القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 25
يا ابنَ أمّي فدَتكَ نَفسي ومالي
يا ابنَ أمّي فدَتكَ نَفسي ومالي / كنتَ رُكني ومَفْزَعي وجَمالي
ولَعمري لئنْ تركتُك مَيْتاً / رهنَ رَمْس ضَنكٍ عليك مُهالِ
لَوشيكاً ألقاكَ حيّاً صحيحاَ / سامِعاً مُبصِراً على خير حالِ
قد بُعثتمْ من القُبورِ فأُبتم / بَعدما رُمّت العِظامُ البوالي
أو كسبعينَ وافداً معَ موسى / عاينوا هائلاً من الأهوالِ
حينَ راموا من خُبثِهم رؤيةَ الل / هِ وأنّى بِرؤيةِ المُتعالي
فَرماهمْ بِصَعقةٍ أحرقتهمْ / ثمّ أحياهم شديدُ المُحالِ
يا لَقومي لِلنبيِّ المُصطفى
يا لَقومي لِلنبيِّ المُصطفى / ولما قد نالَ من خيرِ الأُمَمْ
جَحدوا ما قاله في صِنوه / يوم خُمِّ بين دَوْحٍ مُنتظِمْ
أيّها الناسُ فمن كنتُ له / والياً يوجِبُ حقّي في القِدَمْ
فعليٌّ هو مولاهُ لمن / كنتُ مولاه قضاءٌ قد حَتَمْ
أفلا يَنفذُ فيهمْ حكمهُ / عجباً يولِع في القلبِ الضَرَمْ
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا / لها شاكراً دامت وأُعطي تَمامَها
وسل فتيةَ الكهفِ الذين أتاهم / فأيقظَ في ردِّ السلامِ منامَها
ما أمّ يومَ الوَغى زَحفاً بِرايتِهِ
ما أمّ يومَ الوَغى زَحفاً بِرايتِهِ / إلاَّ تضعضع ثمّ انصاع مُنهَزِما
أو بلَّ مَفرِقَ من لم يُنجِهِ هَرَبٌ / بأبيضٍ منه قد دَمّ الفَلاة دَما
أو نال مهجتَه طّعناً بنافذةٍ / نجلاءَ تُفرغ من تحت الحجاب فَما
أدّى ثَمانين أًلفاً عنهُ كامِلَة / لا بل تَزيدُ ولم يَغرَمْ وقد غَنِما
يَدعو إليها ولا يدعو ببينةٍ / لا بل يصدّق فيها زعمَ من زَعما
حتى يُخلِّصه منها بِذمَّتِهِ / إنّ الوصيَّ الذي لا يَخفِرُ الذّمَما
وليلةٍ خرجا فيها على وَجل / وهم يَجوبان دونَ الكعبة الظُّلَما
حتى إذا انتهيا قالَ النبيُّ له / إنّا نُحاولُ أن نَستنزلَ الصَّنَما
من فوقِها فاعْلُ ظَهري ثم قامَ به / خيرُ البريَّةِ ما استحيا وما احتَشما
حتى إذا ما استوت رِجلا أبي حسنٍ / أهوى به لقرارِ الأرضِ فانحطما
ناداه أحمدُ أن ثُبْ يا عليُّ لقد / أحسنتَ بارك ربّي فيكَ فاقتحما
لم يتّخذْ وثناً ربّاً كما اتّخذوا / ولا أجال لهم في مشهدٍ زلما
صلّى ووحَّد إذ كانت صلاتُهمُ / للاّتِ تُجعل والعزى وما احتَلما
يُدعى النبيُّ فيكسوه ويُكرمُهُ / ربُّ العباد إذا ما أحضرَ الأُمما
ثمّ الوصيُّ فيُكسى مثلَ حُلَّتِهِ / خضراءَ يُرغِمُ منها أنفٌ من رَغما
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا / وبادونا العداوةَ والخِصاما
فقالوا والمقالُ لهمْ عريضٌ / أترجون أمراً لقيَ الحِماما
وظلّ مجاورِاً والناسُ أُكلّ / لِرَيْبِ الدهرِ أصداءً وَهاما
فأعييناهمُ إلاّ امتِساكاً / بحبكَ يا بنَ خولةَ واعتِصاما
فكانَ جوابُنا لهمُ جَهِلْتُم / وخبتمْ والذي خَلَق الأَناما
لقد أمسى المجاورُ شِعبَ رَضوى / تُراجِعُه الملائكةُ الكَلاما
ألا حيِّ المقيمَ بشِعب رَضوى / وأهدِ له بمنزلِهِ السّلاما
وقل يا ابنَ الوصيِّ فدتكَ نَفسي / أطلتَ بذلكَ الجَبَلِ المُقاما
أضرّ بمعشرٍ والوك مِنّا / وسمَّوكَ الخليفةَ والإماما
وعادوا فيكَ أهلَ الأرضِ طُرّاً / مُقامك عنهمُ سَبعين عاما
لقد أمسى بمورِقِ شِعب رَضوى / إمامٌ عادلٌ يَتلو إماما
وما ذاقَ ابنُ خولةَ طعمَ موتٍ / ولا وارَتْ له أرضٌ عِظاما
وإنَّ له به لمقيلَ صدقٍ / وأنديةً تُحدِّثُهُ كِراما
هدانا الله إذ جُرتم لأمرٍ / بهِ وعليهِ نَلتمس التَّماما
تمامَ مودّةِ المهديِّ حتى / تَروا راياتِنا تَترى نِظاما
تَرى راياتِه بالشامِ سُوداً / وبين النَّقعِ تَحسبها قَتاما
فيهدمُ ما بنى الأحزابُ فيه / ويَلقى أهلُه منه غَراما
جزاءً بالذي عَمِلوا وتَفنى / جبَابِرُهُم وتنتقِمُ انتقاما
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ / لا تعطينّ بني عديٍّ دِرهما
احرِمْ بني تيم بن مرّةَ إنّهم / شرُّ البَريَّةِ آخراً ومُقدَّما
إن تعطهم لا يَشكروا لكَ نعمةً / ويكافئوك بأنْ تُذمَّ وتُشتَما
وإن ائتمنتهمُ أو استعملتهمْ / خانوك واتّخذوا خَراجَكَ مَغنما
ولئن منعتهمُ لقد بَدأوكمُ / بالمنعِ إذ مَلكوا وكانوا أَظلما
مَنعوا تُراثَ محمدٍ أعمامَهُ / وابنَيه وابنَتَه عديلةَ مَريما
وتأَمَّروا من غير أن يُستَخلَفوا / وكفَى بما فعلوا هنالكَ مأَْتَما
لم يشكروا لمحمدٍ إنعامَهُ / أفيشكرونَ لغيرِهِ إن أنعما
والله منَّ عليهم بمحمدٍ / وهداهمُ وكسا الجُنوبَ وأطعَما
ثمّ انبروا لوصيّه وولِيِّهِ / بالمُنْكَراتِ فجرَّعوهُ العَلْقَما
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم / حتى يُلاقي خَصمَهُ مَوسوما
ما زالَ مذ سلكَ السبيلَ محمدٌ / ومضى لغيرِ مَذلّةٍ مَظلوما
ضامَته أُمَته وضيمُهمُ له / قد كان أصغر ما يكونُ عَظيما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما / مَرُّ الرياحِ عليهما فمحاهُما
أبلاهما فقدُ الأنيس وهاطلٌ / حتى تَبَيَّنَ للبصيرِ بِلاهُما
جارٌ لجارَتِكَ النؤومِ وتِربِها / أيّامَ أنتَ هواهُما ومناهُما
وهما هواكَ وجارتاكَ فأمستا / ثانٍ بيثربَ عن هواكَ هَواهُما
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ / خيرَ البريّةُ كلِّها وابناهُما
سِبطان باركَ ذو المعارجِ فيهِما / وحبَاهما وهَداهما بِهُداهُما
فَرعانٍ قد غُرسا بأكرمِ مَغْرَسٍ / طابت فُروعهما وطابَ ثَراهُما
إحداهُما نَمَّتْ عليه حَديثَه / وبغتْ عليه نفسَه إحداهُما
فهما اللتان سمعتُ ربَّ محمدٍ / في الذكرِ قصَّ على العبادِ نَباهما
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن / لزمَ الطريقةَ واستقامَ مُسيما
صحَّ قولي بالإمامة
صحَّ قولي بالإمامة / وتعجّلتُ السَلامَهْ
وأزالَ اللهُ عنّي / إذ تَجعفَرتُ المَلامَهْ
قالتُ من بعد حُسينٍ / بعليِّ ذي العَلامَهْ
أصبحَ السّجَّادُ للإ / سلامِ والدينِ دِعامَهْ
قد أراني اللهُ أمراً / أسألُ اللهَ تَمامَهْ
كي ألاقيهِ به في / وقتِ أهوالِ القِيامَهْ
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً / توسّم فيه خيرَ ما يُتَوسُّمُ
فقال له بِعني طعاماً فباعَه / جميلَ المحيّا ليسَ منه التَجَهُّمُ
فكال له حبّاً به ثمّ ردَّه / إليه وأرزاق العباد تقسَّمُ
فآب برزقٍ ساقَه اللهُ نحوَه / إلى أهله والقومُ للجوعِ رُزَّمُ
فلا ذلك الدينارُ أُحْمِيَ تِبره / يَقيناً وأما الحَبُّ فاللهُ أعلمُ
أمِنْ زرعِ أرضٍ كان أم حبُّ جَنَّةٍ / حَباه به من نالَه منه أنعُمُ
وبيَّعهُ جبريلُ أطهرُ بيِّعٍ / فأيُّ أيادي الخيرِ من تلكَ أعظمُ
يكلِّمُ جبريلُ الأمينُ فإنّه / لأفضلُ من يَمشي ومَن يَتَكلَّمُ
وكان له من أحمدٍ كل شارق / قُبَيْلَ طلوعِ الشمس أو حين تَنْجُمُ
إذا ما بدَت مثل الطَلايةِ دخلةٌ / يَقومُ فيأتي بابَه فيسلَّمُ
يقول إذا جاء السلامُ عليكم / ورحمةُ ربّي إنّه مُتَرحِّمُ
فيُلْقى بترحيبٍ ويجلسُ ساعةً / ويُؤْتى بفضلٍ من طعامٍ فيُطْعَمُ
ويدعو بِسِبْطَيهِ حناناً ورقةً / فيُدنيهما منهُ قريباً ويُكرمُ
يَضمُّهما ضمَّ الحبيبِ حَبيبَه / إلى صدرِه ضَمّاً وشمّاً فَيَلْثُمُ
ومارقةٍ من دينهِم فارقوا الهُدى / ولم يأتلوا بغياً عليهِ وحَكَّمُوا
سَطَوا بابنِ خبّابٍ وألقى بنفسِهِ / وقتلُ ابن خبابٍّ عليهم محرََّمُ
فلما أبوا في الغَيِّ إلاّ تمادياً / سَما لهمُ عَبلُ الذّراعين ضَيْغَمُ
فأضحَوْا كعادِ أو ثمودٍ كأنّما / تَساقوا عُقاراً أسكرتهم فنَوّموا
على آلِ الرسولِ وأقربيه
على آلِ الرسولِ وأقربيه / سلامٌ كلّما سَجعَ الحَمامُ
أليسوا في السماءِ همُ نجومٌ / وهم أعلامُ عزٍّ لا يُرامُ
فيا مَن قد تَحيَّر في ضَلالٍ / أميرُ المؤمنينَ هو الإمامُ
رسولُ الله يوم غدير خُمٍّ / أنافَ به وقد حَضَر الأنامُ
وثاني أمرهِ الحسنُ المُرَجَّى / له بيتُ المشاعرِ والمَقامُ
وثالِثُه الحسينُ فليس يَخفى / سَنا بدرٍ إذا اختلطَ الظَّلامُ
ورابِعهمْ عليٌّ ذو المساعي / به للدينِ والدّنيا قِوامُ
وخامِسُهمْ محمدٌ ارتضاه / له في المأثُراتِ إذاً مَقامُ
وجعفرُ سادسِ النجباء بدرٌ / بِبهجتِهِ زَها البدرُ التَّمامُ
وموسى سابعٌ وله مَقام / تَقاصرَ عن أدانيهِ الكِرامُ
علىٌّ ثامنٌ والقبرُ منهُ / بأرضِ الطّوسِ إن قَحَطوا رِهامُ
وتاسِعهم طريدُ بني البَغايا / محمدٌ الزكيُّ له حُسامُ
وعاشِرُهم عليّ وهو حِصْنٌ / يَحِنُّ لِفَقْدهِ البلدُ الحَرامُ
وحادي العَشْرِ مصابحُ المعالي / منيرُ الضَوْءِ الحسنُ الهُمامُ
وثاني العَشْر حانَ له قيامٌ / محمدٌ الزكيُّ به اعتِصامُ
سيظهرُ عاجِلاً نُوراً خَفيّاً / وينساقُ الأمورَ به انتظامُ
أولئك في الجنانِ بهم مَساغي / وجيرتَي الخوامسُ والسَّلامُ
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه / مُلكاً أمّر بحَلِّهِ الإِبرامُ
وأضاف ذاك إلى يزيدَ وملكُه / إثمٌ عليهِ في الوَرى وعُرامُ
أخزى الإلهُ بني أميّة إنّهم / ظلموا العبادَ بما أتوه وخاموا
نامت جدُودُهُمُ وأُسقِطَ نَجمُهم / والنجمُ يَسقُطُ والجدودُ تَنامُ
إيمت نساءُ بني أميّةَ منهمُ / وبَنوهم بمَضيعةٍ أَيتامُ
جزعتْ أميّةُ من ولايةِ هاشمٍ / وبكتْ ومنهم قد بكى الإسلامُ
إن يجزعوا فلقد أتتهم دولةٌ / وبها تَدول عليهمُ الأيّامُ
ولهم يكونُ بكلِّ شهرٍ أشهرُ / وبكلِّ عام واحدٍ أعوامُ
يا رهطَ أحَمد إنّ من أعطاكُمُ / ولكمْ لديهِ زيادةٌ وتَمامُ
رد الوراثة والخلافة فيكم / وبنو أمية صاغرون رغام
لمتمم لكم الذي أعطاكم / ولكم لديه زيارة وتمام
أنتم بنو عمِّ النبيِّ عليكمُ / من ذي الجلالِ تحيّةٌ وسلامُ
وورثتموه وكنتمُ أولى به / إن الولاءَ تَحوزُه الأرحامُ
ما زلت أعرف فضلَكم ويُحبّكمْ / قلبي عليهِ وإنّني لَغلامُ
أوذى وأُشتمُ فيكم ويُصيبني / من ذي القَرابة جَفوةٌ ومَلامُ
حتى بلغتُ مَدى المشيبِ وأَصبحتُ / مِني القرونُ كأنّهنَّ ثَغامُ
في حرامٍ من الشهورِ أُحِلَّت
في حرامٍ من الشهورِ أُحِلَّت / حرمةُ اللهِ والحرامُ حرامُ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ / فإنّك باللهِ تَستعصمُ
بَني هاشم حُبُّكم قُربةٌ / وحبُّكمُ خيرُ ما يُعلَمُ
بكم فتحَ اللهُ بابَ الهُدى / كذاك غداً بكمُ يُختَمُ
أُلامُ وأَلقى الأَذى فيكمُ / ألا لائمي فيكمُ ألومُ
وما ليّ ذنبٌ يَعدُّونه / سوى أننّي بِكمُ مُغَرمُ
وأنّي بكمْ وامِقٌ ناصِحٌ / وأنّي بِحبّكمُ مُعْصَمُ
فأَصبحتُ عندَهمُ مأَثمي / مآثرُ فرعونَ أو أعظَمُ
فلا زلتُ عندكمُ مُرتَضى / كما أنا عِندهمُ مُتْهَمُ
جعلتُ ثَنائي ومدحي لكم / على رغمِ أنفِ الذي يُرْغِمُ
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ / ونُؤيٌ وآثارٌ كَتَرقيشِ مُعْجَمِ
ألا أيّها العاني الذي ليس في الأذى / ولا اللومِ عندي في عليٍّ بمُحْجِمِ
ستأتيك منّي في عليٍّ مقالةٌ / تَسؤُوك فاستأخِر لها أو تَقَدَّمِ
عليٌّ له عندي على من يَعيبُه / من الناسِ نصرٌ باليدينِ وبالفمِ
متى ما يُرد عندي مُعادية عَيبَه / يجدْ ناصِراً من دونِه غيرَ مُفْحَمِ
عليٌّ أحبُّ الناسِ إلاّ محمداً / إليّ فدعني من مَلامِكَ أوْ لُمِ
عليٌّ وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّهِ / وأوّلُ من صلّى ووحّد فاعلمِ
عليٌّ هو الهادي الإمامُ الذي به / أنار لنا من ديننا كلَّ مُظِلمِ
عليٌّ وليّ الحوضِ والذائدُ الذي / يُذَبِّبُ عن أرجائه كلَّ مُجرِمِ
عليٌّ قيمُ النارِ من قَولهِ لها / ذَري ذا وهذا فاشربي منه واطعمِ
خذي بالشَّوى مّمن يُصيبك منهمُ / ولا تَقربي من كل حزِبي فَتَظلِمي
عليٌّ غداً يُدعى فيكسوهُ ربُّهُ / ويُدنيه حَقّاً من رفيقٍ مُكَرَّمِ
فإن كنت منه يومَ يُدينه راغماً / وتُبدي الرضا عنهُ من الآن فارغمِ
فإنّك تلقاه لدَى الحوضِ قائماً / مع المصطفى الهادي النبيِّ المعظَّمِ
يُجيزان من والاهما في حياتِه / إلى الرُّوحِ والظِّل الظليلِ المُكمَّمِ
عليّ أميرُ المؤمنينَ وحقُّهُ / من اللهِ مفروضٌ على كلِّ مُسلمِ
لأن رسول الله أوصى بحقِّهِ / وأشركه في كلّ فيءِ ومَغنَمِ
وزوجتُهُ صِدِّيقة لم يكن لها / مقارِنةٌ غيرُ البَتولةِ مريمِ
وكان كهارونَ بن عمرانَ عندَهُ / من المصطفى موسى النجيبِ المكلُّمِ
وأوجَب يوماً بالغديرِ ولاءَه / على كلِّ بَرٍّ من فصيحٍ وأَعْجَمِ
لدى دوحِ خُمٍّ آخذاً بيمينهِ / يُنادي مُبيناً باسمه لم يُجَمْجِمِ
أما والذي يَهوي إلى ركنِ بيتهِ / بِشُعثُ النواصي كلُّ وجناءَ عَيْهَمِ
يُوافين بالرُّكبانِ من كلِّ بلدةٍ / لقد ضلَّ يومَ الدَّوْحِ من لم يُسلِّمِ
وأَوصى إليه يومَ ولَّى بأمرِهِ / وميراثِ علمٍ من عُرى الدينِ مُحْكَمِ
فما زالَ يَقضي دَيْنَه وعِداتِه / ويدعو إليها مُسمِعاً كلَّ مَوْسِمِ
يقول لأهلِ الدِّيْن أهلاً ومرحباً / مقالةَ لا مَنٍّ ولا مُتَجهِّمِ
ويَنشُرها حتى يخلِّصَ ذِمّةً / ببذلِ عطايا ذي ندىً مُتَقَسِّمِ
فَمَهْ لا تَلمني في عليٍّ فإنّه / جَرى حبُّه ما بين جِلدي وأعظمي
ولو لم تكن أعمى به وبفضلِهِ / عذرتُ ولكن أنت عن فَضْلِهِ عَمي
أليسَ بِسُلْعٍ قَنَّع المسرفَ الذي / طَغى وبغى بالسيفِ فوق المُعَمَّمِ
وبدرٌ وأُحدٌ فيهما من بلائِه / بلاءٌ بحمدِ اللهِ غيرُ مُذَمَّمِ
وللهِ جلَّ اللهُ في فتحِ خيبرٍ / عليه ومنه نعمةٌ بعدَ أنعُمِ
مشى بين جبريلٍ وميكالَ حولَه / ملائكةٌ شبهَ الهِزَبرِ المُصَمَّمِ
فصمَّم آطامَ الذين تهوّدوا / بأرعنَ مّمن يَعبد اللهَ مْوحَمِ
لِيُشهدَهم ربُّ السماءِ جِهادَهُ / ويُعلِمَهم إقدامُه غيرَ مُحْجِمِ
فأَعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وذِلّةً / وقالوا له نًَرضى بحكمِك فاحْكُمِ
فيا ربِّ إنّي لم أرد بالذي به / مدحتُ عليّاً غيرَ وجهكَ فارْحَمِ
إذا خرجت دبّابةُ الأرضِ لم تَدعْ / عدوّاً له إلاّ خَطيماً بِمِعْصَمِ
متى يَرها من ليسَ من أهل وُدِّهِ / من الإنسِ والجِن العفاريتِ يُخْطَمِ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ / ولا مُقتر يا بنِ الكرام القماقمِ
ثلاثةَ آلافٍ وطِرْفاً وبغلةً / وجاريةً حسناءَ ذات مآكمِ
وسَرجاً وبِرذوناً دريراً وكسوةَ / وما ذلك بالإكثارِ من حكمِ حاكمِ
أرحني بهذا في مُقامي فإنّني / لَعمرُك ما لم أعطّها غيرُ نائمِ
فلو كنتُ بالأهواز لم أرضَ منكمُ / بِوَسقِ أُلوفِ من خِيارِ الدراهمِ
من ليلةٍ باتَ مَوعوكاً أبو حسن
من ليلةٍ باتَ مَوعوكاً أبو حسن / فيها يُكابِدُ من حُمّى ومن أَلَمِ
إذ قال من بَعد ما صلّى النبيُّ لهُ / أبشِرْ فقد ألتَ من وَعْكِ ومن سَقَمِ
وما سألتُ لِنفسي قِيد أنْمُلةٍ / من فضلِ عِلم ولا حِلم ولا فَهَمِ
إلا سألتُ لكمْ مثلَ الذي ظَفِرتْ / كفِّي به ذا لذي الآلاءِ والكرمِ
ألا أنّ الوصيّةَ دونَ شَكٍّ
ألا أنّ الوصيّةَ دونَ شَكٍّ / لِخير الخلقِ من سامٍ وحامِ
وقال محمدٌ بغديرِ خُمّ / عن الرحمنِ يَنطِقُ باعتزامِ
يَصيح وقد أشار إليه فيكم / إشارةَ غيرِ مُصغٍ للكلامِ
ألا من كنتُ مولاه فهذا / أخي مولاهُ فاستمعوا كلامي
فقام الشيخ يقدمهم إليه / وقد حصدت ياه من الزحام
يُنادي أنت مولايَ ومولى الأ / نامَ فلِمْ عُصي مولى الأنامِ
وقد وَرِثَ النبيَّ رداهُ يوماً / وبُردته ولائكةَ اللّجامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025