المجموع : 25
يا ابنَ أمّي فدَتكَ نَفسي ومالي
يا ابنَ أمّي فدَتكَ نَفسي ومالي / كنتَ رُكني ومَفْزَعي وجَمالي
ولَعمري لئنْ تركتُك مَيْتاً / رهنَ رَمْس ضَنكٍ عليك مُهالِ
لَوشيكاً ألقاكَ حيّاً صحيحاَ / سامِعاً مُبصِراً على خير حالِ
قد بُعثتمْ من القُبورِ فأُبتم / بَعدما رُمّت العِظامُ البوالي
أو كسبعينَ وافداً معَ موسى / عاينوا هائلاً من الأهوالِ
حينَ راموا من خُبثِهم رؤيةَ الل / هِ وأنّى بِرؤيةِ المُتعالي
فَرماهمْ بِصَعقةٍ أحرقتهمْ / ثمّ أحياهم شديدُ المُحالِ
يا لَقومي لِلنبيِّ المُصطفى
يا لَقومي لِلنبيِّ المُصطفى / ولما قد نالَ من خيرِ الأُمَمْ
جَحدوا ما قاله في صِنوه / يوم خُمِّ بين دَوْحٍ مُنتظِمْ
أيّها الناسُ فمن كنتُ له / والياً يوجِبُ حقّي في القِدَمْ
فعليٌّ هو مولاهُ لمن / كنتُ مولاه قضاءٌ قد حَتَمْ
أفلا يَنفذُ فيهمْ حكمهُ / عجباً يولِع في القلبِ الضَرَمْ
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا / لها شاكراً دامت وأُعطي تَمامَها
وسل فتيةَ الكهفِ الذين أتاهم / فأيقظَ في ردِّ السلامِ منامَها
ما أمّ يومَ الوَغى زَحفاً بِرايتِهِ
ما أمّ يومَ الوَغى زَحفاً بِرايتِهِ / إلاَّ تضعضع ثمّ انصاع مُنهَزِما
أو بلَّ مَفرِقَ من لم يُنجِهِ هَرَبٌ / بأبيضٍ منه قد دَمّ الفَلاة دَما
أو نال مهجتَه طّعناً بنافذةٍ / نجلاءَ تُفرغ من تحت الحجاب فَما
أدّى ثَمانين أًلفاً عنهُ كامِلَة / لا بل تَزيدُ ولم يَغرَمْ وقد غَنِما
يَدعو إليها ولا يدعو ببينةٍ / لا بل يصدّق فيها زعمَ من زَعما
حتى يُخلِّصه منها بِذمَّتِهِ / إنّ الوصيَّ الذي لا يَخفِرُ الذّمَما
وليلةٍ خرجا فيها على وَجل / وهم يَجوبان دونَ الكعبة الظُّلَما
حتى إذا انتهيا قالَ النبيُّ له / إنّا نُحاولُ أن نَستنزلَ الصَّنَما
من فوقِها فاعْلُ ظَهري ثم قامَ به / خيرُ البريَّةِ ما استحيا وما احتَشما
حتى إذا ما استوت رِجلا أبي حسنٍ / أهوى به لقرارِ الأرضِ فانحطما
ناداه أحمدُ أن ثُبْ يا عليُّ لقد / أحسنتَ بارك ربّي فيكَ فاقتحما
لم يتّخذْ وثناً ربّاً كما اتّخذوا / ولا أجال لهم في مشهدٍ زلما
صلّى ووحَّد إذ كانت صلاتُهمُ / للاّتِ تُجعل والعزى وما احتَلما
يُدعى النبيُّ فيكسوه ويُكرمُهُ / ربُّ العباد إذا ما أحضرَ الأُمما
ثمّ الوصيُّ فيُكسى مثلَ حُلَّتِهِ / خضراءَ يُرغِمُ منها أنفٌ من رَغما
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا / وبادونا العداوةَ والخِصاما
فقالوا والمقالُ لهمْ عريضٌ / أترجون أمراً لقيَ الحِماما
وظلّ مجاورِاً والناسُ أُكلّ / لِرَيْبِ الدهرِ أصداءً وَهاما
فأعييناهمُ إلاّ امتِساكاً / بحبكَ يا بنَ خولةَ واعتِصاما
فكانَ جوابُنا لهمُ جَهِلْتُم / وخبتمْ والذي خَلَق الأَناما
لقد أمسى المجاورُ شِعبَ رَضوى / تُراجِعُه الملائكةُ الكَلاما
ألا حيِّ المقيمَ بشِعب رَضوى / وأهدِ له بمنزلِهِ السّلاما
وقل يا ابنَ الوصيِّ فدتكَ نَفسي / أطلتَ بذلكَ الجَبَلِ المُقاما
أضرّ بمعشرٍ والوك مِنّا / وسمَّوكَ الخليفةَ والإماما
وعادوا فيكَ أهلَ الأرضِ طُرّاً / مُقامك عنهمُ سَبعين عاما
لقد أمسى بمورِقِ شِعب رَضوى / إمامٌ عادلٌ يَتلو إماما
وما ذاقَ ابنُ خولةَ طعمَ موتٍ / ولا وارَتْ له أرضٌ عِظاما
وإنَّ له به لمقيلَ صدقٍ / وأنديةً تُحدِّثُهُ كِراما
هدانا الله إذ جُرتم لأمرٍ / بهِ وعليهِ نَلتمس التَّماما
تمامَ مودّةِ المهديِّ حتى / تَروا راياتِنا تَترى نِظاما
تَرى راياتِه بالشامِ سُوداً / وبين النَّقعِ تَحسبها قَتاما
فيهدمُ ما بنى الأحزابُ فيه / ويَلقى أهلُه منه غَراما
جزاءً بالذي عَمِلوا وتَفنى / جبَابِرُهُم وتنتقِمُ انتقاما
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ
قُلْ لابن عبّاسٍ سمِّي محمدٍ / لا تعطينّ بني عديٍّ دِرهما
احرِمْ بني تيم بن مرّةَ إنّهم / شرُّ البَريَّةِ آخراً ومُقدَّما
إن تعطهم لا يَشكروا لكَ نعمةً / ويكافئوك بأنْ تُذمَّ وتُشتَما
وإن ائتمنتهمُ أو استعملتهمْ / خانوك واتّخذوا خَراجَكَ مَغنما
ولئن منعتهمُ لقد بَدأوكمُ / بالمنعِ إذ مَلكوا وكانوا أَظلما
مَنعوا تُراثَ محمدٍ أعمامَهُ / وابنَيه وابنَتَه عديلةَ مَريما
وتأَمَّروا من غير أن يُستَخلَفوا / وكفَى بما فعلوا هنالكَ مأَْتَما
لم يشكروا لمحمدٍ إنعامَهُ / أفيشكرونَ لغيرِهِ إن أنعما
والله منَّ عليهم بمحمدٍ / وهداهمُ وكسا الجُنوبَ وأطعَما
ثمّ انبروا لوصيّه وولِيِّهِ / بالمُنْكَراتِ فجرَّعوهُ العَلْقَما
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم
وهو الذي يَسمُ الوجوهَ بِميسم / حتى يُلاقي خَصمَهُ مَوسوما
ما زالَ مذ سلكَ السبيلَ محمدٌ / ومضى لغيرِ مَذلّةٍ مَظلوما
ضامَته أُمَته وضيمُهمُ له / قد كان أصغر ما يكونُ عَظيما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما
يا صاحبيَّ لدِمنتين عَفاهُما / مَرُّ الرياحِ عليهما فمحاهُما
أبلاهما فقدُ الأنيس وهاطلٌ / حتى تَبَيَّنَ للبصيرِ بِلاهُما
جارٌ لجارَتِكَ النؤومِ وتِربِها / أيّامَ أنتَ هواهُما ومناهُما
وهما هواكَ وجارتاكَ فأمستا / ثانٍ بيثربَ عن هواكَ هَواهُما
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ
كان الوصيُّ وكانت ابنةُ أحمدٍ / خيرَ البريّةُ كلِّها وابناهُما
سِبطان باركَ ذو المعارجِ فيهِما / وحبَاهما وهَداهما بِهُداهُما
فَرعانٍ قد غُرسا بأكرمِ مَغْرَسٍ / طابت فُروعهما وطابَ ثَراهُما
إحداهُما نَمَّتْ عليه حَديثَه / وبغتْ عليه نفسَه إحداهُما
فهما اللتان سمعتُ ربَّ محمدٍ / في الذكرِ قصَّ على العبادِ نَباهما
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن
كان المُسيمَ ولم يكنْ إلاّ لمن / لزمَ الطريقةَ واستقامَ مُسيما
صحَّ قولي بالإمامة
صحَّ قولي بالإمامة / وتعجّلتُ السَلامَهْ
وأزالَ اللهُ عنّي / إذ تَجعفَرتُ المَلامَهْ
قالتُ من بعد حُسينٍ / بعليِّ ذي العَلامَهْ
أصبحَ السّجَّادُ للإ / سلامِ والدينِ دِعامَهْ
قد أراني اللهُ أمراً / أسألُ اللهَ تَمامَهْ
كي ألاقيهِ به في / وقتِ أهوالِ القِيامَهْ
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً / توسّم فيه خيرَ ما يُتَوسُّمُ
فقال له بِعني طعاماً فباعَه / جميلَ المحيّا ليسَ منه التَجَهُّمُ
فكال له حبّاً به ثمّ ردَّه / إليه وأرزاق العباد تقسَّمُ
فآب برزقٍ ساقَه اللهُ نحوَه / إلى أهله والقومُ للجوعِ رُزَّمُ
فلا ذلك الدينارُ أُحْمِيَ تِبره / يَقيناً وأما الحَبُّ فاللهُ أعلمُ
أمِنْ زرعِ أرضٍ كان أم حبُّ جَنَّةٍ / حَباه به من نالَه منه أنعُمُ
وبيَّعهُ جبريلُ أطهرُ بيِّعٍ / فأيُّ أيادي الخيرِ من تلكَ أعظمُ
يكلِّمُ جبريلُ الأمينُ فإنّه / لأفضلُ من يَمشي ومَن يَتَكلَّمُ
وكان له من أحمدٍ كل شارق / قُبَيْلَ طلوعِ الشمس أو حين تَنْجُمُ
إذا ما بدَت مثل الطَلايةِ دخلةٌ / يَقومُ فيأتي بابَه فيسلَّمُ
يقول إذا جاء السلامُ عليكم / ورحمةُ ربّي إنّه مُتَرحِّمُ
فيُلْقى بترحيبٍ ويجلسُ ساعةً / ويُؤْتى بفضلٍ من طعامٍ فيُطْعَمُ
ويدعو بِسِبْطَيهِ حناناً ورقةً / فيُدنيهما منهُ قريباً ويُكرمُ
يَضمُّهما ضمَّ الحبيبِ حَبيبَه / إلى صدرِه ضَمّاً وشمّاً فَيَلْثُمُ
ومارقةٍ من دينهِم فارقوا الهُدى / ولم يأتلوا بغياً عليهِ وحَكَّمُوا
سَطَوا بابنِ خبّابٍ وألقى بنفسِهِ / وقتلُ ابن خبابٍّ عليهم محرََّمُ
فلما أبوا في الغَيِّ إلاّ تمادياً / سَما لهمُ عَبلُ الذّراعين ضَيْغَمُ
فأضحَوْا كعادِ أو ثمودٍ كأنّما / تَساقوا عُقاراً أسكرتهم فنَوّموا
على آلِ الرسولِ وأقربيه
على آلِ الرسولِ وأقربيه / سلامٌ كلّما سَجعَ الحَمامُ
أليسوا في السماءِ همُ نجومٌ / وهم أعلامُ عزٍّ لا يُرامُ
فيا مَن قد تَحيَّر في ضَلالٍ / أميرُ المؤمنينَ هو الإمامُ
رسولُ الله يوم غدير خُمٍّ / أنافَ به وقد حَضَر الأنامُ
وثاني أمرهِ الحسنُ المُرَجَّى / له بيتُ المشاعرِ والمَقامُ
وثالِثُه الحسينُ فليس يَخفى / سَنا بدرٍ إذا اختلطَ الظَّلامُ
ورابِعهمْ عليٌّ ذو المساعي / به للدينِ والدّنيا قِوامُ
وخامِسُهمْ محمدٌ ارتضاه / له في المأثُراتِ إذاً مَقامُ
وجعفرُ سادسِ النجباء بدرٌ / بِبهجتِهِ زَها البدرُ التَّمامُ
وموسى سابعٌ وله مَقام / تَقاصرَ عن أدانيهِ الكِرامُ
علىٌّ ثامنٌ والقبرُ منهُ / بأرضِ الطّوسِ إن قَحَطوا رِهامُ
وتاسِعهم طريدُ بني البَغايا / محمدٌ الزكيُّ له حُسامُ
وعاشِرُهم عليّ وهو حِصْنٌ / يَحِنُّ لِفَقْدهِ البلدُ الحَرامُ
وحادي العَشْرِ مصابحُ المعالي / منيرُ الضَوْءِ الحسنُ الهُمامُ
وثاني العَشْر حانَ له قيامٌ / محمدٌ الزكيُّ به اعتِصامُ
سيظهرُ عاجِلاً نُوراً خَفيّاً / وينساقُ الأمورَ به انتظامُ
أولئك في الجنانِ بهم مَساغي / وجيرتَي الخوامسُ والسَّلامُ
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه
ملكَ ابنُ هندٍ وابن أروى قبلَه / مُلكاً أمّر بحَلِّهِ الإِبرامُ
وأضاف ذاك إلى يزيدَ وملكُه / إثمٌ عليهِ في الوَرى وعُرامُ
أخزى الإلهُ بني أميّة إنّهم / ظلموا العبادَ بما أتوه وخاموا
نامت جدُودُهُمُ وأُسقِطَ نَجمُهم / والنجمُ يَسقُطُ والجدودُ تَنامُ
إيمت نساءُ بني أميّةَ منهمُ / وبَنوهم بمَضيعةٍ أَيتامُ
جزعتْ أميّةُ من ولايةِ هاشمٍ / وبكتْ ومنهم قد بكى الإسلامُ
إن يجزعوا فلقد أتتهم دولةٌ / وبها تَدول عليهمُ الأيّامُ
ولهم يكونُ بكلِّ شهرٍ أشهرُ / وبكلِّ عام واحدٍ أعوامُ
يا رهطَ أحَمد إنّ من أعطاكُمُ / ولكمْ لديهِ زيادةٌ وتَمامُ
رد الوراثة والخلافة فيكم / وبنو أمية صاغرون رغام
لمتمم لكم الذي أعطاكم / ولكم لديه زيارة وتمام
أنتم بنو عمِّ النبيِّ عليكمُ / من ذي الجلالِ تحيّةٌ وسلامُ
وورثتموه وكنتمُ أولى به / إن الولاءَ تَحوزُه الأرحامُ
ما زلت أعرف فضلَكم ويُحبّكمْ / قلبي عليهِ وإنّني لَغلامُ
أوذى وأُشتمُ فيكم ويُصيبني / من ذي القَرابة جَفوةٌ ومَلامُ
حتى بلغتُ مَدى المشيبِ وأَصبحتُ / مِني القرونُ كأنّهنَّ ثَغامُ
في حرامٍ من الشهورِ أُحِلَّت
في حرامٍ من الشهورِ أُحِلَّت / حرمةُ اللهِ والحرامُ حرامُ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ
فدع ذا وقلْ في بني هاشمٍ / فإنّك باللهِ تَستعصمُ
بَني هاشم حُبُّكم قُربةٌ / وحبُّكمُ خيرُ ما يُعلَمُ
بكم فتحَ اللهُ بابَ الهُدى / كذاك غداً بكمُ يُختَمُ
أُلامُ وأَلقى الأَذى فيكمُ / ألا لائمي فيكمُ ألومُ
وما ليّ ذنبٌ يَعدُّونه / سوى أننّي بِكمُ مُغَرمُ
وأنّي بكمْ وامِقٌ ناصِحٌ / وأنّي بِحبّكمُ مُعْصَمُ
فأَصبحتُ عندَهمُ مأَثمي / مآثرُ فرعونَ أو أعظَمُ
فلا زلتُ عندكمُ مُرتَضى / كما أنا عِندهمُ مُتْهَمُ
جعلتُ ثَنائي ومدحي لكم / على رغمِ أنفِ الذي يُرْغِمُ
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ / ونُؤيٌ وآثارٌ كَتَرقيشِ مُعْجَمِ
ألا أيّها العاني الذي ليس في الأذى / ولا اللومِ عندي في عليٍّ بمُحْجِمِ
ستأتيك منّي في عليٍّ مقالةٌ / تَسؤُوك فاستأخِر لها أو تَقَدَّمِ
عليٌّ له عندي على من يَعيبُه / من الناسِ نصرٌ باليدينِ وبالفمِ
متى ما يُرد عندي مُعادية عَيبَه / يجدْ ناصِراً من دونِه غيرَ مُفْحَمِ
عليٌّ أحبُّ الناسِ إلاّ محمداً / إليّ فدعني من مَلامِكَ أوْ لُمِ
عليٌّ وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّهِ / وأوّلُ من صلّى ووحّد فاعلمِ
عليٌّ هو الهادي الإمامُ الذي به / أنار لنا من ديننا كلَّ مُظِلمِ
عليٌّ وليّ الحوضِ والذائدُ الذي / يُذَبِّبُ عن أرجائه كلَّ مُجرِمِ
عليٌّ قيمُ النارِ من قَولهِ لها / ذَري ذا وهذا فاشربي منه واطعمِ
خذي بالشَّوى مّمن يُصيبك منهمُ / ولا تَقربي من كل حزِبي فَتَظلِمي
عليٌّ غداً يُدعى فيكسوهُ ربُّهُ / ويُدنيه حَقّاً من رفيقٍ مُكَرَّمِ
فإن كنت منه يومَ يُدينه راغماً / وتُبدي الرضا عنهُ من الآن فارغمِ
فإنّك تلقاه لدَى الحوضِ قائماً / مع المصطفى الهادي النبيِّ المعظَّمِ
يُجيزان من والاهما في حياتِه / إلى الرُّوحِ والظِّل الظليلِ المُكمَّمِ
عليّ أميرُ المؤمنينَ وحقُّهُ / من اللهِ مفروضٌ على كلِّ مُسلمِ
لأن رسول الله أوصى بحقِّهِ / وأشركه في كلّ فيءِ ومَغنَمِ
وزوجتُهُ صِدِّيقة لم يكن لها / مقارِنةٌ غيرُ البَتولةِ مريمِ
وكان كهارونَ بن عمرانَ عندَهُ / من المصطفى موسى النجيبِ المكلُّمِ
وأوجَب يوماً بالغديرِ ولاءَه / على كلِّ بَرٍّ من فصيحٍ وأَعْجَمِ
لدى دوحِ خُمٍّ آخذاً بيمينهِ / يُنادي مُبيناً باسمه لم يُجَمْجِمِ
أما والذي يَهوي إلى ركنِ بيتهِ / بِشُعثُ النواصي كلُّ وجناءَ عَيْهَمِ
يُوافين بالرُّكبانِ من كلِّ بلدةٍ / لقد ضلَّ يومَ الدَّوْحِ من لم يُسلِّمِ
وأَوصى إليه يومَ ولَّى بأمرِهِ / وميراثِ علمٍ من عُرى الدينِ مُحْكَمِ
فما زالَ يَقضي دَيْنَه وعِداتِه / ويدعو إليها مُسمِعاً كلَّ مَوْسِمِ
يقول لأهلِ الدِّيْن أهلاً ومرحباً / مقالةَ لا مَنٍّ ولا مُتَجهِّمِ
ويَنشُرها حتى يخلِّصَ ذِمّةً / ببذلِ عطايا ذي ندىً مُتَقَسِّمِ
فَمَهْ لا تَلمني في عليٍّ فإنّه / جَرى حبُّه ما بين جِلدي وأعظمي
ولو لم تكن أعمى به وبفضلِهِ / عذرتُ ولكن أنت عن فَضْلِهِ عَمي
أليسَ بِسُلْعٍ قَنَّع المسرفَ الذي / طَغى وبغى بالسيفِ فوق المُعَمَّمِ
وبدرٌ وأُحدٌ فيهما من بلائِه / بلاءٌ بحمدِ اللهِ غيرُ مُذَمَّمِ
وللهِ جلَّ اللهُ في فتحِ خيبرٍ / عليه ومنه نعمةٌ بعدَ أنعُمِ
مشى بين جبريلٍ وميكالَ حولَه / ملائكةٌ شبهَ الهِزَبرِ المُصَمَّمِ
فصمَّم آطامَ الذين تهوّدوا / بأرعنَ مّمن يَعبد اللهَ مْوحَمِ
لِيُشهدَهم ربُّ السماءِ جِهادَهُ / ويُعلِمَهم إقدامُه غيرَ مُحْجِمِ
فأَعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وذِلّةً / وقالوا له نًَرضى بحكمِك فاحْكُمِ
فيا ربِّ إنّي لم أرد بالذي به / مدحتُ عليّاً غيرَ وجهكَ فارْحَمِ
إذا خرجت دبّابةُ الأرضِ لم تَدعْ / عدوّاً له إلاّ خَطيماً بِمِعْصَمِ
متى يَرها من ليسَ من أهل وُدِّهِ / من الإنسِ والجِن العفاريتِ يُخْطَمِ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ / ولا مُقتر يا بنِ الكرام القماقمِ
ثلاثةَ آلافٍ وطِرْفاً وبغلةً / وجاريةً حسناءَ ذات مآكمِ
وسَرجاً وبِرذوناً دريراً وكسوةَ / وما ذلك بالإكثارِ من حكمِ حاكمِ
أرحني بهذا في مُقامي فإنّني / لَعمرُك ما لم أعطّها غيرُ نائمِ
فلو كنتُ بالأهواز لم أرضَ منكمُ / بِوَسقِ أُلوفِ من خِيارِ الدراهمِ
من ليلةٍ باتَ مَوعوكاً أبو حسن
من ليلةٍ باتَ مَوعوكاً أبو حسن / فيها يُكابِدُ من حُمّى ومن أَلَمِ
إذ قال من بَعد ما صلّى النبيُّ لهُ / أبشِرْ فقد ألتَ من وَعْكِ ومن سَقَمِ
وما سألتُ لِنفسي قِيد أنْمُلةٍ / من فضلِ عِلم ولا حِلم ولا فَهَمِ
إلا سألتُ لكمْ مثلَ الذي ظَفِرتْ / كفِّي به ذا لذي الآلاءِ والكرمِ
ألا أنّ الوصيّةَ دونَ شَكٍّ
ألا أنّ الوصيّةَ دونَ شَكٍّ / لِخير الخلقِ من سامٍ وحامِ
وقال محمدٌ بغديرِ خُمّ / عن الرحمنِ يَنطِقُ باعتزامِ
يَصيح وقد أشار إليه فيكم / إشارةَ غيرِ مُصغٍ للكلامِ
ألا من كنتُ مولاه فهذا / أخي مولاهُ فاستمعوا كلامي
فقام الشيخ يقدمهم إليه / وقد حصدت ياه من الزحام
يُنادي أنت مولايَ ومولى الأ / نامَ فلِمْ عُصي مولى الأنامِ
وقد وَرِثَ النبيَّ رداهُ يوماً / وبُردته ولائكةَ اللّجامِ