المجموع : 172
كساءَ بني نُوبَخت مهلاً فإنني
كساءَ بني نُوبَخت مهلاً فإنني / أراك تُناغي طيلسانَ بني حربِ
أُعيذكَ أن تأبى مَسيرةَ ليلةٍ / وتَصبرَ للتسيير في الشرق الغربِ
كسائي كسائي إنه الدربُ بيننا / فلا تَدَعِ الثَغرَ المخُوفَ بلا دَرْبِ
ولا تحسبَنِّي لا أغرِّدُ بالتي / تَليني بها في الحَفلِ طوراً وفي الشَّربِ
فأعْفِ بحقي في الشتاء فلن أرى / قَبولَ كساءٍ منك في الصيف ذي الكَرْبِ
وصبراً فإن الحُرَّ باللَّوْمِ تُبتغى / إثابَتُهُ والعبدُ بالشتمِ والضرب
سأقصِر عن خالدٍ مَنْطقي
سأقصِر عن خالدٍ مَنْطقي / وعن أمه حافظاً مَنْصِبي
لأنَّ إحاطتها بالأيور / تُوَهِّمُنِيهِ أخي من أبي
وتُسْلينيَ الأيامُ لا أنَّ لوعتي
وتُسْلينيَ الأيامُ لا أنَّ لوعتي / ولا حَزَني كالشيء يُنْسى فَيَعْزُبُ
ولكنْ كَفاني مُسْلياً ومُعزِّياً / بأنْ المدى بيني وبينك يقربُ
ليس عن شرّكم ولا عن أذاكمْ
ليس عن شرّكم ولا عن أذاكمْ / مُسْتمازٌ ولا ذَرىً للجَنوبِ
قلَّ مِنْ خيركم نصيبي ولكنْ / أنا من شَرّكم كثيرُ النصيبِ
إن تباعدت نالني من بعيدٍ / أو تقرَّبتُ نالني من قريبِ
هي سوداءُ غيرَ أنَّ عليها
هي سوداءُ غيرَ أنَّ عليها / ظُلمةً تَدْلهمُّ منها القلوبُ
فتراها كأنها حين تبدو / عِظْلِمٌ فوق صَدرها مَصبوبُ
أكلتُ رغيفاً عندَ عيسى فملَّني
أكلتُ رغيفاً عندَ عيسى فملَّني / وكان كهمِّي من محبٍّ مُقَرَّبِ
رآني قليلَ الخوف من لحظاته / وذلك من شأني لهُ غيرُ مُعجبُ
يُريدُ أَكيلاً رُزْؤهُ من طعامه / كرُزءِ كتابٍ من تراب مُتَرِّبِ
إذا لَحِظتهُ عينُهُ عند مَضْغِهِ / طوى الأُنسَ طيَّ الخائف المترقبِ
يُحبُّ الخميصَ البطن من أكلائه / ويُضحي ويُمسي بطنهُ بطنَ مقرِب
وما أُنسُ ذي أُنسٍ لعيسى بمؤنسٍ / ولا وَقْعُ أضراسِ الأكيل بمُطربِ
تزَوَّدْ إذا آكلتَهُ فهي أكلةٌ / وما أختُها إلا كعنقاءِ مُغْربِ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ / يا صاحبَ العينِ المُصابَهْ
أهلَ السماحةِ والرجا / حة والأصالة واللَّبابَهْ
القائلينَ الفاعلي / ن أُولي الرياسة والنِّقابَهْ
والفارعينَ المجدَ وال / بانينَ فوقهُمُ قِبابهْ
الآخذينَ بأنفهِ / لا كالأُلى عِلِقوا ذِنابَهْ
نُجبٌ تلوح إذا بَدَوْا / بوجُوهم غُررُ النجابهْ
لم يبقَ طودٌ للعلا / لا يرتقي أحدٌ هِضابهْ
إلا كأنَّ اللَّه ذل / لَلَ عامداً لهمُ صِعابهْ
وإذا استعارَ الحمدَ يو / ماً معشرٌ ملَكُوا رقابهْ
يا رُبَّ رأيٍ فيهمُ / لا تَبلغُ الآراءُ قابهْ
وندىً إذا فُقِدَ النَّدى / يتتبَّعُ العافي مُصابهْ
قومٌ إذا صَدْعٌ تفا / قَمَ مرةً كانوا رِئابهْ
وإذا شتاءٌ أخلفتْ / أنواؤه خَلفوا سَحابهْ
جُعلتْ بيوتُهم مع ال / بيتِ العتيقِ لنا مَثابهْ
ننتابُ فيها نائلاً / جَزْلاً متى شئنا انتيابهْ
ويلوذُ لائذُنا بها / إن حبلُنا اضطربَ اضطرابهْ
لم يَدْعهُمْ مُستنجدٌ / إلا ودعوتُه المُجابهْ
كم عائذٍ من دهرِهِ / بهمُ إذا ما الدهرُ رابَهْ
خُذ في النوائب منهمُ / حَبْلاً ولا تَخَفِ انقضابَهْ
أمثالَهُمْ فاعْممْ بمد / حكَ عَمَّهُمْ حُسْنُ الصحابهْ
واخصُصْ أبا العباس بح / رَ الجودِ حقاً لا سرابهْ
ملِكٌ يظلُّ إذا غدا / تتعاورُ الأيدي رِكابهْ
سائلْ بسؤدَدِهِ المعا / شرَ بل ندَاهُ وانسكابهْ
يُخبرْك عنهُ باليقي / ن ويجعل الجدوى جوابهْ
غيثٌ إذا اسْتَمطرتَهُ / ألفيتَ من ذَهبٍ ذِهابهْ
قعدَ العُفاةُ وسيبُهُ / يَختبُّ نحوهُمُ اختبابهْ
أغنتهُمُ نفحاتُهُ / حتى لقد هجروا جَنابهْ
لكنْ وفودُ الشكرِ لا / تنفكُّ قد شحنتْ رحابهْ
ولَمَا ابتغى من شاكرٍ / شُكرَ النَّوالِ ولا استثابهْ
أعطى الذي لَوْ سِيمَ حا / تمُ أْخذَهُ يوماً لهابَهْ
فأباحَهُ حَمْدَ الورى / مالٌ أباحهُمُ انتهابهْ
كم رايةٍ للمجد فا / زَ بِهَا وأخطأها عَرابهْ
ويُجيلُ في الخَطْب الذي / تُضحي شواكِلُهُ تَشَابهْ
رأياً إذا الخطأ المُخي / لُ أطالَتِ الفِرَقُ اعتقابهْ
لم يحتجبْ عنه الصوا / بُ وأين عنهُ تَرى احتجابهْ
لا رَأْيَ في مَجهولَةٍ / يجتابُ ظُلمتَها اجتيابَهْ
تجلو به سدفَ العما / ية عنك أو ترضى انجيابهْ
أجلى البصيرة لا تَقَح / حُمَه تخاف ولا ارتيابهْ
ماضي القضاءِ إذا ارتأى / لم يستطع شَكٌّ جِذابهْ
ما عاب ذو طعم ريا / ضَتَهُ الأمورَ ولا اقتضابهْ
وبكَيده يَروي القنا / عَلَقاً ويختضبُ اختضابهْ
وتصيدُ لَحمَتها عُقا / بُ الموتِ يومَ تَرى عقابهْ
فَضَلَ الرجالَ ذوي الكما / لِ كما اعتلى جبلٌ ظِرابَهْ
أقسمتُ بالمَلِكِ الذي / لم يستطِعْ مَلِكٌ غِلابهْ
لقد استدَرَّ له المدي / حُ وما تكلَّفتُ احتلابهْ
ولقد حلفتُ بما حلف / تُ به وما أبغي خِلابهْ
يا بُعدَهُ مما افْتري / تَ من الفواحش واغترابَهْ
خنَّثْتَ أَرْجَلَ مَنْ مَشى / ونسيتَ خُنْثَكَ يا تُرابهْ
لو أنَّ عِرسَك بايتت / هُ لَما دعَتْهُ إذاً لُبابهْ
مَعَ أنهُ لم يَجْتنبْ / رَجلٌ حِمَى الدين اجتنابهْ
وهَل اتَّقى كتِقائه / أحدٌ أو ارتقبَ ارتقابهْ
ما ضَرَّهُ أهَجَوْتَهُ / يا وغدُ أم طَنّتْ ذُبابهْ
أنشأتَ تهجوهُ فأكْ / ثرتَ الكلام بلا إطابهْ
وأحلتَ في بيت وما / زِلتَ البعيد من الإصابهْ
أنَّى يكون مُمدَّداً / رَجلٌ وقد رفعوا كِعابهْ
لكنه بيتٌ عَرا / كَ لذكر معناه صَبابهْ
فعميتَ عن سنَن الطري / قِ وظِلْتَ تركبُ كل لابهْ
كم صرعةٍ بين العبي / دِ وخَلْوةٍ لك مُسْترابهْ
أصبحتَ تَنْحَلُها الكرا / مَ بوجنةٍ فيها صَلابهْ
وكذاكَ مثلك ينحلُ السا / داتِ عَرَّتَهُ وعَابهْ
قد قلتُ إذ خُبِّرتُ عن / ك بما أشبتَ من الأُشابهْ
هلّا نهاهُ عن الكرا / م وقِيله فيهم كِذابَهْ
عَوَرٌ وإعوارٌ به / لا تَضْبِطُ الأيدي حِسابَهْ
منه بلاءٌ باستهِ / ليست عليه بالمُثابَهْ
كلبٌ عوى مُستقتِلاً / والحَيْنُ يَستعوي كلابهْ
فَهَدى إليه عُواؤُه / لمّا عوى رِئبالَ غابهْ
ألقى كلاكِلَهُ علي / هِ وعلَّ من دمه حِرابهْ
فاظنُن بكلبٍ شامَ في / ه الليثُ مِخْلَبَهُ ونابهْ
أنَّى يَسُبُّ بني ثوا / بة أو عبيدَ بني ثوابهْ
من كل شيءٍ يُسْتَتَا / بُ وما استُهُ بالمُستَتابهْ
كم إخوةٍ وارت له / سوءاتِهِم تلك الغُرابهْ
لإخالهُ يوم القيا / مة باستِهِ يُؤتى كتابهْ
إذ لا يُرى ذنبٌ له / إلا بها وَلِيَ اكتسابهْ
بل كلُّ عضوٍ منه يو / جَدُ مذنباً حاشا عُنابهْ
ولو استطاع لصاغه / دُبُراً ولالْتمسَ انقلابهْ
ليكون باباً للفيا / شل عَجَّل اللَّه اجتبابهْ
يا من لحاهُ على الفوا / حش يرتجي يوماً متابهْ
خلِّ الشقِيَّ وَحَيَّةً / تنسابُ فيه وانسيابهْ
أنَّى يُلاقي القارظَ ال / عَنَزيَّ من يرجو إيابهْ
ماذا نَقِمْتَ على امرىءٍ / يُؤوي إلى جُحرٍ حُبابهْ
وله نعاجٌ لا يزا / ل مُخلِّيا فيها ذئابهْ
لا بل نساءٌ يزدَبِبْ / نَ أيور ناكتِهِ ازدبابَهْ
هنَّ المآب لكل من / أمسى ولم يَعرفْ مآبهْ
ناهِيكَ من ثقةٍ سها / مُ القوم مُودَعَةٌ جِعابَهْ
لم يَعْتصِبْ ذو حرمةٍ / بعصائب العار اعتصابهْ
كلّا ولا احتقب المآ / ثمَ في إباحتها احتِقابهْ
ومُعنِّفٍ لي أنْ هَجَوْ / تُك يا أقلَّ من الصُّؤَابهْ
قال اطوِ عِرضك لا تُدَنْ / نِسهُ وأوْدِعْهُ عِيابهْ
ما كفءُ عرضك عرضُ مع / رورٍ فلا تحكُكْ نِقابهْ
فأجبتُه إذ قال ذا / كَ بخُطبةٍ فَصَلَتْ خطابهْ
لو سَبَّ غيرَ بني ثوا / بةَ ما جَشِمتُ لهم سِبابهْ
وَلَمَا رضيت لمنطقي / فَرْعَ اللئيم ولا نِصابهْ
لكنني أحميهُمُ / ما حالَفَتْ بَحْري صُبابهْ
وأرى يسيراً فيهمُ / تدنيسَ عرضي أو ذَهابَهْ
إن المكارِه في حِما / يتهم عِذابٌ مُستطابهْ
واليْتُهم ما حالفتْ / أوعالُ شابةَ هضبَ شَابَهْ
وإذا امرؤ عاداهُمُ / أصفرتُ من وُدّي وِطابهْ
ومتى امترى حلبَ الوصا / ل ملأتُ من هجر عِلابَهْ
إذ لا أبالي فيهمُ / حسكَ العدو ولا ضِبابَهْ
من كان مكتئباً لذا / ك فقد توخيت اكتئابهْ
لا زالَ يَقْدَحُ وَرْيُهُ / في صدره أبداً قُحابَهْ
قلبي حِمىً لَهُمُ فلَمْ / يحتلَّ غيرُهُمُ شِعابهْ
لِمْ لا وذكراهُمْ له / رَوْحٌ إذا ما الهمُّ نابهْ
ومتى تَباعدَ مطلبٌ / فبِيُمْنهم نرجو اقترابهْ
وتحرِّياً لرضاهُمُ اسْ / تنفرت من شِعري غِضابهْ
وَسَلَلْتُ دُونَهُمُ علي / ك ودون حوزتهم عِضابهْ
سامَتْ قوافيك السما / ء ورُمتَ أمراً ذا مَهابَهْ
فاربَعْ عليك فمن رمى / صُعُداً بجَنْدلِهِ أصابهْ
ما كان قدرُك أن تفو / ه بمدحهم بَلْهَ المَعابهْ
لا سيّما بفمٍ يَظَل / لُ مَنِيُّ ناكتِهِ شرابهْ
تَمْري الأيورَ به إذا / أهدى حشاكَ لها خِضابهْ
أَقْذِرْ وأخبِثْ بالمني / يِ إذا عبيطُ السَّلح شابهْ
هَتْماً لفيك أما تَخَيْ / يَرَ ما يشوبُ بهِ لُعابهْ
وإخالُ ذلك لم يزد / في خُبثه لكن أطابهْ
هَلّا مُسِخْتَ وقد ذكر / تَهمُ بجِدٍّ أو دُعابهْ
لكنَّ المَسْخَ المسخِ مُمْ / تنعٌ ولا سيما الزَّبابهْ
أتظن أنك لو مُسخ / تَ بلغتَ قُبحك أو قُرابهْ
ما يُمسخُ المسخُ الذي / لم يُكسَ ما يخشى استلابهْ
كلا وما بين الفرا / ق وبين وجهك من قَرابهْ
ذِكراهُمُ بَسْلٌ على / من كان مثلك في الجنابهْ
لا بل على من مسّ ثو / بك ثم لم يغسِل ثيابهْ
لا بل على من خاض ظل / لَك ثم لم يَسلخ إهابهْ
لم تهجُهُم إلا لكي / تهجي فتُذكَرَ في عِصابهْ
طَلَبَ النَّباهةِ إذ رأَيْ / تكَ من خُمولك في غيابَهْ
جاهٌ تُرمِّمُهُ ودُبْ / رٌ تبتغي أبداً خَرابهْ
فإذا ظَفِرتَ بحادرٍ / ذي كُدْنَةٍ تَرْضَى وِثابهْ
لم تُلفِ عبدَ اللَّهِ بل / ألفيتَ زيداً وانتصابهْ
ولَمَا انتصبتَ مُعاملاً / ضَرْبَ المُواثِبِ بل ضِرابهْ
ولربما كان انتصا / بُ المرءِ للفعل انكبابهْ
وعلاكَ عبدُ اللَّه ين / ظِمُ بين عَجْبِك والذؤابهْ
بعُجَارِمٍ يشفي الفقا / حَ إذا شَغَبْنَ من السَّغابهْ
ذي فَيْشَةٍ شكَّتْ فؤا / دَك بعدما هتكت حِجابهْ
يا ضُلَّ تَفْدِيةٍ هنا / لك تستديمُ بها هِبابهْ
تَبَّتْ يداك مُفَدِّياً / ما تَبَّ من أحدٍ تَبابهْ
شيخٌ إذا حَدَثٌ أها / نَ مَشيبَهُ فدَّى شبابهْ
لَهْفي عليك مُخَنَّثاً / وعلى لسانك ذي الذَّرابهْ
ماذا يخوضُ الأيرُ في / ك من الكتابةِ والخطَابهْ
هلّا شكرتَ بني ثوا / بَةَ ما حدا حادٍ رِكابهْ
أن صادفوا من قد عَلِمْ / تَ وعَبْدَهُ يحشو جِرابهْ
إذ لم يَرَوْا تقريعه / يوماً بذاك ولا اغتيابهْ
كرماً فكان جزاؤهم / منهُ أن انتدبَ انتدابهْ
يهجوهُمُ بَغْياً ويُل / صِقُ دائماً بِهِمُ شِغابَهْ
وكذلك البغَّاءُ با / غٍ إن تَفَهَّمْتَ انتسابهْ
رجلٌ يطالبُ غير ما / جعلَ الإلهُ له طِلابهْ
سائلْ بذلك بَخْسَهُ / حقَّ الغواني واغتصابهْ
زَحَمَ الأيورَ على الفرو / جِ مَعاً فسدَّ بها نِقابهْ
فَاهُ الخبيثَ ومَنخِرَيْ / هِ وفقحةً منهُ رُحابهْ
وحشا مسامعَهُ بها / فحمى مُعاتِبَه عِتابهْ
ثم اغتدى مُتَبرِّئاً / من ذاك يَنْحَلُهُ صِحابهْ
أسدى إليك القومُ مع / روفاً فلم تحسن ثوابهْ
ستروا عليك وقد رأوْا / نَفْسَ الفضيحة لا الإرابهْ
فَجَحَدْتَهُمْ جحداً جعل / تَ قبيحَ قَرْفِكَهُمْ قِطابهْ
وغدوتَ بَهَّاتَ الجَبي / نِ وأنت لم تمسحْ ترابهْ
ترميهِمُ بالإفك مُطْ / طَرِحاً سَداهُمْ واحتسابهْ
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْ / تَ وتنجلي عنك الضبابهْ
سَتَذُمُّ ما اكتسبتْ يدا / ك إذا لقيت غداً عقابهْ
وتُقرُّ أنك جاهلٌ / لم تأتِ من أمرٍ صَوابهْ
من باتَ يحتطِبُ الأفا / عِيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطابهْ
ولرُبَّ مثلك قد أطَلْ / تُ على خطيئته انتحابهْ
وجعلتُ في نَظْمَ الهجا / ءِ فِياشَ ناكتهِ سِخَابهْ
حتى غدا بعد المِرا / ح عليه سِربالُ الكآبهْ
مُترقِّباً مِنْ فوقهِ / يخشى عَذابي وانصبابهْ
وأنا الذي قدحَ الهجا / ءُ بزَنْدِهِ قِدْماً شهابهْ
وأنا الذي مِنْ أرضِهِ / يمتارُ حنظلَهُ وصَابَهْ
وإذا تمرَّد ماردُ ال / شُعراء ولَّاني عذابَهْ
أمَّا إذا استفتحْتَهُ / فلأفتحنَّ عليك بابهْ
ولأُصلينَّك جاحمَ ال / شِعر الذي هِجت التهابهْ
قَذَعٌ إذا سَفَعَ الحدي / دَ سعيرُ أيسرِه أَذابهْ
خُذها جوابَ مُفَوّهٍ / ما زال يُفْحِمُ من أجابهْ
جَمُّ الصِّياب إذا امرؤٌ / كثرت خواطئهُ صِيابهْ
يَفْري الفريَّ بِمقْولٍ / لو هزَّهُ للصخر جابهْ
يمتاحُ من بحرٍ يهو / لُ العين حين ترى حِدابهْ
ويُصِمُّ من سمع الْتِطَا / م الموج فيه واصطخابهْ
لا مادَ رأياً بعدها / لك إن صَدَمْتَ بها عُبَابهْ
وغزالٍ ترى على وَجْنتيهِ
وغزالٍ ترى على وَجْنتيهِ / قَطْرَ سَهْمَيْهِ من دماء القلوبِ
لهفَ نفسي لتلك من وَجَنَاتٍ / وردُها وردُ شارقٍ مَهْضوبِ
أنهلَتْ صِبْغَ نفسها ثم عُلَّتْ / من دماءِ القتلى بغير ذنوبِ
بل أتى ما أتى إليهمْ من الأم / ر بوِترٍ لديهمُ مطلوبِ
جرحتْهُ العيونُ فاقتصَّ منها / بجوىً في القلوب دامي النُّدوب
لم يُعادِلْهُ في كمالِ المعاني / توأمُ الحُسنِ من بني يعقوبِ
أيا فَضْلُ إنك فضلٌ أصا
أيا فَضْلُ إنك فضلٌ أصا / ب شيخكَ من حيثُ لم يكتسبْ
ومن يَتَّق اللَّه يصنعْ له / ويرزقْهُ من حيثُ لم يحتسبْ
جزى اللَّه شُبَّان جيرانِنا / جزاءَ الشفيق الحَفيِّ الحَدِبْ
يَرقُّونَ للشيخِ منا العقيمِ / فيأتونَ من برِّه ما يجبْ
لعمرُك ما السيفُ سيف الكميِّ
لعمرُك ما السيفُ سيف الكميِّ / بأخوفَ من قلم الكاتِبِ
لهُ شاهدٌ إنْ تأمّلتَهُ / ظهرتَ على سرِّهِ الغائبِ
أداةُ المنيةِ في جانبَيْه / فَمِنْ مثلِهِ رهبةُ الراهبِ
سنانُ المنيّةِ في جانبٍ / وسيفُ المَنِيَّةِ في جانبِ
ألم تر في صدره كالسنان / وفي الرِّدفِ كالمُرْهَفِ القاضبِ
طَرِبْتُ ولم تَطْربْ على حين مَطْرَبِ
طَرِبْتُ ولم تَطْربْ على حين مَطْرَبِ / وكيف التصابي بابن ستَّينَ أشيبِ
ومما حداك الشوقَ نوحُ حمامة / أرنَّتْ على خُوطٍ من البانِ أهدبِ
مطوَّقةٍ تبكي ولم أرَ قبلها / بدا ما بدا من شجوها لم تسلَّبِ
تظلَّمَ عمروٌ من هِجائي وقد عَلَتْ
تظلَّمَ عمروٌ من هِجائي وقد عَلَتْ / بما قلتُ فيه حالُهُ ومراتبُهْ
وأغفلَ ظُلمِيهِ بقَصْدِيه راغباً / فواعجباً والدهرُ جمٌّ عجائبُهْ
ويا من جنى قَصْدي أبا الخَطْم إنه / تمنَّع واعتاصَتْ عليَّ مطالبُهْ
أُعيذُكَ من طَعْنِ الأعادي وقولهم / جَوادٌ تقضَّت من نَداهُ مآربُهْ
اكتَهلتْ همَّتي فأصبحتُ لا
اكتَهلتْ همَّتي فأصبحتُ لا / أبهَجُ بالشيء كنت أبهجُ بِهْ
وحسبُ من عاش من خُلُوقَتِهِ / خُلوقَةٌ تعتريهِ في أرَبِهْ
أبا حسنٍ وأنت فتىً أديبُ
أبا حسنٍ وأنت فتىً أديبُ / له في كل مَكْرُمَةٍ نصيبُ
أترضى أن تكونَ من المعالي / بمَدْعَى مُستغاثٍ لا يُجيبُ
أسأتَ فهل تنيب إليَّ أم لا / فها أنا ذو الإساءة والمنيبُ
لقد ولدتك آباءٌ كرامٌ / من الآباء ليس لهم ضَريبُ
فلا تَخْلُفْهُمُ في أمر مثلي / خِلافةَ من أُطيبَ وما يَطيبُ
أحالَ المُنجِبون عليك أمري / فلم يَقْبل حَوَالتهم نجيبُ
وقلتَ وَرِثْتُ مجدَهُمُ فحسبي / بإرثِهمُ وذلك ما أعيبُ
ألا إنَّ الحسيبَ لَغيرُ حيٍّ / غدا وعمادُهُ مَيْتٌ حسيبُ
أترضى أن يقولَ لكَ المُرجِّي / لأَنت المرءُ راجيه يخيبُ
رضيتَ إذاً بما لا يرتضيهِ / من القومِ الكريمُ ولا اللبيبُ
أتأمنُ أن تُواقِعك القوافي / ويومُ وِقاعِها يوم عصيبُ
أَبنْ لي ما الذي تَأوِي إليه / إذا ما القَذْعُ صَدَّره النسيبُ
أمعتصِمٌ بأنك ذو صِحابٍ / من الشعراء نصرُهُمُ قريبُ
وما تُجدي عليك ليوثٌ غابٍ / بنُصرتها إذا دمَّاك ذيبُ
تَوقِّي الداء خيرٌ من تَصَدٍّ / لأيسرِهِ وإن قَرُبَ الطبيبُ
أذلكَ أم تُدِلُّ بعزِّ قومٍ / قد انقرضوا فما منهم عَريبُ
ألا نادِ البرامكة انصروني / على الشعراء وانظر هل مُجيبُ
وكيف يُجيبك الشخص المُوارى / وكيف يُعزُّك الخدُّ التريبُ
ولو نُشروا لما نصروا وقالوا / أرَبْتَ فكان حقُّك ما يُريبُ
أتدعونا إلى حَرْب القوافي / لِتَحرُبَنا السلامةَ يا حريبُ
ألم تَرَ بذلَنا المعروفَ قِدْماً / مخافةَ أن يقومَ بنا خطيبُ
أذَلْنا دون ذلك كل عِلْقٍ / ومُلْتمِسُ السلامة لا يخيبُ
عليك ببذل عُرفك فاستجرْهُ / كذلك يفعل الرجل الأريبُ
رأيتُ الأخلّاء في دهرنا
رأيتُ الأخلّاء في دهرنا / وأجدِرْ بنائبةٍ أن تنوبا
إذا حشدوا لأخٍ مرةً / أظلُّوه للمَنِّ عَوْداً رَكوبا
سأستَنصرُ اللَّهَ حسبي بهِ / نصيراً وإلا فحسبي حسيبا
إذا خُلَّةٌ خانتك بالغيب عهدها
إذا خُلَّةٌ خانتك بالغيب عهدها / فلا تجعلنَّ الحزنَ ضربةَ لازِبِ
وهبْ أنها الدنيا التي المرءُ مُوقنٌ / بفرقتها والمرءُ في شأن لاعبِ
طلعت شنطفٌ صباحاً فقلنا
طلعت شنطفٌ صباحاً فقلنا / كيفَ أمسيتِ يا فُسَاء الكُرنبِ
فأجابت بشرِّ حالٍ فقلنا / لِمْ فقالت من شهوة الزَّرْنَبَنْبِ
فأشرنا به عليها فقالت / أيُّ أيرٍ يَهَشُّ للطَنْبَلَنْبِ
ليس ذنبي إلى الأُيورِ سوى وجْ / هي فقلنا بخٍ بخٍ أيُّ ذنبِ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ / ورجائِهِم غَوْثَ الأطبَّهْ
لم يَشْفِهِمْ كدُّ الطبي / بِ ولا عنايتُهُ المُكِبَّهْ
لم تُقْضَ حاجتُهم ولا / نَفعتْهُمُ نفسٌ مُحِبّهْ
ما زارهُم فرحٌ ولا / كانت كُروبُهمُ مُغِبَّهْ
تَرْحاً لدارٍ إنما / سكانُها رُفَقٌ مُخِبَّهْ
تقتادُهم نحو الرَّدى / طُرُقٌ إليه مُستتبَّهْ
دارٌ غريبٌ خيرُها / وترى الشرورَ بها مُرِبَّهْ
أدوَتْ وغابَ دَواؤُها / عن كل نفسٍ مُسْتطبَّهْ
وصَفَتْ محبةُ أهلها / منها لمُدْغِلةٍ مُضِبَّهْ
ناموا على صيْحاتها / بهمُ الشدادِ المُستهبَّهْ
كم غرَّ قوماً حُلْوُها / من مُرِّها إلا الألِبَّهْ
فتهافتوا في شُهْدِها / فتهالكوا مثل الأذِبَّهْ
ما آنسَ الإنسانَ بال / دُنيا الدَّبوبِ له المُدبَّهْ
تغدو عليه عَدُوَّةً / ويَعدُّها أمّاً وحِبَّهْ
يا لهف نفسي للأحب / بَة لو شَفى اللَّهْفُ الأحبَّهْ
ولحيةٍ سائلةٍ مُنْصَبَّهْ
ولحيةٍ سائلةٍ مُنْصَبَّهْ / شهباءَ تحكي ذنبَ المِذبَّهْ
ألا فتىً يُرضي بِذاك ربَّهْ / يضُمُّ كفَّيهِ على إرزَبَّهْ
ثُمَّةَ يعلو رأسَهُ بضَرْبَهْ / يَشفي بها قلُوبنا وقلبَهْ
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا
دُريرةُ تَجْلُبُ الطَّربا / ونزهةُ تجلُبُ الكُرَبا
تُغنّي هذه فيظل / لُ عنك الحزنُ قد عَزَبَا
وتعوي هذه فتُطي / لُ منك الحزنَ والوَصبا
أقولُ لجامعٍ لهما / لقد أحضرتَنا عجبا
أتجمع بين مُختلِفَيْ / نِ ذا صَعَداً وذا صَببَا
فقال ولم يزل لَحِناً / بحُجته وقد كذبا
دَعَوْنا هذه لنُقِل / لَ من تَمُّوزِنا اللهبا
فلما أسرفَتْ في البَرْ / د لم نأمن به العطبا
فجئنا بالتي هيَ ضِد / دُها لتُلينَ ما صَعُبا
وظنِّي أنه رجلٌ / يحاولُ عندها الرِّيَبا
ولو كان الفتى عفّاً / إذاً ما استعمل الكذبا