المجموع : 21
جادَ بِالْقُرْصِ وَالطَوَى مِلْءُ جَنْبَيْهِ
جادَ بِالْقُرْصِ وَالطَوَى مِلْءُ جَنْبَيْهِ / وَعافَ الطَّعامَ وَهوَ سغوبُ
فأعادَ الْقُرْصَ الْمُنِيرَ عَلَيْهِ الـ / ـقُرْصُ وَالْمُقْرِضُ الْكِرامَ كَسُوبُ
يا أُمّةً نَقَضَتْ عُهُودَ نَبِيِّها
يا أُمّةً نَقَضَتْ عُهُودَ نَبِيِّها / وَغَدَتْ مُقَهْقَرَةً عَلى الاَعْقابِ
كُنْتُمْ صِحاباً لِلرَّسُولِ وَإنّما / بِفِعالِكُمْ بِنْتُمْ عَنِ الاَصْحابِ
وَنَبَذْتُمْ حُكْمَ الْكِتابِ عَلى جَهالَةً / وَدَخَلْتُمْ فِي جُمْلَةِ الاَحْزابِ
بُؤْتُمْ بِقَتْلِ السِّبْطِ وَاسْتَحْلَلْتُم / دَمَهُ بِكُلِّ مُنافِقٍ كَذّابِ
فَكَما تُدِيْنُوا قَدْ تُدانُوا مِثْلَهُ / فِي يَوْمِ مَجْمَعِ مَحْشَرٍ وَحِسابِ
يَسْتَبْشِرُونَ بِقَتْلِهِ وَبِسَبِّه
يَسْتَبْشِرُونَ بِقَتْلِهِ وَبِسَبِّه / وَهُمْ عَلى دِينِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَاللهُ ما هُمْ مُسْلِمُونَ وَإنّما / قَالُوا بأقْوالِ الْكَفُورِ الْمُلْحِدِ
قَدْ أسْلَمُوا خَوْفَ الرَّدى وَقُلُوبُهُم / طُوِيَتْ عَلى غِلٍّ وَحِقْدٍ مُكْمَدِ
وَلَمّا دَعا الْمُخْتَارُ لِلثَّأْرِ أقْبَلَت
وَلَمّا دَعا الْمُخْتَارُ لِلثَّأْرِ أقْبَلَت / كَتائِبٌ مِنْ أشْياعِ آلِ مُحَمَّدِ
وَقَدْ لَبسُوا فَوْقَ الدُّرُوعِ قُلُوبَهُم / وَخاضُوا بِحارَ الْمَوْتِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
هُمْ نَصَرُوا سِبْطَ النَّبِيِّ وَرَهْطَهُ / وَدانُوا بِأَخْذِ الثَّأْرِ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
فَفازُوا بِجَنّاتِ النَّعِيمِ وَطِيْبِها / وَذلِكَ خَيْرٌ مِنْ لُجَيْنٍ وَعَسْجَدِ
وَلَوْ أنّنِي يَوْمَ الْهِياجِ لَدى الْوَغى / لاَعْمَلْتُ حَدَّ الْمَشْرِفِيّ الْمُهَنَّدِ
فَوا أَسَفاً إذْ لَمْ أكُنْ مِنْ حماته / فَأَقْتُلُ مِنْهُمْ كُلَّ باغٍ وَمُعْتَدِ
وَأنْقِعُ غِلِّي مِنْ دِماءِ نُحُورِهِمْ / وَأَتْرُكُهُمْ مُلْقَوْنَ فِي كُلِّ فَدْفَدِ
يا أَيُّها الْمُتَشَفِّي فِي أَئِمَّتِهِ
يا أَيُّها الْمُتَشَفِّي فِي أَئِمَّتِهِ / قَلْبِي مِنَ الْوَجْدِ عَلى مِثْلِ الْجَمْر
لا بَلَّغَتْكَ اللَيالِي ما تُؤَمِّلَه / ُمِنْها وَبَلَّ صَداكَ الْمالِح الْمَقِرُ
قَوْمٌ هُمُ الدِينُ وَالدُنْيا بِهِمْ حَلِيَت / ْ فَمَنْ قلاهُمْ فَمَأْواهُمْ إذَنْ سَقَرُ
لَهُمْ نَبِيُّ الْهُدى جَدٌّ وَأُمُّهُمُ / يَوْمَ الْمَعادِ بِنَصْرِ اللهِ تَنْتَصِرُ
وَلَمّا رَأيْنا عِثْيَرَ النَّقْعِ ثائِرا
وَلَمّا رَأيْنا عِثْيَرَ النَّقْعِ ثائِرا / وَقَدْ مَدَّ فَوْقَ الأَرْضِ أرْدِيَةً حَمْرا
وَسالَتْ عَنِ الخرصانِ أنْفُسُ فِتْيَةٍ / عَنِ الْعُنْصُرِ الزّاكِي وَأعْلى الْوَرى قَدْرا
وَشَدُّوا لِقَتْلِ السِّبْطِ عَمْداً وَأَشْرَعُوا / مَعَ الْمُرْهَفاتِ الْبِيضِ خَطِّيَّةً سُمْرا
تَيَقَّنَ حِزْبُ اللهِ أنْ لَيْسَ ناجِياً / مِنَ النّارِ إلاّ مَنْ رَأى الآيَةَ الْكُبْرى
وَمَنْ رَفَضَ الدُّنْيا وَباعَ حَياتَهُ / مِنَ اللهِ نِعْمَ الْبَيْعُ وَالْفَوْزُ وَالْبُشْرى
إذا اعْتَقَلوا سُمْرَ الرِّماحِ وَيَمَّمُوا
إذا اعْتَقَلوا سُمْرَ الرِّماحِ وَيَمَّمُوا / أُسُودُ الشَّرى فَرَّتْ مِنَ الْخَوْفِ وَالذُّعْرِ
كُماةُ رَحى الْحَرْبِ الْعَوانِ وَإنْ سَطَوْا / فَأَقْرانُهُمْ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ فِي خُسْرِ
إذا أثْبَتُوا فِي مَأْزِقِ الْحَربِ أرْجُلاً / فَمَوْعِدُهُمْ مِنْهُ إلى مُلْتَقى الْحَشْرِ
قُلُوبُهُمُ فَوْقَ الدُرُوعِ وَهَمُّهُمْ / ذَهابُ النُّفُوسِ السائِلاتِ عَلى الْبَتْرِ
قَضى سُلَيْمانُ نَحْبَهُ فَغَدا
قَضى سُلَيْمانُ نَحْبَهُ فَغَدا / إلى جِنانٍ وَرَحْمَةِ الْبارِي
مَضى حَمِيداً في بَذْلِ مُهْجَتِه / وَأَخْذُهُ لِلْحُسَيْنِ بِالثّارِ
وَلَمّا وَرَدْنا ماءَ يَثْرِبَ بَعْدَما
وَلَمّا وَرَدْنا ماءَ يَثْرِبَ بَعْدَما / أَسَلْنا عَلى السِّبْطِ الشَّهِيدِ الْمَدامِعا
وَمُدَّتْ لِما نَلْقاهُ مِنْ أَلَمِ الجَوى / رِقابُ الْمَطايا وَاسْتَكانَتْ خَواضِعا
وَجَرَّعَ كَأْسُ الْمَوْتِ بِالطَّفِّ أنْفُساً / كراماً وَكانَتْ لِلرَّسُولِ وَدائِعا
وَبُدّلَ سَعْدُ التَّمِّ مِنْ آلِ هاشِم / بِنَحْسٍ فَكانُوا كالْبُدُورِ طَوالِعا
وَقَفْنا عَلى الاَطْلالِ نَنْدُبُ أهْلَها / أَسًى وَنُبَكِّي الخالِياتِ الْبَلاقِعا
لَقَدْ فَتَكَتْ فِيهِمْ سِهامُ أُمَيّة
لَقَدْ فَتَكَتْ فِيهِمْ سِهامُ أُمَيّة / وَأصْرَعَهُمْ مِنْها سُيُوفٌ سَوافِكُ
وَضاقَتْ بِهِمْ رَحْبُ الْفَضاءِ فَأصْبَحُوا / بدَوِّيّةٍ بَهْماءَ فِيها مَهالِكُ
وَأمْسَوْا بِأرْضِ الطَّفِّ قَتْلى جَواثِمًا / كَأَنّهُمُ صَرْعى قِلاصٌ بَوارِكُ
فَإنّ عُيُونَ الْباكِياتِ سَواكِبٌ / وَإنَّ ثُغُورَ الشامِتاتِ ضَواحِكُ
وَلَمّا ظَعنْتُمْ نازِحِينَ وَضَمّكُمْ
وَلَمّا ظَعنْتُمْ نازِحِينَ وَضَمّكُمْ / مُقامٌ بهِ الجَلْدُ الْعَزِيزُ ذَلِيلُ
وَصِرْتُمْ طَعاماً لِلسُّيُوفِ وَلَمْ يَكُن / لِما رُمْتُمُوهُ مَنْهَجٌ وَوُصُولُ
وَأمْوالُكُمْ فَيْءٌ لِآلِ أُمَيّةٍ / وَبَدْرُكُمْ قَدْ حانَ مِنْهُ أُفُولُ
تَيَقَّنْتُ أنّ الدينَ قَدْ هانَ خَطْبُهُ / وَأَنَّ المُراعِي لِلنَّبِيِّ قَلِيلُ
يُصَلِّي الإِلهُ عَلى الْمُرْسَلِ
يُصَلِّي الإِلهُ عَلى الْمُرْسَلِ / ِوَيُنْعَتُ فِي الْمُحْكَمِ الْمُنْزَلِ
وَيُغْزى الْحُسَيْنُ وأبْناؤُه / وَهُمْ مِنْهُ بِالْمَنْزِلِ الأَفْضَلِ
ألَمْ يَكُ هَذا إذا ما نَظَرْتَ / إلَيْهِ مِنَ الْمُعْجِبِ المُعْضِلِ
ذَرِيْنِي أَدِرْ وَجْهاً وقاحاً إلى الْعَدْل
ذَرِيْنِي أَدِرْ وَجْهاً وقاحاً إلى الْعَدْل / فَما لأَخي الأَحْقادِ أَنْ يَتَجَمَّلا
مَتى قرَّ فِي غِمْدٍ حُسامٌ وَبانَ عَنْ / حِصانٌ لِجامٌ وَالْفَتى غَرَضُ الْبَلا
سُرَّ النَّبِيَّ بِأَخْذِ الثّارِ مِنْ عُصَبٍ
سُرَّ النَّبِيَّ بِأَخْذِ الثّارِ مِنْ عُصَبٍ / باءُوا بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَمِ
قَوْمٌ غُذوا بِلِبانِ الْبُغْضِ وَيْحَهُمُ / لِلْمُرْتَضى وَبَنِيهِ سادَةِ الأُمَمِ
حازَ الْفَخارَ الفَتى الْمُخْتَارُ إذْ قَعَدَت / عَنْ نَصْرِهِ سائِرُ الأَعْرابِ وَالْعَجَمِ
جاءَتْهُ مِنْ رَحْمَةِ الْجَبّارِ سارِيَةٌ / تَهْمِي عَلى قَبْرِهِ مُنْهَلَّةُ الدِّيَمِ
بَنُو أُمَيّةَ ماتَ الدِّينُ عِنْدَهُم
بَنُو أُمَيّةَ ماتَ الدِّينُ عِنْدَهُم / وَأَصْبَحَ الْحَقُّ قَدْ وارَتْهُ أكْفانُ
أضْحَتْ مَنازِلُ آلِ السِّبْطِ مُقْوِيّةً / مِنَ الأنِيسِ فَما فِيهِنَّ سُكّانُ
باءُوا بِمَقْتَلِهِ ظُلْماً فَقَدْ هُدِمَت / لِفَقْدِهِ مِنْ ذُرى الإسْلامِ أرْكانُ
رَزِيَّةٌ عَمَّتِ الدُّنْيا وَساكِنَها / فَالدَّمْعُ مِنْ أعْيُنِ الْباكِينَ هَتّانُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ مُرْسَلٍ يَوْماً وَلا مَلَكٍ / إلاّ عَرَتْهُ صَباباتٌ وَأحْزانُ
وَأسْخَطُوا الْمُصْطَفى الْهادِي بِمَقْتَلِهِ / فَقَلْبُهُ مِن رَسِيسِ الْوَجْدِ مَلآنُ
إنْ كُنْتَ فِي آلِ الرَّسُولِ مُشَكِّكا
إنْ كُنْتَ فِي آلِ الرَّسُولِ مُشَكِّكا / فَاقْرَأْ هُدِيتَ النَّصَّ فِي الْقُرْآنِ
فَهُوَ الدَّلِيلُ عَلى عُلُوِّ مَحِلِّهِم / وَعَظِيمِ عِلْمِهِمْ وَعِظْمِ الشّانِ
وَهُمُ الْوَدائِعُ لِلرَّسُولِ مُحَمَّد / بَوَصِيّةٍ نَزَلَتْ مِنَ الرَّحْمنِ
حَقِيقاً بِالبُكاءِ عَلَيْهِ حُزْنا
حَقِيقاً بِالبُكاءِ عَلَيْهِ حُزْنا / أبُو الْفَضْلِ الَّذِي وَاسى أخاهُ
وَجاهَدَ كُلَّ كَفّارٍ ظَلُوم / وَقابَلَ مِنْ ضَلالِهُمُ هُداهُ
فَداهُ بِنَفْسِهِ للهِ حَتّى / تَفَرَّقَ مِنْ شَجاعَتِهِ عِداهُ
وَجادَ لَهُ عَلى ظَمَأٍ بِماءٍ / وَكانَ رِضا أَخِيهِ مُبْتَغاهُ
لَقَدْ فُجِعَ الدِّينُ الْحَنِيفُ بِما جَرى
لَقَدْ فُجِعَ الدِّينُ الْحَنِيفُ بِما جَرى / عَلى السِّبْطِ وَالْهادِي النَّبِيِّ سَفِيرُهُ
وَأَيُّ امْرِئٍ يَلْقاهُ فِي عُظْمِ رُزْئِه / غَداةَ غَدَتْ كَفّا سِنانٍ تُبِيرُهُ
فَوا أسَفاً يُغْزى الْحُسَيْنُ وَرهْطُه
فَوا أسَفاً يُغْزى الْحُسَيْنُ وَرهْطُه / وُيُسْبى بِتِطْوافِ الْبِلادِ حَرِيمُهُ
أَلَمْ يَعْلَمُوا أنّ النَّبِيَّ لِفَقْدِه / لَهُ غَرْب جَفنٍ ما يخف سُجُومُهُ
وَفي قَلْبِهِ نَارٌ يُشَبُّ ضِرَامُها / وَآثارُ وَجْدٍ لَيْسَ ترسى كُلُومُهُ
لَهُمْ جُسُومٌ بِحَرِّ الشَّمْسِ ذائِبَةٌ
لَهُمْ جُسُومٌ بِحَرِّ الشَّمْسِ ذائِبَةٌ / وَأَنْفُسٌ جاوَرَتْ جَنّاتِ بارِيها
كَأنّ مُفْسِدَها بِالْقَتْلِ مُصْلِحُها / أَوْ أَنّ هادِمَها بِالسَّيْفِ بانِيها