القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 29
قَبرٌ به سيِّدٌ شريفٌ
قَبرٌ به سيِّدٌ شريفٌ / تُكْشَفُ في مثلِهِ الكرُوبُ
دهى عُلاه خطبُ المنايا / وللمنايا بنا خطوبُ
فلا طبيبٌ ولا حبيبٌ / ولا بعيدٌ ولا قريبُ
يَرُدُّ ما قَد قضاه ربٌّ / وهو على عَبده رقيبُ
وآهاً له من فراق / فغائب القوم لا يؤوبُ
تبكي عليه أشراف قومٍ / لها بكاءٌ به نحيبُ
يومٌ به قد قيل أَرِّخ / مَضى إلى ربّه النقيبُ
يا قلبُ هل لك في السُّلُوِّ
يا قلبُ هل لك في السُّلُوِّ / فَقَد أراعَك مَنْ تحبُّ
وجفاك من نهوى فلا / منه إليك اليوم قربُ
ظَعَنَ الذين هَوَيْتَهم / وَحَدَتْ بهم نجبٌ ونجبُ
وتنافَرَتْ تلك الظِّباء / وريع منها ويك سرب
ساروا بصبرك حيث شاؤوا / فَقَد أراعَك من تحبُّ
فالقلبُ صَبٌّ في هواهم / مغرمٌ والدَّمع صَبُّ
طرفي بدمعي لا يجفُّ / ولا زفيرُ الوجد يخبو
يا طرفُ نَهْنِهْ من دُموعك / بعدهم فالوَجْدُ حَسب
فارَقْتُهم وتفرّق الأَحبا / ب بعد الجمع صعب
وذكرتُهم فكأنَّما / نارٌ بأحشائي تشبُّ
يا ليتَ قَومي يَعْلَمون / بما أُصابُ وما أَصُبُّ
أو إنَّهم رجعوا إليَّ / وضَمَّنا يا سعد شعبُ
ويلاه من هذا الزَّمان / فكم دهاني منه خطب
في كلّ يومٌ تُسْتَفاضُ / مدامعٌ ويُراعُ قلبُ
وللوعتي وتجلُّدي / في الحبّ إيجاب وسلبُ
لا موردي صَافي النّمير / ولا مذاق العيش عذب
وأُعاتِبُ الدَّهرَ المِشُتَّ / وهَلْ يفيد الدَّهر عتب
والذَّنبُ للأَحبابِ إذ / رَحَلوا وما للبَيْن ذَنْبُ
ولمَّا ابْتُلِيتُ بفقدِ الكرامِ
ولمَّا ابْتُلِيتُ بفقدِ الكرامِ / وذَمِّ الزَّمان وأصحابِهِ
فأصْبَحْتُ أَمْدحُ أهلَ القبور / وأهلُ المقابرِ أولى بِهِ
أبو الثناء شهابُ الدِّين ما بَلَغَتْ
أبو الثناء شهابُ الدِّين ما بَلَغَتْ / عقائلُ المالِ إلاَّ من مواهِبه
قضى على المال بالإِنفاق نائله / فقلتُ يا فوزَ راجيه وطالبه
وكلَّما رُحْتُ أستسقي سحائبه / سُقيتُ عذباً نميراً من سحائبه
مستعذب الجود يجني الشّهد سائله / كما يَسوغ ويُستحلى لشاربه
سيف الشَّريعة ماضي الحدّ منصلت / فهل ظفِرْتَ بأمضى من مضاربه
وهل سَمِعتَ بفضلٍ عُدَّ في زمنٍ / ولم يكن آخذاً منه بغاربه
يا دَرَّ دَرُّ زمانٍ من غرائبه / إنْ كانَ أغربَ شيءٍ في غرائبه
قد عزَّ جانبه العالي وبزَّ عُلًى / فالعِزُّ أجمعُ والعليا بجانبه
ولاح للفَلَكِ الأَعلى مناقبه / فَعَدَّها وهي أبهى من كواكبه
يا من يُحَدِّثُ عن العلم يسنده / حدِّثْ عن البحر وارْوِ من عجائبه
ويومَ وقفْنا دون أسْنِمة النَّقا
ويومَ وقفْنا دون أسْنِمة النَّقا / وقد كانَ يومٌ يا هُذَيم عصيبا
على طلل ظامٍ إلى ريِّ أهْله / تَصُبُّ عليه الماقيانِ ذنوبا
ولما تَلَفَّتْنا فلم نَرَ أنجماً / هنالك إلاَّ قد غربن غروبا
وكلّ فؤاد من رفاقي وأنيقي / تطالب من تلك الرسوم حبيبا
وقد رُدَّ طرفُ الركب بعد طموحه / حَسيراً وقلبُ المغرمين كئيبا
شَقَقْنَ عليهنّ القلوب تأسّفاً / إذا ما شَقَقْنَ الثاكلات جيوبا
وقد أخَذَتْ منا الديار نصيبها / من الدَّمع والجفن القريح نصيبا
وحنَّتْ نياق الركب حتَّى وجدتني / وَجَدْتَ لها تحت الضلوع لهيبا
ولم أدرِ يوم الجزع في ذلك الحمى / فَقَدْنَ حَبيباً أم فقدن قلوبا
جَميلَ الصَّنيعِ بأهْل الأدَبْ
جَميلَ الصَّنيعِ بأهْل الأدَبْ / بَيتَ لنا في الهنا والطَرَبْ
أعِندك علمٌ بأنَّ الهمومَ / على خاطِر المرءِ مثل الجرب
ولا من دواء لأدوائنا / ولا برءَ منها كبنت العنب
وحشر مع الغانيات الحسان / إذا حشر المرء معْ من أحب
وإنِّي فقيرٌ إلى قهوةٍ / ومن لي مثل ذوب الذهب
تقوّي العظام وتشفي السقام / وتذهب عن شاربيها النصب
إذا مُزِجَتْ بابن ماء السَّماء / تولَّدَ منها لآلي الحبب
فيا مَن ودادي له ثابت / وما ليَ عن حُبِّه منْقَلَبْ
صَراحَتي ما بها قطرةٌ / فقل عند ذلك يا للعجب
وأَنْتَ ملكت نصابَ الشراب / فأين الزكاة وهذا رجب
أتَتْنا من الزّوراء منكم قصيدةٌ
أتَتْنا من الزّوراء منكم قصيدةٌ / فجاءتْ بأبيات يَرُقْنَ عذابا
فَسرَّت عُيونَ الناظرين وشنَّفَت / مسامعَ أرباب الكمال خطابا
وأصْبَحتِ الفيحاء مفتخراً بها / وقد أظهرت للعارفين عجابا
فما برحت تتلى على كلّ فاضل / وتكشِفُ عن وجه الجمال نقابا
فجوزيت يا مولاي خيراً فقد غدت / أياديك عندي في الجميل رغابا
تدير على الأرواح كأساً رويّةً / فنشرب منها ما يسوغ شرابا
وهيّجت أشواقي إليك ولوعتي / وها أنا فيها قد عزمت إيابا
سأرسل بعد اليوم في كلّ مركب / إليك سلامي جيئة وذهابا
ويشغلني فيك الثناء ولم يكن / سكوتي عن ذاك الجواب جوابا
ولو كنت تدري ما الَّذي عنك عافني / عذرتَ وما أوْرَدْتَ منك عتابا
تَلفَّتَ في مَنازل آلِ مَيٍّ
تَلفَّتَ في مَنازل آلِ مَيٍّ / فَلَمْ يَرَ يا سُلَيْمى من يُحِبُّ
فلم يرقأ له إذ ذاك طرف / ولم يَصْبِرْ له إذ ذاك قلب
وتحتَ ضلوعِه للوجدِ نار / تَشُبُّ من الشجون وليس تخبو
يُلامُ على الهوى من غير علمٍ / وهل يصغي إلى اللّوام صبُّ
وأطلال بميثاء دروساً / سَقَتْ أطلالها سحب وسحب
تذكّرني بها فيها التّصابي / وعَيشاً كلُّه لهو ولعب
وغزلاناً لها في القلب مرعًى / ومن عَبرات هذا الطرف شرب
ويجمَعُنا ومن نهواه شملٌ / بحَيثُ يضمُّنا والحيّ شِعب
وحيث الشّيحُ ينفحُ والخزامى / وحيث البانُ لدن القدّ رطب
إلى أرواحها ترتاح روحي / وألقى بالأحِبَّة ما أُحِب
ولي حتَّى أرى الأحبابَ فيها / على الأيام طول الدهر عتب
سقى الله هذا القبرَ من صيّب الحيا
سقى الله هذا القبرَ من صيّب الحيا / وصُبّ عليه كلّ يوم مَصابُه
به حلَّ ذو علم وفهم وحكمة / وأمسى إلى الربّ الكريم ذهابُه
ومعروفٌ الكرخيُّ مذ كانَ جارَه / فأشرقَ فيه ما هناك ترابه
بشهر ربيع الآخر ارتاح أو مضى / وأصبحَ في أعلى الجنان جنابُه
وكان بعلم الطبّ أعلمَ عالِمٍ / وللعَسكر المنصور كانَ انتسابُه
لقد فاز بعد الموت بالعفو والرضا / من الله يوفى عفوَه وثوابُه
وآبَ إلى جنَّات عدنٍ فأرِّخوا / عليٌّ بجنَّات الخلود مآبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025