لتُهْنِ قصور المجد زيدتْ جَلالةً
لتُهْنِ قصور المجد زيدتْ جَلالةً / إذا خُصَّ ذو حَظٍّ بفضْل حِباءِ
ولايةُ سَبَّاقٍ إلى الخيرِ موجِفٍ / إلى الحمد كَسَّابٍ لكُلِّ ثَناءِ
فإنَّ كمالَ الدينِ ما زالَ ناهِضاً / إلى المجدِ فَرَّاعاً لكل عَلاءِ
إذا حلَّ أرضاً أشْرقت بحلُولِهِ / كما تُشْرِقُ الدُّنيا بضوْءِ ذُكاء
فتىً يبْذُلُ الدَّثْرَ الجَزيلَ ويمنعُ / النَّزيل ويحْمي وُدَّهُ بوَفاءِ
ويهْتَزُّ للمعروفِ حتى كأنَّهُ / قَرا السَّيفِ مهزوزاً بيومِ لقاءِ
ويرزن في ناديه والخطب عاصِفٌ / إذا نَبْوةٌ حَلَّتْ حُبى الحُلَماء
وفارسُ قولٍ لا يُرامُ نِزالُهُ / مَدى القوْلِ كَرَّارٌ على العُلماء
إذا خطرتْ أقلامُهُ في طُروسهِ / عَدَوْنَ على الأحْبارِ والبُلَغاءِ
يحول سوادُ النِّقْس منها إذا جرت / إلى الأحمريْنِ عَسْجَدٍ ودِماءِ
رآهُ أميرُ المؤمنينَ بعَيْنِهِ / من الأكرَمَيْنِ صَحَّةٍ ووَفاءِ
فرَدَّ إليهِ حَوْزَةَ المجد والعُلى / بأسْرارِها مِن ظاهرٍ وخَفاءِ
كما يستعينُ المَشْرَفيُّ بِساعِدٍ / فيَفْرِي رِقابَ الصِّيدِ والشُّجعاء
ونِعْمَ مُناخُ الطَّارقينَ عَشيَّةً / إذا ضاقَ ذرْعُ الحيِّ بالنُّزَلاءِ
وأخْمد نيران القِرى صرْصَريَّةٌ / تَهُزُّ رِعانَ الطَّوْدِ بالعُرَواءِ
هناك أبو الفضْلينِ عِلْمٍ ونائلٍ / وشيكُ القِرى في كلِّ ليلِ شِتاءِ
يُحاذرُ جدْبُ العام سُكنى بلاده / فيُلْقي المَراسي في يَدِ البُخلاءِ
تركْتُ عليه مِن مديحي قَلائداً / خَوالدَ تبْقى بعد كُلِّ بَقاءِ
مَطايا وَلاءٍ لا يَزالُ رَسيمُها / يُقرِّبُ من قاصٍ ومِن عُدَواءِ
تكِلُّ رِقابُ القوم وهي مُغِذَّةٌذ / تَمارَحُ منْ إِدْمانِ كلِّ نَجاءِ
مَراها ودادٌ لم يغبْ عُمْر ساعةٍ / ولم يمتزِجْ إِخلاصُهُ بِرياءِ
فكُن مُحسناً في السَّعي مثل مدائحي / وكُنْ وافياً بالوعْدِ مثلَ وَفائي