانُوا من الأَتْرابِ دُرَّ الترائبِ
وَهَزُّوا العَوالي مِنْ أَكفٍّ قَوابِضٍ / رِقابَ المعالي بالسُّيوفِ القَواضِبِ
فكم حَاجبٍ يَلْقَاكَ مِنْ دونِ أَعْيُنٍ / وكَمْ أَعْيُنٍ تَلْقاكَ من دُون حَاجبِ
وكَمْ بِتُّ أرعى مِنْ بُدُورٍ طَوالِعٍ / وَأَرْعَى عُهوداً مِنْ شُموسٍ غواربِ
وسَاروا فيا للَّه كَمْ مِنْ حَبائلٍ / تَصيدُ قُلُوباً مِنْ عُيونِ الحَبائبِ
جَلوْنَ على الأَحْدَاقِ خَيْرَ سَوالفٍ / وكُنَّ على العُشَّاقِ شَرَّ سَوالِبِ
بحمرة خدّ لا تُصابُ بِعارضٍ / وَخَمْرةِ ثَغْر لا تُعافُ لشاربِ
ألا في سبيلِ الحُبّ يا عَلْوَ مُهْجَةٌ / عليها لكِ الأَشْواقُ ضَرْبَةُ لازبِ
قِفي ودّعينا قَدْ بَدَتْ غُرْبَةُ النَّوى / وآذننا بِالبَيْنِ سَيْرُ الركائبِ
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ
عَذَابِي مِنْ ثَنَايَاكَ العِذَابِ / فَهَلْ شَفَعَ الرِّضَا عِنْدَ الرُّضَابِ
تَكَلُّفُ مَنْ تَكَلَّفَ مِنْكَ وُدّاً / طِلابٌ للِشَّرَابِ مِنَ السَّرابِ
نُسِبْتَ إِلى الجَمالِ وَفِيكَ بُعْدٌ / أَضَافَ لَكَ الجَمالَ إِلى الحِجَابِ
أَمَا وَهَوايَ فِيكَ لغَير عارٍ / كَمَا زَعَمَ الوُشاةُ وَلا بِعَابِ
وَمَا يَحْويهِ خَدُّكَ لاِجْتِنَاءٍ / وَمَا يُوحِيهِ صَبُّكَ لاجْتِنَابِ
ومَدْحِي حَاكماً في الجُودِ أَنْهَى / وَأَدْنَى في السَّخَاءِ مِنَ السَّحَابِ
لأنْتَ وإِنْ هَجَرْتَ فَدتْكَ رُوحِي / أَلذُّ إِليَّ مِنْ صِلَةِ الشَّبابِ
فَتىً فيهِ المعارِفُ وَالمَعالي / جَمَعْنَ لَهُ العِرَابَ إِلَى الغِرابِ
فَيُطْرِبُ حِينَ يَضْرِبُ في خُطُوبٍ / ويُعْرِبُ حِينَ يُغْرِبُ في خِطَابِ
أَمُوْضِحَ ثَغْرَ غَامِضِ كُلِّ عِلْمٍ / إِذَا مَا عَنْهُ أُغْلِقَ كُلُّ بَابِ
وَكَاشِفَ كُلِّ مَظْلِمَةٍ وَظُلْمٍ / بِآراءٍ خُلِقْنَ مِنَ الصَّوابِ
رَميْتَ عِدَاكَ في حَرْبٍ بِبَرْحٍ / بِأَمْثالِ البِحَارِ مِنَ الحِرَابِ
فَطَارَتْ أَنْفُسٌ فَوْقَ الثُّرَيَّا / وَغَارَتْ أَرْؤُسٌ تَحْتَ التُّرابِ
وَحْسبي أَنْ تَطلَّبْتُ المَعالِي / بِأَنَّ إِلى مَحبَّتِكَ انْتِسَابي
هَويْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ
هَويْتُ مَنْ رِيقَتُهُ قَرْقَفٌ / وَما لَهُ في ذَاكَ مِنْ شَارِبِ
قَلنْدَرِيّاً حَلَقُوا حَاجِباً / مِنْهُ كَنُونِ الخَطِّ مِنْ كاتِبِ
سُلْطَانُ حُسْنٍ زَادَ في عَدْلِهِ / وَاخْتَارَ أَنْ يَبْقَى بِلاَ حَاجِبِ
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها
لمّا دَرَتْ أَنّ المُحِبَّ بِغَيْرِها / وبِغَيْرِ ذِكْرَى حُبّها لَمْ يَطْرَبِ
هَجرتْهُ حِيناً ثُمّ لمّا أَنْعَمَتْ / جَاءَتْه في رَمَضان قَبْلَ المَغْرِبِ
لَوْ لَمْ تَكُن ابنَةُ العُنْقُودِ في فَمِهِ
لَوْ لَمْ تَكُن ابنَةُ العُنْقُودِ في فَمِهِ / مَا كَانَ في خَدِّه القاني أَبو لَهَبِ
تَبَّتْ يَدا عَاذِلي فيهِ فوجْنَتُهُ / حَمَّالةُ الوَرْدِ لا حَمَّالة الحَطَبِ
يا رُبَّ نَحْويٍّ لَهُ مَبْسَمٌ
يا رُبَّ نَحْويٍّ لَهُ مَبْسَمٌ / تَقْبِيلُهُ غَايةُ مَطْلَوبِي
قَدْ صُغِّرَ الجَوْهَرُ مِنْ ثَغْرِهِ / لَكِنَّهُ تَصْغيرُ تَحْبِيبِ
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَاني
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَاني / قَدْ شَغَلَا خَاطِري ولُبِّي
قَالُوا عَليٌّ فَقُلْتُ قَدْراً / قَالوا كَوَافِي فَقُلْتُ قَلْبِي
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِراتِ الَّتي تَسْبِي
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِراتِ الَّتي تَسْبِي / يَهُونُ عَليَّ اليَوْمَ قَتْلِيَ يا حُبِّي
إِذَا ما رَأَتْ عَيْنِي جَمالَكَ مُقْبِلاً / وَحَقِّكَ يا رُوحي سَكِرْتُ بِلاَ شُرْبِ
وَإِنْ هَزَّ عِطْفَيْكَ الصِّبَا مُتمايِلاً / أَضَاعَ الهَوى نُسْكِي وغُيِّبْتُ عَنْ لُبِّي
فَدعْنِي وَهَذا الخَدَّ أَعْصِرُ في فَمِي / عَنَاقِيدَ صُدْغَيْهِ وَحَسْبِي بِهِ حَسْبِي
لَوَ أَنَّ تُجَارَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ شَاهَدُوا / ثَنايَاكَ ما عَنّوُا على اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ
أَيَا سَاقِيَ الكَأْسِ الَّذي زَادَ خَدُّهُ / عَليهَا احْمِراراً عدِّ بالكَأْسِ عَنْ صَحْبِي
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالمُدامِ وَإِنَّما / إِذا لُحْتَ لم آمنْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّلْبِ
وَباللَّه قُلْ لِي أَيُّها الظبي كَيفَ قد / تَعَلّمت صيد الأُسْد في شَرَكِ الهُدْبِ
وماذا الَّذِي قَدْ بِعْتَ فاسْتَرهَنَت بِه / لَدَيْكَ الرُّبى رَهْناً كَثِيباً مِنَ الكُثبِ
فَخُذْ قِصَّةَ الشَّكْوَى مِنَ الأَعْيُنِ الَّتي / نَفَيْتَ لَذِيذَ النَّوْمِ عَنْهَا بِلا ذنبِ
وَلاَ تَعْتَبنْ صَبّاً تَهتَّكَ سِتْرُهُ / عَلَيْكَ فَهَتْكُ السّتْرِ أليق بالصبِّ