المجموع : 232
أيا طيبَ عيشي أرى بركةً
أيا طيبَ عيشي أرى بركةً / تسوق إلى روضِها ماءها
إذا أنت واجهتها في الدُّجى / حسبتَ الكواكبَ حصباءها
وليلةٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ
وليلةٍ ذاتِ أضواءٍ وضوضاءِ / تجرُّ أذيالَ لألاءِ وآلاءِ
تصالحَ الليلُ فيها والنهارُ على / تأليفِ ما بينَ إصباحٍ وإمساءِ
كأَنَّما الشمسُ سكرى فهي راجعةٌ / من قبلِ موعدِها تومي بأضواءِ
كأنَّما الأرضُ شحراء من الذهب ال / إبريز سامية نحو الغميضاءِ
يا ليلةً قُدِّمت حتَّى إذا قَدِمت
يا ليلةً قُدِّمت حتَّى إذا قَدِمت / عظّمتُ حرمتَها فِعْلَ الألِبَّاءِ
لأنَّها بادّكارٍ للأوائلِ من / صِيْدِ الملوكِ الأشدَّاءِ الأسدّاءِ
قد أطلعتْ من عِنان الراح طلعتَها / وأَنطقتْ أَلْسُنَ العيدانِ والناءِ
ونبَّهتْ أعينَ اللذات من سِنَةٍ / والشأنُ في نظمِها عقدُ الأحِبَّاءِ
أقول إذ سألوني عن مروءةِ من
أقول إذ سألوني عن مروءةِ من / ما لا يقاسُ بأندادٍ وأكفاءِ
محمدٌ لمروءات الأنام غدا / كالزَّنْدِ للنارِ والينبوعِ للماءِ
طلعَ الربيعُ بطلعةِ السرَّاءِ
طلعَ الربيعُ بطلعةِ السرَّاءِ / إذ جاءَنا بالنِّعمةِ البيضاءِ
فابرُزْ إلى الصحراءِ في أيامِهِ / حتى ترى الغَبْراءَ كالخضراءِ
واشربْ على الحمراءِ والصفراء من / صهباءَ تُذهِبُ غُمَّةَ السوداءِ
والنَّقْلُ من ذكرِ ابن مشكان الذي / هو غُرَّةُ الكرماءِ والفُضَلاءِ
يا عمدةَ الأمراءِ والوزراءِ
يا عمدةَ الأمراءِ والوزراءِ / يا عِدَّةَ الأدباءِ والشعراءِ
يا غرَّةَ الزمنِ البهيمِ وناظرَ ال / كرمِ الصميمِ وواحدَ الفضلاءِ
أرأيتَ همَّةَ عقربٍ دَبَّتْ على / قدمٍ بها تخطو إلى العلياءِ
لما ارْتَقَتْ باللَّسْعِ أعظمَ مُرْتَقى / أخْنَتْ عليها رُتْبَةُ العُظَماءِ
إنْ ذُقْتَ ضَرَّاءَ العقاربِ فابْقَيَنْ / بعقاربِ الأصداغِ في السَّرَّاءِ
يا طيبَ لسعةِ عقربٍ ترياقها / ريق الحبيبِ بقهوةٍ عذراءِ
يا دهرُ ويحَكَ قد أطَلْتَ جَفائِي
يا دهرُ ويحَكَ قد أطَلْتَ جَفائِي / وتَرَكْتَ ماءَ معيشَتي كجُفاءِ
أتراكُ تحسِبُ أنَّني من جُمْلةِ ال / كُتَّابِ والأدباءِ والشعراءِ
حتى تعادِيَني كعادتِكَ التي / أَنْحَتْ عوادِيها على الفُضَلاءِ
هيهاتَ قد أحْسَنتني ما كنتُ أُح / سِنُهُ فرِفْقاً لَسْتُ في الأُدباءِ
إليكَ قولاً سَديداً
إليكَ قولاً سَديداً / يروي العِطاشَ بمائِهْ
إن الخِراجَ خُراجٌ / دواؤُه في أدائِهْ
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ / ضحِكْتُ له من خَرْقِهِ أتعجَّبُ
وأخشى على نفسي اختلافَ هوائِهِ / وما للفتى ممَّا قضَى مهرَبُ
وما خيرُ يومٍ أخرقٍ متلوِّنٍ / ببردٍ وحرٍّ بعدَهُ يتلهَّبُ
فأوَّلُهُ للفَرْوِ والجمرِ مِثْقَبُ / وآخِرُهُ للثلجِ والخَيْشِ يُضْرَبُ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ / والصُّبْحُ أكرهُهُ ففيهِ نوائبُ
فكأنَّ ذاكَ قَذًى لطرفي مُسْهِرٌ / وكأنَّ هذا فيه سيفٌ قاضبُ
شيئان واللهِ ما أمَلُّهما
شيئان واللهِ ما أمَلُّهما / وليسَ لي في سواهُما أَرَبُ
فإنْ تَقُلْ ما هُما أُجِبْ وأَقُلْ / بابُ خوارِزْمِشَاهَ والأَدَبُ
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً / وأصلَحَهم لمتَّخِذٍ حبيبا
فوجهُكَ نزهةُ الأبصارِ حُسْناً / وصوتُكَ مُتْعَةُ الأسماعِ طيبا
وسائلةٍ تسائِلُ عنكَ قُلْنا / لها في وصفِكَ العَجَبَ العَجيبا
دَنا ظبياً وغَنَّى عندَلِيبا / ولاحَ شقائِقاً ومشى قَضِيبا
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ / فقلتُ لا تُنْكِروا ما ليسَ بالعَجَبِ
الشَّوكُ في شجراتِ الوردِ مُحْتَمَلٌ / والشَّوكُ لا عَجَبٌ في مُجْتَنى الرُّطَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ / أَذَاقَني ثمراتِ اللَّهْوِ والطَّرَبِ
وقد سَبَتْ منِّيَ الأيَّامُ صفوتَها / فكيفَ أَهربُ منها وهيَ في طَلَبي
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ / وأَسْعُدُ الدَّهْرِ تبدو من جوانِبِه
كأنَّما جنَّةُ الفِرْدَوْسِ قد نَزَلَتْ / إلى خَوَارِزْمَ تعجيلاً لصاحِبِه
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ / يا بدرُ يا غائباً في أُفقِ مغربِهِ
نَذَرتُ لله صوماً إن رجعتُ وما / كفَّارةُ النَّذْرِ إلا بالوفاءِ بهِ
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي / وأمْعَنَتْ نارُ شوقي في تلهُّبِها
ولم أجِدْ حيلةً تُبْقي على رَمَقي / قبَّلتُ عينَ رسولي إذ رآك بها
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ / كما طَرِبَ المريضُ إلى الطبيبِ
وأذعنَ للهوى القلبُ المعنَّى / كإذعانِ الشبيبةِ للمشيبِ
ألا يا حبَّذا مَسْرى نسيمٍ / نسيبِ الروحِ يا لكَ من نسيبِ
كأنَّ الروحَ منهُ طيبُ ذكرِ ال / عميدِ السيِّدِ الفردِ الأديبِ
أبي نصرِ بن مشكان الذي قد / غدا بينَ الأنامِ بلا ضريبِ
أتمَّ اللهُ نعمتَهُ عليهِ / ولا أخلاهُ من طربٍ وطيبِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ / أقاسي فيه أنواعُ العذابِ
إذا شرِبَ البعوضُ دمي وغنَّى / فللبرغوثِ رقصٌ في ثيابي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي / وأنتَ لحادِثاتِ الدهرِ حسبي
تُروِّي غلَّتي وتَرمُّ حالي / وتُؤْمِنُ رَوْعَتي وتُزِيلُ كَرْبي