المجموع : 116
فخر كَما يَبتَغيه المجد للعربِ
فخر كَما يَبتَغيه المجد للعربِ / يا مصر ما فيك من علم ومن أدبِ
يا مصر إِنَّك أَنت اليوم مملكة / في ذمة العلم قبل الصارم الذرب
كأَنَّ مصر ووادي النيل يخصبها / حسناء ترفل في أَثوابها القشب
يَروي بها النيل فياضاً معاطشها / وَالنيل يأخذ ما يعطي من السحب
قد كنت أَسمع عن بعد مآثرها / وَاليوم تشهدها عيناي من كثب
تَنال إن كنت ذا علم وذا عمل / ما شئت في مصر من مال ومن نشب
قد خاب في كل ما يَرجوه ذو كسل / وَنال مطلبه من جد في الطلب
اتعب لنفسك كي تَلقى سعادتها / إِنَّ السعادة لا تأتي بلا تعب
الأرض معترك ما إِن يَفوز به / إِلّا الَّذي هو لا يَخشى من العطب
حرب تدور رحاها فهي طاحنة / وَلا يَفوز سوى الأقوين بالغلب
لا تأمن الذئب مهما كان ذا دعة / فالذئب إِن يلقَ يوماً فرصةً يثبِ
قاسيت ليلاً طويلاً بالهموم دجا / حتى أَتى الصبح بالأفراح في العقب
اليوم من مصر عن بغداد لي بدل / حتى كأَنِّيَ عنها غير مغترب
إذا نطقتُ بصدقٍ
إذا نطقتُ بصدقٍ / قالوا أتيتَ كذابا
وان نطقت بكذب / قالوا أتيت صوابا
قد كنت أَرجو في الرؤوس جراءة
قد كنت أَرجو في الرؤوس جراءة / فإذا الرؤوس تلوذ بالأذناب
وجدوا طريقا للتقدم صالحاً / فمشوا به لكن إلى الأعقاب
وضعت يدي عند الوداع على قَلبي
وضعت يدي عند الوداع على قَلبي / لأَمنعه تحت الضلوع من الوثبِ
عَلى الرَغم مني اليوم من بعد ساعة / سأعتاض من لَيلى نزوحاً عن القرب
دَعيني أَقبِّل وجنتيك فإنني / سأَقضي بعيداً عنك في غربة نحبي
سأَرحل بعد الموت والموت قاهر / إلى منزل قد ضاق عن منزل رحب
لَقَد قَضَت الأيام بالبعد بيننا / فَطالَ على الأَيام فيما قَضَت عتبي
وعلك يا لَيلى إذا مت نائياً / تجلين بعد الموت ذاكرة حبي
سلام على الدنيا سلام على المنى / سلام على بغداد والأهل والصحب
الشَعب والوَطن الحَبيبُ
الشَعب والوَطن الحَبيبُ / يَستَصرِخان ولا تجيبُ
مرض الحَبيب وَخشيَتي / هي أن تلم به شعوب
الداء أعضل في المري / ض وَلا يداويه طَبيب
يا وجه لَيلى كنت وضا / ءً فما هَذا الشحوب
الموت في شرخ الشبا / ب لمن يعالجه رَهيب
يا ريح رفقاً فالَّذي / تلوينه غصن رطيب
بكت العيون دما وقب / ل بكائها بكت القلوب
الموت عين يشرب ال / أفراد منها وَالشعوب
ما إِن أُبالي بعد مَو / تي الشمس تطلع أَو تغيب
إِن الألى غصبوا الحقو / ق أمامهم يوم عصيب
وَلَقَد أثاروا فتنة / كالنار تتلف ما تصيب
أذمم بها من فتنة / هوجاء يمقتها اللَبيب
قَد أنكَروا نيرانها / حتى بدا منها اللهيب
يا حق مالك في سكو / ن الليل مضطرباً تلوب
يا حق لا تجزع كلا / نا في مواطنه غريب
أما الغَريب فللغَري / بِ بدار غربته نسيب
وَلَعَلَّ من قد بانَ عَن / أوطانه يوماً يؤوب
أَنا لا بَعيد عنك يا / وطني العَزيز وَلا قَريب
لِلَّه ما قاسى بمو / طنه من الحيف الأديب
لطمته كف قذْرة / وَكذاك تقترف الذنوب
ما ضره من لطمها / لو أنها كف خضيب
وَلَقَد أحاول أن أَتو / ب من القَريض ولا أتوب
وَلَقَد ركبت عبابه / عمراً فَما نفع الركوب
قد خلت فيه محاسناً / وإذا محاسنه عيوب
ما إن رأَيت موقراً / كالشيخ كلله المشيب
في وجهه غضباً على ال / أيام إذ كذبت قطوب
وَله بمستنّ الطَري / ق لحاجة فيه دَبيب
يَمشي إِلى غاياته / حذراً فتقذفه الدروب
لا تتبعنَّ الظن إِن / نَ الظن أكثره كذوب
دَع ما يريبك في الأمو / ر إلى الَّذي هُوَ لا يريب
لَقَد جرحوا سعداً وفي شخصه الشعبا
لَقَد جرحوا سعداً وفي شخصه الشعبا / على غرة منه فما أَكبر الذنبا
أَيطعن مصراً في صميم فؤادها / أناس إلى مصر يمتّون بالقربى
ورب شباب كان سعد يميزها / فكان لها سلماً وكانت له حربا
أَصابَت يد سوداء سعداً بطلقة / فسحقاً لها سحقاً وتباً لها تبا
أَسعداً وسعدٌ قلب مصر جميعها / لَقَد جرحوا من مصر في جرحه القلبا
أصابت على الأشهاد في رائع الضحى / ذراعاً بها سعد عن الحق قد ذبا
فأفظع بما قد أوقعت من جريمة / لها الشعب مستاء ومصر لها غضبى
وطار يقل البرق أنباء شره / فَما طارَ حتى أقلق الشرقَ والغربا
فَلِلَّه والأوطان والحق والهدى / دم سال من جرحيه يخضبه خضبا
أَلا ثكلت وغد الجريمة أمُّه / فأية نار في قلوب المنى شبا
كذلك يلقي الطيش في الغاب جذوة / وَلَيسَ يبالى يابساً كان أم رطبا
لَقَد خرقت منه الرصاصة ساعداً / لسعد طويلاً ثم صدراً له رحبا
أصاب بها ثدياً له بعد ساعد / يريد لروح منه قد كبرت سلبا
ولكن سلام اللَه حاط حياته / فَلَم يقض سعد نحبه لا قضى نحبا
وَقَد كان بعد الجرح والجرح فائر / يُقابل جلداً بابتساماته الصحبا
فقد حس رعباً مَن جنى إذ أصابه / وَما حس سعد من إصابته رعبا
فأعزز بروح جأشه ظل رابطاً / وأعزز بزاكي ذلك الدم منصبا
لَقَد جاء أمراً منكراً باعتدائه / كأَنْ لَم يكن في صدره قلبه قلبا
كأن الفَتى لا بارك اللَه في الفَتى / قد اعتاض عن قلب له حجراً صلبا
وَلَو شاء سعد مزق الشعب لحمه / ولكنَّ سعداً قلبه راحمٌ يأبى
وإنك يا عبد اللطيف لشقوة / ركبت بما قد جئته مركباً صعبا
أَلما شكت مصر جراحاً أَتيتها / بجرح جديد زاد كربتها كربا
وإنك يا عبد اللطيف تزيدها / على ما تعاني من خطوب لها خطبا
أَردت اغتيالا لِلَّذي لم تكن رأت / له مصر إلا أَن يرى فوزها إربا
خسرت بما قد جئت داريك فاسقاً / فَليسَ لك الدنيا وليس لك العُقبى
لمصر بسعد كل يوم صبابة / كَما كانَ سعد كل يوم بها صبا
فَما ساس سعد مصر حتى تقدمت / وحتى مشت نحو الرقيِّ به وثبا
وَقَد أَعجبت مصراً وزارة سعدها / بما جعلت أمر الدفاع لها دأبا
وقد فرح الأحزاب من صحة به / فهنَّأ حزب بالسلام له حزبا
تجمع حشد من بني مصر ثائر / وقد ملأ الحشد الميادين والدربا
فمرَّ بمستشفى أَخي الطب رامزٍ / يقبِّل جدرانَ المحلةِ والتُربا
وأنحى على الأقدار يكثر عتبه / ولكنما الأقدار لا تسمع العتبا
إلى أَن أَتى سعداً شفاء وإنني / لأحمد من قَلبي الجراحة والطبا
لَيسَ ما أَنت عليه
لَيسَ ما أَنت عليه / أَيُّها القلب صوابا
ربما يطلب منك ال / عقل في يومٍ حسابا
يا طبيبي جسَّ نبضي
يا طبيبي جسَّ نبضي / ثم شخِّصْ ليَ دائي
ثم صف لي بعد تشخي / صك للداء دوائي
كنت موصولاً بليلي
كنت موصولاً بليلي / قبل أن شطت نواها
كل يوم نَتلاقى / وتراني وأَراها
أخذت تهزأ ليلى
أخذت تهزأ ليلى / يا لَقَلبي بولوعي
وقست ليلى فما تع / بأ ليلى بدموعي
اذكريني وتعالي
اذكريني وتعالي / قبلما الوقت يفوتُ
واحضري ساعة موتي / وانظري كيف أَموتُ
يا لَها مسلولة يح
يا لَها مسلولة يح / زنني منها الصموت
هَل أَحست أنها من / بعد أَيام تموت
آه من قلب إلى الما
آه من قلب إلى الما / ضي كثير اللفتات
ود لو يأتي ولكن / ليس ما فات بآتي
أَيُّها الشعر سلوِّي
أَيُّها الشعر سلوِّي / أَنتَ في ساعة همي
ادرأ الأحزان عني / بأبي أَنتَ وأُمي
أَنا يا شعر كئيب
أَنا يا شعر كئيب / مثلما أَنت كئيبُ
وكلانا أَيُّها الشع / رُ بِبَغداد غَريبُ
آه من هم تظلّ ال
آه من هم تظلّ ال / نفس فيه وتبيتُ
لا تَموت النفس بالهم / مِ ولا الهمّ يموتُ
لَيسَ ليل مثل ليلي
لَيسَ ليل مثل ليلي / ليسَ يوم مثل يومي
إنما أهملني في / ساعة الحاجة قومي
أَينما كنت تأتَّى
أَينما كنت تأتَّى / لي به خبز وماءُ
وأقلتنيَ أَرضٌ / وأظلتني سماءُ
رب مال هو لو شئ
رب مال هو لو شئ / تُ اقتناء عند لمسي
انما تمنعني من / نيله عزة نفسي
قتلوا الحق ووارو
قتلوا الحق ووارو / ه بقبر ثم عادوا
ثكلتهم أمهم ما / ذا بهذا قد أَرادوا