القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 21
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها / حِذارُها وَجَفَت بِاللَيلِ أَجفانا
تَظُنُّ أَهدابُها أَشراكَ مُحتَبِلٍ / لا سِيّما إِذ رَأت مَعهُنَّ إِنسانا
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها / فِرّي عَن الناسِ ما مِنهُم تَرَي حَسَنا
سِوى ثَقيلينِ تُؤذي القَلبَ صُحبَتُهُم / وَتُتعِبُ الأَشرَفَينِ الطَرفَ وَالأُذُنا
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى / ما تحتَهُ من فِطنَةٍ وَبَيانِ
ذِهنٌ كَأنَّ النارَ منهَ أُشعِلَت / وَفَصاحَةٌ تربى عَلى سحبانِ
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً / له ما أَحبَّ المرءُ لَيلى وَلا لُبنى
وَلكن جَهِلنا فاستراحَت نُفُوسُنا / وما تلكَ إِلا راحةٌ تَعقبُ الحُزنا
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني / أُقسِّمُ اللَحظَ بَينَ البَدرِ وَالغُصُنِ
بَدرٌ أَضاءَ لَنا في شِبهِ وَفرتِهِ / حَتّى بَدا الصُبحُ مثل الصارِمِ اليَمَني
كَأَنَّما الليلُ حُبشانٌ قَد اِنهَزَموا / وَالصُبح في إِثرِهِ سَيفُ ابن ذي يزنِ
يا صُبحُ فَرَّقتَ شَملاً كانَ مجتمعاً / يا صُبحُ فرَّقتَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا / فَبُحتُ بِسرٍّ طالَ كَتمي لَهُ صَونا
وَما نَظَرت عَيني إِلى غير واحدٍ / تَصرَّف في كُلٍّ فَلونٌ يرى لَونا
وَما أَدرَكَ الأَشياءَ غَير منطّقٍ / أخي لُطُفٍ يَمشي عَلى أَرضِهِ هَونا
فَكَم بَينَ ذي علمٍ وَآخرَ جاهِلٍ / وَكَم بَينَ ذي نورٍ وَعادِمِهِ بَونا
هِيَ النَفسُ يَجلُوها فَتَبدو حَقائِقٌ / بِها وَصَداها الجون يُظهرهُ جَونا
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان / فَليهنُهُ أَن غَدا جاراً لرحمنِ
وافى الجنانَ فوافاها مُزخرفةً / يحفُّهُ الأَهلُ مِن حُورٍ وَوِلدانِ
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه / وَلا زالَ في أَمنٍ مَدى الدَهرِ جَذلانا
تملَّكني مِنهُ بِسحرِ جُفُونِهِ / فَصِرتُ أخيذاً لا أَرى عَنهُ سُلوانا
غزالٌ لَهُ مَرعىً خَصيبٌ بِمُهجتي / وَسَلسالُ دَمعي يَغتَدي مِنهُ رَيّانا
وَلما رَآني ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَذُقتُ مَراراتِ المَحبةِ أَلوانا
تَعجَّبَ من صَبري عَلى مُرِّ هَجرِهِ / فَأَهدى ليَ الحلواءَ لُطفاً وَإِحسانا
توهَّمَ أَن أَشفى بِها فَإِذا بِها / يَزيدُ ضنىً جسمي وَقَلبي نِيرانا
وَأَيُّ شفاءٍ لا يُرى شفَّهُ الهَوى / سِنينَ لَهُ تِسعاً يُكابِر أَشجانا
أَيا مَهديَ الحَلواءِ في فيكَ شبهُها / بَل احلى بِهِ لَو شِئتَ أَرويتَ ظَمآنا
وَيا مالِكاً رِقّي أَما لَكَ رِقَّة / عَلى عاشقٍ يَهواك سِراً وَإِعلانا
وَكُنتُ أَرى أَنَّ التَهاجُرَ يَنقَضي / إِذا الحسنُ يَكسو وَردَ خَدَّيكَ رَيحانا
وَقَد زِدتَ في تِيهٍ وَعُجبٍ وَنَخوَةٍ / أَخاً لَكَ ما الفردوس خاتلت رِضوانا
فَجئتَ إِلى الدُنيا فَريداً فَلا تَرى / بِها عاشِقاً إِلا بِحُبِّكَ مَلآنا
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم / أَذىً جاهِلٌ أَوليتَه مِنكَ إِحسانا
يجيئُكَ عيرٌ مِنهُم فَتسوسُهُ / إِلى أَن غَدا في الناسِ يُحسَبُ إِنسانا
فَيَبأى وَيُزهى زاهِداً فيكَ نابِزاً / لِحقِّك يُبدي عَنكَ في العلمِ غُنيانا
وَلَو أنَّه قَد فاقَ في الفَضلِ صحبَهُ / لَما كانَ إِلا العير طَرطرَ آذانا
وَمَن كانَ تلميذاً وَيَزعمُ أَنَّهُ / كَشيخٍ لَهُ فَالجهلُ أَولاه حِرمانا
لَدى الشَيخِ مِن علمٍ زَوايا غَريبةٌ / قَد اكسبَها مُذ عاشَ في العلم أَزمانا
عَجِبتُ لمثلي عِشتُ سَبعين حِجَّةً / أعاني لِسانَ العُربِ جَمعاً وَتِبيانا
فَما صحَّ عِندي غَيرُ أَني مُقصِّرٌ / وَقَد فاتَنا مِنه كثيرٌ وأَعيانا
فَكيفَ بمَن أَضحى سُكُردان صُحفِهِ / يقلِّبُ في ذا ثمَّ ذَلِكَ أَحيانا
يَرى أَنَّهُ قَد صارَ شَيئاً وَلم يَكُن / كَشَيءٍ وَلَكن جَرَّ للجَهلِ أَرسانا
وَأُمٌ وَلودٌ هَذه الأَرضُ لا يُرى / بِها مُدَّعٍ إِلا وَيُفضَحُ خُذلانا
أَتَرى قُماشي غائباً في الصِينِ
أَتَرى قُماشي غائباً في الصِينِ / فَأُقيمُ أَطلُبُهُ لِعَشرِ سِنينِ
إِنَّ امرَأً يكِلُ الأُمورَ لِغَيرِهِ / هُوَ أَنوَكٌ بَل مُطبِقٌ بِجُنونِ
إِن مُبتَغٍ برَّ الأَنام بِأَسرِهم / لَكَمَن يُرَجّي النَشعَ مِن تِنِّينِ
أَلفُ الدراهمِ لَم أَصِل مِنها لما / أَبغيهِ مِن أَلفٍ سِوى التسعينِ
مِن بَعدِ أَربَعَةِ الشُهورِ أَتَت لي الت / تِسعونَ صَفقةَ خاسِرٍ مَغبونِ
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ / العلمَ وَالدينَ بِغَيرِ مَينِ
قَد اِنقَضى وَقتُ جُمادَيَينِ / وَما أَتى المَعلومُ مِن لُجينِ
أَلا اجمَعَن ما بَينَهُ وَبَيني / فَما يَسُرُّ العينَ غَيرُ العَينِ
بِهِ اِنقِضاءُ مَأرِبي وَدَيني /
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ / وَإِن تَنَل مِنهُمُ عِزّاً وَتَمكينا
يَستَخدِمونَك في لَذّاتِ أَنفُسِهِم / وَيَذهَبُ العُمرُ لا دُنيا وَلا دِينا
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما / خُطَّ في صُحفٍ وَلا شَيءَ حَسن
وَلَقد كانَ أَنيسي بَصَريِ / فَعَدمتُ الأُنسَ مِنهُ وَالوَسَن
طالَما أَنضيتُ طَرفاً لِلصِبا / ذا شَبابٍ مُرخياً مِنهُ الرَسَن
وَاهتصَرتُ القَد غُصنا مائِساً / وَارتَشَفتُ الرِيقَ عَذبانا أَسِن
وَفَرضتُ عِشقَ ريمٍ أَهيفٍ / وَسَنَنتُ صَبوَتي فيهِ مَسَن
مِن بَني التُركِ صَغيرٌ دَمِثُ ال / خُلق لَينٌ حَسنُ الخَلقِ بَسَن
كُنتُ قدماً عاشِقاً في عَرَبٍ / وَأَنا اليَومَ بِحُبٍّ في أَسَن
كُلَّما قُلتُ لَهُ من ذا الَّذي / فيكَ أَضحى هائِماً يَقول سَن
فَمَضى هَذا وَلمّا يَبقَ لي / غَيرُ فكرٍ وَلِسانٍ ذي لَسَن
أَيُّ لَهوٍ لامرئٍ يَبقى خلي / وَقد الفَودانِ مِنهُ وأَسَن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن / كَم أَتلَفت مُهَجاً مِنا وَكَم يعزِزن
يَهزُزنَ سُمرَ القَنا يا حُسنَ ما يَهزُزن / إِذا طَعَنَّ بِها في مُهجَتي يَحزُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن / مِن حُبِّ غيدٍ سَنا بَدرِ الدُجى قَد حُزن
خِفاف قَدٍّ لَها ثِقالُ رِدفٍ رُزن / تَغارُ شَمسُ الضُحى منهُنَّ إِذ يَبرُزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن / قَد أَشرَقَت من سَناها سَهلَها وَالحزن
بَكَيتُ قالت أَفِق ابذُل لَجَينَ الخَزن / الوَصلُ لا يَنبَغي بِالدَمعِ بَل بِالوَزن
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا / وَخَلَّفت بِفُؤادي الهمَّ وَالحزنا
فَما عَرَت مُهجَتي حالٌ تسرُّ بِها / وَلا رَأَت مُقلَتي مِن بَعدِها حَسَنا
كانَت نضارُ لَنا رُوحا نَعيشُ بِها / فَتُنعِشُ الأَشرفينِ العَين وَالأُذُنا
فَالسَمعُ مِن لَفظِها للدُرِّ مُلتَقطٌ / وَالطَرفُ مِن لَحظِها بِالحُسنِ قَد فُتِنا
ذاتُ اِرتياحٍ إِلى القُرآنِ تَسرُدُهُ / طَوراً وَتَسرُدُ طَوراً بَعدَها السُنَنا
وَذاتُ بِرٍّ لِذي فَقرٍ وَمَسكَنةٍ / تَبرُّهُ خِلسَةً لا تَرقبُ العَلَنا
يَفدِي نُضيرَةَ أَترابٌ لَهُنَّ هَوىً / بِزينَةٍ وَارتياحٍ ههُنا وَهنا
وَهمُّها هِيَ في أَجرٍ تحصِّلُه / وَفي عُلومٍ تُزَكّي كُلَّ مَن زَكنا
فقهٍ وَنحوٍ وَتَأريخٍ وَمَعرِفَةٍ / وَلَحظِ فكرٍ إِلى نيلِ العُلومِ رَنا
قَد نَوَّرَ اللَهُ بِالتَقوى بَصيرَتَها / فَلَم يضيّع لَها في غَيرِها الزَمَنا
حَجَّت وَزارَت رَسولَ اللَهِ ثُمَ أَتَت / لِمصرَ قَد أَحرَزَت أَجراً وَحُسنَ ثَنا
فَصيحةٌ ثَقَّفَت بِالنَحوِ مَنطِقَها / فَلَن تَرى فيهِ لا لَحنا وَلا لَكنا
تُجيلَ طَرفَ يَراعٍ بِالأَنامِلِ في / مَيدانِ طُرسٍ مُطيعاً لَم يَكُن حَرنا
يَمشي عَلى رَأسِهِ في الطُرسِ مَبتدأً / فَإِن جَرى جَذَبَت مِن رَأسِهِ الرَسَنا
يَنحَطُّ أَعلاهُ إِذ يَسمو بِأَسفَلِهِ / فعلُ الزَمانِ بِنا أَقبِح بِهِ زَمَنا
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ / كِتاباً عَلى شَيخٍ بِهِ يَسهُلُ الحَزنُ
أَتَزعُم أَنَّ الذهن يُوضِحُ مشكلاً / بِلا موضح كَلا لَقَد كَذَبَ الذِهنُ
وَإِنَّ الَّذي تَبغيه دونَ مُعَلِّمٍ / كَموقِدِ مصباحٍ وَلَيسَ لَهُ دُهنُ
لَيسَ في الغَربِ عالِمٌ
لَيسَ في الغَربِ عالِمٌ / مِثلُ عبدِ المُهَيمِنِ
نَحنُ في العِلمِ أُسوةٌ / أَنا مِنهُ وَهوَ مِني
إِن الدَراهمَ وَالنساءَ كِلاهُما
إِن الدَراهمَ وَالنساءَ كِلاهُما / لا تَأمَنَنَّ عَليهما إِنسانا
يَنزَعنَ ذا اللُب المَتينِ عَن التُقى / فَيرى إِساءة فعلِهِ إِحسانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025