المجموع : 480
سَقَتنِي بكأسٍ ظلت منها بنشوةٍ
سَقَتنِي بكأسٍ ظلت منها بنشوةٍ / فيا حَبَّذا سُكرِي بصهبائِها الخل
كالزهرِ لكن لا أقولُ لنُورِها
كالزهرِ لكن لا أقولُ لنُورِها / كالزهرِ لكن لَم يُشقَ بنطاقِ
فكأنما هي روضة قد جادها
فكأنما هي روضة قد جادها / من عارض البكر الغمام الصيب
فتفتح النوار في ساحاتها / فمدبج ومفضّض ومذهّب
ورجعتَ في الجيش الذي أخبارُهُ
ورجعتَ في الجيش الذي أخبارُهُ / تُروى غرائبه الحسانُ صحائِحا
أسدٌ ضراغِمٌ فوقَ خيلٍ تَرتَمِي / نحوَ العَدُوِّ سوانِحَا وبوارِحا
طيارةٌ بالدارعين تَخَالُهَا / تَنقَضُّ في يومِ القتالِ جوارِحا
من كل من تَخِذَ القنا خيساً لَهُ / يَلقَى العدوَّ مُمَاسِيا ومصابحا
والشمسُ أضرمَتِ السبيكة عندما / لَقِيَ الحديدَ شُعَاعُهَأ المتطارِحا
لمَّا مررتَ إلى المُصَلى قائِماً
لمَّا مررتَ إلى المُصَلى قائِماً / بسكينَةِ التَّقوَى مقام مناجِ
في عسكرٍ لجب يسرُّ أولي الهُدَى / لكنَّه لأولي الضَّلالَةِ ثاجِ
فيه أسودُ الحربِ في غِيل القَنَا / من فَوقِ كُلِّ مطهَّم هملاجِ
من دارعٍ يَلقَى القَنا بِلبانِهِ / في كلِّ مأزق حطمة ولاّج
أو نابلٍ ذي عِمَّةٍ تركيةٍ / راقَ العيونَ بشارة مبهاج
متنكب قوساً له عربيّة / موشية زِينَت بقبضةِ عاج
جئتَ المُصَلَّى في سكينَةِ خاشعٍ
جئتَ المُصَلَّى في سكينَةِ خاشعٍ / وشعارُك التكبيرُ والتحميدُ
وقد ارتدَيتَ من التواضُعِ مَلبَساً / في طَيِّهِ الترفيعُ والتَّمجِيدُ
فأقمتَ فيه سُنَّةً لولاكَ ما / قامَت ولم يَكُ للورى تَعبِيدُ
وأفضتَ بالصدقاتِ فيه سحائبا / رُوِيَت بِهُنَّ تهائمٌ ونجودُ
ثم انثَنَيتَ وحولَكَ الجندُ الذي / صَحِبَتهُ مِن نَصرِ الإلهِ جنودُ
فيه حماةً الدين أنصارُ الهُدَى / والمصرِخُونَ الحقَّ مهما نودوا
فيه بنو الحرب الألى بجهادِهِم / للملّة التمهيدُ والتوطيدُ
هم دَمَّرُوا التثليثَ بالعزمِ الذي / بمضائِهِ قد أُيِّد التوحيدُ
فيه رُمَاتُكَ عُدةُ الغَزو الأُلى / لَهُمُ الإصابةُ فيه والتسدِيدُ
فقسيُّهم عربية مهما رَمَت / أصمت فما عن نبلهنَّ محيدُ
وعمائم تركية من خَلفِهَا / سَدَلُوا شعوراً زانُها تَجعِيدُ
وكأنَّما لمع السيوف بوارق / وكأن تِصهَالَ الخيولِ رعودُ
من كُلِّ نَهدٍ ضامر عَبلِ الشوى / منه إلى نحرِ العدوِّ نهودُ
من أشهبِ مثل الشهابِ بنارهِ / يرمي رجيمٌ من عداكَ مريد
وكأنه التَحَفَ الصباحَ ملاءةً / فقميصُهُ من نورِهِ مقدودُ
أو أدهمٍ حامي الذِّمارِ فكأنَّما / هو في بَنِي حامٍ إذاً معدُودُ
أو أصفر سامي الثليل كأنما / جِيدُ الغزالةِ منه ذاك الجيدُ
التبرُ لونٌ والزبرجَدُ حافرٌ / والطرفُ كالمرآةِ وهو حديدُ
أو أحمرٍ راقَ العيونَ فلونُهُ / لونُ الخدودِ يَزِينُها التوريدُ
أو أشقرٍ كالبرقِ في لونٍ وفي / سَبقٍ فنعمَ المطلَبُ المنشودُ
أما الكميت فلا تسل عن عتقهِ / ما فاته يوم الجلاد شرودُ
فهي في يمناهُ مستقلةً
فهي في يمناهُ مستقلةً / تملأ الآفاقَ وعداً وَوَعِيدا
وهي إمّا اغترفت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجوداً
فِقرٌ إن وعدت أو أوعدت / فالنَّدَى الفياضُ والبأسُ الشديدا
لو رَمى الشُهبَ بها مستنزِلاً / لغدَت ببابِهِ الأعلى وفودا
تارة تكونُ عيشاً رَغِدا / وتكون تارةً موتاً عتيدا
فإذا أرسَلَهَا نَحوَ العِدا / فهو قد جَهَّزَهَا فيهم جُنودا
وإذا ما عقدت في مفرق / تاج عزٍّ أحكَمَت تلكَ العُقودا
وبَنَت مَجداً يجاري النيرا / ت بهاءً واعتلاء وخلودا
عُدَّةٌ في الحربِ والسلم معا / توسع الخطبَ وقوداً أو خمودا
فهيَ في السلمِ غَمَامٌ صَيِّبٌ / باسطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهيَ في الحَربِ حُسامٌ مقضبٌ / قاطعٌ مِمَّن يعاديهِ الوَرِيدا
فَليُبَاهِ القَلَمُ الأعلَى بها / فلقد عاد مُفِيداً ومُعِيدا
وَليَصِل زهواً على سحر القنا / وليهزَّ العطف إن هزت قدودا
حلّت الشمس برأس الحملِ
حلّت الشمس برأس الحملِ / واكتسى الروضُ بديعَ الحُلَلِ
فكلّ تلعةٍ غُصنُ نقا / يتثنّى كتثنّي الثملِ
وبكلِّ ربوةٍ ناجمةٍ / من جَنَيِّ زهرهن الخَضِلِ
من أقاح باسم ونرجسٍ / وجل وياسمينٍ خَجِلِ
فالسماءُ والرياضُ اشتركت / شبهاً يغُرّ عين المجتلي
من نجوم كأزاهير الرُّبا / أومجرة كمثل الجدول
صورتنا ظهرت فكم بها / من سماك رامحٍ وأعزلِ
فكأنَّ الشمس لما طلعت / نثرت بالأرض هاتيكَ الحلِي
حَبَّذا فصلُ الربيعِ مَلكاً / جاءنا مِن حُسنِهِ في جَحفَلِ
فترى اللؤلؤ والياقوتَ قد / نُظِما في تاجِهِ المكَللِ
نُشرَت أعلامُهُ مُذهَبةً / في غصونٍ مثل سمر الأسلِ
ولكل مُذنِبِ من تحتها / هزّة السيفِ بكفِّ البَطَلِ
فأجب داعيهِ ملبياً / شارحاً صدر المنى والجذلِ
أقبلَ الربيعُ والعيدُ معاً / وافِدَينِ بالنَّعِيمِ المقبلِ
فلنَصِل لِلبِشرِ أقوى سَبَبٍ / وَلنَرِد لِلأُنسِ أصفَى مَنهَلِ
فالرُّبا قد لَبِسَت زخرفها / وتحلت بعد طُولَ العُطَلِ
ولو أسطعت لقبَّلَتُ يَدَاً / للنَّدَى قد خُلِقَت والقُبلِ
يَدُ ذِي الوزارتينِ إنَّها / منبَعُ الفضلِ وقُطبِ الأملِ
حيثُ سيفُ الحَقِّ مسلولُ الظُّبَا / وسَبِيلُ الرُّشدِ بادي السُبُلِ
لله درُّ جوادِكَ الأصدَى
لله درُّ جوادِكَ الأصدَى / بالحقِ أن يُهدَى ويُستَهدَى
ما شئتَ من خلق ومن خلق / عُنقاً وسَبقاً جاوزَ الحدَا
يَختالً من فرطِ المراحِ فَمَا / أحلاهُ هَزلاً شِيبَ أو جدا
ما بينَ شُقرَتِهِ وحُمرَتِهِ / لونٌ تَلأَلأ نورُهُ وقدا
متوقد اللحظاتِ تحسِبُها / مُلِئَت على أعدائِهِ حقدا
يسري على الأعداءِ صاعقةٌ / ولمن يُحبك كوكباً سعدا
ذو غرة سالت فتحسبها / خَيطَ الصَّبَاحِ بوجهه امتدا
وحوافرٌ مِثلُ الزمرَّدِ في / لونٍ وإن كانت صفاً صلدا
جارى جياد العُدوَتَينِ فما / عرفت له صَدراً ولا وِرداً
برجٌ عظيمُ الشأنِ في الأبراجِ
برجٌ عظيمُ الشأنِ في الأبراجِ / قد بَاهَتِ الحمراءُ منه بتاجِ
قلهرّة ظهرت لنا واستنَبطَت / قصراً يُضِيءُ بنورِه الوهاجِ
فيها بدائعُ صنعةٍ قد نوظرت / نسباً من الأفرادِ والأزواج
وصنائعُ الزليجِ في حِيطانِها / والأرضُ مثلُ بدائِع الديباجِ
لبست طرازَ الفخرِ لمّا أن بدا / فيها اسم مولانا أبي الحجاج
ملكُ الجلالةِ والبسالةِ والنَّدَى / غَوثُ الصَّرِيح به وغيثُ الراجي
قد شرَّفَ الحمراءَ برجٌ مشرفُ
قد شرَّفَ الحمراءَ برجٌ مشرفُ / في الجوِّ دَبَّرَهُ الإمامُ الأشرفُ
قلهرّة في ضِمنِهَا قَصرٌ فَقُل / هي مَعقِلٌ أو للبشائِرِ مَألَفُ
حِيطَانُهَا فيها رَقُومٌ أعجَزَت / أمَدَ البليغ فَحُسنُهَا لا يُوصَفُ
راقت وناظَرَ كُلَّ شَكلٍ شَكلَهُ / في نسبة فموشح ومصنّفُ
مهما لحظت رأيتَ نَقشاً وُشِّيَت / أنوَاعُهُ فمذَهَّبٌ وَمُزَخرَفُ
مبنى بديعٌ أبرزتهُ حكمةٌ / ما حازَها إلا الخليفةُ يوسفُ
مَلِكٌ إذا افتَخَرَ المُلُوكُ بِفَخرِهِ / في الذكر يتلوهُ علينا المصحَفُ
يا قاصدَ المجلس الرفيع
يا قاصدَ المجلس الرفيع / انظُر إلى حُسنِيَ البديع
وأعلم بأنِّي خديمُ مولى / أنالني أكرمَ الصنيع
يا قاصدَ المجلسِ الكريم
يا قاصدَ المجلسِ الكريم / انظر إلى حُسنِيَ العظيم
أخدمُ دَارَ الإمامِ حَسبِي / مِن شَرَفٍ باهرٍ صَميم
أقامَنِي عن يَسارِهِ / في رتَبَةِ الناصحِ الخديم
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام
أنا سترٌ مُسبشلٌ على الأمام / وهو ظِلٌّ وارفٌ على الأنام
فَليَ الحجابَةُ الكُبرَى الّتي / أحفَظُ السِرَّ بها حفظ الكرام
وبمولاي أبي الحجاج لي / غاية الفخر وحسبي والسلام
سَحَرَ العيونَ جمالُ هذا التاج
سَحَرَ العيونَ جمالُ هذا التاج / لما حكى مذهَّب الديباج
وعلى مِنَبصَّتِهِ العروسُ كأنَّهَا / شمسٌ تلوحُ بأشرفِ الأبرَاج
بلدٌ به القمرانِ قد جُمِعَا معاً / وتقابلا بسناهما الوهاج
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار / محل طُهرٍ ومُقامِ اعتبار
حمامُ دار الملك وهو الذي / تأنّقت فيه العقولَ الكبار
للنار حرٌّ فيه مُستَعذَبٌ / وفيه للماء المَعينِ انهمار
ففيه أشتاتُ المُنَى أُلِّفَت / كفاك بالضِّدينش ماء ونار
تُنتَزَعُ الأثوابُ طراً به / وأول الأثوابِ ثوبُ الوقار
شَرَّفَهُ اللهُ بمولى لَهُ / مكارمُ تُبهِرُ شمسَ النهار
من كأبي الحجاج سُلطاننا / دام له الملك الرفيعُ المنار
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ / يُخدَمُ بيتُ المَلِكِ الأشرفِ
فاعجب لما أحكمه الصُنعُ مِن / بدائِعَ شَتَّى ومِن زُخرُفِ
كأنها الروضُ النضيرُ الذي / أزهَارُهُ الغَضَّةُ ومِن زُخرُفِ
وحسبُهَا في الفخرِ أن طُرِّزَت / باسم الإمام الأعطفِ الأرأفِ
ملكِ العلى نجلِ الإمام الرِّضَا / أبي سعيدٍ بن أبي يوسفِ
فأيَّدَ الرحمَن دينَ الهُدَى / منه بعزمٍ مُتلِفٍ مخلفِ
يا طَالِب العلم هذا بَابُهُ فُتِحَا
يا طَالِب العلم هذا بَابُهُ فُتِحَا / فادخُل تُشاهد سَناهُ لاحَ شمسَ ضُحَى
واشكُر مُجِيرَكَ من حَلِّ وَمُرتَحلٍ / إذ قَرَّبَ اللهُ مِن مَرمَاكَ ما نَزَحَا
وَشرَّفَت حَضرَةَ الإسلام مدرَسَةً / بها سبيلُ الهدَى والعِلمِ قَد وَضُحَا
أعمالُ يوسفَ مَولانَا ونيّتُهُ / قد طُرِّزَت صُحفاً ميزانُهَا رجحا
ألا أيها القلب المعنّى صَبابةً
ألا أيها القلب المعنّى صَبابةً / بربعٍ دريسٍ مُقفِرِ العرصاتِ
تسائل عن سُدى وسَلمى سفاهةً / وقد مَرَّ عنكَ العمرُ في الغفلاتِ
تَنَبَّه فصبحُ الشيبِ قد لاحَ مُنذِراً / أفِق فإلى كم أنتَ في غمراتِ
ولذ بجنابِ المصطفى وكفى بِهِ / محلَّ الرِّضا والفوز والبركات
بأكرم محبوبٍ وأوجهِ شافعٍ / وأفضلِ ماضٍ في الأنامِ وآتِ
وأهدى دليل للسبيلِ التي بها / خلاصكَ يوم الهولِ والحسراتِ
ذِكرَى الهوى المتقادِم العهد
ذِكرَى الهوى المتقادِم العهد / أذكى بقلبِي لاعجَ الوجدِ
من بعدِ ما خَمَدَت لوافِحُهُ / قدح أذكار عهودِهِ زندي
لِلّهِ ما أحلاهُ من زمن / عذبٍ وما أشهَاهُ من وردِ
أيام ملَّكتُ الهَوَى خَلَدِي / في مائس الأعطافِ والقدِّ
وسحبتُ ذيلَ الأنسِ محتكِماً / ونظمتُ شمل العيشةِ الرغدِ
فجنيتُ مِن ثَمَرِ المُنَآ أملي / وهصَرتُ يانعَ قُضبَةِ المُلدِ