القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 307
نأى ففرَّق بين الطَرف والوسن
نأى ففرَّق بين الطَرف والوسن / وَأَلَّف البينُ بين القَلب والحزنِ
فَيا رفيقيَّ لا أَعداكما شجني / بِاللَه ربِّكما عُوجا على سكني
وَعاتباه لعلَّ العتبَ يعطفُهُ /
وأَنشدا من نسيبي أَو نسيبكما / وكنّيا عن غَرامي في نشيدكما
فإن صَبا فاِذكراني لا رُزئتكما / وعرِّضا بي وقولا في حديثكما
ما بالُ عبدك بالهجران تُتلفُهُ /
اِرحَمه من عبرات فيك واكفةٍ / ومهجة بغليل الوَجدِ لاهفة
شَوقاً لأَيّام أنس منك سالفةٍ / فإن تبسَّم قولا في ملاطفَة
ما ضرَّ لو بوصالٍ منك تسعفهُ /
وَهُوَ الَّذي بك طولَ الدهر مكتئبُ / وَقَلبُه بسعير الهجر يلتَهِبُ
فإن تعطَّف فهو القصد والأربُ / وإِن بدا لكما من وجهه غَضَبُ
فغالِطاهُ وَقولا لَيسَ نعرفُهُ /
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما / سفكتها باللِحاظ النُعَّسِ
وأسالت مِن جفوني عَندما / عِندَما سارَت بِتلكَ الأَنفسِ
أَلَّفت ما بين شملي والنَوى / وَسرَت وَالبيتُ للقلب أَسَر
وَقضَت لي بتباريح الجوى / وأَحالَتني على حُكم القدر
أَنجزت قَتلي جهاراً في الهَوى / وغدت تسأَلُ عنّي ما الخَبَر
لَو أَرادت سَلمُ لي أَن أَسلما / أَترعت قبلَ التنائي أكؤسي
وأَزالَت ما بِقَلبي من ظَما / وَسَقتني من لَماها الأَلعَسِ
ليتَها إِذ لَم تَجُد لي باللِقا / وعدَتني وصلَها بالحُلُمِ
كَيفَ يأتي الطيفُ صبّاً قَلِقا / أَيَزورُ الطيفُ من لم يَنَمِ
وَلَقَد بتُّ من الشوق لقى / وَضجيعي طولَ لَيلي أَلَمي
هَكَذا كلّ معنّىً بالدُمى / ليت شعري والجواري الكُنَّسِ
أَم أَنا المخصوصُ منهنَّ بما / قد برى نَفسي وأَورى نَفَسي
بَدرُ الدياجي اِحتجَب
بَدرُ الدياجي اِحتجَب / لَمّا تجلى بَدري
من تحت حجب اللِثام /
ما لاحَ بَرقُ الشَنب / من نحو ذاكَ الثَغرِ
إلّا وَدَمعي غمام /
لَمّا بدا من كثَب / في عَصفر والخمري
يهزُّ رمحَ القوام /
ناديتُ وا من عتب / ها قد وضح لَك عذري
فخلِّ عنك الملام /
هَل لِهَذا البَدر ثاني / في بَديعات المَعاني
إِن شدا بين المغاني / بالمثالِث وَالمثاني
حسنُه فديتُه غلب / كلَّ الحسان الغرِّ
وَالغانيات الوسام /
وَراح يبدي العجب / لما تَبدّى يُزري
بالبدر جُنح الظلام /
كَم قد حوى من جمال / هَذا الرَبيب الغاني
وَكَم جمَع من فُنون /
له في المحاسن مجال / ينيلك الأَماني
إِذا بدا للعيون /
لكنَّه لا يُنال / إلّا بِقَلبٍ عاني
وسفح دمعٍ هَتون /
حبُّه لِقَلبي سلَب / وأَفنى صدودُه صَبري
وَزادَ قَلبي هُيام /
آه من دانٍ ونازح / بالأَماني والمنائح
كَم أماسي وأصابح / من هَواه كلَّ فادح
إِن تمَّ منه الأَرب / بعد الجفا والهجرِ
وَطولِ هَذا الغَرام /
حزتُ الهنا وَالطرب / وَنلتُ أَعلى القَدرِ
بعشقه والسَلام /
جَنبُ الغَزال الأَغيد
جَنبُ الغَزال الأَغيد / لابس الوشاح العَسجد
يجرُّ ذيل البُردِ /
فائق الحسان الخرَّد / وهو في المحاسِن مُفرد
منزَّهٌ عن نِدِّ /
قاتلي إِذا ما جرَّد / سيفَ لحظِهِ أَو أَوَّد
عسّالَ ذاك القَدِّ /
طرفُه بِقَتلي يشهد / فاِسأَلوه إِن لم يجحد
هَل كانَ ذا عَن عَمدِ /
لِلهَوى بِقَلبي عَهدُ / مذ ضمَّ جسمي المهدُ
في حُبِّ داجي الأَفلال /
حبُّهُ المنى والقصدُ / لا سؤال حادٍ يحدو
ولا البُكا في الأَطلال /
إِن ثناه عنّي صَدُّ / أَو زواهُ عنّي بُعدُ
ركبتُ فيه الأَهوال /
غارَ بي الهَوى أَو أَنجد / إِن سعدتُ مثلي يَسعَد
بنيل هَذا القَصدِ /
القَمَر في العقرب
القَمَر في العقرب / وجهُ خلّي البَدري
في العذار الآسي /
مَن محلُّه أَقرب / في حَنايا صَدري
مِن فؤادي الآسِ /
شأ أَهيم وأَطرب / في هَوى ذا العذري
واِغتَنِم إيناسي /
واِصطَبح لي واِشرب / مِن رَحيق الثَغرِ
لا رَحيق الكاسِ /
إن خَطر في أزرق / قُلتُ بَدرٌ أَشرف
في سَماء الحُسن /
أَو بَدا في اِستبرَق / قلت غصنٌ أَورق
في حدائق عَدن /
للمعنّى أَغرق / في الهَوى واِستغرق
بالطرب والحُزن /
ما لَهُ من مهرب / عن قبول الأَمرِ
في الرجا والياسِ /
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا / عَن شذا آرام رامَه
جدَّدت عهدَ التصابي والصِبا / للمُعَنّى وغرامَه
وروَت عَن ساكني ذاك الخِبا / خبراً روّى أَوامَه
لا عَدمناها فَكَم أَهدَت نبا / فعلت فعلَ المُدامَه
أَسكرتنا بشذاها / حيث هبَّت من رُباها
وَفهمنا بذكاها / ما أَسَرَّت من نَباها
وَسَرَت ترفلُ في ذيل الدُجى / ساحِبَه ذيلَ الجَلالَه
سلبت أَلبابَ أَرباب الحِجا / مذ رَوت تلك الرِساله
وأَنالَت كلّ صبٍّ من رَجا / وأَحالَت منه حالَه
وأَغاثَت بشذا تلك الرُبى / نفسَ صبٍّ مستهامَه
فنما شَوقي ووجدي / لِلقا ساكن نجدِ
آه ليت الصبر يُجدي / ما عَسى يبلغُ جَهدي
في هَوى ظَبي النَقا مُزري الدُمى / المحجَّب في قِبابَه
لؤلؤيُّ الثغر معسولُ اللَمى / خمرتي صافي رضابَه
ما ضياءُ الشمس ما بدرُ السَما / إِن تَجلّى من حجابه
أَخجل الآرامَ جيداً والظُبى / وَالقَنا قدّاً وقامَه
كَم له في الحسن معنى / مُشرِقٌ في كُلِّ مغنى
وَبه العاني المعنّى / لَم يَزَل ولهان مُضنى
ساهرُ الأجفان مَقروحُ الحشا / هائم في كُلِّ وادي
شربَ الحبَّ كؤوساً فاِنتشى / من هوى قُمري البَوادي
وَغَدا من عشق ذيّاك الرشا / وجدُه خافٍ وَبادي
كلَّما هبَّت صَبا نَجدٍ صَبا / وشدا شدو الحمامَه
يا أهيلَ الغَرام عزَّ المرام
يا أهيلَ الغَرام عزَّ المرام / من سُليمى وأَضناني الصُدود
للرَنا في الحشى رشق السهام / وَبِقَلبي من الفُرقه وقود
يا سقى اللَه لييلات الخيام / هَل ترى ما مَضى فيها يعود
ما سلا وَالنبي قَلبي الغَرام / ها دموعي وها وجدي شهود
كَيفَ أَسلو وما نِلتُ المنى / من حَبيبي ولا نلتُ اللِقا
آه قد طال سقمي والضَنى / من جفا ذاك الرَشا ساجي المِقا
لا ومن بالنَوى قدَّر لَنا / ما لِصَبري على هجرٍ بَقا
ما يطفّي غَليلي والأوام / غير رشفَه لمبسَمه البَرود
بَعد بُعد المَزار نومي غرار / وَدموعي على خَدّي غُروب
فَمَتى يا تُرى تدنو الديار / وَتوافي مسرّاتُ القلوب
وَيفكُّ القضا هَذا الأسار / وَيجلّي الهَنا هذي الكروب
وَينيل المنى جاني الوشام / من وصاله ويوليني السعود
أَشجيتني وا مطوَّق أَشجيت
أَشجيتني وا مطوَّق أَشجيت / لمّا تغنَّيت
غنَّيت لكن لِقَلبي عَنَّيت / وَما تعنَّيت
وَللجوى في حشايَ أَوريت / وزدتَ أَغريت
أَذكرتَني من بحبِّه أَمسيت / حَيّاً حكى الميت
مهفهفُ القدّ سامي الجيد / رَبعي به جيد
في عشقه كَم وَكَم أَسدٌ صيد / وذلَّت الصيد
وَكَم متيَّم طوى لَهُ البيد / ما أَخذلَه بيد
لكنّي في هَواهُ أَبدَيت / ما كنت أَخفيت
باللَه يا سارياً بالأظعان / إِن جزتَ بالبان
فَقِف قَليلاً بتلك الكثبان / وقل لمن بان
يا مزرياً بالمها والغزلان / وأَغصنُ البان
نسيتَ يا فاتني من أَضنيت / جسمَه وأَفنيت
أَضرمتَ نارَ الهوى في صدري / وَلستَ تَدري
وَخانَني في تجافيكَ صبري / وَطالَ هجري
وَطابَ لي في وثاقك أَسري / وَذاعَ سرّي
وَفي صَميم الحشا قد حلَّيت / وأَخذت لَك بَيت
مَتى تَراني أَرى مُحيّاك / بقرب مَحيّاك
وأَنتشق يا مناي رَيّاك / وأَرتَشِف حُميّاك
فَقُل فديتُك للصَبِّ حَيّاك / ربّي وَبيّاك
اليوم طابَ اللِقا إِذ أَوليت / فهيتَ لَك هَيت
أَسعفَت ذاتُ الرضاب السَلسَبيل
أَسعفَت ذاتُ الرضاب السَلسَبيل / مغرماً قد طالَ نحبُه
وَأَغاثَت من لُقاها بالجَميل / فصفا زادُه وشربُه
وَشفَت صبّاً بها مضنىً عَليل / دمعُه ما كفّ غربُه
ما عَلى عاني هواها من سَبيل / إِن صَبا أَوهام قَلبُه
عادَ عيدُ الوصل من بعد البِعاد / وَبدت أَقمارُ سَعدي
وَقَضت ذاتُ اللَمى حقَّ الوداد / بعدَ إِعراض وصدِّ
وأَنالَت صبّها أَقصى المراد / ووفَت بالوصل وعدي
فسلوّي عَن هَواها مستحيل / لا تقل قد بان كذبُه
أَصبِح فقد هَينَم النَسيم
أَصبِح فقد هَينَم النَسيم / وَالصبحُ قد لاح كوكبُه
وشنِّف الكأسَ يا نديم / فالراحُ قد طاب مشربُه
واِشرب على جَنَّة النَعيم / من زاهر الخدِّ مُذهَبُه
أَو دَع فؤادي بها يَهيم / فالكُلُّ يعمل بمذهبه
عِشق الغواني له مَجال / ما كُلُّ من جاء يُدركُه
كَم دُكدِكت دونَه جبال / وربَّ حُرٍّ تملَّكُه
فاِقنع من الوصل بالمحال / واِحذر على السرِّ يهتِكُه
واِرحل إذا كنتَ لا تُقيم / فالحُبُّ قد عزَّ مطلبُه
أَنا الَّذي في هَوى الملاح / حَديثُ عَهدي مُسلسلُ
الكُلُّ أَلقى ليَ السلاح / وأَذعنوا لي وأَقبلوا
قدحي المعلّى على القداح / فَكَيفَ أخفى وَأجهلُ
يَشفى بمنطوقي السَقيم / إِن لَم تصدِّق فجرّبُه
أَلا والنَّسيم سَحَر
أَلا والنَّسيم سَحَر / مَتى جزتَ بالأثل والبان
وَهاتِ ما مَعكَ من خبر / فَقَد بانَ لي منكَ ما بان
وَسِرَّك بعَرفك ظهر / وَهيَّج تباريحَ الأَشجان
وإلّا فَما ذا الخفَر / ومن علَّمك سَحب الأَردان
خبايا المحبَّة تلوح / وَكَم للهَوى من أَشائِر
وعَرف المحبَّة يَفوح / وريّاه في الكون سائر
وَما كُلُّ عاشق يَبوح / وَلكنَّما الحال ظاهر
وخِلّي إذا ما خطر / تَهافَت عليه أَغصُنُ البان
مَتى وَا ليالي الوصال / تَعودي بتلكَ الحبائب
فَما لي من الشوق حال / وَقَلبي من الوَجدِ ذائب
ولا وَالنَبي ما اِستحال / ودادي ولو كُنتُ غائب
فليت الَّذي لي هجر / رأَى ما بِقَلبي من أَحزان
رَبربُ الحرم
رَبربُ الحرم / خطر بوادي عصفريّ مخرَّم
طافَ واِلتزم / ومرَّ يسحب ذيلَهُ لِزَمزَم
كَم سَبا وكم / فتن بحسنه في الهوى وتيَّم
فاِنثَنى ولَم / يسمَح بنظرَه للشَجي المتيَّم
جؤذريُّ الرَنا / يُزري غصون البان إِن تَثَنّى
حبُّهُ مُنى / قَلبي وَجِسمي في هواهُ مُضنى
قُلتُ إِذ ثَنى / عِطفه ورنَّح قدَّه وَثَنّى
يا أَخا الحرَم / جفاك فتَّت مهجتي وسَمَّم
اِترك الجَفا / وصِل متيَّم من جفاك أَشفى
ما جَرى كفى / وكدتُ من فرط السقام أَخفى
فاِسمح بالوفا / عَسى تهوِّم مقلتي وتغفى
مرَّ واِبتسم / وَقال مهلاً فالحظوظُ تُقسَم
مَن عشق صَبَر / وكُلُّ صابِر بالمرام يظفر
حُسني الأَغر / أَغارَ بدرَ التمِّ حين أَسفَر
كَم خدع وغَر / من اِدَّعى عشقي ولا تصبَّر
قُلتُ لا جَرَم / الحُبُّ مغرمٌ والمحِبُّ مُغرم
اِسعِف باللِقا / ولا تَدعني في هواكَ مُلقى
يا رَشا النَقا / جامِل محبَّك فالجَميلُ أَبقى
وَالجَفا شَقا / حاشا لصبِّك في الغَرام يَشقى
مُغرمُك حَكم / عليه حسنُك والهوى تحكَّم
قال لا تَخَف / أَقبل فسعدُك بالوصال أَسعَف
واِترِك الأَسف / واِلثم بديدي من لَماي واِرشف
كُلّي لَك تُحف / ثغري وخصري والنهودُ والكف
فاِشفي الأَلَم / مِمّا تريدُه فالمرادُ لَك تَم
بِتُّ مُعتَنِق / خِلّي وبدري بالسعود مُشرق
رحتُ مغتبِق / ريقَه وراياتُ السرور تَخفق
وَالشذا عَبق / وَبات حبّي للكؤوس يُدهِق
سُرَّ واِغتنم / قَلبي ومن نال الوصالَ يَغنم
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا / فوقها بُدور
أَبصر السُراةُ سَنى لَيلى / في الظلام نور
فاِنثَنَت تَميلُ بها ميلا / هزَّها السُرور
سالَت البِطاح بها سَيلا / وَهي لا تَجور
حلَّت الركابُ بناديها / لم تُطِق مَسير
واِغتدى يغرِّدُ حاديها / وهي لا تسير
أَشرق الصباحُ بناديها / وَالدُجى منير
واِنثنَت تجرُّ بها ذيلا / خُرَّدٌ وحور
سِر بنا نحلُّ على الرَملِ / أَيُّها الدليل
واِحبِس المطيَّ على الأَثلِ / حيثما المقيل
حيثما الهزازُ غدا يُملي / والظِبا تميل
فازَ من يَنالُ به نَيلا / من رَشا الخدور
هذه المنازِلُ من نجدِ / لا ترم بَراح
هَهُنا أَنالُ شِفا وجدي / مِن هوى المِلاح
فاِترك الملامَ ولا تُبدي / فيه قول لاح
واِهجر المنامَ به كيلا / تُحرم الحضور
أبرز العروسَ من الدَنِّ / واِدهق الكؤوس
واِصرِف الهمومَ بها عنّي / واِنفِ كلَّ بوس
واِدع بالقيان وقل غنّي / يا مُنى النُفوس
هذه الشموسُ بدت ليلا / بيننا تدور
صافي البديد
صافي البديد / سامي الجيد
الشادنُ الرَبيب /
خَطر يميد / بين الغيد
غصناً على كثيب /
لحظه يَصيد / كلّ الصيد
بسهمه المصيب /
وَكَم عميد / يطوي البيد
لحسنه العجيب /
لَمّا عبر يتخطَّر / كالرمح إِن خطر
وقد أَسر واِستأسر / بالدلِّ والخفَر
قال الأَغَر والأَسمَر / وَالشمسُ والقمر
نحن العَبيد / وَأَنتَ السيد
يا مُزري القضيب /
حسنك حَكم واِستَحكَم / وَبانَ واقترب
أَنت العلم يا أَحوَم / في العجم والعرب
فاِشفِ السَقم / عَن مُسقَم
من بارد الشَنب /
ما لي مَحيد / وصلك عيد
لِلصَبِّ يا حبيب /
شَرحي يطول / في العُطبول
الصامتُ الحجول /
كُلُّ العقول / راحَت حول
لم تدرِ ما تَقول /
قل للعذور / يا مَهبول
لا تُكثِر الفُضول /
شَوقي يَزيد / بالتَفنيد
للنازِح القَريب /
راعي الوشاح
راعي الوشاح / سَباني عندما لاح
ثغره الأقاح / وفيه الشَهد وَالراح
مخجلُ الرِماح / بقدّه حين يَرتاح
ما عليه جناح / إذا ما حازَ الأَرواح
صائح البَريم / دَعوني فيه سأهيم
لحظه السَقيم / أَغارَ الظَبي وَالريم
كَم شفى سَليم / لَمى ريقه بتسنيم
فاِنثنى وراح / يواصل راح الأفراح
يا رشا الكَثيب / مِطالُ الصبِّ تعذيب
أَنتَ لي طبيب / ووصلك في الهوى طيب
واصل الكَئيب / فما في الوصل تأنيب
داوي الجراح / بزورةٍ منك يا صاح
وَالهوى قَسَم / ودين الحب مَقسَم
لا لزمك لزم / وأَقبِّل منك مبسم
واِشفي الأَلَم / بقبلة منكَ واحوَم
فاللِقا مُباح / لمن بالسِرِّ ما باح
يا برقَ العوالي
يا برقَ العوالي / خبِّرني عن وادي زَرود
هَل تلك اللَيالي / والأَيّام في سفحه تعود
واِسأل ذا الجمالِ / ساهي الطرف ورديّ الخدود
هَل حاله كحالي / بَعد البُعد أَم خانَ العُهود
أَمّا أَنا فهائم / من بعده ما ذقت المنام
أستسقي الغمائم / من شوقي لتلك الخيام
وأستنشق النَسائم / إِن مرَّت بوادي الخزام
جِسمي كالخِلال / يَبكي لي مِمّا بي الحسود
يا حلوَ الشمائِل / أَضناني وجدي والعويل
اِسمح لي بنائِل / وصلك واِجعل لي سَبيل
ما في الصَدِّ طائِل / لا تبخل بفعل الجَميل
فاِسمح بالوصال / يكفيك الجفا والصدود
قِف بالكَثيب
قِف بالكَثيب / وقل لمن طال عتبه
عذب الشَنيب / خدن الرَشا وتِربه
صل يا رَبيب / صبّاً ملكتَ قَلبَه
واِسمع عجيب / مقال من زاد كربَه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
كَم ذا الجَفا / والهجر يا مفدّى
أَما كَفى / ما هدَّ جسمي هدّا
إِنَّ الوفا / بالمستهام أَجدى
فاِسمح بطبيب / وصلك ولا تبخل به
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
نومي غِرار / من يوم ذقت صدَّك
والدَمعُ جار / على الخدود بعدك
فأدن المزار / لا ذقت مُرَّ فقدك
إنَّ الكئيب / قد كادَ يقضي نحبَه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
أَنتَ المنى / وأَنتَ غايةُ قصدي
ما المنحنى / وما منازِلُ نجدِ
فاِشفِ الضَنى / وداوِ سقمَ وجدي
وصلك طَبيب / دائي وأنتَ طبَّه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
بَدا كغصنٍ مائِسِ
بَدا كغصنٍ مائِسِ / في أَفخر الملابسِ
بدرٌ إذا لاحَ لنا / جلّا دُجى الحنادسِ
يدير من رُضابه / شَهداً ومن أَكوابِهِ
راحاً حكت بكفِّه / ناراً بكفِّ قابسِ
أَفديه من مهفهف / لَدن القَوام أَهيَفِ
كأَنَّما مقلتُهُ / مقلةُ ظبيٍ ناعسِ
تخاله إذا بَدا / شمساً له الشَمسُ فِدا
وَالفرعُ منه فاحِمٌ / كَجُنح لَيلٍ دامسِ
هواهُ حلَّ في الحَشا / ومن حُميّاه اِنتَشى
عَقلي إذا نادمتُه / في أَشرف المجالسِ
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك / ومن أَعار القَنا اِعتدالَك
نهبت كلَّ الورى بصارم لحظَيك / فاتني من بذا قَضى لَك
أَسعرت نار الحشى بحُمرة خدّيك / فاِطفها من لَمى زلالَك
اللَه في مهجةٍ غدت في كفَّيك / شفَّها بالأَسى مِطالَك
لَو تَعلَم اليوم ما بها من عينَيك / ما قَضى بالجَفا دَلالَك
قَلبي مَدى الدهر حائر في أَمريك / من بعادك ومن وصالك
لويت دَين الهوى كليِّ صُدغيك / مَن فعل يا جَدي فعالَك
ورحتَ تسبي النُهى بساحر جَفنَيك / هَكَذا يَقتَضي جمالك
بدر الدياجي والغَزالةُ قُلبيك / في البَها وَالسُهى نِعالك
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف / مفلج الثغرِ
نفى هُجوعي ودمعي الوكّاف / يَجري بلا أَجرِ
اللَه لي يا جميلَ الأَوصاف / من لوعة الهجرِ
أَطلتَ هجري وصدُّك قد حاف / على قوى صَبري
ليتك اذ لم تَجُد بالإِسعاف / أَجملتَ يا عذري
قل لي فديتك وجُد بالإنصاف / ما كانَ من أَمري
لوَّعت قَلبي وهذي أَسياف / لحظك به تفري
وإن تُرد لا عدمتك إِتلاف / نَفسي بلا عُذرِ
بادِر ولا تخشَ يا خضيب الأَطراف / من طالبٍ وتري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025