المجموع : 449
قوم بذكرهم الحياة وحبهم
قوم بذكرهم الحياة وحبهم / روح الحياة لهيئة الأحباب
وصلوا إلى المقصود فاتصلت بهم / أسرار بارئهم بغير حجاب
لي همة قرع السماك ركابها
لي همة قرع السماك ركابها / وعروس عزى ما أزيح نقلبها
إن أزمة عظمت وجل مصاحبها / وإذا الكلاب تلاوحت أذنابها
فأنا أبوك وللسباع حساب /
أعداؤنا غروا بنا فتعاظموا / وتالنوا في ذمنا وتكاتموا
وبغوا علينا عدوة وتراكموا / مهما تكاثر جيشهم وتهاجموا
فهمو ذباب والذباب ذباب /
سر العناية للقيام بحزبنا / والنصر موهبة لنا من ربنا
لا تخش تهلكة وكن من ركبنا / فبناء أصحاب التقى فوق البنا
وبناء أصحاب الضلال خراب /
من للفقير المشتكي من حاله
من للفقير المشتكي من حاله / والمذنب المحزون من أفعاله
إلا رجال الغيب أصحاب الحمى / أهل الهدى للحائر المتواله
يا سادتي عبد على أعتابكم / ضاق المقام به وضاع بحاله
لزم الخطايا في جميع أموره / واستصحب العصيان في أعماله
ركب الذنوب وسار في بحر الهوى / وأتى الرحاب مسربلاً بضلاله
خجل كئيب خائف من ذنبه / وجل حتى الظهر من أثقاله
سلك الطريق مقلداً بسلوككم / وأضاع خدمة سلككم بمقاله
وأتى بدعوى الحب يقرع بابكم / والجهل منعقد على أذياله
وأبى الإياب بغير نيل نوالكم / مع علمه التقصير في منواله
وشدت بلابل ذنبه برياضكم / وحكت طيور غواه عن آماله
فبحقكم جودوا له بمراده / وتحننوا عطفاً على أحواله
وتكرموا لطفاً عليه بنظرةٍ / وصلوا حبال نوالكم بحباله
وخذوه في بحر الحناية واكشفوا / بلواه بالإخراج من أوحاله
يا سادتي كرماً بعزة قدركم / فعبيدكم أضحى كشخص خياله
أمسى غريباً نازحاً عن أهله / ومشتتاً عن بيتهم وعياله
فصديقه يبكي عليه تشوقاً / وعدوه في فرحة لنكاله
حاشاكموا أن تتركوا طفلاً لكم / أبكاه بعد الدار عن أطفاله
لكم المروة لا لغير جنابكم / والفضل هيكلكم بنور هلاله
ولكم مقام الفخر يلمع في الورى / كالشمس لاح بحاله وبقاله
ولكم يد المدد التي من ربكم / منحنت بسر جماله وجلاله
ولكم عن الغيب التلقي في السرا / ولكم وصول بالرسول وآله
يا سادتي وجل ببابكم التجا / متنصلاً عن أهله ورجاله
ترك الوسائط طائراً بجنابكم / وجنابكم كفؤ لحل عقاله
كم من فقيرٍ كان مذكنتم له / رقصت طيور الفخر تحت ظلاله
حنوا على العبد الضعيف بنظرة / يأتي الصلاح بها لمفسد حاله
فالناس في وصل وذاك بقطعة / فكفى الجفا منواله بوصاله
أمسى ذليل الحال وهو مؤمل / إحسانكم فادنواه من آماله
فبنفحه أن تنظروه بعطفكم / يحيى ويسرى ذاك منه لآله
حاشاكموا بعد الوقوف ببابكم / أن تمنعوا عنه الذي في باله
جعل الوسيلة أحمد الغوث الذي / ورث العناية عن أبيه وخاله
قطب الورى الأسد الرفاعي شيخنا / من تستظل الأوليا بظلاله
علم الرجال أمام كل طريقة / قطب الجميع وحالهم من حاله
تاج المشايخ في العراق وغيرها / وهو الإمام المقتدي بكماله
فبحقه وبحق أهل طريقه / وبحزبه وبجيشه وبآله
وبحق بان اللَه قطب الأوليا / من أغرق الطلاب من أفضاله
شمس العراق حقيقة المدد الذي / أطواره دلت على أحواله
وبسيدي النبيو غوث زمانه / منجي أسير الذل من أغلاله
وبحضرة الشيخ الدسوقي من أقر / ر الأوليا بعلي كامل حاله
وبحضرة الصياد أحمد شيخنا / محي طريقتنا بنور جماله
وبكل قطب عارف في ربه / وبكل شيخ فاق عن أمثاله
وبجميع أهل اللَه بالقطب الذي / رجع الزمان لرأيه ومقاله
وبكم جميعاً سامحوا عبداً لكم / وتحملوا ما كان من أثقاله
وبعطفكم قوموا لنيل مراده / كرماً ولا تقصوه عن آماله
فله كلاب أذية فرحوا بما / نقر الفراق عليه من جلجاله
حسدوه مذ كنتم له وتطاولوا / من لؤمهم حسداً لبغض خياله
ظنوا بأن بساط عزكم انطوى / عنه وأصبح نادماً في حاله
هو طفلكم والسبع عيب أن يرى / أيدي الكلاب تصول في أشباله
هل غيرة من باب جانب جودكم / تبقى الحسود بغيظ كيد ضلاله
هل نفحة هل نظرة هل غوثةٌ / ترقى خويدكم لنيل مناله
فوحقكم ما حال عن أبوابكم / أبداً ولا وجهاً يرى لحاله
غوثاً وعوناً سادتي يا سادتي / فالدمع قد أعيا من إرساله
حفر الخدود وجر أخدود العنى / بالوجه فالتف بضي زلاله
فهو الحقير الخالدي أبو الهدى / راجي نواله الفيض من أبطاله
ختم القصيدة بالصلاة مسلماً / فيها على الهادي الحبيب وآله
وعلى جميع الصحب والقوم الذي / ن مشوا على منواله أمر كماله
وعلى رجال الغيب ما حادشدا / من للفقير المشتكي من حاله
ربطت بحبل عنقا الشرق حبلى
ربطت بحبل عنقا الشرق حبلى / ومنه لجأت بالحصن الجليل
هو الكشاف للبلوى سريعاً / هو الجيلي فداه أنا وجيلي
ألقيت في باب أهل اللَه في حلب
ألقيت في باب أهل اللَه في حلب / حملي وأملت أن تمحى بهم كربي
أني نزيلهم حاشا مكارمهم / ترضى انفصامي مهما ساءبي أدبي
هم للنزيل وهم أهل الدخيل وهم / عون الضعيف وأهل المن بالأرب
أهل الفتوة أسرار النبوة أص / حاب المروة أهل القدر والرتب
عبد بأعتابهم يرجو تفضلهم / نزيلهم وينادي يا ذوي حلب
أغث يا أحمد البدوي وأدرك
أغث يا أحمد البدوي وأدرك / وكن عوني فأنت حمى الفقير
وبابك با جدك خير هاد / فجد بالعطف يا غوث الأسير
وقل حصل المراد ولا تدعني / رهين الضد بالخطب الخطير
بظلك لذت لوذة مستجير / لأنك أنت حصن المستجير
فساعدني بجبر الكسر عطفاً / بحرمة جدك القمر المنبر
أبا الفتيات يا غوث البرايا / ويا من سدت بالشأن الشهير
لرحب نداك قد الجأت ظهري / ومالي بين قومي من ظهير
وجئتك مخلصاً بسليم قلب / نحا لجنابك الرحب الكبير
وقبل في فم الإخلاص فكراً / ثرى الأعتاب بالوجل الوفير
فحاشا أن أرد بلا مرادي / على وجلي ومالي من نصير
بجدك حيدر الكرار مولى / رجال الآل والأسد الغيور
بأمك بضعة المختار ذات ال / وقار وشبلها الحسن الأمير
ومولانا الحسين أبي المعالي / وشمس صدور أبناء البشير
هذا كتاب منزل وزبور
هذا كتاب منزل وزبور / فيه طروس إشارةٍ وسطور
في آل عثمان الملوك بأنهم / خصوا بإرث الأرض وهو شهير
وهم العباد الصالحون كما أتى / في قول محي الدين وهو خبير
ورثوا الكتاب بقوة عملاً به / كل على نهج الصواب يسير
والدين والشرع المطهر عندهم / ما فيه صدع يبتغي وفطور
ولنصرة الإسلام شدوا أزرهم / فلهم على كل الملوك ظهور
ولزمرة العلماء في سلطانهم / شأن له التعظيم والتوقير
وتوارثوا هذا التوارث كابرا / عن كابر فحسامهم مشهور
من كل ذمر في العرمرم صائل / مثل العقاب جناحه منشور
يعتاد قنص الأسد في وثباته / درب بأحوال النزال خبير
حتى أتى ملك الملوك أمامنا / عبد الحميد الظافر المنصور
ورث الخلافة بانعقاد البيعة ال / غرا بها التهليل المنصور
وزهى به الكرسي وهو معظم / وبه تفاخر منبر وسرير
والملة السمحاء ملة أحمد ال / مختار بشر عمها وسرور
والكعبة الغرا وزمزم والصفا / والبيت حتى زائر ومزور
والجو والأقطار والاكتشاف وال / بر الفسيح وبحرها المسجور
بلسان حال للخليفة كلها / يدعو وكل حامد وشكور
كل غدا يسعى على مرضاته / سعى الخلوص وسعيه مشكور
ملك تطيلس بالعدالة والتقى / والحلم فهو موفق وصبور
قل للشقي الخارجي تعاندا / عن طاعة الخلفاء ليس يحور
أبدى العناد وقام بقصد حربه / ومع الفساد أتاه وهو جسور
يا غافلاً عن أصل حكمة شانه / ذا شبل آل بيتهم معمور
ومحقق أن الخلافة فيهم / حتى المعاد ويوم ينفخ صور
والسيد البستي صحح ذا وفى / ميزانه خبر أتى مشهور
في آل عثمان الأعاظم أنهم / أهل الحجى وعدوهم مكسور
ومن امتطى ظهر الخلاف لأمرهم / لازال وهو منكد مقهور
وعناية شملت لكل موحد / عطفاً وبأس في الأمور شهير
فتح به عم الأنام ونعمة / مذ جاء جاءت والسرور كبير
والنصر في كل الحروب يحفه / واللَه للعبد التقي نصير
مهلاً أمير المؤمنين فطب وكن / قرحاً فربك في الأمور قدير
خذ أنت بشرى عاجز مقصدوه / من مدحه وقصيده التبشير
فتح بإقليد العناية فاتح / باب المسرة والنصير ظهير
لا بد من فتح قريب عاج / يطوى به من ربنا التدبير
ويقوم كل المسلمين لربهم / بالشكر وهو الواهب المشكور
ويقول داعي الحال منهم جهرةً / قد لاح من بطن الأمور أمور
فالحمد للَه الذي قد أذهب ال / أحزان عنا أنه لغفور
بطرفة العين بارينا يغير ما
بطرفة العين بارينا يغير ما / بعبده من شديد الخطب والحرج
وقبل ردة طرف العين من كرم / يقلب الأمر من ضيق إلى فرج
أقول لقلبي حين ضاق مجاله
أقول لقلبي حين ضاق مجاله / تأن ولا تعجل فأنت صبور
ويخلق ما لا تعلمون وأنه / على كل شيءٍ ما يشاء قدير
قالوا صبرت وقد أوذيت قلت لهم
قالوا صبرت وقد أوذيت قلت لهم / صبرت والصبر للخيرات مفتاح
والأمر رديته للَه معتقداً / رد الأمور إلى الرحمن إصلاح
إني تبرأت من حولي ومن حيلي / تبرأ فيه للأحزان أفراح
وباتوكل أحمى من بني زمني / ففي التوكل إمداد وإنجاح
حب سلمان حين صح لأهل ال
حب سلمان حين صح لأهل ال / بيت ذي المنصب العزيز المثنى
فالنبي الكريم عظم هذا السح / ب قدراً وقال سلمان منا
قال الصدور من الرجا
قال الصدور من الرجا / ل إذا ولهت بنا تثبت
وافني بنفسك في عشي / رتنا إذا أملت تثبت
أوما علمت نبينا / يؤذيه أن داومت تبث
يا جاهلاً قدر أهل البيت والمدد
يا جاهلاً قدر أهل البيت والمدد / وذاهباً في الهوى الوهمي عن الرشد
شيخ العشيرة يحمي أهل عصبته / فكيف بالمصطفى علامة الأبد
ووعد ربك في تطهير عترته / بحكم الذكر لا يخفى على أحد
سلوك طريق الرجال الأدب
سلوك طريق الرجال الأدب / وخوض الطريقة خوض العطب
فمن نازع الشيخ في أهله / بذم وأمل منه الأرب
كصاعد سطح بلا سلم / وطالب علم بقطع الحطب
وثاقب سيناء في إبرة / لعمرك أن نراك إلا تعب
لأن يد القوم في أهلها / تسد على الغير باب الطلب
ضلوع الجهالة معوجة / تضيع الطريق على من ذهب
وسلك الطريق بلانية / عجب وجهل السلوك العجب
لابد للعارف من محنة
لابد للعارف من محنة / في الخلق أو في المال أو في البدن
تلك على المؤمن مقضية / أنبأنا عن ذاك جد الحسن
عارفنا جملة أيامه
عارفنا جملة أيامه / في خدمة الرحمن مصروفه
مجهولة عند أخ جاهل / لكر لدى العارف معروفه
العارف المحض لا يخلو بسيرته
العارف المحض لا يخلو بسيرته / وحاله طرفة من حكمة الأدب
فإن تفاخر كان الفخر عن أدب / وإن تذلل كان الذل عن سبب
من قال للشيخ لما
من قال للشيخ لما / دهاه في السير العمى
طريقهم هو العمى / بشأنهم عن كلما
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا / وحيا دياراً دون أنوارها الزهرا
ويا حبذا الأرجاء من حلب ويا / سقى اللَه ذياك الحمى النهلة الوفرا
ديار بها سكان قلبي ومهجتي / وأرجاء قومٍ ذكرهم في الجوى سرا
معاهد أحباب كرام وسادة / عظام وأعيان سما شأنهم قدرا
أفاضل قادات ثناهم وحالهم / إذا مر في حي روى أهله نشرا
بلاد حماها اللَه من عين حاسد / وأمطرها من غيم إحسانه برا
بلاد بها التقوى بها العلم والتقى / بها الفضل والإحسان والمشرب الأمرى
بلاد هي الدنيا ولا بدع إن تكن / وكم من لبيب حولها حول الفكرا
بلاد بها طيب المعاش لساكن / وطيب الهوى والماء والعيشة السرا
بلاد بها اللذاتفي الدين والرضى / بكل يسير والرضى يصحب الشكرا
بلاد بها الشرع المنير الذي هو الص / صراط لإنجاح المقاصد في الأخرى
بلاد بها أهل القناعة بالذي / أتى من جناب اللَه بالهمة البكرى
بنحن قسمنا أيدوا السرفا كتفوا / بكسرة خبز عن رشيد وعن كسرى
وقد أحرزوا صحرا المفازات وانزووا / فهم في لبان المدن كالقطن الصحرا
وطابوا بمولهم فغابوا عن السوى / كما أصلحوا في اللَه طول المدى المسرى
تعاموا عن الأكوان حتى كأنهم / سكارى وتلقى الناس من شأنهم سكرى
راوا أنه الفعال في كل كائن / فما طلبوا زيداً ولا قصدوا عمرا
وقد سلموا من دس خائنة الريا / فما عشقوا البيضا ولا حاولوا الصفرا
وفي الليلة الدهماء أنوار ذكرهم / تصير بالعرفان ليلتهم قمرا
وفي كل شيءٍ شاهدوا اللَه حاضراً / فما نظروا بدواً ولا شاهدوا حضرا
بهم تغفر الزلات والكرب ينجلي / وتستحصل الآمال والحاجة العسرى
تساوى لهم أمر الفخار وضده / فما كرهوا باباً ولا رغبوا صدرا
وقد عرفوا الدنيا خيالاً فأعرضوا / بهمتهم عنها لضرتها الأخرى
وقد بذلوا الدنيا لراج وطالب / فما أصلحوا بيتاً ولا شيدوا قصرا
يرومون إطعام الطعام ونهضة الظ / ظلام وإفشاء السلام كما يدرى
وقد قطعوا الأيام للَه بالصفا / فما استطولوا عاماً ولا استقصروا شهرا
وقاموا لمولاهم بنصرة دينه / فاورثهم من فضل سلطانه نصرا
وقد تركوا الآمال في لجة العمى / فما أملوا مالاً ولا رهبوا فقرا
تراهم إذا جالستهم كنز حكمةٍ / وفي بابهم من صدقهم تنفع لذكرى
فهذا تراه من القرى قام للقرى / وقد بذر الوجود في بابه بذرا
وهذا تراه في القبائل ثاوياً / بخيمة شعرٍ لم يحط بالسوى خبرا
وهذا تراه خاملاً في مدينةٍ / ذليلاً بها جهراً عزيزاً بها سرا
وهذا بعنوان الظهور مطيلس / فظاهره الأولى وباطنه الأخرى
وهذا بوسطى الحالتين مقنع / وقد جعل الأسباب في حالة سرا
وهذا بمن يهوى بحق مولع / فلم يستطع عن حبه في الهوى صبرا
كأن حشاء فوق جمر الغضا أنسلا / بفكرته ذهلى ومقلته عبرى
تخافى بأنواع الثياب فواحد / يظن به شراً وثانٍ يرى الخيرا
إذا رد طرفاً في المهمات ردها / بهمته العليا ومقلتها حسرى
وإن كسر القلب الشريف بمقصد / لذي أملٍ أو مطلبٍ يجبر الكسرا
يرى حاضراً في رحبه وهو غائب / بمحبوبه حتى به ضيع العمرا
فأيامه عين الليالي وليله / نهار ولم بدر الزمان متى مرا
وساعاته مصروفةٌ في حبيبه / له الوقت يحلو فيه أن لذ أوامرا
وقد جمع الأشتات في سلك حاله / فمقلته وسنا ومهجته حرا
فذاك النجا للصدر أو رفقائه / وهذا التجا محضاً لذي القبة الخضرا
وذا جاهه بالمال والأهل والحمى / وهذا بعليا خير من وطئ الغبرا
وذا أمل الحاجات من باب حاكم / وهذا أجاب الظن في صاحب الأسرا
فللَه در الشام حيث بأرضها / مدار رحى الأبدال والحضرة الكبرى
وأرض فلسطين إذا ما ذكرتها / ذكرت كراماً جودهم يغلب البحرا
أسود بميدان الوغى باع جدهم / طويل عنان يقطع البر والبحرا
سلالة كرار الرجال الذي دحا / بخيبر باب الحصن فارتج وافترا
وصى رسول اللَه حيدرة الذي / مناقيد في كل تكرمةٍ تقرا
فقوم لعمري طيب الكون حالهم / وقد ملأ والأرجاء من نشرهم عطرا
وقم بحب الآل سادوا فالحقوا / بهم وعلوا قدراً وقد رفعوا ذكرا
بالصدق والإخلاص ضاعت قلوبهم / وقد عظموا شأناً وقد شرحوا صدرا
أساتيذ هذا العصر سادات وقتنا / شموس الورى أهل التصاريف والأجرا
طويل مديحي حين أثنى عليهم / فصبر فلا أحتاج أن أبسط عذرا
ولا سيما بالشهم مولاي والدي / ملاذي ومن أعددته في الملا ذخرا
أبو الهمم المعروف عند أولي العلا / بفضل وجود هاشمي يغلب القطرا
سليل الفتى الصياد وارث أحمد الر / رفاعي عريض الجاه شيخ ربا بصرا
وملحوظ مولانا القريشي خالد / أمير بني مخزومٍ أو سعهم صدرا
أخو الحزم سيف اللَه سيف رسوله / مذيق العدا من حر حربته جمرا
فذا زبدة الأشياخ أهل الصفا ومن / كراماته واللَه لم تقبل النكرا
وماذاك إلا الشمس في عين حاذق / فلا غرو أن يكره ذو المقلد العورا
عنايته جلت وأحوال سره / شهيرة شأن لا تقوم بها حصرا
وللَه كم من مدلهم أحاطنا / فمزقه بالانكسار فما ضرا
وكم من عدوا جاس رحب ديارنا / بسوء فأولاه بهته قهرا
وفي عسكر الليل البهيم أباده / فجوعه جاهاً وأشبعه فقرا
وكم من ضعيفٍ لاذ صدقاً ببابنا / فأعقبه من بعد كسرته جبرا
وكم من مرادات علينا تعسرت / فأبدلها من سحب دمعته يسرا
وكم فل عزماً من رجال تجمعوا / علينا ببسط الكف فانقبضوا دهرا
وكم ذلة عمت بنا وبسره / أزيلت ولطفاً بدلت الرضى نصرا
وكم من عليل حين لاقاه عاجلاً / أتاه الشفا من فضل بارئنا جهرا
متى وجه القلب الرفاعي لحاجةٍ / قضاها له الرحمن من لطفه برا
لقد ترك الدنيا بميزان طبعها / وأهملها خلقاً وطلقها فكرا
ترى اليمن معقوداً ببطن يمينه / لمن جاءه يرجوه واليسر باليسرى
وإثاره لا ريب فيه وأنه / تبرأ من بخل فسبحان من برا
كليث الشرى في غابة الشان بارز / وفي خلوة العرفان منكسرا سرا
عظيم لدى أهل الدنا وبطبعه / ذليل بباب اللَه في الحال والمسرى
يجود بنفس لا لأرضاء نفسه / بحق لوجه اللَه لم يقصد الفخرا
ويكشف أسرار الضمائر من خفا / جليس ويبدي ما توهمه فكرا
ورؤياه مجلاه عمود الضحى كما / يارها دجى يأتي بهيئتها ظهرا
نعظمه حالاً وشخاً وإنه / عظيم لدى أهل الكمالات والمدرى
به في الحمى سدنا في رغم ضدنا / ودسنا العدى واللَه عوضنا خيرا
وكل يد بيضا لنا بالرضى انجلت / بسر دعاه قد منحنا بها جبرا
ولم نره يوماً أقام لشأنه / مقاماً ولا كنى بذاك ولا ورى
شفوق كثير العطف يبكي ترحما / لحال فقير شامه يشتكي أمرا
حزين لحزن المسلمين وضاحك / لأفراحهم ما ميز العبد والحرا
عروف بمقدار الكرام وغيرهم / ومن غيره في شأن تفريقهم أدرى
شهامته دلت على طيب أصله / شهامة مجد تكره العجب والكبرا
توله بالمختار قلباً ونيةً / فما احتاج من صدق النوله للذكرى
وأضحى لأعتاب النبي انتماؤه / وفي بابه المحمود قد ضرب الخدرا
وصار رفيع الجاه في ظل جاهه / ومن غيره في فيض إحسانه أحرى
وحاز مقاماً أحمد يا ظله / أقمنا بأمن اللَه لم تختش المكرا
وأيدنا المولى بتأييد حاله / فطبنا به اسماً وطبنا به ذكرا
أمولاي شيخ الوقت يا حسن الرضى / وأستاذ من في رحبهم دور والخمرا
ويا زاكي الأخلاق يا وافر الثنا / ويا عزتي الطبع يا من سما قدرا
ويا خالدي الشان يا شبل أحمد / أغثني وارد كنى وكن مسعفي دهرا
فإنك يا مولاي أنت وسيلتي / وباب رجائي حينما صحفي تقرا
وواسطتي العظمى على كل حالةٍ / لجدك هادينا وجدتك الزهرا
بسرك لاحظني ولا ننسني فما / سواك بهذا لوقت لي في الحمى ظهرا
وأزكى صلاة اللَه ما لاح كوكب / على ملجأ الأكوان وانتعمة الكبرى
محمد المحمود في كل حضرةٍ / وآل وأصحاب وتباعهم طرا
وأهل طريق اللَه ما قال منشد / رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
بتقوى اللَه شيد رحاب ذكر
بتقوى اللَه شيد رحاب ذكر / وتم بنفحة الهادي الرسول
وهمة خالد وابن الرفاعي / فصار مناخ أبناء البتول