القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 39
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ / هذه الاعْلاَم تبْدو للعُيونْ
والْتفتْ غرْبِيَّها كَيُما تَرَى / نارَ مَنْ تهْواهُ بِالشّعبِ اليمينْ
للقِرَى شُبَّتْ قديماً نارُها / وهِيَ لا تُطْفى على طولِ السنينْ
قَرِّب النَّفْس ولاَ تَبْخَلْ بِها / إِن أردْتَ الشُّرب من عَين اليقينْ
هِمْ بحَرْف العَيْنِ واعْشَق أهْلهُ / تَعْلم المعْنى مِنَ السّرِّ المصُونْ
جَرِّرْ الذَّيْلَ ولا تَلْوِ على / ذُلِّ هذا الكَوْنِ واصْبرْ للمُجون
أتَيْناك بِالفَقرِ لا بِالغِنى
أتَيْناك بِالفَقرِ لا بِالغِنى / وأنْتَ الذي لم تزَلْ محسَّنا
وعَوَّدْتَنا كلَّ فضْلِ عسى / يدُومُ الذي مِنْك عوَّدتَنا
مَساكينُكَ الشُّعثُ قد مَوّهوا / بحُبكَ إِذْ هو أقْصى الْمنى
فَما في الغِنى واحِدٌ مِثْلُكم / وفي الفقْرِ لا عُصْبةٌ مِثْلُنا
رَأيْناكَ في كلَّ أمْرِ بَدَا / وليْس من الأمْرِ شَيء لَنا
سَترتُ اسمَكم غِيرةً ها أنا / أموهُ بالشَّعْبِ والمنْحَنى
إِذا كنت في كلِّ حال مَعي / فعن حمل زادي أنا في غِنى
فأنْتمْ هُمْ الحقّ لا غَيركُمْ / فَيالَيْتَ شِعْري أنا مَنْ أنا
أرى طالباً مِنّا الزِّيادةَ لا الحسْنى
أرى طالباً مِنّا الزِّيادةَ لا الحسْنى / بفِكرٍ رَمى سهْماً فعَدَّى بهِ عدْنا
وطالِبَنا مطلوبُنا مِن وُجودِنا / نغيبُ به عَنَّا لدَى الصَّعْقِ إِذْ عَنَّا
ترَكْنا حُظُوظا من حضيض لحُوظِنا / مع المقصد الأقصى إِلى المطلب الأسنى
ولم نُلف كُنْه الكَوْن إِلا تَوهُّماً / وليْس بشيءٍ ثابِت هكذا الفيْنا
فرفْضُ السِّوى فرْضٌ علينا لأنَّنا / بِملَّةِ محوِ الشركِ والشَّكِّ قد دنَّا
ولكِنّه كيف السَّبيلُ لرَفضِهِ / ورافِضُه المرفوضُ نحن وما كُنَّا
فيَا قائِلاً بالوصْل والوقْفةِ التي / حجِبت بها اسمعْ وارعوى مثل ما أبْنا
تقيَّدْت بالأوهام لمَّا تداخَلتْ / عليك ونورُ العَقْلِ أورثك السجْنا
وهِمْت بأنْوارِ فهِمْنا أصولَها / ومنْبعها منْ أينَ كان فما هِمنا
وقد تحْجُبُ الأنوار للعبْدِ مثْل ما / تقيَّد من إِظلامِ نفْس حوَتْ ضِغنا
وأيُّ وِصالٍ في القضيَّة يُدَّعى / وأكملُ مَنْ في النَّاس لم يدَّع الأمنْا
ولوْ كان سرُّ الله يُدركُ هكذا / لقالَ لنَا الجمهورُ ها نحن ما خِبْنا
فكم دونَه من فِتْنةٍ وبليَّةٍ / وكم مَهْمهٍ من قبْل ذلك قد جُبْنا
فلا تلْتفِتْ في السَّير غيراً وكلُّ ما / سِوى الله غيرُ فاتخِذْ ذِكرَه حِصْنا
وكلُّ مَقامِ لاتقُمْ فيهِ إِنَّه / حجابٌ فجِدَّ السَّير واستَنْجِدْ العوْنا
ومهْما ترى كلُّ المراتِبِ تجْتلي / عليْكَ فحلْ عنها فعَين مِثْلها حُلْنا
وقُلْ ليْس لي في غَير ذاتِكَ مَطْلٌ / فلا صورةٌ تُجْلى ولا طُرفة تُجْنى
وسِرْ نحْو أعْلام اليمين فإنها / سبيلٌ بها يُمْنٌ فلا تتركَ اليمُنا
أمامَك هَولٌ فاسْتمِعْ لوصيَّتي / عِقال من العَقْلِ الذي منه قد تُبْنا
أبادَ الوَرى بالمشْكلات وقَبْلهم / بأوهامِه قد أهْلَك الجِنَّ والبِنَّا
محجَّتُنا قطْع الحجا وهوَ حجُّنا / وحَجَّتُنا تتلوه باءٌ بِها تُهْنا
يُبطِّئنا عند الصُّعودِ لأنَّه / يودُّ لوَانَّا للصَّعيدِ قد أخْلَدْنا
تلوحُ لَنا الأطْوارُ منه ثلاثَةً / كَرَّاءٍ ومَرْئِيِّ ورؤيةِ ما قُلْنا
ويُبْصر عبْداً عنْد طورِ بقائِهِ / ويرجِع موْلى بالفَنا وهوَ لا يَفْنى
ولوْحاً إِذا لاحَت سُطورُ كَيانِنا / له فيه وهو اللَّوْح والقلم الأدنى
يكُدُّ خُطوط الدَّهْر عنْد التفاتِه / إِحاطَتَه القُصوى التي فيه أظْهرْنا
أقام دُوَين الدهْرِ سِدرَةَ ذاتِه / ونحو ووصْف الكلِّ في وصفه حِرنا
يقَيِّد بالأزمانِ للدَّهْرِ مثْل ما / يكيِّف للأجسام من ذاتِهِ الأبْنا
وعرشاً وكُرسيًّا وبرجاً وكوكبَا / وحشْواً لجِسْم الكلِّ في بحرِهُ عمْنا
وفتْقٌ لأفْلاكِ جواهِره الذي / يشَكلَه سِرُّ الحروف بحَرْفيْنا
يُفرِّق مجموع القضيَّة ظاهراً / وتجمع فَرقاً من تداخُله فُزنا
وعَدَّد شيئاً لم يكُن غير واحِدٍ / بألفاظِ أسماءِ بها شتَّت المعْنى
ويعْرجُ والمعْراجُ منه لذاتِهِ / لتطْوِيرِه العُلويِّ بالوهْم أسرَيْنا
ويجْعلُ سُفليها ويوهِمُ أنَّه / لِسُفْلِيِّه المجعول بالذَّاتِ أهبِطْنا
يقدِّر وصْلاً بعْد فصْل لِذاتِه / وفرض مسافات يجذلها الدهنا
يجَلى لنا طور المعِيَّةِ شكَّه / وإِن لمعَت منه فلتلحق الميْنا
ويُلْحقُها بالشِّرْك من مثْنوِيَّةٍ / يلوحُ بها وهو الملوَّح والمثْنى
فنحن كَدودِ القزِّ يحصرُنا الذي / صنعْنا بدَفْع الحصْرِ سجْناً لنا مِنَّا
فكم واقِفٍ أرْدَى وكم سائرٍ هَدَّى / وكم حكمةٍ أبْدى وكم مملقٍ أغْنى
وتِّيم الباب الهرامِس كلِّهم / وحسْبُك من سقْراط أسكَنُه الدِّنَّا
وجرّد أمثَالَ العوالِم كلَّها / وأبدأ أفْلاطون في أمْثلِ الحسنى
وهامَ أرِسطو حتى مشى من هُيامِه / وبثَّ الذي ألقى إِليْه وما ضنَّا
وكان لِذِي القرْنينِ عوناً على الذي / تبدَّى له وهُو الذي طلَب العَيْنا
ويبحث عن أسباب ما قد سمعتم / وبالبحث غطى العين إذ رده غينا
وذوَّق للحلاَّج طعْم اتحادِه / فقال أنا مَن لا يُحيطُ به معْنى
فقيل له ارجَعْ عن مقالِك قال لا / شربْت مُداماً كلَّ من ذاقَها غنىَّ
وانطلّق للشِّبْلي بالوحْدة التي / أشار بها لمَّا مجا عنده الكوْنا
وكان لذات النَّفرِي مولِّهَا / يخاطبُ بالتَّوحيد صَيَّره خِدْنا
وكان خطيبَا بين ذاتين مَن يكُن / فقيراً يَرَ البحر الذي فيه قد غُصْنا
وأصْمت للجنَيِّ تجريدُ خلقِه / مع الأمر إِذْ صارت فصاحتُه لُكنْا
تثَنىَّ قضيب البان من شُرْب خمرهِ / فكان كمثْلِ الغير لكنَّه ثنَّا
وقد شَذَّ بالشُّوذىّ عن نوْعِهِ فلم / يملْ نحْو أخْدان ولا ساكِنْ مُدْنا
وأصبح فيه السُّهْر ورديِّ حائراً / يصيحُ فما يُلْقى الوجود له أذْنا
ولابن قسيِّ خلْع نَعْل وجودِه / وليْس إِحاطات من الحجر قد تُبْنا
أقام على ساقِ المسرَّة نجْلُها / لِما رمز الأسرَارَ واسْتمطر المزْنا
ولاحَ سَني برْقِ من الغَرْب للنُّهَى / لِنَجْل بنِ سيناء الذي ظنَّ ما ظنَّا
وقد خلَّد الطُّوسيُّ ما قد ذَكَرْتُه / ولكنَّه نحْو التَّصرِّف قد حَنَّا
ولابْن طُفيْل وابن رشْدٍ تيقُّظٌ / رسالةُ يقظان أقْضى فتْحَه الحيْنا
كَسا لشُعَيْب ثوْب جْمع لذاته / يجُرُّ على حُسَّاده الذَّيْل والرُّدنا
وعنْه طَوى الطّائيُّ بُسط كيانِه / به سكْرة الخَلاَّع إذْ أذهب الوهْنا
تسَمَّى بروح الروح جَهْراً فلم يُبَل / ولم ير ندَّا في المقام ولا خِدْنا
به عمر بن الفارِض النَّاظم الذي / تجرَّد للأسْفار قد سَهَّل الحزْنا
وباحَ بها نجْلُ الحرالي عنْدما / رأى كتْمه ضعْفاً وتلويحُه غيْنا
وللأموِيِّ النَّظْم والنَّثر في الذي / ذكَرْنا وإِعْراب كما نحن أعْرَبْنا
وأظهر منه الغافِقي لِمَا خفى / كشَّف عن أطوارِه الغَيمَ والدُّجنا
وبيَّن أسرارَ العُبوديَّة التي / عن أعرابها لمَ يرفعوا اللَّبْس واللَّجْنا
كشفْنا غِطاءً عَن تداخلِ سرِّها / فأصبح ظهْراً ما رأيْتم له بطْنا
هدانا لِدين الحقِّ ما قد تولَّهتْ / لِعزَّته ألْبابُنا وله هُدْنا
فمن كان يَبغى السَّير للجانب الذي / تقدَّس فلْيأتِ فلْيأخُذْه عنّا
رَضِيَ المتيم في الهوَى بجنُونِه
رَضِيَ المتيم في الهوَى بجنُونِه / خلُّوه يفَنىّ عُمرَه بفُنونِهْ
لا تعْذِلوهُ فليْس ينْفعُ عذْلُكم / ليْس السُّلوُّ عن الهوَى من دينهْ
قسَماً بمن ذُكرَ العقيقُ من أجلِه / قسَم المحِبِّ بحبِّه ويمينهْ
مالي سواكم غير أنيِّ تائبٌ / عن فاترات الحبِّ أو تلوينِهْ
مالي إِذا هتف الحمامُ بأيْكةٍ / أبداً أحِنُّ لشَجْوِه وشُجونهْ
وإِذا البكاءُ بغير دمْعٍ دأبُهُ / والصَّبُ يجْري دمْعُه بعُيُونهْ
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه / فلم تعْلم أبْعد أم تَداني
وكُنْت من الزَّمان بلا زَمانٍ / وكُنت من المكانِ بلا مكانِ
وحُلْتَ فلسْتَ أنت على يقين / عَياناً ثم غبْت عن العَيان
وقلْت فنيت أنَّ الحالَ باقِ / وقلْتَ بقيتُ إِنَّ الحالَ فان
رأيْتَ الحق فيك وأنت فيه / فصَار العبدُ حُراً في أمان
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني / وعليكم عَواذِلي عنَّفوني
خلَّفوني في الحيِّ مَيْتاً طريحاً / وعلى النَّوم بعدَهم حلَّفوني
كان ظَنِّي رجوعهُم لي قرِيباً / فانْقضَت مُدَّتي وخابت ظُنوني
أنا إِنْ مِتُّ في هَواكم قتيلاً / بدُموعِي بحقِّكم غسِّلوني
ثم نادوا الصَّلاة هذا محِبّ / ماتَ ما بين لوْعةٍ وشُجونٍ
ولرَوْضِ العُشَّاقِ سيروا بنَعْشي / فهُمو جيرَتي بهم أنْعِشوني
يا غريبَ النَّقا لقد جرَّعوني / بالصُّدود كاس الرَّدى والمنونِ
ارحموا من قضى جَوى في هَواكم / وقِفوا عند رَوْضتي بالحجونِ
واسمحوا للمَزارِ بالرُّوح إِنِّي / في نَعيم إِن أنتمُ زُرتموني
واشرحوا للوَرى قضِية حالي / فعسى عنْد شرحِها يَرْحموني
قد عِيلَ صَبْرِي
قد عِيلَ صَبْرِي / وبانَ سِرِّي الْمَصُون
ما هُوْ ظاهِرْ / أبَداً هُ واهِي الْجُفُون
هَلْ لِهَيَامِي / ودَائِه مِن دَوَا
رَمانِي رامِي / بِسْهم قَوْسِ النَّوَى
خَلُّوا مَلامِي / فالجِسْم واهِي الْقُوَى
والدَّمْعِ يَجْرِي / مِنْ كُلِّ عَيْنِ عُيُون
مِنْ طَرْفِ ساهِرْ / قد اسْهَرَتْهُ والشُّجُون
أنَا وقَلْبي / مَعَ الْمُنَى والْخُطُوب
في نارِ حَرْبي / الْقَلْبُ مِنْهَا يَذُوب
اللهُ رَبِّي / ماذَا تُقَاسِي الْقُلُوب
فَكُلُّ حُرِّ / يقولْ مالاَ يَهُون
لَهُ الأواخِرْ / فيَرْعَوِي للسُّكُونْ
لله كَم قَد / مَرَّ لَنَا مِنْ زَمان
عَيْشٌ مُمَهَّدْ / وَوَقْتُنا في أمانْ
فَلَوْ يُخَلَّدْ / كان يكُون شَيْ حَسَانْ
كَمْ كُنْتُ أُجْرِي / خَيْلَ الْهَوَى في فُنُون
والدَّهْرُ ناصِرْ / مُساعِدٌ لاَخؤُونْ
يا قَبي مَهْلاَ / صَبْراً لِمَا قد أتَى
فالصَّبْرُ أوْلَى / إِن ضاقَ ذَرْعُ الْفَتَى
وغَنَّ قَوْلاً / قد قِيلَ كَيْ تَثْبُتَا
يا لَيْتَ شِعْرِي / إِنْ خالَفَ اللهُ الظُّنُون
تَرَانِي صابِرْ / ما قَدَّرَ اللهْ يَكُونْ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ / وهَاءُ قُوَّةُ الْعَيْنِ
ألِفٌ هوتُ الإسْمِ /
وَلاَ مَينِ بِلاَ جِسْمِ /
وَهَاء آيَةُ الرَّسْمِ /
تَهَجَّى سِرَّ حَرْفَيْنِ / تَجِدْ إِسْماً بِلاَ أيْنِ
حُروفٌ كُلُّهَا تُتْلَى /
تَرضى الْقَلْبُ بهَا يُجْلَى /
ويُسْلاَ بَعْدُ ما يُبْلَى /
ويَدْرَجْ بينَ كَفنين / بِرَمْزَيْنِ رَقِيقَينِ
غَرامِي في الْهَوَى قد باح /
وفَجْرِي بَعد لَيلَى لاَحْ /
وصِرْتُ للْوُجُودِ مِصْباح /
وشَمْسِ بينَ قَمَرَيْن / ولاَ أدْرِي أنا أيْنِي
فَمَعْنَى حِبِّي الأتْقَى /
بأن أفْنَى بِهِ رِقَّا /
وأفْنَى في الْفَنَا حَقَّا /
فَوَجْدُ بَيْنَ فَقْدَيْنِ / وحَياةٌ في فَنَايينِ
مُنَائِي مَنْ بِه هِمْتُ /
وقُوتُ الرُّوحِ إِنْ مُتُّ /
وخَوْفَ الْبَيْنِ أنْشَدْت /
مَتَى يا قُرَّةُ الْعَيْنِ / نَجِدْ وَصْلاَ بِلاَ أيْنِ
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي / مُقَدَّسَةً عَنْ إِدْراكِ الْعِيانِ
فقالَ مُتَرْجِما عَنِّي لِسانِي / أنَا القُرآنُ والسَّبْعُ الْمَثانِي
وُوحُ الرُّوحُ لاَ رُوحُ الأوانِي /
أنَا في مَسْتوَى عَرْشِي قدِيمُ / لِذَا أنِيَّتِي العَظْمَى نَدِيمُ
وفي بَلْوَى مَحَبَّتكُم أهِيمُ / فُؤُادي عِنْدَ مَعْلومِي مُقِيمُ
يَناجِيهْ وعِنْدَكُم لِسَانِي /
سَتَرْتُ حقيقتي عَن كُلِّ فَهْم / بَمَا أظْهَرتُ مِنْ وسْمِ ورسْمِ
فإن تَطْلب تَرى صِفتي مع اسمي / فلا تَنْظُر بطَرفِك نحْو جِسمي
وعَدِّ عَنِ التَّنَعُّمِ بالمغَانِي /
وللطَّلْسمِ في الكونينِ كَسَّرْ / وحَقِّقْ سِرَّ مَعْنائِي وحرِّر
وللْمَسْجورِ مِن بَحْري ففَجِّر / وغُص في بَحْرِ ذَاتِ الذَّات تُبْصِر
عَجائِبَ لَيْسَ تَبْدُو للعيانِ /
فإنْ شاهَدتَّني في كُلِّ ذاتِ / بأسمائي عيَاناً مَعْ صِفاتِي
ستفهمْ ما خَفَى في الكائِناتِ / وأسراراً تَراءتْ مُبْهَماتِ
مُسَتَّنرَةً بأرواحِ المعاني /
فَعِنْدَ شُهودِكَ الأسْرارَ مِنْهَا / فلا تَكُ غائبَا في الكونِ عَنْهَا
وَوحِّد واتِّحدْ كيْ ما تَكُنْها / فَمَن فَهِم الإشارةَ فلْيَصُنْهَا
وإِلاَّ سوفَ يُقْتَلْ بالسِّنانِ /
فَمَن أوِرى زِنادَ الحقِّ رُدَّتْ / حقيقَتُه وعَنْهُ البَابَ سُدَّتْ
وكَعْبَتُهُ بِفاسِ الشَّرْع هُدَّتْ / كحَلاَّجِ المحبةِ إِذْ تَبَدَّتْ
لَهُ شَمْسُ الحقيقةِ في التَّدانِي /
فلمَّا أنا دنا مِنْهَا تدلَّى / وبالإسمِ المعظَّم قد تَحَلَّى
تَوَحَّدْ عِنْدَ ذاكَ وما تَوَلَّى / فقالَ أنا هُوَ الحقُّ الذي لاَ
يُغَيَّرُ ذَاتَهُ مَرُّ الزَّمانِ /
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا / مِنْ شَرابِ المُحَققينْ
كُلُّ مَنْ ذَاقَ ذَا الشَّرَابْ /
وفَهِمْ مَدْلُولْ الخِطابْ /
مِنْ مَعانِي فكان قابْ /
وثَبَتْ بَعْدُ ما امْتَحَى / وتَرَكَّبْ في كلِّ حِينْ
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحُقِقين
إِنْ قَنِعْ بَعْدَما امْتَحَقْ /
مَضت الشَّبْعَهْ في الْعَرَق /
ويُقالُّوا مُورْ انْطَلَق /
مَنْ عُطيهْ قلْبُو ذاكْ جُحا / يبقى يطلُب طُولَ السِّنين
لاَ تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المحققينْ
أيْ وُصُول ثَمَّ وأي وِصال /
كما لَسْ ثَمَّ انْفِصالْ /
بِذَواتَكْ هُ الاتِّصالْ /
مَن يَدُرْ دورَةَ الرَّحى / على ذَاتُوا يَكُن فَطِين
لا تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِن شَرابِ المحقِقين
ويرى كَيْفَ يُفاض علَيْه /
مِنْ وجودِ الذي يَليْهْ /
بَعْدَ صَعقُوا يُرَدُّ لَيْهْ /
ويَرَى سِرَّ مِيمْ وَحَا / وألِفْ لاَمْ وَيَا وَسِين
لاَ تُسلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحقِقين
وَهْمْ هِي رُتْبَةُ الْفَنَا /
مَنْ شَعَرْ بِيها قالَ أنا /
والْوُصُولْ والرُّجُوعْ عَنَا /
كم حَجَبْ وَهْمُ مَنْ لَحَا / وتَركْهُم مُحَيُّرِين
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
لوْ يَكُن فانِي ما حَكَم /
بِفَناهْ ولاَ اتَّهَم /
فإذا اوْتَرْتَ لا نَنَمْ /
بِوُضُوكَ أرْكَعِ الضُّحَى / وامشِ خلْفَ الْمُقرَّبينْ
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
مُدْ خُطاكْ واتْرُكِ الْمَلَلْ /
فالْمُفِيضْ فَيْضُوا لَم تَزَل /
واسْتَمِعْ حِكْمَةَ الزَّجَلْ /
لَسْ هُو عِشقْ مَنِ اسْتَحَى / يَحْلِف أو يتْرُكْ اليمين
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا /
مِنَ السُّرُورِ والْهَنا والْمُنَى /
فقُلْ لِواشٍ قد وَشَى بيْنَنا /
قد ذَهبَ البُؤُوس وزالَ العَنَا / وواصَلَ الخِلُّ ونِلْنا الْمُنَى
وزَارَ مَنْ كُنْتَُ لهُ شائِقاً /
وأصْبحَ الشَّمْلُ بِهِ مُونِقَا /
ورَوْضُ أُنْسِي مُنْعَمَّا مُورَقَا /
وطابَتِ الخْلوة عنْدَ اللُّقَا / ودارَ كَأسُ الوصلِ ما بَيْنَنا
في حَضْرة القُدْس لِذَا مَوْئِلِي /
وسَيِّدِي مُنادِي مُوَاصِلي /
يُمْزِجُهُ مِن خَمْرِه للأوَّلِ /
حَتَّى إِذا أسْكَرَنِي قالَ لي / إِشرَبْ شرابَ الأُنْسِ من قُرْبِنا
قُلْتُ لَهُ مَوْلايَ مَنْ يَغْتدَى /
بهذهِ الخمرةِ لَمَ يَهْتَدِ /
فَقال لِي لاَ والْهَوَى فابْتَدِ /
قُلتُ مَنْ السَّاقي فقالَ الذي / قالَ على الطُّورِ لِمُوسَى أنَا
أمَا اهْتَديْت بالسَّنَا اللاّئح /
والنَّارِ للْمُقْتَبِس اللاَّمِح /
حَتَّى نَظرْتَ نَظْرَةَ الْكاشِحِ /
يا مُدَّعِي الحُبِّ أما تَسْتَحِي / تنْظُرُ بالعَيْنِ إِلى غيرنا
يا فانِياً لو كُنْتَ لِي عاشِقَا /
لَم تُبْصِر إِلاّ الوَاحِدَ الْخالِقَا /
فاسمعْ كلاماً مُبتغى فائقَا /
لَوْ كُنْتَ فيما تدَّعي صادِقا / ما أبْصَرَتْ عَيْناكَ إِلاَّ أنا
أقبلْ على الْحَقِّ ودَعْ ما مَضَى /
وايأسْ مِنَ الْخَلْقِ وكُنْ مُعْرِضَا /
عَمَّن سِوانَا وانْتَصِرْ بالْقَضَا /
تَنَلْ رِضانَا وهْو نِعْمَ الرِّضَا / وتُرْفَعُ الحُجْبُ الَّتي بَيْنَنا
مَا لِلْمَلُوكْ
مَا لِلْمَلُوكْ / إلاَّ حُسْنِ ظَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
مَللَكْ رُوحِي / وبَعْضِي وكُلِّي
وَمَعْنَائِي / وجَمْعِي وجُلِّي
إِنْ لَم يَعْفُ / فمنْ لَكْ ومَنْ لِي
هُوَ مَعَكْ / وأنْت تَطْلُب أيْنُو
قَصِّرْ فَهْمَكْ / أيْنُو أيْنُو أيْنُوا
ياذَا الجاهلْ / بِجَهْلِك ما تعلم
مَعْنَى عيسى / وَلَدَتْهُ مريمْ
وإِبْراهِيمْ / ومُوسى الْمُكَلَّمْ
وقَوْلَ اللهْ / لِمُحَمَّدِ إِدنُوا
مَلَكْ قلبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
إِخْرِقْ تَنْجُو / مِنْ لُجَجْ بِحارَكْ
ومُتْ تَحْيَى / ويَنْقامْ جِدارَكْ
واخْلَعْ نَعْلَيْكْ / تَنالْ اخْتِيارَكْ
ومُتْ تَبْقَى / وتعلم بأنُّوا
هُوَ مَعَكْ / وأنْتَ تَطْلُب أيْنُو
يَا مُرِيدِيني / اتَّبِعُوا الحقيقهْ
وَاسْتَمْسِكُوا / بالعروةِ الوثيقهْ
وقُولُوا كِيفْ قالْ / شَيْخْ هذِي الطريقه
سِيدِي أبُو مَدْيَنْ / أللهْ يَرْضَى عَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنا بِعَيْنُوا
حَبيبْ قَلْبي
حَبيبْ قَلْبي / هُ الحبيب بِعيْنُوا
هُ زَيْنِي / وجَعلْني زَيْنُوا
أجْرَى حِبِّي / نِعْمَتُوا عَلَيَّا
وسَخَّرْ لِي / كُلَّها الْمَشِيَّا
ونَظَرْ لِي / وشَفَقْ عَلَيَّا
وايْشْ ما كانْ / إِنَّمَا هُ مِنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْني زَيْنُوا
هُ حَلاَّنِي / بِسمْعِ ونُطْقِ
ويَأتِيني / كُلَّ يَوْمَ بِرِزق
كَذَا يَفْعَلُ / الْحَبيبْ بِحَقِّ
وَأدْنَانِي / وقَرُبْتَ مِنُّوا
هُو زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
مِنَ الصَّانِعْ / تُطْلَبُ الصِّناعَهْ
وإِنْ ضَيَّعْهَا / مِنُّوا هِ الإضاعَهْ
فَلاَشْ نَسْأل / وأنَا نَعْلَم أنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت / لَسْ لُو ثانِي
هُ حياتِي / وهُ يُحَرِّكْ لِسانِي
مَعِي محبوبْ / لَس هُ بحال كُل محبوب
أشْ مَا نَطلُوبْ / يَقُلْ لِي خُوذْ أشْ ما تَطْلُوب
أنَا مَعَكْ / إِيَّاكْ تَقُل عَنِّي محْجُوب
أنَا أُسَّكْ / وأنْتَ أُسُّ بَياني
وأنَا كُلَّكْ / إِيَّاكْ تَرَى لِي ثانِي
وصِفاتِي / أثبتُّ مِنْهَا صفاتكْ
وَحَياتِي / جَعَلْتُ مِنْها حياتكْ
حَرَكَاتِي / بَقُدْرتِي لا بِذاتَك
أنَا أنْتَ / إِذَا فَهِمْتَ الْمَعانِي
لَسْ نَغِيب عَنَّك / إِذا دَرَيْتْ كِفْ تَرَانِي
أنَا وَحْدِي / لَسْ ثَمَّ حَدْ أمَامِي
وَسَلاَمِي / نُقْرِيهْ أنَا لِي سَلامِي
وَأشْ ما نَسْمَعْ / ما نسْمعْ إِلاَّ كَلاَمِي
أنَا نَنْطِقْ / مِن خَلْفِ هَذِي الأواني
وأنَا دايمْ / كُلُّ الأوانِ أوانِي
احذرْ أيْنَك / إِيَّاكْ يَغُرُّكْ مِثالَكْ
وظهوركْ / كانَ السببْ في زَوالكْ
نَصْبُ عَيْنَك / يَلْعَبْ بصُورَةْ خَيالَكْ
إِذَا يَصْعَدِ / الْمَا لِرُوسِ السَّوانِي
يَلْوِي هَابِطْ / وَهُ يقُولْ مَنْ ثَنانِي
ولاَ يَصْعَدْ / إِلاَّ لشمْسٍ مُضِيَّا
ولا يَغْرُبْ / إِلاَّ في عَيْنِ حَمِيتَّا
رِيتو راجع / وهُ يُرَجِّعْ شَجِيَّا
قُلْت لُو إِبكي / واهْرِقْ دُمُوعَكْ هَتَانِ
بِدُمُوعكْ / تَصْعَدْ لِحُورِ الْجِنانِ
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح / لَسْلَكْشِي ثانِي
وكُنْ فَقيرْ وارْمِي السِّلاحْ / وفي ضَمانِي
أطْلُبْ كَمَالَكْ يا فلانْ / إِنْ كُنْتَ عاقِلْ
لا تلتفتْ لقولِ كَانْ / مَطْلَبكْ حاصِلْ
وامْحُ المكانْ مع الزَّمانْ / فالْكُلُّ باطِلْ
وإِيَّاكْ لا تُنْكِرْ اصْطِلاحْ / فَفِيهْ مَعانِي
تَحْتُو مَراتِبْ مِلاحْ / حُسْنُوا سَباتني
إِجْمَعْ وفَرِّقْ اجْتَمِع / وانْفِي وأثْبِتْ
واحْيَا ومُتْ خَلِّ الْجَزَعْ / سَتَحْيَا إِنْ مُتْ
واخْلَعْ عِذارَكْ وانْطَبِع / واشْطَحْ واسكُت
وكُنْ بحالِي في اصْطِباحْ / كَمَا تَرَانِي
واسْكَرْ وسَلِّمْ لِلْصِحَاحْ / فَهُمْ أوَانِي
فانْ شَعِرْتَ بالوجودْ / قَدْ لاَحْ في ذَاتَكْ
هُودِسْ ولاَزِمِ الجحودْ / فَذاكْ صِفاتَكْ
واضْرِبْ بِتُرْسَكْ للقعود / والْقِي عَصاتَك
وقُلْ لِعَقْلَكْ اسْتَراح / نَخْلَعْ عِنانِي
وقُلْ لوهمكْ الرَّواحْ / مَعْ كُلِّ فانِي
في ذَا الْمَقاْم تَظْهَر صحِيحْ / عَبْداً مُحَقَّق
تُحْفَظْ عَنِ الفعلِ القبيحْ / وتَتْبع الْحَقْ
وكُلُّ ما تَرَاهْ مَلِيحْ / نَظْرَكْ هُ مُطْلَقْ
مَن قال نعم وقْت أن يُصاح / بِلاَ تَوانِي
ثُمَّ يَسمَعْ الجوابْ صُراح / بِلَنْ تَرانِي
إِعْمَلْ عَلى فَكِّ الرُّمُوز / فالتَّوْبَا سَبْعِينْ
فإنْ فَهِمْتَهْ سَتفُوز / مِنْ ذَرْعِ سَبْعِين
واسْألْ في كُلِّ ما يَعُوزْ / عبْدَ ابْنِ سبْعِين
في سَاعْ يُلْقِي لَكْ سِباح / شَرْحِ الْمَثانِي
يُرْجِعْ لَكَ الْمِسَا صَباحْ / والْبُعْدُ دانِي
إِنْ كُنْتَ تَفْهَم ذَا الْغَزَل / وإِلاَّ فَسَلِّم
عرُوضُهُ قَدِ انْعمَل / فيما تقدَّم
رُمُوز بِقانُون الزَّجَل / منْظُومْ لِيُفْهَم
مَن يُعْجِبُوا عِشْقُ الْمِلاَح / يُرْسِل في شانِي
يُعْجِبْنِي يا قَوْمِ إِفْتِتاح / وَرْدِ الزَّوانِي
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ / لِمَن رآنِي
أنا الْمُحبُّ والحبيب / لَس ثَمَّ ثانِي
يا قاصِدَ عَيْنَ الْخَبرْ / غطَّاهْ غَيْنَك
إِرْجَع لِذاتكَ واعْتَبِر / ما ثَمَّ غيْرَك
فالخيرُ مِنَّك والْخبَرْ / والسِّرُّ عِنْدَك
وأنْتَ مِرآةُ النَّظَر / قُطْبُ الزَّمانِ
وفِيك يُطْوَى ما انْتَشَرْ / مِنَ الأوانِي
اسْمَعْ كلامِي والْتَهِم / إِنْ كُنْتَ تَفْهام
لأنَّ كَنْزَك قد عَرَى / عن كلِّ طَلْسام
مِنْهُ الْمُكَلِّم والْكَلِيم / على طُور الأفْهام
اسْمَعْ نِدايَ مِن قرِيب / بِلاَ أذانِ
وشمسُ ذاتِي لا تَغِيب / عَنِ العيانِ
أنْظُر جَمالِي شاهداً / في كلِّ إِنْسانْ
كالماءِ يَجْرِي نافِذاً / في أُسْ الأغصان
يُسْقَى بِماءٍ واحِد / والزَّهْرُ ألْوانْ
فاسْجُد لِهَيْبَةْ ذِي الْجَلال / عِنْدَ التَّدانِي
ولْتَقْرَأ آياتِ الكمالْ / سَبْعاً مَثانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي / عسَى يَرَانِي
قُطْبُ الهُدَى رَوْحي ورَيْحاني / سَكَنْ جنانِي
مُجْلِي الصَّدَى عَن قلبي اَلْعانِي / غايَةْ أمانِي
هُوَ الْهِدايَهْ يُهْتدَى / وهْ شفيعنا غَدَ
بِحُبِّهِ نَبْقَى كَذَا دايمْ / سَكْرانْ هايِمْ
وَصْلُوا نعِم نُورِي وبُرْهانِي / وإٍصلاح زمانِي
قلْبي يَهِيم في حُبِّهِ فانِي / يا كُلّ مَنْ رآني
رُوحِي فِداه نعَم وجُثْمانِي / نُوروا كَسانِي
بِه اهْتَدَى مَنْ قد هَدَ / ى وبسيفه قَهَرَ الْعِدَى
بحبه نبقَى كذَا دايِمْ / سَكْرانَ هايِمْ
بَدْرٌ بَدَا سِرَّا وإِعْلانِ / شمْسُ الْمعانِي
نبِيٌّ كرِيمْ مَكَّي وعدنانِي / حُسْنُوا سَبانِي
صَدْرِي سَكَنْ وباحْ كتماني / اللهْ أعْطانِي
قُطْبُ الهدى غَيْثُ الندى / وبه أنانَنْكِ العِدَى
بِحُبِّهِ نبقى كذَا دايِم / سكرانَ هايِم
ربِّي الكريم بِمدْحُوا بَهانِي / ورَفَعْ شانِي
فضْلُوا عَمِيم بالخيرِ والآنِي / وأصْبَحْتُ هانِي
إِرمِ السِّلاحْ لِحُكْمِ ربَّانِي / وفي ضَمانِي
إِرْمِ العِدَى كَي تُفْتَدى / وتكُن عتيق لمحمَّدا
بحبِّهِ نَبْقَى كذَا دايم / سَكْرانَ هايِم
صلُّوا عليهِ معشرَ إِخواني / طُولَ الدَّوامِ
وارْضُوا عَلى أصْحابِه الأعيان / سادَه كِرام
مَوْلاى عتِيق وعُمَر وعُثمانِ / وعَلِي إِمامِ
السُّعَدَا الشُّهَدا / الْمُتَّقِينَ السُّؤْدَدَا
بحُبِّهِ نبقى كذا دايم / سكْرَانَ هايم
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني / وما فِيَّا شيْ يُعْجِبْنِي
وما لِي غَرِيم إِلاّ أنا / باللهِ خلِصُونِي مِنِّي
وأنا إِليّ سبب تَعْذِيبي / وأنا إِليَّ سبب تنْكِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقْرِيبي / وأنا إِليَّ سبب تَبْعِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقييدي / وأنَا إِليَّ سبب إِطلاَقِي
وأنَا نِيَتِي أمْحَتْني / وَمحْوي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غَريم إِلاَّ أنا / بالله خَلصُونِي مني
أنَا ما أنا خَلُونِي / أنَا في الأنَا لَم أبوحْ
ولِي بِي مَعانِي تظهرْ / ولِي بِي معانِي تُشْرَح
إِني مُحْتَجِبٌ في إِنِّي / ومَنْ لي بإِنِّي أفْرَح
تهَتْكَتُ فِيَّا دَهْرِي / وهَتْكِي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنَا / بالله خَلِصُونِي منِّي
بالله يا أنا أفْرَغْ عنِّي / كَفَى ما جَرَى لِي مِنَّكْ
كَم لَك في الْخطايَا تُوقِعْني / وواتَّبِعَك ولا أفْرَعْ عَنَّك
لَوْ أنَّك غَريب فَرَّجْتَك / وخَيَّبْتُ فِيكَ ظنَّك
لكن الذِي منْ أجْلُه / تَمْزِيقِي لَقد جَننِي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنا / بالله خَلِصُونِي مِنِّي
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
أش عليّا يا صاحب / مِن جمِيع الخَلايقْ
إِفْعَل الخيرَ تنْجُو / واتبعْ أهلَ الحقائق
لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ / إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق
خُذ كلاَمِي في قُرْطاس / واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
ثم قول مبين / ولا يحتاج عبارة
أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ / إِفْهَمُوا ذِي الإشاره
وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي / والعصي والغَزَارَه
هكذا عِشْتُ في فاسْ / وكَذاكْ هُونْ هُونِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وما أحْسَنْ كَلامُوا / إِذْ يَخْطُر في الأسْواق
وتَرَى أهْلَ الحوانتْ / تلْتفِتْ لو بالأعناقْ
بغرارة في عنقوا / وعكيكز وأقراق
شُوَيْخْ مَبْنِي عَلى أساس / كما أنْشَا اللهُ مَبْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
لَرْ تَرَى ذا الشويَّخ / مَا أرَقُّوا بمعنى
إِلتفتْ لِي وقالْ لِي / أش نراكْ تَتْبَعْنا
أنَا نَنْصِبْ لِي زَنْبِيل / يَرْحَمُوا من رَحِمْنا
وأقامُوا بَيْن أجناسْ / ويقُول دَعْنِي دَعْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
مَنْ عَمِلْ يا بْنِي طَيِّبْ / ما يُصِيب إِلاَّ طَيِّب
لِعُيوبُوا سَينْظُر / وفِعالُوا يُعَيِّب
والْمُقارِبْ بِحالِي / يَبْقَى بَرَّا مُسَيِّب
مَنْ مَعُوا طِيبَةَ أنفاس / يدْرِي عُذْرَ المغنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وكَذاكْ إِشْتِغالُوا / بالصَّلاهْ على مُحَمَّد
والرِّضَا عَنْ وَزِيروا / أبي بَكْرِ الْمُمَجَّدْ
وعُمَر قائِلَ الحقِّ / وشَهِيد كُلِّ مَشْهَد
وعَلِي مُفْتِي الأرْجاس / إِذا يَضْرِبْ مايْثِني
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
يا إِلهِي رَجَوْتُك / جُدْ عَلَيَّا بِتَوْبَه
بالنَّبي قَد سألتُكْ / والكرامِ الأحِبه
الرِّجِيم قد شَغَلْني / وأنا مَعُوا في نُشْبَه
قد مَلاَ قلْبي وَسْوَاس / مِمَّا هُ يَبْغِي مِنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
تَمَّ وَصْفُ الشُّوَيِّخْ / في مَعانِي نِظامي
وإِنِّي خَوَّاص ونُقْرِي / لأهْلِ فَنِّي سَلامِي
وإِذا جَوَّزُونِي / نقُل أوَّلْ كَلامِي
شُوَيْخْ من أرضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي / عِشْقُ ذَا المليحْ فَنِّي
وشُرْبِي مَعُو بالْكاسْ /
والْحَضْرَهْ مَعَ الْجَلاَّس /
وحَوْلِي رِفاقْ أكْياسْ /
قد شالُوا الْكَلَفْ عنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
أيَّ مَذْهَبٍ تَدْرِينِي /
الشَّرِيعَةُ تُحْيِيني /
والحقِيقهْ تُفْنيني /
واعْلَم أنَّني سُنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
وعْلَم أنْ ليْسَ في الدَّار /
غيركْ فاقطعِ الأخبارْ /
وادخُلْ معِي المِضْمَار /
أو مَوْر لا تُصَدِّعْني /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
لَوْ تَرانِي في دارِي /
وحِينْ نَرْفَعُ اسْتارِي /
وحِبي مَعي عَارِي /
بِوَصْلُوا يُمَتّعْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
فَدَعني ومِنْ وهْمَكْ /
فأنْتَ غُلام نَفْسَكْ /
هذا الْكَوْن هُ دارْ نُوْمكْ /
إِستيْقظْ تَرَى حُسْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025