القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الجَيّاب الغَرْناطي الكل
المجموع : 480
سَقَتنِي بكأسٍ ظلت منها بنشوةٍ
سَقَتنِي بكأسٍ ظلت منها بنشوةٍ / فيا حَبَّذا سُكرِي بصهبائِها الخل
كالزهرِ لكن لا أقولُ لنُورِها
كالزهرِ لكن لا أقولُ لنُورِها / كالزهرِ لكن لَم يُشقَ بنطاقِ
فكأنما هي روضة قد جادها
فكأنما هي روضة قد جادها / من عارض البكر الغمام الصيب
فتفتح النوار في ساحاتها / فمدبج ومفضّض ومذهّب
ورجعتَ في الجيش الذي أخبارُهُ
ورجعتَ في الجيش الذي أخبارُهُ / تُروى غرائبه الحسانُ صحائِحا
أسدٌ ضراغِمٌ فوقَ خيلٍ تَرتَمِي / نحوَ العَدُوِّ سوانِحَا وبوارِحا
طيارةٌ بالدارعين تَخَالُهَا / تَنقَضُّ في يومِ القتالِ جوارِحا
من كل من تَخِذَ القنا خيساً لَهُ / يَلقَى العدوَّ مُمَاسِيا ومصابحا
والشمسُ أضرمَتِ السبيكة عندما / لَقِيَ الحديدَ شُعَاعُهَأ المتطارِحا
لمَّا مررتَ إلى المُصَلى قائِماً
لمَّا مررتَ إلى المُصَلى قائِماً / بسكينَةِ التَّقوَى مقام مناجِ
في عسكرٍ لجب يسرُّ أولي الهُدَى / لكنَّه لأولي الضَّلالَةِ ثاجِ
فيه أسودُ الحربِ في غِيل القَنَا / من فَوقِ كُلِّ مطهَّم هملاجِ
من دارعٍ يَلقَى القَنا بِلبانِهِ / في كلِّ مأزق حطمة ولاّج
أو نابلٍ ذي عِمَّةٍ تركيةٍ / راقَ العيونَ بشارة مبهاج
متنكب قوساً له عربيّة / موشية زِينَت بقبضةِ عاج
جئتَ المُصَلَّى في سكينَةِ خاشعٍ
جئتَ المُصَلَّى في سكينَةِ خاشعٍ / وشعارُك التكبيرُ والتحميدُ
وقد ارتدَيتَ من التواضُعِ مَلبَساً / في طَيِّهِ الترفيعُ والتَّمجِيدُ
فأقمتَ فيه سُنَّةً لولاكَ ما / قامَت ولم يَكُ للورى تَعبِيدُ
وأفضتَ بالصدقاتِ فيه سحائبا / رُوِيَت بِهُنَّ تهائمٌ ونجودُ
ثم انثَنَيتَ وحولَكَ الجندُ الذي / صَحِبَتهُ مِن نَصرِ الإلهِ جنودُ
فيه حماةً الدين أنصارُ الهُدَى / والمصرِخُونَ الحقَّ مهما نودوا
فيه بنو الحرب الألى بجهادِهِم / للملّة التمهيدُ والتوطيدُ
هم دَمَّرُوا التثليثَ بالعزمِ الذي / بمضائِهِ قد أُيِّد التوحيدُ
فيه رُمَاتُكَ عُدةُ الغَزو الأُلى / لَهُمُ الإصابةُ فيه والتسدِيدُ
فقسيُّهم عربية مهما رَمَت / أصمت فما عن نبلهنَّ محيدُ
وعمائم تركية من خَلفِهَا / سَدَلُوا شعوراً زانُها تَجعِيدُ
وكأنَّما لمع السيوف بوارق / وكأن تِصهَالَ الخيولِ رعودُ
من كُلِّ نَهدٍ ضامر عَبلِ الشوى / منه إلى نحرِ العدوِّ نهودُ
من أشهبِ مثل الشهابِ بنارهِ / يرمي رجيمٌ من عداكَ مريد
وكأنه التَحَفَ الصباحَ ملاءةً / فقميصُهُ من نورِهِ مقدودُ
أو أدهمٍ حامي الذِّمارِ فكأنَّما / هو في بَنِي حامٍ إذاً معدُودُ
أو أصفر سامي الثليل كأنما / جِيدُ الغزالةِ منه ذاك الجيدُ
التبرُ لونٌ والزبرجَدُ حافرٌ / والطرفُ كالمرآةِ وهو حديدُ
أو أحمرٍ راقَ العيونَ فلونُهُ / لونُ الخدودِ يَزِينُها التوريدُ
أو أشقرٍ كالبرقِ في لونٍ وفي / سَبقٍ فنعمَ المطلَبُ المنشودُ
أما الكميت فلا تسل عن عتقهِ / ما فاته يوم الجلاد شرودُ
فهي في يمناهُ مستقلةً
فهي في يمناهُ مستقلةً / تملأ الآفاقَ وعداً وَوَعِيدا
وهي إمّا اغترفت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجوداً
فِقرٌ إن وعدت أو أوعدت / فالنَّدَى الفياضُ والبأسُ الشديدا
لو رَمى الشُهبَ بها مستنزِلاً / لغدَت ببابِهِ الأعلى وفودا
تارة تكونُ عيشاً رَغِدا / وتكون تارةً موتاً عتيدا
فإذا أرسَلَهَا نَحوَ العِدا / فهو قد جَهَّزَهَا فيهم جُنودا
وإذا ما عقدت في مفرق / تاج عزٍّ أحكَمَت تلكَ العُقودا
وبَنَت مَجداً يجاري النيرا / ت بهاءً واعتلاء وخلودا
عُدَّةٌ في الحربِ والسلم معا / توسع الخطبَ وقوداً أو خمودا
فهيَ في السلمِ غَمَامٌ صَيِّبٌ / باسطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهيَ في الحَربِ حُسامٌ مقضبٌ / قاطعٌ مِمَّن يعاديهِ الوَرِيدا
فَليُبَاهِ القَلَمُ الأعلَى بها / فلقد عاد مُفِيداً ومُعِيدا
وَليَصِل زهواً على سحر القنا / وليهزَّ العطف إن هزت قدودا
حلّت الشمس برأس الحملِ
حلّت الشمس برأس الحملِ / واكتسى الروضُ بديعَ الحُلَلِ
فكلّ تلعةٍ غُصنُ نقا / يتثنّى كتثنّي الثملِ
وبكلِّ ربوةٍ ناجمةٍ / من جَنَيِّ زهرهن الخَضِلِ
من أقاح باسم ونرجسٍ / وجل وياسمينٍ خَجِلِ
فالسماءُ والرياضُ اشتركت / شبهاً يغُرّ عين المجتلي
من نجوم كأزاهير الرُّبا / أومجرة كمثل الجدول
صورتنا ظهرت فكم بها / من سماك رامحٍ وأعزلِ
فكأنَّ الشمس لما طلعت / نثرت بالأرض هاتيكَ الحلِي
حَبَّذا فصلُ الربيعِ مَلكاً / جاءنا مِن حُسنِهِ في جَحفَلِ
فترى اللؤلؤ والياقوتَ قد / نُظِما في تاجِهِ المكَللِ
نُشرَت أعلامُهُ مُذهَبةً / في غصونٍ مثل سمر الأسلِ
ولكل مُذنِبِ من تحتها / هزّة السيفِ بكفِّ البَطَلِ
فأجب داعيهِ ملبياً / شارحاً صدر المنى والجذلِ
أقبلَ الربيعُ والعيدُ معاً / وافِدَينِ بالنَّعِيمِ المقبلِ
فلنَصِل لِلبِشرِ أقوى سَبَبٍ / وَلنَرِد لِلأُنسِ أصفَى مَنهَلِ
فالرُّبا قد لَبِسَت زخرفها / وتحلت بعد طُولَ العُطَلِ
ولو أسطعت لقبَّلَتُ يَدَاً / للنَّدَى قد خُلِقَت والقُبلِ
يَدُ ذِي الوزارتينِ إنَّها / منبَعُ الفضلِ وقُطبِ الأملِ
حيثُ سيفُ الحَقِّ مسلولُ الظُّبَا / وسَبِيلُ الرُّشدِ بادي السُبُلِ
لله درُّ جوادِكَ الأصدَى
لله درُّ جوادِكَ الأصدَى / بالحقِ أن يُهدَى ويُستَهدَى
ما شئتَ من خلق ومن خلق / عُنقاً وسَبقاً جاوزَ الحدَا
يَختالً من فرطِ المراحِ فَمَا / أحلاهُ هَزلاً شِيبَ أو جدا
ما بينَ شُقرَتِهِ وحُمرَتِهِ / لونٌ تَلأَلأ نورُهُ وقدا
متوقد اللحظاتِ تحسِبُها / مُلِئَت على أعدائِهِ حقدا
يسري على الأعداءِ صاعقةٌ / ولمن يُحبك كوكباً سعدا
ذو غرة سالت فتحسبها / خَيطَ الصَّبَاحِ بوجهه امتدا
وحوافرٌ مِثلُ الزمرَّدِ في / لونٍ وإن كانت صفاً صلدا
جارى جياد العُدوَتَينِ فما / عرفت له صَدراً ولا وِرداً
برجٌ عظيمُ الشأنِ في الأبراجِ
برجٌ عظيمُ الشأنِ في الأبراجِ / قد بَاهَتِ الحمراءُ منه بتاجِ
قلهرّة ظهرت لنا واستنَبطَت / قصراً يُضِيءُ بنورِه الوهاجِ
فيها بدائعُ صنعةٍ قد نوظرت / نسباً من الأفرادِ والأزواج
وصنائعُ الزليجِ في حِيطانِها / والأرضُ مثلُ بدائِع الديباجِ
لبست طرازَ الفخرِ لمّا أن بدا / فيها اسم مولانا أبي الحجاج
ملكُ الجلالةِ والبسالةِ والنَّدَى / غَوثُ الصَّرِيح به وغيثُ الراجي
قد شرَّفَ الحمراءَ برجٌ مشرفُ
قد شرَّفَ الحمراءَ برجٌ مشرفُ / في الجوِّ دَبَّرَهُ الإمامُ الأشرفُ
قلهرّة في ضِمنِهَا قَصرٌ فَقُل / هي مَعقِلٌ أو للبشائِرِ مَألَفُ
حِيطَانُهَا فيها رَقُومٌ أعجَزَت / أمَدَ البليغ فَحُسنُهَا لا يُوصَفُ
راقت وناظَرَ كُلَّ شَكلٍ شَكلَهُ / في نسبة فموشح ومصنّفُ
مهما لحظت رأيتَ نَقشاً وُشِّيَت / أنوَاعُهُ فمذَهَّبٌ وَمُزَخرَفُ
مبنى بديعٌ أبرزتهُ حكمةٌ / ما حازَها إلا الخليفةُ يوسفُ
مَلِكٌ إذا افتَخَرَ المُلُوكُ بِفَخرِهِ / في الذكر يتلوهُ علينا المصحَفُ
يا قاصدَ المجلس الرفيع
يا قاصدَ المجلس الرفيع / انظُر إلى حُسنِيَ البديع
وأعلم بأنِّي خديمُ مولى / أنالني أكرمَ الصنيع
يا قاصدَ المجلسِ الكريم
يا قاصدَ المجلسِ الكريم / انظر إلى حُسنِيَ العظيم
أخدمُ دَارَ الإمامِ حَسبِي / مِن شَرَفٍ باهرٍ صَميم
أقامَنِي عن يَسارِهِ / في رتَبَةِ الناصحِ الخديم
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام / وهو ظِلٌّ وارفٌ على الأنام
فَليَ الحجابَةُ الكُبرَى الّتي / أحفَظُ السِرَّ بها حفظ الكرام
وبمولاي أبي الحجاج لي / غاية الفخر وحسبي والسلام
سَحَرَ العيونَ جمالُ هذا التاج
سَحَرَ العيونَ جمالُ هذا التاج / لما حكى مذهَّب الديباج
وعلى مِنَبصَّتِهِ العروسُ كأنَّهَا / شمسٌ تلوحُ بأشرفِ الأبرَاج
بلدٌ به القمرانِ قد جُمِعَا معاً / وتقابلا بسناهما الوهاج
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار / محل طُهرٍ ومُقامِ اعتبار
حمامُ دار الملك وهو الذي / تأنّقت فيه العقولَ الكبار
للنار حرٌّ فيه مُستَعذَبٌ / وفيه للماء المَعينِ انهمار
ففيه أشتاتُ المُنَى أُلِّفَت / كفاك بالضِّدينش ماء ونار
تُنتَزَعُ الأثوابُ طراً به / وأول الأثوابِ ثوبُ الوقار
شَرَّفَهُ اللهُ بمولى لَهُ / مكارمُ تُبهِرُ شمسَ النهار
من كأبي الحجاج سُلطاننا / دام له الملك الرفيعُ المنار
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ / يُخدَمُ بيتُ المَلِكِ الأشرفِ
فاعجب لما أحكمه الصُنعُ مِن / بدائِعَ شَتَّى ومِن زُخرُفِ
كأنها الروضُ النضيرُ الذي / أزهَارُهُ الغَضَّةُ ومِن زُخرُفِ
وحسبُهَا في الفخرِ أن طُرِّزَت / باسم الإمام الأعطفِ الأرأفِ
ملكِ العلى نجلِ الإمام الرِّضَا / أبي سعيدٍ بن أبي يوسفِ
فأيَّدَ الرحمَن دينَ الهُدَى / منه بعزمٍ مُتلِفٍ مخلفِ
يا طَالِب العلم هذا بَابُهُ فُتِحَا
يا طَالِب العلم هذا بَابُهُ فُتِحَا / فادخُل تُشاهد سَناهُ لاحَ شمسَ ضُحَى
واشكُر مُجِيرَكَ من حَلِّ وَمُرتَحلٍ / إذ قَرَّبَ اللهُ مِن مَرمَاكَ ما نَزَحَا
وَشرَّفَت حَضرَةَ الإسلام مدرَسَةً / بها سبيلُ الهدَى والعِلمِ قَد وَضُحَا
أعمالُ يوسفَ مَولانَا ونيّتُهُ / قد طُرِّزَت صُحفاً ميزانُهَا رجحا
ألا أيها القلب المعنّى صَبابةً
ألا أيها القلب المعنّى صَبابةً / بربعٍ دريسٍ مُقفِرِ العرصاتِ
تسائل عن سُدى وسَلمى سفاهةً / وقد مَرَّ عنكَ العمرُ في الغفلاتِ
تَنَبَّه فصبحُ الشيبِ قد لاحَ مُنذِراً / أفِق فإلى كم أنتَ في غمراتِ
ولذ بجنابِ المصطفى وكفى بِهِ / محلَّ الرِّضا والفوز والبركات
بأكرم محبوبٍ وأوجهِ شافعٍ / وأفضلِ ماضٍ في الأنامِ وآتِ
وأهدى دليل للسبيلِ التي بها / خلاصكَ يوم الهولِ والحسراتِ
ذِكرَى الهوى المتقادِم العهد
ذِكرَى الهوى المتقادِم العهد / أذكى بقلبِي لاعجَ الوجدِ
من بعدِ ما خَمَدَت لوافِحُهُ / قدح أذكار عهودِهِ زندي
لِلّهِ ما أحلاهُ من زمن / عذبٍ وما أشهَاهُ من وردِ
أيام ملَّكتُ الهَوَى خَلَدِي / في مائس الأعطافِ والقدِّ
وسحبتُ ذيلَ الأنسِ محتكِماً / ونظمتُ شمل العيشةِ الرغدِ
فجنيتُ مِن ثَمَرِ المُنَآ أملي / وهصَرتُ يانعَ قُضبَةِ المُلدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025