المجموع : 40
هذه كل ظاهر هو فيها
هذه كل ظاهر هو فيها /
وبها كل ناطق يعنيها /
فتأمل في نفس ذات تليها /
عطس الصبح في الدجى فاسقنيها / خمرةً تترك الحليم سفيها
إنني كنت سابقاً في ابتلاءِ /
من وجودي بغير علم اجتلاءِ /
وأنا اليوم صرت خمر اصطفاءِ /
لست أدري من رقَّةٍ وصفاءِ / هي في كأسها أم الكاس فيها
حسب الناس أنني أتسلَّى
حسب الناس أنني أتسلَّى / بسوى من سواه لست أراهُ
عجباً هل لمن سواه وجود / عندهم أين قولهم اللهُ
يا غافلون استفيقوا يا نيام الجاهْ
يا غافلون استفيقوا يا نيام الجاهْ / وامحوا بما لم يزل ما لم يكن أوّاهْ
وافنوا عن الفكر إن الفكر فيه تاهْ / وما تشاؤن إلا أن يشاء اللهْ
إن المولى في كل حالٍ معنا
إن المولى في كل حالٍ معنا / لولاه لما نلنا الهدى لولاه
ما الروح وما الجسم الذي في المغنى / ما النفس وما الأشكال والأشباه
ما القرب وما أهل المقام الأسنى / ما البعد ومن بالجهل فيه تاهو
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
قلبي يا رب جاء بالتوحيدِ / يرجو منك القبول للأعمالِ
والنطق على التسبيح والتحيمدِ / قد واظب في البكور والآصالِ
فاغفر وارحم آباءنا والأبنا / منا دعتِ القلوبُ والأفواهُ
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
نور الأسماء لاح في الأكوانِ / فانظره به تراه لا بالنفسِ
واترك عنه الوقوف مع ذا الفاني / كم تصبح باللهو به كم تمسي
العمر مضى وما ملكت الأدنى / من زادك ما السوى وما معناه
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
لله على طول المدى ألطافُ / في الخلق بها قد حارت الأفكارُ
والفضل له والجود والإنصافُ / يدري هذا من عنده استبصارُ
فاقنع بالله إنه قد أغنى / عن ذاك وذا ودع لما تهواهُ
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
رحمن العرش قد تجلى فينا / بالصنع وبالإيجاد والإعدامِ
والغفلة عنه كم أزالت دينا / حتى أغوت من كثرة الآثامِ
والفائز كل من تراه يفنى / لا يقصد دنياه ولا أخراهُ
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
الحق هو الباطن وهو الظاهرْ / فاعرض عمن سواه تحظى فيه
في الكون لقد بدا سناه باهرْ / لم يخف سوى عن الذي يخفيه
والليل مع النهار عنه أثنى / والأرض مع السماء والأمواهُ
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
صلي يا ربنا على المختار / ذي المجد وذي الفخر وذي العلياء
والآل مع الصحابة الأخيار / أهل التقوى كواكب الهيجاء
مع تابعهم ما قال لما أكنَى / يوما عبد الغني عن مولاهُ
الكل إشارة وأنت المعنى / يا من هو لا إله إلا اللهُ
مهجةٌ ناظراك قد فَتَناها
مهجةٌ ناظراك قد فَتَناها / وبها أفرطَ الجوى فتناهى
كلما قلت آه من فرط شوقي / لك قال المقال منيَ آها
يا بديع الجمال بالعشق منا / قد شغلت القلوب والأفواها
كل عين تراك من كل شيء / فترى نفسها وأنت تراها
والعمى عنك وصفها كشهود / لك فالوصف داؤها ودواها
هيه حادي المطي من نفس صب / قد تحفَّت أقدامها بوناها
وسرى الركب وهي في أخريات / خوفها الإنقطاع عنهم براها
كلما جدت المسير أعيقت / بأسارى أبصارهم أعماها
إن توخت إيمانها أنكروها / وإلى العقل يرجعون قواها
عصبة أذهبوا الزمان التباساً / من دواعي نفوسهم واشتباها
ربطتهم بقيدها شهوات / فهم الهالكون مالاً وجاها
يحسبون الضلال بالنفس رشداً / والتعامي يرونه الإنتباها
وبذات المليح ذات مليح / كلما شئت كلمتني شفاها
خيلت غيرها لقومٍ ضعافٍ / ما اتقوها بها فظنوا سواها
وهي تدنو لهم بهم فيفرّو / ن وهيهات يعرفون الإلها
وسواها منها كرؤية وجه / من بعيد عمراً إذ الحس تاها
واحد وهو في الظهور كثير / يتجلى لنا فلا يتناهى
صدر الكل عنه فهو لهذا / عين كل والكل لي عنه فاها
يا ابن قومي خذ القضية عني / إن تكن مغرماً بها أواها
واطرح القشر عن كلامي وكل من / لبه واشرب الجميع مياها
والتفت تنظر الوجود سراباً / لا شراباً فاحذر به تتباهى
واجتنب عنه لا ترى أمثالاً / فيه قد خيلت ولا أشباها
واقتنع منه بالذي هو سر / فيه لا فيه لا تكن تياها
لا يرى الفقه الإلهي
لا يرى الفقه الإلهي / في الورى غير فقيهِ
وسفيه كل من قا / س كريما بسفيهِ
من رأى في الغير عيباً / كان ذاك العيب فيه
نحن معاني الوجود فيهِ
نحن معاني الوجود فيهِ / ونحن عنه كنطق فيهِ
وما له عزَّ من مثيل / وما له جلَّ من شبيه
إذا تجلى لنا محانا / بنوره الساطع النزيه
وإن رأيناه لا نراه / إذ نحن في رتبة تليه
وعلمنا ليس عند شخص / محدِّثٍ لا ولا فقيه
ولا كبير ولا صغير / ولا حليم ولا سفيه
سوى فتى صار جدَّ جدٍّ / له وأضحى أبا أبيه
وأصبح الجسم منه روحاً / بسره الله يجتبيه
وصار فرداً بحب فرد / يجل عنه وعن ذويه
ولم يدع منزلاً رفيعاً / في الله إلا ويرتقيه
وقد تعرى عن الأماني / وكل ما كان يرتجيه
وذاب حتى انمحت رسوم / له ولاح الخفيُّ فيه
نصحتك اشرب كؤوس عشقي / وخل ما كنت تتقيه
وكن فهيماً وعَى كلامي / وعدِّ عن كل ما تعيه
نحن الذين انتهت إلينا / مقاصد الفاضل النبيه
ونحن قوم إذا أتانا / من لا يرى ربه نريه
ونكشف الحق في المعاني / وفي المباني التي تقيه
نراه في كل ما كرهنا / وكل ما نحن نشتهيه
وليس بالحال يدري منا / سوى الذي صار يقتفيه
وزادنا ربنا علوماً / بنور وجه له وجيه
لو أن من يطلب مولاهُ
لو أن من يطلب مولاهُ / مثل الذي يطلب ديناهُ
لكان يلقاه بلا شبهة / في كل شيء كان يلقاه
من يطلب الدنيا ترى قلبه / مستغرقاً فيها وأَحْشاه
وعقله قد أسرته كما / بذكرها قد أشغلت فاه
يحب من يوهمه بذلها / وإن يكن أبغض أعداه
ويركب الأهوال في نيلها / أهوال ديناه وعقباه
وقلبه في حبها صادق / يطلب منها ما تمناه
وليته في ربه هكذا / والناس أشكال وأشباه
لو أخلصوا في الله إخلاصهم / في غيره ناجاهم الله
وخصهم منه بما خصهم / وكان بالذكرى لهم جاه
ولكن التقدير قد عاقهم / عنه وفاز الكل لولاه
وهو الذي يقضي عليهم بهم / لأن علم الله مبداه
والعلم عنهم كاشف حيث هم / في عدم لا شيء معناه
وكيفما هم جاء إيجادهم / من نعمة المولى وجدواه
والخير والشر سواء له / أيهما بالخلق أولاه
والله لا يظلم شيئاً وقد / فاضت على الكل عطاياه
أنتم هم المال لي يا سادتي والجاهْ
أنتم هم المال لي يا سادتي والجاهْ / والقلب مني هواكم للردى ألجاهْ
وأصبح العبد أخشى ما يراهْ أَرْجاهْ / وعرش سري ملك علمي على أَرْجاهْ
سُمِّيَتْ ساعةً فخذ نُطْقَ فيها
سُمِّيَتْ ساعةً فخذ نُطْقَ فيها / إنها الساعة التي أنت فيها
قال عنها ترونها دون تأتي / فتأمل لأنه مبديها
والسموات قال مطويات / بيمين له أيا مقتفيها
وحقيق قيامها بك فاكشف / سورة الإنشقاق كشفاً نزيها
وكذا الإنفطار مع سورة التك / وير واترك لبساً ودع تمويها
ثم عنها بأنها ثَقُلَتْ قا / ل لإظهار نشأة تقتضيها
فهي حق وكل ما ليس منها / فمحال مشوه تشويها
من يرم كشفها يكن مستقيماً / ولينزه إلهه تنزيها
وليمت إن أول الأمر موت / ثم قبر في تربة يحويها
وسؤال من روحه وبطون / من ظهور أسراره يخفيها
ثم من بعده ظهور عظيم / واسمه ساعة لمن يعنيها
فتحقق ما قد بثثتك وافهم / فالمعاني يجل من يدريها
يا من تكلم فينا بالذي فيه
يا من تكلم فينا بالذي فيه / وقعت في كف ضرغام وفي فيه
ودِّع حياتَك إن السم فيك سرى / من لحمنا عنك لا تسطيع تنفيه
واختر لنفسك ديناً مُت عليه سوى / دين النبي الذي أنكرتنا فيه
فقد جحدت الغيور الحق ملته / هيهات أنك تنجو من أياديه
وإن جهلت فما بالكفر يعذر ذو / جهل لدى الشرع والشيطان يطغيه
دم في ظنونك مفتوناً فسوف ترى / من الذي منه قبح الفعل يدريه
ولا تقل أي جاه للضعيف يرى / فإن للبيت ربّاً سوف يحميه
يا مستبيحين أعراضاً محرمةً / بسوء ظن وتلبيس وتمويه
أهكذا ملة الإسلام تأمركم / أم قد سلكتم عن الإسلام في تيه
تبا لكم ولمن قد عاد يتبعكم / والعبد مولاه في الأعداء يكفيه
كل شيء به تعلُّقُ شيءٍ
كل شيء به تعلُّقُ شيءٍ / كان أعلى منه بغير اشتباهِ
فتأمل يا من تعلق منه ال / قلب جهلاً بماله والجاه
قلبك الآن صار أدنى من الدن / يا ومن شأنها الحقير الواهي
وهي ملعونة فما هو أدنى / كيف قل لي يكون عند الله
أنا صاحب الأمر الإلهي
أنا صاحب الأمر الإلهي / أنا آمر أبداً وناهي
انا ذو العيون وذو الوجو / ه وذو النفوس بلا تناهي
أنا ذلك الفرد الذي / أدرى فهل أحد يباهي
أنا درة البحر المحي / ط بما يحيط من المياه
أنا كوكب الفلك الذي / خضعت له شم الجباه
وأنا الذي جردت ذا / تي عن ثياب الإشتباه
وأنا الذلول الصعب وال / معدود في أدهى الدواهي
وأنا القديم الحادث ال / داني البعيد ولا مضاهي
حي مميت والأسي / ر المطلق العيّ المباهي
وكذا أنا الموجود وال / معدوم يا ذا الإنتباه
وأنا الحقير المستها / ن أنا رفيع عُلَىً وجاه
وأنا التراب وإنني / نور بأفق الغيب زاهي
أنا قادر أنا عاجز / وأنا قوي بل وواهي
أنا جاهل لا علم لي / أنا من بعلمي لي يضاهي
أنا لست أعرف من أنا / أنا عارف بي لست لاهي
أنا لست حيواناً ولا / إنساً ولا جناً يلاهي
أنا لست شيطاناً ولا / ملَكاً عصمت من المناهي
أنا لست يقظاناً ولا / أنا غافل عني وساهي
أنا ليس تلهيني الملا / هي بل أنا أُلهي الملاهي
وحقيقتي حار الورى / فيها ولا يدرون ما هي
سل نغمة الطنبور عن / أمري الذي في تلك باهي
وسل الدنان وسل كؤو / س الراح والغيد اللواهي
وسل المدامة والندي / م ومجلساً للأُنس شاهي
واسمع على طور الفنا / إني أنا وأعص النواهي
إن الذي أكَّدَ وعدي وفاهْ
إن الذي أكَّدَ وعدي وفاهْ / وبالمنى خاطب قلبي وفاهْ
طلعته تهتك أستارنا / وتثبت العين لدينا وفاهْ
محتجب لكنه ظاهر / لكل من عنه نفى الإشتباه
لا كان من ينظر في غيره / ولا تهنَّى من يلاقي سواه
تعودت أغياره أمة / لا تعرف اليقظة والإنتباه
وكل من قد تاه فيه اهتدى / له ومن فيه اهتدى عنه تاه
روض جرت أسماؤه جدولاً / منه فأنواع البرايا مياه
فانظر إلى هيكلنا تلقه / وكل ما شئت ترى في حماه
إسكندر العزم من المقتفي / آثارنا يدرك عين الحياه
من زال فيه عن سواه التقى / به ومنه قد أتاه مناه
قد سجدت كل البرايا له / لما تجلى رافلاً في حلاه
بالله يا ريح الصبا بلِّغى / أحبابنا بالجزع وجداً نراه
فإن من زاد به داؤه / ريح الصبا من نحو سُعدى دواه
فليت طيف الحب لو زارني / وأسعد المضنى وأهنى حشاه
فإنه كان إلى مثله / يسري ويحلو لفؤادي سراه
ولكن الألباب محجوبة / عنه بما تدرك مما تراه
وقد عنت كل قلوب الورى / له وقد ذلت عليه الجباه
ومن درى ذاب ومن لا درى / وكلهم منطرح في حماه
تجلى الزاهر الزاهي
تجلى الزاهر الزاهي / لقلب الساهر الساهي
فأفنى كل موجود / سناه الباهر الباهي
هو المعروف بالإمداد / هو الموصوف بالإسعاد
بدت أسماؤه الحسنى / وما في الكون إلا هي
رأينا وجهه الباقي / سقانا كاسه الساقي
وإنا من تجليه / لفي عز وفي جاه
بدا للعاشق المسكي / ن في صعب وفي تهوين
فلم يقدر على إنكا / ره واللهِ واللهِ
ومن يعرض عن المختا / رِ فهو الجاهل المحتار
له عبد الغنيْ عما / سواه الناهر الناهي
إن تكن بالله قائم
إن تكن بالله قائم / لم تكن بل أنت هو
أنت ظل الغيب من أس / مائه والشمس هو
أشرقت أنوار سلمى / فظهرنا كلنا
يا خفافيش التجلي / ما تبدى غير هو
لي حبيب بل طبيب / بل رقيب كلما
ملت عنه رد ميلي / نحوه في الحال هو
أيها العقل الذي قد / حار في إداركه
لا تعاند أنت مملو / كٌ وفي تصريف هو
كم إلى كم أنت عنه / في التهاء بل به
أنت مشغول ولا تد / ري فقد ألهاك هو
صل يا رب وسلم / دائماً مني على
أحمد المختار طه / كاشف أسرار هو
وعلى آل وأصحا / ب بهم عبد الغني
نال فضلاً وكمالاً / كلما قد قال هو
فنحت عندنا المليح فاها
فنحت عندنا المليح فاها / والذي كان كاتم السر فاها
كل شيء فمٌ لمنية قلبي / ناطق بالذي يزيل اشتباها
فاسمعوا يا قلوب أخبار ليلى / عن علوم الغيوب لا تتناهى
خمرة أوهمت عيون أناس / أنها في الكؤوس يوم لقاها
هي لولا كؤوسها ما تبدت / ما تبدت كؤوسها لولاها
ذات وجه أيان ما قد تولي / ت أراه أو شئت قلت أراها
وهو وجه وفي الحديث جميل / ويحب الجمال إن الله
فهو كل الملاح كل المحبي / ن يريك النظائر الأشباها
أنا فانٍ فيه وكل محب / بلغت صبوتي به منتهاها
ما ألذ الفنا بطلعة باق / كل من رامه ولم يفن تاها
لا تظن الفنا به غير ما أن / ت عليه إذا انتبهت انتباها
إن علم اليقين غَرَّ بقوم / فهم المفتونون مالاً وجاها
حسبوه عين اليقين كأعمى / حسب الفهم رؤية فتباهى
ربما علمهم يجر إليهم / فتنة الكفر فاحذروا مبتداها
علم إبليس كان علم يقين / عنه عين اليقين أخفت سناها
لو رأى الحق ما أبى عن سجود / منع العين علمه معناها
ثم ماذا يغنيك علمك عن عي / نيك يا من بعزة العلم تاها
فوق ما أنت فيه رتبة كشف / غير كشف الخيال يجلو مداها
فترى فيه كل ما كان علماً / لك فاستجل شمسها وضحاها
ثم من فوق ذاك رتبة حق / وهو إعطاء كل نفس هداها
ربنا الرب فيه والعبد عبد / ثم مع ذاك وحدة لا سواها
عليك بروحك السرِّ الإلهي
عليك بروحك السرِّ الإلهي / إلى كم أنت عن ذا السر لاهي
أتطلبه وروحك أمره قد / أتاك عن السوى لك منك ناهي
فبينك لو عرفت وبين رب / قديم جلَّ روحُك فادرِ ما هي
وجسمك دون قدرِك وهو فانٍ / به المفتون أنت وفي تلاهي
وروحك يا ابن آدم ليس تفنى / وتلك لك البقاء بلا تناهي
هي البرق اللموع خلا ببيت / بنته بالتراب وبالمياه
وهدم البيت معلوم فعجل / بكشفك عنك هذا البيت واهي
ولا تحسب بأنك أنت جسم / فإنك غافل عن أنت ساهي
وأنت الروح وهي عليك جاءت / ملبسة من الأمر الإلهي
فحقق صورة لك أنت فيها / تجدها الروح حمراء الشفاه
يصورها الذي هي في يديه / كما قد شاء في ذلٍّ وجاه
وفي مرض وعافية وحسن / وقبح فاتصف بالإنتباه
ألا فاقرأ له الخلق اكتفاءً / به والأمر يا ذا الإشتباه
فجسمك خلقه والروح أمر / له فافهم بفهم منه باهي
وجسمك فاعطه حقاً بشرعٍ / ومنه على الثرى وضع الجباه
وحق الروح أخلاق حسان / ونحو الحق تحقيق اتجاه
وقم بأوامر التكليف واترك / بإخلاص له كل المناهي
تجد فيه الترقي كل وقت / وللذكرى تنبهك الملاهي
فإن حققته وتركت حكماً / عليك له دفعت إلى الدواهي
ولم يحفظ عليك الوقت حتى / يضلَّك بالمعاند والمضاهي
ومن يفرق ولو من بعد جمع / عليه آمر يدعو وناهي
وروح النفخ منه ومن عداه / فيلحق بالبهائم والشياه
وأما الإحترام فذاك شيء / به أبداً يصير القلب زاهي
من تجلى له الإله بضرٍّ
من تجلى له الإله بضرٍّ / غلب النفع بالتجلي عليه
ولهذا يذيقه الضرَّ تطهي / راً سريعاً بما جنى بيديه
رحمة منه جل بالعبد كيلا / يترك العبد بالفساد لديه
وإذا ما به تجلى بنفع / عاد منه نفع له يقتضيه
كل هذا من سبق رحمة ربي / غضباً جاء في الحديث النبيه
لقد أتانا حديثٌ عن مشايخنا
لقد أتانا حديثٌ عن مشايخنا / مسلسلاً أوّليّاً قد رويناه
قال النبي صلاة الله دائمة / مع السلام عليه عند ذكراه
الراحمون هم الرحمن يرحمهم / برحمة منه نرويه بمعناه
من كان يرحم من في الأرض يرحمه / من في السماء وإن الراحم الله