القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَسِيم الحَمَوي الكل
المجموع : 78
بعزمك أيها الملك العظيم
بعزمك أيها الملك العظيم / تذل لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشد بأساً / وشح بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوسٍ / فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حرباً / لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفواً / وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرعتها غصص المنايا / بيومٍ فيه يكتهل الفطيم
فسيفك في مفارقهم خضيبٌ / وذكرك في مواطنهم عظيم
وكل محصنٍ منهم أخيدٌ / وكل محصنٍ منهم يتيم
ولما أن طلبتهم تمنى ال / منية جو سلينهم اللئيم
أقام يطوف الآفاق حيناً / وأنت على معاقلهم مقيم
فسار وما يعادله مليكٌ / وعاد وما يعادله سقيم
يحاول أن يحاربك اختلاساً / كما رام اختلاس الليث ريم
ألم تر أن كلب الروم لما / تبين أنك الملك الرحيم
فجاء فطبق الفلوات خيلاً / كأن الجحفل الليل البهيم
وقد نزل الزمان على رضاه / فكان لخطبه الخطب الجسيم
فحين رميته بك في خميسٍ / تيقن أن ذلك لا يدوم
وأبصر في المفاضة منك جيشاً / فأحرن لا يسير ولا يقيم
كأنك في العجاج شهاب نورٍ / توقد وهو شيطانٌ رجيم
أراد بقاء مهجته فولى / وليس سوى الحمام له حميم
يؤمل أن تجود بها عليه / وأنت بها وبالدنيا كريم
رأيتك والملوك لها ازدحامٌ / ببابك لا تزول ولا تريم
تقبل من ركابك كل وقتٍ / مكاناً ليس تبلغه النجوم
تود الشمس لو وصلت إليه / وأين من الغزالة ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيعٌ / وجدت فليس في الدنيا عديم
وما أحييت فينا العدل حتى / أميت بسيفك الزمن الظلوم
وصرت إلى الممالك في زمانٍ / به وبملكك الدنيا عقيم
تزخرف للأمير جنان عدنٍ / كما لعداه تستعر الجحيم
أقر الله عينك من مليكٍ / تخامر غب همته الهموم
ولا برحت لك الدنيا فداءً / وملكك من حوادثها سليم
وإن تك في سبيل الله تشقى / فعند الله أجرك والنعيم
أهلاً بطيف خيال زارني سحراً
أهلاً بطيف خيال زارني سحراً / فقمت والليل قد شابت ذوائبه
أقبل الأرض إجلالاً لزورته / كأنما صدقت عندي كواذبه
وكدت لولا وشاة الصبح تزعجه / بالبين أصغي لما قالت خوالبه
ومودع القلب من نار الجوى حرقاً / قضى بها قبل أن تقضي مآربه
تكاد من ذكر يوم البين تحرقه / لولا المدامع أنفاسٌ تغالبه
وصار من فرط ما أضناه يحذر / فرط الضنا فهو بالي الجسم ذائبه
فللمدامع ما تخفى ضمائره / وللضنا منه ما تخفى جلاببه
عابوا الرقيب ولولاه لما حمدت / عواقب الحب وانساغت مشاربه
ولست أعذله فيما يحاول من / حفظ الأحبة بل لا كان عائبه
إني لأعشق عذالي على كلفي / به ويحسن في عيني مراقبه
لم تبق عندي النوى لباً أحار به / يوم الفراق ولا قلباً أحاربه
ومنتضٍ صارماً من لحظ مقلته / على مضاربه تخشى مضاربه
بدرٌ كأن الثريا في مقلده / نيطت بأحسن ما ضمت ذوائبه
يا ويحه أنجوم الليل تعشقه / أم قلدت مدحي فيكم ترائبه
أغر يبصر منه الناس في رجلٍ
أغر يبصر منه الناس في رجلٍ / ولليث في بشر والبدر في غصن
سما بهمته في المكرمات إلى / علياء يقصر عنها همة الزمن
يلقاك واضح ليل الفكر راجح ني / ل الكف طاهر ذيل السر والعلن
ماضي العزيمة ميمون النقيبة رئب / ال الكتيبة عين القائل اللسن
إذا تكلم واستحليت غرته / في محفلٍ رحت حالي العين والأذن
كأن في الدست منه حين تنظره / شمس النهار وصوب العارض الهتن
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي
وما جاء كلب الروم إلا ليحتوي / حماة وما يسطو على الأسد الكلب
أراد بها أن يملك الشام عنوةً / وقد غلبت عنه الضراغمة الغلب
وما ذم فيها العيش حتى صدمته / فمال جناح الجيش وانكسر القلب
فولى وأطراف الرماح كأنها / نجوم عليه بالمنية تنصب
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ / بوصل خيط الدمع بعد انسجامِهِ
فلم أر إلا جائداً بحياته / على باخلٍ في طيفه بمنامه
سقاني على عينيه كأس رُضابه / فأسكرني أضعاف سكر مدامه
يعللني بالوصل طيف خياله / ويطربني في الأيك نوحُ حمامه
ومن عجبٍ أن يحدث البعد بيننا / سلواً وطرف الشوق مني حرامه
وأحسست من قلبي بداراً إلى الهوى / فقلت له كن منهما في ذمامه
وما كنت أدري أن خمار طرفه / يروق لي ما خلف در لثامه
هبوه أعار الشمس ضوء جبينه / فمن أين للخطي حسن قوامه
وإن أنتم أنكرتم أن قده / تقلد من عينيه مثل حسامه
فلا تنكروه إن حلية جيده / مفصلةٌ من ثغره وكلامه
كأن العيون النجل قاسمنه الهوى / لأن عليها مسحةً من سقامه
فتىً لم تزل أمواله وعداته / على خطرٍ من بذله وانتقامه
ولو خاف من يسري إلى ظل مجده / ضلالاً لناداه الندى من أمامه
ولم أكسه در المديح وإنما / أعرت نجوم الليل بدر تمامه
يا من سلب الفؤاد أين العوض
يا من سلب الفؤاد أين العوض / أصميت وقلما أصيب الغرض
إن كان بكيده لك المعترض / فالجوهر أنت والأنام العرض
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب
أما والذي أهدى الغرام إلى القلب / لقد فتنتني بالحمى أعين السرب
رمتنا ولكن عن جفونٍ مريضةٍ / عرفن مكان الحب من كبد الصب
وأطلعن من سجف الخدور أهلةً / جعلن سماء الحسن أسنمة النجب
وما كنت أدري أن غزلان عالجٍ / مراتعها بين الأكلة والحجب
لقد أخذوا بالبين من كل عاشقٍ / بقية نفسٍ لا تفيق من الحب
رأتهن من حمل السهام عوارياً / وما عندها أن الكنائن في النقب
ولو علم المشتاق أن حمامه / مع الركب لم يقرأ سلاماً على الركب
ولما رأين القرب عوناً على الجفا / لذي الحب سلطن البعاد على القرب
فيا قرب ما بين الصبابة والحشى / ويا بعد ما بين المسرة والقلب
وما صد عني النوم مثل مهفهفٍ / كأن به معنىً من الغصن الرطب
ثنى عن نفيس الدر فضل لثامه / كما افتر بدرٌ في الدجنة عن شهب
تقلد من ألحاظه مثل عضبه / فأصبح يعتد الجفون من القرب
وقد كنت أخشى السيف والسيف واحدٌ / فما حيلتي إذ قلد العضب بالعضب
خليلي هل ألقى من الدهر مسعداً / يعرفني مر الزمان من العذب
ومجدرٍ عذبت مراشف ثغره
ومجدرٍ عذبت مراشف ثغره / فغدوت ألثمها ولست بآثم
مترقرقٌ ماء الجمال بوجهه / أندى وأكرم راحةً من حاتم
يبدو فتمحقه الأكف تناولاً / وهو الحبيب إلى النفوس العالم
قسماً به وبما تجن ضلوعه / يا خير من جذبت إليه عزائمي
ما كنت قبل نداك ألمح شخصه / إلا بأعيادٍ لنا ومواسم
ورأيت في دار الحبيب وصيفةً / كالشمس تحمل وهي ذات قوائم
وكثيرة الأحداق تحت وشاحها / شمس الظهيرة في عقود الناظم
ولربما جاءتك بين وصائفٍ / نقطن دائر وجهها بدراهم
بكت الخطوب وثغر مجدك ضاحك
بكت الخطوب وثغر مجدك ضاحك / ونبا الحسام وسيف غربك باتك
يا ابن الأولي غصبوا الممالِكَ بالقنا / وإلى العلى لهم الطريق السالك
شرفاً بذا اليوم السعيد فإنه / يومٌ علي وإن خفيت مبارك
ولقد عجزت عن الهناء بدولةٍ / نحن العبيد لها وأنت المالك
عربية الأوصاف ذات مكارمٍ / جبر الكسير بها وعاش الهالك
عجميةٌ قرنت بخير متوجٍ / زفت إليه مدائحٌ وممالك
ملكٌ إذا برقت أسرة وجهه / ضحك المقطب واستنار الحالك
فكأنه فوق الحشية جالساً / أسدٌ على متن الفريسة بارك
فيغار منه البدر وهو سميه / ويخاف فتكته الشجاع الفاتك
ويجود من كرمٍ بنفسه / فنعود والمملوك منا مالك
فاسلم فمالك في الشجاعة والندى / مثلٌ ولا لك في الجمال مشارك
وسقتك غادية الشباب كما سقى / راجيك صوب نوالك المتدارك
فنداك مبذولٌ ومدحك سائر / وحماك ممنوعٌ وطيبك صائك
سرى طيف الأحبة من بعيد
سرى طيف الأحبة من بعيد / فعوضنا السهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكل وادٍ / إلي كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوقٍ / تجسره على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك / ترمي بطرفك في مخارم كل بيد
رحلت عن الشأم بنا / فشيمي وميض البرق من حبلي زرود
أحبك في البعاد وفي التداني / وأذكرك القديم من العهود
وأحسد بالخيال عليك طرفي / فلي كمد المتيم والحسود
وأين البيض من لحظات بيضٍ / قطعت بها الليالي غير سود
وما كنا بغير سنا جبينٍ / نسير إلى الغواير والنجود
وفي الحي الممنع من عقيلٍ / عقائل كالصوارم في الغمود
نواعم مثل أيام التداني / قرن بمثل أيام الصدود
تذب عن اللحاظ بكل عضبٍ / وتدني للقلائد كل جيد
فجلأن المواطيء بالمواضي / وقبلن المباسم بالخدود
ولولا ما عهدن من العوالي / لحجبن الذوابل بالقدود
نكبن عن الطريق بكل نهدٍ / أقب وكل سابحةٍ عنود
ودون مها الخدور أسود حربٍ / ثوابت في الكريهة كالأسود
فوارس تجتني ثمر المعالي / بأيدي النصر من ورق الحديد
وما وادٍ كأن يد الغوادي / كسته قلائد الدر النضيد
حللن فما حللن به نظاماً / وقد غادرنه أرج الصعيد
يصوغ نرابه مسكاً إذا ما / سحبن عليه أذيال البرود
فبتن وما حططن به لثاماً / يخلن حصاه من در العقود
بأحسن من صفاتك في كتابٍ / وأنفس من كلامك في قصيد
يا صاح هل لك في احتمال تحيةٍ
يا صاح هل لك في احتمال تحيةٍ / تهدى إلى الملك الأغر جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابةً / ويغيض من ماء الوجوه معينه
فهنالك الأسد الذي امتنعت به / وبسيفه دنيا الإله ودينه
فمن المهندة الرقاق لباسه / ومن المثقفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه / كالرمح دل على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجربٍ / لله سطوة بأسه وسكونه
هذا الذي في الله صح جهاده / هذا الذي في الله صح يقينه
هذا الذي بخل الزمان بمثله / والمشمخر إلى العلى عرينه
هذا عماد الدين وابن عماده / نسباً كما انشق الوشيج رصينه
هذا الذي يقف الملوك ببابه / هذا الذي تهب الألوف يمينه
ملك الورى ملكٌ أغر متوجٌ / لا غدره يخشى ولا تلوينه
إن حل فالشرف التليد أنيسه / أو سار فالظفر العزيز قرينه
فالدهر خاذل من أراد عناده / أبداً وجبار السماء معينه
والدين يشهد أنه لمعزه / والشرك يعلم أنه لمهينه
ما زال يقسم أن يبدد شمله / والله يكره أن تمين يمينه
حتى رمى بالأعوجية ركنه / فانهد شامخه وحض ركينه
فتح الرها بالامس فانفتحت له / أبواب ملكٍ لا يذال مصونه
دلف الأمير لها فهب لنصره / منها مباركٌ طائرٌ ميمونه
وغداً يكون له بأنطاكية / مشهور فتحٍ في الزمان مبينه
طعن الجيوش برأيه وسنانه / يوم اللقاء فما أبل طعينه
لا تجزعن بقلبك المفتونِ
لا تجزعن بقلبك المفتونِ / وتوق من حدق الظباء العينِ
إِيّاكهنّ فكل موقع لحظةٍ / تنبيك أن وراه ريبَ منون
ألزمت طرفك حفظ قلبك ضلةً / لقد ائتمنت عليه غير أمين
ورأى الغرام قتيل من قتل الهوى / فلذاك أقعد عن طلاب ديوني
لا تنكرن علي فيض مدامعي / فالدمع ينقع غلة المحزون
بخل الغمام وما حللت بمعهدٍ / إلا حللت عليه عقد جفوني
وبمهجتي يا صاحبي مدللٌ / أنا بالحياة عليه غير ضنين
وأبيك لو تسقى المدام وريقه / لجهلت أيهما ابنة الزرجون
ولو أن باديةً برملة عالجٍ / تعد الوصال لزال فرط جنوني
بيضٌ إذا هز الدلال قدودها / سكنت غصون البان في نيرين
ما أن برحت أزورهن أوانساً / مثل الكواكب في الليالي الجون
حتى سمعت خدورهن تقول لي / أرأيت مثل أهلتي وغصوني
أوما كفاني أن أراني واقفاً / أملي ببابك يا صلاح الدين
أتلو صفات مجدك ناظماً لك / مثل عقد اللؤلؤ المكنون
إني لأعجز عن مدائحك التي / جلت عن التكييف والتكوين
لك دان هذا الملك بعد إيابه / وانقاد طوع يديك غير حرون
ولأنت أول من أقر عموده / وأجاب دعوة ملكه الميمون
يا مالك القلب أنت أعلم من
يا مالك القلب أنت أعلم من / كل طبيبٍ بعلة القلب
إن كنت أذنبت في هواك فقد / أصبح هجري عقوبة الذنب
إني لأرضى البعاد منك إذا / كنت له مؤثراً على القرب
وهجرك المر إن رضيت به / أطيب عندي من وصلك العذب
ولائمٍ في هواك قلت له / قبل سماع الكلام والعتب
قم يا عذولي فإن قلبك لا / تخطر فيه وساوس الحب
جسمك أبلى السقام أم جسدي / وقلبك المستهام أم قلبي
دعني بداء الهوى أموت فما / أطيب في الحب ميتة الصب
متى نجعت في لوعتي وبلابلي
متى نجعت في لوعتي وبلابلي / نميمة واشٍ أو نصيحة عاذل
وحسب الهوى أني إذا رمت نصرةً / من القلب لباني بنية خاذل
كأن نسيماً من صباً وشمائل / ألم بمعشوق الصبا والشمائل
فرنح في ثوب الملاحة قده / ترنح خوط البانة المتمايل
ولما رمى باللحظ قلت لجفنه / أخلفك طرفٌ أم كنانة نابل
وما هي إلا مقلةٌ رشئيةٌ / أصاب بها طرفي خفي مقاتلي
وإن بقاء النفس بعد فراقه / دليلٌ على أن الهوى غير قاتل
وكم قائلٍ لما فضضت حقائبي / لديك وسارت في علاك عقائلي
أأنت الذي صغت النجوم قلادةً / ليلبسها في الحفل شمس الأفاضل
والله أخلاقٌ إذا شئت أنتجت / فصاحة قسٍ من فهاهة باقل
سعى الدهر في هضمي فلما كفلتني / إليك تناهي في نمو فضائلي
فها أنا منه بين شاكٍ وشاكرٍ / وجودك فيه خير كافٍ وكافل
وقد زارك العيد الذي أنت عيده / بأبلج في بيت السعادة نازل
براه إليك الشوق حتى أصاره / بفضلة جسمٍ كالقلامة ناحل
وجائلة الوشاح تريك وجهاً
وجائلة الوشاح تريك وجهاً / جنانياً تكون في الجحيم
فتاة السن صاحبها كثيراً / سراة الناس في الزمن القديم
وكم جعل النطاق لها عناناً / تقاد به إلى دار النعيم
حياةٌ في البعاد وفي التداني / وأنسٌ للمجالس والنديم
تجيء إليك مفعمة النواحي / وترجع وهي ذات حشاً هضيم
وأحسن ما تكون إذا أتتنا / أناة الخطو حالية الأديم
وقد كتبت أناملنا عليها / أساطيراً ملونة الرقوم
إذا هي أقبلت تسعى إلينا / رأيت الشمس تحمل بالنجوم
مدامي من مقبله
مدامي من مقبله / ومن صدغيه ريحاني
تكاد الراح تطلعه / على سري وإعلاني
ألا لله ليلة با / ت يأمرني وينهاني
وواظمأي للذة ما / قبيل الصبح سقاني
وذي مرضٍ بمقلته / صحيح اللحظ وسنان
أقربه فيبعدني / وأطلبه فيأباني
وكم يجني فأعذره / ويزعم أني الجاني
سعى دمعي بسفك دمي / وهتكي سر كتماني
فلا والله ليس الغد / ر في حبك من شاني
ومرتدٍ بقناع الشيب جاذبه
ومرتدٍ بقناع الشيب جاذبه / من أطيبيه عنان اللذة القدم
قضى ولم يقض من عصر الصبا أرباً / كأنما هو في أجفانه حلم
لو كنت أعلم أن الدهر يعقبني / بؤسي لما اخترت أن تهدى لي النعم
وحاسدٍ سره أني ابتدأت به / لما تيقن أني منه منتقم
لقد سعى طالباً نقصي فزدت به / فضلاً وكان دليل الصحة السقم
حتام أنت عن الذي بك ساه
حتام أنت عن الذي بك ساه / وإلام قلبك بالصبابة لاهي
لله أيام الوصال فإنها / أمل النفوس وطيب لهو اللاهي
أيام صحبتنا الملاح ودأبنا / فيها اعتناق ظبا ورشف شفاه
ومهاً تضاحكها البدور ملاحةً / معدومة الأمثال والأشباه
من كل فتكه اللحاظ إذا انثنت / فتكت بقلب الخاشع الأواه
وتعمدتني النائبات ولم تزل / حتى انتصرت بنصر الله
ما زلت تلهو بالمكارم واللهى / حتى ظننا أنهن ملاهي
كم من ندىً خلفي الغداة نبذته / وأري نوالك لا يزال تجاهي
يا من إذا أمطرت سحائب جوده / جاءت بلا مطلٍ ولا استكراه
مازلت أفتك بالزمان بعز ما / أوليتنيه وللكرام أباهي
فاقبل به دعوى ابنة الفكر التي / جاءتك في ثوبي حجىً وتناهي
لا تشتمن بها الحسود فإنها / ذهب القلوب وجوهر الأفواه
ألبستها در الملايح قلادةً / فاضمن لها بلباس ثوب الجاه
يا من يعيب علي حب مدللٍ
يا من يعيب علي حب مدللٍ / ترفٍ بأردية الجمال نفيس
لا در درك هل أصابك عارضٌ / حتى رجعت بصورة المنكوس
قمرٌ عصيت الله من كلفي به / وتبعت طاعة شيخنا إبليس
ونقضت توبتي التي أبرمتها / نقضاً أباح محرمات كؤوسي
يسطو وتفرسه المدامة بغتةً / ففديته من فارسٍ مفروس
قد كان يعتقد المسيح ويرتضي / عند الصباح بضجة الناقوس
ولطالما حمل الصليب وعظم / اللاهوت بالتسبيح والتقديس
وأتى على مهلٍ يقص طرائق ال / إنجيل بين شمامسٍ وقسوس
كالبدر كالطاووس إلا أنه / في الحسن فوق البدر والطاووس
وبسين طرته من التعويج ما / في نون حاجبه من القويس
يرضى ويغضب فهو في حالاته / حلو التبسم قاتل التعبيس
إن زار نلت به المراد وإن يغب / فالذكر منه مضاجعي وجليسي
وإذا رمى باللحظ قال قتيله / والدمع في الوجنات غير حبيس
لولاك يا سقم النواظر لم يكن / ظبي الكناس يصيد ليث الخيس
وحق نصف اسمه الأخير لقد
وحق نصف اسمه الأخير لقد / كنت قديماً له كأولِهِ
لا تولني من نداك فوق مدى / شكري فتوهي قوى محمله

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025