المجموع : 307
نأى ففرَّق بين الطَرف والوسن
نأى ففرَّق بين الطَرف والوسن / وَأَلَّف البينُ بين القَلب والحزنِ
فَيا رفيقيَّ لا أَعداكما شجني / بِاللَه ربِّكما عُوجا على سكني
وَعاتباه لعلَّ العتبَ يعطفُهُ /
وأَنشدا من نسيبي أَو نسيبكما / وكنّيا عن غَرامي في نشيدكما
فإن صَبا فاِذكراني لا رُزئتكما / وعرِّضا بي وقولا في حديثكما
ما بالُ عبدك بالهجران تُتلفُهُ /
اِرحَمه من عبرات فيك واكفةٍ / ومهجة بغليل الوَجدِ لاهفة
شَوقاً لأَيّام أنس منك سالفةٍ / فإن تبسَّم قولا في ملاطفَة
ما ضرَّ لو بوصالٍ منك تسعفهُ /
وَهُوَ الَّذي بك طولَ الدهر مكتئبُ / وَقَلبُه بسعير الهجر يلتَهِبُ
فإن تعطَّف فهو القصد والأربُ / وإِن بدا لكما من وجهه غَضَبُ
فغالِطاهُ وَقولا لَيسَ نعرفُهُ /
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما / سفكتها باللِحاظ النُعَّسِ
وأسالت مِن جفوني عَندما / عِندَما سارَت بِتلكَ الأَنفسِ
أَلَّفت ما بين شملي والنَوى / وَسرَت وَالبيتُ للقلب أَسَر
وَقضَت لي بتباريح الجوى / وأَحالَتني على حُكم القدر
أَنجزت قَتلي جهاراً في الهَوى / وغدت تسأَلُ عنّي ما الخَبَر
لَو أَرادت سَلمُ لي أَن أَسلما / أَترعت قبلَ التنائي أكؤسي
وأَزالَت ما بِقَلبي من ظَما / وَسَقتني من لَماها الأَلعَسِ
ليتَها إِذ لَم تَجُد لي باللِقا / وعدَتني وصلَها بالحُلُمِ
كَيفَ يأتي الطيفُ صبّاً قَلِقا / أَيَزورُ الطيفُ من لم يَنَمِ
وَلَقَد بتُّ من الشوق لقى / وَضجيعي طولَ لَيلي أَلَمي
هَكَذا كلّ معنّىً بالدُمى / ليت شعري والجواري الكُنَّسِ
أَم أَنا المخصوصُ منهنَّ بما / قد برى نَفسي وأَورى نَفَسي
بَدرُ الدياجي اِحتجَب
بَدرُ الدياجي اِحتجَب / لَمّا تجلى بَدري
من تحت حجب اللِثام /
ما لاحَ بَرقُ الشَنب / من نحو ذاكَ الثَغرِ
إلّا وَدَمعي غمام /
لَمّا بدا من كثَب / في عَصفر والخمري
يهزُّ رمحَ القوام /
ناديتُ وا من عتب / ها قد وضح لَك عذري
فخلِّ عنك الملام /
هَل لِهَذا البَدر ثاني / في بَديعات المَعاني
إِن شدا بين المغاني / بالمثالِث وَالمثاني
حسنُه فديتُه غلب / كلَّ الحسان الغرِّ
وَالغانيات الوسام /
وَراح يبدي العجب / لما تَبدّى يُزري
بالبدر جُنح الظلام /
كَم قد حوى من جمال / هَذا الرَبيب الغاني
وَكَم جمَع من فُنون /
له في المحاسن مجال / ينيلك الأَماني
إِذا بدا للعيون /
لكنَّه لا يُنال / إلّا بِقَلبٍ عاني
وسفح دمعٍ هَتون /
حبُّه لِقَلبي سلَب / وأَفنى صدودُه صَبري
وَزادَ قَلبي هُيام /
آه من دانٍ ونازح / بالأَماني والمنائح
كَم أماسي وأصابح / من هَواه كلَّ فادح
إِن تمَّ منه الأَرب / بعد الجفا والهجرِ
وَطولِ هَذا الغَرام /
حزتُ الهنا وَالطرب / وَنلتُ أَعلى القَدرِ
بعشقه والسَلام /
جَنبُ الغَزال الأَغيد
جَنبُ الغَزال الأَغيد / لابس الوشاح العَسجد
يجرُّ ذيل البُردِ /
فائق الحسان الخرَّد / وهو في المحاسِن مُفرد
منزَّهٌ عن نِدِّ /
قاتلي إِذا ما جرَّد / سيفَ لحظِهِ أَو أَوَّد
عسّالَ ذاك القَدِّ /
طرفُه بِقَتلي يشهد / فاِسأَلوه إِن لم يجحد
هَل كانَ ذا عَن عَمدِ /
لِلهَوى بِقَلبي عَهدُ / مذ ضمَّ جسمي المهدُ
في حُبِّ داجي الأَفلال /
حبُّهُ المنى والقصدُ / لا سؤال حادٍ يحدو
ولا البُكا في الأَطلال /
إِن ثناه عنّي صَدُّ / أَو زواهُ عنّي بُعدُ
ركبتُ فيه الأَهوال /
غارَ بي الهَوى أَو أَنجد / إِن سعدتُ مثلي يَسعَد
بنيل هَذا القَصدِ /
القَمَر في العقرب
القَمَر في العقرب / وجهُ خلّي البَدري
في العذار الآسي /
مَن محلُّه أَقرب / في حَنايا صَدري
مِن فؤادي الآسِ /
شأ أَهيم وأَطرب / في هَوى ذا العذري
واِغتَنِم إيناسي /
واِصطَبح لي واِشرب / مِن رَحيق الثَغرِ
لا رَحيق الكاسِ /
إن خَطر في أزرق / قُلتُ بَدرٌ أَشرف
في سَماء الحُسن /
أَو بَدا في اِستبرَق / قلت غصنٌ أَورق
في حدائق عَدن /
للمعنّى أَغرق / في الهَوى واِستغرق
بالطرب والحُزن /
ما لَهُ من مهرب / عن قبول الأَمرِ
في الرجا والياسِ /
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا / عَن شذا آرام رامَه
جدَّدت عهدَ التصابي والصِبا / للمُعَنّى وغرامَه
وروَت عَن ساكني ذاك الخِبا / خبراً روّى أَوامَه
لا عَدمناها فَكَم أَهدَت نبا / فعلت فعلَ المُدامَه
أَسكرتنا بشذاها / حيث هبَّت من رُباها
وَفهمنا بذكاها / ما أَسَرَّت من نَباها
وَسَرَت ترفلُ في ذيل الدُجى / ساحِبَه ذيلَ الجَلالَه
سلبت أَلبابَ أَرباب الحِجا / مذ رَوت تلك الرِساله
وأَنالَت كلّ صبٍّ من رَجا / وأَحالَت منه حالَه
وأَغاثَت بشذا تلك الرُبى / نفسَ صبٍّ مستهامَه
فنما شَوقي ووجدي / لِلقا ساكن نجدِ
آه ليت الصبر يُجدي / ما عَسى يبلغُ جَهدي
في هَوى ظَبي النَقا مُزري الدُمى / المحجَّب في قِبابَه
لؤلؤيُّ الثغر معسولُ اللَمى / خمرتي صافي رضابَه
ما ضياءُ الشمس ما بدرُ السَما / إِن تَجلّى من حجابه
أَخجل الآرامَ جيداً والظُبى / وَالقَنا قدّاً وقامَه
كَم له في الحسن معنى / مُشرِقٌ في كُلِّ مغنى
وَبه العاني المعنّى / لَم يَزَل ولهان مُضنى
ساهرُ الأجفان مَقروحُ الحشا / هائم في كُلِّ وادي
شربَ الحبَّ كؤوساً فاِنتشى / من هوى قُمري البَوادي
وَغَدا من عشق ذيّاك الرشا / وجدُه خافٍ وَبادي
كلَّما هبَّت صَبا نَجدٍ صَبا / وشدا شدو الحمامَه
يا أهيلَ الغَرام عزَّ المرام
يا أهيلَ الغَرام عزَّ المرام / من سُليمى وأَضناني الصُدود
للرَنا في الحشى رشق السهام / وَبِقَلبي من الفُرقه وقود
يا سقى اللَه لييلات الخيام / هَل ترى ما مَضى فيها يعود
ما سلا وَالنبي قَلبي الغَرام / ها دموعي وها وجدي شهود
كَيفَ أَسلو وما نِلتُ المنى / من حَبيبي ولا نلتُ اللِقا
آه قد طال سقمي والضَنى / من جفا ذاك الرَشا ساجي المِقا
لا ومن بالنَوى قدَّر لَنا / ما لِصَبري على هجرٍ بَقا
ما يطفّي غَليلي والأوام / غير رشفَه لمبسَمه البَرود
بَعد بُعد المَزار نومي غرار / وَدموعي على خَدّي غُروب
فَمَتى يا تُرى تدنو الديار / وَتوافي مسرّاتُ القلوب
وَيفكُّ القضا هَذا الأسار / وَيجلّي الهَنا هذي الكروب
وَينيل المنى جاني الوشام / من وصاله ويوليني السعود
أَشجيتني وا مطوَّق أَشجيت
أَشجيتني وا مطوَّق أَشجيت / لمّا تغنَّيت
غنَّيت لكن لِقَلبي عَنَّيت / وَما تعنَّيت
وَللجوى في حشايَ أَوريت / وزدتَ أَغريت
أَذكرتَني من بحبِّه أَمسيت / حَيّاً حكى الميت
مهفهفُ القدّ سامي الجيد / رَبعي به جيد
في عشقه كَم وَكَم أَسدٌ صيد / وذلَّت الصيد
وَكَم متيَّم طوى لَهُ البيد / ما أَخذلَه بيد
لكنّي في هَواهُ أَبدَيت / ما كنت أَخفيت
باللَه يا سارياً بالأظعان / إِن جزتَ بالبان
فَقِف قَليلاً بتلك الكثبان / وقل لمن بان
يا مزرياً بالمها والغزلان / وأَغصنُ البان
نسيتَ يا فاتني من أَضنيت / جسمَه وأَفنيت
أَضرمتَ نارَ الهوى في صدري / وَلستَ تَدري
وَخانَني في تجافيكَ صبري / وَطالَ هجري
وَطابَ لي في وثاقك أَسري / وَذاعَ سرّي
وَفي صَميم الحشا قد حلَّيت / وأَخذت لَك بَيت
مَتى تَراني أَرى مُحيّاك / بقرب مَحيّاك
وأَنتشق يا مناي رَيّاك / وأَرتَشِف حُميّاك
فَقُل فديتُك للصَبِّ حَيّاك / ربّي وَبيّاك
اليوم طابَ اللِقا إِذ أَوليت / فهيتَ لَك هَيت
أَسعفَت ذاتُ الرضاب السَلسَبيل
أَسعفَت ذاتُ الرضاب السَلسَبيل / مغرماً قد طالَ نحبُه
وَأَغاثَت من لُقاها بالجَميل / فصفا زادُه وشربُه
وَشفَت صبّاً بها مضنىً عَليل / دمعُه ما كفّ غربُه
ما عَلى عاني هواها من سَبيل / إِن صَبا أَوهام قَلبُه
عادَ عيدُ الوصل من بعد البِعاد / وَبدت أَقمارُ سَعدي
وَقَضت ذاتُ اللَمى حقَّ الوداد / بعدَ إِعراض وصدِّ
وأَنالَت صبّها أَقصى المراد / ووفَت بالوصل وعدي
فسلوّي عَن هَواها مستحيل / لا تقل قد بان كذبُه
أَصبِح فقد هَينَم النَسيم
أَصبِح فقد هَينَم النَسيم / وَالصبحُ قد لاح كوكبُه
وشنِّف الكأسَ يا نديم / فالراحُ قد طاب مشربُه
واِشرب على جَنَّة النَعيم / من زاهر الخدِّ مُذهَبُه
أَو دَع فؤادي بها يَهيم / فالكُلُّ يعمل بمذهبه
عِشق الغواني له مَجال / ما كُلُّ من جاء يُدركُه
كَم دُكدِكت دونَه جبال / وربَّ حُرٍّ تملَّكُه
فاِقنع من الوصل بالمحال / واِحذر على السرِّ يهتِكُه
واِرحل إذا كنتَ لا تُقيم / فالحُبُّ قد عزَّ مطلبُه
أَنا الَّذي في هَوى الملاح / حَديثُ عَهدي مُسلسلُ
الكُلُّ أَلقى ليَ السلاح / وأَذعنوا لي وأَقبلوا
قدحي المعلّى على القداح / فَكَيفَ أخفى وَأجهلُ
يَشفى بمنطوقي السَقيم / إِن لَم تصدِّق فجرّبُه
أَلا والنَّسيم سَحَر
أَلا والنَّسيم سَحَر / مَتى جزتَ بالأثل والبان
وَهاتِ ما مَعكَ من خبر / فَقَد بانَ لي منكَ ما بان
وَسِرَّك بعَرفك ظهر / وَهيَّج تباريحَ الأَشجان
وإلّا فَما ذا الخفَر / ومن علَّمك سَحب الأَردان
خبايا المحبَّة تلوح / وَكَم للهَوى من أَشائِر
وعَرف المحبَّة يَفوح / وريّاه في الكون سائر
وَما كُلُّ عاشق يَبوح / وَلكنَّما الحال ظاهر
وخِلّي إذا ما خطر / تَهافَت عليه أَغصُنُ البان
مَتى وَا ليالي الوصال / تَعودي بتلكَ الحبائب
فَما لي من الشوق حال / وَقَلبي من الوَجدِ ذائب
ولا وَالنَبي ما اِستحال / ودادي ولو كُنتُ غائب
فليت الَّذي لي هجر / رأَى ما بِقَلبي من أَحزان
رَبربُ الحرم
رَبربُ الحرم / خطر بوادي عصفريّ مخرَّم
طافَ واِلتزم / ومرَّ يسحب ذيلَهُ لِزَمزَم
كَم سَبا وكم / فتن بحسنه في الهوى وتيَّم
فاِنثَنى ولَم / يسمَح بنظرَه للشَجي المتيَّم
جؤذريُّ الرَنا / يُزري غصون البان إِن تَثَنّى
حبُّهُ مُنى / قَلبي وَجِسمي في هواهُ مُضنى
قُلتُ إِذ ثَنى / عِطفه ورنَّح قدَّه وَثَنّى
يا أَخا الحرَم / جفاك فتَّت مهجتي وسَمَّم
اِترك الجَفا / وصِل متيَّم من جفاك أَشفى
ما جَرى كفى / وكدتُ من فرط السقام أَخفى
فاِسمح بالوفا / عَسى تهوِّم مقلتي وتغفى
مرَّ واِبتسم / وَقال مهلاً فالحظوظُ تُقسَم
مَن عشق صَبَر / وكُلُّ صابِر بالمرام يظفر
حُسني الأَغر / أَغارَ بدرَ التمِّ حين أَسفَر
كَم خدع وغَر / من اِدَّعى عشقي ولا تصبَّر
قُلتُ لا جَرَم / الحُبُّ مغرمٌ والمحِبُّ مُغرم
اِسعِف باللِقا / ولا تَدعني في هواكَ مُلقى
يا رَشا النَقا / جامِل محبَّك فالجَميلُ أَبقى
وَالجَفا شَقا / حاشا لصبِّك في الغَرام يَشقى
مُغرمُك حَكم / عليه حسنُك والهوى تحكَّم
قال لا تَخَف / أَقبل فسعدُك بالوصال أَسعَف
واِترِك الأَسف / واِلثم بديدي من لَماي واِرشف
كُلّي لَك تُحف / ثغري وخصري والنهودُ والكف
فاِشفي الأَلَم / مِمّا تريدُه فالمرادُ لَك تَم
بِتُّ مُعتَنِق / خِلّي وبدري بالسعود مُشرق
رحتُ مغتبِق / ريقَه وراياتُ السرور تَخفق
وَالشذا عَبق / وَبات حبّي للكؤوس يُدهِق
سُرَّ واِغتنم / قَلبي ومن نال الوصالَ يَغنم
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا
وُخْذُ القلاصِ سَرت ليلا / فوقها بُدور
أَبصر السُراةُ سَنى لَيلى / في الظلام نور
فاِنثَنَت تَميلُ بها ميلا / هزَّها السُرور
سالَت البِطاح بها سَيلا / وَهي لا تَجور
حلَّت الركابُ بناديها / لم تُطِق مَسير
واِغتدى يغرِّدُ حاديها / وهي لا تسير
أَشرق الصباحُ بناديها / وَالدُجى منير
واِنثنَت تجرُّ بها ذيلا / خُرَّدٌ وحور
سِر بنا نحلُّ على الرَملِ / أَيُّها الدليل
واِحبِس المطيَّ على الأَثلِ / حيثما المقيل
حيثما الهزازُ غدا يُملي / والظِبا تميل
فازَ من يَنالُ به نَيلا / من رَشا الخدور
هذه المنازِلُ من نجدِ / لا ترم بَراح
هَهُنا أَنالُ شِفا وجدي / مِن هوى المِلاح
فاِترك الملامَ ولا تُبدي / فيه قول لاح
واِهجر المنامَ به كيلا / تُحرم الحضور
أبرز العروسَ من الدَنِّ / واِدهق الكؤوس
واِصرِف الهمومَ بها عنّي / واِنفِ كلَّ بوس
واِدع بالقيان وقل غنّي / يا مُنى النُفوس
هذه الشموسُ بدت ليلا / بيننا تدور
صافي البديد
صافي البديد / سامي الجيد
الشادنُ الرَبيب /
خَطر يميد / بين الغيد
غصناً على كثيب /
لحظه يَصيد / كلّ الصيد
بسهمه المصيب /
وَكَم عميد / يطوي البيد
لحسنه العجيب /
لَمّا عبر يتخطَّر / كالرمح إِن خطر
وقد أَسر واِستأسر / بالدلِّ والخفَر
قال الأَغَر والأَسمَر / وَالشمسُ والقمر
نحن العَبيد / وَأَنتَ السيد
يا مُزري القضيب /
حسنك حَكم واِستَحكَم / وَبانَ واقترب
أَنت العلم يا أَحوَم / في العجم والعرب
فاِشفِ السَقم / عَن مُسقَم
من بارد الشَنب /
ما لي مَحيد / وصلك عيد
لِلصَبِّ يا حبيب /
شَرحي يطول / في العُطبول
الصامتُ الحجول /
كُلُّ العقول / راحَت حول
لم تدرِ ما تَقول /
قل للعذور / يا مَهبول
لا تُكثِر الفُضول /
شَوقي يَزيد / بالتَفنيد
للنازِح القَريب /
راعي الوشاح
راعي الوشاح / سَباني عندما لاح
ثغره الأقاح / وفيه الشَهد وَالراح
مخجلُ الرِماح / بقدّه حين يَرتاح
ما عليه جناح / إذا ما حازَ الأَرواح
صائح البَريم / دَعوني فيه سأهيم
لحظه السَقيم / أَغارَ الظَبي وَالريم
كَم شفى سَليم / لَمى ريقه بتسنيم
فاِنثنى وراح / يواصل راح الأفراح
يا رشا الكَثيب / مِطالُ الصبِّ تعذيب
أَنتَ لي طبيب / ووصلك في الهوى طيب
واصل الكَئيب / فما في الوصل تأنيب
داوي الجراح / بزورةٍ منك يا صاح
وَالهوى قَسَم / ودين الحب مَقسَم
لا لزمك لزم / وأَقبِّل منك مبسم
واِشفي الأَلَم / بقبلة منكَ واحوَم
فاللِقا مُباح / لمن بالسِرِّ ما باح
يا برقَ العوالي
يا برقَ العوالي / خبِّرني عن وادي زَرود
هَل تلك اللَيالي / والأَيّام في سفحه تعود
واِسأل ذا الجمالِ / ساهي الطرف ورديّ الخدود
هَل حاله كحالي / بَعد البُعد أَم خانَ العُهود
أَمّا أَنا فهائم / من بعده ما ذقت المنام
أستسقي الغمائم / من شوقي لتلك الخيام
وأستنشق النَسائم / إِن مرَّت بوادي الخزام
جِسمي كالخِلال / يَبكي لي مِمّا بي الحسود
يا حلوَ الشمائِل / أَضناني وجدي والعويل
اِسمح لي بنائِل / وصلك واِجعل لي سَبيل
ما في الصَدِّ طائِل / لا تبخل بفعل الجَميل
فاِسمح بالوصال / يكفيك الجفا والصدود
قِف بالكَثيب
قِف بالكَثيب / وقل لمن طال عتبه
عذب الشَنيب / خدن الرَشا وتِربه
صل يا رَبيب / صبّاً ملكتَ قَلبَه
واِسمع عجيب / مقال من زاد كربَه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
كَم ذا الجَفا / والهجر يا مفدّى
أَما كَفى / ما هدَّ جسمي هدّا
إِنَّ الوفا / بالمستهام أَجدى
فاِسمح بطبيب / وصلك ولا تبخل به
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
نومي غِرار / من يوم ذقت صدَّك
والدَمعُ جار / على الخدود بعدك
فأدن المزار / لا ذقت مُرَّ فقدك
إنَّ الكئيب / قد كادَ يقضي نحبَه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
أَنتَ المنى / وأَنتَ غايةُ قصدي
ما المنحنى / وما منازِلُ نجدِ
فاِشفِ الضَنى / وداوِ سقمَ وجدي
وصلك طَبيب / دائي وأنتَ طبَّه
ما أَحلى الحبيب / إذا تلافى صبَّه
بَدا كغصنٍ مائِسِ
بَدا كغصنٍ مائِسِ / في أَفخر الملابسِ
بدرٌ إذا لاحَ لنا / جلّا دُجى الحنادسِ
يدير من رُضابه / شَهداً ومن أَكوابِهِ
راحاً حكت بكفِّه / ناراً بكفِّ قابسِ
أَفديه من مهفهف / لَدن القَوام أَهيَفِ
كأَنَّما مقلتُهُ / مقلةُ ظبيٍ ناعسِ
تخاله إذا بَدا / شمساً له الشَمسُ فِدا
وَالفرعُ منه فاحِمٌ / كَجُنح لَيلٍ دامسِ
هواهُ حلَّ في الحَشا / ومن حُميّاه اِنتَشى
عَقلي إذا نادمتُه / في أَشرف المجالسِ
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك
مرنَّح القدّ من ثَنى لك عطفيك / ومن أَعار القَنا اِعتدالَك
نهبت كلَّ الورى بصارم لحظَيك / فاتني من بذا قَضى لَك
أَسعرت نار الحشى بحُمرة خدّيك / فاِطفها من لَمى زلالَك
اللَه في مهجةٍ غدت في كفَّيك / شفَّها بالأَسى مِطالَك
لَو تَعلَم اليوم ما بها من عينَيك / ما قَضى بالجَفا دَلالَك
قَلبي مَدى الدهر حائر في أَمريك / من بعادك ومن وصالك
لويت دَين الهوى كليِّ صُدغيك / مَن فعل يا جَدي فعالَك
ورحتَ تسبي النُهى بساحر جَفنَيك / هَكَذا يَقتَضي جمالك
بدر الدياجي والغَزالةُ قُلبيك / في البَها وَالسُهى نِعالك
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف
مرنّح القدِّ سمهريُّ الأَعطاف / مفلج الثغرِ
نفى هُجوعي ودمعي الوكّاف / يَجري بلا أَجرِ
اللَه لي يا جميلَ الأَوصاف / من لوعة الهجرِ
أَطلتَ هجري وصدُّك قد حاف / على قوى صَبري
ليتك اذ لم تَجُد بالإِسعاف / أَجملتَ يا عذري
قل لي فديتك وجُد بالإنصاف / ما كانَ من أَمري
لوَّعت قَلبي وهذي أَسياف / لحظك به تفري
وإن تُرد لا عدمتك إِتلاف / نَفسي بلا عُذرِ
بادِر ولا تخشَ يا خضيب الأَطراف / من طالبٍ وتري