القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الهُدى الصّيادي الكل
المجموع : 449
قوم بذكرهم الحياة وحبهم
قوم بذكرهم الحياة وحبهم / روح الحياة لهيئة الأحباب
وصلوا إلى المقصود فاتصلت بهم / أسرار بارئهم بغير حجاب
لي همة قرع السماك ركابها
لي همة قرع السماك ركابها / وعروس عزى ما أزيح نقلبها
إن أزمة عظمت وجل مصاحبها / وإذا الكلاب تلاوحت أذنابها
فأنا أبوك وللسباع حساب /
أعداؤنا غروا بنا فتعاظموا / وتالنوا في ذمنا وتكاتموا
وبغوا علينا عدوة وتراكموا / مهما تكاثر جيشهم وتهاجموا
فهمو ذباب والذباب ذباب /
سر العناية للقيام بحزبنا / والنصر موهبة لنا من ربنا
لا تخش تهلكة وكن من ركبنا / فبناء أصحاب التقى فوق البنا
وبناء أصحاب الضلال خراب /
من للفقير المشتكي من حاله
من للفقير المشتكي من حاله / والمذنب المحزون من أفعاله
إلا رجال الغيب أصحاب الحمى / أهل الهدى للحائر المتواله
يا سادتي عبد على أعتابكم / ضاق المقام به وضاع بحاله
لزم الخطايا في جميع أموره / واستصحب العصيان في أعماله
ركب الذنوب وسار في بحر الهوى / وأتى الرحاب مسربلاً بضلاله
خجل كئيب خائف من ذنبه / وجل حتى الظهر من أثقاله
سلك الطريق مقلداً بسلوككم / وأضاع خدمة سلككم بمقاله
وأتى بدعوى الحب يقرع بابكم / والجهل منعقد على أذياله
وأبى الإياب بغير نيل نوالكم / مع علمه التقصير في منواله
وشدت بلابل ذنبه برياضكم / وحكت طيور غواه عن آماله
فبحقكم جودوا له بمراده / وتحننوا عطفاً على أحواله
وتكرموا لطفاً عليه بنظرةٍ / وصلوا حبال نوالكم بحباله
وخذوه في بحر الحناية واكشفوا / بلواه بالإخراج من أوحاله
يا سادتي كرماً بعزة قدركم / فعبيدكم أضحى كشخص خياله
أمسى غريباً نازحاً عن أهله / ومشتتاً عن بيتهم وعياله
فصديقه يبكي عليه تشوقاً / وعدوه في فرحة لنكاله
حاشاكموا أن تتركوا طفلاً لكم / أبكاه بعد الدار عن أطفاله
لكم المروة لا لغير جنابكم / والفضل هيكلكم بنور هلاله
ولكم مقام الفخر يلمع في الورى / كالشمس لاح بحاله وبقاله
ولكم يد المدد التي من ربكم / منحنت بسر جماله وجلاله
ولكم عن الغيب التلقي في السرا / ولكم وصول بالرسول وآله
يا سادتي وجل ببابكم التجا / متنصلاً عن أهله ورجاله
ترك الوسائط طائراً بجنابكم / وجنابكم كفؤ لحل عقاله
كم من فقيرٍ كان مذكنتم له / رقصت طيور الفخر تحت ظلاله
حنوا على العبد الضعيف بنظرة / يأتي الصلاح بها لمفسد حاله
فالناس في وصل وذاك بقطعة / فكفى الجفا منواله بوصاله
أمسى ذليل الحال وهو مؤمل / إحسانكم فادنواه من آماله
فبنفحه أن تنظروه بعطفكم / يحيى ويسرى ذاك منه لآله
حاشاكموا بعد الوقوف ببابكم / أن تمنعوا عنه الذي في باله
جعل الوسيلة أحمد الغوث الذي / ورث العناية عن أبيه وخاله
قطب الورى الأسد الرفاعي شيخنا / من تستظل الأوليا بظلاله
علم الرجال أمام كل طريقة / قطب الجميع وحالهم من حاله
تاج المشايخ في العراق وغيرها / وهو الإمام المقتدي بكماله
فبحقه وبحق أهل طريقه / وبحزبه وبجيشه وبآله
وبحق بان اللَه قطب الأوليا / من أغرق الطلاب من أفضاله
شمس العراق حقيقة المدد الذي / أطواره دلت على أحواله
وبسيدي النبيو غوث زمانه / منجي أسير الذل من أغلاله
وبحضرة الشيخ الدسوقي من أقر / ر الأوليا بعلي كامل حاله
وبحضرة الصياد أحمد شيخنا / محي طريقتنا بنور جماله
وبكل قطب عارف في ربه / وبكل شيخ فاق عن أمثاله
وبجميع أهل اللَه بالقطب الذي / رجع الزمان لرأيه ومقاله
وبكم جميعاً سامحوا عبداً لكم / وتحملوا ما كان من أثقاله
وبعطفكم قوموا لنيل مراده / كرماً ولا تقصوه عن آماله
فله كلاب أذية فرحوا بما / نقر الفراق عليه من جلجاله
حسدوه مذ كنتم له وتطاولوا / من لؤمهم حسداً لبغض خياله
ظنوا بأن بساط عزكم انطوى / عنه وأصبح نادماً في حاله
هو طفلكم والسبع عيب أن يرى / أيدي الكلاب تصول في أشباله
هل غيرة من باب جانب جودكم / تبقى الحسود بغيظ كيد ضلاله
هل نفحة هل نظرة هل غوثةٌ / ترقى خويدكم لنيل مناله
فوحقكم ما حال عن أبوابكم / أبداً ولا وجهاً يرى لحاله
غوثاً وعوناً سادتي يا سادتي / فالدمع قد أعيا من إرساله
حفر الخدود وجر أخدود العنى / بالوجه فالتف بضي زلاله
فهو الحقير الخالدي أبو الهدى / راجي نواله الفيض من أبطاله
ختم القصيدة بالصلاة مسلماً / فيها على الهادي الحبيب وآله
وعلى جميع الصحب والقوم الذي / ن مشوا على منواله أمر كماله
وعلى رجال الغيب ما حادشدا / من للفقير المشتكي من حاله
ربطت بحبل عنقا الشرق حبلى
ربطت بحبل عنقا الشرق حبلى / ومنه لجأت بالحصن الجليل
هو الكشاف للبلوى سريعاً / هو الجيلي فداه أنا وجيلي
ألقيت في باب أهل اللَه في حلب
ألقيت في باب أهل اللَه في حلب / حملي وأملت أن تمحى بهم كربي
أني نزيلهم حاشا مكارمهم / ترضى انفصامي مهما ساءبي أدبي
هم للنزيل وهم أهل الدخيل وهم / عون الضعيف وأهل المن بالأرب
أهل الفتوة أسرار النبوة أص / حاب المروة أهل القدر والرتب
عبد بأعتابهم يرجو تفضلهم / نزيلهم وينادي يا ذوي حلب
أغث يا أحمد البدوي وأدرك
أغث يا أحمد البدوي وأدرك / وكن عوني فأنت حمى الفقير
وبابك با جدك خير هاد / فجد بالعطف يا غوث الأسير
وقل حصل المراد ولا تدعني / رهين الضد بالخطب الخطير
بظلك لذت لوذة مستجير / لأنك أنت حصن المستجير
فساعدني بجبر الكسر عطفاً / بحرمة جدك القمر المنبر
أبا الفتيات يا غوث البرايا / ويا من سدت بالشأن الشهير
لرحب نداك قد الجأت ظهري / ومالي بين قومي من ظهير
وجئتك مخلصاً بسليم قلب / نحا لجنابك الرحب الكبير
وقبل في فم الإخلاص فكراً / ثرى الأعتاب بالوجل الوفير
فحاشا أن أرد بلا مرادي / على وجلي ومالي من نصير
بجدك حيدر الكرار مولى / رجال الآل والأسد الغيور
بأمك بضعة المختار ذات ال / وقار وشبلها الحسن الأمير
ومولانا الحسين أبي المعالي / وشمس صدور أبناء البشير
هذا كتاب منزل وزبور
هذا كتاب منزل وزبور / فيه طروس إشارةٍ وسطور
في آل عثمان الملوك بأنهم / خصوا بإرث الأرض وهو شهير
وهم العباد الصالحون كما أتى / في قول محي الدين وهو خبير
ورثوا الكتاب بقوة عملاً به / كل على نهج الصواب يسير
والدين والشرع المطهر عندهم / ما فيه صدع يبتغي وفطور
ولنصرة الإسلام شدوا أزرهم / فلهم على كل الملوك ظهور
ولزمرة العلماء في سلطانهم / شأن له التعظيم والتوقير
وتوارثوا هذا التوارث كابرا / عن كابر فحسامهم مشهور
من كل ذمر في العرمرم صائل / مثل العقاب جناحه منشور
يعتاد قنص الأسد في وثباته / درب بأحوال النزال خبير
حتى أتى ملك الملوك أمامنا / عبد الحميد الظافر المنصور
ورث الخلافة بانعقاد البيعة ال / غرا بها التهليل المنصور
وزهى به الكرسي وهو معظم / وبه تفاخر منبر وسرير
والملة السمحاء ملة أحمد ال / مختار بشر عمها وسرور
والكعبة الغرا وزمزم والصفا / والبيت حتى زائر ومزور
والجو والأقطار والاكتشاف وال / بر الفسيح وبحرها المسجور
بلسان حال للخليفة كلها / يدعو وكل حامد وشكور
كل غدا يسعى على مرضاته / سعى الخلوص وسعيه مشكور
ملك تطيلس بالعدالة والتقى / والحلم فهو موفق وصبور
قل للشقي الخارجي تعاندا / عن طاعة الخلفاء ليس يحور
أبدى العناد وقام بقصد حربه / ومع الفساد أتاه وهو جسور
يا غافلاً عن أصل حكمة شانه / ذا شبل آل بيتهم معمور
ومحقق أن الخلافة فيهم / حتى المعاد ويوم ينفخ صور
والسيد البستي صحح ذا وفى / ميزانه خبر أتى مشهور
في آل عثمان الأعاظم أنهم / أهل الحجى وعدوهم مكسور
ومن امتطى ظهر الخلاف لأمرهم / لازال وهو منكد مقهور
وعناية شملت لكل موحد / عطفاً وبأس في الأمور شهير
فتح به عم الأنام ونعمة / مذ جاء جاءت والسرور كبير
والنصر في كل الحروب يحفه / واللَه للعبد التقي نصير
مهلاً أمير المؤمنين فطب وكن / قرحاً فربك في الأمور قدير
خذ أنت بشرى عاجز مقصدوه / من مدحه وقصيده التبشير
فتح بإقليد العناية فاتح / باب المسرة والنصير ظهير
لا بد من فتح قريب عاج / يطوى به من ربنا التدبير
ويقوم كل المسلمين لربهم / بالشكر وهو الواهب المشكور
ويقول داعي الحال منهم جهرةً / قد لاح من بطن الأمور أمور
فالحمد للَه الذي قد أذهب ال / أحزان عنا أنه لغفور
بطرفة العين بارينا يغير ما
بطرفة العين بارينا يغير ما / بعبده من شديد الخطب والحرج
وقبل ردة طرف العين من كرم / يقلب الأمر من ضيق إلى فرج
أقول لقلبي حين ضاق مجاله
أقول لقلبي حين ضاق مجاله / تأن ولا تعجل فأنت صبور
ويخلق ما لا تعلمون وأنه / على كل شيءٍ ما يشاء قدير
قالوا صبرت وقد أوذيت قلت لهم
قالوا صبرت وقد أوذيت قلت لهم / صبرت والصبر للخيرات مفتاح
والأمر رديته للَه معتقداً / رد الأمور إلى الرحمن إصلاح
إني تبرأت من حولي ومن حيلي / تبرأ فيه للأحزان أفراح
وباتوكل أحمى من بني زمني / ففي التوكل إمداد وإنجاح
حب سلمان حين صح لأهل ال
حب سلمان حين صح لأهل ال / بيت ذي المنصب العزيز المثنى
فالنبي الكريم عظم هذا السح / ب قدراً وقال سلمان منا
قال الصدور من الرجا
قال الصدور من الرجا / ل إذا ولهت بنا تثبت
وافني بنفسك في عشي / رتنا إذا أملت تثبت
أوما علمت نبينا / يؤذيه أن داومت تبث
يا جاهلاً قدر أهل البيت والمدد
يا جاهلاً قدر أهل البيت والمدد / وذاهباً في الهوى الوهمي عن الرشد
شيخ العشيرة يحمي أهل عصبته / فكيف بالمصطفى علامة الأبد
ووعد ربك في تطهير عترته / بحكم الذكر لا يخفى على أحد
سلوك طريق الرجال الأدب
سلوك طريق الرجال الأدب / وخوض الطريقة خوض العطب
فمن نازع الشيخ في أهله / بذم وأمل منه الأرب
كصاعد سطح بلا سلم / وطالب علم بقطع الحطب
وثاقب سيناء في إبرة / لعمرك أن نراك إلا تعب
لأن يد القوم في أهلها / تسد على الغير باب الطلب
ضلوع الجهالة معوجة / تضيع الطريق على من ذهب
وسلك الطريق بلانية / عجب وجهل السلوك العجب
لابد للعارف من محنة
لابد للعارف من محنة / في الخلق أو في المال أو في البدن
تلك على المؤمن مقضية / أنبأنا عن ذاك جد الحسن
عارفنا جملة أيامه
عارفنا جملة أيامه / في خدمة الرحمن مصروفه
مجهولة عند أخ جاهل / لكر لدى العارف معروفه
العارف المحض لا يخلو بسيرته
العارف المحض لا يخلو بسيرته / وحاله طرفة من حكمة الأدب
فإن تفاخر كان الفخر عن أدب / وإن تذلل كان الذل عن سبب
من قال للشيخ لما
من قال للشيخ لما / دهاه في السير العمى
طريقهم هو العمى / بشأنهم عن كلما
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا / وحيا دياراً دون أنوارها الزهرا
ويا حبذا الأرجاء من حلب ويا / سقى اللَه ذياك الحمى النهلة الوفرا
ديار بها سكان قلبي ومهجتي / وأرجاء قومٍ ذكرهم في الجوى سرا
معاهد أحباب كرام وسادة / عظام وأعيان سما شأنهم قدرا
أفاضل قادات ثناهم وحالهم / إذا مر في حي روى أهله نشرا
بلاد حماها اللَه من عين حاسد / وأمطرها من غيم إحسانه برا
بلاد بها التقوى بها العلم والتقى / بها الفضل والإحسان والمشرب الأمرى
بلاد هي الدنيا ولا بدع إن تكن / وكم من لبيب حولها حول الفكرا
بلاد بها طيب المعاش لساكن / وطيب الهوى والماء والعيشة السرا
بلاد بها اللذاتفي الدين والرضى / بكل يسير والرضى يصحب الشكرا
بلاد بها الشرع المنير الذي هو الص / صراط لإنجاح المقاصد في الأخرى
بلاد بها أهل القناعة بالذي / أتى من جناب اللَه بالهمة البكرى
بنحن قسمنا أيدوا السرفا كتفوا / بكسرة خبز عن رشيد وعن كسرى
وقد أحرزوا صحرا المفازات وانزووا / فهم في لبان المدن كالقطن الصحرا
وطابوا بمولهم فغابوا عن السوى / كما أصلحوا في اللَه طول المدى المسرى
تعاموا عن الأكوان حتى كأنهم / سكارى وتلقى الناس من شأنهم سكرى
راوا أنه الفعال في كل كائن / فما طلبوا زيداً ولا قصدوا عمرا
وقد سلموا من دس خائنة الريا / فما عشقوا البيضا ولا حاولوا الصفرا
وفي الليلة الدهماء أنوار ذكرهم / تصير بالعرفان ليلتهم قمرا
وفي كل شيءٍ شاهدوا اللَه حاضراً / فما نظروا بدواً ولا شاهدوا حضرا
بهم تغفر الزلات والكرب ينجلي / وتستحصل الآمال والحاجة العسرى
تساوى لهم أمر الفخار وضده / فما كرهوا باباً ولا رغبوا صدرا
وقد عرفوا الدنيا خيالاً فأعرضوا / بهمتهم عنها لضرتها الأخرى
وقد بذلوا الدنيا لراج وطالب / فما أصلحوا بيتاً ولا شيدوا قصرا
يرومون إطعام الطعام ونهضة الظ / ظلام وإفشاء السلام كما يدرى
وقد قطعوا الأيام للَه بالصفا / فما استطولوا عاماً ولا استقصروا شهرا
وقاموا لمولاهم بنصرة دينه / فاورثهم من فضل سلطانه نصرا
وقد تركوا الآمال في لجة العمى / فما أملوا مالاً ولا رهبوا فقرا
تراهم إذا جالستهم كنز حكمةٍ / وفي بابهم من صدقهم تنفع لذكرى
فهذا تراه من القرى قام للقرى / وقد بذر الوجود في بابه بذرا
وهذا تراه في القبائل ثاوياً / بخيمة شعرٍ لم يحط بالسوى خبرا
وهذا تراه خاملاً في مدينةٍ / ذليلاً بها جهراً عزيزاً بها سرا
وهذا بعنوان الظهور مطيلس / فظاهره الأولى وباطنه الأخرى
وهذا بوسطى الحالتين مقنع / وقد جعل الأسباب في حالة سرا
وهذا بمن يهوى بحق مولع / فلم يستطع عن حبه في الهوى صبرا
كأن حشاء فوق جمر الغضا أنسلا / بفكرته ذهلى ومقلته عبرى
تخافى بأنواع الثياب فواحد / يظن به شراً وثانٍ يرى الخيرا
إذا رد طرفاً في المهمات ردها / بهمته العليا ومقلتها حسرى
وإن كسر القلب الشريف بمقصد / لذي أملٍ أو مطلبٍ يجبر الكسرا
يرى حاضراً في رحبه وهو غائب / بمحبوبه حتى به ضيع العمرا
فأيامه عين الليالي وليله / نهار ولم بدر الزمان متى مرا
وساعاته مصروفةٌ في حبيبه / له الوقت يحلو فيه أن لذ أوامرا
وقد جمع الأشتات في سلك حاله / فمقلته وسنا ومهجته حرا
فذاك النجا للصدر أو رفقائه / وهذا التجا محضاً لذي القبة الخضرا
وذا جاهه بالمال والأهل والحمى / وهذا بعليا خير من وطئ الغبرا
وذا أمل الحاجات من باب حاكم / وهذا أجاب الظن في صاحب الأسرا
فللَه در الشام حيث بأرضها / مدار رحى الأبدال والحضرة الكبرى
وأرض فلسطين إذا ما ذكرتها / ذكرت كراماً جودهم يغلب البحرا
أسود بميدان الوغى باع جدهم / طويل عنان يقطع البر والبحرا
سلالة كرار الرجال الذي دحا / بخيبر باب الحصن فارتج وافترا
وصى رسول اللَه حيدرة الذي / مناقيد في كل تكرمةٍ تقرا
فقوم لعمري طيب الكون حالهم / وقد ملأ والأرجاء من نشرهم عطرا
وقم بحب الآل سادوا فالحقوا / بهم وعلوا قدراً وقد رفعوا ذكرا
بالصدق والإخلاص ضاعت قلوبهم / وقد عظموا شأناً وقد شرحوا صدرا
أساتيذ هذا العصر سادات وقتنا / شموس الورى أهل التصاريف والأجرا
طويل مديحي حين أثنى عليهم / فصبر فلا أحتاج أن أبسط عذرا
ولا سيما بالشهم مولاي والدي / ملاذي ومن أعددته في الملا ذخرا
أبو الهمم المعروف عند أولي العلا / بفضل وجود هاشمي يغلب القطرا
سليل الفتى الصياد وارث أحمد الر / رفاعي عريض الجاه شيخ ربا بصرا
وملحوظ مولانا القريشي خالد / أمير بني مخزومٍ أو سعهم صدرا
أخو الحزم سيف اللَه سيف رسوله / مذيق العدا من حر حربته جمرا
فذا زبدة الأشياخ أهل الصفا ومن / كراماته واللَه لم تقبل النكرا
وماذاك إلا الشمس في عين حاذق / فلا غرو أن يكره ذو المقلد العورا
عنايته جلت وأحوال سره / شهيرة شأن لا تقوم بها حصرا
وللَه كم من مدلهم أحاطنا / فمزقه بالانكسار فما ضرا
وكم من عدوا جاس رحب ديارنا / بسوء فأولاه بهته قهرا
وفي عسكر الليل البهيم أباده / فجوعه جاهاً وأشبعه فقرا
وكم من ضعيفٍ لاذ صدقاً ببابنا / فأعقبه من بعد كسرته جبرا
وكم من مرادات علينا تعسرت / فأبدلها من سحب دمعته يسرا
وكم فل عزماً من رجال تجمعوا / علينا ببسط الكف فانقبضوا دهرا
وكم ذلة عمت بنا وبسره / أزيلت ولطفاً بدلت الرضى نصرا
وكم من عليل حين لاقاه عاجلاً / أتاه الشفا من فضل بارئنا جهرا
متى وجه القلب الرفاعي لحاجةٍ / قضاها له الرحمن من لطفه برا
لقد ترك الدنيا بميزان طبعها / وأهملها خلقاً وطلقها فكرا
ترى اليمن معقوداً ببطن يمينه / لمن جاءه يرجوه واليسر باليسرى
وإثاره لا ريب فيه وأنه / تبرأ من بخل فسبحان من برا
كليث الشرى في غابة الشان بارز / وفي خلوة العرفان منكسرا سرا
عظيم لدى أهل الدنا وبطبعه / ذليل بباب اللَه في الحال والمسرى
يجود بنفس لا لأرضاء نفسه / بحق لوجه اللَه لم يقصد الفخرا
ويكشف أسرار الضمائر من خفا / جليس ويبدي ما توهمه فكرا
ورؤياه مجلاه عمود الضحى كما / يارها دجى يأتي بهيئتها ظهرا
نعظمه حالاً وشخاً وإنه / عظيم لدى أهل الكمالات والمدرى
به في الحمى سدنا في رغم ضدنا / ودسنا العدى واللَه عوضنا خيرا
وكل يد بيضا لنا بالرضى انجلت / بسر دعاه قد منحنا بها جبرا
ولم نره يوماً أقام لشأنه / مقاماً ولا كنى بذاك ولا ورى
شفوق كثير العطف يبكي ترحما / لحال فقير شامه يشتكي أمرا
حزين لحزن المسلمين وضاحك / لأفراحهم ما ميز العبد والحرا
عروف بمقدار الكرام وغيرهم / ومن غيره في شأن تفريقهم أدرى
شهامته دلت على طيب أصله / شهامة مجد تكره العجب والكبرا
توله بالمختار قلباً ونيةً / فما احتاج من صدق النوله للذكرى
وأضحى لأعتاب النبي انتماؤه / وفي بابه المحمود قد ضرب الخدرا
وصار رفيع الجاه في ظل جاهه / ومن غيره في فيض إحسانه أحرى
وحاز مقاماً أحمد يا ظله / أقمنا بأمن اللَه لم تختش المكرا
وأيدنا المولى بتأييد حاله / فطبنا به اسماً وطبنا به ذكرا
أمولاي شيخ الوقت يا حسن الرضى / وأستاذ من في رحبهم دور والخمرا
ويا زاكي الأخلاق يا وافر الثنا / ويا عزتي الطبع يا من سما قدرا
ويا خالدي الشان يا شبل أحمد / أغثني وارد كنى وكن مسعفي دهرا
فإنك يا مولاي أنت وسيلتي / وباب رجائي حينما صحفي تقرا
وواسطتي العظمى على كل حالةٍ / لجدك هادينا وجدتك الزهرا
بسرك لاحظني ولا ننسني فما / سواك بهذا لوقت لي في الحمى ظهرا
وأزكى صلاة اللَه ما لاح كوكب / على ملجأ الأكوان وانتعمة الكبرى
محمد المحمود في كل حضرةٍ / وآل وأصحاب وتباعهم طرا
وأهل طريق اللَه ما قال منشد / رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
بتقوى اللَه شيد رحاب ذكر
بتقوى اللَه شيد رحاب ذكر / وتم بنفحة الهادي الرسول
وهمة خالد وابن الرفاعي / فصار مناخ أبناء البتول

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025