المجموع : 39
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ / هذه الاعْلاَم تبْدو للعُيونْ
والْتفتْ غرْبِيَّها كَيُما تَرَى / نارَ مَنْ تهْواهُ بِالشّعبِ اليمينْ
للقِرَى شُبَّتْ قديماً نارُها / وهِيَ لا تُطْفى على طولِ السنينْ
قَرِّب النَّفْس ولاَ تَبْخَلْ بِها / إِن أردْتَ الشُّرب من عَين اليقينْ
هِمْ بحَرْف العَيْنِ واعْشَق أهْلهُ / تَعْلم المعْنى مِنَ السّرِّ المصُونْ
جَرِّرْ الذَّيْلَ ولا تَلْوِ على / ذُلِّ هذا الكَوْنِ واصْبرْ للمُجون
أتَيْناك بِالفَقرِ لا بِالغِنى
أتَيْناك بِالفَقرِ لا بِالغِنى / وأنْتَ الذي لم تزَلْ محسَّنا
وعَوَّدْتَنا كلَّ فضْلِ عسى / يدُومُ الذي مِنْك عوَّدتَنا
مَساكينُكَ الشُّعثُ قد مَوّهوا / بحُبكَ إِذْ هو أقْصى الْمنى
فَما في الغِنى واحِدٌ مِثْلُكم / وفي الفقْرِ لا عُصْبةٌ مِثْلُنا
رَأيْناكَ في كلَّ أمْرِ بَدَا / وليْس من الأمْرِ شَيء لَنا
سَترتُ اسمَكم غِيرةً ها أنا / أموهُ بالشَّعْبِ والمنْحَنى
إِذا كنت في كلِّ حال مَعي / فعن حمل زادي أنا في غِنى
فأنْتمْ هُمْ الحقّ لا غَيركُمْ / فَيالَيْتَ شِعْري أنا مَنْ أنا
أرى طالباً مِنّا الزِّيادةَ لا الحسْنى
أرى طالباً مِنّا الزِّيادةَ لا الحسْنى / بفِكرٍ رَمى سهْماً فعَدَّى بهِ عدْنا
وطالِبَنا مطلوبُنا مِن وُجودِنا / نغيبُ به عَنَّا لدَى الصَّعْقِ إِذْ عَنَّا
ترَكْنا حُظُوظا من حضيض لحُوظِنا / مع المقصد الأقصى إِلى المطلب الأسنى
ولم نُلف كُنْه الكَوْن إِلا تَوهُّماً / وليْس بشيءٍ ثابِت هكذا الفيْنا
فرفْضُ السِّوى فرْضٌ علينا لأنَّنا / بِملَّةِ محوِ الشركِ والشَّكِّ قد دنَّا
ولكِنّه كيف السَّبيلُ لرَفضِهِ / ورافِضُه المرفوضُ نحن وما كُنَّا
فيَا قائِلاً بالوصْل والوقْفةِ التي / حجِبت بها اسمعْ وارعوى مثل ما أبْنا
تقيَّدْت بالأوهام لمَّا تداخَلتْ / عليك ونورُ العَقْلِ أورثك السجْنا
وهِمْت بأنْوارِ فهِمْنا أصولَها / ومنْبعها منْ أينَ كان فما هِمنا
وقد تحْجُبُ الأنوار للعبْدِ مثْل ما / تقيَّد من إِظلامِ نفْس حوَتْ ضِغنا
وأيُّ وِصالٍ في القضيَّة يُدَّعى / وأكملُ مَنْ في النَّاس لم يدَّع الأمنْا
ولوْ كان سرُّ الله يُدركُ هكذا / لقالَ لنَا الجمهورُ ها نحن ما خِبْنا
فكم دونَه من فِتْنةٍ وبليَّةٍ / وكم مَهْمهٍ من قبْل ذلك قد جُبْنا
فلا تلْتفِتْ في السَّير غيراً وكلُّ ما / سِوى الله غيرُ فاتخِذْ ذِكرَه حِصْنا
وكلُّ مَقامِ لاتقُمْ فيهِ إِنَّه / حجابٌ فجِدَّ السَّير واستَنْجِدْ العوْنا
ومهْما ترى كلُّ المراتِبِ تجْتلي / عليْكَ فحلْ عنها فعَين مِثْلها حُلْنا
وقُلْ ليْس لي في غَير ذاتِكَ مَطْلٌ / فلا صورةٌ تُجْلى ولا طُرفة تُجْنى
وسِرْ نحْو أعْلام اليمين فإنها / سبيلٌ بها يُمْنٌ فلا تتركَ اليمُنا
أمامَك هَولٌ فاسْتمِعْ لوصيَّتي / عِقال من العَقْلِ الذي منه قد تُبْنا
أبادَ الوَرى بالمشْكلات وقَبْلهم / بأوهامِه قد أهْلَك الجِنَّ والبِنَّا
محجَّتُنا قطْع الحجا وهوَ حجُّنا / وحَجَّتُنا تتلوه باءٌ بِها تُهْنا
يُبطِّئنا عند الصُّعودِ لأنَّه / يودُّ لوَانَّا للصَّعيدِ قد أخْلَدْنا
تلوحُ لَنا الأطْوارُ منه ثلاثَةً / كَرَّاءٍ ومَرْئِيِّ ورؤيةِ ما قُلْنا
ويُبْصر عبْداً عنْد طورِ بقائِهِ / ويرجِع موْلى بالفَنا وهوَ لا يَفْنى
ولوْحاً إِذا لاحَت سُطورُ كَيانِنا / له فيه وهو اللَّوْح والقلم الأدنى
يكُدُّ خُطوط الدَّهْر عنْد التفاتِه / إِحاطَتَه القُصوى التي فيه أظْهرْنا
أقام دُوَين الدهْرِ سِدرَةَ ذاتِه / ونحو ووصْف الكلِّ في وصفه حِرنا
يقَيِّد بالأزمانِ للدَّهْرِ مثْل ما / يكيِّف للأجسام من ذاتِهِ الأبْنا
وعرشاً وكُرسيًّا وبرجاً وكوكبَا / وحشْواً لجِسْم الكلِّ في بحرِهُ عمْنا
وفتْقٌ لأفْلاكِ جواهِره الذي / يشَكلَه سِرُّ الحروف بحَرْفيْنا
يُفرِّق مجموع القضيَّة ظاهراً / وتجمع فَرقاً من تداخُله فُزنا
وعَدَّد شيئاً لم يكُن غير واحِدٍ / بألفاظِ أسماءِ بها شتَّت المعْنى
ويعْرجُ والمعْراجُ منه لذاتِهِ / لتطْوِيرِه العُلويِّ بالوهْم أسرَيْنا
ويجْعلُ سُفليها ويوهِمُ أنَّه / لِسُفْلِيِّه المجعول بالذَّاتِ أهبِطْنا
يقدِّر وصْلاً بعْد فصْل لِذاتِه / وفرض مسافات يجذلها الدهنا
يجَلى لنا طور المعِيَّةِ شكَّه / وإِن لمعَت منه فلتلحق الميْنا
ويُلْحقُها بالشِّرْك من مثْنوِيَّةٍ / يلوحُ بها وهو الملوَّح والمثْنى
فنحن كَدودِ القزِّ يحصرُنا الذي / صنعْنا بدَفْع الحصْرِ سجْناً لنا مِنَّا
فكم واقِفٍ أرْدَى وكم سائرٍ هَدَّى / وكم حكمةٍ أبْدى وكم مملقٍ أغْنى
وتِّيم الباب الهرامِس كلِّهم / وحسْبُك من سقْراط أسكَنُه الدِّنَّا
وجرّد أمثَالَ العوالِم كلَّها / وأبدأ أفْلاطون في أمْثلِ الحسنى
وهامَ أرِسطو حتى مشى من هُيامِه / وبثَّ الذي ألقى إِليْه وما ضنَّا
وكان لِذِي القرْنينِ عوناً على الذي / تبدَّى له وهُو الذي طلَب العَيْنا
ويبحث عن أسباب ما قد سمعتم / وبالبحث غطى العين إذ رده غينا
وذوَّق للحلاَّج طعْم اتحادِه / فقال أنا مَن لا يُحيطُ به معْنى
فقيل له ارجَعْ عن مقالِك قال لا / شربْت مُداماً كلَّ من ذاقَها غنىَّ
وانطلّق للشِّبْلي بالوحْدة التي / أشار بها لمَّا مجا عنده الكوْنا
وكان لذات النَّفرِي مولِّهَا / يخاطبُ بالتَّوحيد صَيَّره خِدْنا
وكان خطيبَا بين ذاتين مَن يكُن / فقيراً يَرَ البحر الذي فيه قد غُصْنا
وأصْمت للجنَيِّ تجريدُ خلقِه / مع الأمر إِذْ صارت فصاحتُه لُكنْا
تثَنىَّ قضيب البان من شُرْب خمرهِ / فكان كمثْلِ الغير لكنَّه ثنَّا
وقد شَذَّ بالشُّوذىّ عن نوْعِهِ فلم / يملْ نحْو أخْدان ولا ساكِنْ مُدْنا
وأصبح فيه السُّهْر ورديِّ حائراً / يصيحُ فما يُلْقى الوجود له أذْنا
ولابن قسيِّ خلْع نَعْل وجودِه / وليْس إِحاطات من الحجر قد تُبْنا
أقام على ساقِ المسرَّة نجْلُها / لِما رمز الأسرَارَ واسْتمطر المزْنا
ولاحَ سَني برْقِ من الغَرْب للنُّهَى / لِنَجْل بنِ سيناء الذي ظنَّ ما ظنَّا
وقد خلَّد الطُّوسيُّ ما قد ذَكَرْتُه / ولكنَّه نحْو التَّصرِّف قد حَنَّا
ولابْن طُفيْل وابن رشْدٍ تيقُّظٌ / رسالةُ يقظان أقْضى فتْحَه الحيْنا
كَسا لشُعَيْب ثوْب جْمع لذاته / يجُرُّ على حُسَّاده الذَّيْل والرُّدنا
وعنْه طَوى الطّائيُّ بُسط كيانِه / به سكْرة الخَلاَّع إذْ أذهب الوهْنا
تسَمَّى بروح الروح جَهْراً فلم يُبَل / ولم ير ندَّا في المقام ولا خِدْنا
به عمر بن الفارِض النَّاظم الذي / تجرَّد للأسْفار قد سَهَّل الحزْنا
وباحَ بها نجْلُ الحرالي عنْدما / رأى كتْمه ضعْفاً وتلويحُه غيْنا
وللأموِيِّ النَّظْم والنَّثر في الذي / ذكَرْنا وإِعْراب كما نحن أعْرَبْنا
وأظهر منه الغافِقي لِمَا خفى / كشَّف عن أطوارِه الغَيمَ والدُّجنا
وبيَّن أسرارَ العُبوديَّة التي / عن أعرابها لمَ يرفعوا اللَّبْس واللَّجْنا
كشفْنا غِطاءً عَن تداخلِ سرِّها / فأصبح ظهْراً ما رأيْتم له بطْنا
هدانا لِدين الحقِّ ما قد تولَّهتْ / لِعزَّته ألْبابُنا وله هُدْنا
فمن كان يَبغى السَّير للجانب الذي / تقدَّس فلْيأتِ فلْيأخُذْه عنّا
رَضِيَ المتيم في الهوَى بجنُونِه
رَضِيَ المتيم في الهوَى بجنُونِه / خلُّوه يفَنىّ عُمرَه بفُنونِهْ
لا تعْذِلوهُ فليْس ينْفعُ عذْلُكم / ليْس السُّلوُّ عن الهوَى من دينهْ
قسَماً بمن ذُكرَ العقيقُ من أجلِه / قسَم المحِبِّ بحبِّه ويمينهْ
مالي سواكم غير أنيِّ تائبٌ / عن فاترات الحبِّ أو تلوينِهْ
مالي إِذا هتف الحمامُ بأيْكةٍ / أبداً أحِنُّ لشَجْوِه وشُجونهْ
وإِذا البكاءُ بغير دمْعٍ دأبُهُ / والصَّبُ يجْري دمْعُه بعُيُونهْ
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه
إِذا غابَ الوجودُ وغِبْت عنْه / فلم تعْلم أبْعد أم تَداني
وكُنْت من الزَّمان بلا زَمانٍ / وكُنت من المكانِ بلا مكانِ
وحُلْتَ فلسْتَ أنت على يقين / عَياناً ثم غبْت عن العَيان
وقلْت فنيت أنَّ الحالَ باقِ / وقلْتَ بقيتُ إِنَّ الحالَ فان
رأيْتَ الحق فيك وأنت فيه / فصَار العبدُ حُراً في أمان
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني
حرَّك الوجدُ في هُواكم سُكوني / وعليكم عَواذِلي عنَّفوني
خلَّفوني في الحيِّ مَيْتاً طريحاً / وعلى النَّوم بعدَهم حلَّفوني
كان ظَنِّي رجوعهُم لي قرِيباً / فانْقضَت مُدَّتي وخابت ظُنوني
أنا إِنْ مِتُّ في هَواكم قتيلاً / بدُموعِي بحقِّكم غسِّلوني
ثم نادوا الصَّلاة هذا محِبّ / ماتَ ما بين لوْعةٍ وشُجونٍ
ولرَوْضِ العُشَّاقِ سيروا بنَعْشي / فهُمو جيرَتي بهم أنْعِشوني
يا غريبَ النَّقا لقد جرَّعوني / بالصُّدود كاس الرَّدى والمنونِ
ارحموا من قضى جَوى في هَواكم / وقِفوا عند رَوْضتي بالحجونِ
واسمحوا للمَزارِ بالرُّوح إِنِّي / في نَعيم إِن أنتمُ زُرتموني
واشرحوا للوَرى قضِية حالي / فعسى عنْد شرحِها يَرْحموني
قد عِيلَ صَبْرِي
قد عِيلَ صَبْرِي / وبانَ سِرِّي الْمَصُون
ما هُوْ ظاهِرْ / أبَداً هُ واهِي الْجُفُون
هَلْ لِهَيَامِي / ودَائِه مِن دَوَا
رَمانِي رامِي / بِسْهم قَوْسِ النَّوَى
خَلُّوا مَلامِي / فالجِسْم واهِي الْقُوَى
والدَّمْعِ يَجْرِي / مِنْ كُلِّ عَيْنِ عُيُون
مِنْ طَرْفِ ساهِرْ / قد اسْهَرَتْهُ والشُّجُون
أنَا وقَلْبي / مَعَ الْمُنَى والْخُطُوب
في نارِ حَرْبي / الْقَلْبُ مِنْهَا يَذُوب
اللهُ رَبِّي / ماذَا تُقَاسِي الْقُلُوب
فَكُلُّ حُرِّ / يقولْ مالاَ يَهُون
لَهُ الأواخِرْ / فيَرْعَوِي للسُّكُونْ
لله كَم قَد / مَرَّ لَنَا مِنْ زَمان
عَيْشٌ مُمَهَّدْ / وَوَقْتُنا في أمانْ
فَلَوْ يُخَلَّدْ / كان يكُون شَيْ حَسَانْ
كَمْ كُنْتُ أُجْرِي / خَيْلَ الْهَوَى في فُنُون
والدَّهْرُ ناصِرْ / مُساعِدٌ لاَخؤُونْ
يا قَبي مَهْلاَ / صَبْراً لِمَا قد أتَى
فالصَّبْرُ أوْلَى / إِن ضاقَ ذَرْعُ الْفَتَى
وغَنَّ قَوْلاً / قد قِيلَ كَيْ تَثْبُتَا
يا لَيْتَ شِعْرِي / إِنْ خالَفَ اللهُ الظُّنُون
تَرَانِي صابِرْ / ما قَدَّرَ اللهْ يَكُونْ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ
ألِفٌ قَبْل لاَمَيْنِ / وهَاءُ قُوَّةُ الْعَيْنِ
ألِفٌ هوتُ الإسْمِ /
وَلاَ مَينِ بِلاَ جِسْمِ /
وَهَاء آيَةُ الرَّسْمِ /
تَهَجَّى سِرَّ حَرْفَيْنِ / تَجِدْ إِسْماً بِلاَ أيْنِ
حُروفٌ كُلُّهَا تُتْلَى /
تَرضى الْقَلْبُ بهَا يُجْلَى /
ويُسْلاَ بَعْدُ ما يُبْلَى /
ويَدْرَجْ بينَ كَفنين / بِرَمْزَيْنِ رَقِيقَينِ
غَرامِي في الْهَوَى قد باح /
وفَجْرِي بَعد لَيلَى لاَحْ /
وصِرْتُ للْوُجُودِ مِصْباح /
وشَمْسِ بينَ قَمَرَيْن / ولاَ أدْرِي أنا أيْنِي
فَمَعْنَى حِبِّي الأتْقَى /
بأن أفْنَى بِهِ رِقَّا /
وأفْنَى في الْفَنَا حَقَّا /
فَوَجْدُ بَيْنَ فَقْدَيْنِ / وحَياةٌ في فَنَايينِ
مُنَائِي مَنْ بِه هِمْتُ /
وقُوتُ الرُّوحِ إِنْ مُتُّ /
وخَوْفَ الْبَيْنِ أنْشَدْت /
مَتَى يا قُرَّةُ الْعَيْنِ / نَجِدْ وَصْلاَ بِلاَ أيْنِ
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي / مُقَدَّسَةً عَنْ إِدْراكِ الْعِيانِ
فقالَ مُتَرْجِما عَنِّي لِسانِي / أنَا القُرآنُ والسَّبْعُ الْمَثانِي
وُوحُ الرُّوحُ لاَ رُوحُ الأوانِي /
أنَا في مَسْتوَى عَرْشِي قدِيمُ / لِذَا أنِيَّتِي العَظْمَى نَدِيمُ
وفي بَلْوَى مَحَبَّتكُم أهِيمُ / فُؤُادي عِنْدَ مَعْلومِي مُقِيمُ
يَناجِيهْ وعِنْدَكُم لِسَانِي /
سَتَرْتُ حقيقتي عَن كُلِّ فَهْم / بَمَا أظْهَرتُ مِنْ وسْمِ ورسْمِ
فإن تَطْلب تَرى صِفتي مع اسمي / فلا تَنْظُر بطَرفِك نحْو جِسمي
وعَدِّ عَنِ التَّنَعُّمِ بالمغَانِي /
وللطَّلْسمِ في الكونينِ كَسَّرْ / وحَقِّقْ سِرَّ مَعْنائِي وحرِّر
وللْمَسْجورِ مِن بَحْري ففَجِّر / وغُص في بَحْرِ ذَاتِ الذَّات تُبْصِر
عَجائِبَ لَيْسَ تَبْدُو للعيانِ /
فإنْ شاهَدتَّني في كُلِّ ذاتِ / بأسمائي عيَاناً مَعْ صِفاتِي
ستفهمْ ما خَفَى في الكائِناتِ / وأسراراً تَراءتْ مُبْهَماتِ
مُسَتَّنرَةً بأرواحِ المعاني /
فَعِنْدَ شُهودِكَ الأسْرارَ مِنْهَا / فلا تَكُ غائبَا في الكونِ عَنْهَا
وَوحِّد واتِّحدْ كيْ ما تَكُنْها / فَمَن فَهِم الإشارةَ فلْيَصُنْهَا
وإِلاَّ سوفَ يُقْتَلْ بالسِّنانِ /
فَمَن أوِرى زِنادَ الحقِّ رُدَّتْ / حقيقَتُه وعَنْهُ البَابَ سُدَّتْ
وكَعْبَتُهُ بِفاسِ الشَّرْع هُدَّتْ / كحَلاَّجِ المحبةِ إِذْ تَبَدَّتْ
لَهُ شَمْسُ الحقيقةِ في التَّدانِي /
فلمَّا أنا دنا مِنْهَا تدلَّى / وبالإسمِ المعظَّم قد تَحَلَّى
تَوَحَّدْ عِنْدَ ذاكَ وما تَوَلَّى / فقالَ أنا هُوَ الحقُّ الذي لاَ
يُغَيَّرُ ذَاتَهُ مَرُّ الزَّمانِ /
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحا / مِنْ شَرابِ المُحَققينْ
كُلُّ مَنْ ذَاقَ ذَا الشَّرَابْ /
وفَهِمْ مَدْلُولْ الخِطابْ /
مِنْ مَعانِي فكان قابْ /
وثَبَتْ بَعْدُ ما امْتَحَى / وتَرَكَّبْ في كلِّ حِينْ
لاَ تُسَلِّم لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحُقِقين
إِنْ قَنِعْ بَعْدَما امْتَحَقْ /
مَضت الشَّبْعَهْ في الْعَرَق /
ويُقالُّوا مُورْ انْطَلَق /
مَنْ عُطيهْ قلْبُو ذاكْ جُحا / يبقى يطلُب طُولَ السِّنين
لاَ تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المحققينْ
أيْ وُصُول ثَمَّ وأي وِصال /
كما لَسْ ثَمَّ انْفِصالْ /
بِذَواتَكْ هُ الاتِّصالْ /
مَن يَدُرْ دورَةَ الرَّحى / على ذَاتُوا يَكُن فَطِين
لا تُسَلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِن شَرابِ المحقِقين
ويرى كَيْفَ يُفاض علَيْه /
مِنْ وجودِ الذي يَليْهْ /
بَعْدَ صَعقُوا يُرَدُّ لَيْهْ /
ويَرَى سِرَّ مِيمْ وَحَا / وألِفْ لاَمْ وَيَا وَسِين
لاَ تُسلِّمْ لِمَنْ صَحَا / مِنْ شَرابِ المُحقِقين
وَهْمْ هِي رُتْبَةُ الْفَنَا /
مَنْ شَعَرْ بِيها قالَ أنا /
والْوُصُولْ والرُّجُوعْ عَنَا /
كم حَجَبْ وَهْمُ مَنْ لَحَا / وتَركْهُم مُحَيُّرِين
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
لوْ يَكُن فانِي ما حَكَم /
بِفَناهْ ولاَ اتَّهَم /
فإذا اوْتَرْتَ لا نَنَمْ /
بِوُضُوكَ أرْكَعِ الضُّحَى / وامشِ خلْفَ الْمُقرَّبينْ
لاَ تُسَلُّمْ لِمَنْ صَحا / مِن شَرابِ الْمُحقِقينْ
مُدْ خُطاكْ واتْرُكِ الْمَلَلْ /
فالْمُفِيضْ فَيْضُوا لَم تَزَل /
واسْتَمِعْ حِكْمَةَ الزَّجَلْ /
لَسْ هُو عِشقْ مَنِ اسْتَحَى / يَحْلِف أو يتْرُكْ اليمين
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا
الحمْدُ للهِ عَلى ما دَنَا /
مِنَ السُّرُورِ والْهَنا والْمُنَى /
فقُلْ لِواشٍ قد وَشَى بيْنَنا /
قد ذَهبَ البُؤُوس وزالَ العَنَا / وواصَلَ الخِلُّ ونِلْنا الْمُنَى
وزَارَ مَنْ كُنْتَُ لهُ شائِقاً /
وأصْبحَ الشَّمْلُ بِهِ مُونِقَا /
ورَوْضُ أُنْسِي مُنْعَمَّا مُورَقَا /
وطابَتِ الخْلوة عنْدَ اللُّقَا / ودارَ كَأسُ الوصلِ ما بَيْنَنا
في حَضْرة القُدْس لِذَا مَوْئِلِي /
وسَيِّدِي مُنادِي مُوَاصِلي /
يُمْزِجُهُ مِن خَمْرِه للأوَّلِ /
حَتَّى إِذا أسْكَرَنِي قالَ لي / إِشرَبْ شرابَ الأُنْسِ من قُرْبِنا
قُلْتُ لَهُ مَوْلايَ مَنْ يَغْتدَى /
بهذهِ الخمرةِ لَمَ يَهْتَدِ /
فَقال لِي لاَ والْهَوَى فابْتَدِ /
قُلتُ مَنْ السَّاقي فقالَ الذي / قالَ على الطُّورِ لِمُوسَى أنَا
أمَا اهْتَديْت بالسَّنَا اللاّئح /
والنَّارِ للْمُقْتَبِس اللاَّمِح /
حَتَّى نَظرْتَ نَظْرَةَ الْكاشِحِ /
يا مُدَّعِي الحُبِّ أما تَسْتَحِي / تنْظُرُ بالعَيْنِ إِلى غيرنا
يا فانِياً لو كُنْتَ لِي عاشِقَا /
لَم تُبْصِر إِلاّ الوَاحِدَ الْخالِقَا /
فاسمعْ كلاماً مُبتغى فائقَا /
لَوْ كُنْتَ فيما تدَّعي صادِقا / ما أبْصَرَتْ عَيْناكَ إِلاَّ أنا
أقبلْ على الْحَقِّ ودَعْ ما مَضَى /
وايأسْ مِنَ الْخَلْقِ وكُنْ مُعْرِضَا /
عَمَّن سِوانَا وانْتَصِرْ بالْقَضَا /
تَنَلْ رِضانَا وهْو نِعْمَ الرِّضَا / وتُرْفَعُ الحُجْبُ الَّتي بَيْنَنا
مَا لِلْمَلُوكْ
مَا لِلْمَلُوكْ / إلاَّ حُسْنِ ظَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
مَللَكْ رُوحِي / وبَعْضِي وكُلِّي
وَمَعْنَائِي / وجَمْعِي وجُلِّي
إِنْ لَم يَعْفُ / فمنْ لَكْ ومَنْ لِي
هُوَ مَعَكْ / وأنْت تَطْلُب أيْنُو
قَصِّرْ فَهْمَكْ / أيْنُو أيْنُو أيْنُوا
ياذَا الجاهلْ / بِجَهْلِك ما تعلم
مَعْنَى عيسى / وَلَدَتْهُ مريمْ
وإِبْراهِيمْ / ومُوسى الْمُكَلَّمْ
وقَوْلَ اللهْ / لِمُحَمَّدِ إِدنُوا
مَلَكْ قلبي / مَنْ أنَا بِعَيْنُوا
إِخْرِقْ تَنْجُو / مِنْ لُجَجْ بِحارَكْ
ومُتْ تَحْيَى / ويَنْقامْ جِدارَكْ
واخْلَعْ نَعْلَيْكْ / تَنالْ اخْتِيارَكْ
ومُتْ تَبْقَى / وتعلم بأنُّوا
هُوَ مَعَكْ / وأنْتَ تَطْلُب أيْنُو
يَا مُرِيدِيني / اتَّبِعُوا الحقيقهْ
وَاسْتَمْسِكُوا / بالعروةِ الوثيقهْ
وقُولُوا كِيفْ قالْ / شَيْخْ هذِي الطريقه
سِيدِي أبُو مَدْيَنْ / أللهْ يَرْضَى عَنُّوا
مَلَكْ قَلْبي / مَنْ أنا بِعَيْنُوا
حَبيبْ قَلْبي
حَبيبْ قَلْبي / هُ الحبيب بِعيْنُوا
هُ زَيْنِي / وجَعلْني زَيْنُوا
أجْرَى حِبِّي / نِعْمَتُوا عَلَيَّا
وسَخَّرْ لِي / كُلَّها الْمَشِيَّا
ونَظَرْ لِي / وشَفَقْ عَلَيَّا
وايْشْ ما كانْ / إِنَّمَا هُ مِنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْني زَيْنُوا
هُ حَلاَّنِي / بِسمْعِ ونُطْقِ
ويَأتِيني / كُلَّ يَوْمَ بِرِزق
كَذَا يَفْعَلُ / الْحَبيبْ بِحَقِّ
وَأدْنَانِي / وقَرُبْتَ مِنُّوا
هُو زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
مِنَ الصَّانِعْ / تُطْلَبُ الصِّناعَهْ
وإِنْ ضَيَّعْهَا / مِنُّوا هِ الإضاعَهْ
فَلاَشْ نَسْأل / وأنَا نَعْلَم أنُّوا
هُ زَيْنِي / وجَعَلْنِي زَيْنُوا
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت
الْحَبِيبْ الذي هَوَيْت / لَسْ لُو ثانِي
هُ حياتِي / وهُ يُحَرِّكْ لِسانِي
مَعِي محبوبْ / لَس هُ بحال كُل محبوب
أشْ مَا نَطلُوبْ / يَقُلْ لِي خُوذْ أشْ ما تَطْلُوب
أنَا مَعَكْ / إِيَّاكْ تَقُل عَنِّي محْجُوب
أنَا أُسَّكْ / وأنْتَ أُسُّ بَياني
وأنَا كُلَّكْ / إِيَّاكْ تَرَى لِي ثانِي
وصِفاتِي / أثبتُّ مِنْهَا صفاتكْ
وَحَياتِي / جَعَلْتُ مِنْها حياتكْ
حَرَكَاتِي / بَقُدْرتِي لا بِذاتَك
أنَا أنْتَ / إِذَا فَهِمْتَ الْمَعانِي
لَسْ نَغِيب عَنَّك / إِذا دَرَيْتْ كِفْ تَرَانِي
أنَا وَحْدِي / لَسْ ثَمَّ حَدْ أمَامِي
وَسَلاَمِي / نُقْرِيهْ أنَا لِي سَلامِي
وَأشْ ما نَسْمَعْ / ما نسْمعْ إِلاَّ كَلاَمِي
أنَا نَنْطِقْ / مِن خَلْفِ هَذِي الأواني
وأنَا دايمْ / كُلُّ الأوانِ أوانِي
احذرْ أيْنَك / إِيَّاكْ يَغُرُّكْ مِثالَكْ
وظهوركْ / كانَ السببْ في زَوالكْ
نَصْبُ عَيْنَك / يَلْعَبْ بصُورَةْ خَيالَكْ
إِذَا يَصْعَدِ / الْمَا لِرُوسِ السَّوانِي
يَلْوِي هَابِطْ / وَهُ يقُولْ مَنْ ثَنانِي
ولاَ يَصْعَدْ / إِلاَّ لشمْسٍ مُضِيَّا
ولا يَغْرُبْ / إِلاَّ في عَيْنِ حَمِيتَّا
رِيتو راجع / وهُ يُرَجِّعْ شَجِيَّا
قُلْت لُو إِبكي / واهْرِقْ دُمُوعَكْ هَتَانِ
بِدُمُوعكْ / تَصْعَدْ لِحُورِ الْجِنانِ
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح
مَهْ قُلْها رِسْلاً بالصياح / لَسْلَكْشِي ثانِي
وكُنْ فَقيرْ وارْمِي السِّلاحْ / وفي ضَمانِي
أطْلُبْ كَمَالَكْ يا فلانْ / إِنْ كُنْتَ عاقِلْ
لا تلتفتْ لقولِ كَانْ / مَطْلَبكْ حاصِلْ
وامْحُ المكانْ مع الزَّمانْ / فالْكُلُّ باطِلْ
وإِيَّاكْ لا تُنْكِرْ اصْطِلاحْ / فَفِيهْ مَعانِي
تَحْتُو مَراتِبْ مِلاحْ / حُسْنُوا سَباتني
إِجْمَعْ وفَرِّقْ اجْتَمِع / وانْفِي وأثْبِتْ
واحْيَا ومُتْ خَلِّ الْجَزَعْ / سَتَحْيَا إِنْ مُتْ
واخْلَعْ عِذارَكْ وانْطَبِع / واشْطَحْ واسكُت
وكُنْ بحالِي في اصْطِباحْ / كَمَا تَرَانِي
واسْكَرْ وسَلِّمْ لِلْصِحَاحْ / فَهُمْ أوَانِي
فانْ شَعِرْتَ بالوجودْ / قَدْ لاَحْ في ذَاتَكْ
هُودِسْ ولاَزِمِ الجحودْ / فَذاكْ صِفاتَكْ
واضْرِبْ بِتُرْسَكْ للقعود / والْقِي عَصاتَك
وقُلْ لِعَقْلَكْ اسْتَراح / نَخْلَعْ عِنانِي
وقُلْ لوهمكْ الرَّواحْ / مَعْ كُلِّ فانِي
في ذَا الْمَقاْم تَظْهَر صحِيحْ / عَبْداً مُحَقَّق
تُحْفَظْ عَنِ الفعلِ القبيحْ / وتَتْبع الْحَقْ
وكُلُّ ما تَرَاهْ مَلِيحْ / نَظْرَكْ هُ مُطْلَقْ
مَن قال نعم وقْت أن يُصاح / بِلاَ تَوانِي
ثُمَّ يَسمَعْ الجوابْ صُراح / بِلَنْ تَرانِي
إِعْمَلْ عَلى فَكِّ الرُّمُوز / فالتَّوْبَا سَبْعِينْ
فإنْ فَهِمْتَهْ سَتفُوز / مِنْ ذَرْعِ سَبْعِين
واسْألْ في كُلِّ ما يَعُوزْ / عبْدَ ابْنِ سبْعِين
في سَاعْ يُلْقِي لَكْ سِباح / شَرْحِ الْمَثانِي
يُرْجِعْ لَكَ الْمِسَا صَباحْ / والْبُعْدُ دانِي
إِنْ كُنْتَ تَفْهَم ذَا الْغَزَل / وإِلاَّ فَسَلِّم
عرُوضُهُ قَدِ انْعمَل / فيما تقدَّم
رُمُوز بِقانُون الزَّجَل / منْظُومْ لِيُفْهَم
مَن يُعْجِبُوا عِشْقُ الْمِلاَح / يُرْسِل في شانِي
يُعْجِبْنِي يا قَوْمِ إِفْتِتاح / وَرْدِ الزَّوانِي
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ
لقَدْ أنَا شَيءٌ عَجيبْ / لِمَن رآنِي
أنا الْمُحبُّ والحبيب / لَس ثَمَّ ثانِي
يا قاصِدَ عَيْنَ الْخَبرْ / غطَّاهْ غَيْنَك
إِرْجَع لِذاتكَ واعْتَبِر / ما ثَمَّ غيْرَك
فالخيرُ مِنَّك والْخبَرْ / والسِّرُّ عِنْدَك
وأنْتَ مِرآةُ النَّظَر / قُطْبُ الزَّمانِ
وفِيك يُطْوَى ما انْتَشَرْ / مِنَ الأوانِي
اسْمَعْ كلامِي والْتَهِم / إِنْ كُنْتَ تَفْهام
لأنَّ كَنْزَك قد عَرَى / عن كلِّ طَلْسام
مِنْهُ الْمُكَلِّم والْكَلِيم / على طُور الأفْهام
اسْمَعْ نِدايَ مِن قرِيب / بِلاَ أذانِ
وشمسُ ذاتِي لا تَغِيب / عَنِ العيانِ
أنْظُر جَمالِي شاهداً / في كلِّ إِنْسانْ
كالماءِ يَجْرِي نافِذاً / في أُسْ الأغصان
يُسْقَى بِماءٍ واحِد / والزَّهْرُ ألْوانْ
فاسْجُد لِهَيْبَةْ ذِي الْجَلال / عِنْدَ التَّدانِي
ولْتَقْرَأ آياتِ الكمالْ / سَبْعاً مَثانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي
إِلى حَبِيبي نَتْرُكْ أوْطانِي / عسَى يَرَانِي
قُطْبُ الهُدَى رَوْحي ورَيْحاني / سَكَنْ جنانِي
مُجْلِي الصَّدَى عَن قلبي اَلْعانِي / غايَةْ أمانِي
هُوَ الْهِدايَهْ يُهْتدَى / وهْ شفيعنا غَدَ
بِحُبِّهِ نَبْقَى كَذَا دايمْ / سَكْرانْ هايِمْ
وَصْلُوا نعِم نُورِي وبُرْهانِي / وإٍصلاح زمانِي
قلْبي يَهِيم في حُبِّهِ فانِي / يا كُلّ مَنْ رآني
رُوحِي فِداه نعَم وجُثْمانِي / نُوروا كَسانِي
بِه اهْتَدَى مَنْ قد هَدَ / ى وبسيفه قَهَرَ الْعِدَى
بحبه نبقَى كذَا دايِمْ / سَكْرانَ هايِمْ
بَدْرٌ بَدَا سِرَّا وإِعْلانِ / شمْسُ الْمعانِي
نبِيٌّ كرِيمْ مَكَّي وعدنانِي / حُسْنُوا سَبانِي
صَدْرِي سَكَنْ وباحْ كتماني / اللهْ أعْطانِي
قُطْبُ الهدى غَيْثُ الندى / وبه أنانَنْكِ العِدَى
بِحُبِّهِ نبقى كذَا دايِم / سكرانَ هايِم
ربِّي الكريم بِمدْحُوا بَهانِي / ورَفَعْ شانِي
فضْلُوا عَمِيم بالخيرِ والآنِي / وأصْبَحْتُ هانِي
إِرمِ السِّلاحْ لِحُكْمِ ربَّانِي / وفي ضَمانِي
إِرْمِ العِدَى كَي تُفْتَدى / وتكُن عتيق لمحمَّدا
بحبِّهِ نَبْقَى كذَا دايم / سَكْرانَ هايِم
صلُّوا عليهِ معشرَ إِخواني / طُولَ الدَّوامِ
وارْضُوا عَلى أصْحابِه الأعيان / سادَه كِرام
مَوْلاى عتِيق وعُمَر وعُثمانِ / وعَلِي إِمامِ
السُّعَدَا الشُّهَدا / الْمُتَّقِينَ السُّؤْدَدَا
بحُبِّهِ نبقى كذا دايم / سكْرَانَ هايم
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني
أنا أسْتَغْفُرُ اللهَ مِني / وما فِيَّا شيْ يُعْجِبْنِي
وما لِي غَرِيم إِلاّ أنا / باللهِ خلِصُونِي مِنِّي
وأنا إِليّ سبب تَعْذِيبي / وأنا إِليَّ سبب تنْكِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقْرِيبي / وأنا إِليَّ سبب تَبْعِيدِي
وأنا إِليَّ سبب تقييدي / وأنَا إِليَّ سبب إِطلاَقِي
وأنَا نِيَتِي أمْحَتْني / وَمحْوي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غَريم إِلاَّ أنا / بالله خَلصُونِي مني
أنَا ما أنا خَلُونِي / أنَا في الأنَا لَم أبوحْ
ولِي بِي مَعانِي تظهرْ / ولِي بِي معانِي تُشْرَح
إِني مُحْتَجِبٌ في إِنِّي / ومَنْ لي بإِنِّي أفْرَح
تهَتْكَتُ فِيَّا دَهْرِي / وهَتْكِي ظَهرْ لِي مِنِّي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنَا / بالله خَلِصُونِي منِّي
بالله يا أنا أفْرَغْ عنِّي / كَفَى ما جَرَى لِي مِنَّكْ
كَم لَك في الْخطايَا تُوقِعْني / وواتَّبِعَك ولا أفْرَعْ عَنَّك
لَوْ أنَّك غَريب فَرَّجْتَك / وخَيَّبْتُ فِيكَ ظنَّك
لكن الذِي منْ أجْلُه / تَمْزِيقِي لَقد جَننِي
وما لِي غريمْ إِلاَّ أنا / بالله خَلِصُونِي مِنِّي
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
أش عليّا يا صاحب / مِن جمِيع الخَلايقْ
إِفْعَل الخيرَ تنْجُو / واتبعْ أهلَ الحقائق
لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ / إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق
خُذ كلاَمِي في قُرْطاس / واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
ثم قول مبين / ولا يحتاج عبارة
أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ / إِفْهَمُوا ذِي الإشاره
وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي / والعصي والغَزَارَه
هكذا عِشْتُ في فاسْ / وكَذاكْ هُونْ هُونِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وما أحْسَنْ كَلامُوا / إِذْ يَخْطُر في الأسْواق
وتَرَى أهْلَ الحوانتْ / تلْتفِتْ لو بالأعناقْ
بغرارة في عنقوا / وعكيكز وأقراق
شُوَيْخْ مَبْنِي عَلى أساس / كما أنْشَا اللهُ مَبْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
لَرْ تَرَى ذا الشويَّخ / مَا أرَقُّوا بمعنى
إِلتفتْ لِي وقالْ لِي / أش نراكْ تَتْبَعْنا
أنَا نَنْصِبْ لِي زَنْبِيل / يَرْحَمُوا من رَحِمْنا
وأقامُوا بَيْن أجناسْ / ويقُول دَعْنِي دَعْنِي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
مَنْ عَمِلْ يا بْنِي طَيِّبْ / ما يُصِيب إِلاَّ طَيِّب
لِعُيوبُوا سَينْظُر / وفِعالُوا يُعَيِّب
والْمُقارِبْ بِحالِي / يَبْقَى بَرَّا مُسَيِّب
مَنْ مَعُوا طِيبَةَ أنفاس / يدْرِي عُذْرَ المغنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
وكَذاكْ إِشْتِغالُوا / بالصَّلاهْ على مُحَمَّد
والرِّضَا عَنْ وَزِيروا / أبي بَكْرِ الْمُمَجَّدْ
وعُمَر قائِلَ الحقِّ / وشَهِيد كُلِّ مَشْهَد
وعَلِي مُفْتِي الأرْجاس / إِذا يَضْرِبْ مايْثِني
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
يا إِلهِي رَجَوْتُك / جُدْ عَلَيَّا بِتَوْبَه
بالنَّبي قَد سألتُكْ / والكرامِ الأحِبه
الرِّجِيم قد شَغَلْني / وأنا مَعُوا في نُشْبَه
قد مَلاَ قلْبي وَسْوَاس / مِمَّا هُ يَبْغِي مِنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
تَمَّ وَصْفُ الشُّوَيِّخْ / في مَعانِي نِظامي
وإِنِّي خَوَّاص ونُقْرِي / لأهْلِ فَنِّي سَلامِي
وإِذا جَوَّزُونِي / نقُل أوَّلْ كَلامِي
شُوَيْخْ من أرضِ مِكْناس / وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي
أشْ عَلَيَّا مِن الناس / وأشْ على النَّاسِ منِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي
قُولُوا للْفَقِيهْ عَنِّي / عِشْقُ ذَا المليحْ فَنِّي
وشُرْبِي مَعُو بالْكاسْ /
والْحَضْرَهْ مَعَ الْجَلاَّس /
وحَوْلِي رِفاقْ أكْياسْ /
قد شالُوا الْكَلَفْ عنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
أيَّ مَذْهَبٍ تَدْرِينِي /
الشَّرِيعَةُ تُحْيِيني /
والحقِيقهْ تُفْنيني /
واعْلَم أنَّني سُنِّي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
وعْلَم أنْ ليْسَ في الدَّار /
غيركْ فاقطعِ الأخبارْ /
وادخُلْ معِي المِضْمَار /
أو مَوْر لا تُصَدِّعْني /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
لَوْ تَرانِي في دارِي /
وحِينْ نَرْفَعُ اسْتارِي /
وحِبي مَعي عَارِي /
بِوَصْلُوا يُمَتّعْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي
فَدَعني ومِنْ وهْمَكْ /
فأنْتَ غُلام نَفْسَكْ /
هذا الْكَوْن هُ دارْ نُوْمكْ /
إِستيْقظْ تَرَى حُسْنِي /
قُولُوا للفقيه عَني / عِشْقُ ذا المليحْ فنِّي