قوم بذكرهم الحياة وحبهم / روح الحياة لهيئة الأحباب
وصلوا إلى المقصود فاتصلت بهم / أسرار بارئهم بغير حجاب

لي همة قرع السماك ركابها / وعروس عزى ما أزيح نقلبها
إن أزمة عظمت وجل مصاحبها / وإذا الكلاب تلاوحت أذنابها
فأنا أبوك وللسباع حساب /
أعداؤنا غروا بنا فتعاظموا / وتالنوا في ذمنا وتكاتموا
وبغوا علينا عدوة وتراكموا / مهما تكاثر جيشهم وتهاجموا
فهمو ذباب والذباب ذباب /
سر العناية للقيام بحزبنا / والنصر موهبة لنا من ربنا
لا تخش تهلكة وكن من ركبنا / فبناء أصحاب التقى فوق البنا
وبناء أصحاب الضلال خراب /

ألقيت في باب أهل اللَه في حلب / حملي وأملت أن تمحى بهم كربي
أني نزيلهم حاشا مكارمهم / ترضى انفصامي مهما ساءبي أدبي
هم للنزيل وهم أهل الدخيل وهم / عون الضعيف وأهل المن بالأرب
أهل الفتوة أسرار النبوة أص / حاب المروة أهل القدر والرتب
عبد بأعتابهم يرجو تفضلهم / نزيلهم وينادي يا ذوي حلب

سلوك طريق الرجال الأدب / وخوض الطريقة خوض العطب
فمن نازع الشيخ في أهله / بذم وأمل منه الأرب
كصاعد سطح بلا سلم / وطالب علم بقطع الحطب
وثاقب سيناء في إبرة / لعمرك أن نراك إلا تعب
لأن يد القوم في أهلها / تسد على الغير باب الطلب
ضلوع الجهالة معوجة / تضيع الطريق على من ذهب
وسلك الطريق بلانية / عجب وجهل السلوك العجب

العارف المحض لا يخلو بسيرته / وحاله طرفة من حكمة الأدب
فإن تفاخر كان الفخر عن أدب / وإن تذلل كان الذل عن سبب

على صحبتي للكلب عوتبت مرة / وأثر ذاك العتب مني في القلب
فقال لسان الحال عذرك ظاهر / ولا بد للصياد من صحبة الكلب

شهامة الطبع قادتني إلى الأدب / وعزة النفس رقتني إلى الرتب
وساعدتني يد الرحمن بالخلق ال / عالي الجميل ففيه فزت بالأرب
والحمد للَه لم أحقد على أحد / والعفو طبعي وذا من جودة لنسب
ولي من اللَه خوف لأحد ولي / حسن الظنون به في كل منقلب
ولي عن الغير تجريد ولي همم / تعلو بأن تنسب التأثير للسبب
وفي مكافأة من أسدى إلى يدا / لي نية صححت بالصدق بالطلب
وشيمتي حفظ شان الملتجين إلى / شأني وإن طال في ذا منهج التعب
وإن ما شاع في الأعجام عن شيمي / بالفعل قال به أعلى بني العرب
ومن تشبث بالإنكار عن حسد / أقر إقراره أقرار محتسب
تعلو إلى صدر ديوان العلا رتبي / طبعاً وتكبير إن تبقى على الذنب
وفي التواضع لي ذكر محامده / جلت وكبر كبير المدح في الكتب
ومذهبي الجود لا عن سمعة وريا / بل طبعي البذل والإذهاب للذهب
ولي معاهد صدق في العهود ولي / عزم لأجل الوفا جلد على النصب
وقد تعاظم ذيلي إن يميل إلى ال / فحشاء شيمة إعراب ذوي حسب
وما احتقرت فقيراً قط أو سقطت / عند الغنى طباعي مثل مكتسب
ولا قطعت قريباً لي لذلته / ولا وصلت غريباً خيفة
ولا اعتمدت على الأغيار معقداً / أن السلامة في التسليم والأدب
ولا افتخرت على قومي بمرتبة / ولا تركت حماهم حالة الكرب
ولا رأيت بعيني للوجود بقا / ولا شغلت بزهو اللهو واللعب
وقد تجرد قلبي إن يمر به / شهود نفسي كحال السادة النجب
وإن أكن غبت جسماً عن ملاحظتي / فإن قلبي بفضل اللَه لم يغيب

لعمري خالدي ذو عباة / علي أعز من شهم غريب
وعطفي للغريب بعيد أهلي / لأن اللَه الزم بالقريب

لشأن الدين في الإسلام معنى / يحل رموزه الدرك اللبيب
به لغريبنا المعروف فرض / وأولى فيه من ذاك القريب

إن المحبة إن قادت إلى الأدب / محبة ولديها الفوز بالأرب
وإن تخلت عن الآداب باطنها / طرد وظاهرها نوع من العطب

طريق المحبة كل الطريق / وكل الطريق طريق المحبه
هو الزاد في السير والمركب ال / قوي الموصل من قد تنبه

أحب لحبها السودان حتى / لها اسوديت لهفاً في ثيابي
أهيم لشكلها ولها وانى / حببت لحبها سود الكلاب

من أحرقت قلبه الدنيا بنائبةٍ / من فقد أعيان خلان وأحباب
تمر أفراحه مراً وغصته / مقيمة عنده من غير أسباب

قد نقش الظاهر من بيته / وركنه الباطن منه خراب
كالرجل لكاذب في شأنه / ملوث القلب نقي الثياب

اللَه أكبر لا علو لحاسد / وإذا تقدم فهو معنى في الذنب
كالنار تحرق نفسها وخمودها / حكم طبيعي وإن صعد اللهب

تمايلت برداء نقش رقعته / قد خط فيه حبالاً خالص الذهب
وأقبلت تتجلى بالعجب فيه على / طرز بديع أتى للناس بالعجب
فاستخطفت بأرا واستكشفت قمراً / واستلفتت ريم إنسان من العرب

فتكت عيون الغيد بالألباب / وسطت بشوكتها على الأحباب
ورمت قلوباً قد أضربها الهوى / وتأملت من بعدها بحراب
اللَه من فتك العيون وفعلها / هي للمصيبة أعظم الأسباب
طعانة فعالة قتالة / لكن إلى الصدقاء والأصحاب
مرض الجفون أعانها فتسلطنت / وغزت وقد أسرت سباع الغاب
جراحة لكن بغير جوارح / سحارة لكن بغير كتاب
كسرت بكسرتها الملوك وكم فتى / قد حارتبه وهو في المحراب
فالغدر طبع ثابت في ذاتها / ولها التعاظم عن سماع عتاب
للَه فيها قدرة مع ضعفها / تلقى صدور الناس من الأعتاب

سمحت بالوصال والليل قد أس / دل ثواباً وقد أمنا الرقيبا
فشهدنا بدراً بصورة شخص / يدمي بهز غصناً رطيبا

كاس المحبة مر / حلو وهذا عجيب
ما ذاك إلا كحبي / مني بعيد قريب

شعرها الليل جال فوق نهار / من جبين عليه أظلم حاجب
لا الدجى ينجلي ولا الصبح يمحي / عن في الليل والنهار عجائب