المجموع : 69
أيها القاسمُ القسيمُ رُواءَ
أيها القاسمُ القسيمُ رُواءَ / والذي ضمَّ ودُّهُ الأهواءَ
والذي ساد غيرَ مُستنكَرِ السُّؤ / دُدِ في الناس واعتلى كيف شاءَ
قمرٌ نجتليهِ ملءَ عيونٍ / وصدورٍ بَرَاعةً وضياءَ
لم يزل يجعلُ المساءَ صباحاً / كلما بُدِّل الصباحُ مساءَ
قتل اليأس وهو مستحكم الأمْ / ر وأحيا المطامعَ الأنضاءَ
وارتضاهُ الأميرُ حين رآه / وارتأى فيه رؤيةً وارتياءَ
قال رأسُ الرؤوس لما رآه / وصف البدرُ نفسَه لا خَفَاءَ
بَشَّرَ البرقُ بالحيا وسنا الصب / ح بأن يَقلبَ الدُّجى أضواءَ
كلُّ شيء أراه منك بشيرٌ / صَدَّق الله هذه البُشراءَ
وإذا ما مَخابرُ الناس غابتْ / عنك فاستَشْهِدِ الوجوهَ الوِضاءَ
قال بالحق فيه ثم اجتباهُ / واصطفاهُ وما أساء اصطفاءَ
فغدا يُوسعُ الرعيَّةَ عَدلاً / غير أني لقيتُ منه اعتداءَ
أجميلٌ بك اطِّراحِي وقد قد / دَمتُ في رأيك الجميلِ رجاءَ
وَليَ الطائرُ السعيد الذي كا / ن بريداً بدولةٍ زهراءَ
ما تعرَّفتَ مُذْ تَعيَّفتَ طيري / غير نَعماء ظَاهرتْ نعماءَ
ثم أدنيتني فزادَك يُمْنِي / من أميرٍ مؤيَّدٍ إدناءَ
وتناولتَني ببرِّ فبرَّتْ / ك يد الله ثَرَّةً بيضاءَ
وكذا كلّما نويتَ لمولا / كَ مزيداً أوتيتَهُ والهناءَ
أنا مولاك أنت أعتقتَ رِقِّي / بعدما خِفتُ حالةً نكراءَ
فعَلام انصراف وجهِك عني / وتَناسيكَ حاجتي إلغاء
كان يأتينيَ الرسولُ فيُهدي / لِي سروراً ويَكبتُ الأعداءَ
فقطعْتَ الرسول عنِّيَ ضَنّاً / باتِّخاذِيهِ مَفْخَراً وبهاءَ
إن أكن غيرَ مُحسنٍ كلَّ ما تطْ / لبُ إني لَمُحْسنٌ أجزاءَ
فمتى ما أردتَ صاحبَ فحصٍ / كنتُ ممن يُشارك الحكماءَ
ومتى ما أردتَ قارض شعرٍ / كنتُ ممن يُساجلُ الشعراءَ
ومتى ما خطبتَ مني خطيباً / جلَّ خطبي ففاق بي الخُطباءَ
ومتى حاول الرسائلَ رُسْلي / بلَّغَتْني بلاغتي البُلغاءَ
غيرَ أني جعلتُ أمري إلى صف / حِكَ عن كل عورةٍ إلجاءَ
أنت ذاك الذي إذا لاح عيبٌ / جعل السِّترَ دونَهُ الإغطاءَ
أنا عارٍ من كلِّ شيء سوى فَضْ / لكَ لا زلت كِسوةً وغِطاءَ
ولقائي إياك ماءُ الحياتيْ / نِ فلا تَقْطَعَنَّ عني اللقاءَ
سُمْنيَ الخَسْف كلّه أَقبلِ الخس / فَ بشكر ولا تَسُمْني الجفَاءَ
ليس بالناظِرَيْن صبرٌ عن الوج / ه الذي يجمع السَّنا والسناءَ
منظرٌ يملأ القلوبَ مع الأب / صارِ نُوراً ويَضْرحُ الأقذاءَ
ليت شِعري عن الفِراسِيِّ والزج / جاجِ هل يرعيان مني الإخاءَ
فيقولان إنّ موضعَ مولا / ك عَميراً أشفُّ منه خلاءَ
يا لَقَوْمٍ أأثقلَ الأرضَ شخصي / أم شكْت من جفاءِ خَلقي امْتِلاءَ
أنا من خَفَّ واستدقَّ فما يُث / قِلُ أرضاً ولا يسدُّ فضاءَ
إن أكن عاطلاً لديك منَ الآ / لاتِ حاشاك أن تجورَ عَثاءَ
فلأكن عُوذةً لمجلسك المُو / نِقِ أرْدُد عينَ الردى عمياءَ
أنا مولاك بالمحبة والمَيْ / ل فحمِّل عواتقي الأعباءَ
وأنا المرءُ لا يُحمَّلُ إلّا / شُكرَ آلائكُم لكم آلاءَ
أَدْنِ شخصي إذا شَدَتْ لك بستا / نُ وغنت غناءها غَنَّاءَ
فاستثارت من اللحودِ المغني / نَ فأضحى أمواتُهم أحياءَ
يا لإحضارها مع ابن سُرَيْجٍ / مَعْبَداً والغريضَ والمَيْلاءَ
وتلتها عجائبٌ فتغَنّتْ / مُشبهاتِ اسمها صُيابا ولاءَ
فحكتْ هذه وتلك يَمينَي / كَ إذا ما تبارتا إعطاءَ
وأبىَ الله عند ذلك أشبا / هَ غناءٍ مُعلِّلٍ إغناءَ
ما مُغَنٍّ غَنَّاكِ نِدَّاً لمُغْنٍ / رِفْدُهُ يجمع الغِنى والغناءَ
ذا ولا تَنْسَني إذا نَشَرَ البُس / تانُ أصنافَ وَشْيهِ وتَراءى
وحَكَتك الرياض في الحسنِ والطِّي / بِ وإن كانَ ذاك منها اعتداءَ
وتغنَّى القُمْريُّ فيها أخاه / وأجابت مُكَّاءةٌ مُكَّاءَ
وَأَبَدَّتْكَ لحظها قُضُبُ النر / جس ميلاً إليك تحكي النساءَ
بُقعةٌ لا تَني تُفاخر عطَّا / راً وتُشْجي بوَشْيِها وَشَّاءَ
لم تزل تستعيرُ منك جَمالاً / تكتسيه وتستميرُ ثَناءَ
فجمالٌ لمنظرٍ وثناءٌ / لمَشمٍّ يحكي ثَناكَ ذكاءَ
واهْوَ قُربي إذا شَرعت على دِجْ / لةَ في ظل ليلةٍ قَمْراءَ
وحكت دجلةُ انْهِلالَك بالنا / ئل والعلم واكتستْ لألاءَ
وأعارتْ هواءَ دارِكَ ثوباً / من نَداها فَكانَ ماءً هواءَ
فحكى منك نَعمة الخُلُقِ النا / عم في كُلِّ حالةٍ إثناءَ
وأجاب الملّاحُ في بطنها المل / لاحَ يَحْتَثُّ بالسَّفين الحُداءَ
وادَّكِرْني إذا استثرتَ سحاباً / ذات يومٍ عشيةً أو ضَحاءَ
فتعالتْ فَوّارَةٌ تحسدُ الخض / راءُ إغداقَ مائِها الغبراءَ
كلما أخلفتْ سماءٌ زماناً / خلّفت فيه ديمةً هَطْلاءَ
سَحْسَحَتْ ماءها عَلَى كل أرضٍ / بعدما صافحت به الجوزاءَ
فحكت كفّك التي تَخْلُفُ المُزْ / نَ علينا فتُرغمُ الأَنواءَ
وتأمَّلْ إذا لَحَظْتَ بعينيْ / ك صحونا لا تعرف الانتهاءَ
وحكْتكَ الصَّمَّانُ في سَعَةِ الصدْ / رِ وإن كان صدرُكَ الدهناءَ
جعل الله كلَّ ذاك فداءً / لكَ إن كان للفداء كِفاءَ
لو بذلنا فداءك الشمسَ والبدْ / رَ لقال الزمانُ زيدوا فداءَ
لا تَجاهلْ هناك يا من أبي اللَّ / هُ عليه أن يشبه الجُهَلاءَ
حُسنُ علمي إذ ذاك بالحَسَنِ المَوْ / قِع مما يُروي القلوبَ الظِّماءَ
وارتفاعي عن الجُفاةِ المُسَوِّيْ / نَ بِشَدْوِ المُجيدة الضوضاءَ
مُوجِبٌ أن أكون أدنى جليس / لك أعلو بحقِّيَ الجلساءَ
أرَكيكاً رأيتَ عبدك صِفْراً / لا جَنىً فيه أم جنَى شَنْعاءَ
لا تدعْ مَغْرِسَ الكريم من الغَرْ / سِ خَلاءً من الكريم قَواءَ
أين مثلي مُفاتشٌ لك أم أيْ / ن نديمٌ تَعُدُّهُ نُدماءَ
شهد الله والموازينُ والقِس / ط جميعاً شهادةً إمضاءَ
أنَّ رأيي لذو الرجاحةِ وزناً / دَعْ يميني وزِنْهُ والآراءَ
أنت شهمٌ مُحصِّلٌ فاترك الأس / ماءَ للبُلْه واكشفِ الأنباءَ
ما تقصَّيتَ ما لديَّ ولا استقْ / صيتَ فاجعل إقصاءَكَ استقصاءَ
وانتبهْ لي من رقدةِ الملك تَعْلَمْ / أن لله مَعْشراً علماءَ
وتذكّر مَعاهِدي إنك المرْ / ءُ الذي ما عَهِدْتُهُ نَسَّاءَ
وارعَ لي حُرمةَ المودَّةِ والخد / مةِ والمدحِ تُعْجِبِ الكرماءَ
وجديرونَ بالرعايةِ قومٌ / جعلتْهم رُعاةُ ملْكٍ رِعاءَ
قد تجرعتْ من جَفائك لما / سُمْتَني ذاك شَربةً كدراءَ
ولقد يَقْلبُ الكريمُ من السا / دات نَعماءَ عبدِه بأساءَ
ظالماً أو مُقَوِّماً ثم يرعا / هُ ويَقْنَى حُرِّيّةً وحياءَ
فإذا زالت المَسرَّةُ عادتْ / وإذا ما تحسَّر الظلُّ فاءَ
فلماذا رمى هناكَ صَفاتي / أصفيائي عَدِمْتُهم أصفياءَ
إنما كان حقُّ مثليَ أن يُر / حَمَ لاقَوْا أعداءهم رُحماءَ
بل رأوا رحمةَ الأعادي ولاقَو / هم مِلاءً بعَسْفهم أوفياءَ
وجزاهم ربُّ الجزاء على ذا / لك ما يُشبه اللئيمَ جزاءَ
معشرٌ كنتُ خلتهم قبل بلوا / يَ أَوِدَّاءَ صِفْوةً أصدقاءَ
صادفوا نكبتي فكانت لديهم / للقلوبِ المِراضِ منهم شفاءَ
وأَظَنُّوك أن ذاك وفاءٌ / من مَوالٍ يُصَحِّحون الولاءَ
فبدا منهمُ بلاءٌ ذميمٌ / أشبعوه خيانةً ورياءَ
ما أتى منهمُ نذيرٌ بعَتْبٍ / فَيُلَقَّى هناك داءٌ دواءَ
لا ولا جاء بعد ذاك بشيرٌ / برِضاً ثابتٍ يقيم الذَّماء
لا ولا جاء بين ذاك وهذا / مُتَرَتٍّ يُعلَّلُ الحَوْباءَ
لم يُواسُوا ولم يُؤسُّوا خليلاً / سوءةً سوءةً لهم سَوآءَ
مَنعوا خيرهم ولا تأمن الضُّر / رَ من المانعين منك الجَداءَ
فأتى شرُّهم على كلِّ بُقيا / لا لَقوا من مُلمَّةٍ إبقاءَ
خَلَفوني خلافةَ الذئب في الشا / ء وكانوا في جهل حقِّيَ شاءَ
وإذا ما حَماك عُودٌ جَناه / فاخْشَ من حدِّ شوِكه أنكاءَ
وكأني غداً أراهم وكلٌّ / ينشر العذرَ طاوياً شَحناءَ
سَعَر اللَّه في الجوانح منهم / سَعْرَةَ النار تكلُمُ البَغْضاءَ
لا عَدَتْهم هناك هاتيك ناراً / وأصابتْ من شخصيَ الإخطاءَ
حَرَّقتْهم وأرّقتْهم ولا زا / لت وبالاً عليهمُ ووباءَ
رَتَعوا في وخِيمة الغيب مني / لا تَلَقَّى مَنِ ارْتعاها مَرَاءَ
أظهروا للوزير جهلاً وغدراً / وعماهُم يُراهُمُ أُدباءَ
فجلَوا عورةً لطرفٍ جَليٍّ / حَسِبوا شمسَه تَغَشَّت عَماءَ
جعلوا العبدَ كُفءَ مولاه فانظر / هل تراهم لعاقل أكفاءَ
ما تَعدَّوا بذاك أنْ وَزنوني / بك ضَلَّت عقولُهم عقلاءَ
غَفْلةً فوقَ غفلةٍ ثم سَهْواً / فوق سهوٍ عَدِمْتُهم أذكياءَ
فَلَهُم لائمون فيما أتَوهُ / ورأوه لا يَعْدَموا اللَّوماءَ
خذلوني وطأطئوا البدرَ جهلاً / وتَظنَّوْهُ يخبط الظَّلماءَ
لا عفا اللَّه عنهم بل عَفَاهُم / وزَوَى العفوَ عنهمُ لا العَفاءَ
ما أُلاك الإخوان كلّا بلِ الخُو / وَان قاسُوا أمثالهم خُلطاءَ
آفتي فيك أنْ رأَيتَ محبَّاً / لا يرى عنك بالغنى استغناءَ
لا تَطاوَلْ بحسنِ وجهِك والدو / لةِ واذكر من شانِئيك الفناءَ
واحتشمْ أن يراك مُعطيك ما أع / طاك تَجزِي نَعْماءه خُيَلاءَ
وارتفعْ أن يراك تكسو الفتى الحُر / رَ إذا ما ملكتَهُ الإزراءَ
إن من أَضعفِ الضِّعاف لدى اللَّ / ه قويّاً يستضعف الضعفاءَ
ولأهلِ العقول فِيه رجاءٌ / وعزاء يقاوم العَزَّاءَ
وتَعلَّمْ متى حَميت على عب / دك تلك المياه والأَكْلاءَ
أنَّ للَّهِ غيرَ مَرْعاك مرعىً / يَرْتعيه وغيرَ مائِك ماءَ
وتيقَّنْ متى جنيتَ على عب / دك ضَيْماً وضَيعة وعَناءَ
أنَّ للَّه بالبريَّةِ لُطْفاً / سَبَقَ الأُمهاتِ والآباءَ
قد أطلتُ العتابَ جداً وأكثر / ت فضولي لكنَّ لي شركاءَ
مَن دعاني إلى الذي كان مني / فهو مثلي جَلِيَّةً لا امتراءَ
أنا ذو القصد غير أني متى آ / نَستُ جوراً رأيتَ لي غلُواءَ
والحليمُ العليم من يُحسن الإي / قاد بدءاً ويحسن الإطفاءَ
والطبيبُ اللبيب من يُتبِع الدا / ءَ دواءً يشفيه لا الداءَ داءَ
وعسى قائلٌ يقول بجهلٍ / إنما يطلب الغِنى والغِناءَ
ولهذين مَطلبٌ عند قوم / لست أُلفَى لرَحْلِهم غَشّاءَ
والغنى واسع بكفَّيْ جوادٍ / يَرزُقُ الأغنياء والفقراءَ
ليَ خمسون صاحباً لو سألتُ ال / قوتَ فيهم ألفيتهُم سُمَحَاءَ
أتُرى كلَّ صاحبٍ ليَ منهم / يمنعُ الشهرَ بُلْغَتي إجْراءَ
ليَ في درهمين في كل شهرٍ / من فئامٍ ما يطرُدُ الحَوْجاءَ
والغناء الشديد شدواً وضرباً / سَحْنةٌ قد ملأتُ منها الإناءَ
وبِحَسْبي عرفانُ آل بُنانٍ / وَبُنانٌ شِرْباً معيناً رَواءَ
ظلْتُ عشراً كواملاً في مغاني / ه أُغَنَّى وأسْمَعُ الأَنجاءَ
فلْيقم كاشحي بنقضِ الذي قل / تُ وإلّا فليُطرقِ اسْتِحياءَ
أو فرَغماً له هناك ودَغْماً / ألحمَ اللَّهُ أنفَه البَوْغاءَ
لا تقدّر بحسنِ وجهِك صَيْدي / بعد نَفْري كما تَصيد الظِّباءَ
صدْ بذاك المَها تَصِدْها وهيها / تَ تصيدُ المُصمِّمَ الأَبّاءَ
أنا ليثُ الليوثِ نفْساً وإن كن / تُ بجسمي ضئيلةً رَقشاءَ
إنني إنْ نفرتُ أمعنتُ في النَّف / رِ ومثلي عمن تَناءَى تناءَى
لستُ باللُّقْطةِ الخسيسةِ فاعرفْ / ليَ قَدْرِي واسألْ به الفُهماءَ
وانتفع بالعُلا بذهِنك واذمُمْ / كلَّ ذهن لا ينفع الذُّهَناءَ
قد بغى قبلَك الدعيُّ فلم أح / فلْ بأنْ كان باغياً بغّاءَ
بل تَصبَّرتُ وانتظرت من اللَّ / ه نآداً تُصيبه دَهْياءَ
فاعتبر بابن بلبلٍ إنَّ فيه / عِبرةً لامرئٍ أعدَّ وعاءَ
والعلاء بنُ صاعدٍ قبلَ هذا / قد حمى دون رائدي الأَحْماءَ
فارمِ بالطَرْفِ شخصَه هل تراه / وادْعه الدهرَ هل يُجيب دُعاءَ
ليس إلّا لأنني كنتُ شمساً / قابلتْ منه مُقْلةً عَشْواءَ
فأَرانيه ناصِري وأباه / وله الحمدُ مُثلْةً شَوْهاءَ
أنا عبدُ الإنصاف قِرْنُ التَّعدِّي / فاسْلكِ القَصْدَ بي وَعدِّ العَداءَ
أنا ذو صفحتين ملساءَ حسنا / ءَ وأخرى تَمَسُّها خَشْناءَ
خاشعٌ تارةً وجبّارُ أخرى / فتراني أرْضاً وطَوراً سماءَ
لا بحولٍ ولا بقوّةِ رُكْنٍ / غير لُبسي تَجلُّداً وحياءَ
أنا جَلْدٌ على عِناد الأَحاظِي / وأبيٌّ أنْ أَرْأمَ النَّكْراءَ
فمتى شئتَ فامتحنِّي وأَولى / بك عفوٌ يُقابل استعفاءَ
أنا ذاك الذي سَقَتْهُ يدُ السُّقْ / م كؤوساً من المُرارِ رِواءَ
ورأيت الحِمام في الصُّوَر الشُّنْ / عِ وكانت لولا القضاءُ قضاءَ
ورماه الزمان في شُقَّة النف / سِ فأَصْمَى فؤادَه إصْماءَ
وابتلاهُ بالعُسْر في ذاك والوَحْ / شةِ حتى أملّ منه البلاءَ
وثَكِلْتُ الشبابَ بعد رضاعٍ / كان قبلَ الغِذاء قِدْماً غذاءَ
كلُّ هذا لقيتُه فأبتْ نف / سيَ إلّا تَعزُّزاً لا اخْتِتاءَ
وأَرى ذِلّتي تُريك هَواني / ودُنوِّي يَزيدُني إقصاءَ
ومتى ما فزعتُ منك إلى الصَّبْ / رِ فناديتُه أجاب النداءَ
ومتى ما دعوتُ ربي على الده / رِ وظلمِ الخُطُوب لبّى الدعاءَ
وإباءُ الهوانِ عَدْوَى أتتْني / منك والعبدُ يَقْبل الإعداءَ
أنت علَّمتَني إباءَ الدَّنايا / يا مليكي فما أسأتُ الأَداءَ
وعزيزٌ عليَّ أنْ قلتُ ما قل / تُ ولكنْ حرَّقْتَني إحْماءَ
أنت شجعتني على الصدق في القو / ل وأرْكبتَ جنبيَ العوصاءَ
قد نَفَثتُ الأدواءَ نَفْثَ وليٍّ / والعدوُّ المُكَمِّنُ الأَدواءَ
أنت أعلى من أن تُقَوِّلَ أعدا / ءَك قولاً يُضرِّب الأولياءَ
إنَّ وزني في الرأي وزنٌ ثقيل / فاسألِ الرأيَ عنه لا الأهواءَ
يا جواداً هجا مَديحيه بالحر / مان ما اسطاع لا تكن هجّاءَ
إنَّ بخس الثواب إن دام ظلماً / قَلَب المدحَ ذاتَ يومٍ هجاءَ
ليس من قائِل المديح ولكنْ / من أناسٍ تدعوهم الغوغاء
أو من المنكرين وعْظَ المحقِّي / نَ وإن لم يُلَقَّبوا شعراءَ
وبرغمي هناك تسمع أُذنا / ي وَلكنْ من يَضبطُ الدهماءَ
والتكاليف لا تُحَدّ اتساعاً / وكثيرٌ من ينصر البُعَداءَ
كم رأيتُ المُكلَّفين جنوداً / ينصرون الأباعد الغُرباءَ
ولحى اللَّهُ مسمِعاً ليَ فيكم / يَتوخَّى بمُسخِطٍ إرضاءَ
ولَمَا سرَّ جائعاً رِفْدُ كفٍّ / أَطعمتْه من شِلْوهِ أعضاءَ
لو سوايَ استمال مال إليه / وَلأَلْقى لناره حَلْفاءَ
لكن اللَّهُ شاهدٌ أنَّ نفسي / تمنح السيفَ عند ذاك انْتِضاءَ
ليَ عَينٌ هواي فيكم يُريها / منْ جَلاهَا بلومكم إقذاءَ
وجميلُ المقالِ فيكم وحظي / من جَداكم مما أراه سَواءَ
وأرى حَرَّ أن تُلاموا حريقاً / وأرى حرَّ ظُلمكم رَمْضاءَ
فاظلموا جُهدَكم فلن تستطيعوا / أبداً أن تُوغِّروا الأحْشاءَ
رَسَخَ الحبُّ في عظامي وجارى / في عروقي من قبلِ ذاك الغذاءَ
ومن الجَوْر أن تُجازَى يدٌ بي / ضاءُ من مخلصٍ يداً سوداءَ
كم أُعَنَّى فلا أُسيء عتاباً / كم أُمَنَّى فلا أسيء اقْتِضاءَ
فاستِوائي إذا رأيتُ استواءً / والْتِوائِي إذا رأيت الْتِواءَ
أين عنّي سعادةٌ من سعيدٍ / جَدِّكم لا برحتُمُ سُعَداءَ
أين عنّي سلامة من سليما / نَ تَقيني بدرعِها أنْ أساءَ
أين عنّي قَسْمُ الوزير أبي القا / سم أحرارَ ماله أنصباءَ
أين عنّي إحسانُ صِنْوَينِ قدَّا ال / حسنَ قدّاً تَسَمِّياً واكْتِناءَ
ما توهَّمْتُ أنَّ حَقّي عليكم / آل وهْبٍ يُجَشِّمُ استبطاءَ
يا ابن من لم يزل يخوض الوزارا / ت ومن قبل يخلُف الوزراءَ
قد مضى أكثر الشتاء وجاء الصي / فُ يعدو فلا تَزِدْهُ التِظاءَ
يا عليماً بما أكابِدُ فيه / لا تُعاونْه إنَّ فيه اكتفاءَ
أنا راجٍ جميلَ رَدْعِك إيَّا / ه فلا تَجعلنَّهُ إغراءَ
لا تُعِنْ نارَه على الشَّيِّ والطب / خ كَفَى طابخاً بها شَوّاءَ
الأمانَ الأمانَ منك ومنه / جَنِّباني لظَاكما الكَوّاءَ
بل إذا ما عدا فأَعْدِ عليه / لا تكونَنَّ مثلَه عَدّاءَ
لا تُعاقبْ بما التَّواءُ أخوه / أعِقاباً تريد بي أم تَواءَ
إن تأرَّى عليَّ عتبُك والصي / فُ وحاشايَ كان ذاك الجَلاءَ
لا تَدَعْني سُدىً فَتَرْقِيَ منِّي / حيّةً لا تُطاوع الرَّقّاءَ
لا عَدِمْتُم بحلمكم آل وهب / مِن وَلِيٍّ تَسَحُّباً واجْتراءَ
يا ذائقَ الموتى لتعلم هل بَقُوا
يا ذائقَ الموتى لتعلم هل بَقُوا / بعد التَّقادُمِ منهمُ بدَواءِ
بَيَّنتَ عن رِعةٍ وصدقِ أمانةٍ / لولا اتهامُك خالقَ الأشياءِ
أَحسبت أن الله ليس بقادر / أن يجعل الأمواتَ كالأحياءِ
وظننتَ ما شاهدتَ من آياته / بلطيفةٍ من حيلة الحكماءِ
ما أَستزيد لقاسمٍ
ما أَستزيد لقاسمٍ / من رَبِّهِ غيرَ البقاءِ
وكذاك لستُ أُريد من / ه سوى البقاء مع اللقاءِ
حَسْبي بذاك سعادةً / فيها الأمانُ من الشقاءِ
كفِلتْ بكبتٍ للعِدا / ومسرةٍ للأصدقاءِ
واللَّهُ بعدُ يزيده / أعلى مَنالةِ ذي ارتقاءِ
ويزيدني من غيثِه / وغياثِه الهَزِم السِّقاءِ
ملك كأن خِلاله / خُلقتْ له بعد انتقاءِ
عافيهِ عِلْقُ صيانةٍ / وثَراؤُه تُرْس اتِّقاءِ
يَلقاك نَشْرُ ثنائِه / ونسيمُه قبلَ اللقاءِ
كم قد وردتُ سَماحَه / فسُقيتُ منه بلا استقاءِ
كم زارني معروفُه / من قبلِ وعدٍ بالْتِقاءِ
هل من وفاءٍ كُفؤُهُ / فَيَفِي حَقيقاً بالوفاءِ
ليت شعرِي من ناكه بِهجائي
ليت شعرِي من ناكه بِهجائي / من هَجاني له من الشعراءِ
مَنْ عَذيرِي يا قومِ من أَشْبهِ الأُم / مَة بابن الكَرّاعة القَطْعاءِ
يشتري باسته هجائي لقد قا / متْ عليه عداوتي بالغلاءِ
مَهْرُه كُفْءُ عُقْرِه بل كثيرٌ / ذلك المهرُ لاسْتِه البَخراءِ
ألا ليت شعري هل تؤخَّرُ حاجتي
ألا ليت شعري هل تؤخَّرُ حاجتي / لأوْلى بشكرٍ منك أو بثناءِ
غرستَ يداً حتى إذا آنَ حملُها / شكتْ منك إغفالاً وطولَ جفاءِ
ثنائيَ لا تُسبَق إليه فإنه / خُلودٌ لما تَبنِي وطولُ بقاءِ
وتَمِّم يداً أَسْديْتَها يَنْمَ شكرُها / غداة غدٍ في الناس أيَّ نَماءِ
لعمري لقد أعطاك محمودَ حمدِه / أميرٌ غدا من سادة الأمراءِ
ويا حسنَ ذاك الحمدِ إن أنت زِنْتَهُ / بحمدِ إمرىءٍ من سادة الشعراءِ
يا خالد بن الخالداتِ مَخازياً
يا خالد بن الخالداتِ مَخازياً / ما دام فوقَ الأرضِ ظلُّ سماءِ
للَّه دَرُّكَ أيُّ صاحبِ حيلةٍ / أصبحتَ فيها واحدَ الحكماءِ
لما غدا العارُ الذي سُرْبِلْتَهُ / أحدوثةَ الرُّكبانِ والأَمْلاءِ
عرَّضْتَ للشعراءِ عرضَك عامِداً / كَيْما يُقالَ تَكذُّبُ الشعراءِ
لا يُعجبنَّك ما صنعتَ فإنما / داويتَ داءَك يا شقيُّ بداءِ
أخالدُ يا ابن الخالدات مخازياً
أخالدُ يا ابن الخالدات مخازياً / ماذا دعاك إلى اكتساب هجائي
للَّهِ درُّ أبيك أيَّةُ حيلةٍ / لو أنها جازت على الفُهماءِ
لما بدا لك أنَّ خِزْيك قد غدا / أحدوثة الرُّكبان والأَملاءِ
عرَّضتَ للشعراء عِرْضك عامداً / كيما يقال تَكذُّبُ الشعراءِ
بل كنت فيما حِدْتَ عنه ولم تَئِلْ / كالمستَجيرِ لظىً من الرَّمضاءِ
يا شاعراً يهجو نُسَيَّةَ خالدٍ / عنك الهجاءَ كفاك بالأسماءِ
أسماؤهنّ هجاؤهنّ ومن يقل / أفعى يُبِنْ لا شَكَّ عن صَمَّاءِ
لا تحسبنّك في هجائك تَفْتري / ما لم يجئنَ به من الفَحْشاءِ
يا ابن بُورانَ يا جُعلتَ فدائِي
يا ابن بُورانَ يا جُعلتَ فدائِي / عِشْتَ في غبطةٍ وفي نَعْماء
بَخْبَخٍ بَخْبَخٍ لأمِّك ما أسْ / وَرَ هِمّاتها إلى العليَاءِ
ناقضَتْ مريمَ العفافَ فلما / قاومَتها سَمَتْ إلى حَوّاءِ
فانتحتْ في الزنا تُكاثر حوا / ءَ عديدَ البنات والأبناءِ
كيف أهجو امرأً كريماً لئيماً / واحدَ الأمِّ خِلْفةَ الآباءِ
كيف أهجو مذبذباً بين شتى / لا إلى هؤلا ولا هؤلاءِ
كيف أهجو من فيه مجتمعُ الأَن / ساب طُرّاً وملتقَى الأحياءِ
إنما أَستطيب كَدَّك في شِع / رِك يا ابن الخبازة البَظْراءِ
فكأني أراك في عَكِرِ الفك / ر تُوالي تَنفُّسَ الصُّعداءِ
مُجْلبَاً مُغْبِراً كأنك في شي / ءٍ أَلاَ ضيعةً لذاك العَناء
وكأني أراك تهتف إيهٍ / تزجر الشعرَ حضرةَ الغوغاءِ
مستميلاً أسماعَهم لهجائي / بنُباحٍ مُلحَّن بعُواءِ
قد أصاخُوا وأنت تَيْعَرُ كالتي / سِ وهم ضامِزون مثلُ الشاءِ
فاهجُني إنما هجاؤك عندي / ضَحكاتٌ تَزيد في السرّاءِ
أنا في غبطة بها وسرورٍ / ملءَ صدري وأنت في بُرَحاءِ
ومحالٌ أن يسعدَ السعداءُ ال / دهرَ إلّا بِشِقْوةِ الأشقياءِ
أنا هاجيك ما سَكتَّ ومُعفي / ك إذا ما هجوتَني من هجائي
ليس يُنجيك من يدَيَّ سِوى ذا / ك ولو كنتَ في بروج السماءِ
ويميناً لألعبنَّ بأشلا / ئِك بين الإشْواء والإصْماءِ
هاجياً مادحاً ومتّخذاً إي / ياكَ ملهىً وعُرْضةَ استهزاءِ
ألا أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ
ألا أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ / وشاكِرهُ في نيّةٍ وثَناءِ
شكرتَ امرأً ينْمِي على الشكر عُرْفُهُ / ويأبى على الكفران غيرَ نماءِ
فتى نال غايات الكهولِ وجازها / على جِدّةٍ من سِنِّه وفَتاءِ
كما بهر البَدرُ النجومَ لأربعٍ / وعشر فأمستْ غيرَ ذاتِ ضياءِ
وحَسْبُ أبي عيسى العلاءِ بأنه / يُعَدُّ بديئاً سيّدَ الحكماءِ
وأن أباه الخيرَ طال بقاؤه / يعد بديئاً سيّدَ الوزراءِ
وأن الأمير المُستنيم إليهما / يعد بديئاً سيّدَ الأمراءِ
وأن الخطيب الصادقَ القَولِ فيهما / يعد بديئاً سيّدَ الخطباء
خطيبٌ عَصاه الرمحُ والسيفُ لم يزل / وآباؤُه يُبْلُون خيرَ بلاءِ
كنوزُ غِنىً للمُقْتِرين وإنْ دُعوا / لنائرةٍ كانوا كنوزَ غَناء
وهذي أمورٌ وُفِّقتْ لابن صاعد / أماراتُ جَدٍّ صاعدٍ وبقاءِ
وما زال ممدوحاً بحقٍّ معظَّماً / على ألسن الأشرافِ والعظماءِ
وما يَضع المرءَ الشرِيفَ امتداحُهُ / علاءً ولا يُحذيه غيرُ علاءِ
وهل يضعُ الطودَ المُنيفَ اعترافُه / لناصبِه بالعدلِ تحتَ سماءِ
ليس كالسُّكر دواءٌ
ليس كالسُّكر دواءٌ / لغناءٍ كالدواءِ
فاسْقِني عشرين رطلاً / لا تَشبهُنَّ بماءِ
فلعل السكرَ يكفي / ني أذى هذا العُواءِ
من رأى منتحِباً غي / ري على سوء الغناءِ
قل لعبد القويِّ أنت قويٌّ
قل لعبد القويِّ أنت قويٌّ / فاتَّقِ اللَّهَ وَيْكَ في الضعفاءِ
نحن جُمٌّ وأنت أَقْرَنُ واللَّ / هُ حَسيبُ القَرْناء للَجمّاءِ
لو علمتَ الخفيَّ من كلّ علمٍ / جامعاً بينه وبين البِغاءِ
أعجبَ الناسَ ما وَعَيْتَ وقالوا / عسلٌ طيبٌ خبيثُ الوِعاء
مُخفَّفةٌ مُثَقَّلةٌ تراها
مُخفَّفةٌ مُثَقَّلةٌ تراها / كأنْ لم يَغْذُ نِصْفَيها غِذاءُ
إذا الإغبابُ جَدَّد حسنَ شيءٍ / من الأشياءِ جَدَّدها اللقاءُ
لها ريقٌ تَشِفُّ له الثنايا / وتَروِي عنه لا مِنه الظِّماءُ
وأنفاسٌ كأنفاسِ الخُزامَى / قبيلَ الصبحِ بَلَّتها السماءُ
تنفّسَ نشرُها سحَراً فجاءت / به سَحَريّةُ المَسْرَى رُخاءُ
ما لَقينا من ظَرفِ ضرطةِ وهبٍ
ما لَقينا من ظَرفِ ضرطةِ وهبٍ / صَيَّرت أهلَ دهرِنا شعراءَ
هي عندي كجودِ فضلِ بن يحيى / غيرَ أنْ ليس تَنْعشُ الفُقراءَ
ليت شعري عن خالدٍ كيف أمسى
ليت شعري عن خالدٍ كيف أمسى / من حُكاكِ اسْته وحرِّ هجائي
جَمعتْ شِقْوةُ الشقيِّ عليه / كلَّ خزْيٍ وكلَّ داءٍ عَياءِ
لو علمتَ الذي يُقاسي من الأَمْ / رين عَزّيتَه صباحَ مساءِ
أَيُّهذا المُسائِلي عن سعيدٍ / وشقيٍّ ولاتَ حينَ خفاءِ
أنا في الأرض محنةٌ فاتِخذْني / محنةَ الأشقياء والسُّعداءِ
من تحامَى عداوتي فسعيدٌ / ومُعادِيَّ أوّلُ الأشقياءِ
سوءةً سوءةً لك ابنَ البراءِ
سوءةً سوءةً لك ابنَ البراءِ / يا بديلَ الخِراءِ عند الخِراء
شغلتك الذنوبُ عنّا فأعرض / تَ عن الصالحات للفَحْشاءِ
تركب الشُّقرَ غيرَ ساعٍ لمجدٍ / بل لعارٍ وسُبّةٍ شَنْعاءِ
ذاك ظني ولستُ أدري يقيناً / تَعْتلي أو تنوءُ بالأَعْباءِ
ليت شعري أمركبٌ أنت في الهي / جاءِ أم من فوارس الهيجاءِ
أم كلا المعنيَيْنِ فيك جميعاً / حين تحلو بالقِصة العَوْراءِ
إن يكن كلُّ ذاك فيك فهذا / مذهبٌ من مذاهبِ الفقهاءِ
لا يَرَوْن الجروحَ إلا قصاصاً / وَرَعاً منهُمُ وعدلَ قضاءِ
بل يَقُصُّون قبل أن يُوقِعوا الجر / حَ ركوباً للسنَّةِ البيضاءِ
يُسْلِفون القِصاصَ مَن جَرَّحوه / قبل أن يجرحوه وزن السِّواءِ
ليت شعري أذاك حكمُ أبي مو / سى بُغاءٍ أم ذاك حكم البِغَاءِ
لا تلمنا وإنْ أسأنا ثناءً / أنت مستأهل لسوءِ الثناءِ
فقدتك يا ابنَ أبي طاهرٍ
فقدتك يا ابنَ أبي طاهرٍ / وأطعمتُ ثُكْلَكَ قبلَ العشاءِ
فلا بَردُ شِعركِ بَردُ الشرابِ / ولا حَرُّ شعرك حَرُّ الصِّلاءِ
تَذَبْذَبَ فَنُّك بين الفنون / فلا للطبيخ ولا للشِّواءِ
قل لعبدِ القويِّ تَبّاً لعلمٍ
قل لعبدِ القويِّ تَبّاً لعلمٍ / لم يجد غيرَ عالمٍ بَغّاءِ
سوءةً سوءةً لعالمِ علمٍ / جامعٍ بينه وبين البِغاءِ
يقول القائلون ضَويتَ جِدّاً
يقول القائلون ضَويتَ جِدّاً / ولم تُنْضِجْكَ أرحامُ النِّساءِ
ومن إنضاجها إياي أعْرت / عظامي من لحومِهمُ الوِطاءِ
إذا ما كنتُ ذا عودٍ صليب / فيكفيني القليلُ من اللِّحاءِ
زعم الناسُ خالداً بَغّاءَ
زعم الناسُ خالداً بَغّاءَ / كَذَبوا القولَ وافْتَرَوْهُ افتراءَ
إنما صادفوه يَلْمَس غُرمو / لاً فواراه في استِهِ استحياءَ
فلَحَوْه فيه فصار لجَاجاً / وهو شيخٌ يُراغِم الأعداءَ
فلْيكفُّوا عن الجِدال وإلا / فليكونوا له إذاً نُظراءَ
لم يُصفِّ الدواءُ جسمَكَ إلا
لم يُصفِّ الدواءُ جسمَكَ إلا / عن صفاءٍ كما يكونُ الصفاءُ
فلأعدائِك البشاعة منه / ولكَ النفعُ دونَهم والشفاءُ