القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو بكر الصولي الكل
المجموع : 24
أَثْبَتُ الرَّحْمنُ بالسَّعْدِ المْضُي
أَثْبَتُ الرَّحْمنُ بالسَّعْدِ المْضُي / دَوْلَةً قَائِمَةً لاَ تَنْقْضِي
لأَبِي الْعَبَّاسِ عَفْواً سَاقَهَا / قَدَرُ اللهِ الإِمَامِ الْمُرْتَضِي
دَوْلَةٌ يَأْملُهَا كُلُّ الْوَرَى / مَالَهَا إِنْ ذُكِرَتْ مِنْ مُبْغِضِ
كَاَنَ وَجْهُ المُلْكِ مُسْوَدّاً فَقَدْ / قَابَلَ اللَّحْظَ بِوَجْهٍ أَبْيَضِ
يَا أَمِينَ اللهِ يَا مَنْ جُودُهُ / إِنْ كَبَا دَهْرِي بِحَظِّي مُنْهِضِي
غَلَبُ الْوَجْدِ وفِقْدَانُ الرِّضَي / وكَلاَّ جِسْمِي بِهَمٍّ مُمْرِضِ
كانَ حَظِّي بِكَ نَحْوِي مُقْبِلاً / فَانْثَنَى عَنْهُ بِوَجْهٍ مُعْرِضِ
أَقْرَضَ الدَّهْرُ شَبَابِي شَيْبَةً / لَمْ أَكُنْ أَطْلُبُهَا مِنْ مُقْرِضِ
لَيْسَ لِلشُّهْبِ إِذَا مَا جَارَتِ ال / دُّهْمَ في سَبْقِ الْهَوَى مِنْ رائِضِ
أسفَتْ نَفْسِي عَلَى قُرْبِي الَّذي / كَانَ مِنْ يَومِ احْتِفَالِي مُغْرِضِي
لَكَ عَبْدٌ مَسَّهُ بَعْدَكُ مَا / وَكَّلَ الْجِسْمَ بِدَاءٍ مُحْرِضِ
قُضيَ الْبُعْدُ عَلَيْهِ كَارِهاً / لاَ يَرُدُّ النَّاسُ أَمْراً قَدْ قُضِي
كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَضِي سَيْفَ أَذًى / بِالتَّكَاذِيبِ عَلَيْكُمْ مُنْتَضِي
مَا يُبَالِي إِذْ رَأَى فِيكَ ألْمَي / غَضِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِ أَمْ رَضِي
أَصْبَحَ الْمُلْكُ عالياً بأَبي الْعَ
أَصْبَحَ الْمُلْكُ عالياً بأَبي الْعَ / بَّاسِ أَعْلَى الْمُلُوك بَعْدَ انْخِفَاضِ
واسْتَفَاضَ السُّرُورُ في سَائِرِ ال / نَّاسِ بِمُلْكِ الْمُهَذَّبِ الْفَيَّاضِ
رَضِيَ اللهُ هَدْيَهُ فَاصْطَفَاهُ / فَهُوَ بِاللهِ وَالْمَقَادِيرِ رَاضِي
مَنْ غَذَتْهُ الْعُلُومُ يَرْفَعُ مِنْهَا / فِي جِنَانِ أَنِيقَةٍ ورِيَاضِ
كَمُلُ الْفَضْلُ والْفَضَائِلُ فِيهِ / قَبْلَ عِشْرِينَ مِنْ سِنِيهِ مَوَاضِي
فَهُوَ بِالْعِلْمِ والتَّفَرُّغِ فِيهِ / خَيْرُ آتٍ مِنَ الْمُلُوكِ وَمَاضِي
خَطَرَتْ نَحْوَهُ الْخِلافَةُ طَوْعاً / بِاتِّفاقٍ مِنَ الْوَرَى وَتَرَاضِ
واصْطِفاقٍ مِنَ الأَكُفِّ دِرَاكاً / واجْتِمَاعٍ مَوفٍ وَعَزْمٍ مُفَاضِ
مَرِضَ الدِّينُ قَبْلَهُ وَأَتَاهُ / بَارِئاً عِنْدَهُ مِنَ الأَمْرَاضِ
واسْتَلَذَّ الزَّمَانُ إِذْ أَسْفَرَ الْمُلْ / كُ وَجَلَّى سَوَادَهُ بِبَيَاضِ
وَاجِدٌ بِالْعُلُومِ وجْدَ مُحِبٍّ / رَاعَهُ مَنْ يُحِبُّ بِالإِعْرَاضِ
يَرِدُ النَّاسُ مِنْهُ أَغْدَارَ جُودٍ / طَيِّبُ الْوِرْدِ مُتْرَعُ الأَحْوَاضِ
حَمُدوا مِنْ مُحَمَّدٍ حُسْنَ مُلْكٍ / بِتَقَضِّي حَقِّ الْوَرى وَتَقَاضِي
نِعَمٌ لِلْوَلِّي مِنْهُ حَبَاهُ / وَمَنَايَا عَلَى الْعَدُوِّ مَوَاضِي
تَمْلِكُ الْخَطْبَ مِنْهُ عَزْمَةُ رَأْيٍ / يُذْعِنُ الصَّعْبُ عِنْدَهَا لاِرْتِيَاضِ
يَا إمَاماً إِلَيْه حُلَّتْ عُرَى الْفَخْ / رِ وَفُلَّتْ مَعَاقِدُ الأَغْرَاضِ
حَازَ بِالمَكْرُمَاتِ كَامِلَ مَجْدٍ / عَلِقَ النَّاسُ فِيهِ بِالأَبْعَاضِ
وَتَعَالَى عَلَى النُّجُومِ بِبَيْتٍ / سَامِقِ الْعِزِّ ظَاهِرِ الأَغْرَاضِ
حُجَّةُ اللهِ أَتَتْ يَا قْبَلَةَ ال / دِّينِ فَلَيْسَتْ تُرَدُّ بالإِدْحَاضِ
آذَنَ السِّيْفُ مَنْ عَصَاكَ مَن ال / نَّاسِ بِهُلْك وَاشِكٍ وانْقِراضِ
وَبِثُقْلٍ مِنَ الْعَذَابِ وَوِزْرٍ / يَنْقُضُ الظَّهْرَ أَيَّمَا إِنْقَاضِ
لَسْتُ ممَّنْ يُرِيدُ بِالْمَدْحِ حَالاً / يَبْسُطُ الْجَاهَ مِنْهُ بَعْدَ إِنْقِبَاضِ
قَدْ تَرَوَّيْتُ مِنْ نَوَالِ إمَامٍ / لَسْتُ مَا عِشْتُ فِيهِ بِالمُعْتَاضِ
بِشْرُهُ زَائِدُ الْعَطَاءِ كَمَا الْبَرْ / قُ دَلِيلُ الْغُيُوثِ بالإِيمَاضِ
وَتَقَدَّمْتُ فِي مَديحِي لَهُ النَّا / سَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ ذَوِي الإِبْغَاضِ
وافْتَرَعْتُ الأَبْكَارَ مِنْ عِزَّةِ الشِّعْ / رِ فَذَلَّلْتُ صَعْبَهَا بِافْتِضَاضِ
وَعَذَابِي بِطَوْلٍ مِنْهُ فِي سَا / بِقِ أَيَّامِي الطِّوَالِ الْعِراضِ
جَاءَ عَفْواً بِلاَ سُؤَالٍ وَلاَ وَعْ / دٍ وَلاَ مُذَكِّرٍ بِهِ مُتَقَاضِي
صَافِياً مِنْ تَكَدَّرِ الْمَطْلِ يَجْرِي / جَرْيَ مَاءٍ صَافٍ عَلَى رَضْرَاضِ
وَتَشَرَّفْتُ بِالجُلُوسِ لَدَيْهِ / بِحَدِيثٍ يَلْتَذُّهُ مُسْتَفَاضِ
وَبَلَغْتُ الْمُنَى وَبَشَّرَنِي ال / نَّاسُ بِثَوْبٍ مِنَ الْغِنَى فَضْفَاضِ
وَتَبَدَّلْتُ بالتَّذَلُّلِ عِزّاً / آذَنَ الْهَمُّ عِنْدَهُ بِانْفْضَاضِ
وَاطْمَأَنَّ الْفِرَاشُ مِنْ بَعْدِ أَنْ جَا / نَبَ جَنْيِ تَجَنُّبَ النُّهَّاضِ
واسْتَرَدَّ الْعَدُوُّ وُكْدِي وَعَادَتْ / أَعْيُنُ السُّخْطِ وَهِيَ عَنِّيَ رَواضِي
لاَ أَرى مُزْعَجاً نَوَالِي وَإنْ / أَبْطَأً عَنِّي جنَاهُ بالإِيْغاضِ
لاَ وَلاَ خَاطباً بِذَمِّ زَمَانٍ / أَتَشَكَّى مِنْهُ نُدُوبَ عِضاضِ
قَدْ كَفانِي الإِمَامُ مَا قَدْ عَنَانِي / وانْتَضَانِي مِنْ خَلَّةِ الانْفَاضِ
واجْتَنَيْتُ الْغِنيَ بِمَدْحِيَ غَضّاً / مِنْ أَيَادٍ لَهُ رِطَابٍ غِضَاضِ
لَم أَجُبْ نَحْوَهُ الْفَلاَةَ وَلاَ أَقْ / بَلْتُ نِقْضاً أَهْوَى عَلَى أَنْقَاضِ
تَتَرَامَى بِيَ الْمَفَاقِرُ طَوْراً / واعْتِراضاً كَرَمْيَةِ الْمِعْرَاضِ
بَعْدَ أَنْ حَلَّتِ النُّحُوسُ مَحَلِّي / وَهَوَى نَجْمُ أَسْعُدِي لانِقِضَاضِ
فَتَكَ الْيَأْسِ بِي فأَهْدَى صُدُوداً / مِنْ وَصُول كَفَتْكَةِ البْرَّاضِ
وَأَرانِي تَحَيُّفُ الْهَجْرِ لِلطَّيْ / رِ بِمَا نَسَّي تَحَيُّف الْمِقَراضِ
واقْتَضَانِي دَيْنَ الشَّبَابِ مَشِيبٌ / فِيهِ عَسْفٌ لَهُ وقُبْحُ تَقَاضِي
عَجَبي لَهُ كَيْفَ أَوْجَبَ ذَنْباً / لَمْ يَكُنْ عَنْ تَسَلُّفٍ واقْتِراَضِ
ظَالِمٌ مُنْصِفٌ سَرِيعٌ بَطيءٌ / سَابِقٌ رَكْضُهُ بِغَيْرِ ارْتِكَاضِ
فَتَسَوَّدْتُ بِالْبَيَاضِ وَعُذ / تُ بِهِ عَنْ وصَالِ بِيَضٍ بِضَاضِ
وَاكْتَسَيْتُ الْوقَارَ بالْكُرهِ مِنِّي / وَنَضَتْ بِشْرَتِي لَيَالٍ نَوَاضِي
وأَتَتْنِي قَوَارِضٌ مِنْ أُنَاسٍ / مِثْلُ وَقْعِ الشِّهَابِ فِي الأَغْراضِ
كُلِّ وَاهِي الْقُوَى نَؤُومٍ إِذَا مَا / نَهَضَ النَّاسُ للْعُلَى رَبَّاضِ
تَرَكَتْنِي لِمَا أُحَاذُرِ مِنْهَا / حَرَضاً هَالِكاً مِنَ الأَحْرَاضِ
عَلَم اللهُ مَا الَّذي كُنْتُ أَلْقَى / فيكُمُ مِنْ تَأَلُّمٍ وَامْتِعَاضِ
لَمْ أَذُقْ مُذْ رَكبْتُ رَاحِلَةْ الْ / خَوْفِ إلىَ لَذَّةَ إِلإِغْمَاضِ
لاَ أُطِيقُ الدِّفَاعَ عَنْكَ وَلاَ / أَمْلِكُ غَيْرَ الْهُمُومِ والإِرْتِمَاضِ
زَأَرَتْنِي أُسُودُ حِقْدٍ عَلَيْكُمُ / لَمْ تُغَيِّبْ بِغَابَةٍ وَغِياضِ
وَفَرَانِي الزَّمَانُ مِنْهُ بِنَابٍ / بَعْدَكُمْ مُرْهَفِ الشَّبَّا عَضَّاضِ
وَانْتَحَى آكِلاً لِلَحْمِي وَرَضَّ الْ / عَظْمِ مِنِّي بِكَلْكَلٍ رَضَّاضِ
واكْتَحَلْتُ السُّهَاد والْحَذَرَ ال / دَّائِمَ خَوْفاً بِمَرْوَدٍ مَضَّاضِ
مِنْ حَسُودٍ مُنَافِسٍ لِي عَلَيْكُمْ / لِبِحَارِ أَغتِيابِكُمْ خَوَّاضِ
مُبْغِضٍ لِي لَما أُسَيِّرُ فِيكُمْ / مِنْ مَدِيحٍ عَلَى الأَذى حَضَّاضِ
فأَرَانِي الإِلهُ مَا كُنْتُ أَرْجُو / هُ وعُوِّضْتُ أَحْسَنَ الإِعْتياضِ
يَا إِمَامَ الْهُدَى اسْتَمِعْ لِوَلِيٍّ / سَائِرٍ فِي مَديحِكُمْ رَكَّاضِ
بَذْلُ النَّفْسِ وَاجِبٌ لَكَ مَحْضُ ال / نُّصْحِ مِنْ أُسْرَةٍ لَكُمْ أَمْحَاضِ
كُلُّ عَاصٍ بِجِلْدَتِهِ العُ / رُّ هَانِئُوهُ بِالخَضْخَاضِ
يَفْضُلُ النَّاسِ في الشَّجَاعَةِ وَالْبأْ / سِ كَفَضْلِ الدَّيْسِ لابْنِ مَخَاضِ
قِبْلَةُ الْحَرْبِ حينَ تَجْتَنَبُ الْحَرْ / بُ وَتَرْدَى خُيَولهُهَا في الْعِرَاضِ
عَضَّدَ الْمُلْكَ فيهِ بالأَيِّدِ الْ / عَالِمِ شَافِي الْمَحْلِ بالإِحْمَاضِ
بَاذِلُ الرَّأْي سَالِكٍ شَعْبَ عَزْمٍ / مَا الْمَصَاعِيبُ فِيهِ كالأَحْفَاضِ
أَخْصَبَتْ أَرْبُعُ الْوَرَى بإِمَامٍ / قَاتِلِ الْمَحَلِ جَابِرِ الْمُنْهَاضِ
عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَهُ مِثْلَ مَا يُعْ / رَفُ قَصْدُ السِّهَامِ بالأَنْبَاضِ
مَنْ رأَى حُبَّهُ كَنَافِلَةِ الْ / فَرْضِ فَإِنِّي أَرَاهُ كالإفْتِرَاضِ
أَيَّدَ اللهُ مُلْكَهُ بِوَزِيرٍ / مُسْتَقِلٍّ برَأْيِهِ نَهَّاضِ
عَالم بِالزَّمَانِ قَدْ رَاض مِنْهُ / جَامِحاً آبياً عَلَى الرُّوَّاضِ
لَمْ يَطُفْ بِالْيَقِينِ مِنْ ظَنِّهِ ال / شَّكُّ وَلاَ حَالَ دُونَهُ بِاعْتِرَاضِ
ضَرَبٌ في لُهَى وَلِيِّكَ مَاضٍ / وسَهُادٌ عَلَى عَدُوِّكَ قَاضِي
نَاصِحٌ لَمْ يَخُضْ ضَحَاضِحَ غِشِّ / فِي الزَّمَانِ الْمَاضِي مَعَ الْخُوَّاضِ
مَوَّلَ اللهُ بَيْتَ مَالِكَ مِنْهُ / باجْتِمَاعٍ مِنْهُ لاَ بارْفِضَاضِ
غَيْرَ مَا حَافِلٍ إِذَا انْتَحَلَ النُّصْ / حَ بِشَكْوَى مُغَاضِبٍ أَوْ مُرَاضِي
مِنْ أُنَاسٍ أَقَلاَمُهُمْ أَسْهُمُ الْمُلْ / كِ وَلَكِنَّهَا بِغَيْرِ وِفاضِ
جَامعَاتٍ لِلأَمْرِ بَعْدَ افْتِراقٍ / جَابِرَاتٍ لِلْعَظْمِ بَعْدَ انْهِيَاضِ
مَا رَأْتْ سَاعياً على الْبَيْنِ إِلاَّ / قَيَّدَتْ سَعْيَهُ بِغَيْرِ الاْيَاضِ
نَفَثَتْ بِالْمِدَادِ سُمّاً عَلَيْه / نَفْثَ أَنْيَابِ حَيَّةٍ نَبنَاضِ
فَابْقَ يَا سَيِّدَ الْمُلُوكِ لَهُ تُبْ / رِمُ بِالرَّأْي مِنْهُ كُلَّ انِتْقَاضِ
وَتَمَلَّ النَّيْرُوزَ تِسْعِينَ عَاماً / سَامِياً والْعَدُوِّ ذُوِ إِعْضَاضِ
ضَحِكَ الدَّهْرُ بعد طُول عُبُوسِ
ضَحِكَ الدَّهْرُ بعد طُول عُبُوسِ / طَالعاً بالسُّعُودِ لاَ بالنُّحُوسِ
وأَتَتْنا الأيَّامُ معْتَذراتٍ / لابسَاتٍ نعيمَها بعدَ بُوسِ
بالإِمامِ الرَّاضِي الْمُطلِّ على الآ / داب شَمْسِ الْمُلُوك وابِن الشُّمُوسِ
سَبْعَةٌ مِنْ خَلاَئِفِ ولَدُوهُ / لَمْ يكُنْ ذَا لغيره مِنْ رَئِيسِ
رَضِيَ الرَّاضِي الإِلَهُ لِمُلْكٍ / أَوْضَحَ النَّهجَ مِنْهُ بَعْدَ الدُّرُوسِ
فهو كالخِصْبِ بَعْدَ وافِدِ جَدْبٍ / رُعِيَ الغَضُّ مِنْهُ بعدَ الْيَبيسِ
آنسَ اللهُ بالخليفةِ مُلْكاً / مَوحِشَ الرَّبْعِ وَاهِنَ التَّأْسِيسِ
فَهُوَ يخْتالُ فِي الْجَدِيدِ مِنَ اللِّبْ / سَةِ والْحُسْنِ بَعْدَ لُبْسِ الدَّرِيسِ
يَا نَسيمَ الْحَيَاةِ أَضْحَكْتَ دَهْراً / كان لَوْ لاْكَ دَائِمَ التَّعْبِيسِ
أَنَّ أيَّامَكَ اللِّذَاذَ كَوَصْلِ الْ / حِبِّ طِيباً وَنوْمَةِ التَّعْرِيسِ
مَرْدَوَاجُ بِسَيْفِ حَظِّكَ مَفْتُو / لٌ فَأَهْوِنْ بِذَاكَ منْ مَرْمُوسِ
قَصَفْتُه رِيَاحُ أَيَّامِكَ الْغُ / رِّ فَأَخْمَدْنَ مِنْهُ نَارَ الْمَجُوسِ
ثُلَّ عَرْشُ اللَّعِينِ أَسْرَعَ مِمَّا / سُلِبَ الْعَرْشَ مِنْ يَدَيْ بِلْقِيسِ
وَتَوَلَّتْ بِمَأْتَمِ الدَّهْرِ أَيَّا / مٌ أَتَتْنَا تَجُرُّ ذَيْلَ الْعَرُوسِ
بَعْدَ كُفْرٍ لِنِعْمَةٍ وَقَبِيحٌ / كُفْرُ عَبْدٍ في نِعْمَةٍ مَغْمُوسِ
وَجَزى الْمُسْلِمِينَ تَؤْخَذُ قَسْراً / بِخُرُوجٍ عَلَيْهِمُ وَمُكُوسِ
حَابسُ الْمَالِ عَنْهُمْ مُسْتَضَامٌ / باتِّسَاعِ الأَذَى وضِيقِ الْحُبُوسِ
وكأَنَّ الْعِيالَ إِذْ فَقَدُوهُمْ / أُنْشِرُوا في الْبِلاَدِ بَعْدَ الُّرمُوسِ
وكَأَنِّي بِهِمْ حَمَايِلَ إِقْبَا / لٍ طَوِيلِي الإِطْرَاقِ والتَّنْكِيسِ
حَسَّهْمُ سَيفُكُ الحُسَامُ فأَضْحَوْا / هُمَّدًا مِنْهُ مَا لَهُمْ مِنْ حَسِيسِ
يَا حُلِيَّ الزَّمَانِ يَا زينَةَ الأَرْ / ضِ وَرَأْسُ الْمُلُوك وَابْنَ الرُّءُوسِ
إِنَّ نُصْحِي وَصِدْقَ وَدِّي قَدِيمٌ / لَمْ أَشُبْهُ بِالزُّورِ وَالتَّدْلِيسِ
قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ الزَّمانُ شَبابِي / خَالِساً غُرَّتِي بِشَعْرٍ خَلِيسِ
مَا أُطيلُ الْمَقاَلَ خَوْفاً لإِضْجاً / رِ إمَامٍ مُؤَيَّدٍ مَحْرُوسِ
وَأَرَى النَّاسَ أُظْهِرُوا بِمَدِيحٍ / لِيَ مِنْهُ البُكُورُ بالتَّغْلِيسِ
رُبَّ بَذْلٍ سَقَيْتَنِي مِنْهُ كَأْساً / فَأَعِدْ مُدَارَ تِلكَ الْكُئُوسِ
حِينَ شَرَّفْتَنِي فَكُنْتُ بِنُعْمَا / كَ جَلِيساً مِنْ قَبْلِ كُلِّ جَلِيسِ
ثُمَّ أَفْرَدْتَنِي خُصُوصاً بِبِرٍّ / مُفْرَدٍ طَاهِرٍ مِنَ التَّدْنِيسِ
إِنَّ بَيْنِي وَبَيْن دَهْرِيَ حَرْبَاً / جَاوَزَتْ حَرْبَ دَاحِسٍ وَالْبَسُوسِ
أَنَا منْهُ لغَيْرِ هَجْرٍ وَوَصْلٍ / وَاقِفٌ بَيْنَ لَوْعَةٍ ورَسِيسِ
فَاعْتَبِرْ مَا شَكَاهُ عَبْدُكَ مِنْهُ / ثُمَّ دَاوِ الْخُنَاقَ بِالتَّنْفِيسِ
هُوَ في مِخْلَبِ الزَّمَانِ فَرِيسٌ / فَارْحَمِ الآنَ نَفْسَ هَذَا الْفَرِيسِ
وَاسْقِهِ مِنْ سُلاَفِ جَودِكَ بَذْلاً / فَاقَ طِيباً سُلاَفَةَ الْخَنْدَرِيسِ
يُطْلَقُ الشِّعْرُ فِي أُناسٍ وَشِعْرِي / وَقْفُ مَدْحٍ عَلَى الإِمَامِ حَبِيسِ
لَمْ تَزَلْ فِي القَدِيمِ تَلْبَسُ مِنْهُ / مُسْتَجَدَّ الطِّرَازِ غَيْرَ لَبِيسِ
لاَ أُعَلِّي بِهِ لعُلْوَةَ فِكْراً / فِي مَشِيبٍ لَهَا وَلاَ لِلْعَمِيسِ
مِدَحٌ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا زِيادٌ / وَهُوَ خَاشٍ رَدَى أَبِي قَابُوسِ
لاَ وَلاَ حَاكَ مِثْلَهُنَّ جَرِيرٌ / عِنْدَ إِيحَاشِ رَبْعِهِ الْمَأْنُوسِ
قَامَ هذَا الْمَدِيحِ بِالعُذْرِ مِنِّي / نَائِباً عَنْ نَشيدِ يَوْمِ الْخَمِيسِ
فَالْقْهُ بِالنَّجَاح يَا أَكْرَمَ الأُمَّ / ةِ أُعْطِي بِهِ يَمِينَ غَمُوسِ
لِيَ سَبْقُ الْمَدِيحِ فِيكَ عَلَى النَّا / سِ وَفَخْرٌ بِالسَّبْقِ فِي التَّأْسِيسِ
هِيَ حالٌ لَيْسَ الشَّبَابُ وإِنْ فُضِّ / لَ خَيْراً فِيهَا مِن التَّعْنِيسِ
يَا إِمَاماً بِهِ أُمَّرتْ عُرَى الْحَ / قِّ وَحُلَّتْ مَعَاقِدُ التَّلْبِيسِ
أَيَّدَ اللهُ مُلْكُه بِوَزِيرٍ / عَالِمٍ بِالزَّمَانِ طَبٍّ رَئِيسِ
ضَامِنٍ بِالْوَفَاءِ مِنْهُ رضَى الل / هِ بِحْفظِ الرَّئيسِ والْمَرْءُوسِ
ظَمِئَ الْمُلْكُ قَبْلَهُ فَسَقَاهُ / رِيَّهُ مِنْ زُلاَلِ نُصْحٍ مَسُوسِ
حَاصِدٍ لِلْعِدَى بِأَقْلاَمِ رَأْيٍ / تَقْطَعُ السيفَ عَنْدَ حَمْيِ الْوَطِيسِ
كَيْدُهُ وَافِدٌ عَلَيْهِمْ بِيَوْمٍ / قَمْطَرِيرٍ بِمَا يَشُقُّ عَبُوسِ
بَانَ فَضْلاً عَلَى الكُفَاةِ كَمَا با / نَ عَلَى ابْنِ اللَّبُونِ فَضْلُ السَّدِيسِ
طَابَ أَصْلاً وَبابْنْه طَابَ فَرْعاً / غَرَس الْمُلْكُ منه خَيْرَ عَريس
قَدْ أَمَرَّ الزَّمَانُ طَوْعاً عَلَيْهِ / فَسَخَا بَعْدَ نَفْرَةٍ وَشُمُوسِ
فَتَرَى النَّاسَ خَاضِعِينَ إِلَيْهِ / مِنْ قِيَامٍ بِأَمْرِهِ وَجُلُوسِ
أَمْتَعَ اللهُ بالْوَزِيرِ إِمَاماً / خُصَّ مِنْ نُصْحِهِ بِعلْقٍ نَفِيسِ
وَأَطَالَ الْبَقَاءَ لِلْمَلِكِ الرَّا / ضِي إِلَهُ أَصْفَاهُ وُدَّ النُّفُوسِ
أَلا قُلْ لَخِيْرِ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً
أَلا قُلْ لَخِيْرِ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً / وَرَهْطاً وَأجْدَاداً مَقَالَةَ مُخْتَصِّ
مَحمَّدٍ الْمَأْمُولِ وَالْمُقْتَدَي بهِ الْ / أَمِيرِ أبي الْعَبَّاسِ ذِي الْفَضْلِ النَّقْصِ
وَمَنْ جَمَعَ الآدَابَ بَعْدَ افْتِراقَهِا / وَثَقَّفَهَا بِالْبَحْثِ مِنْهُ وبِالْفَحْصِ
دقِيقِ حَوَاشِي الذّهْنِ هُذِّبَ طَبْعُهُ / وَمُحِّصَ فِي قُرْبِ الْمَدَى أَيَّمَا مَحْصِ
بَعِيدِ الْقَبُولِ مِنْ حَسُودِ مُكَاشِرٍ / تَخَلَّفَ عَنْ بِالنَّزْغِ والْفَرْصِ
لِئَنْ سَاغَ لِي أَكْلِي وَشُرْبِي فَإِنَّني / كَذِي شَرَقٍ مِنْ غَيْبَتِي عَنْهُ مُغْتَصِّ
وَقَدْ كُنْتُ ذَا حَظٍّ لَدَيْهِ وَزُلْفَةٍ / فَجَاءَ الَّذِي حَاذَرْتُ فِيهِ عَلَى غَفْصِ
بِفَسْخِ الَّذِي سَدَّى وأَلْحَمَ بَاطِلاً / وَقَد وَقَصَاهُ عَاجِلاً أَيَّمَا وَقْصِ
مِنَ أكْلُبِ خُوِزَسَتانَ نَغْلٌ مُحَقَّرٌ / ضَئِيلٌ خَفِيٌ الشَّخْصِ فِي صُورَةِ الدَّرْص
وَأَلْهَبَ مِنهُ الْجَمْرَ بِالنَّفْخِ حَابِلٌ / عَلُوقٌ بِأَذْنَابِ الأَكَاذِيبِ كَالشَّصِّ
بَنُو مُعْوَرَاتِ الطُّرْقِ جَاءُوا بِعَوْرَةٍ / ذَوُو الآنْفِ الذَّكَّاءِ والأَعْيُنِ الرُّمْصِ
أَولُوا بِظَنةٍ فِي بَاطِلٍ وتَكَذُّبٍ / وَصِدْقُهُمُ يَأْوِي إلَى أَبْطُنٍ خُمْص
فَمَا أَسْنَدُوا قَوْلاً إلَي ذِي تَمَاسُكٍ / ولاَ شَيَّدُوا زُورَ الْمَقَالِ عَلَى إِصِ
وَبِالْقَصْرِ قَوْمٌ إِنْ رَأَوْنَا تَبَلَّغُوا / وَحَطُّوا لَنَا الأَعْيَاقَ كَالرَّخَمِ الْقُصِ
تَلاَقَتْ بِتَأَلِيبٍ عَلْينَا جُفُونُهُمْ / وَفَرَّقَتِ الأَقْوَالَ بِالثَّلْبِ والْغَمْصِ
وَمَا قَبُلوا نُصْحَ الْعَرُوضِيِّ فِي الَّذِي / رآهُ وَرَصُّوا إفْكَهُمْ أَيّمَا رَصِّ
وَقَدْ هَطَلَتْهُ غَيْبَةٌ مِنْ سَحَابِهِمْ / وَكَالُوا لَهُ صَاعاً مِنَ النَّثِّ والْقَصّ
وَهَبَّ لهُ فِي بُعْدِه لَكَ قَاصِفٌ / مِنَ الْحزْنِ يُنْئِي عَنْكَ بَلْ بُقْصِي
فَغَصَّ بِشُربٍ مِنْ فِرَاقِكَ آجنٍ / عَصُوفٍ بِجَدْوَاهُ أَمَرَّ مِنَ الْعَفْصِ
وَإِنْ أَنْجَزَ الإِمْكَانُ يَوْماً بِجَلْسَةٍ / لَدَيْكَ أَتَاكَ الْقَوْلُ بِالشَرْحِ واللَّخْصِ
فَأَدْنَيْتَ حَقّاً قَدْ أُطِيحَ بِشَخْصِهِ إلَى / نزَوَانِ الْقَوْمِ بِالزُّورِ والْقَنْصِ
فَأَقْتَبَلُ الْعَيْشَ الْغَرِيرَ بِقُرْبِكُمْ / وَأَسْحَبُ فِي لَذَّاتِهِ أَذْيُلَ الْقُمْصِ
بِحَقّ أَفَاضَ الْقَلْبُ فَاضِل شَرْبَةٍ / مِنَ الهَمِّ حَتَّى جَاءَنِي الأَمْرُ مِنْ فَصِّ
وَأَطْلَعَ شَخْصُ الْحَقِّ عنْدَكَ وَجْهَهُ / إلَى أَنْ يَقُودَ الْقُرْبُ مَنْطِقَ مُسْتَقْصِي
تَحَيَّفَنِي رَيْبُ الزَّمَانِ بِبُعْدكُمْ / تَحَيُّفَ مِقْراضِ الْمُجَازِفِ فِي الْقَصِّ
إِلَيْكَ تَرَامَتْ بِي الأَمَانِي هِمَّةٌ / عَلَى لُحُق الأَقْرَابِ ضَامِرَةٍ حُصِّ
وَخُوصٍ سَقَتْهَا الآلَ كَأْسُ هَجِيرِهِ / فَأَفْنَتْهُ بِالْوَجْدِ الْمُواشِكِ والرَّقْصِ
إلَى ابْنِ الَّذِي أَحْيَا الْبَرِيَّةَ عَدْلُهُ / فَشُبِّهَ بِالْفَارُوقِ فِيهمْ أَبِي حَفْصِ
وَقَدْ كَانَ لِي وَعْدٌ عَلَيْكَ بِخَاتَمٍ / عَلُوقٍ بِلَحْظِ الْعَيْنِ مُسْتَمْلَح الشَّخْصِ
شَرِيف إِذَا ما رفعوه لسيد / تعاظم واستعلى به شرف الفص
فَلاَ أَنَا طَالَعْتُ الأَمِيرَ بِذْكِرهِ / بِتَعْرِيضِ قَوْلٍ فِي الْخِطَابِ وَلاَ نَصِّ
وَلاَ أَنْجَدَتْنِي مِنْهُ فِي ذَاكَ حُظْوَةٌ / تُذَكِّرُ إِنْجَازاً وَلَسْتُ بذِي حِرْصِ
وإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُسَرِّيَ لُبْسُهُ / فَيَأْخُذَ مِنْهُ اللَّبْسَ أَخْذَةَ مُقْتَصِّ
وَإِن لَمْ يَكُنْ كَرْعٌ يُقَاوِمُ غُلَّتِي / بِرِيٍّ قَنَعَا فِيه بِالرَّشْفِ والْمَصِّ
إِذا لَمْ يَكُنْ كُلُّ الَّذِي يَشْتَهِي الْفَتَى / فَفِي الرَّأَيِ أَنْ يَرْضَى ويَقَنَعَ بالَشِّقْصِ
وَلَسْتُ كَمَنْ يُمْضِي عَلَى الظَّنَّ حَكْمَهُ / وَيَجْعَلُ إِسْنَادَ الرِّجَالِ إلىَ حَصِّ
وإِنِّي لأُغلِي الْمَدْحَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي / يُغَالِي بِإِعَطَاء وَلَسْتُ بِذِي نَقْصِ
بِذِي هامَ قَلْبٌ لاَ بِخَرِيَدةٍ بِهَا / يَميسُ بِهَا غُصْنٌ رَطِيبُ عَلَى دعْصِ
صَليبَهُ عَزْمٍ الْقَلْبِ كَالصَّخْرِ قَلْبُهَا / عَلَى أَنَّهُ يَكْتَنُّ فِي جَسَدٍ رَخْصِ
وَلاَ بِشَمُولِ لَذَّةِ الطَّعْمِ قَرْقَفٍ / مَنَاسِبُهَا في كَركْينَ وَالْقُفْصِ
فَلَوْ كَانَ في حِمْصٍ يُرَجَّى شَبِيهُهُ / لَسَاقَ مَطَايَايَ الرِّجَالُ إليَ حِمْصِ
أَمِيلُ إلَى شُرْبِ الْكِرَامِ بِغُلَّتي / وَلَسْتُ لأَوْشَالِ اللِّئَامَ بِمُمْتَصِّ
فَقُولُوا لِمَنْ قَاسَ الأَمِيرَ بِغَيْرِهِ / تَأَيَّدْ فَمَا الْكَيْلُ الْمُحَصَّلَ كَالخَرْصِ
تَيَمَّمْتَ زَوراً فِي الْمَقَالِ وَبَاطِلاً / لَدَى خُرْقٍ سَادَ الصُّخُورَ عَلَى رَهْصِ
مَحَاسِنُ هَذَا الْخَلْقِ مِنْكَ ابْتَداؤُها / وَيْجْذُبَها ذُو كُلْفَة مِنْكَ كَاللِّصِّ
كَذَا الْمَجْدُ لاَ بِالْمَالِ يُجْمَعُ شَمْلُهُ / وبِالدُّورِ شِيدَتْ بِالقَرَامِيدِ وَالْجِصِّ
فَلاَ زِلْتَ للدَّهْرِ الْمُمَلَّكِ مَالِكاً / يَطيعُكَ فِيمَا تَشْتَهِيهِ وَلاَ يَعْصِي
وَحُزْتَ مِنَ الأَعْمَارِ أَقْصَى نِهَايَةٍ / تفُوتُ مَدَى الإِحْصَاءِ فِيهَا يَدُ الْمُحصِي
بَارَكَ اللهُ لِلأَمِيرِ أَبِي الْ
بَارَكَ اللهُ لِلأَمِيرِ أَبِي الْ / عَبَّاسِ خَيْرِ الْمُلُوكِ فِي النَّيْرُوزِ
وَأَرَاهُ أَوْلاَدَهُ الْغُرَّ أَجْدَا / داً بِمُلْكٍ نَامٍ وَعِزٍّ عَزِيزِ
فَهُوَ أَوْلَى بِهِ وبَالْجُودِ فِيهِ / مِنْ ابْرِويزَ وَمِنْ فَيْرُوزِ
لَهُمُ فِي الْهِلالِ هُرْمُزُروزٍ / وَلَنَا الدَّهْرِ فِيكَ هُرْمُزُرُوزِ
فَاقْتَبِلْ جِدَّةَ الزَّمَانِ بِعَامٍ / بَارِزٍ بِاللُّجِيْنِ وَلابْرِيزِ
ضَاحِكَاتٍ أَيَّامُهُ طَائِعَاتٍ / طَاعَةَ الْحبِّ بَعْدَ طُولِ النّشُوزِ
وَاقْضِ حَقَّ النَّيْرُوزِ فيه بِكَأْسِ / مُزْعَجٍ سَقْيُهَا بكَأْسٍ وَكُوزِ
فِيهِ نَقْشٌ مُلَوَّنُ مِنْ يَدَيْ مَنْ / لَمْ تَشُبْهُ مَعَايِبُ التَّلْوِيزِ
طَلَعَتْ شَمْسُ وَجْهِهِ تَحْتِ دَاجِيَ ال / شَّعَرِ الْجَعْدِ صِبْغَةَ الشِّيرُوزِ
مِنْ عُقَارٍ تَرَى الْفَتِيَّةَ مِنْهَا / عَجَزَتْ عَنْ كَمَالِ حُسْنِ الْعَجُوزِ
يَشْتَكِي كَرْمُهَا الأُوَامَ لَدَى الْقَطْ / فِ وَمَا زَالَ كَارِعاً في البُرُوزِ
وعَلَى مُقْبِلٍ مِنَ السَّعْدِ مَحْجُو / بٍ عَنِ النَّحْس والأَذَىَ مَحْجُوزِ
بِالزَّبَيْدِيَّةِ الْمُشَهَّرَةِ الْحُسْ / نِ وَحَوْزِ الَّلَذَاذَةِ الْمَاحُوزِ
وصُنَوفٍ مِنَ الْجَوَاهِرِ تَبْدُو / كُلَّ يَوْمٍ مِنْ كَنْزِهَا المَكْنُوزِ
يَاسَمِينَ حكَى قُرَاضَةَ تِبْرٍ / فَتَقُوا طِيبَهُ بِمَرْمَاحُوزِ
يَضْحَكُ الْوَرْدُ عْنْدَهُ بَيْن نِسْرِي / نَ وَبُسْتَانُ لعنُهم آيْرُوز
ورِياحٍ مِنَ الرِّياحِين أدَّتْ / نشرَ مِسْكٍ بعَنْبر مَعْرُوز
وبها من حَمَاحمٍ هَامُ رَنْجٍ / مُشْرفات الطُّلَى على سينيز
ومياهٍ يَشْكو الْجَداول أَبْساً / لم تَمَزِّقْهُ حادثاتُ النُّزُورِ
وبنا رِنْجِها المَحَمَّلِ تِبْراً / ومياه منْ آسها الْمَجزُوزِ
ونخيلٍ ترفَّع النَّوْعُ منها / عن حِوار الأَنْفَالِ والشَّهْرِيز
وبها الطَّلْعُ مثْلُ بِيضِ أَكُفٍّ / بَرَزَتْ من مَخَصَّرات القُزُوز
وتجافَتْ عَنْها الجُفوفُ فشُبِّهْ / ن كَمَاماً مفَتَّقات الدُّرُوز
كَمْ زمانٍ مضَى بها مُسْتَلَذٍّ / لَيْلنُا فيه مثلُ لَيْل الحَزِيز
قَبْلَ أَن تَرْحَلَ البوارحُ عنَّا / وتُحَطَّ الرِّحَالُ من تَمَّوز
رضِيَ الرَّاضِيَ الإِلهُ لمُلْك / عَزَّزَ الدَّينَ أيَّما تعزيز
فهُوَ بالله في مَحَلِّ أَمانٍ / تَحتَ حِرْزٍ من القَضاء حَريز
أَيَّد اللهُ مُلكَه بنَصيحٍ / رازَ منه الزَّمانَ أَذكى مَروز
بوَزير مؤَيَّد الرَّأْي قَدْ حا / زَ بيُمْن التَّدبير خَيْرَ مَحُوز
فكنُوزُ الآباءِ ثابتَةٌ منْهُ / كُلُّ يوم مُجَدَّدٍ يكنُوزِ
قَلَمٌ يملكُ الوَرَى فهو أَمْضى / من حُسامٍ على الأَعادي جَرُوز
ومن السَّهْمِ حينَ يَسْتَلِبُ الْعُمْ / رَ اخْتِطافاً وعاملٍ مَجْلُوزِ
حَتَفَ اللهُ مَرْدَواجَ بحدّ / منْهُ في أَنْفُس الوَرَى مَرْكُوز
كم عَدْوٍّ أَبادَهُ غيْرَ مَقْبُو / نٍ بَمَرْدَى الرَّدَى ولا مَجْنُوز
وكذا يَسْتَمرُّ في كُلِّ عاصٍ / وَنَبِيطٍ لهُمْ عُتاةٍ وخُوز
عَرُزُوا كالْجَرَادِ نَسْلَ فسادٍ / مَحَقَ الله ذاكَ منْ تَغْرِيزِ
فهو كالشَّهدِ للنَّصيحِ المُوَالِي / وَكَسَيْفٍ عَلَى العِدَا مَهْزُوزِ
لم يَضقْ بالأُمور صَدْراً ولا أَصْ / بَحَ فيها كحائر مَلْهُوز
وعَليٌّ كذاك غَيْرُ ظنِينٍ / في مُراعاتَه ولا مَلْمُوز
بَلْ يُنادِي الأَعْدَاءَ منْهُ برَأْي / غَيْرِ مُسْتَنْقَصٍ ولا مَغْمُوز
فَرِداءُ الشَّباب ضَافٍ عَلَيْهِ / وهو ذو حُنْكَة ورأيٍ مَريز
كم عدُوٍّ يبيتُ منهُ على ص / حَّةِ جسمٍ بلَيْلَةٍ الْمَنْكُوز
يا أَجلَّ المُلوك عَقْلاً وعلْماً / مفَرَدَ السبق غَيْرَما مَلْزُوز
لَكَ عَبْدٌ كَساكَ فاخِرَ مَدْحٍ / رَائِقِ لُبْسُهُ لِبَاسَ الخُزُوز
لم يَشِنْهُ ذكُر السَّبَاسِبِ والوَصْ / فُ لعيسِ تَحْتَ الرِّحال جَمُوز
من قوافٍ علَى سِواهُ صِعَاب / سُبَّقِ الْجَرْي ظاهرات البُرُوز
خَطَرْت نَحْوَكَ القَوَافِي بِمَدْحٍ / غيرِ مُسْتَهْجَنٍ ولا مَكْزُوز
بَيْن صادٍ وبَيْن ضادٍ وسينٍ / ثُمَّ زايٍ مُبينةٍ التَّبْريز
سائلُ الطَّبْع مُشْرقُ اللَّفْظ سَهْلٌ / ما تُغَشِّيه ظُلْمَةُ التَّكْزيز
فائضٌ ماؤُه يجيءُ مُطيعاً / غيرَ مُسْتَجْلَب ولا مَنْحَوز
يَرْجعُ الشِّعْرُ عَنْهُ حِين يُسامِي / هِ بأَنفٍ مُجَدَّعٍ مَحْزُوز
مَن يَرُمْ نَسْجَ مثْله تَخْتَطفْهُ / لامعاتٌ من ذلك التَّطْريز
قَصَّرَ الْمُخْلِفُ المُعَلَّمُ عَنْ فَيْ / ض صَيُودٍ مُعاوِدِ التَّكْزيز
وكذا لاَ يُقاسُ بَيْنَ خَسِيفٍ / فائضٌ عِدُّهَا بِبِئْرٍ نَكُوز
جُزْتُ فيه مَيْدَان قَوْمٍ أَراهُمْ / شُعَراءً بالْخَطِّ والتَّجْوِيز
يَسْتَمِيزُونَ لَفْظَ غَيْرهم في / ه غِلاباً كَغَارة التَّكْليز
بقَوَافٍ مَدُوسَةٍ ومَعانٍ / مَخْلِقاتٍ ومَنْطِقٍ مَرْمُوز
وَكَزُوهُ ليَلْحقُوهُ فَآبُوا / بِقَصِيرٍ عنِ المَدَى مَوْكُوز
حُرِموا الطَّبْعَ صاغرينَ فَسَارُوا / منْ طَريق إليَهْ غيرِ مَجُوزِ
عَجَبٌ والقَضادُ يَقْعِد ذا الْقُ / وَّةِ عَنْ خُطْوِةِ الضَّعِيفِ الْعَجِيز
كيف يحوِي التَّجْويدَ صاحبُ قَلْبٍ / مُوَجعٍ من تَأَسُّفٍ مَوْحُوز
لا أَرَى كارعاً لَهُمْ في إناء / لا ولا في بحارِهِمْ ذا نُهُوز
ليس لي غَلَّةٌ تَحَصَّلُ ممَّا / في موازينهم ولا في قَفيز
لاَ وَلاَ في أَرضهم قِيدُ شِبْرٍ / في وِهادٍ لَهُمْ ولا في نُشُوز
دَرَّةُ العُزْرِ هامِيَاتٌ عَلَيْهِمْ / وَلَنَا دَرَّةُ القَطُوعِ الْعَزُوز
غَرَّزُوا أَرجُلَ الطَّمَاعَةِ فِي رُكْ / بٍ أَخَسَّتْ مِقْدَارَهُمْ وغُرُوزِ
لَوْ يكونُ التَّجْويدُ دارَ ثَوَاءٍ / لَمْ يَجوزُوا منها مدى الدَّهْلِيْزِ
قُلْتُ إِذْ جُوِّزَتْ بغَيْر انْتِقَاب / لَكِ حَظٌّ الْقِنَاعِ فِينا فجُوزي
فازَ مْنُهْم جَمَاعَةٌ بأَناسٍ / واتِّكَالِي عَلَيْكَ في التَّفْويز
لَسَتُ أَرْجُو سواكَ بعدَ إلهي / عِنْدَ تَقْصِيدِهِمْ ولا التَّرجِيز
وَوَزِيرَيْنِ جَهَّزِانِي بجُودٍ / تَعَّشَانِي بذَلِكَ التَّجْهِيزِ
حِينَ عَيَّ الزَّمانُ عن ذِكْرِ حَظِّي / جَبَرَاً فاقَتِي بِجَودٍ وجِيز
أَنتَ أَدْرَى بالشِّعْر من قائلِيهِ / فاقضِ فِيهِ بالْحَزْم والتَّعْجيز
وكذا العِلْمُ بالمحرَّكِ والسَّا / كِنِ في نَحْوِهِمْ وبالمَهْمُوز
لَيْس إلاَّ الَّذي يَضُمُّهُمُ المَجْ / لِسُ للإِنْتِحالِ والتَّمْييز
فَهُمُ قَوْقَ مَنْ يَرَى قَوْلَ حَقٍّ / غيرَ مُسْتَنْكَرٍ ولا مَنْهُوز
فأَجِزْنِي بِقَدْرِ علمِكَ بالأَشْ / عار يا خَيْرَ مُنْعِمٍ ومُجيز
بِدَنانِيرَ لا أَحَالُ على الْجِهْ / بِذِ فيهَا وَلاَ عَلَى كتُبْ رُوز
وَرَغِيفُ النَّدِّ الَّذي عَصَبُوني / هِ وأَكْرِمْ بِذَاكَ مِنْ مَجْنُوز
غَلَبَتْني عَلَيْهِ أَيْدِي نِهَابٍ / نَهزَتْهُ بحَظِّهَا المَنْهُوز
سَبَقَتْني إليه سَبْقَ ذئابٍ / خاطِفَاتٍ بِهِزَّةٍ وأَزِيزِ
كان خَتْلاً منهم كَخْتَل الحَواريِّ / سَيْفِ الله ذِي الرَّدى جُرْمُوز
لو خَشِينَا الْبِدَارَ مِنهُمْ لَعِثْنا / فيهِم كاللُّيُّوثِ فِي الأَمْعُوزِ
ثُمَّ آبوا بجانِبٍ طَيِّب النَّشْ / رِ وَأُبْنا بِجانِبٍ مَحْبوز
لَهْفَ نفسي عليه مُلْقىً كَتُرْسٍ / وافرِ الحَرْف مُشْرفٍ التَّفْريز
فَدُموعي من التَّأَسُّف تَجْري / جَرْيَ وَفْرَاءَ وافياتِ الخُرُوز
جَمَزَتْنِي فَوايِتُ الحظِّ منْهُ / وابلاَئِي منْ حَظِّيَ الْمجمُوز
قَدْ رَأَى سَيِّدِي وُقُوفِيَ حَيْرا / نَ كَمُصْمِي الرَّمْيَةِ الْمَتْرُوز
فابْقَ يَا سَيِّدي بَقاءَ ثَبِيرٍ / غَيْرَ ما مَزْعِجٍ ولاَ مَحْقُوز
وتَمَلَّ السُّرُورَ سائِرَ مُلْكٍ / غَيْرَ مُسْتَنْقَصٍ ولاَ مَبْرُوز
تَتَخطَّى مداسَ كلِّ إِمامٍ / قاهرَ العزِّ غَيْرَ مَا مَعزُوز
يا مَلِيحَ الدَّلاَلِ رِفْقاً بصَبٍّ
يا مَلِيحَ الدَّلاَلِ رِفْقاً بصَبٍّ / يَشْتَكي منْكَ جَفْوَةً وملاَلاَ
نطق السُّقْمُ بالَّذِي كانَ يُخْفِي / فَسِل الجسْمَ إِنْ أَرَدْتَ سُؤَالاَ
قَدْ أَتَاهُ في النَّوْمِ مِنْكَ خَيالٌ / فرآهُ كما اشْتَهِيْتَ خَيالاَ
يَتَحَامَاهُ للضَّنَى أَلْسُنُ الْعَذْ / ل فَأَضْحَى لاَ يَعْرِفُ العُذَّالاَ
سَيِّدِي أَنْتَ إِنَّني بِكَ صَبٌّ
سَيِّدِي أَنْتَ إِنَّني بِكَ صَبٌّ / بَيْنَ أَيدِي الْهُمُوم والشَّوْق نَهْبُ
وشَفِيعِي إِلَيْكَ أَنِّي مُحبٌ / وقَدِيماً أَحِبُّ مَنْ لاَ يُحِبُّ
بَعَثَ الحُبُّ لي سَقاماً فَأَعْدَى / بِيَ حُزْناً مداوماً ما يَغِبُّ
لَيْس لي نَيَّةٌ أُسَلِّي بها النَّفْ / س لِمَا قَدْ رَأَى وَلاَ لِيَ قَلْبُ
ضَاعَ صَبْرِي وَأَخْلَفَتْنِي ظُنُونٌ / كاذِباتٌ يَلَذُّها مَنْ يَصَبُّ
غَيْرَ أنِّي أُرِحْتُ مِنْ قَوْلِ لاَحِ / هُوَ هَمٌّ عَلَى الفُؤادِ وكَرْبُ
عَذَلَ العَاذِلُونَ فِيكَ وقالُوا / ما عَلَى منْ أَحَبَّ مثلَكَ عَتْبُ
لكَ خَدٌّ مُوَرَّدُ اللَّوْن سَهْلٌ / وَفَمٌ طَيِّبُ الْمُجَاجَةِ عَذْبُ
وجَبينٌ تَلأَلأَ الحُسْنُ فيه / كهِلالٍ تكَشَّفَتْ عَنْهُ حُجْبِ
وجَفونٌ مُفَتَّراتٌ مِرَاضٌ / وحديثُ الْمُؤَنَّثِ اللَّفْظِ رَطْبُ
وقَوامٌ للرِّيح فيهِ احْتِكَارٌ / يَتَثَنَّى الغُصْنِ شَطْبُ
أَخْصَبَ الحُسْنُ في جميعكَ إلاَّ / أَنَّ حظِّي منْ كُلِّ ذَلكَ جَدْبُ
لَهْفَ نفسي عَلَيْكَ لو أَنْصَفَ الْح / ب لَذَلَّ الغَداةَ لي منْكَ صَعْبُ
لا أُسَمِّيك خَيفَةً بلْ أَعدِّي / عنك طَرْفاً دُمُوعُهُ فيكَ سَكْبُ
وعَدَدْتَ الْهَوَى عَلَيَّ ذُنوباً / إِنْ يَكُنْ ذَا فَحُسْنُ وجهك ذَنْبُ
أيمر الزمان صَفْحاً عَلَيْنا / لَمْ يُنَلْ طائلٌ ولم يُقْضَ نَحْبُ
ظَلَمَتْنِي كظُلْمِكَ السِّنُّ حَتَّى / شَابَ رَأْسِي ودَعْوَةُ الشَّيْبِ سَبُّ
سَلَبَتْني ثَوْبَ الشَّباب الثَّلاَثُو / نَ وللشَّيْب بَعْدَ ذَلِكَ سَلْبُ
وأحالَتْ دُهْمَاً عَلَى الرَّأْسِ شُهْباً / لَيْسَ يَجِزي بِخَيْلِهِ اللَّهْوِ شُهْب
إِنْ يَكُنْ سَارَ عَامداً لِدِمَشْقٍ / وطَوانِي كَمَا طَوَى الشَّمْسَ غَرْب
فهوَ للْقَلْب حيثُ ما مال ذِكْرٌ / وهُوَ للطَّرْف حيثُ ما دار نُصْبُ
حُسْنُ رَأْيِ الْوَزِيرِ عَوَّض فيه / فَهُو للْجُودِ الْمَكارمِ رَبُّ
بَقِيتَ أَمِيرَ المُؤْمنينَ عَلَى الدَّهْرِ
بَقِيتَ أَمِيرَ المُؤْمنينَ عَلَى الدَّهْرِ / بِرَغْمِ الأَعادِي نافِذَ النَّهْى والأَمْرِ
شفَيْتَ غَليلاً كَانَ لَوْلاَكَ قاتِلاً / وخَفَّفْتَ هَمّاً ضَاقَ عَنْ حَمْلِهِ صَدْرِي
وقُمْتَ بحقِّ الله في قَتْلِ مَعْشَرٍ / سَعَوْا فِي الْبِلادِ بالفْسَادِ وبالكُفْرِ
وثَأَرِ أخٍ سادَ الأَنامَ وَلَمْ تَكُنْ / لتَغْفُل عَنْ ثَأْرٍ عِرَاكٍ وَلاَ دَثْرِ
وَلَسْتَ بلَيْثٍ أَفْلَتَتْهُ فَرِيسَةٌ / وقد عَلِقَتْ بالنَّابِ منْهُ وبالظُّفْر
ولاَ حيَّةٍ يَنْجُو بنَفْثٍ لَدِيغُها / ولاَ صارِمٍ يَهْوِي لضَرْبٍ ولاَ يَبْرِي
فعِشْتَ لِدِينِ اللهِ تَجْبُرُ وَهْنَهُ / وَبُلِّغْتَ أَقْصَى مَا هَوِيتَ منَ الْعُمْرِ
ويا لَيْتَنِي أُسِعدتُ فيكَ بنَظْرَةٍ / أُوَفِّي بهَا حَقَّ الْمَحامِدِ وَالشُّكْرِ
غَشِيَتْنِي مِنَ الهُمُومِ غَواشٍ
غَشِيَتْنِي مِنَ الهُمُومِ غَواشٍ / لِعَذُولٍ يَلُومُ فِيكَ ووَاشِ
لَوْ يُلاَقوا الَّذِي لَقِيتُ مِن الْوَجْ / د لِشَوْقٍ بَيْنَ الجَوانِحِ نَاشِ
نَمَّ بِالسِّرِّ عِنْدُهُمْ دَمْعُ عَيْنِي / إِنَّ سِرَّ المُحِبِّ بِالْدَّمْعِ فَاشِي
مَنْ عَذِيرِي لظَالِمٍ أَنَا مِنْهُ / فِي زَمَانِ الوصَالِ لِلْهَجْرِ خَاشِي
أَخَذَ الْقَدَّ مَنْ قَضِيبٍ رَطِيبٍ / وحكى أَعْيُنَ الظِّبَاءِ العِطاشِ
حُبٌّ لأِحْمَدَ قَدْ فَشَا
حُبٌّ لأِحْمَدَ قَدْ فَشَا / بَيْنَ الْجَوانِحِ والْحَشَا
يَهْتَزُّ فِي حَرَكَاتِهِ / مِثْلَ الْقَضِيبِ إِذَا مَشَا
خَدَّاهُ مِنْ بَرَدِ الدُّجَا / وَالْمُقْلَتَانِ مِنَ الرَّشَا
لَمَّا ظَفِرْتُ بِوَصْلِهِ / وَمَلَكْتُ مِنْهُ مَا أشَا
أَحْلَى الْبَرِّيةِ أَوْ عَلَى / عَيْنِ الَّذي يَهْوَى غِشَا
وتَنَاوَمَتْ عَيْنُ الرَّقِي / بِ لَحَثِّ أَقْدَاحِ الْوِشَا
وفَشَا الحَدِيثُ بِحُبِّنا / والحُبُّ يَحْسُنُ إِنْ فَشَا
عَبَثَ الْوُشاةُ بوَصْلِنَا / حَسَداً فقُبِّحَ مَنْ وَشَا
وَصَلَتْ رُقْعَةُ الأَمِيرِ الرَّئِيسِ
وَصَلَتْ رُقْعَةُ الأَمِيرِ الرَّئِيسِ / غُرَّةِ الدَّهْرِ وَالخَطِيرِ النَّفِيسِ
فَأَزَالَتْ مَا كُنْتُ أَشْكُو وَأَهْدَتْ / لِي نَعِيماً وَأَذْهَبَتْ كُلَّ بُوسِ
وَأَتى الشِّعْرُ مُبْرئاً وَشِفَاءً / وَأَنِيساً يَفُوقُ كُلَّ أَنِيسِ
حَسَنَ اللَّفظ مُطْرباً كُلَّ من يَسْ / مَعُ إِطْرَابَ زَابَدات الْكُؤُوسِ
قَدْ جَلاَهُ الطَّبْعُ الْمُغَاثُ بِحِذْقٍ / لِعُقُولِ الْوَرَى جِلاَءَ الْعَرُوسِ
أضْحَكَ اللهُ بِالأَمِيرِ زَمَانِي / وَلَقَدْ كَانَ قَبْلَهُ ذَا عُبُوسِ
صِرْتُ مُذْ قَدَّرَ الإِلَهُ جُلُوسي / مَعَهُ سَيِّداً لِكُلِّ جَليسِ
ضَاقَ شُكْرُ الْعُبَيْدِ عَنْ برِّ مَوْلًى / مِثْلَ ضِيقِ الغُفْرَانِ عَنْ إبْلِيسِ
يا أَميراً ما رَأَيْنَا
يا أَميراً ما رَأَيْنَا / مثْلَهُ فَضْلاً أَميرَا
يا أَبا الْعَبَّاس يا شَمْ / ساً ويا بَدْراً مُنيرَا
يَا كَبِيرَ الْعَقْلِ والْ / آدابِ مُذْ كَانَ صَغِيرَا
والذي نكذب إن / قسنا به يوماً نطير
قد أَتَى عيْدَكَ شِعْرٌ / منْكَ خَلاَّهُ حَسِيَرا
بَعْدَ سَبْقِ مِنْ خَطَارِ ال / شِّعْرِ مَنْ كَانَ خَطِيرَا
حَسَنُ اللَّفْظُ يَحاكِي / رَصْفُهُ الدُّرَّ النَّثِيرَا
مَلأَ الجِسْمَ شِفَاءً / وحَشَا الْقَلْبَ سُرُوراً
كَانَ مِنْ عَارِضِ شَكْ / وايَ وَمِنْ دَهْرِي مَجيرَا
لَيْسَ ما يَذْخَرُهُ عِنْ / دِي مِنَ الشُّكْرِ يَسيرَا
سَوْفَ أُهْدِي مِنْهُ رَوْضاً / جَاوَرَتْ مِنْكَ غَدِيرَا
كَمْ عَسِيرٍ عَادَلِي مِنْ / حُسْنِ نَعْمَاكَ يَسِيرَا
قَدْ يُرَى الْعَبْدُ وإنْ / قَلَّ بِمَوْلاَهُ كَثِيرَا
تَعَزَّ يا خَيْرَ الْوَرَى عَنْ أخٍ
تَعَزَّ يا خَيْرَ الْوَرَى عَنْ أخٍ / لَمْ يَشُبِ الإِخْلاَصَ بالَّلبْسِ
كَانَ صَدِيقاً وافِراً وُدُّهُ / صَدَاقَةَ الأَنْفُسِ والجِنْسِ
تَعَزَّ عَنْهُ بِنَبِيِّ الهُدَى / مَحَمَّدٍ أُدْخِلَ فِي الرَّمْسِ
وَهُوَ حَبِيبُ اللهِ في أرْضِهِ / مؤيَّداً بالْوَحي والْقُدْسِ
سَمَّاكَ بِالرَّاضي لِتَرْضَى بِمَا / تُسْلِفُ مِنْ أَمْرٍ ومَا تُنْسى
قَدْ أَنْذَرَ الدَّهْرُ تَصَارِيفُهُ / بِأَلْسُنٍ ناطِقَةٍ خُرْسِ
يُخْبِرُنَا عَنْ مَوْتِهِ كَوْنُهُ / بِغَيْرِ إِذْكَارٍ وَلا حَدْسِ
كَانَ نَسِيباً لإِمامِ الْهُدَى / بَالْوُدِّ والألْفَةِ والأُنْسِ
ونِسْبَةُ الجِسْمِ شَتَاتٌ إذَا / لَمْ تتآلفْ نِسْبُةُ النَّفْسِ
وَكَانَ فَرْعاً ذَاكِياً غُصْنُهُ / مُهَذَّباً مِنْ خَيْرِ ما غَرْسِ
وَكَانَ في السُّودَدِ ذَا هِمَّةِ / وَكَانَ في النِّعْمَة ذَا غَمْس
أَرْسَى عَلَيْهِ دَهْرُهُ مِثْلَ مَا / أَرْسَى عَلَى سَاكِنَةِ الرَّسِّ
إِنْ صُرِفَ الدهر إلَى مَضَى / عَادَ سُرُورُ النَّاسِ ذَا عَكْسِ
حَوادِثُ الأَيَّامِ شَقَّاقَةٌ / تُقَرِّبُ الْمَأَتَمَ بالْعُرْسِ
يَعْتَقبُ الْمَرْءُ بِها حَالُهُ / بِوَطْئِهِ الْحَزْنَ إلَى الْوَعْسِ
مَنْ عَزَّ بالدُّنْيَا هَفَا قَلْبُهُ / وَعَاد مِنْهُ النُّورُ ذا طَمْسِ
وَزالَ في تَلْوينَها عَقْلُهُ / وَغَالُهُ طَيْفٌ مِنَ اللَّقْسِ
مَنِيَّةٌ إِنْ لَمْ تُفَاجِ الْفَتَى / كَانَتْ لَهُ بِالسُّقْمِ ذَاتَ مَسِّ
لَهفِي عَلَيْهِ وَقَلِيلٌ لَهُ / لَهْفِي وهَلْ يَرْجِعُ لِي أَمْسِي
لَهْفِي عَلَى مُنْتَخَبٍ حِلْمُهُ / أَرْجَحُ مِنْ رَضْوَى وَمِنْ قُدْسِ
أَيْنَ الأُولَى كَانُوا شَمُوسَ الْوَرَى / لُيُوثَ حَرْبٍ غَيْرَ مَا شُمْسِ
جَرَى عَلَى السُّودَدِ مِنْهُمْ كَمَا / شُيِّدُ بُنْيَانٌ عَلَى أسِّ
فافْرِسْ لَهُ صَبراً يُزِيلُ الأَذَى / فَالدَّهْرِ للإِنْسَانِ ذُو فَرْسِ
يَنْعَمُ مِنْهُ جِسْمُهُ تَارَةً / ثُمَّ تَرَاهُ جَاسِيَ الْجَسِّ
فَلَمْ تَزْلْ فَوْقَ المُلُوكِ الأُولَى / مِنْ عَرَبٍ سَادُوا ومَنْ فُرْسِ
مَنْ لاَ يَرَى حُبَّكَ فَرْضاً فَما / أَدَّى فُروضَ اللهِ في الْخَمْسِ
فداؤُكَ النَّاسُ جَمِيعاً عَلَى / رَغْمِ عَدُوٍّ لِحَزٍ شَكِسِ
فالْخَلْقُ وارد مِنْ رِفْهٍ إلَى الْ / مَوْتِ وَذِي عَشْرٍ وذِي خَمْسِ
أَوَّلُهُمْ مَنْتَظِرٌ آخرّاً / فَهُوَ عَلَيْهِ الدَّهْرَ ذُو حَبْسِ
حَتَّى يَجِئُوا وَكِفَاتٌ لَهُمْ / وَلاَ يُرَى لِلْقَوْمِ مِنْ حِسِّ
وَبَعْثُهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَا كُلِّهِ / لِخَابِلِ الجِنَّةِ والإِنْسِ
تَخْشَعُ أَصْوَاتُهُمْ خِيفَةً / فَلاَ تُنَاجِي بِسَوَى الْهَمْسِ
دَاعِي المَنَايَا خَاطِبٌ كُفْوَهُ / كَخِطْبَةِ المْعُتَامِ لِلْعِرْسِ
يَسْمُو إِلَى الأَنْفُسِ فِي قُدْرَةٍ / مُنَكِّباً عَنْ سَاقِطٍ جِلْسِ
تَلْعَبُ بِالْمَرْءِ اللَّيَالِي كَمَا / قَدْ تَلْعَبُ الأَقْلاَمُ بِالنَّقْسِ
تُرْضِعُ بالإِنْعَامِ ذَا عزَّةٍ / يُقْطَمُ بِالْبُؤْسِ وَبِالتَّعْسِ
تُتْبِعُ نُعَمَاهَا بِبَأْسَائِهَا / وَيَعْقِبُ الصِّحَّةُ بالنُّكْسِ
فَالحُرُّ فِيها أَبداً حَائِرٌ / مِنْ سَوْمِهَا الْغَالِي عَلَى مَكْسِ
يُتْعِبُ فِيهَا أَبداً جِسْمَهُ / وإنَّمَا الرَّاحَةُ كاَلخَلْسِ
يَخْدَعُ فِيها بِالْمُنَى نَفْسَهُ / وَوافِدُ الْمَوْتِ بِهِ مُرْسِي
يَنْسَى الَّذِي يأَتِي بِهِ صَرْفُهَا / والآمِلُ الغَرَّارُ قَدْ يُنْسِي
تَلْبِسُهُ مِنْ طَمَعِ غَفْلَةٌ / بِالْمَطْعَمِ المَلْذُوذِ وَالُّلبْسِ
فَأَسْلَمَ اللهُ إِمَامَ الْهُدَى / فَمَا عَطَاءُ الدَّهْرِ بِالنَّحْسِ
كُلُّ الْوَرَى أَنْتَ وَكُلٌّ يُرَى / عَبْدَكَ مِنْ عالٍ ومِنْ نِكْسِ
بَقَاؤُكَ الْفَوْزُ لَنَا وَالْغِنَى / نُصْبِحُ فِيهِ مِثْلَ ما نُمَسْي
شَوىً صُرُوفُ الدَّهْرَ مَا لَمْ تُصِبْ / فِي الرَّطْبِ إِنْ عَاثَتْ وفِي اليَبْسِ
مَنْ تاجَرَ الدَّهْرَ بِلاَ صَرْفِهِ / فَصَارَ مِنْ رِبْحٍ إلَى وَكْسِ
فَأَسْلَمَ الكُلَّ فَلاَ بَأْسَ أَنْ / يُرْزَأَ في السُّدْس وفي الخُمْسِ
إِن غَيَّبَ الْبَدْرَ كُسُوفٌ فَقَدْ / لاَحَتْ بِسَعْدٍ غُرَّةُ الشَّمْسِ
مَا طَالِعُ الأُمَّةِ يَا سَيِّدِي / إِذَا خَطَاكَ الْخَطْبُ بِالْبَخْسِ
أَسُرُّكِ يَا مُنَايَ وَلاَ أَسُوكِ
أَسُرُّكِ يَا مُنَايَ وَلاَ أَسُوكِ / وأَنْفِي بِالْهَوَى عَرَضَ الشُّكُوكِ
وأَحْمِيكِ الَّذِي تَخْشِينَ مِنْهُ / كما يَحْمِيكِ مِنْ عَارٍ أَخُوكِ
لَقَدْ بُلِّغْتُ فِيكِ مَدَى الْمَنَايَا / وَما بَلَغَتْ مَدَى عَشْرٍ سُنُوِكِ
أرَى الْهِجْرَانِ مِنْكِ يُحِيلُ صُبْحِي / وَمَا أَذْنَبْتُ لَيْلاً ذَا حُلُوكِ
وَدَهْرُ الْوَصْلِ يحكْيِ لِي رَبِيعاً / يُشَابِهُ نَبْتُهُ خَلَى الْهَلُوكِ
رِياضٌ نُمْرِجُ الأَلْحَاظُ فِيهَا / مَنَوَّرَةُ الأَعالي وَالسُّمُوكِ
بَهَارٌ قَدْ حَكَى الْعُشَّاقَ لَوْناً / عَلَى قُضُبٍ حَكَتْهُمْ في النُّهُوكِ
وَوَرْدٌ مِثْلُ خَدٍّ مِنْكِ رَاضٍ / جِوَارَ فَمٍ تَبَسَّمَ عَنْ مُسُوكِ
وَيَضْحَكُ أَقحُوَانٌ فِيهِ يَحْكِي / لَنَا ثَغْراً تَكَشَّفَ عَنْهُ فُوكِ
تَطَلَّعَ بَيْنَ ذَاكَ وَبَيْنَ هَذَا / شَقَائِقُ مِثْلُ أَعْرَافِ الدُّيُوكِ
مَدَاهِنُ مِنْ عَقِيقٍ نَظَّمَتْهَا / يَدَا خَرْقَاءَ وَاهِيَةِ السُّلُوكِ
حَلَفْتُ بِغُرَّةِ الرَّاضِي فإِنِّي / أَرَاهُ حَقِيقَةً فَوْقَ الْمُلُوكِ
بأخَّاذٍ لِمَا يُرْجَى ألُوفٍ / وعَيَّافٍ لِمَا يُخْشَى تَرُوكِ
عَبُوسٍ في انِتْهَاكِ الْمُلْكِ فَظٍّ / وطَلْقٍ في مَذَاهِبِهِ ضَحُوكِ
نَهُوضٍ بِالْخُطُوبِ إِذَا اعْتَرَتْهُ / فَرَامَا هَبَّةَ السَّيفِ الْبَتُوكِ
عَشِيقُ الْمُلْكِ جَاءَ بِلاَ كِتَابٍ / يُرَجَّى الْوَصْلُ مِنْهُ وَلاَ أَلُوكِ
فَمَنْ للْبُخْلِ يُمْسُك ما حَوَاهُ / فَمَا هُوَ بالْبَخِيلِ ولاَ الْمَسُوكِ
أَجَلُّ النَّاس آرَاهُ وَعلْماً / مَقَالٌ لَيْسَ يُقْرَنُ بِالأُفُوكِ
وَمَا أَحْياهُ منْ سُنَن تَعَفَّتْ / فَدَارَ صَلاَ حُهَا دَوْرَ الدَّمُوك
رَكُوبٌ للْمَنَابِرِ سَارَ قَصْداً / إلَيْهَا وَهِيَ حَائِرَةُ السُّلُوكِ
فَذَكَّرنَا مَقَالٌ مِنْهُ فَصْلٌ / مَقَالَ الْمُصْطَفَى بِحِرَى تَبُوكِ
فأَطْلَعَ مِنْهُ شَمْسُ الْمُلْكِ سَعْداً / وَكَانَتْ نَحْسَةً بِشَفَا الدُّلُوكِ
لأَعْتَمِدَنَّ سَيْرَ الْمَدْحِ فِيهِ / بإِرِقَال يَبَرُّ عَلَى الرُّتُوكِ
أَحُوكُ مِنَ الْقَصَائِدِ وَشْيَ مَدْحٍ / تُفَضِّلُهُ عَلَى الْوَشْيِ الْمَحُوكِ
لَقَدْ فَتَكَ الزَّمَانُ بِسُوءِ حَالِي / فَأنْقِذْنِي مِنَ الزَّمَنِ الْفَتُوكِ
مَا عَلَى الأَرْضِ مَادِحٌ لَكُمُ قَبْ
مَا عَلَى الأَرْضِ مَادِحٌ لَكُمُ قَبْ / لِي وَحَقِّي مَا بَيْنَكُمْ مَهْضُومُ
أَنَا منْ بَيْنِ ذَا الْوَرَى مَظْلُومُ / وَإِذَا مَا خَصَّمْتُهُمْ مَخْصُومُ
تَتَخطَّانِيَ الْحُظُوظُ فَاسَى / ومَكَانِي منْ عِلْمِهِمْ مَعْلُومُ
كَمْ تُرَى في الزَّمَانِ مِثْلِيَ حَتَّى / لَمْ يَرْمُنِي الْوَزِيرُ فِيمَنْ يَرُومُ
قَدْ تَعَدَّانِيَ اخْتِيَارُ كَرِيمٍ / وَهُوَ طَبٌّ بالاخْتِيَارِ عَلَيْمُ
وَهُوَ أَعْلَى الْكُفَاةَ مَجْداً وفَضْلاً / إنَّ ذَا ما عَلِمْتُ حَظٌّ جَسِيمُ
لَيْسَ هذا إِلاَّ لتَأْخِيرِ حَظٍّ / حَقُّه حينَ يُنْصَفُ التَّقْدِيمُ
لَسْتُ أشْكُو أَبَا الْحُسَيْنِ وَحَاشا / هُ لَهُ دُونَ ذَلِكَ التَّعْظِيمُ
أَنَا لَوْ لُمْتُهُ وَقَدْ خُصَّ غَيْرِي / بِدُنُوٍّ مِنَ الْوَزِيرِ مُليمُ
أَتُرَانِي أَخْلَلْتُ بالعِلْمِ حَتَّى / شَدَّ مِنِّي التَّحْلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ
لَوْ رَمَى بِي الزَّمَانُ عِزَّاً تَلِيداً / لَمْ يَرُضْنِي الذَّكَاءُ وَالتَّعْلِيمُ
كَيْفَ نُجْلِي عَلَيْهِ أَبْكَارَ لَفْظٍ / وَلَهُ في الأَنَامِ مِثْلِي ندِيمُ
أَتَظُنُّ النِّدَامَ تَرْضَى بِهذَا / لاَ ومُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمُ
أَيْنَ مَنْ جَالَسَ الخَلائِفَ قَبْلِي / وَافِرٌ حينَ تُسْتَخَفُّ الْحُلُومُ
طَائِرِي سَاكنٌ وفكْرِي عَزُوفٌ / عَنْ فُضُولِ الْمُنَى وَلَحْظِي سَلِيمُ
وكَلاَمِي قَدْرُ الكِفَايَة إِلاَّ / شَرْحُ علْمٍ وَجَانِبي مُسْتَقِيمُ
فأَعِينُوا عَلَى الزَّمانِ بِعَدْوِي / إِنَّ ذَنْبَ الزَّمَانِ عِنْدِي عَظِيمُ
لِيَ عِدَاتٌ طَيْرُ التَّقَاضِي عَلَيْهَا / طَلَباً لِلنَّجَاحِ مِنْكُمْ تَحُومُ
وَالْوَزِيرُ الصَّغِيرُ فِيَهَا زَعِيمٌ / بالَّذِي أَرْتَجِي وَنعْمَ الزَّعِيمُ
هِيَ دَيْنٌ عَلَيه وَهُوَ مَلِيءٌ / مُنْصِفٌ مِنَ العِدَى وَدَهْرِي ظَلُومُ
لِعَليٍّ عَلَى الأنَامِ اعتِلاَءٌ / حَادِثٌ مِنْ جَلاَلِهِ وَقدِيمٌ
وَرَثَ الْمَجْدَ مِنْ غَطَارِفَ شُمٍّ / غُرَرٍ لاَ يُعَدُّ فِيهِمْ بَهِيمُ
فَهُوَ يَنْحُو الْوَزِيرَ فِي كُلِّ فَضْلٍ / لَيْسَ يَنْحُو الكَرِيمَ إِلاَّ كَرِيمُ
أَنْفُسٌ تَعْشِقُ الْمَكَارِمَ وَقفاً / فَرَّقَتْهَا عَلَى ائْتِلافِ جُسُومُ
فعَلَيٌّ مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ / طَابَ فَرْعَاهُمَا وَطَابَ الأُرُومُ
ذَاكَ بَدْرٌ لَنَا وَهَذا هِلاَلٌ / ذَا هَوَاءٌ لَنَا وَهذَا نَسِيمُ
لَمْ تَلِدْ مِثْلَهُ الْمُلُوكُ كَمَالاً / فَهُوَ ثَأْرٌ مِنَ الْعَدُوّ مُنِيمُ
مَنْطِقً يَشْغَلُ اللِّحَاظَ بِحُسْنٍ / فَهُوَ ثَاوٍ عَلَيْهِ لَيْسَ يَرِيمُ
تَسْتَرِدُّ الْعُيُونُ حُسْناً إليهِ / مِثْلَ مَا يَسْتَرِدُّ دَيْناً غَرِيمُ
وَنَفَاذٌ يَقْرِي الْوَلِيَّ سُرُوراً / وَيَرُدُّ الْعَدُوَّ وَهُوَ كَظِيمُ
لَوْ تَمَنَّاُه وَالدٌ مَا عَدَاهُ / وَإِلَيْهِ فِي أَمْرِهِ التَّحْكِيمُ
لَمْ يُمَحِّضْ بِمِثْلِهِ مُقْرَبُ الدَّهْ / رِ وَلاَ اسْتَامَ شِبْهَهُ مَنْ يَسُومُ
لَوْ يُحَابَى النُّجُومُ فِي طَالِعِ الْمَجْ / دِ لَقُلْنَا حَابَتْهُ فِيهِ النُّجُومُ
لَيْسَ يَأْتِي بِمِثْلِهِ الدَّهْرُ فَضْلاً / هُوَ عَنْ ذَاكَ غَيْرَ شَكٍّ عَقِيمُ
كُلُّ رَهْنٍ فِي سُؤْدَدٍ أَغْلَقُوهُ / فَلَهُ السَّبْقُ فِيهِ وَالتَّسْلِيمُ
أَنْتُمُ يَا بَنِي عَلِيٍّ نُجُومٌ / لِلْوَرَى فِي الضِّياء لَيْسَتْ تَغِيمُ
خَيَّمَتْ فِيكُمُ مَحَاسِنُ حَظٍّ / لاَحَ مِنْهَا لِلنَّاسِ دُرٌّ عَظِيمُ
قَلَمٌ جَامِعُ بَيَاناً وَحُسْناً / مَا حَوَى فِيهِ مِثْلَكُمْ إِقْلِيمُ
تَتَباهَى بِهِ القَرَاطِيسُ حُسْناً / مِثْلَ وَشْيٍ تَرُوقُ مِنْهُ الرُّقُومُ
وكَلامٌ كَأَنَّهُ زَهَرُ الرَّوْ / ضِ بَدَتْ لِلنُّجُومِ مِنْهُ نُجُومُ
قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ عُيُونُ المَعَانِي / وأضَاءَتْ في جَانِبَيْهِ الظُّلُومُ
لَكُم إِنْ تَسْقِهِ الْجُودَ جَوْدٌ / وَاقِعٌ دُرَاهُ وَخِصْبٌ مُلِيمُ
وَسَحابٌ مِنَ النَوالِ وِسَاعٌ / ضَاقَ عَنْهُ سَحابُهُ المَرْكُومُ
مَدْحُكُمْ وَاجِبٌ عَلَيَّ كَفَرْضٍ / لَيْسَ فِيهِ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمُ
لَيْسَ لِي في تأَخُّرِي عَنْكُمُ ذَنْ / بٌ مِنْ أَجْلِهِ مَهْمُومُ
كُلَّمَا جئْتُ حَالَ دُونِي حِجَابٌ / وَتَعالَتْ لَهُ عَلَيَّ الْهُمُمُ
كُسِرَتْ دُنِيَ الْحَوَاجِبُ غَمْزاً / وَبَدَا للْعُيُونِ لَمْحٌ ذَمِيمُ
لَمَعتْ لِي بِخُلَّبِ الْوَمْضِ مِنْها / بِنَوَاحِيَّ بِهِ لِحَاظٌ سَقِيمُ
فَكَأَنِّي لَدَيْهِمُ شَخْصُ بَوٍّ / لَمْ تُعَطَّفُ عَلَيْهِ ظِئْرٌ رَءومُ
طَبْعُهُم ظَاهِرُ القَساوَةِ فَظٌّ / لَيْسَ فِيهِمْ مَعَ الْبَلاءِ رَحِيمُ
لَيْسَ لِي فِي الْوُصُولِ وَقْتُ اخْتِصَاصٍ / وكَذَا فِي الْعُمُومِ مَالِي عُمُومُ
فَأُسِيمُ الْكُرُوبَ فِي مَسْرَحِ الْقَلْ / بِ وَمَرْعَى الْحِجَابِ مَرْعَى وَخِيمُ
مَالَهَا مَشْرَبٌ عَلَيْهِ مَعَ الظِّمْ / ءِ وَوِرْدِ الإِخْمَاسِ إلاَّ الْحَمِيمُ
وَالَّذِِي يُوجِبُ الْمَدِيحَ لِشَرْحِي / جَمُّهُ الْفَاءُ وَالنَّبَاتُ الْجَمِيمُ
لاَ تَكُرُّوا عَلَيَّ فِيهِمْ مَلاَماً / فَعَذَابُ الْحِجَابِ عِنْدِي أَلِيمُ
وكَذَا جَاءَ في التَّلاوَةِ نَصَّاً / لَيْسَ بَعْدَ الْحِجَابِ إلاَّ الجَحِيمُ
كُلُّهُمْ فِي أَوَانِ إِذْنِ عَدُوٌّ / وَصَدِيقٌ فِي غَيْرِ إِذْنٍ حَمِيمُ
وَنِيَامٌ عَنْهُمْ كَنَوْمةَ أَهْلِ ال / كَهْفِ لَوْلاَ وَصِيدُهُمْ وَالرَّقِيمُ
لَمْ يَلْدْهُمْ جِوَارُ سَعْدٍ كَمَا قَا / لَ جَرِيرٌ وكُلُّهْمُ مَرْكُومُ
مَا أُعَلِّي عَلَيْهِمُ اللَّوْمَ لكِنْ / مُلْزِمِي فِيهِمُ المَلاَمَ ذَمِيمُ
وَعَطَايَاكَ إِنَّهَا فَيْضُ بَحْرٍ / إنَّ شَيْطَانَ مَنْعِهِمْ لَرَجِيمُ
أَمِنَ الحَقِّ أَنْ يَجِفَّ ثَرَى رَبْ / عِي مِنْكُم وغَيْثُهُمْ مَسْجُومُ
لِيَ مِنْ غَيْثِهِ رَذَاذٌ وَطَلٌ / وَلِغَيْرِي الأَجَشُّ مِنْهُ الْهَزِيمُ
نَامَ حَظِّي فَأَيْقَظُوهُ بِجُودٍ / إِنَّهُ بَعْدَ بَدْئِكُمْ تَتْمِيمُ
قَدْ تَشَكَّيْتُ مَا أُلاَقِي إِلَيْكُمْ / مِثْلَ مَا يَشْتَكِي الْوَصِيَّ يَتِيمُ
كُلُّ مَنْ أَخْطَأْتْهُ رَحْمَةُ عَطْفٍ / مِنْ نَدَاكُمْ وَأُنْسكُمْ مَزْحُومُ
فِي زَمَانٍ طَرَّزْتُمُوهُ بِجُودٍ / وَهُوَ لَوْلاَكُمُ زَمَانٌ لَئِيمُ
لِي بِكُمْ حُرْمَةٌ ثَلاثِينَ عَاماً / غَيْرَ أَنِّي مُبَاعَدٌ مَرْجُومُ
لَيْسَ لِي مِنْكُمُ اخْتِصَاصٌ بِأُنْسٍ / بَلْ أُرَى ظَاعِناً وَغَيْرِي مُقِيمُ
مَا عَلَى الأَرْضِ مَادِحٌ لَكُمُ قَبْ / لِي وَحَقِّي ما بَيْنَكُمْ مَهْضُومُ
حينَ سَيْفُ الْمَدِيح مُدَرَّعُ الْغِمْ / دِ لَدَيْكُم مَا سَلَّهُ التّصْمِيمُ
لِيَ مِنْهُ وَخْدُ الْمَسِيرِ وَنَصٌّ / وَلَغِيرِي خِنَافُهُ وَالرَّسِيم
وَعُيُونُ الآمالِ تُطْرَفُ عَنْكُمْ / مَالَهَا نَحْوَكُمْ لِحَاظٌ تَدُومُ
مِدَحِي سَبَّقٌ وإِذْني سُكَيْتٌ / مَا قَضَى مِثْلَ ذَا الْقَضَاءِ سَذُومُ
مِدَحٌ مُلَّكْت رِقَابَ الْمَعَانِي / عُطِّلَتْ مِنْ حَلْيِهِنَّ الرُّسُومُ
شَغَلَتْها عُلاَكُمُ مِنْ مَغانٍ / سَئِمَتْ مَرَّها عَلَيْها السَّمُومُ
فَهُوَ زَيْنٌ لِمُرْتَجِيكُمْ وَعِزٌّ / وَنُجُومٌ عَلَى عِدَاكُمْ رُجُومَ
وَلآلٍ لَكُمْ يُضِيءُ سَنَاها / وَنُحُوسٌ لشانئيكُمْ حُسُوم
حَرَّمَ اللهُ أَنْ يَكُونَ جِنابِي / مُجْدِباً مِنْ نَدَاكُمُ وَالْحَرِيمُ
ضَامَنِي الدَّهْرُ باجْتنَابِكُمُ قُرْ / بِي وَمَنْ ضَامَهُ الزَّمَانُ مُضِيمُ
أَنْصفُونِي فِي نَظْمِ مَا قُلْتُ فِيكُمْ / هَلْ يُدَانِيهِ لُؤْلُؤٌ مَنْظُومُ
هُوَ لَفْظٌ تَحَكَّمَ الطَّبعُ فِيهِ / مِثْلُهُ لا عَدِمْتُكُمْ مَعْدُومٌ
وَتَخَطَّى عِرَاصَكُمْ بُؤْسُ دهْرٍ / وَثَوَتْهَا مَسِرَّةٌ وَنَعِيمُ
كُلُّكُمْ فِي مُعَجَّلِ الدَّهْرِ والآ / جِلِ جَمُّ الْعُلَى مُعَافىً سَلِيمُ
مُتَيَّمٌ مُتْلِفُهُ تَلَدُّدُه
مُتَيَّمٌ مُتْلِفُهُ تَلَدُّدُه / بانَ لِبَيْنِ الْهَوَى تَجَلُّدُهُ
طَالَ عَلَيْهِ مَدَى الصُّدُودِ فَمَا / يُبْصِرُهُ مِنْ ضَنَاهُ عُوَّدُهُ
قَدْ كَتَبَ الْحُبُّ بِالسَّقَامِ لَهُ / نَظَّمَهُ بِمَنْ أَتَى يُفَنِّدُهُ
أَوْرَدَهُ الْحَتْفَ مَا رِدٌ غَنِجٌ / زَادَ عَلَى حُسْنِهِ تَمَرُّدُهُ
يَكَادُ مِنْ لِينِهِ وَرِقَّتِهِ / تَحِلُّهُ لَحْظَتِي وَتَعْقُدُه
قَد ارْتَدَتْ بِالجَمَالِ جُمْلَتُهُ / كَمَا ارتَدى بالنَّدَى مُحَمَّدُهُ
خَلِيفَةٌ أُكْمِلَتْ فَضَائِلُهُ / فَفَرْعُهُ طَيِّبٌ وَمَحْتِدُهُ
تَعَبَّدَ المَجْدَ فَهُوَ يَمْلِكُهُ / طَارِفُهُ عِنْدَهُ وَمُتْلَدُهُ
قَدْ رَضِيَ الرَّاضِيَ الإِلهُ لإصْ / لاَحِ زَمَانٍ سِوَاهُ مُفْسِدُهُ
فَهُوَ بِتَفْوِيضِهِ الأُمورَ إلَى اللَّ / هِ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ يَعْضُدُهُ
أَمّا تَرَى مَا كَفَاهُ مِنْ خَطَرِ / غَائِرُهُ مُعْجِزٌ وَمُنْجِدُهُ
لاَ يَبْلُغُ الْفِكْرُ كَشْفَ غُمَّتِهِ / يَعُومُ فِي حَيْرَةٍ تُرَدِّدُه
وَهُوَ عَلَيْهِ فِي ذاكَ مُتَّكِلٌ / يَشْكُرُ إحْسَانَهُ وَيَحْمَدُهُ
وَلَنْ يُضِيعَ الإِلهُ مُلْتَجِئاً / إلَيْهِ فِي الْخَطْبِ بَلْ مُؤَيِّدُهُ
يَسِلُّ رَأْياً كَالسَّيْفِ وَقْفَتُهُ / وَيَحْتَوِي سَيْفَهُ وَيُغْمدُهُ
تَمَسُّكاً فِيهِ بِالْوَفَاءَ وَمَا / تَقْصُرُ عَمَّا يُرِيدُهُ يَدُهُ
كفَايَةُ اللهِ تَسْتَطِيفُ بِهِ / تُنْحِسُ أَعْدَاءَهُ وَتُسْعِدُهُ
أَوْحَدَهُ اللهُ فِي فَضائِلِهِ / فَهُوَ مِنْ بَدْءِ الْكَمَالِ أَوْجَدَهُ
جَرَى عَلَى الصُّنْعِ وَالسَّعَادَة وَالْ / يُمْنِ لَهُ سَيْرُهُ وَمَقْصَدُهُ
جُيُوشُهُ حَوْلَهُ كَمَا حَدَقَتْ / بِالْبَدْرِ بَدْرِ التَّمَامِ أَسْعُدُهُ
يَسُوسُهُمْ بِالسَّدَادِ حَاجِبُهُ / وَهُوَ بآرَائِهِ يُسَدِّدُهُ
كَأَنَّهُ منْهُ لَيْسَ يَبْعُدُ أَنْ / يُشَبِّه مَوْلَىً في الْعِزِّ أَعْبُدُه
لَكِنَّهُ فَايِتٌ بِهِمَّتِهِ / كَمَا يَفُوتُ الهِلاَلَ فَرْقَدهُ
وَأَيْنَ منْ زَاخِرِ العٌبابِ صَرىً / يُحْفِي إذا جَاشَ فِيهِ مُزْبِدُهُ
أَرَى ذَكِياً ذَكَتْ خَوَاطِرُهُ / فَلَمْ يَخُنْ فَهْمَهُ مُتَلِّدُهُ
سَيْفٌ عَلَى مَنْ عَصَاكَ مُتَّقِدٌ / تُطْفِي بِهِ طُغْيَانَهُ وَتُغْمِدُهُ
يا خَيْرَ مَنْ لاَذَ ذُو الرَّجَاءِ بِهِ / وَخَيْرَ مَنْ بالنَّوالِ يَرْفِدُهُ
وَمَنْ يَفُوتُ الْمُنَى تَطُوُّلُهُ / وَيَقْتَضِيهِ الإنْجَازَ مَوْعِدُهُ
أَمْوالُهُ نَحْوَنا مُوَجَّهَةٌ / بِنائِلٍ لاَ تُحَثُّ وُرَّدُهُ
يُعْلَى لَنا الحالُ والمَحَلُّ بِهِ / فَلاَ سُؤالٌ لَهُ نُرَدِّدُهُ
لَوْ جازَ أَنْ يَعْبُدَ العِبادُ سِوَى الْ / خالِقِ كُنَّا لِلْبِرِّ نَعْبُدُهُ
عَبْدُكَ مَنْ قَدْ عَرَفْتَ نيَّتَهُ / لَمْ يَنْتَقِصْ ساعَةً تَوَدُّدُهُ
يَسْألُ أَنْ يَسْتَبِينَ سَيِّدُهُ ال / رَّأْيَ بِفِكْرٍ لَهُ يُحَدِّدُهُ
وَمُؤَثِرُ الْحَقْنِ للدَّماءِ فَقَدْ / تَاقَتْ إلَيْهِ لِلْعَيْثِ شُرَّدُهُ
مُسْتَيْقناً نِعْمَةَ الْمُطِيعِ لَهُ / يَحْمِلُ مَا فِي الضَّمانِ يَعْقدُهُ
يَقْبَلُ فِيهِ ضَمَانَ مَوْعِدِهِ / فَلَيْسَ يُخْشَى مِنْهُ تَزَيُّدُهُ
إِنْ قَالَ قَوْلاً وَفَّى بِهِ عَجِلاً / يَهْدِيهِ لِلرَّأْيِ فِيهِ أَرْشَدُهُ
فَكُلُّ وَقْتٍ لَهُ شَرِيطَتُهُ / يُصْدِرُ هذَا مَا ذَاكَ يُورِدُهُ
قَدْ يَسْمَحُ الْيَوْمَ بِالْمُرَادِ وَلاَ / يُشْبِهُهُ فِي سَماحِهِ غَدُهُ
فِي كُلِّ صُقْعٍ مِنَ الْبِلادِ لَظىً / مُسَعَّرٌ وَالغُواةُ تُوقِدُهُ
فَانْ نَجا بَعْضُها بِمَقْصِدِهِ / هُدَّ مِنَ الْبَعْضِ ما يُشَيَّدُهُ
وَكُلُّهُمْ إِنْ أَقَامَ فِي يَدِهِ / خِطامُهُ صَاغِراً وَمِقْوَدُهُ
يَطْلُبُ هَذَا ما ذاكَ يَطْلُبُهُ / بِشافِعٍ عِنْدَهُ يُؤَكِّدُهُ
قَدْ يَسْتَحِيلُ الْوَلِيُّ ذَا عَنَتٍ / تُقْدَحُ بِالْغِشِّ مِنْهُ أَزْنُدُهُ
وَيُصْبِحُ المخْلِقُ الْوَلاَءَ لَهُ / مِنْ طَاعَةٍ ثابِتٍ تُجَدِّدُهُ
بَغْدادُ حِصْنُ الْمُلُوكِ تُؤْمِنُهُمْ / مِنْ كُلِّ بَاغٍ يُخْشَى تَوَرُّدُهُ
وَأَهْلُها فِي الْخُطُوبِ جَيْشُهُمُ / بِغَيْرِ رِزْقٍ لِلْجَيْشِ يَنْقُدُهُ
فَأَيْنَ لاَ أَيْنَ مِثْلُهَا بَلَدٌ / بِحافِظٍ مُلْكُهُ يُؤَكِّدُهُ
فَلا تُرِدْ غَيْرَهَا بِهَا بَلَداً / أَسْلَمُ سَيْرِ الْمُغِذِّ أَحْمَدُهُ
والأَمْرُ مِنْ بَعْد ذَا وذَاكَ إِلَى / مُعَوَدٍ لِلصَّوابِ يُوجِدُهُ
فَإنَّهُ أَعْلَمُ الْمُلُوكِ بِمَا / يَفْعَلُ وَاللهُ فِيهِ يُرْشِدُهُ
يَا مُذِيقِي غُصَّةَ الْكَمَدِ
يَا مُذِيقِي غُصَّةَ الْكَمَدِ / مُشْعِلاً لِلنَّارِ في كَبِدِي
أَلِذَنْبٍ كَانَ هَجْرُكَ لِي / أَوْ دَلاَلَ الْغُنْجِ والْغِيَدِ
حِيْنَ أَزْمَعْتَ الرَّحِيلَ ضُحىً / أَزْمَعَتْ رُوحِي عَنِ الْجَسَدِ
ما أُبالِي مَا يَفُوتُ إِذَا / ظَفِرَتْ بِالوَصْلِ مِنْكَ يَدِي
قُلْ لِخيْرِ النَّاسِ كُلِّهِم / لا أُحاشِي فيهِ مِنْ أَحَدِ
الَّذِي يَرْضَى الإِلهُ بِهِ / مُذْهِباً لِلْغِيِّ بِالرَّشْدِ
حَاسِدِي في حُسْنِ فِعْلِكِ بِي / غَيْرُ مَعْذُولٍ عَلَى الْحَسَدِ
قَدْ دَهَتْنِي الآنَ دَاهِيةٌ / وَسْمُهَا بَاقٍ عَلَى الأَبَدِ
أَنْتَ يَا أَعْلَى المُلُوكِ يَداً / عُدتِي فِيهَا وَمُعْتَمَدِي
تَوْبَتِي قَدْ ذَلَّ جانِبُهَا / بِيعَ مِنْها النَّوْمُ بِالسُّهْدِ
ضَعَّفَ لحرمَانُ قُوَّتَها / بَعْدَ حُسْنِ الأَيْدِ والجَلَدِ
لا تُطِعْ فِينَا الْوُشَاةَ فَقَدْ / جَعَلُونَا ضُحْكَةُ الْبَلَدِ
حِينَ فَازُوا دُونَنَا بِيَدٍ / مِنْكَ واسْتَوْلُوا عَلَى الأَمَدِ
وَرَأَيْناهَا مُعَايَنَةً / إِنَّ هَذَا مُنْتهَى الْكَمِدِ
بَعْدَ أَنْ كُنَّا بِفَضْلِكَ فِي / طِيبِ عَيْشٍ دُونَهُمْ رَغَدِ
فَأَنِلْنا مَا أَنَلْتَهُمُ / خَمْسَةً تُوفِي عَلَى الْعَدَدِ
أوْ فَزِدْنَا مِثْلَ عَادَتِنا / لَيْس غَمْرُ الْجُودِ كَالثَّمَدِ
عِنْدَنا مِنْ فِعْلِهِمْ تِرَةٌ / فَأَزِلْها الْيَوْمَ بِالْقَوَدِ
لَمْ تَزَلْ بِالْبَذْلِ تَبْدَأُنَا / فاجْعَلَنْها الآنَ دُونَ غَدِ
وَلْيَكُنْ إِنْ شِئْتَ مُكْتَتماً / إِنَّنا مِنْهُمْ عَلَى رَصَدِ
وَأَزِلْ نَحْساً بِرُؤْيَتِهِمْ / طَالعاً مِنْهُمْ بِمُفْتَقَدِ
وَعَلَيْهِمْ لا عَلَيْكَ بِهِمْ / دابرَاتُ السُّوءِ وَالنَّكَدِ
أَبَغِضِتَهُ مِنْ بَعْدِمَا بُذِلَ الرِّضَا
أَبَغِضِتَهُ مِنْ بَعْدِمَا بُذِلَ الرِّضَا / هذَا تَجَنٍّ مِنْ حَبِيبٍ يُرتضَى
لاَ تجْزَعَنْ للْبُعْدِ تُوعَدُهُ غَداً / فاللهُ يَصْرِفُهُ بما فيهِ قضَا
ظُلِمَ الحَبِيبُ فَأَظْلَمَ الْبَيْتُ الَّذِي / أَمَّتْ مَطاياهُ بهِ ذات الأَضَا
قَدْ قالَ بَشَّارٌ وكانَ مُسَدَّداً / يَحْوِي المعَانِي إنْ رَمَى أَوْ أَنْبَضَا
قَدْ ذُقْتُ أُلْفَتَهُ وذُقْتُ فِراقَهُ / فَوَجَدْتُ ذَا عَسَلاً وذَا جَمْرَ الغَضا
خُذْ مِنْ زَمانِكَ ما صَفَا لَكَ قَلَّما / يُغْنِيكَ غُمُّكَ بِالتَّكدُّرِ إِذْ مَضا
واصْبِرْ عَلَى غَرَقٍ بِنُعْمى نلْتَهَا / إنَّ الزمانَ لَمُقْضٍ مَا أَقْرَضا
فَهَوَيْتَ فِي لُجٍّ عَلاكَ عُبابُهُ / لا بُدَّ أَنْ تَلْقَى الَّذِي لَكَ قُيِّضَا
إنْ قُمْتَ فِيهِ لَمْ تَطُلْهُ لِغُزْرِهِ / ورَأَيْتَ تَحْتَ الرِّجْلِ مِنْهُ مَدْحضَا
وَتَسَرَّعَتْ مِنْهُ إلَيْكَ حِجَارَةٌ / تَذَرُ الصَّحِيحَ مِنَ الْعِظَامِ مُرَضَّضَا
وَكساكَ مِنء يَدِهِ وَلَمْ تَسْتَكْسِهِ / عُشُراً يُؤلِّفُهُ المُدُودُ وَعِرْمضا
نَجَّاكَ مَنْ نَجَّا بِلُطْفٍ يُونُساً / مِنْهُ وكَانَ لِقَبْضِ رُوحِكَ مَعْرِضا
هَذَا وَقَدْ ثَلَمَ الزَّواقِلُ جَانِبِي / فَأَفْضْتُ دَمْعاً عنْدَ ذَاكَ مُغَيَّضَا
أَبْكي كِساءً كانَ أَوْثَقَ عُدَّتِي / إنْ أَخصرَ البَرْدُ العِظامَ ونَقَضَّا
وَمِخَدَّةً قَدْ كانَ يَأْلفُ لِينُهَا / خَدِّي فأَضْحى الْجِسْمُ مِنْها مُمْرَضا
وَنَفِيسَ فَرْشٍ كالرِّياضِ نُقُوشُ / ما كان من دُونِ الرِّياشِ مُرَحَّضَا
وَمُجَمَّعاً قَدْ كُنْتُ أجْمَعُ آلةً / فِيهِ وكَانَ مِنَ الْبَلاءِ مُفَضَّضَا
والصُّفْرَ أَبْكِي كالنُّضارِ وَشَمْعَةً / زانَتْ يَدُ الْمَاشِي بِهَا والْمِقْبَضَا
صَرَّحْتُ بِالشَّكْوَى إليكَ تَأَنُّساً / بِنَدى يَدَيْكَ إذا غَرِيبٌ عَرَّضا
فَلأنْتَ أعْلَى فِي المُلُوكِ مَحِلَّةً / وأَجَلُّ من رَاشُ العُبَيْدَ وَأنْهضا
مِنْ بَعْدِ ما غالَ الْمَشِيبُ شَيْبَتِي / وَنَضا لِباسَ تَجَمُّلِي فِيما نَضا
وَأحارَنِي مَرَضاً وَأَوْهَنَ قُوَّتِي / فَغَدَوْتُ مِنْهُ وَقَدْ صَحِحْتُ مُمَرَّضا
وإذا دَنَتْ سَبْعُونَ مِنء مُتَأَمِّلٍ / دانى وَلَمْ يَرَ فِي اللَّذاذَةِ مَرْكَضا
وَجَفاهُ نَوْمٌ كانَ يَأْلَفُ جَفْنَهُ / قِدْماً وَأَضْحى لِلحُتُوفِ مُعَرَّضا
وإذا بَلَغْتُ إلى الأمامِ مُسَلِّماً / ورَأَيْتُهُ زَالَ التَّخَوُّفُ وانْقَضى
وَنَسِيتُ رَوْعَاتِ لإِرْجافٍ فَشا / ما زلْتُ للإِشْفاقِ فِيهِ مُرْمَضا
ذادَتْ مَوارِدُهُ الكَرى عَنْ مُقْلَتِي / وَأَبَى عَلَيَّ حِذَارَهُ أَنْ أُغْمضا
فَعَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ رَأَيْتُكَ سالماً / صَوْمٌ وعِتْقٌ عاجِلٌ لا يُقْتَضَى
بِمُحَمَّدٍ رَضِيَ الإلهُ خَلِيفَةً / فِي الأَرْضِ فَهُو بِذاكَ راضٍ مُرْتَضَى
جاءَتْهُ طَوْعاً لَمْ يُسَيِّرْ لَفْظَهُ / فِيهَا ولاَ أَضْحى لَهَا مُتَعَرِّضا
فَهُوَ الْحَقِيقُ بِهَا الْمَعانُ بِقُوَّةٍ / فِيهَا بِحُكْمٍ فَاصِلٍ لَنْ يُدْحَضا
أَللهُ أَقْبَلَ لشي بِوَجْهِ نَوالِهِ / فَرَفَضْتُ وَجْهَ الدَّهْرِ لَمَّا اَعْرَضا
بَدْرٌ يُضِيءُ دُجى الظَّلامِ وَلَمْ يَزَلْ / لِسَوادِ ما تَجْني الخُطُوبُ مُبَيِّضا
بِكْرُ الزَّمانِ فَلَيْسَ يُنْتَجُ مِثْلُهُ / أَبداً وَلاَ يُلْفَى بِهِ مُتَمَخِّضا
عَالِي الْمَحلِّ بنَى لَهُ آباؤُهُ / شَرَفاً أَبَتْ أَرْكَانُهُ أَنْ يُنْقَضا
مَنْ شَامَ عِزَكَ ذَلَّ دُونَ منَالِهِ / أَوْ رامَ ما رَفَّعْتَ مِنْهُ تَخفضا
أَحْسَنْتَ حَتَّى مَا نَرَى مُتَسَخِّطَا / يَشْكُو الزَّمَانَ وَلاَ نرَى لَكَ مُبْغضا
كَمْ مُبْغِضٍ حُطَّتْ إلَيْكَ ركَابُهُ / نالَ الغنيّ عَجِلاً فَأَغْنَى المُبْغِضَا
بِعُلُوِّ فَخْرِكَ فِي الْمَفَاخِرِ يُعْتَلَى / وَبِنُورِ هَدْيِكَ في الدِّيانَة يُسْتضَا
وَجليلِ خُطْبٍ عَابَ مِنْكَ عَزِيمَةً / فَأَتَى إليَكَ بِمَا هَوِيتَ مُفَوِّضا
وَمَضَتْ بُرُوقٌ في العِراقِ فَأَخْلَبَتْ / وَرَأَيْتُ بُرْقَكَ صَادقاً إذْ أَوْمَضَا
قَزَعٌ أَرَذّ فَما غَذَتْ أَخْلافُهُ / غَرْساً وَلا هُوَ بالْجَمائلِ رُوِّضَا
وَتَداءَبتْ بِذَوِي الضَّلالةِ هِبْوةٌ / أَبْقَتْ لَهُمْ أَسَفاً وَخَوْفاً مُمْرِضا
وَسَيكْشِفُ الْهَبَواتِ ربُّكَ نِقْمَةً / تَدَعُ البِناءَ مِن الضَّلالِ مُقَوَّضا
سَتَرى الْقِيامَ به قُعُوداً عاجِلاً / فَزِعاً وَيَرْجِعُ ساكناً مَنْ حَرَّضا
وَيَصِحُّ مِنْ غَمَراته مَنْ لَمْ يَزَلْ / فِيما قَضَيْتَ مِنَ الأُمورِ مُمَرَّضا
وَيَعُودُ ساعٍ في الْجَهالةَ عاثِراً / لا يَسْتَطِيعُ من النَّدامَةِ مَنْهَضا
وَيَرَى غَوِيٌّ رُشْدَهُ فَيُشِيمُ ما / قَدْ كانَ مِنْ نَعَمِ الضَّلالةِ رَبَّضا
وَيَفُلُّ غَرْبَ جُمُوعِهِمْ لَكَ حاسِمٌ / مِنْ جَيْشِ رَأْيكَ كَالسِّهامِ المُنْتَضى
ويُذِيقُهُمْ جُرَعَ المَنايا بجَكَمٌ / وَكَذاكَ عادَةُ بَجْكَمٍ فِيما مَضَى
سَيْفُ الخِلافَةِ والْمُبِيرُ عَدُوَّها / بِسَدِيدِ عَزْمٍ صائِبٍ إِنْ أَعْرَضَا
أَنْحى عَلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ فَخِلْتَهُمْ / لِتَناثُرِ الأعْضَاءِ حَصْباءَ الْفَضَا
دَلَفَ الرِّجالُ إِلَيْهِمْ فَكَأَنَّما / كانُوا نِساً حِينَ دُمُّوا حَُّضا
فَعَفَوْتَ عَنْ طَلَبٍ لَهُمْ فَتَبَسَّطُوا / ثِقَةً وَكانَ نَجاؤُهُمْ مُتَقَيَّضَا
كيْفَ التَّورُّط فِي ظَلمِ ضَلالةٍ / والصُّبْحُ فِي سُبْل الهِدايَةِ قَدْ أَضا
يا واحِدَ الْكَرَمِ الَّذِي نَلْقَى بِهِ / وَجْهَ الزَّمانِ إذا تَسَوَّدَ أَبْيَضَا
خُذْها إلَيْكَ قَوافِياً قَدْ لُبّسَتْ / رَقْماً أَبى تَحْسِينُهُ أَنْ يُرْفَضَا
كانَتْ مُجَمَّعَةَ الظُّهُور نَوافِراً / فَأَتَتْكَ لَيِّنَةَ المَقادَةِ رُيَّضَا
لَفْظاً أَلِيفاً للْقُلُوب مُحَبَّباً / لَمْ يُلْفِ وَقْراً فِي المَسامِعِ مُبْغَضا
مِنْ شِعْرِ مَقْصُورِ الْمَدَى مُتَكَلَّفٍ / إنْ رَامَ نَهْجاً في طَرِيقٍ أُدْحِضَا
وكَأَنَّهُ ثِقْلاً فِرَاقُ أَحِبَّةٍ / نَادى به داعِي الشّتاتِ وحَضَّضَا
بَلْ مُرْسَلاً طَبْعاً فَسِيحاً ذَرْعُهُ / قَدْ شَفَّ ذَا الباعِ القَصِيرِ وَأَرْمَضَا
وإذَا أَمالَ إليْهِ سَمْعاً صاعَدَتْ / أَنْفَاسُهُ أَسَفاً عَلَيْهِ واَبْغَضَا
أَحْذاكَهُ مَنْ لاَ يَزالُ ضَمِيرُهُ / عَمَّا كَرهْتَ مِنَ الْمَذَاهِبِ مُعْرضا
أَفْنَى الزَّمانَ بِخدْمَةٍ لَكَ آمِلاً / ما نلْتَهُ فَأَنْلُه غاياتِ الرِّضَا
وَمَدائِحٍ سَبَقَتْ إلَيْكَ بأَسْرهَا / يَأْتِيكَ قَائِلُهَا بِهَا مُتَعَرِّضَا
مَا شَرَّفَتْهُ خِدْمَةٌ لَكَ قَبْلَهَا / حَتَّى مَلَكْتَ فَدَسَّهُنَّ مُعَرِّضَا
وَأَصَابَ مَرْعىً في فنَائِكَ مُمْرِعاً / فَأَخَلَّ فيهِ بالْحُظُوظِ وَأحْمَضَا
إذْ سَيْفُ عَزْمِكَ كَامِنٌ في جَفْنهِ / أَرْجُو انْتضاكَ لَهُ وَلَمَّا يُنْتَضى
هَذي سَوَابِقُ لا يمُتُّ بِمثْلَهَا / مَنْ قَدْ أَتَى خَلْفَ السُّكَيْت مُرْكضا
فَأَفدْ وَعَوِّضْ مَادِحاً لَكَ رَاجِياً / فَلأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ أَقَالَ وَعَوَّضَا
قُل لِلْخَلِيفةِ تِرْبِ الْعِلْمِ والأدَبِ
قُل لِلْخَلِيفةِ تِرْبِ الْعِلْمِ والأدَبِ / وأَفْضَلِ النَّاسِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
ومَنْ أَجَلَّ إلهُ النَّاسِ رُتْبَتَهُ / حتَّى علاَ وهَوَى الأملاكُ في صَبَبِ
قَدْ كان لِي مَوْعِدٌ في النَّسْخِ لَمْ أَرَهُ / وفاتَنِي القَدَحُ الْمَحْفُوفُ بِالطَّرَبِ
وحازَ صَحْبِي دُنِي طِيبَ مَعِرقَةٍ / لِباسُها أَفْخَرُ الأنْسابِ والحَسَبِ
وليْلَةُ الفِطْرِ أَبْقَتْ لِي حزازَتُها / ناراً تَرامى عَلَى الأحشاءِ باللَّهَبِ
فَجازَنِي بِرُّ مَوْلىً كان يَبْدَأُنِي / كأَنَّنِي ناقِصٌ فِي رُتْبَةِ الأدَبِ
أَلَمَّ بِي طَيْفُ حِرْمَانٍ فَأَرَّقَنِي / فَبِتُّ مُعْتَنِقاً للْهَمِّ والكُرَبِ
هذَا عَلى خِدمَةٍ مَا ذُمَّ سالِفُهَا / ودَوْلَةٍ لِي فِيها أَوْكَدُ السَّبَبِ
وأنَّنا نُقَباءٌ شاعَ نَصْرُهُمُ / نُلْقِي أَعادِيكُمُ في الحَرْبِ بِالحَرَبِ
ويَوْمَ مَرْوانَ أُفرِدْنا بِمَشْهَدِهِ / والفَخْرِ فِيهِ بِنَصْرِ السَّادَةِ النُّجَبِ
مقالَةٌ تُوردُ الأخْبارُ صِحَّتَها / مَوْجُودَةٌ فِي رِواياتٍ وفِي كُتُبِ
إن كانَ ذلِكَ مَزْحاً مِنْ إمَامِ هدىً / فَحَبَّذا هُوَ مِنْ مَزْحٍ وَمِنْ لَعِبِ
وَسَوْفَ يأْتِي سَرِيعاً مِنْهُ لِي عِوَضٌ / كَمَا أَتاهُمْ بِلا كَدٍّ وَلاَ تَعَبِ
فَالْعَيْشُ إن كانَ هذَا عَنْ خَبِيٍّ رِضاً / والمَوْتُ إن كانَ كُلُّ الْمَوْتِ عَنْ غَضَبِ
رَأَيْتُ وَجْهَ الرِّضَا أَعْلَى لطَالِبِهِ / مِنَ الصِّلاتِ إذَا تُوبِعْنَ وَالرُّتَبِ
لا تَجْعَلَنِّيَ نَهْباً للْهُمُومِ فَقَدْ / تَرَدَّدَ الظَّنُّ بَيْنَ الرَّغْبِ والرَّهَبِ
أَقُولُ قَوْلَ امْرِئٍ صَحَّتْ قَرِيحَتُهُ / مَا زَالَ فِي الدَّهْرِ ذا كَدْحٍ وذَا دَأَبِ
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الآدَابَ في عُصَبٍ / حَظَّاً وصَيَّرَها غَيْظاً عَلَى عُصَبِ
ومِثْلُ شَكْوَى حَكِيمٍ عَضَّهُ زَمَنٌ / كما اشْتَكَى غَارِبٌ مِنْ عَضَّة القِتْبِ
أَفْضِلْ عِنانَكَ لاَ تَجْمَحْ بِهِ طلَباً / فلا وعَيْشِكَ مَا الأرْزاقُ بِالطَّلَبِ
قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ تَتْعَبْ رَواحِلُهُ / ويُحْرَمُ الرِّزْقَ مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ تَعَبِ
مَا أَصْعَبَ الفَقْدَ لِلْعَادَاتِ مِنْ مَلِكٍ / تَقْدِيمُهُ فِي الْعَطَايَا أَشْرَفُ الرُّتَبِ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ صَبْراً عَنْ مَحاسِنِهِ / ونَشْرِهَا فِي الْوَرَى أمْعنْتُ فِي الْهَرَبِ
ما لِي إذا لَمْ أَفُزْ مِنْهُ بِمَنْزِلَةٍ / وَعَوْدِهِ بِالرِّضَا في الْعَيْشِ مِنْ أَرَبِ
إنِّي لآمُلُ مِنْهُ حُسْنَ عَطْفَتِهِ / فالحَظُّ مُقْتَسِمٌ وَالدَّهْرُ ذُو عُقَبِ
حَتَّى يُبَيِّضَ وَجْهِي مُذْهباً حَزَنِي / بِالبَذْلِ لِلْفِضَّةِ الْبَيْضاء والذَّهَبِ
كعادَةِ الدَّهْرِ فِي تَقْدِيمِهِ أبداً / رَضَعْتُ مِنْهُ بَدَرٍّ طَيِّبِ الحلَبِ
فَقَدْ سَبَقْتُ بِمَدْحٍ فِيهِ فُزْتُ بِهِ / صِدْقٍ إذَا مُدِحَ الأمْلاكُ بِالْكَذِبِ
فَاسْمَعَ لِمَدْحٍ يَلَذُّ السَّمْعَ مُنْشِدُهُ / لا تَجْعَل الرَّأْسَ فِي الأَشْعَارِ كَالذَّنَبِ
مُشَبَّهٌ لَفْظُهُ فِي حُسْنِ مَذْهَبِهِ / بِلَفْظِ شِعْرٍ بِنَارِ الحُسْنِ مُلْتَهِبِ
يا مَنْ يُحَمِّلُ ذَنْبَ الرَّاحِ شَارِبَهَا / أَقْبِلْ بوَجْهِ الرِّضَا فِي ساعة الغَضَبِ
لا وَالَّذي أَنْتَ مِنْهُ نِعْمَةٌ مَلأَتْ / عُرْضَ البِلادِ وحَلَّتْ حَبُوةَ النُّوَبِ
ما فِي عَبِيدِكَ إِنْ فَتَّشْتَ أَمْرَهُمُ / أَقَلُّ مِنِّيَ فِي رِزْقِي وَفِي نَشَبِي
شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ
شَهِيداهُ إنْ لَمْ تَظْلِمِيهِ نُحُولُ / وَدَمْعٌ لَهُ فِي وَجْنَتَيْهِ هُمُولُ
أَيُرْضِيكِ أَنْ تَضْني فَدامَ لَك الرِّضا / سَيَقْصُرُ عَنْهُ حاسِدٌ وَعَذُلُ
تَقُولُ وَقَدْ أَفنَى هَواها تَصَبُّرِي / فَوَجْدِي عَلَى طُولِ الزَّمَانِ يَطُولُ
تَجاوَزْتَ في شَكْوَى الْهَوى كُنْهَ قَدْرِهِ / وَما هُوَ إلاَّ زَفْرَةٌ وَغَلِيلُ
ومَا أَرِقَتْ عَيْنٌ لَها فِيهِ لَيْلَةً / فَخَفَّ عَلَيْها الحُبُّ وَهُوَ ثَقِيلُ
وَجَدْتِ إلَى قَتْلِي سَبِيلاً وَلَيْسَ لِي / إلى الصَّبْرِ وَالسُّلْوانِ عَنْكِ سَبِيلُ
فَدُونَكِ نَفْسِي فَاجْعَلِي تُحْفَةَ الرَّدَى / حُشاشَتَها إذْ حانَ مِنْكِ رَحِيلُ
وَيَكْبُرُ مَنْ يُلْقِي إلَيْكِ بِوُدِّهِ / وإنَّ هَوانِي فيكُمُ لقَلِيلُ
وما ازدادَ إلاَّ صحَّةً بَعْدِكِ الهَوى / وَلكنَّ قَلْبِي ما نَأَيْتِ عَلِيلُ
لَعَمْرُكِ لا أَتْبِعْتُ ما فاتَ بِالأَسَى / وَرَأْيُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ جَمِيلُ
هُوَ الدّينُ وَالدُّنْيا فَلَيْس لِطالِبٍ / وَلا راغِبٍ عَمّا لَدَيْهِ مُمِيلُ
سَميَّ خَلِيلِ اللهِ لا زِلْتَ مُقْبِلاً / عَلَيْكَ بِنُعْمى ذِي الجَلاَلِ قَبُولُ
وَقاكَ الَّذِ سَمّاكَ مُتَّقِياً لَهُ / فَأَنْتَ مِنَ الدَّهْرِ الغَشُومِ تُدِيلُ
مُطِيعُكَ أَنِّي حَلَّ فَالْعِزُّ جارُهُ / وَعاصِيكَ لْ نالَ النُّجُومَ ذَلِيلُ
فَأَضْحَتْ عُيُونُ الْعَدْلِ تَسْمُوا بِلحْظِها / وأَصْبَحَ طَرْفُ الْجَوْرِ وَهُوَ كَلِيلُ
أَضَاءَتْ بِكَ الدُّنْيا فَأَشْرَقَ نُورُها / وَأَنْتَ الَّذِي يُذْكِي سَناهُ أُفُولُ
فَكُلُّ عَلاءٍ إِنْ سَمَوْتَ مُقَصِّرٌ / وَكُلُّ فَخارٍ إنْ فَخَرْتَ ضَئِيلُ
وكُلُّ سَناءٍ مِنْ طَرِيفٍ وتَالِدٍ / إلَيْكَ مُشِيرٌ بَلْ عَلَيْكَ دَلِيلُ
ولَوْلا بَنُو العَبَّاسِ عَمّ مُحَمَّدٍ / لأصْبحَ نُورُ الْحَقِّ فِيهِ خُمُولُ
لَكُمْ جَبَلا اللهِ اللَّذانِ اصْطَفاهُما / يَقُومانِ بالإِسْلامِ حِينَ يَمِيلُ
نُبُوَّته ثُمَ الخِلافَةُ بَعْدَها / وما لَهُما حَتَّى اللِّقاءِ حَوِيلُ
أَتَتْكَ اخْتِيَاراً لاَ احْتِلاباً خِلافَةٌ / لَكَ اللهُ فِيها حافِظٌ وَوَكِيلُ
حَباكَ بِها مَنْ صانَها لَكَ إنَّهُ / بِإتمامِ نُعْماهُ عَلَيْكَ كَفِيلُ
وَلَوْ حِدْتَ عَنْها قادَها بِزِمَامِها / إلَيْكَ اصْطِفاهُ اللهِ وَهِيَ نَزِيلُ
ثَوَتْ حَيْثُ أَثْواها المَلِيكُ بِحُكمِهِ / وَلَيْسَ لِمَا أَثْوى المَلِيكُ حَوِيلُ
وَلا زال مَوْصُولاً إلَيْكَ حَنِينُها / كَما حَنَّ فِي إثْرِ الخَلِيلِ خَلِيلُ
لِيَهْنيكَ يا خَيْرَ الْبَرِيَّة ناصِحٌ / لَهُ خَطَرٌ فِي الْعالَمِينَ جَلِيلُ
لَقَدْ شَدَّ أَزْرَ الدِّينِ مَوْلاكَ بَجْكَمٌ / بِهِ يَتَسامى مُلْكُكُمْ وَيَطُولُ
هُوَ الحَتْفُ مَصْبُوباً علَى كُلِّ ناكِثْ / يظَلُّ بِهِ أَيْدِي الشَّقاءِ نُحُلُ
فَما لَكُمْ فِي المُنْعِمِينَ مُعانِدٌ / وَلَيْسَ لَهُ فِي النَّاصِحِينَ عَدِيلُ
فَلا زِلْتَ مَحْرُوساً لَكَ المُلْكُ دائماً / بَقاؤُكَ ما واصى الغُدُوَّ أَصِيلُ
لِعَبْدِكَ إذْ سَمّاكَ رَسْمٌ مُشَهَّرٌ / بِهِ يَتَسامى فِي الْوَرَى وَيَصُولُ
ومِثْلُكَ أَعْطى رَسْمَهُ مُتَنَوِّلاً / فَما زِلْتَ تُعْطِي مُنْعِماً وَتُنِيلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025