المجموع : 24
إلى الدستور في البرد القشيب
إلى الدستور في البرد القشيب / تحية شاعر لبق أديب
تحية شاعر يهدى إليه / بديع اللفظ في المعنى العجيب
يفضل في القريض على جرير / ويؤثر في البيان على حبيب
ويغبطه ابن قيس في التصابي / ويحسده جميل في النسيب
كأن صحيفة الدستور روض / بهيج الزهر ذوا ارج وطيب
فمن أدب يروق الى أديب / ومن علم يروق الى أريب
ومن نظر الى فكر سديد / الى حجج الى رأي صليب
ومن عظة تثقف ناشديها / وعقل في رمايته مصيب
فريد أقم من البرهان حقاً / يزعزع كل نمام كذوب
ومد يداً الى محمود حتى / تردا بطش غائلة الخطوب
أنيس القوم ان فقدوا انيساً / يخفف عنهم بؤس الكروب
وأموجهم لدى النعمى نوالا / اذا انتسبوا الى سمح وهوب
وأجرأهم لدى الجلى جناناً / اذا افتخروا بمقدام مهيب
بربكما افيضا النصح حتى / تكونا الذخر لليوم العصيب
ففي مصر احتلال كالرواسي / يضارع ثقل رضوى أو عسيب
ولم تجد السياسة فيه الا / باحياء العواطف والقلوب
هم حكموا باعنات كأنا / حرام ان نكون من الشعوب
فمن ارث هم اغتصبوه منا / ومن حق بلا حق سليب
وهم وأدوا الصحافة في صباها / وقيدها العميد بلا ذنوب
وكم نشروا علينا من صنوف / تجر الى الدمار ومن ضروب
يحبون الثناء على نكير / ويبغون المديح على معيب
وان وجد العميد بمصر حزباً / أناخ عليه بالامر الخريب
يؤَجج بينه فتناً تحاكي / شبوب النار في الوادي الحطيب
يرينا في سياسته خلاباً / يمثل كل خادعة خلوب
لقد ظهرت نواياه الينا / كأن حشاه واضحة الثقوب
ولولا خصب مصر ما اقاموا / ورب البيت في بلد جديب
ولا قطعوا المفاوز والفيافي / عطاشاً بالذميل وبالحبيب
ولو عدلوا لما سدوا علينا / مفتحة المسالك والدروب
ولا بثوا العيون بكل فج / علينا في المجيء وفي الذهوب
ولا شقوا الجموع اذا تضامت / لامر بالمشاة وبالركوب
ولا شرعوا أسنتهم وساروا / الى الارهاق بالركب الرهيب
يقودون الصوافن والمذاكي / وينضون المهند ذا الشطوب
فموخوز بسن من قناة / ومضروب بحد من ضريب
ولا انسابت خراطمهم نهاراً / لرش القوم بالوبل السكوب
وظنوا ما جنوه من المخازي / عقاباً للمشاغب والصخوب
ولا جعلوا الكرام وتابعيهم / اسارى في الكهوف وفي اللصوب
جنود قادها هارفي فسارت / كرجل النحل تهدي بالعسوب
يقودهم بوجه مكفهر / على مصر واهليها غضوب
كأن الاحتلال رأى قطيعاً / فهم اليه من نمر وذيب
وكم أدى لخوض الحتف ظلم / وكم جر الشعوب الى الحروب
فما ارتدوا عن الطاغين الا / بسيف من دمائهم خضيب
يرون حمامهم أشهى لديهم / اذا ذاقوه من حكم الغريب
وخاضوا النائبات فلم يبالوا / بكأداء الوعور أو السهوب
وابرقت الصوارم بين نقع / توكف غيمه بدم صبيب
وكشفت الحمية عن اكيل / أعد نيوبه او عن شريب
كلا البطلين يأكل من لحوم / ويشرب من دم عند اللغوب
واظلمت السماء بما تدلى / وبان الجو عن وجه قطوب
تكاد الشمس تبكي في دجاه / وتشكو فيه من طول الشحوب
ولو اضحى لهذي الارض قلب / سمعنا منه رجفان الوجيب
حياة الشعب تسري في الغواني / وتلمح بين ولدان وشيب
تدب الى عروقهم فنغلي / كما للخندريس من الدبيب
اذا وثبوا حسبتهم ليوثاً / كواسر لاتمل من الوثوب
شكونا الفادحات فما وجدنا / حنانا من بعيد أو قريب
كأنا أمة هانت فصارت / سواء في الصعود وفي الصبوب
فما للسعد فيها من طلوع / وما للنحس عنها من مغيب
وكم ندعو الحماة لدى الدواهي / وما غير التخلي من مجيب
نبيت كاننا في النار نصلي / لما بين الاضالع والجنوب
هموم لو رأيت القلب فيها / ظننت بانه بين اللهيب
ومن نكد الحياة حياة شعب / غريب في مواطنه جنيب
وما في مصر غير فتى مضيم / جبان القلب ذي فرق هيوب
اليف الهم مهتضم حزين / قريح العين مظلوم كئيب
يسهد طرفه في اللَه يدعو / اليه دعاء أواه منيب
وهل ينجي البلاد سوى كميّ / ذكيّ القلب او لسن خطيب
صدوق العزم لا يثنيه يأس / بعيد الشأو ذي كد دؤوب
فكم من يابس فرع نضير / وكم بالاثل دوح من قضيب
وكم من عقدة صعبت فهانت / اذا ما حلها لب اللبيب
أكلت دما اذا رضيت قبيلي / حياة في الشعوب بلا نصيب
أجلك يا فريد وليس بدعا / اذا اجللت ذا الباع الرحيب
جرى فينا هواك وانت تدري / كجري الماء في العود الرطيب
اليك شكوت من داء كمين / كما تشكي السقام الى الطبيب
ولو ان الذي اشكو اليه / وضيع القدر لم اشك الذي بي
شكاية شاعر يزجي خريداً / من الاشعار كالبكر العروب
غنيّ النفس ان اضحى لفقر / جديبا فهو في خلق خصيب
ابيّ في مودته وفيّ / كريم في مرؤته رغيب
كثير الدأب في طلب المعالي / ولو قصمته أيام المشيب
لغير مثوبة يلقاك شعر / ترفع عن اديب مستثيب
بليغ يوم انشده بدار / يفتح كل باب للاديب
وخير الشعر شعر من عريق / يطأطئ عنده شعر الجليب
فانشدنا من الاخلاص آيا / ترتل في الشروق وفي الغروب
سدد سهامك عند كل خطاب
سدد سهامك عند كل خطاب / لست الذي ترجى ليوم مصاب
أمبشر يهدي العباد لدينه / أم ضيفن مذق اللسان محاب
اللَه ياروزفلت يا ارقى الورى / علماً وادرى الخلق بالآداب
ماذا دهاك وكنت ضيف معاشر / اسدوا اليك المدح بالاطاب
علمتنا معنى الجمود ولم تكن / الا يداً عملت لكل خراب
هبوا معي فالضيف اسقط حقه / يا معشر الشعراء والكتاب
برح الخفاء وبان روزفلت لنا / من ابغض الاعداء لا الاحباب
برح الخفاء فلا تكونوا أمة / تدع الدخيل يعضها بالناب
اياكم ان تركنوا لزخارف / تثنيكمُ عن مجلس النواب
اني ارى الدستور يخطر بينكم / لا تتركوه فانه بالباب
أيرضى التنائي طيفك المتأوب
أيرضى التنائي طيفك المتأوب / ولم أدر ما يرضي الخيال ويغضب
أترضين يا مليا ببعدك والنوى / احر من الجمر الذي يتلهب
ركبت المطايا لا اضلك وخدها / كما ضل قلبي والصبابة مركب
رعي اللَه سجفا في الكناس مفوفا / نآي عنه ذياك الاغن المربرب
وقفت وهل يغني وقوفي بدارها / وليس بها الا ابن داية ينعب
اثير بها الاشجان وهي كوامن / واذرى دموعا كالحيا يتصبب
كأن الهوى نار فؤادي فراشها / اذ ما ذكت طار الفؤاد المعذب
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم
بلوت بني الدنيا فعرفني بهم / وحكمني فيهم وفيها التدريب
فلم أدرع بالذل شيمة حازم / عن العز والعلياء لا يتنكب
ومن رام في الدنيا المجرة مشرعا / يهون عليه المطلب المتصعب
كذا انا يا نفسي فكوني أبية / ومالك الا مذهب الفضل مذهب