المجموع : 66
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا / وأَظْهَرَ بَعْدَ رغبتِهِ ملالا
فما يَنْفَكُ يَظلِمُني اعْتِدَاءً / وما أَنْفَكُّ أُنْصِفُهُ اعتدالا
وقد نُزِّهْتُ عن هَجْرٍ وهُجْرٍ / وإنْ أَبْدَى الخليلُ لِيَ اخْتِلالا
أُقيلُ ولا أَقُولُ وأَيُّ ذَنْبٍ / لِمَنْ مالَ الزمانُ به فمالا
ومن طَلَبَ الوفاءَ مِنَ الليالي / على عِلاَّتِها طَلَبَ المُحَالا
لذلك لم أَزَلْ طَلْقَ المُحَيَّا / وإنْ عَبَسَ الصديقُ وإن أَذَالا
وعندي والغرامُ له صُروفٌ / بَلَوْتُ صُنوفَها حالاً فحالا
ضلوعٌ لستُ آلوها اشتعالا / وقلبٌ لستُ آلوهُ اشتغالا
وكنتُ متى عَلِقْتُ حبالَ قومٍ / وصلتُ بها وإن صَرَمُوا حبالا
وتلك شمائلي راقَتْ وَرَقَّتْ وَرَقَّتْ / فما أَدرِي شَمولاً أو شمالا
بَقِيتَ وإنْ لَقِيتُ بك السَّقَاما / ودُمْتَ وإنْ أَدَمْتَ لِيَ انْتِقالا
فَمَنْ يخشاكَ لا يَخْشَى صُدوداً / ومن يرجوكَ لا يرجو وِصالا
إذا غَدِقَ الهوى يوماً لِمَعْنًى / أَزالَ الدهرُ معناهُ وزالا
وكم خَلُصَتْ سريرة من يُعادَى / وكم كدُرَتْ سريرةُ من يُوالَى
جَرَتْ بالجَوْرِ أَحكامُ الليالي / تَعالَى اللُّه عَنْ هذا تعالى
لَعَلَّكَ لاَئِمِي وَخَلاَكَ لَوْمٌ / فَمِثْلُكَ مَنْ تَخَيَّلَ ثُمَّ خَالا
أتُرْشِدُني ولستَ تَرَى سفاهاً / وتَهْدِينِي ولستَ ترَى ضلالا
دعِ الأيامَ تنقُلُني يداها / وتَلْعَبُ بي يميناً أو شِمالا
فكم صَرْفٍ صَرَفْتُ الفِكْرَ عنه / فما أدْرِي تَوَلَّى أَم توالَى
أَنا الماضي الشَّبَا والدَّهْرُ قَيْنٌ / أُريدُ على تَقَلُّبِهِ صِقالا
ولولا أَنْ يَشقَّ على عَلِيٍّ / لَجَرَّدَ غَيْرُهُ غَرْبِي وصالا
وكيف يكونُ بي أَبداً مَصُوناً / وَيَرْضَى أَنْ أَكونَ به مُذالا
أَيَأْنَفُ أَنْ يُقَلِّدَنِي جَميلاً / فَيَغْدو وقد تَقَلَّدَنِي جَمَالا
تراهُ يَظُنُّنِي أَنْ زِدتُ نقصاً / تزيد به معالِيهِ كمالا
عَذَرْتُكَ لَو منعتَ شفاءَ سُقْمِي / ولم تَمْنَحْنِيَ الداءَ العُضالا
دعِ التَّضْعيفَ لِلإضعاف عدلاً / فلستُ أطيقُ حَمْلاً واحتمالا
وعُدْ لقديمِ عادِكَ أَو فَصرِّحْ / وسُرَّ بها وإنْ ساءَتْ مقالا
فلَسْتُ بِفاقدٍ أَبداً منالا / يُمَلِّكُ راحَتي جاهاً ومالا
بحيثُ أَهزُّ أَسيافاً حِداداً / لأَعدائي وأَرْمَاحاً طِوالا
ويحميني هَجيرَ الذّلِّ قومٌ / يمد عَلَيَّ عزُّهُمُ ظِلالا
وأُرسلُها شوارِدَ مطلقاتٍ / تكونُ لعقلِ سامِعِها عِقالا
معانٍ للقريحِةِ فِكْرُ عانٍ / سَبَتْهُ فَرَجَّلَتْهُ لها ارتجالا
وقد أَرْشَفْتَ سَمْعَكَ من لَمَاها / بَرُودَ رُضَابِها العّذْبَ الزُّلالا
فهلْ أَبْصَرْتَ واستبصرَتَ إلاَّ الَّ / ذي تدعُونَه السِّحْرَ الحلالا
ومنكَ وفيك تنتظمُ القوافي / ومن وَجَدَ المقالَ الرَّحْبَ قالا
وظنَّي فيكَ إلاَّ عَنْ يقينِ / بأَنك مُوجِدِي وَطَنًا وآلا
نَعَمْ فانطِقْ بها واعدُدْ نوالاً / مقالكما يقلب ما نوالا
وطَرْفِي عن كَراهُ صام شهرا / فلُحْ كيما تُفَطِّرَهُ هلالا
وقَلِّدْ نَحْرَ عيدِ النَّحْرِ عِقْدًا / قَرَنْتَ به أَيادِيَكَ الثِّقالا
وعِدْ ظَمَأَى بِلالاً من وِدادٍ / تَجِدْ غَيْلانَ مُمْتَدِحاً بلالا
ودُمْ كالسُّحْبِ إِنْ بَعُدَتْ مَنَالاً / فقد قَرُبَتْ لِمُسْتَسْقٍ نَوالا
أَنا عَبْدُ وُدِّكَ لا أُخِلُّ وإِنْ تَكُنْ
أَنا عَبْدُ وُدِّكَ لا أُخِلُّ وإِنْ تَكُنْ / حَلَّيْتَنِي في الشعرِ باسْمِ خليلِ
وعليكَ يا بَدْرَ الفضائِلِ نُظِّمَتْ / مِدَحِي فجاءَتْ وَهْيَ كالإكْلِيلِ
أَهلاً بشعر منكَ للشِّعْرَى به / شَرَفُ اشتراكِ الإِسْمِ لا التَّفْضيلِ
وثَلاَثَةٍ عَوَّذْتُها بثَلاَثَةِ ال / قرآنِ والتوارةِ والإِنجيلِ
ثُنِيَتْ فكادَتْ أَن تكونَ بُثَيْنَةً / وَعَلِقْتُها فغدوتُ مثلَ جَميل
سَلِمَتْ بِنْتُ خاطِرِ ابْنِ سُلَيْمٍ
سَلِمَتْ بِنْتُ خاطِرِ ابْنِ سُلَيْمٍ / فَأَبَتْ باحترازِهِ أَنْ تُنَالا
وعهدناهُ ليسَ يُحْسِنُ شِعْرًا / غَيْرَ أَنْ صادَفَ المَقَالَ فَقَالا
ولئِنْ جاءَ دونَ مجدِكَ يَسْعَى / فلَهُ العُذْرُ واضحاً يَتَلاَلا
طُلْتَ عن دِهْنِهِ فَقَصَّرَ عَجْزًا / ولقد بالَغَ الثَّنَا وَأَطالا
تقلَّبَ الدهرُ من حالٍ إِلى حالِ
تقلَّبَ الدهرُ من حالٍ إِلى حالِ / فأُلبسَ النّسكَ فيه كُلُّ مُحْتَالِ
أَما نظرتَ إِلى النَّوروزِ كيف أَتَى / شَهْرَ الصِّيام وجَلَّى شَهْرَ شّوَّالِ
وعُطِّلَتْ من عقودِ اللَّهْوِ لَبَّتُهُ / فَازْدَادَ حَلْياً وكم من عاطِلٍ حالِ
رآكَ ملءَ ثيابِ الدّينِ واسعةً / فجاءَ منها لترعاهُ بِتِمْثَالِ
أَتاكَ يُظْهِرُ منه تَوْبةً حَسُنَتْ / يمحو بها ما لَهُ من قُبْحِ أَعمالِ
ففاز منك بأَفعالٍ تُزَيِّنُهُ / كما يُزَيِّنُ عِقْدٌ جِيدَ مِعْطَالِ
لمّا رَأَيْتَ أَكُفَّ القومِ باخِلَةً / بِصَيِّبِ الماءِ فيها جُدْتَ بالمالِ
وما أَتَيْتَ بِبِدْعٍ يُسْتَرابُ به / هي المكارِمُ عَنْ عمٍّ وعن خال
وللأَعاجِمِ فيه مّذْهَبٌ كَثُرَتْ / أَعلامُهُ فهو إِلاَّ ذِكْرَهُ بالِ
فإِنْ جَرَيْتَ على آثارِ مذهبِهِمْ / فاقْبَلْ هديَّةَ عبدٍ ضَيِّقِ الحالِ
بكْرٌ أَبوها جَنَانٌ طابَ عنصرُهُ / وربُّها منكَ مَوْلًى طَيِّبُ الآلِ
ولي نبابِكَ آمالٌ وقد عَلِمَتْ / نفسِي بأَنَّكَ تقضِي كُلَّ آمالي
فجُدْ عَليَّ بساجٍ قد فُتِنْتُ بِهِ / وما فُتِنْتُ بساجِي الطَّرْفِ قَتَّالِ
يا حافظَ الدِّينِ دُمْ في ظِلِّ نِعْمَتِه / مُرَفّعَ القَدْرِ فيه ناعِمَ البالِ
لا أَسأَلُ اللَّه إِلاَّ أَنْ تدومَ لنا / وقد أجابَ الدعاءَ الواحِدُ العالي
نَزَلُوا فادَّعَوْا نزَالِ نَزالِ
نَزَلُوا فادَّعَوْا نزَالِ نَزالِ / بَعْدَ مَيْلِي عن حَرْبِهِمْ واعتزالي
وأَقاموا حِيالَ قلبِيَ عَيْناً / أَلْقَحَتْ حَرْبَ حُبِّهِمْ عن حِيالِ
قرِّبا مَرْبِطَ الصَّبابَةِ منِّي / شابَ رُشْدِي بهم وشَبَّ ضلالي
لا لقيتُ العيونَ من حَلَقِ الشَّيْ / بِ بدرعٍ وإِن رَمَتْ بِنِبالِ
فامسحا عارِضِي فَلَيْسَ قتيراً / ما بدا فيه من غُبارِ الليالي
كَلَفِي بالهلالِ عَوَّضَ رأْسي / عنه من كل شَعْرَةٍ بِهلالِ
يا خَلِيلِي سائِلْ صُروفَ الليالي / هل خِلالاً نَحَتْنَهُ من خِلالِ
صَقَلَتْنِي الخطوبُ والسيفُ يَخْفَى / عَيْبُهُ في صَدَاهُ قَبْلَ الصِّقالِ
ظَهْرُ ذاتِ الحُجولِ إِنْ طُلِبَ المج / دُ وإِلا فَبَطْنُ ذاتِ الحِجالِ
والمعالِي مثلُ الرماحِ ففيها / رُتَبٌ من سَوَافلٍ وعَوالِ
إِن تَأَخَّرْتَ فالمُحَرَّمُ عُطْلٌ / من حِلَى العيد وَهْوَ في شَوَّالِ
عَزَّ سَفْحٌ به الأُسودُ وذَلَّتْ / قُنَّةٌ ما بها سِوَى الأَوْعَالِ
أَيْنَ أَمثالُ ما أَقولُ ولَفْظِي / باتَ يقتادُ شارِدَ الأَمْثَالِ
صُحْبَةُ الدهرِ وَهْوَ مشتهرُ النق / صِ هَدَتْنِي إِلى خَفِيِّ الكمال
فاعْتَضِدْ بالرِّفيقِ في مُشْكِلِ الأَم / رِ وإِن لم يَكُنْ من الأَشْكَالِ
جُعِلَ القَرْعُ لِلْيَمِين فإِنْ جا / ءَ جوابٌ فالرَّدُّ حَدُّ الشِّمالِ
أَنا مالِي وللبخيل وعندِي / فِكْرَةٌ قد جَعَلْتُها رَأْسَ مالي
إِنْ ثَنَتْ خَلَّةٌ إِليه يَمِيني / فبعضبٍ تَبْرِيهِ بَرْيَ الخِلالِ
شَرفِي جاوَزَ الغِنَى ومن العا / رِضِ ما انْحَطَّ عن رءُوسِ الجِبالِ
ونُحولى أَجْدَى عَلَيَّ ولولا / دِقَّةُ السِّلْكِ لم يَفُزْ بِاللآلي
كيف لا أُسْرِعُ التَّنَقُّلَ والمش / هورُ للبدرِ سُرْعَةُ الإِنْتِقَالِ
إِنْ تَرَيْنِي على الثلاثينَ أَرْقَى / من حضيضِ الصِّبَا إِلى الاكْتِهَالِ
فَلَقَدْ كنت في الشيوخِ زماناً / كنتُ في عَصْرِهِ من الأَطْفَالِ
لا تَغُرَّنَّكَ اللِّحَى من أُنَاسٍ / دَرَجُوا كالحمير تَحْتَ المَخَالِي
ولئِنْ خَفَّ عارِضايَ فإِنِّي / لا أُبَالِي بكلِّ وافِي السِّبالِ
إِنما الشيخُ من تَقَدَّمَ بالفَضْ / لِ إِلى الشيخِ ياسِرِ بْنِ بِلالِ
وتَولَّى تقبيلَ كَفٍّ غَدَتْ في / حَرِمَ اليُمْن قِبْلَةَ الإِقْبَالِ
إِذَا وَظِيفُ الثناءِ مُرْتَبَطٌ تَحْ / تَ رِواقِ العُلاَ بِقَيْدِ النَّوَالِ
وغيوثُ العَطَاءِ مُنْشَأَةُ السُّح / بِ وما أُلِّفَتْ بِرِيحِ شَمالِ
والنَّدِيُّ الذي يرِفُّ عليهِ / نَضْرَةٌ من أَزاهِرِ الآمالِ
والجبينُ الذي يُوضِّحُ شَمْساً / لم نَزَلْ من شُعاعِها في ظِلالِ
والمساعِي التي تَرُدُّ إِليها / قَصَبَ السَّبْقِ في ارْتِقَاءِ المعالي
خَيْرُ شَدِّ الرِّحالِ ما حَلَّ مَغْنًى / ضَمِنَتْ ساحَتاهُ حَطَّ الرِّحالِ
وَأَجلُّ الثناءِ ما صِيغَ تاجاً / لِجَبينٍ مُتَوَّجٍ بالجَلالِ
لِلَّذِي نِلْتُ عندَهُ سِمَنَ الكِي / سِ وقد كانَ غَايةً في الهُزالِ
وَتَشَكَّيْتُ نَقْبَ فَقْرِي فوافَى / بهِناءِ الغِنَى ونِعْمَ الطَّالِي
ورمانِي بالأَكثَرِينَ من الأَع / دَاءِ لِلْقُرْبِ منه والأَعْدالِ
وسَمَا لي بجاهِهِ فَسَمَا بِي / ورآني بفَضْلِهِ فرأَى لي
فلئن عُدْتُ دونَهُ غيرَ ناسٍ / فلقد عُدْتُ غَيْرَهُ غَيْرَ سَالِ
وبدا لي أَنْ أَنْتَمِي لِسِواهُ / فتذكَّرْتُ صُنْعَهُ فَبَدَا لي
ملِكٌ تنظرُ الملوكُ إِليهِ / مثلَ ما تنظرُ العبيدُ الموالي
رقدوا عن خُيولِهِ فأَتَتْهُمْ / وَهْيَ أَسْرَى في ظُلْمَةٍ من خيالِ
فتراقَوْا إِليه من كل فَجٍّ / وإِلى البَحْرِ مَرْجِعُ الأَوْشَالِ
فإِنِ استَسلَمُوا فإِنَّ الرعايا / عِزُّها في انقيادِها للوالي
يا مُجيبَ الدُّعَاةِ والعَضْبُ والعّذْ / بُ لِسانَا جِلادِهِ والجِدالِ
عَجَبُ العَزْمِ أَنْ دَعَوْكَ سِراراً / فَتَسَمَّعْتَهُ بصُمِّ العوالي
وسَقَيْتَ العَدُوَّ مُرًّا من الطَّعْ / نِ على أَنَّهُ من العَسَّالِ
فَرَعَى اللُّه دّوْلَةً أَنْتَ فيها / ناظِرٌ صانَها مِنَ الإِهْمَالِ
وسلامٌ على خلائِقِكَ الخُضْ / رِ ومُنْهَلِّ جُودِكَ السَّلْسَالِ
أَنتَ أَهلٌ لأَنْ تَجُودَ بمُلْكٍ / فقليلٌ بأَن تجودَ بمالِ
كم بَدَرْتُ الرجالَ فيك فلا زا / لَ مَحَلَّ النَّدَى
فأَنا ما تَلَوْتُ مَدْحَكَ إِلا / وإِبو طاهِرٍ مُحِبُّكَ تالِ
وإذا ما أشاءُ زَارَكَ رطباً / من مول فإنه من مُوالي
فالْقَِ شُكْرِي بما عَهِدْتُ من التِّرْ / حابِ من قبل حادِثِ التَّرْحَالِ
يا مَثَلاً في فضلِهِ سائراً
يا مَثَلاً في فضلِهِ سائراً / انظُرْ إِلى صِحَّةِ تمثيلي
كم فاعلٍ قد نَظَرَتْ نَحْوَهُ / عَيْنَي إِلى صُورَةِ مَفْعولِ
يبخَلُ بالماءِ على أَنَّه / مُنْغَمِسٌ في وَسَطِ النِّيل
رَمْزٌ إِذا فَسَّرْتُ مَضْمُونَهُ / أَخْبَرَ عن بتطويل
ما رأَينا مثالَ ذا اليومِ يوماً
ما رأَينا مثالَ ذا اليومِ يوماً / صحّ فيه تناقُضُ الأَمْثالِ
صار فيه الغِرْبالُ يُمْسِكُ ماءً / من رأَى الماءَ قَطُّ في الغِربالِ
يا مَلِكًا وهو بالتُّقى مَلَكٌ
يا مَلِكًا وهو بالتُّقى مَلَكٌ / ووالياً وهو بالعفافِ وَلِي
أَصبحتَ شَمْساً تزيدُها شَرَفاً / حُمْلانُها لا الحُاولُ بالحَمَلِ
واعتدَلَ الدَّهْرُ إِذ عَدَلْتَ فيا / للهِ من عادلٍ ومُعْتَدلِ
وفي سبيلِ السّماحِ مكرُمَةً / نَزَلْتَ منها بمُلتَقَى السُّبُلِ
كفَّاكَ في الغيثِ مثلُ عارِضِهِ / إِذا انْبَرَى فيه ضاربُ المَثَلِ
هيهاتَ كم بالرُّعودِ من قلقٍ / لَهُ وكم بالبروقِ من خَجَل
كنتُ أَذُمُ الزمانُ في جَمَلٍ / أَوْقَعَنِي أُخْتَ وَقْعَةِ الجَمَل
حتى تَوَلَّيْتَ يا محمدُ ما / كانَ تولاه قبل ذاك علي
وهذه الحالُ وَهْيَ مَسْأَلَةٌ / قدِ انْتَقَلْنَا منها إِلى البَدَلِ
ولم أُشاهِدْ ولا سَمِعْتُ بِهِ / من قبلِ ذا اليومِ وَقْعَةَ الإِبِلِ
قُلْ لفخرِ الأَئمّةِ العَلَمِ العا
قُلْ لفخرِ الأَئمّةِ العَلَمِ العا / لِمِ فَهْوَ المُهَدَّبُ المأْمولُ
والذي مالَهُ عَدِيلٌ وهَلْ لِلْ / غَيْثِ والشمسِ والحسامِ عديلُ
يا بخيلاً بعِرْضِهِ وجوادًا / بِنداهُ أَنت الجوادُ البخيلُ
أَنتَ الذي عليه من السُّؤ / دُدِ والفخرِ والعُلاَ إِكْلِيلُ
والإِمامُ الذي شُموسُ معالي / هِ مَدَى الدهرِ ما لَهُنَّ أُفولُ
قَلَمٌ في يَدَيْكَ يا مَعْدِنَ الآ / دابِ رَدَّ الحُسَامَ وَهْوَ كَلِيلُ
راكعٌ ساجدٌ أَصَمُّ سميعٌ / أَخرسٌ ناطقٌ حقيرٌ جليلُ
راجلٌ فارسٌ سَكونٌ حَروكٌ / قائلٌ فاعلٌ قصيرٌ طويلُ
قَلمٌ يَسْقُمُ الصَّحِسحَ بما يَنْ / فُثُ من ريقِهِ ويَبْرَا العَلِيلُ
يُودِعُ الطِّرْسَ منه رمزًا كما خُطَّ / بمسكٍ خَدٌّ رقيقٌ أَسيلُ
رأْسُهُ كالسِّنانِ لكنَّ أُخْرا / هُ حسامٌ يَفْرِي الخطوبَ صَقيلُ
لا شبيهٌ له ومالَكَ في اللَّ / ه شبيهٌ بذاكَ قامَ الدَّليلُ
فابْقَ كَفًّا لقاصدِيكَ متى غَرَّ / دَ طيرٌ ودامَ منهُ هَدِيلُ
تاهَ بخالِ خَدِّهِ
تاهَ بخالِ خَدِّهِ / كما يَتِيهُ الثَّمِلُ
وظنَّ أَنَّ حَسْنَه / وقد مضى مُقْتَبَلُ
وقال خَدِّي رَوْضّةٌ / تَرْتَعُ فيها المُقَلُ
فقلتُ ما أَقْبَحَ ما / جئتَ به يا رَجُلُ
لو كان وَرْدًا لم يَكُنْ / يَسْكُنُ فيه جُعَلُ
أَوْمَضَ بَرْقُ الخَجَلِ
أَوْمَضَ بَرْقُ الخَجَلِ / فانهَلَّ غيثُ المُقَلِ
وافتَرَّ روضُ الحُبِّ عن / نُور الصبا والغَزَلِ
وهَزَّ أَغصانَ القُدو / دِ سَجْعُ أَطيارِ الحُلِي
وانآدَ دَوْحُ اللَّهْوِ من / حَمْلِ ثمارِ الجَذَلِ
ضَرَبَ الناسُ في العُلاَ الأَمثالا
ضَرَبَ الناسُ في العُلاَ الأَمثالا / وسَمِعْنَا بها ولكِنْ كذَا لا
جَرَّدَ العاضِدُ الإِمامُ من النَّا / صِرِ عَضْباً فكُنْتَ فيهِ الصِّقالا
ملك هَزَّ عَزْمَهُ مُذْ تَوَلَّى / فَعَدُوٌّ وَلَّى وفَتْحٌ توالى
كُلَّما جَيَّشَ الجيوشَ لحربٍ / أَقبلَتْ وَهْيَ تحمِلُ الإِقبالا
وعوالٍ ذَوَابل تَحْسَبُ النَّقْ / عَ دُخاناً فتستنيرُ ذُبالا
بظُباً تنكِرُ الكُلولَ ولا يع / رفُ أَيضاً مَنْ يَنْتَضِيها الكلالا
وقِسِيٍّ كأَنَّما الدهرُ عنها / قائمٌ يقذفُ الوبالَ نِبالا
وخيولٍ مثل الشَّواهِينِ يقنصْ / نَ فَقُلْ باطلاً وقُلْ أَبْطالا
كلمّا حَوَّمَتْ أَدارَتْ جناحاً / عَدَّ في ريشهِ الصَّبا والشَّمالا
أَقبلَتْ كلُّها صدوراً فَمَرَّتْ / خَيْلُ مُرِّيِّ كلُّها أَكْفَالا
وأَقامَتْ لثَغْرِ دِمْيَاطَ ثغراً / ضاحكاً عن كُمَاتِها يَتَلالا
ببروج من الرجالِ وما يُنْ / كَبُ مَنْ يجعلُ البروجَ رِجالا
وفيولٍ من المَجَانيقِِ لا بَلْ / هيَ في الحربِ تقذِفُ الأَفْيالا
خَلْفَ سورٍ من الظُّبا والعوالي / قد تغالَى بناؤهُ وَتَعَالى
وليوثٍ يُظَنُّ يا بْنَ مَصَالٍ / أَنَّ يُمْنَاكَ عَلَّمَتْها المَصَالا
حادَ عنك اللَّعينُ فاستقبلَتْه / بِمِحالِ يُرِى اللَّعِينَ مُحالا
لُحْتَ نجماً على ظسمَاءِ رَشيدٍ / فاجْتَلَى منكَ للهلالِ هلالا
واستشارَ الجموعَ فيكَ وما أَخ / طَأَ مَنْ قالَ في قتالِكَ آلَى
فَمَضَوْا لم يُقاتِلُوكَ وَمِنْ قَبْ / لُ القِتالُ الذي كفاكَ القتالا
عَرَفُوا وجهَكَ الشُّجاعَ فهَلْ أَن / كَرْتَ منهُمْ لمَّا تَوَلَّوْا قَذَالا
واسْتَخَفَّتْهُمُ المقاديرُ حتَّى / زُلْزِلُوا حيثُ يَمَّمُوا زِلْزالا
نصبوا بُرْجَهُمْ إِزاءَ شِهابٍ / كادَ أَنْ يُحْرِقَ البُروجَ اشتعالا
واستجاشُوا قبائِلَ الرُّومِ أَجنا / ساً عليه فلم يساوُوا قَبَالا
حَرَّموا عندَهُ النُّزولَ وما حَرَّ / مَ إِذْ حَرَّمُوا النُّزولَ النِّزالا
وأَرادوا به صِيالاً فَرُدُّوا / وله الفضلُ يرغبونَ سُؤالا
واستمالوهُ بالخضوع ومن شر / طِ الشُّجاعِ الكريمِ أَن يُسْتَمالا
واستماحوا منه النّوى وعجيبٌ / أَنْ يُعَدَّ النَّوى لقوم نوالا
فمضَوْا يقطعونَ بالرَكْضِ أَميا / لاَ رَأَوْها من مثله أَمْوالا
لم يَرُوحوا إِلا خِفاقاً وإِن كا / نَ لِحَمْلِ الجِراحِ راحُوا ثِقالا
ذكَرُوا منه صارماً صارِمَ الحَدِّ / عليهِمْ وعامِلاً عَمَّالا
وانتقاماً لأَجله صمَّمَ الشا / مُ على عَوْدَةٍ إِلَيْهِ انْتِقَالا
ريَّنَ الدِّينَ من شهابٍ ونَجْمٍ / بمنيرَيْن أَلبساهُ الجمالا
حمياهُ طوراً من النَّقْصِ حتَّى / أَلَّفا شَمْلَهُ فنالَ الكمالا
فَرَّق الرُّوم ذا اعْتِداءٍ وهذا / جَمَّعَ العُرْبَ أُلْفَةً واعتدالا
بكفاحٍ قد صيَّر الآلَ بحراً / وسماح قد صيَّرَ البحرَ آلا
أَخذَتْ بالنَّباتِ زينَتَها الأَر / ضُ وكانَتْ من حَلْيِهِ مِعْطالا
رَقَصَتْ تحتَ سُنْدُسِ الرَّوْضِ لَمَّا / شرِبَتْ كأْسَ جودِهِ سَلْسالا
وانثنَتْ في غلائلٍ حاكَها الخِصْ / بُ وكانَتْ بجدبِها أَغلالا
واعتلَتْ ثَغْرَنَا بهِ صِحَّةُ العَيْ / شِ فَلَمْ يَشْكُ بعدَ ذاك اعْتِلالا
عادَ فيه عَوْدَ الحُسامِ إِلى الغِمْ / دِ وقد صالَ في المُهِمِّ وَسالا
أَمُبيدَ العدوِّ كَسْراً وأَسْراً / ومُفِيدَ الوَليِّ مالاً وآلا
فإِذا طابَ نظمُ شعرِي أَو طا / لَ فمن راحَتَيْكَ طابَ وطالا
أَنْتَ أوْجَدْتَهُ وقد كانَ مَعْدُو / ماً وأَوْجَدْتَهُ المقالَ فقالا
آياتُ جَدِّكَ لم تَزَلْ تُتْلَى
آياتُ جَدِّكَ لم تَزَلْ تُتْلَى / وصفاتُ مجدِكَ لم تكُنْ تَبْلَى
مُلِئَتْ بمَدْحِكَ كُلُّ سامِعةٍ / والسَّعْدُ أَنْ مُلِئَتْ وما مُلاَّ
وإِذا جلاكَ حَلَتْ لمستمع / كانت على فمِ قائلٍ أَحْلَى
ولقد كَمُلْتَ فما يقالُ لقد / نلْتَ السكمالَ جميعَه إِلاَّ
وسبقْتَ قوماً جئتَ بعدهُمُ / فَدَعِ الذينَ أَتيتَهُمْ قَبْلا
ما زِلْتَ واللَّهَواتُ جامدَةٌ / تُولِي الجزيلَ وتُنْطِقُ الجَزْلا
وإِذا جَلَوْتَ الرَّأْيَ ثُرْتَ به / متوضِّحاً في مُظْلِمِ الجُلَّى
تَكْتَنُّ تحتَ الحِلْمِ منكَ سُطًى / تبدو القلوبُ لها على المِقْلَى
وتخيفُ والأَلحاظُ مُطرِقَةٌ / حتى تَظُنَّكَ حَيَّةً صِلاَّ
والقوسُ تُحْذَرُ كُلَّما اجتمعَتْ / أَطرافُها أَنْ تقذِفَ النَّبْلا
حمَّلْتَ نهْضَتَكَ المُهِمَّ وقَدْ / أَبَتِ الجسومُ نفوسَها حملا
ودَفَعْتَ في صدرِ الخطوبِ / وقد أَلْقَتْ كلاكِلَ صدرِها كَلاَّ
وسَلَكْتَ وحدَكَ موطناً زَلِقاً / أَثْبَتَّ في هاماتِه الرِّجْلا
وبَدَهْتَ فانثَنَتِ الرَّوِيَّةُ عن / من لم يَحِزَّ وطَبَّقَ الفَصْلا
أَخَذَتْ بكَ الأَيامُ زينَتَها / فكأَنَّما هي غادَةُ تُجْلَى
والمُلْكُ عَضْبٌ شِمْتَهُ بيدٍ / يَدُ مَنْ تعاطَىَ شَأْوَهَا شَلاَّ
ووضَعْتَ كُلاًّ عند مَوْضِعِه / في حيثُ لا حاشَا ولا كَلاّ
لا كالذي انقلبَ الزمانُ به / فأَتى يُؤَذِّنُ بَعْدَ ما صَلَّى
للِّه دَرُّكَ ما أَلَذَّ وما / أَصْفَى وما أَوْفَى وما أَحلى
مَدَ الفروع وكُلُّها ثَمَرٌ / تُبْدِي لعينِ المُجْتَلِي الأَصلا
من كُلِّ أَبلجَ شَمْسُ غُرَّتِهِ / بَسَطَتْ لكلِّ مَؤمِّلٍ ظِلاَّ
وَأَغَرَّ يمسح وَجْهَ سؤدُدِه / مسحاً يكادُ يجاوزُ الغَسْلا
يقظانَ يبصر كُلَّ مستتِرٍ / لا ينطوِي عنه وإِنْ مُلاَّ
وإِذا استشارَ سِوى عزائمِهِ / فالطِّرْفَ والخَطِّيِّ والنَّصْلا
وخفيفَ أُنبوبِ اليراعِ وإِنْ / كان الذي يَجْرِي به ثِقْلا
بَذَلَ النوالَ فصانه كَرَماً / فعجِبْتُ كيف يصونُهُ بَذْلا
لا مِثْلَ سُؤْدُدِهِ فإِنْ طَلَبوا / فأَبو السَّدَادِ ولم نَجِدْ مِثْلا
نَجْلا أَبٍ سامٍ يُقِرُّ له / سامٌ ويُغْمِضُ أَعْيُناً نُجْلا
خَلَقَا لعينَيْ دهرِهِمْ كَحَلاً / واستَحْدَثَا من عنبَرٍ كُحْلا
وأَبوهما غيثٌ فلا عَجَبٌ / إِذ يَغْدُوَانِ الطَّلَّ والوَبْلا
وإِليهما قذفَتْ بنا نُوَبٌ / أَغرَتْ بنا أَنيابَها العُصْلا
فأَحلَّنا من عَقْدِها كَرَمٌ / ليسَتْ تُسامُ عقودُهُ حَلاَّ
فلْيَهْنِ أَهليِ إِذ عَدِمْتُهُمُ / أَنِّي وجدتُ بِدَهْلَكٍ أَهلا
وليشكروا عنِّي الشَّمالَ فقد / جَمَعَتْ بأَلْطَفَ منهمُ الشَّمْلا
ولتعلموا أَنِّي لَدَى ملِكٍ / فاتَ المولكَ بأَسرِهِمْ فضلا
كالبدرِ وجهاً ما استهلَّ وكال / غيثِ الرُّكامِ الجَوْدِ ما أَملى
مذ فاخَرَتْهُ الشمسُ ما طَلَعَتْ / إِلا بصفحةِ وجَنَةٍ خَجْلَى
والبحرُ يعلمُ فضلَ نائِلهِ / فتراهُ ينضُبُ بعدَ ما يُمْلا
والمشرَفِيُّ تقولُ شَفْرَتُه / لو شاءَ كنتُ بأَجْمَعِي فَلاَّ
فسقَى الجزيرةَ كُلَّ مُرْتَكِمٍ / لم يَأْلُها نَهْلاً ولا عَلاَّ
مُزْنٌ إِذا سُلَّتْ بوارِقُه / أَرْدَتْ بصارِمٍ خِصْبِها المَحْلا
من كُلِّ مُثْقَلَةٍ تَحُطُّ على / عَرَصَاتِها عن مَتْنِها الحِمْلا
طَلَبَتْ لراحةِ مَالِكٍ شَبَهاً / وتجاسَرَتْ فأَجَبْتُها مَهْلا
خُذْهَا فقد أَعلَيْتُ قائِلَها / وإِن اسْتَدَمْتَ فَرَأْيُكَ الأَعلى
فلديهِ كُلُّ عقيلَةٍ لَطُفَتْ / حِلاًّ فمازَجَ نُورُها العَقْلا
ما صانَها بِكراً بخاتَمَها / إِلا لِيَطْلُبَ مِثْلَها بَعْلا
فَلْيَهْنِكَ الصَّوْمُ الشريفُ وإِنْ / كنت المُهنَّأَ لم تَزَلْ قَبْلا
هل مَرَّ شهرٌ قَطُّ عنك وما / لَكَ أَجْرُ مَنْ قد صامَ أَو صَلَّى
هَلْ في قِطارِ النَّصْرِ نسرٌ واقعٌ
هَلْ في قِطارِ النَّصْرِ نسرٌ واقعٌ / أَو في مَسَالِحَهَ سِماكٌ أَعْزَلُ
أَودعت من قِطعِ السّحائبِ شِبْهَهَا / فالبَرْقُ يُصْلِتُ والرَّوَاعِدُ تَصْهلُ
يَا آلَ عِمْران بدائِعُ فضلِكُمْ / بالفعلِ تستوفي المقال وتُفْضِلُ
فلآل عمران على كلِّ الورى / فضلٌ به نطقَ الكتابُ المُنْزَلُ
ما مَرَّ في التنزيلِ فضلٌ أَوَّلٌ / إِلا ومعناهُ لَكُمْ يُتَأَوَّلُ
أَتُرَاهُمُ عَلِموا الذي لَمْ يَعْلَمُوا / في الدِّينِ أَو عَمِلُوا الذي لم يَعْمَلُوا
أَما الملوكَ فإِنهم خولٌ لكم / حقًا وإِنْ عظُمَ الذي قد خُوِّلُوا
أَبداً سُيُوفُكُمُ تُسلُّ فَتَحْتَوِي / أَملاكَهُمْ ويبيحُها مَنْ يَسْأَلُ
لَكُمُ التقدَّمُ بالتأَخُّرِ بَعْدَهُمْ / كم آخِرٍ تلقاهُ وهو الأَوَّلُ
أَوليسَ سادَ الأَنبياءُ جميعَهُمْ / وأَتى أَخيرَهُمْ النبيُّ المُرْسَلُ
كلُّ الزمانِ بكم ضَحوكٌ مُسْفِرٌ / تَنْدَى معاطِفُهُ أَغَرُّ مُحَجَّلُ
سيَّرْتَمُوهُ لنا نهاراً مُشْرِقًا / أَو هَلْ مَع البَدْرَيْنِ لَيْلٌ أَلْيَلُ
بدرانِ قد وَقَفَ الكمالُ عليهما / والبدرُ ينقصُ بالمِحاقِ ويَكْمُلُ
ومُهَنَّدَانِ جَلاهُما شَرَفاهُما / بِيضٌ مُهَنَّدَةٌ وسُمْرٌ ذُبَّلُ
فمحمدٌ منه المحامِدُ تَعْتَلِي / وأَبو السعودِ به السعادَةُ تُشْمَلُ
وغَضَنْفَرَانِ وإِنَّما عاباهما / بيض مهندة وسمر ذبلُ
فرعانِ ضَمَّهُمَا الحلالُ المُرْتَضَى / في العِزِّ والشرفُ الرفيعُ الأَطْوَلُ
وأَقرَّ مُلْكَهُما بِلالٌ وابْنُهُ / فتكفَّلا الماضِي وما يُسْتَقْبَلُ
خَلَف السَّعيدُ به الشَّهيدَ فأَعْيُنٌ / مُنْهَلَّةٌ في أَوجُهٍ تَتَهَلَّلُ
ملكانِ ذلك راحِلٌ وثناؤهُ / باقٍ وذا باقٍ ثَنَاهُ يَرْحَلُ
كان الزمانُ جَنَى فجاءَ لياسرٍ / ونصولُهُ ممَّا جَنَى تَتَنَصَّلُ
وَأَغرَّ فوقَ جبينِهِ شمْسُ الضُّحَى / تاجٌ بأَفرادِ النجومِ مُكَلَّلُ
متكفلٌ أَعلى المكارِمِ شِيمَةً / ولَرُبَّما يتكلَّفُ المُتَكَفِّلُ
لمُقَبِّلٍ طولَ الزمانِ بساطَهُ / والورد لَيْسَ مَدَى الزَّمانِ يُقَبَّلُ
يَهْفُو ارتياحاً وهو طودٌ ثابتٌ / ويسيلُ جوداً وهو نارٌ تُشْعَلُ
ويزيدُ في ظُلَمِ الخطوبِ ضِياؤُهُ / في الجَمْرِ أَجْدَرُ أَن يفُوحَ المَنْدَلُ
ويشِفُّ عن صَلَفِ الخُشُونَةِ لِينُهُ / والماءُ يُشْرِقُ وَهْوَ عَذْبٌ سَلْسَلُ
وتَرُوعُ حينَ يروقُ بَهْجَةُ وَجْهِهِ / ولقَدْ يروعُ كما يروقُ المُنْصلُ
ويزينُ أَلحاظَ العيونِ رُواؤُهُ / فكأَنما هي من سناهُ تُكْحَلُ
ويصيبُ والرامي تطيشُ سِهامُه / فلكلِّ سهمٍ من عدُوٍّ مَقْتَلُ
ويكادُ ينتقلُ البلادُ وأَهْلُهَا / شوقاً إِليه فكيفَ لا يَتَنَقَّلُ
بحُسامِهِ المشحوذِ يُفْتَحُ كُلُّها / وبَحدِّهِ المفتوحِ منها يُقْفَلُ
زَرَعَتْ به آلُ الزُّرَيْعِ حَدِيقةً / رقَّ النباتُ بها ورقَّ المَنْهَلُ
واسْتَثْبَتَتْهُ لمُلْكِها فكأَنَّه / ثَهْلانُ ذو الهَضباتِ لا يَتَحَلْحَلُ
ووفَا لها منه هِزَبْرٌ خَلْفَه / طُلْسُ الذِّئابِ مع الذَّوابِلِ تَعْسِلُ
كالأَجْدَلِ الغِطْرِيفِ يَحْمِلُ سَرْجَهُ / سامِي التَّليلِ كما اشْرَأَبَّ الأَجْدَلُ
يبدو فإِمَّا إِصْبَعٌ يُومِي بها / لِجَلاَلِهِ أَو ناظِرٌ يَتَأَمَّلُ
أَهلاً بعيدِ النَّحْرِ بلْ أَهلاً بمَنْ / منه بعيدِ النَّحْرِ عيدٌ أَوَّلُ
بُزْلٌ كأَمثالِ الدِّنانِ تجانَسَتْ / مَعَهَا على طَرَبٍ ذباب نُزَّلُ
ومواقِفٌ ضُرِبَتْ على خَطِّ الوَغَى / فجريحُ لَبَّاتٍ بها ومُجَدَّلُ
وتطوُّلٌ طالَ القرائِح فاسْتوَى / في العَجْزِ عنه مُقَصِّرٌ ومُطَوِّلُ
ومِنَ المكارِمِ أَنْ يكونَ مُقَصِّراً / فيهِنَّ باعُ القول عمَّا يَفْعَلُ
رُدُّوا لها أَيامَها الأَوائِلا
رُدُّوا لها أَيامَها الأَوائِلا / وإِن تَقَضَّتْ بالحِمى قلائلا
وبَدِّلُوها من سُرَاهَا راحَةً / ومن حَرُوْرِ وَهْجِها طَلاَئلا
وجنِّبُوها هَضَبَاتِ عالِجٍ / واستقبِلوا سِقْطَ اللِّوَى قبائلا
واستنشِقُوا الريحَ البليلَ عَلَّها / تُخْمِدُ من نارِ الجَوَى بلابلا
فَفَوْقَهَا كُلُّ قتيلِ صَبْوَةٍ / يَهْوِي وهَلْ يَهْوَى القتيلُ القاتلا
يَسْتَخْبِرُ الرِّيحَ رسولاً عنهُمُ / ورُبَّما حَمَّلَها رسائلا
وما الصَّبا رِيحىَ لَوْلاَ أَنَّها / تَجُرُّ في رُبُوعِها الغائلا
هاتِ الشَّمولَ إِنني أَرى بها / من ظَبَيَاتِ عاقِلٍ شَمَائِلا
فَثَمَّ رِيمٌ كلما رِيمٌ أَبَى / إِلا صُدودًا في الهوى مُواصِلا
تحسَبُهُ من مَعْطِفَيْهِ رامِحاً / ومن فُتورِ مُقْلَتَيْهِ نابلا
وطالما قبَّلْتُ منه قمرًا / بدرًا وعانَقُتُ قضيبًا مائلا
أَيامَ كانَتْ لِمَّتِي مُسْوَدَّةً / أَنصِبُ للبيضِ بها حبائلا
لا أَخْتَشِي صَدَّ حبيبٍ واصِلٍ / يومًا ولا أَبْكِي خليطاً راحلا
أَقطِفُ أَثمارَ التَّصابِي غضَّةً / وأَحْتَسِي ماءَ الهوى سلاسلا
فاليومَ أَستَسْقِي غماماً مُقْلِعًا / منهمْ وأَسْتَطْلِعُ بَدْرًا آفِلا
كَأَنَّني ما سُمْتُ إِلا غائباً / قَطُّ ولا استنصرتُ إِلا خاذلا
سقي الغمامُ طللاً بعاقلٍ / راحَ لقلبي بعدَهُنَّ عاقلا
أَو راحَةُ الحافِظِ تَهْمِي إِنها / عَلَّمَتِ الجُودَ الغمامَ الهاطلا
جَلَّى به اللُّه الزمانَ فاغتدَى / يُزْهَى بما نالَ وكان عاطِلا
لو صُوِّرَ الدَّهْرُ لأَضْحَى تاجَهُ / وأَصبَحَتْ كِرامُهُ خلاخلا
يا طالِب العِلْمِ اغْتَرِفْ من زاخرٍ / لا يُدْرِكُ الأَوهامُ منه ما حلا
ويا أَسيرَ الفَقْرِ قِفْ ببابِه / مستنصرًا راحَتَه أَو سائلا
قد أُنشِرَ الفضلُ وكانَ مَيِّتاً / وأُظهرَ المَجْدُ وكانَ خاملا
أَصبح بَيْتُ المال منه مُقْفِراً / وظَلَّ بَيْتُ الشكرِ منه آهلا
فارسُ عِلْمٍ جَرَّدَتْ فِطْنَتُه / على مُجَارِيهِ به مَنَاصِلا
أَلْوى طويلُ السّاعِدَيْن أَروَعٌ / قامَ بأَعباءِ المعالي حاملا
انْظُرْ إِلى البدرِ تَجِدْ من حُسْنِهِ / فيه إِذا أَبْصَرّتَهُ مَخَايِلا
واستَنْشِق الروض تجِدْ من نَشْرِهِ / وبِشْرِهِ الممدوحِ مَعْنًى حاصِلا
فَرَتْ إِليه العِيسُ أَثواب الدُّجَى / رافِلَةً بين الرُّبَى ورافِلا
لا تشتكِي السَّيْرَ على أَنَّ السُّرَى / أَبادَ مَتْنَ ظهرِها والكاهِلا
يا حافِظًا للمستجيرِ حافِظاً / وعالِماً بما لَدَيْهِ عاملا
أَلبست عيدَ الفطرِ منك بهجةً / بعها غدا عيداً لدينا كاملا
واسلَمْ متى غنَّى الحمامُ سَحَراً / وهزَّتِ الرياحُ غُصْنًا ذابلا
صاحَبْتُ في سَفَرِي لك الآمالا
صاحَبْتُ في سَفَرِي لك الآمالا / فأَعدْتَنِي وأَعَدْتَها أَموالا
وهتفتُ باسْمِكَ وهو فأْلٌ صادقٌ / فَوَجَدْتُه في راحَتَيْك نَوالا
ودعَوْتُ منكَ لدفعِ عُسْرِي ياسراً / ولِدَفْعِ غُلَّتِي الحَرورِ بِلالا
وعجِبْتُ للأَسماءِ كيف تصرَّفَتْ / بغرائِبٍ من نَحْوِها أَفعالا
وَأَمَا ووجْهِك إِنَّه الفَلَقُ الذي / منذ اهتديْتُ به أَمِنْتُ ضَلالا
لقد انتقصتُ إِلى شمائِلِكِ التي / عَتُقَتْ وقلت على السَّفين شَمالا
وسَرَيْتُ نحو عُلاك بدرًا كاملا / حتى انثنيتُ من الضُّمورِ هِلالا
فرفعتُ طَرْفِي للسَّماءِ رئاسةً / بلْ أَنت أَسْمَى والنجومِ خِلالا
والشمس إِلا أَنَّ ضَوْءَكَ حاكِمٌ / أَنْ لا يفارِقَ مُجْتَلِيه ظِلالا
والشهْمُ مِثْلِي من يسيرُ مُهَجَّرًا / ومهاجِرًا يَتَقَبَّلُ الأَقْيَالا
اللُّه أَكْبَرُ ما أَدَقَّ معانِياً / وَقَفَتْ عليكَ وما أَجلَّ خِلالا
خُذْ يا بَنَانُ فقد وَجَدْتَ مُساعِفاً / قل يا لسانُ فقد وجدتَ مقالا
واضرِبْ عن الأَمثالِ بعد محاسِنٍ / شاهَدْتُها واضْرِبْ بها الأَمثالا
الليثُ أَغلَبُ والحسامُ مُهنَّدًا / والبدرُ أَزْهرُ والحَيَا هَطَّالا
حُلَلٌ رآكَ المَجْدُ أَظرفَ خاطرٍ / فيها فأَفْرغَها عليك حَلالا
وشمائِلٌ منها الشَّمُولُ لأَنَّهُ / أَضحى يميناً شامِلي وشِمالا
فوقيتَ يا عَيْنَ الكمالِ ونفسَه / عَيْنَ الكمالِ فقَدْ خُلِقْتَ كَمالا
مُلِئَتْ بكَ الدنيا اعتدالاً مثلَهُ / عَدْلاً ولى أَمثالَهُ أَعْدَالا
وأَقَرَّ منك المُلْكَ في أَربابِهِ / مَلِكٌ أَقَرَّ المُلْكَ لمَّا جالا
واستخْدَمَ الثَّقَلَيْنِ طَوْعَ حُسامِه / وهو الذي يتحمَّلُ الأَثقالا
وكأَنما عطف الزمانُ بكفِّه / قوساً وسدَّد من بنيهِ نِبالا
أَرْسَى ولا الجبلَ الأَشَمَّ بحِنْكَةٍ / منك الصدورَ وزَلْزَلَ الأَجبالا
ورمى الحصونَ على الحِصانِ بفارسٍ / إِنْ بارَزَ الأَبطالَ والأَبطالا
ولقد تيقَّنَتِ المعاقِلُ أَنَّها / دارَتْ على المُتَدَبِّرينَ عِقالا
حيثُ الخيولُ تجولُ تحتَ رِماحِها / لتحولَ في أَوعارِها أَوعالا
والباتراتُ تطُولُ بينَ فوارسٍ / خُلِقوا على صِفَةِ الرماحِ طِوالا
تتناذَرُ الأَملاكُ مِيلَ قنيّهم / ولَوِ اسْتَقَامتْ دونَهُمْ أَميالا
فلذا رسائِلُهُمْ إِليكَ لأَنَّهُمْ / خافوا ابتعاثَكَ قَبْلَها الأَرْسالا
يا مُلْتَقَى سُبُلِ الوفودِ ومَنْ له / جُودٌ أَدامَ عليهِمُ الإِسْبالا
لا زالَ يستدعي نوالَكَ كلُّ مَنْ / ما زالَ إِنْ سَمِع النَّوالَ نَوَى لا
حتَّى تَرَى الآباءَ والأَبناءَ وال / إخوانَ والأَعمامَ والأَخوالا
ويقومَ فُلْكُ الداعِيَيْنِ وهَفْوَةٌ / قولي يقومُ فإِنه ما مالا
وترى ضِياءَ النَّيِّرَيْنِ كما تَرى / يجلو الغُدُوَّ ويصْقُلُ الآصالا
بَدْرا سَماءِ المُلْكِ لا البدرُ الذي / لَبِسَتْ أَهِلَّتُهُ الخيولَ نِعالا
ومُهَنَّدُ الإِسلامِ لا تلكَ التي / داستْ صفائِحَها القُيونُ صِقالا
العارِضانِ العارِضانِ من النَّدَى / وَبْلاً يكونُ من النُّدوبِ وبَالا
يا مَنْ إِذا هَزَّ الذوابِلَ طَعْنُهُ / في جِنْحِ ليلٍ يُسْتَعَاد ذُبَالا
واسْتَقْبَلا المُلْكَ السعيدَ بياسِرِ ال / مُلْكِ السعيدِ فأَحْرَزَا الإِقبالا
طابا وطالا والأُصولُ إِذا زكَتْ / أَبْصَرْتَ فيها الفَرْعَ طابَ وطَالا
إِنْ لم يَكُنْ فيها مُنًى فَبِها المُنَى / لَمْ يَمْتنِعْ عن من يَرومُ مَنَالا
آلُ الزُّرَيْعِ ومَنْ لَهُمُ إِلاَّ العُلَى / أَنْ لا يزالَ لهم كذلكَ آلا
يا حافظاً طاولَ السِّماكَ عُلاَ
يا حافظاً طاولَ السِّماكَ عُلاَ / ومَنْ له جوهرُ القريض حَلا
قد زُرْتُ بالأَمس رَوْضَةً أُنُفاً / قد أَلْبَسَتْهَا يدُ الحَيَا حُلَلا
يروق أَوراقُها بنَضْرَتِها / ويعطف النُّورُ نًوْرَها خَجَلا
فقلت إِنَّ الإِمامَ آثَرها / بِصَيِّبٍ من يمينهِ انْهَمَلا
فقالَ صَحْبِي نَزِّهْ جُفونَكَ في / رياضِ حُسْنٍ تكسو الرُّبا حُلَلا
فالنَّشْر والبِشْرُ والظِّلالُ وطِي / بُ المُجْتَنَى من صفاتِه نُقِلا
ولم أَقِسْ منظرَ الرياضِ به / حُسْناً ولكن ضَرَبْتُها مَثَلا
ذاكَ حديثٌ إِن اسْتَرَبْتَ به / فإِنَّ ذا الشِّعْرَ يعرِفُ الحِيلا
وبعد هذا فنحنُ أَربَعَةٌ / أَحييت منا الأَذهانَ والأَملا
فخُذْ لكلٍّ مِنَّا بأَربعةٍ / من بعض جارِيهِ أَو أَقَلَّ ولا
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ
يا جاعِل النِّيلِ صِبْغَ جِلْدَتِهِ / ذا نَسَبٍ باليَدَيْنِ مُفْتَعَلُ
ويا غريقًا بنيِلِ مِصْرَ ولَمْ / يَمَسَّ أَثوابَهُ ولا البَلَلُ
ما أَنت مِمَّنْ يُحِبُّ عائِشَةً / هذا على أَنَّ ظَهْرَكَ الجَمَلُ
لقد تَجرَّأْتَ في مجادلتي / فاثبُتْ لما جَرَّهُ لك الجَدَلُ
نازَعْتَنِي في الذي عَلِمْتَ به / فَاترُكْ حديثَ النساءِ يا رَجُلُ
قُلْتَ أَنا المُشْتَرِي ووَجْهُكَ قد / أَقْسَمَ أَلْفاً بأَنَّهُ زُحَلُ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ
كافورَةٌ في الثَّلْج مدفونَةٌ / يومَ شَمالٍ بُكْرَةٌ في جَبَلْ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ
وأَبغضت فيكِ النَّخْلَ والنَّخلُ يانعٌ / ويُعْجِبُنِي من أَجلِكِ السِّدْرُ والضَّالُ
أُحِبّ لِجَرَّاكِ السماوَةَ والغَضَا / ولو أَنَّ صِنْفَيْهِ وُشاةٌ وعُذَّالُ