القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحُسَين بن مُطَيْر الأَسَدِي الكل
المجموع : 39
كَثُرَتْ لِكَثْرَةِ قَطْرهِ أطْبَاؤُهُ
كَثُرَتْ لِكَثْرَةِ قَطْرهِ أطْبَاؤُهُ / فإذا تَحَلَّبَ فَاضَتِ الأطْبَاءُ
وَضُروعَهُ عَدَدَ النُجومِ وَطَلُّهُ / أَخلافُهُ عَدَدَ النُجومِ رِواءُ
وَكَجَوْفِ َضَرَّتِهِ التي في جَوْفِهِ / جَوْفُ السَّماءِ سِبَحْلَةٌ جَوْفَاءُ
وَلَهُ رَبَابٌ هَيْدَبٌ لِرَفِيقِهِ / قَبْلَ التَّبَعُّقِ دِيمَةٌ وَطْفَاءُ
وكأنَّ بَارِقَهُ حَرِيقٌ يَلْتَقي / رِيحٌ عليه وعَرْفَجٌ وألاَءُ
وكأَنَّ رَيِّقَهُ ولمَّا يَحْتَفِلْ / دُونَ السَّماءِ عُجَاجَةٌ كَدْرَاءُ
مُسْتَضْحِكٌ بِلَوَامِعٍ مُسْتَعْبِرٌ / بِمَدامِعٍ لَمْ تَمْرِهَا الأَقْذَاءُ
فَلَهُ بِلاَ حُزْنٍ وَلاَ بِمَسَرَّةٍ / ضَحِكٌ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ وبُكَاءُ
حَيْرانُ متَّبِعٌ صَباهُ تَقُودُهُ / وَجَنُوبُه كِنْفٌ لَهُ وَوِعَاءُ
وَدَنَتْ لَهُ نَكْبَاؤُهُ حَتَّى إذَا / مِنْ طُولِ مَا لَعِبَتْ بِهِ النَّكْبَاءُ
ذَابَ السَّحَابُ فَهْوَ بَحْرٌ كُلُّهُ / وَعَلى البُحورِ مِنَ السَّحابِ سِجَاءُ
ثَقُلَتْ كُلاهُ فَأنْهِرَتْ أصْلابُهُ / وَتَبعَّجَتْ مِنْ مَائِهِ الأحْشَاءُ
غَدِقٌ يُنَتِّجُ بالأَبَاطِحِ فُرَّقاً / تَلِدُ السُّيُولَ وَما لَها أَسْلاءُ
غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ دَوَالِحُ ضًمِّنَتْ / حَمْلَ اللِّقَاحِ وكُلُّها عَذْراءُ
سُحْمٌ فَهُنَّ إذَا كَظَمْنَ فَوَاحِمٌ / سُودٌ وَهُنَّ إذا ضَحِكْنَ وِضَاءُ
لَوْ كَانَ مِنْ لُجَجِ السَّوَاحِلِ مَاؤُهُ / لَمْ يَبْقَ في لُجَجِ السَّوَاحِلِ مَاءُ
أَيْنَ أَهْلُ القِبَابِ بالدَّهْنَاءِ
أَيْنَ أَهْلُ القِبَابِ بالدَّهْنَاءِ / أَيْنَ جِيرَانُنَا عَلَى الأحْسَاءِ
فَارَقُونَا والأَرْضُ مُلبَسةٌ نَوْ / رَ الأَقَاحي تُجَادُ بالأنْوَاءِ
كل يوم بأقْحُوانٍ جديد / تضحك الأرضُ من بكاء السماءِ
وسطها جمةٌ من الشذر حُفّت / بثغورٍ من فضة بيضاء
طاب هذا الهواء وازداد حتى / ليس يزداد طيب هذا الهواء
ذَهَبٌ حَيْثُ مَا ذَهَبْنَا وَدُرٌّ / حَيْثُ دُرْنَا وَفِضَّةٌ في الفَضَاءِ
ذكرت شكاتُك لي وكاسي في يدي
ذكرت شكاتُك لي وكاسي في يدي / فمزجتها دمعاً مكان الماء
آتاك ربك صحة وسلامة / وفديت لي من سائر الأسواء
إليكَ أَمِيرَ المُؤْمِنينَ تَعسَّفَتْ
إليكَ أَمِيرَ المُؤْمِنينَ تَعسَّفَتْ / بِنَا البِيدُ هَوْجَاءُ النّجاءِ خَبُوبُ
وَلَوْ لَمْ يَكنْ قُدَّامَها ما تَقَاذفَتْ / جِبَالٌ بِهَا مُغْبَرَّةٌ وسُهُوبُ
فَتىً هُوَ مِنْ غَيْرِ التَّخَلُّقِ مَاجِدٌ / وَمِنْ غَيْرِ تَأدِيبِ الرِّجَالِ أَدِيبُ
عَلاَ خَلْقُه خَلْقَ الرِّجالِ وخُلْقُهُ / إذا ضَاقَ أخْلاَقُ الرِّجالِ رَحِيبُ
إذَا شَاهَدَ القوَّادَ سَارَ أَمَامَهُمْ / جَرِيءٌ عَلَى ما يَتَّقُونَ وَثُوبُ
وإنْ غَابَ عَنْهُمْ شَاهدَتْهُمْ مَهابَةٌ / بها يَقْهَرُ الأعْدَاءَ حِينَ يَغِيبُ
يَعِفُّ وَيسْتَحْيِي إذا كان خَالِياً / كما عَفَّ واسْتَحْيَا بِحَيْثُ رَقِيبُ
يا أيها القلب الحزين الكائبُ
يا أيها القلب الحزين الكائبُ /
بان الشباب والشباب ذاهبُ /
أَوْدَى فَلاَ يُثْنَى وَلاَ هُو آيبُ /
أَتَيْتُكَ إذْ لَمْ يَبْقَ غَيْرُكَ جَابِرٌ
أَتَيْتُكَ إذْ لَمْ يَبْقَ غَيْرُكَ جَابِرٌ / وَلاَ وَاهِبٌ يُعْطِي اللُّهَا والرَّغَائِبَا
أحب مكارم الأخلاق جهدي
أحب مكارم الأخلاق جهدي / وأكره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلماً / وشر الناس من يهوى السبابا
وأترك قائل العوراء عمداً / لأهلكه وما أعيى الجوابا
ومن هاب الرجال تهيبوه / ومن حقر الرجال فلن يهابا
عَرَفْتُ مَنَازِلاً بِشِعَابِ شَرْجٍ
عَرَفْتُ مَنَازِلاً بِشِعَابِ شَرْجٍ / فَحَيَّيْتُ المَنازِلَ والشِّعَابَا
مَنَازِل هَيّجَتْ لِلْقَلْبِ شَوقاً / ولِلْعَيْنَيْنِ دَمْعاً واكْتِئابَا
خَلِيليَّ هذي زَفْرَةُ اليَوْمِ قَدْ مَضَتْ
خَلِيليَّ هذي زَفْرَةُ اليَوْمِ قَدْ مَضَتْ / فَمَا بَعْدَ مَيٍّ زَفْرَةٌ قَدْ أُطِلَّتِ
وَمِنْ زَفَرَاتٍ لَوْ قَصَدْنَ قَتَلْنني / تَقُضُّ التي تَأتي التي قَدْ تَوَلَّتِ
يَا صَاحِ هَلْ أَنْتَ بالتَّعْرِيجِ تَنْفَعُنَا
يَا صَاحِ هَلْ أَنْتَ بالتَّعْرِيجِ تَنْفَعُنَا / عَلَى مَنَازِلَ بالبَرْقَاءِ مُنْعَرَجُ
عَلَى مَنازِلَ بالطَّاوُوسِ قَدْ دَرَسَتْ / تُسْدِي الجَنُوبُ عليها ثُمَّ تَتْتَسِجُ
كَأنَّنَا يَا سُلَيْمَى لَمْ نُلِمَّ بِكُمْ
كَأنَّنَا يَا سُلَيْمَى لَمْ نُلِمَّ بِكُمْ / وتَحْتَنَا عَلَسِيَّاتٌ مَلاجِيجُ
وَلَمْ نُكَلِّمْكِ والحُسَّادُ قَدْ حَضَرُوا / وفي الكَلامِ عَنِ الحَاجَاتِ تَخْلِيجُ
وَلَمْ نَقُلْ يَوْمَ سَارَتْ عِيْسُكُمْ عَنَقاً / والدَّوْسَرِيُّ بِجَذْبِ السَّاجِ مَجْرُوجُ
سَقَى سَقَى اللّهُ جِيراناً لَنا ظَعَنُوا / لَمَّا دَنَا مِنْ رِيَاضِ الْحَزْنِ تَهْيِيجُ
لَمْ أخْشَ بَيْنَهُمُ حَتَّى غَدَوْا حِزَقاً / واسْتَوْسَقَتْ بِهِمُ البُزْلُ العَنَاجِيجُ
فَاحْتَثَّ مِنْ خَلْفِهِمْ حَادِيهُم غَرِداً / وَخُدِّرَتْ دُونَ مَنْ تَهْوَى الهَوَادِيجُ
وَأَصْبَحتْ مِنْهُمُ ضَبَّاءُ خَالِيَةً / كما خَلَتْ مِنْهُمُ الزَّوْرَاءُ فالعُوجُ
تِلكُمْ دِيَارُكُمُ بالقَفِّ دَارِسَةٌ / يَسْتَنُّ فيها عَجَاجُ الصَّيْفِ والهُوجُ
قَفْراً خَلاءً مَا يَظَلُّ بِهَا / إلاّ الظِّبَاءُ وَغِرْبَانٌ مَشَاحِيجُ
فيها أَوَارٍ وآثارٌ بِعَرْضتِهَا / وَمَاثِلٌ نَاحِلٌ في الدَّارِ مَشْجُوجُ
دارٌ لِنَاعِمَةٍ بَيْضَاءَ حُلَّتُها / عَصْبٌ يَمَان وَبُرْدٌ فِيهِ تَدْبِيجُ
وَمَوْرِدٍ آجِنٍ سُدْمٍ مَنَاهِلُهُ / كأنَّ رِيقَ الدُّبَى فِيهِنَّ مَلْجُوجُ
زَارَتْكَ سَلُمَةُ والظَّلْمَاءُ دَاجِيَةٌ / والعَيْنُ هَاجِعَةٌ والرُّوحُ مَعْرُوجُ
فَمَرْحَباً بِكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ بِنَا / وَلَيْسَ يا سَلْمُ بي في السلم تحريج
هَلْ يُدْنِيَنَّكَ مِنْ سَلْمَى وَجِيرَتِها / قَلائِصٌ أَرْحَبيَّاتٌ حَرَاجِيجُ
هُدْلُ المَشَافِرِ أَيْدِيها مُوَثَّقَةٌ / زُجٌّ وأَرْجُلُهَا زُلٌّ هَزالِيجُ
لَمَّا لَقِحْنَ لِمَاءِ الفَحْلِ أعْجَلَهَا / وَقْت النِّكَاحِ فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْدِيجُ
تفري السباع سلىً عنه تماشقهُ / كأنه بردُ عصبٍ فيه تضريجُ
قَالَتْ تَغيَّرْتَ عَنْ وُدِّي فَقُلْتُ لَهَا / لا والذي بَيتُهُ يَا سَلمُ مَحْجُوجُ
ما أَنْسَ لاَ أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً سَلَفَتْ / في يَوْمِ عيدٍ وَيَوْمُ العِيدِ مَخْرُوجُ
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فَادَّلَجُوا
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فَادَّلَجُوا / بَانوا ولم يُنْظِرُوني أنَّهُمْ لَجِجُوا
نَزَلَ المَشِيبُ فَما يُرِيدُ بَرَاحَا
نَزَلَ المَشِيبُ فَما يُرِيدُ بَرَاحَا / وقَضَى لُبَانَتَهُ الشَّبَابُ فَراحَا
لا تَبعدَنْ مِنْ أَلْيَلٍ ذي لَذَّةٍ / وغَضَارَةٍ تَدَعُ المِراضَ صِحَاحَا
مَا كُنْتَ بَائِعَهُ بِشَيءٍ يُشْتَرَى / أَبداً وَلَوء أَنِّي أصَبْتُ رَبَاحَا
فَعَلى الشَّبابِ تَحِيَّةٌ مِنْ زَائِرٍ / يَغْدُو وَيَطْرُقُ لَيْلَةً وَصَبَاحَا
وَبِنَازِلٍ لَمَّا أَرَادَ إِقَامَةً / أَهْلاً أَرَادَ مُرُوءَةً وَصَلاحَا
فَدَعِ الشَّبَابَ فَقَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ / وانْظُرْ بِعَيْنَكَ بَارِقاً لَمَّاحَا
مَا زَالَ يَدْفَعُهُ الصَّبَا دَفْعَ الطَّلَى / مِنْ لَعْلَعٍ حَتَّى أَضاءَ وَلاَحَا
جَوْن الرَّبابِ عَصَى الرِّياحَ عَلَى الرُّبَا / مُتَبرِّكاً مِنْ فَوْقِها إلحاحَا
فَعَلاَ كُحَيْلَ بَني قَنانَ عَلَى الذُّرَا / حُوَّا ودُهْماً يَسْتَرِدْنَ بِطَاحَا
وكأَنَّ أَصْواتَ الحَجِيجِ عَشِيَّةً / يَبْغُونَ بالصّوْتِ الرَّفِيعِ فَلاَحَا
فِيهِ وأَصْوَاتَ الرَّوَائِمِ فَارَقَتْ / أَوْلاَدَها فَلَججنَ بَعٍدُ رَوَاحَا
يَغْشَى الوُحوشَ بِمُرْسَلٍ مِنْ مَائِهِ / مِثْلِ الزِّقَّاقِ مَلأْتَهُنَّ رِياحَا
وَتَرى صُفُوفَ الوَحْشِ في حَافَاتِهَا / كَشَمودَ يَوْمَ رَغَا الفَضِيلُ فَصَاحَا
وكأنَّ يَثْرِبَ إِذْ عَلاها وَبْلُهُ / بَلَدٌ تَغَوَّثَ أَهْلُها لِبَياحَا
سَلامٌ عَلَى البَيْتِ الذي لاَ نَزُورُه
سَلامٌ عَلَى البَيْتِ الذي لاَ نَزُورُه / مِنَ الخَوْفِ إِلاَّ بالعُيونِ اللَّوَامِحِ
وَلَوْلاَ حِذَارُ الكَاشِحينَ لَقَادَنِي / إليْهِ الهَوَى قَوْدَ الجَنِيبِ المُسامِحِ
وَلِي كبدٌ مَقْرُوحَةٌ مَنْ يَبيعُني
وَلِي كبدٌ مَقْرُوحَةٌ مَنْ يَبيعُني / بِهَا كَبِداً لَيْسَتْ بِذاتِ قُروحِ
أَبَى النَّاسُ وَيْبَ النَّاسِ أَنْ يشْتَرُونَها / وَمَنْ يشْتَرِي ذا عِلَّة بِصَحيحِ
أئنُّ من الشوق الذي في جوانحي / أنينَ غصيصٍ بالشراب قريحِ
لقد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى
لقد كنتُ جَلْداً قبْلَ أَنْ تُوقِدَ النَّوَى / على كبدي ناراً بطيئاً خُمودُها
ولو تُرِكَتْ نارُ الهَوى لَتَضرَّمَتْ / ولكنَّ شَوْقاً كلَّ يومٍ يَزِيدُها
فقدْ جَعَلتْ في حَبَّةِ القَلْبِ والحَشا / عِهادُ الهَوى تُولَى بِشَوْقٍ يُعِيدُها
وقد كنتُ أَرْجُو أنْ تموتَ صَبابَتي / إذا قَدُمَتْ أيَّامُها وعُهودُها
بِمُرْتَجةِ الأرْدافِ هِيفٌ خُصورُها / عِذابٌ ثَناياها لِطافٌ قُيودُها
وَصُفْرٌ تَراقِيها وحُمْرٌ أكُفُّها / وسُودٌ نَواصِيها وبِيضٌ خُدودُها
يُمَنِّينَنَا حَتَّى تَرِفَّ قُلُوبُنَا / رَفِيفَ الخُرَامَى بَاتَ طَلٌّ يَجُودُها
وَفِيهِنَّ مِقْلاقُ الوِشَاحِ كَأنَّها / مَهاة بتُرْبَانٍ طَويلٌ عَمُودُها
مُخَصَّرةُ الأوْسَاطِ زَانتْ عُقُودَها / بِأحْسَنَ مِمَّا زَيَّنَتْهَا عُقُودُها
مِنَ البِيضِ لا تَخْزَى إذا الرِّيحُ أَلْصَقَتْ / بِها مِرْطَها أَوْ زَايلَ الحَلْيَ جِيدُها
ألاَ لَيْتَ شِعري هَلْ تَغيَّرَ بَعْدَنا / مَلاَحَةُ عَيْنيْ أُمِّ عَمْرو وجِيدُها
وهل بَلِيَتْ أثْوَابُها بعدَ جِدَّةٍ / ألا حَبَّذا أخْلاَقُها وجَدِيدُها
وكنتُ أذُودُ العَيْنَ أَنْ تَرِدَ البُكا / فقد وَرَدَتْ ما كنتُ عَنْهُ أذُودُها
خَلِيليَّ ما في العيش عَيْبٌ لو انَّنا / وجدنا لأيامِ الصِّبا من يُعِيدُها
إذَا جِئْتُها بَيْنَ النِّساءِ مَنَحْتُها / صُدُوداً كأنَّ النَفْسَ لَيْسَ تُرِيدُها
ولِي نَظْرَةٌ بعد الصُّدودِ منَ الجَوى / كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيبَ وَلِيدُها
هَل اللّهُ عافٍ عَنْ ذُنوبٍ تَسَلَّفَتْ / أمِ اللّهُ إن لم يَعْفُ عنها مُعِيدُها
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ / مَا كانَ فِي النَّاسِ إِلاَّ أَنْتَ مَعْبُودُ
أضْحَتْ يَمِينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً / لاَ بَلْ يَمِينُكَ مِنْها صُوِّرَ الجُودُ
مِنْ حُسْنِ وَجْهِكَ تُضْحى الأرضُ مُشْرِقَةً / وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْري المَاءُ في العُودِ
لَوْ أَنَّ مِنْ نُورِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ / فِي السُّودِ طُرّاً إذاً لاَبْيَضَّتِ السُّودُ
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا
بَكَرَتْ عَلَيْكَ فَهَيَّجَتْ وَجْدَا / هُوجُ الرِّياحِ وأذْكَرَتْ نَجْدَا
أَتَحِنُّ مِنْ شَوْقٍ إذا ذُكِرَتْ / نَجْدٌ وأَنْتَ تَرَكْتَها عَمْدَا
قَضَى اللّهُ يَا سَمْراءُ مِنِّي لَكِ الهَوَى
قَضَى اللّهُ يَا سَمْراءُ مِنِّي لَكِ الهَوَى / بِعَزْمٍ فَلَمْ أَمْنَعْ وَلَمْ أُعْطِهِ عَمْدَا
وَكُلُّ أًَسِيرٍ غَيْرَ مَنْ قَدْ مَلَكْتِهِ / مُرجَّى لِقَتْلٍ أَوْ لِنَعْماءَ أَوْ مُفْدَى
لَعَمْرُكَ لَلْبَيْتُ الذي لا نَطُورُهُ
لَعَمْرُكَ لَلْبَيْتُ الذي لا نَطُورُهُ / أَحَبُّ إلينا مِنْ بِلادٍ نَطُورُها
أَقُولُ لِصَحْبي يَوْمَ أَشْرَفْتُ وَاجِفاً / ونفْسِيَ قَدْ كَادَ الهَوَى يَسْتَطيرُهَا
أَلاَ حَبَّذَا دَارُ السَّلامِ وَحبَّذَا / أَجَارِعُ وَعْسَاءِ التُّقَيِّ فَدُورُها
وَمِنْ مَرْقَبِ الزّوْرَاءِ دَارٌ حَبيبَةٌ / إلينا مَحاني مَتْنِها وظُهُورُها
وَسَقْياً لأعْلَى الوادِيَيْن وللرَّجَا / إذا ما بَدَتْ يَوْماً لِعَيْنَيْكَ نُورُها
وبالبرقِ أَطْلاَلٌ كأنَّ رُسُومَها / قَراطِيسُ رُهْبَانٍ تَلُوحُ سُطُورُها
تَحَمَّلَ منها الحَيُّ لمَّا تَلَهَّبَتْ / لهم وَغْرَةُ الشِّعْرَى وَهَبَّ حَرُورُها
وَفي الحَيِّ غَرَّاءُ الجَبينِ كأنَّها / غَمَامَةُ صَيْفٍ مُسْتَهلٌّ صَبِيرُها
وَلَمَّا رَأَيْنَا نِعْمَةَ اللَّهْوِ قَدْ مَضَتْ / بِطِيَّتِها أيَّامُها وشهُورُها
عَزَفْنا وَمَا كانَتْ بِأَوَّلِ نِعْمةٍ / مَحَتْهَا اللَّيالي كَرُّها ومُرُورُها
فكم قد رأينا من تكدر عيشة / وأخرى صغا بعد اكدرار غديرُها
وَقَدْ تَغْدِرُ الدُّنْيا فيُضْحى غَنِيُّها / فَقيراً وَيَغْنَى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقيرُها
إذَا يَسَّرَ اللّهُ الأمُورَ تَيَسَّرَتْ / وَلانتْ قُواهَا واستَقَادَ عَسِيرُها
وَمَا الجُودُ مِنْ فَقْرِ الرِّجالِ وَلاَ الغِنَى / وَلكِنَّهُ خِيمُ الرِّجَالِ وَخِيرُها
فَكَمْ طَامِعٍ فِي حَاجَةٍ لا يَنالُها / وَكَمْ بَائِسٍ مِنْهَا أَتَاهُ بَشِيرُها
وَكَمْ خَائِفٍ صَارَ المَخُوفَ وَمُقْتِرٍ / تَمَوَّلَ والأحْدَاثُ يَحلُو مَرِيرُها
تَقَلَّبْتُ في الإخوانِ حَتَّى عَرَفْتُهُمْ / ولا يَعْرِفُ الإخوانَ إلاَّ خَبِيرُها
فَلاَ أَصْرِمُ الخِلاَّنَ حَتَّى يُصَارِمُوا / وحَتَّى يَسِيرُوا سِيرَةً لا أسِيرُها
فَإِنَّكَ بَعْدَ الشَّرِّ ما أَنْتَ وَاجِدٌ / خَلِيلاً مُدِيماً شِيمَةً لا يُديرُها
وإِنَّكَ في غَيْرِ الأخِلاَّءِ عَالِمٌ / بأَنَّ الذي يخْفَى عَلَيْكَ ضَمِيرُها
فَلا تَكُ مغْرُوراً بمَسْحةِ صَاحِبٍ / مِنَ الوُدِّ لاَ تَدْرِي عَلاَمَ مَصِيرُها
وَنَفْسَكَ أكْرِمْ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرةٍ / فَما لَكَ نَفْسٌ بَعْدَها تَسْتَعِيرُها
وَكَمْ قَدْ رَأَيْنا مِنْ تَكدُّرِ عِيشَةٍ / وَحالٍ صَفَا بَعْدَ اكْدِرَارٍ غَدِيرُها
وَنَفْسَكَ فاحْفَظْهَا وَلاَ تُفْشِ للوَرَى / مِنَ السِّرِّ مَا يُطْوَى عَلَيْهِ ضَمِيرُها
فَمَنْ يَتَّبِعْ مَا يُعْجِبِ النَّفْسَ لاَ يَزَلْ / مُطِيعاً لها في فِعْلِ شَيْءٍ يضيرُها
وَلاَ تَقْرَبِ الأَمْرَ الحَرامَ فإنَّهُ / حَلاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيرُها
ولا تُلْهِكَ الدنيا عن الحق واعْتَمِلْ / لآخِرةٍ لابُدَّ أَنْ سَتَصِيرُها
فَمَا يَحْفَظُ المكْتُومَ مِنَ سِرّ أَهْلِهِ / إذا عُقَدُ الأسْرَارِ ضَاعَ كَثِيرُها
مِنَ القَوْمِ إلاَّ ذُو عَفافٍ يُعِينُهُ / عَلَى ذَاكَ مِنْهُ صِدْقُ نَفْسٍ وخِيرُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025