المجموع : 21
قَبِلْتُمْ مَا تَقَوَّلَهُ العَذُولُ
قَبِلْتُمْ مَا تَقَوَّلَهُ العَذُولُ / وَرُدَّ بِما تَحَمّلَه الرَّسولُ
وشَقَّ علَيكُمُ شَوْقي إلَيكُمْ / فَحُلْتُمْ والمُتَيَّمُ لا يحولُ
وَما آثَرْتُم الإنصافَ حُكماً / لِقابِلِ ما أَدينُ بِه القَبُولُ
فَدَيْتُكُمُ عَلامَ قَطَعْتُمُوني / وقَلْبِي لِلهَوَى فِيكُم وصولُ
يَجُول بِحَيثُ شاءَ الحُبُّ مِنه / وَما لِقِداحِ سلوَتِه مُجِيلُ
وَلِمْ حَلأتُمُونِي حينَ لاحَتْ / لِوِرْد السَلْسبيلِ بِه السَّبيلُ
قَصَرْتُمْ ظالِمينَ مَدَى حَياتي / فَفِيمَ بَيْنَنا عَتبٌ يَطُولُ
وَأَزْمَعْتُمْ لِطِيَّتكُمْ رَحيلاً / فَيَا هَلْ بينَ أظهُركُم حُلُولُ
وكُنتُ أقُولُ هجْرُكُم تَمَادَى / فَماذا بَعد بيْنكُمُ أقُولُ
مُحال أنْ يُقيم لديَّ قَلبي / وَقَد حَمَلتْ قِبابَكُمُ الحُمولُ
خُذوا بِيَدي فَما بي مِن حراكٍ / وَكَيْفَ وقَد تَحيَّفَني النحولُ
وأَحْيَوها حُشَاشَةَ مُستهامٍ / تَغَلْغَلَ في جوانِحه الغَلِيلُ
إِذَا لَم تَمْنَحُوا المُشتاقَ عَطْفاً / فَمَنْ ذا أَسْتَنيلُ وَأَسْتَقيلُ
لَقَدْ قَعد الضَّنى بِي في هَواكُم / فَقامَ بِهِ عَلَى تَلفي الدّليلُ
تَمكّن من مسامعِهِ العَذول
تَمكّن من مسامعِهِ العَذول / فقالَ وأنتَ تَدري ما يَقُولُ
وَقَدّرَ أنّني أسْلو هَواها / وَهل يَسلو بُثيْنَتَهُ جَميلُ
مَعاذَ اللَّهِ مِنْ تَصْديق وَاشٍ / يُخَبِّرُ كاذِباً أَنِّي مَلُولُ
وكيفَ وأنتُم أملِي وسُؤْلي / وَحَسْبي مِنكُمُ أمَلٌ وَسُولُ
وما مَتَعَ الضُّحَى فَصَبا فُؤادي / لِغَيرِكُمُ ولا جَنَحَ الأصيلُ
تُعاطِيني الهَوى كَفٌّ خَضيبٌ / وَيُلْبِسُني الضَّنَى طرْفٌ كَحيلُ
فمِنْ قَلبٍ تَملَّكَه التصَابي / وَمن جَسَدٍ تَعَشَّقَهُ النحولُ
سَأَضْمَنُ للغليلِ الرِّي منها / فذاتُ الخالِ مَبْسِمُها مُخِيلُ
وإنْ رَقَّقْتُ مِنهُ عَن صَبُوحٍ / فَريقَتُها مُعَتَّقَةٌ شَمولُ
ولِي عَزْمٌ على تَقْبِيل فِيها / سَأُمْضيهِ وإنْ أنِفَ القَبيلُ
وقالَت مَن قَتِيليَ خَبِّروني / فَدَيْتُكِ يا قتولُ أنا القَتيلُ
إِلى مَنْ أشْتَكِي بَثِّي ومَنْ ذا / يُلاطِفُكُم وقَد حُجِبَ الرَّسولُ
وَدونَ قِبابِكُم وَهْيَ الأماني / يُصَوِّلُ مِن جُفونِكُمُ نُصولُ
بِعينِ اللَّهِ ما لَقِيتْهُ عَيْني / غَداةَ تَحَمَّلَتْ تِلكَ الحُمولُ
هَجَرْتم ثمَّ أَزْمَعتم فِراقاً / فليْسَ إلى وِصالِكُمُ وُصولُ
وَلَم يَكُ في حِسابِي أَن تَجوروا / كَما جُرْتُم عَلَيّ وأن تَمِيلو
لَقَدْ هَوِيتم ظُلمي فَمَوْتي / بِكُم حتْمٌ وعَيشِي مُستَحيلُ
كأنَّ كَتائِبَ البَاغينَ حَزْن
كأنَّ كَتائِبَ البَاغينَ حَزْن / وبأسُ المُرتَضى ريح الشَّمالِ
أتَوْا جَهْلاً وَهُم نَقدٌ فأَلْفُوا / أسُوداً أعْدَمَتْهُم في الصّيالِ
فَيا شَرق الفَضاءِ بِهم شُروقاً / ويا لِزَوالِهِم عِنْدَ الزَّوالِ
أمَا وَحَياةِ يَحيَى مَا وَقَتْهُم / مِن المَوْتِ المَواضِي والعَوالِي
نَحا ظُلَمَ الضّلالَة مِنْهُ بَرْقٌ / أحَدَّتْهُ القَبَائِل مِن هلالِ
أمَاجِدُ بينَ أنْسابٍ قِصَارٍ / تَفَاخُرُهم وبَيْن قَناً طوالِ
حُشَاشَةُ مَهجورِكُم لانْفِصال
حُشَاشَةُ مَهجورِكُم لانْفِصال / أما تَتَلافُونَها بِالْوصالِ
قَسَوْتُم عَلَيْهِ وَقَد آنَ أنْ / تُلِينوا قُلُوباً لحرّانَ صَالِ
وَلَمْ تُسعِفُوه وَمِنْ شَأنِكُم / قِلَى ما مَلَكْتُم لِحُبِّ السؤالِ
هُنَيداتِكُم نُهْبَةٌ لِلْعُفاةِ / وَهِنداتُكُم في حِمىً لِلنصالِ
حَمَيْتُم ظِبَاءَكُم بالظِّبَى / وَصُنْتُم عَواِليَكُم بالعَوالِ
عَجِبتُ وَلَستُم بَني وائِلٍ / لِحَرْبِكُمُ لَقِحَت عَنْ حِيالِ
كَأنْ لَمْ أكُن حِدْثَكم بِالقِبابِ / وَلَمْ أَكُ زَوْرَكُمْ في الحلالِ
أُغَازِلُ كُلَّ شُمُوعٍ جَموعٍ / لِوَجْهِ الغَزالَةِ جِيدَ الغَزالِ
وأنْسبُ مِنها بِشَمسٍ زَكَتْ / مَناسِبُ آبَائِها في هِلالِ
فَدَيْتُكُم لَمْ أؤَمِّلْ ظِبَاءً / ولكنَّه عَزَّ طِلْبُ المُحالِ
يُوَهِّن يَأْسِيَ مِنكُم رَجائي / وَتَرْحَمُ حالِيَ فيكُم مآلِي
أَعينُوا فَقَد جِئْتُ مُسْتَحمِلاً / يَضيق بحَملِ الصُّدودِ احتِمالِي
ولا تَعْذِلوا مُسْتَهاماً هَفا / فأدْنَى التَباريحِ أَقصَى الخبالِ
ضُحِيتُ لِبُؤْسِي بحَرِّ السَّموم / وأنتُم نَعِمْتُم بِبَرْدِ الظِّلالِ
على ظَاهِرِي مَشْعَرٌ بالذُّبولِ / وفِي باطِنِي مِسْعرٌ للذُّبَالِ
فَبلُّوا ظَمَئِي ولَوْ بالنَّسيمِ / وأبْقُوا ذَمَئِي ولوْ بالخَيالِ
وَإِنْ خِفْتُمُ الغَدْرَ مِن وامقٍ / فإِني وَفِيٌّ علَى كُلِّ حالِ
ومازِلْتُ أَطُلبُ وَفْقَ الجَمال / بِسَوْقِ القَواريرِ فوْقَ الجِمالِ
دَلالُكُمْ زَانَه حُسنكُمْ / فلا تَجْعَلُوا البُخْلَ شَيْنَ الدّلالِ
أَلَسْتُمْ سرَاةَ بَني عامِر / غُيوثَ النّدى ولُيُوثَ النِّزالِ
ودَأْبُ المُلوكِ إِذا أَدَّبَتْ / بِهِجْرانِها جُودُها بالنَّوالِ
فكَيفَ حَرَمْتُم ضُيوفَ الهَوَى / وَرِفْدُ الأَخِلاءِ أسنَى الخِلالِ
أَلَمْ تُعدكُم عادَةُ المُرْتَضَى / وتَخْتَصُّكُم بِعُمومِ الكَمالِ
فَهَذي رَغَائِبُهُ في اختِصار / تُكَاثِرُ صَوْبَ الحَيا في احتِفالِ
أدَقُّ أخيذَاتِهِ دَارُ مُلكٍ / وَأدنَى عَطِيّتهِ بَيْتُ مَالِ
فَقَوْلُ الأئِمّة قبْلَ الفِعالِ / وأفْعَالُهُ سابِقاتُ المَقالِ
أَسالَ النُّضَارَ مُهِيناً لَهُ / بِإعْزَازِهِ لِلنَّجيعِ المُسالِ
وآلَ عَلى فُرقَةٍ لَمَّها / بِسيرَة فَارُوقِهِ غَيْرَ آلِ
بَنَى العُمرانِ لهُ مَنْزِلاً / عَلَى الشُّهْبِ يلْحَظُها مِن تَعَالِ
ولَمْ يَعْدُه إِرْثُه مِنْ عَدِي / عَنِ المَجدِ يَكْسِبُهُ والمَعَالي
فَشَادَ فَخَاراً لِذاكَ الفَخَار / وَزادَ جَلالاً لِذاكَ الجَلالِ
إمَامٌ بِنَصْرِ الهُدَى قائِمٌ / يُظَاهِرُهُ قَاعِداً بِالضّلالِ
أَطَلَّ عَلَى طَلَلٍ مِنْهُ قَدْ / عَفَاهُ وأبْلاهُ وَبْلُ الوَبَالِ
وَغَيَّره لِلخُطُوبِ اشْتِمَالٌ / مكانَ الصَّبا ومكانَ الشَّمالِ
وَما يُبطِنُ الخَلْفُ غَيرَ اختِلاف / ولا تُظهِرُ الأرْضُ غيرَ اختِلالِ
فَشَيَّدَهُ بِالمَواضِي القِصارِ / وَأيَّدَهُ بِالعوالِ الطِّوالِ
تُوَاسِيهِ مِن قَوْمِهِ بالنفُوسِ / أُساة لِدَاء الشِّقاقِ العُضَالِ
تَواصَوْا بِصَبْرِهم في الجِلادِ / وأَوْدَوْا بِخِصْمِهِم في الجِدالِ
يَرُدُّونَ حتَّى خُطُوبَ الزَّمان / ويُردْونَ حتّى صُرُوفَ الليالِي
أُفِيضَتْ بِيَحْيَى عَلَيْهِ الحَياة / فَشَبَّ عَلى هَرَمٍ واكتِهالِ
خِلالٌ تَحَلَّى بِها عَصْرُهُ / فَحَنَّتْ إلَيْهِ العُصُورُ الْخَوَالِي
لهُ السّابِحَاتُ خُيولٌ وفُلْكٌ / تُدِيخُ البَسِيطَيْنِ ذَاتُ اخْتِيالِ
فَمِنْ مُنْشآتٍ عَدَتْ كَالطُيورِ / ومِن مُقْرَبَات رَدَت كالسَّعَالِي
عَلَيها مِن البُهَمِ المُعْلَمِين / حُماةُ الحَقائِقِ يَوْمَ القِتالِ
تَخوضُ الطَّوامِيَ خَوْضَ المَوَامِي / لِهَصْرِ المعَادِي ونَصْرِ المُوَالِي
فَتَضْرِبُ بالبيضِ ذاتَ اليَمينِ / وَتَطعن بالسُّمرِ ذاتَ الشِّمالِ
هُمُ القَوْمُ قَامُوا بأَمرِ الإمَامِ / وَما نَكَلُو عَن دِفَاعِ النَّكالِ
يَعُدُّهُمْ خُلْقُهُمْ في الأُسودِ / وَإِن عَدَّهُم خَلقُهُم في الرِّجالِ
جِبَالٌ رَوَاسٍ إذَا ما القِرَاع / قَضَى بانتِسافِ رَوَاسِي الجِبالِ
تُعَجِّلُ آجَالَ أعْدَائِهِم / فِسَاحُ خُطَاهُم بِضَنْكِ العِجالِ
إلَيك إِمامَ الهُدى سُقْتُها / لآلِئَ تُعزَى لِجَدْوَاك لآلي
مِنَ الشُّكرِ مُتصِلاً بِالخُلوصِ / مِنَ السِّحرِ مُتَّصِفاً بِالحَلالِ
وأَجْدَى الوَسائِل صَوْغُ الثَّناءِ / عَلَيْهِ اعتِمادِي وَفيهِ اعْتِمَالِي
وإِمْحَاض حُبّ أُلاقِي الإِلَهَ / وَقَلْبِيَ مِن بَرْحِه غيرُ سالِ
وَنَتْ مِنْ دون غَايَتِكَ العُقولُ
وَنَتْ مِنْ دون غَايَتِكَ العُقولُ / وعَيَّ بِفِعْلِ راحَتِكَ المَقولُ
تَزيدُ عَلى الغَوادِي والعَوَادِي / عُلُوا إذْ تصوبُ وَإذ تَصولُ
فَمَا مَتَعَ الضُّحى إلا استَحَلتْ / دَماً وَندىً ولا جَنحَ الأصيلُ
وَلَولا حَمْلُها قَلَماً وسَيْفاً / لمَا شَرُفَ الصّريرُ ولا الصَّليلُ
بفَضْلِ هِباتِها انجَلتِ المُحولُ / وعَن هَبَّاتِها انْقَضَتِ الذُّحولُ
أَمَا الدُّنيا أَمانٌ أَوْ ثَراءٌ / لَهَا مِنْهُ عَلى العَلْيَا دَليلُ
فَمَا تَرِبَتْ بِما تُؤْتي يَمِينٌ / ولا خَافَتْ بِما تَأْتِي سَبيلُ
أَلا بِأَبِي يَدُ الملْك يَحْيَى / عَطَاياها الدِّياتُ إذا تُنيلُ
بُيُوتُ النّاسِ عامِرَةٌ ولكِن / بُيُوتُ المالِ خاوِيةٌ طُلُولُ
حُصونُ لُجينها أنحَتْ علَيهِ / بِما جَعَلَت ودائِلَة تُديلُ
وأكثَرُ ما يُضَارِبُها نُضارُ / عَريضٌ نَفعُهُ أبداً طَويلُ
عَلَى الحَيوانِ أجْمعه مُفاضٌ / حَبَا إفْضَالِها وهوَ الجَزيلُ
وَسَلْ مُسْتَحمِليها ما حَملْتُم / يَقولوا ما تَكِلُّ بهِ الحُمولُ
تؤودُ المُعقلِين بها الأَيادِي / وَيَضْبحُ تَحتَها حتَّى الخُيولُ
لئِنْ وَرَدُوا يُنَشِّطُهم قُدومٌ / لقَد صَدَرُوا يُنَشِّطهم قُفولُ
هِيَ البَركاتُ تسمِيَةً وَمَعْنىً / إذا طَلَعَتْ فَلِلْبُؤْسَى أفُولُ
وَما أَحْيَا النَّدى إلا إمامٌ / قَؤُولٌ كُلَّ صالِحَة فَعولُ
يُجيزُ إِذا يُجيرُ مِن الليالِي / ويُجْزِلُ ما يُنِيلُ إِذا يُقيلُ
كَساهُم ثُمَّ قلّدهم بِعَصْبٍ / وَشيجٍ فَوْقهُ عَضْبٌ صَقيلُ
وأَيْنَ مِن السماح البأسُ يَطمُو / بِيُمْناه كما طَمَتِ السُّيولُ
إِذا الأقتالُ هاجَهُم اغْتِزارٌ / فَقتْلُهُمُ لِصارِمِهِ قَتيلُ
تخَلّقَ جِدُّه ضَرْبَ الهَوَادِي / بِآيَة ما لَهُ حَدّ نَحيلُ
وَلِلأَحْبَارِ عَنهُ إِذا دَعاهُم / لِيبلُوَ صِدْقَ دَعْواهُم نَكولُ
يُنَاظِرُهُم عَلَى الإنظارِ حَوْلا / بِحُجَّتِهِم وَما لهُمُ حويلُ
خِلالٌ لِلْمَلائِكِ مُنْتَهاها / ثَنَاءُ العالَمِينَ بِها خَليلُ
عَن العُمَرَيْنِ أحْرَزَها فَمنْ ذَا / يُفاخِرُهُ وسُؤْدَدُهُ الأَثيلُ
تَفَرَّدَ بِالمَكارِمِ والْمَعالِي / فَما لِقِداحِها مَعَه مُجيلُ
وَلولا أَن تَوَاضَعَ في الترَقِّي / لأعْيَانَا لِسُدَّتِهِ وُصولُ
بِهِ ذلّ العزيزُ وتِلكَ سيما / جَلالَتِه كَما عَزَّ الذليلُ
صَميمُ المَجْدِ أمنَعُ ما يُلاقي / ذِماراً إِذْ يُلِمُّ بِهِ دَخِيلُ
مَساعِيهِ الكِرامُ هُدىً ونورٌ / ومِلْءُ بُرودِهِ جُودٌ وَجولُ
يعِزُّ بِذاتِهِ دَهْرٌ وهَدْيٌ / يُعَزِّزُ ذَا وَذَا رَأيٌ أَصيلُ
إلَى حِلْمٍ تَقَاصَرَ عَنه قَيسٌ / وعلم ضلَّ مدركَه الخَليلُ
ألَمْ تَرَهُ إذا هفَتِ الرَّواسي / يَهونُ على نُهاه ما يَهولُ
وَإِن هَدَرت فَصاحَتُهُ بِحَفْلٍ / أرَمَّتْ لا تُراجِعُهُ الفحولُ
أَجادَ مُؤَيَّداً في كُلِّ علياً / وَجادَ بِما الغَمام بهِ بَخيلُ
وَبَثّ العَدْلَ والعُدوانُ فاشٍ / فَلَيْسَ مِنَ المُلوكِ لَهُ عَديلُ
بَديلٌ في الخلائِق لِلْبَرايا / وَشَأْوُ عُلاهُ ما منْهُ بَديلُ
لم يَخُنْ في الحبِّ تَأويلِي
لم يَخُنْ في الحبِّ تَأويلِي / هذِهِ الحَسناءُ تَأْوِي لِي
أبْصَرَتْ صَبْري علَى كلَفي / بَيْنَ تَنْكِيبٍ وَتَنْكيلِ
وَدَرَتْ أنْ لَيْسَ يَدْرَأُ بِي / طُولُ تَعْذيبٍ وَتَعْذيلِ
فَكَفَتْ وَكفَ الجُفون دَماً / حالَ تَسْبيحٍ وَتَسْبيلِ
وَشَفَتْ مَا شَفَّني فَإذَا / صَعْبُ تَسْهِيدي لِتَسْهِيلِي
مِقَةٌ جادَتْ بِرِقّتِها / بَعْدَ تَخْييب وَتَخْييلِ
لا مُبَالاةٌ بِعاذِلَة / حينَ تُفْضِي لِي بِتَفْضيلِي
لَم يَرُعْنِي غَيْرُ مَطْلَعِها / دونَ تَسْويفٍ وتَسْويلِ
في لِداتٍ يَنْتَمِينَ عَلى / عِفّة في الدّين للدِّيلِ
كَجَوارِي الرَّمْلِ جَارِيَة / كُلُّ تَعطير بِتَعْطيلِ
هُنَّ في شَكوَى الغَرَامِ لِمَا / بي خَلا خِيم الخَلاخِيلِ
أوْجَبَت رَعْيَ الهَوَى فَقَفَتْ / رَأيَ تَخويفي بِتَخْويلِي
وَقَضَتْ مِنْ وَصْلِها عِدَتي / بَيْنَ تَمهيدٍ وَتَسْهيلِ
تِلوَ مَا أنْشَأتُ أَنْشِدُهَا / مَن بِهَا لِي مِنْ بَهاليلِ
أيُّ آيٍ لِلْجَمَالِ غَدَتْ / جُلَّ تَرتيبِي وتَرحيلِي
ما الهَوى فَاحْذَرْ إغارَته / غَيْرُ تَرْحيبٍ وَتَرْحيلِ
أَهْلُهُ لِلبَيْنِ يُتْلِفُهُمْ / بَيْنَ تَأْهيبٍ وتأهيلِ
دَعْ أَساليبَ النَّسيبِ وَخُذْ / في أَساطيرِ الأَساطِيلِ
أخَواتُ الخَيْلِ سَابِحَةً / ذَاتُ تَزْيين وَتَزْييلِ
وَبَنَاتُ الماءِ صَائِلَةً / كالأفَاعِيِّ الأَفاعيلِ
علتِ المِلْحَ الأُجاجَ فَما / شِئْتَ مِنْ تَشْمير وَتَشْمِيلِ
لا تَزَالُ العُجْمُ تَعْجُمُها / طَيَّ تَعْجيزٍ وَتَعْجيلِ
وَتُلاقِي مِنْ بَوارِحِها / بَرْحَ تَطْويحٍ وتَطْويلِ
حَلَّقَتْ مُحْتَلَّةً بِهِمُ / شَرَّ تَحليقٍ وتَحْليلِ
وَسَلتْ بَحْرَ المَجازِ بِما / طَرِبَتْ كالنِّيب للسيلِ
عَزمُها والرّوم بالعُدْوَى / بَيْنَ تَجديدٍ وتَجديلِ
هامَهُم أبْقَتْ وَحَدَّهُمُ / رَهْنَ تَفْليقٍ وتَضْليلِ
لَم تَدَعْ يَوْماً أعادِيَها / دونَ تَعْقِيرٍ وَتَعقيلِ
مُذْ رَمَتْهُم قَدْ رَمَتْ بِهِمُ / وَسْطَ سجِّينٍ بِسِجِيلِ
سَاوَرَتْهُم فَاغْتَدَوْا مَثَلاً / سُؤْرَ تَنْفِيرٍ وَتَنْفيلِ
نَهْضُ عَضِّ البَأْس بَزَّهُمُ / كُلَّ تَمْوِيه وَتَمويلِ
خَابَ ما خَالُوا فَلا بَرِحوا / أَهْل تَخْييبٍ وتَخْييلِ
ما أُولُوا القُرْآن إنْ صَدَقُوا / عَزْمَهُم مِن جِيلِ إنْجِيلِ
بِالجَوارِي المُنْشَآتِ لَهُمْ / جَرْيُ تَبْتِيرٍ وَتَبْتيلِ
صَدَرَتْ عَنْ مَعْشَرٍ نُصِرَتْ / إثْرَ تَقْتيرٍ وتَقتيلِ
فَهُمُ مِنْ عِزَّةٍ وهُدىً / غِبّ تَذْلِيلٍ وتَضْلِيلِ
مَدُّ ظِلِّ الأَمْنِ كَثَّرَهُمْ / بَعْدَ تَقْليصٍ وتَقليلِ
فِي سَبيلِ اللَّهِ مَسْبَحُها / تَحْتَ تَوْكِيدٍ وتَوْكيلِ
خَالَقَت يَحْيى خَليقَتُهُ / حُسْنَ تَأثِير وَتأثِيلِ
وَعَلى تَدْبيرِه اعْتَمَدَتْ / في أبابيلِ الأباطيلِ
أَجَّلَت ما أجّجَت لَهُمُ / أَيَّ تَأْجِيجٍ وَتَأْجِيلِ
وانْثَنَتْ تَثْنِي بِمَا صَنَعَتْ / صِدْقَ تَعْويدٍ وَتَعْويلِ
مَلِكٌ فاتَ المُلوكَ مَدىً / نَحْوَ تَحْميدٍ وَتَحْميلِ
فَرَّطُوا وَامْتَازَ دُونَهُمُ / فَرْطَ تَحْسينٍ وَتَحْصِيلِ
يَدُهُ الطّولَى وَمَسْمَعُهُ / إلْفُ تَأليفٍ وَتَألِيلِ
كَفَتِ التَّنْجِيمَ أسْعُدُهُ / أمْرَ تَعْديدٍ وَتَعْديلِ
أَو مَا الدّنْيَا بدَوْلَتِهِ / مِلْءُ تَأمِينٍ وَتَأمِيلِ
كُمِّنَتْ إِذْ كُمِّلَتْ كَرَماً / رُبَّ تَكْمِينٍ لِتَكْميلِ
مِنْ عَدِيٍّ في ذُؤَابَتِهَا / حَسْبَ تَرْفيعٍ وَتَرْفيلِ
كَلَّفَ العَلْيَا وَكَلَّلَهَا / خَيْرَ تَكْلِيفٍ وَتَكْلِيلِ
فَهْوَ مِنْ عُرْفٍ وَمَعْرِفَةٍ / رَبُّ تَعْليمٍ وَتَعْلِيلِ
جَلَّ عَنْ مَدْحٍ يُجَلِّلُه / تِلْوَ تَنْخيبٍ وَتَنْخِيلِ
أيْنَ مِنْ وَصْفِ القَريضِ لَهُ / وَصْفُ تَنْزِيهٍ وَتَنْزِيلِ
لا يَزَلْ بَدْراً وَبَحْرَ نَدىً / بَيْنَ تَنْوِيرٍ وَتَنْوِيلِ
تَحَلَّتْ بِعَلْياكَ الليالِي العَواطِلُ
تَحَلَّتْ بِعَلْياكَ الليالِي العَواطِلُ / وَدانَتْ لِسُقياكَ السّحابُ الهَواطِلُ
وَما زِينَةُ الأزْمانِ إلا مَنَاقِبٌ / يُفَرِّعُها أَصْلانِ بَأسٌ وَنائِلُ
إِذا الصَّوْلُ وَالطَّوْلُ اسْتَقَرّا بِرَاحَةٍ / تَرَقَّتْ لَها نَحْوَ النُّجُومِ أنامِلُ
وَمَنْ دَانَ هَذا الدّينَ حَقّاً بِنَصْرِه / فَلَيْسَ له مِنْ أهْلِ دُنْيَاهُ خاذِلُ
لَكَ الخَيْرُ هَذِي العُجْمُ وَالعُرْبُ تَغْتَدِي / بِهَا مُنْشَآتٌ أو تَرُوحُ رَوَاحِلُ
تَمَلَّكَها رغْبٌ وَرعْبٌ مُخَامِرٌ / فَرُسْلٌ عَلى حُكْمِ المُنى وَرَسائِلُ
وَرَدَّ عَلَى رَغْمِ الأنُوفِ وُجوهَهَا / إِلَيكَ أَساطيلٌ سَطَتْ وَجَحافِلُ
أمَا ومَغازيك التِي دُونَ مَحْوِها / وقَائِعُ خَطَّتْها القنَا والقَنَابِلُ
لقَد زُرْتَ أرض الشّركِ وهيَ مَعالِم / فَقَوَّض عَنْها الجَيْشُ وهيَ مَحَامِلُ
كَفَيْتَ الهُدى مَحْذُورَهُ وَكَفلْتَه / فَلا ريع كافٍ منْكَ يَرعَاهُ كافِلُ
وَمهَّدتَ أكْنَافَ البَسيطَةِ باسِطاً / ظِلالَ أمَانٍ لَيسَ مِنْهُنَّ زَائِلُ
فَلا خَائِفٌ إِلا بِمَثْوَاك آمِنٌ / وَلا آيِس إلا لجَدْواكَ آمِلُ
هَنِيئاً لكَ التَّمْكينُ دَهْرك حَافِدٌ / يُجيبُ إذا تَدْعُو ودرّك حافِلُ
فَعِلمٌ كَمَا عبَّتْ بِحَارٌ زَواخِرٌ / وحِلمٌ كَما قَرَّت جبَالٌ مَوَاثِلُ
إلَى غَضِّ آدابٍ لَو الرَّوضُ نالَها / لَكانَ مُحالاً أنْ يُرَى وهْوَ ماحِلُ
إِذا عَرَضَتْ قُلتُ السّطُور أزاهِرٌ / تَرِفُّ نَعِيماً وَالطروسُ خَمَائِلُ
أبَى بِلُبَابِ السّحرِ إِلا تَلَفُّظَاً / كَمالُك يُنَبِي أنَّ تُونسَ بَابِلُ
وللَّهِ تِبيانٌ سَحَبْتَ ذُيولَه / فأَوَّلُ مَنْ أزْرَى بِسُحْبَانَ وائِلُ
كَما بَادَرتْ وَأداً بنِيَّاتِ قُسِّهَا / إيَادٌ وَهُنَّ الآنِسَاتُ العَقَائِلُ
يَراعٌ وَأَسْيَافٌ تصرفُ طاعَةً / لأمرك كُلٌّ قاصِدُ الحُكْمِ فَاصِلُ
وَما النَّيِّرُ الوَهَّاجُ غيْرُكَ غُرةً / بآيَة ما تَنجَابُ عَنْهَا الظَّلائِلُ
لأوَارِهَا تُبدِي ذُكاءُ تَضاؤُلا / وَلا نُورَ إلا دُونَها مُتَضَائِلُ
كَمالاتُ يَحيى المرتضَى نقْصُ من مضَى / فكَيفَ ادَّعَت فَضلَ الذَّواتِ الأوائِلُ
تَحَصَّل هَذا إذْ تَأصَّلَ لِلنُهَى / وَهَلْ يُبتَغَى بالبَحثِ ما هُوَ حاصِلُ
إمَامُ هُدىً أعداؤُهُ لِسُمُوِّه / عَلَيهَا أمَانٌ والحُتُوفُ غَوَائِلُ
فرفْعٌ ونصْبٌ في الجُذوعِ بما جنَتْ / وجرّ تُوالِيه إليْهَا السَّلاسلُ
وتَقَنَأ طَعْناً في نُحُورهمُ القَنَا / وفي هَامِهم ضرْباً تَصِلُّ المنَاصِل
وَليداً وكَهْلاً أحْرَزَ المَجْدَ وَالْعُلى / لَهُ مِنْهُما إِرْثاً سَنَامٌ وكَاهِلُ
وَما فَارَقَتْ في السِّلم والحَرْب ما انْتَحَى / مَقَاصِدُ فاروقِيَّةٌ وشَمَائِلُ
حَمَى وحَبَا فالسيِّدُ الجَعْدُ بَاخِعٌ / لِسُلطانِهِ والصّيِّبُ والجُودُ بَاخِلُ
ومَنْ لِنُفَيلٍ مِنْ عَدِيٍّ نِجَارُهُ / فَمِنْ رَاحَتَيْه تَسْتَهِلُّ النَّوَافِلُ
عَلَيهِ صَلاةُ اللّهِ مَا مَتَعَ الضُّحَى / وَما جَنَحَتْ تُصْبِي صَبَاهَا الأصائِلُ
أمَا نَجلَ الخَطَّابُ مِنْه مُظَاهِراً / أبَا حَفْصِهِ للّهِ نَجْلٌ ونَاجِلُ
قَرِيعُ بَنِي فَهْرٍ يُقَارِعُ دُونَها / أعَادِيها والباسِلُ الذِّمْرُ نَاكِلُ
لُؤَيُّ قُرَيْشٍ عَاقِدٌ لِلِوائِهَا / ويَحْيَى لَهُ دُونَ الأَئِمَّةِ حَامِلُ
لَقَدْ مَنَحَ اللّهُ القَبُولَ بِنَيْلِهِ / لذلِكَ مَا التَفَّتْ عَلَيْهِ القَبَائِلُ
تَهَادَتْ بِهَاديها الخِلافَةُ نَخْوَةً / لأن حَل منْهُ ذَرَاها حُلاحِلُ
هُو البَحْر مَعْروفاً وَمَعْرِفَةً فَهَلْ / يَخيبُ عَلى العِرْفانِ والعُرْفُ سابِلُ
تَصونُ بُيوتُ المالِ عندَ سِواه ما / حَوَتْ وبجَدواه تُذالُ الوَذائِلُ
علَى وَسْمِهِ أمْضَيْتُ فَأْلِيَ وَاسمُه / فَلا ونَدَاه الغَمْر ما الفَأْلُ فائِلُ
جَزَى اللّهُ ذَاكَ الفَضْلَ أفْضَلَ مَا جَزى / فَعَنْ طوْلِهِ المَذْكُورِ تُنْسَى الطَّوَائِلُ
ولا زالَ في الأعْلَى سَلامَةَ مَنْطِقٍ / يَرى مَا رأَى في نُطْقِهِ الراءَ واصِلُ
تَغَمَّدْتَ صَفْحاً عَثْرَتِي وإقَالَةً / فَمَا أنَا في تِلْكَ الإقَالَةِ قَائِلُ
وَأَوْرَثَتْنِي إثْرَ الخُمُولِ نَبَاهَةً / وَمَا يَسْتَوِي قَدْرَاً نَبِيهٌ وخَامِلُ
حُلَى ذِي اتِّئَادٍ وازْدِيادٍ مِن العُلَى / تُفَضِّلُهُ في العَالمِينَ الفَوَاضِلُ
مَتَى آدَ ثِقْلُ الدَّيْنِ عاتِقَ مَعْشَرٍ / فَغَيْرُك عَنْ إِعْتَاقِهِ مُتَثَاقِلُ
وَأَيّ امْرِئ شَفّ الصّدى وَوَبَالُه / فَلَمْ يَشْفِهِ مِنْ جَودِ جُودِك وَابِلُ
أَلا لِيَمُتْ غَيْظاً بِما شِمتَ شامِتٌ / فَنَوْلُكَ نَامٍ وَاشْتِمَالُكَ شَامِلُ
ضَنّ السَّمَاحُ عَلَيْه بِالتَّرحالِ
ضَنّ السَّمَاحُ عَلَيْه بِالتَّرحالِ / وأفَادَهُ الإحْسَانُ حُسْنَ الحَالِ
فَبَنَى عَزَائِمَهُ على تَقْويضِها / وَثَنَى رَكَائِبَهُ عن الإرقَالِ
يُمْنُ الخِلافَةِ بُورِكَتْ وَيَمِينُها / جَادا عَلَيْها بِالْجَدا الهَطَّالِ
وَلَقَدْ شَفَى إِقْبَالُهَا مَا شَفَّه / فَاعْتَاضَ مِنْ شَكْواه بِالإبْلالِ
لَمْ يَخْلُ مِنْها عَادَةً عَدَوِيَّةً / كَرُمَتْ عَن الإخْلافِ والإخْلالِ
وَأَبَى المعالي أنَّ ما بَذَلَتْ لهُ / عَطَفَاتُها لِمَكَارِم وَمَعَالِ
لَوْلا النَّدى والحلْمُ نَادَتْهُ النَّوى / فَأجَابَها بِتَحمُّلٍ ورِحَالِ
أيُقيمُ لَيْسَ يَريمُ بَيْنَ إضَافَةٍ / عَالَتْ فَريضَتُها وَبَيْنَ عِيَالِ
هَلْ شَرْبَةٌ مِنْ أَبْحُرِ الجَدْوَى سِوَى / ثَمَدٍ يَفِيضُ لِرَأسِ كُلِّ هِلالِ
مَنْ ذا يُوَافيهِ الخُمُولُ فَلا يَفِي / وَسَطَ الفَلا بِتَقَحُّمِ الأَهوالِ
رِحَلاً طِوَالاً رَامَ إذْ لَم يَحْتَقِبْ / إلا أذَى حِقَبٍ عَلَيْهِ طِوالِ
قَصَرَتْ مَداهَا لِلخَليفَةِ رَحْمَةٌ / مُنْثَالَةٌ بِنَوالِهِ المُنْثَالِ
واللّهُ يَشْكُرُ مَا أتَى مِنْ صَالِحٍ / لَوْلاهُ وَالى حَاصِدُ الآمالِ
حَسْبُ الأَماني أنَّ يَحْيَى المُرْتَضَى / يُجْرِي عَلى الإسْعافِ كُلَّ سُؤالِ
مَلِكٌ يَرَى دِيناً ودُنْيا أنْ تَرَى / أدْنَى مَوَاهِبه بُيُوتُ الْمَالِ
وكَذَا إذَا الهَيْجَاءُ صُفَّتْ أُسْدُها / فَصَرِيعُهَا مِنْهَا أبُو الأَشْبَالِ
لا يَرْتَضي إلا الفُتُوحَ جَلِيلَةً / بِحُلِيِّ عِزٍّ أقْعَسٍ وَجَلالِ
مَلَكِيَّةٌ أخْلاقُهُ فَكَأنهُ / مَا صِيغَ في الأمْلاكِ مِنْ صَلْصالِ
مَولايَ لِي فِي الشكرِ مُعْتَمَدٌ فَهَلْ / يَمْضِي لِمَا أَرْجُو مِن اسْتِعْمَالِ
إنْ لَم تُفِدنِي ضَيْعَة أوْ صَنْعَة / فَضَياعُ أحْوالِي من الأحْوالِ
بُشْرَاكَ نَصْرُ الله مُقْتَبلُ
بُشْرَاكَ نَصْرُ الله مُقْتَبلُ / وَبراحَتَيْكَ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ
ولَكَ السَّعَادَةُ جَيْشُهَا لَجِبٌ / كالسَّيْلِ ضَاقَ بِمَدِّهِ السُّبُلُ
ضَمِنَ الفُتوحَ وسَاعَدَتْهُ عَلَى / إيصَالِهَا البُكُرَاتُ والأُصُلُ
تَرِدُ الرَّسَائِلُ كُلَّ آوِنَةٍ / قَدْ فَصَّلَتْ مَا تَحْمِلُ الرُّسُلُ
والْعَضْبُ لم يَعْلَقْ بِهِ عَلَقٌ / حَيْثُ العَوامِلُ ما لَهَا عَمَلُ
هَذِي المَمالِكُ وَالمُلُوكُ مَعاً / لَكَ قاعِداً وَمُجَاهِداً نَفَلُ
رَفِّهْ جنُودَكَ أوْ بُنُودَكَ عَنْ / غَزْوِ العُدَاةِ لأُمِّهَا الهَبَلُ
فَرِقابُهُمْ مِنْ ذِلَّةٍ خُضُعٌ / وَصِعَابُهُمْ مِنْ خِيفَةٍ ذُلُلُ
اللَّهُ حَسْبُكَ فِي احْتِسَابِكَ لا / بِيضٌ تَسيلُ دَماً ولا أُسُلُ
لَم تَشْكُ للرُّحُلِ الطِّوَالِ أذىً / حتَّى شَكَتْكَ الخَيْلُ وَالإبِلُ
وَلَئِنْ عَلَتْكَ من الضَّنَى سِمَةٌ / فَالمَشْرَفِيُّ يَزِينُهُ الفَلَلُ
بِشِفَائِكَ المَيْمُونِ مَطْلَعُهُ / نَكَصَتْ عَلى أعْقَابِهَا العِلَلُ
وَانْهَلَّتِ الأنْوَاءُ مِن طَرَبٍ / فَتَسَاوَقَ الإبْلالُ وَالْبَلَلُ
بَعْضَ اقْتِحامِكَ هَوْلها قُحَماً / بالْخَافِقَيْنِ لِصَدْمِهَا وَهَلُ
كُلٌّ علَى التَّوْكِيدِ قَوْلَتُهُ / مَقْصورَةٌ مَا أعْوَزَ الْبَدَلُ
يا صارِمَ الإيمانِ لا حَجَبَتْ / حَدَّيْكَ عَنْ أبْصَارِنا الخِلَلُ
الأَزْرُ مَشْدُودٌ فَلا وَهَنٌ / وَالثَّغْرُ مَسْدُودٌ فَلا خَلَلُ
هِيَ دَوْلَةٌ عُمَرِيَّةٌ سِيَراً / خَضَعَتْ لِعِزّةِ أمْرِهَا الدُّوَلُ
يَحْيَى بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْن أبِي / حَفْصٍ لَها دُونَ الوَرَى أَملُ
ما قَرَّ في سُلْطَانِهِ جَعَلَتْ / حَالُ العِدَى بِظُبَاه تَنْتَقِلُ
أبَداً يُفَرِّغُ للْهُدَى نَظَراً / لأُلي الضَّلالِ بِحُكْمِهِ شُغُلُ
مَلِكٌ أَبَى الخُيَلاءَ مِنْ كَرَمٍ / وَتُقىً وَأمْلاكُ الدُّنَى خَوَلُ
وَتُقَبِّلُ الأَفْوَاهُ أخْمَصَهُ / خَدَماً لَهُ سَدِكَتْ بهِ القُبَلُ
شَمْسُ النَّهَارِ لِوَجْهِهِ قَبَسٌ / مِثْلُ البِحَارِ لِكَفِّهِ وَشَلُ
مَنْ حَثَّتِ التَّقْوَى لِطَاعَتِهِ / لَم يَعْقُبِ اسْتِعْجَالَهُ زَلَلُ
حَوْلُ الإلَهِ يَحُفُّ حَضْرَتَهُ / ما إِنْ لَهُ عَن ظِلِّهَا حِوَلُ
صِيتٌ بَعِيدٌ وَهْوَ مُقْتَربٌ / فَكَأنَّهُ في سَيْرِهِ مَثَلُ
رَاقَ الرِّيَاحَ بِذِكْرِهِ فَإِذا / نَشَرَتْ مَحَاسِنَهُ انْطَوَى الغَزَلُ
وَتَوَلَّتِ الدّنْيَا لأوْبَتِهِ / والدّينُ ما والاهُمَا الجَذَلُ
بأَبِي ارْتِياحُ العَالَمِينَ لَها / ولِرَاحَةٍ أوْدَت بِها الغُيُلُ
وَصَفُوا الغُصونَ تَميلُ ناعِمَةً / للرّيحِ ناسِمَة وَتَعْتَدِلُ
وَصَفُوا ضَمَائِر عَنْ مقاوِلَ في / تَخْليدِهِ تَدْعو وَتَبْتَهِلُ
نُعْمَى جَلَتْ مِنْ حُسْنِها بِدَعاً / نَعِمَتْ بِهَا الأَسْمَاعُ وَالمُقَلُ
ولَوِ اسْتَطَاعَتْ مِنْ صَبَابَتِهَا / سَارَتْ إليه بِأسْرهَا الحِلَلُ
سَاوى الجِهَادُ الحَيّ فيه هَوىً / مِنْ عُرْفِهِ أنْ يُنْكَرَ العَذَلُ
يا حادِيَ الخُلَفَاءِ مَعْذِرَةً / إنَّ الأَيادِيَ مَا بهَا قِبَلُ
وَعَسَى قَبُولُكَ أنْ تَجُودَ بِه / حَلْياً لِحَالٍ شَانَهَا العَطَلُ
أمَلِي إلى عَلْيَاكَ مُنْقَطِعٌ / وَتَوَسُّلي لِرِضَاكَ مُتَّصِلُ
أَكِلُ اخْتِيَاريَ لاخْتِيَارِكَ لي / وَعَلى وَليِّ العَهْدِ أتَّكِلُ
حَسْبِي الأمِيرُ مُحَمَّد سَنَداً / بِجَلالِهِ يُسْتَدْفَعُ الجَلَلُ
بَدْرٌ سَنىً بَحْرٌ نَدىً غَدَقاً / رَوْضُ العُلَى خَضِرٌ بهِ خَضِلُ
تَمْحُو لُهَاهُ الأزْلَ هامِلَةً / لا زَالَ مَرْعِيّاً بِهِ الهَتَلُ
طَلَّتْ نَجِيعِيَ أطْلاءٌ وأَطْلالُ
طَلَّتْ نَجِيعِيَ أطْلاءٌ وأَطْلالُ / بِحَيْثُ يُعْقَدُ إحْرَامٌ وَإِحْلالُ
مَنازِلٌ كَانَت الأقْمارُ تَنْزلُها / بِالخِيفِ خَفَّتْ بِهِمْ نُوقٌ وَأَجْمالُ
جَرَّ البِلَى فَوْقَهُ أذْيَالَهُ وَجَرَى / لِشُهْبِهِ بالأُفُولِ الرّاهنِ الفَالُ
وَكَمْ عَزَيْتُ حَدِيثَ الآنِساتِ بِها / ولِي إلى الأُنْسِ إغْذَاذٌ وَإرْقالُ
أَيَّامَ لا كَدَرٌ في الصّفْوِ مُعْتَرِضٌ / ولا لإِلْفٍ عَلى الإعْرَاضِ إِقْبَالُ
يَا لَلْعَلاقَةِ نِيطَتْ بِي عَلَيَّ فَما / يُغادِرُ كَسْفَ البَالِ بِلْبَالُ
وللْعَوَاذِل عَنَّاني تَصَنُّعُهَا / كَما تُعَنِّي الخُصُورَ الهِيفَ أكْفالُ
هَيْهات أُعْذَلُ في بَيْتِ الهَوَى نَسَبي / فَفيمَ يَكْثُرُ لُوَّامٌ وعُذَّالُ
وكيفَ يُوجِدُنِي السّلْوانُ مَعْذِرَة / وعُذْرَةٌ لِيَ أعْمَامٌ وأَخْوَالُ
كَأنَّ قَلْبِي فَرَاشٌ في تَقَحُّمِهِ / نَاراً لَهَا بِأَكُفِّ الغِيدِ إشْعَالُ
أمَّا قَتُولُ التي أهْوى تَدَانِيَهَا / فَدُونَها منْ سرَاةِ الحَيِّ أَقْتَالُ
أُدِيرُ طَرْفِي إلى دَرَاتِها كَلِفاً / ومِلْءُ قَلْبِيَ آمَالٌ وآجَالُ
هي الثُّرَيَّا وَعيوقٌ يَحُفُّ بِها / غَيْرَانَ يَكْفُلُ مِنْها الظَّبْيَ رِئْبَالُ
غزَالةٌ كُلَّما أَغْزَتْ لَوَاحِظَهَا / آبَتْ وأفْئِدَةُ العُشَّاقِ أنْفَالُ
ظَلَّتْ تُقَلِّصُ عُمْري وَهْيَ في حُجُبٍ / تَضْفُو عَلَيْهَا لِسُمْرِ الخَطِّ أظْلالُ
تَعَجَّبَتْ منْ حَيَاتي إذْ رَأَتْ دَنَفي / وَفِي يَدَيْهَا شِفَاءٌ لي وإبْلالُ
مَعسولَةُ الرّيق لم أنْكِر وقد وُصِفَتْ / أنْ قيلَ في قَدِّهَا الميَّالِ عَسَّالُ
كَأنَّ أسْنَى اللآلي في تَرَائِبِهَا / مِمّا تَلأَلأَ حُسْناً وَهْيَ مِعْطَالُ
يُقِلُّ مِنها قَضِيبَ البَانِ مُعْتَدِلاً / دِعْصٌ من الرِّدْفِ مِنْهار ومِنهَالُ
مَكَثْتُ فِيهَا عَلى عَهْدِي وَما مَكَثَتْ / لِلْحُبِّ حَالٌ وَلِلْمَحْبُوبِ أَحْوالُ
والسَّيْفُ والرُّمْحُ لا أرْجُو دفاعَهُمَا / إذا تَمَرَّسَ بي قلْبٌ وخلْخَالُ
لَولا اتِّصالي بِسُلْطَانِ الأميرِ لَقَدْ / لاقَتْ بِهَا القدّ آرابٌ وَأَوْصَالُ
مَلْكٌ تَمَهَّدَتِ الدّنْيَا بِدَوْلَتِه / وَقَد تَحَيَّفَهَا للْحَيْفِ زِلْزَالُ
وَأَلْبَسَتْها السَّنى الوَضَّاحَ غُرَّتُهُ / فأصْبَحَت في بُرودِ الحُسنِ تَختالُ
عَلَى حَفَائِظِهِ حِفْظُ الوُجودِ وَإِنْ / آدَتْهُ للْحَرْبِ أوْزَارٌ وأثْقَالُ
مُؤَيَّدٌ كُلَّما حَلَّتْ كَتَائِبُه / بِسَاحَةٍ آذَنَ الأعْمَارَ تَرْحالُ
سَرَتْ سَرَايَاه في أرْضِ العِدَى فَغَدا / لِلْحُزْنِ فِيهِنَّ إحْزَانٌ وإسْهَالُ
آراؤُهُ كالسَّنَى مَرْآه نَيِّرَةٌ / أَضْحَتْ مَفاتِيحَ والآفَاقُ أقْفَالُ
مَهْما أطَلَّتْ عَلى التَّجْسيمِ رَايَتُهُ / فَلِلْفُتُوحِ عَلى التَّوحيدِ إِطْلالُ
هَدى إِلى السَّمْحَةِ البَيْضاءِ في زَمَنٍ / أبْنَاؤُهُ في الخُطُوبِ السُّودِ ضُلالُ
فَقَدْ شَفَى الدينَ والدّنيا مُهَنَّدُهُ / كَما شَفَى مِن صَدَى الإمْحالِ هَطَّالُ
وَقَدْ أَذَلَّتْ مُلوكَ الأَرْضِ عِزّتُهُ / وقَوَّمَتْهُمْ قَناهُ عِنْدَمَا مالُوا
أَينَ الجَبَابِرَةُ اسْتَوْلَوْا إلَى أَمَدٍ / فَاسْتَأصَلَتْهُمْ عَوالِيهِ بِما صَالُوا
آلَتْ قِوَاءً مَغانِي آلِ غانِيَةٍ / بِهِ وغَالَتْهُمُ لِلدَّهْرِ أَغْوالُ
وَصُدَّتْ الصِّيدُ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبٍ / بِسَطْوِ سُلْطَانِهِ فَالكُلُّ أَجْفالُ
وَتِلْكَ عَادَتُه دامَتْ سَعَادَتُهُ / يَغْشَى بِها سَوْرَةَ الأَبْطَالِ إبْطَالُ
عَادُوا عَبَادِيدَ عِبْدَاناً لِشِدَّتِهِ / وَهُمْ إِذا تُحْسَنُ الأَحْسابُ أقْيالُ
أَعْجِبْ بِهِمْ طُلَّقاً لَكِنْ تمسِّكُهُمْ / مِنَ الْمَهَابَةِ أَقْيَادٌ وَأَغْلالُ
جَلَّتْ جَرَائِمُهُمْ عَمَّنْ تَغَمَّدَهَا / جَلالُ مَلْكٍ لهُ في البرِّ إِيغالُ
فيهِ أنَاةٌ وإِمْهالٌ بِهِ شَرُفا / وَلَيْسَ مِنْهُ مَعَ الإمْهالِ إِهْمالُ
يَعْفُو وَيَصْفَحُ في ذاتِ الإلهِ كَما / يَسْخُو ويَسْمَحُ والمِفضالُ مِفْصَالُ
أمَّا أَبو زَكَرِياءَ الإمامُ عَلى / وَفْقِ المَعالي فَقَوّالٌ وَفَعَّالُ
لِلْبَأسِ والجُودِ في يُمْناه حُكْمُهُما / ضَرْبٌ وَطَعْنٌ وإِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ
كأنَّمَا سُمْرُهُ والصَّولُ يُرْسِلُهَا / عَلى العِدَى بِرَحىً لِلمَوْتِ أَصْلالُ
مَا صَابَ لِلْمَلْك مُذْ قَامَتْ صَوائِبُهُ / سَهمٌ ولا صَامَ خَطِّيٌّ وقُصَّالُ
نامَ الأَنَامُ عَلى فَرْشِ الأَمَان بِما / أَغْرَاهُ بالسُّهْدِ تَجْوَابٌ وتَجْوَالُ
لابُدَّ للضِّدِّ مِنْ ضِدٍّ يُمَيِّزُهُ / وَهَلْ يَقِرُّ مَعَ الإِيضَاحِ إِشْكَالُ
وَرَوْضَةُ الحَزْن لَمْ يَبْهَجْ تَضَاحُكُها / حَتَّى سَجَا لِغَوادِي المُزْنِ إعْوَالُ
مُبَارَكٌ لَم يَزَلْ يَتْلُو أَباهُ أبَا / مُحَمَّدِ بنِ أبي حَفْصٍ ولَمْ يَالُ
عَمَّ البَريَّةَ مِنْ أسْرَارِ سِيرَتِه / لِنِعْمَة اللّهِ إتْمَامٌ وإِكْمَالُ
كَانَ الزّمَانُ بَهيماً قَبله فبَدَا / عليهِ لِلحُسْنِ أوْضاحٌ وأَحْجالُ
كُلُّ الفُصولِ رَبِيعٌ في إِيالَتِهِ / والأرْضُ رَبْعٌ لِمَا يُولِيهِ مِحْلالُ
ساوَتْ أَعاصِرُهُ طِيباً عَنَاصِرُهُ / فالدَّهْرُ أَجْمَعُ أَسْحارٌ وآصالُ
يا ربَّ أضْحَى وفِطْرٍ للوُجودِ بهِ / يَحُجُّ ذو حِجَّةٍ فيهِ وشَوَّالُ
رَحْبُ الخُطَى في المَجَالِ الضَّنْكِ مُتَّئِدٌ / والهَامُ تُقْطَفُ والآجَالُ تُغْتَالُ
أَنْبَاؤُهُ في العُلى والمَجْدِ سائِرَةٌ / كأَنَّهَا لانْعِدامِ المِثْلِ أمثَالُ
تَفَجَّرَ العِلْم مِنْ عَلْيا شَمائِلِهِ / كَما يَسُحُّ بِوَسْطِ الرّوْضِ سِلْسالُ
وانْهَلَّ سَيْبُ العَطايا مِن أَنامِلِهِ / كَما ألجَّ مِنَ الأَمْطَارِ أَسْيَالُ
كأنَّ آلاءهُ آلَتْ فَما حَنِثَتْ / أنْ يُمْتَطَى نَحْوَهُ الدَّأْمَاءُ والآلُ
فكُلّ يومٍ يَؤُمُّ الوَفْدُ حَضْرَتَه / تَرمِي إلَيهَا بِهِم فُلْكٌ وأَجْمالُ
دَلَّتْ عَلَيْهِ المُنَى آثارُ أنْعُمِه / كمّاً تَدُلُّ عَلَى المُسْتَقْبَلِ الحالُ
أَسْمَى لآبائِهِ في المَكْرُمَاتِ بُنىً / طالَتْ ذُؤابَتُها عزّاً كَما طالُوا
فَهُمْ بِأُفْقِ المَعالي أَو بِغَايَتِهَا / أَهِلَّةٌ بَهَرَتْ نُوراً وَأَشْبالُ
مِنْ كُلِّ مُعْتَمَدٍ في المَجْدِ مُتَّحِدٍ / تَسْمُو بِهِ لِلسَّماءِ الذاتُ والآلُ
يَفُتُّ في عَضُدِ البَأساءِ مِنْهُ فَتىً / عَلَيهِ للكَرَمِ الوضَّاحِ سِرْبالُ
يَلْتاحُ بَدْراً أبو يَحْيَى الأمِيرُ وَهُمْ / إزَاءهُ كالنّجومِ الزُّهْرِ أمْثالُ
قَد رُتِّبُوا في نِظَامِ المُلْكِ أرْبَعَةً / كَما يُرَتَّبُ نَظْمَ العقْدِ لأالُ
أَنالَهُمْ رُتَبَ العَلْيا وَخَوَّلَهُمْ / مَلْكٌ لِمَا أعْجَزَ الأَمْلاكَ نَيَّالُ
مَوْلايَ أَنْتَ مَآلُ العالَمينَ وفِي / تَقْبِيلِ كِلْتا يَدَيْكَ الجَاهُ وَالمالُ
خُذْها بِذِكْرِكَ فيها مِدْحَةً عَذُبُتْ / كَما تُدارُ خِلالَ الرّوْضِ جِرْيَالُ
لا شُغْلَ لِلعَبْدِ إلا شُكْرُ سَيِّدِهِ / وَإِنْ عدَتْهُ مِنَ الأَيَّامِ أَشْغَالُ
لَوْلا جِبِلَّتُكَ العُلْيَا عَشيرَتُهَا / لَكانَ لِلشِّعرِ إِكْدَاءٌ وإِجْبَالُ
بكَ اسْتَقَلَّ قَريضِي بَعْدَ كَبْوَتِه / وكُبَّ لِلْفَم والكَفَّيْنِ إقْلالُ
وآبَ ماضِي شَبابي وانْثَنَتْ جِدَتي / وَثَابَ يَنْعُمُ في نَعْمَائِك البالُ
وَظِلَّكَ الوارِفَ اسْتَغْشَيْتُهُ وإلى / ذرَى طَفيلٍ أَوَى مِنْكَ الأُطَيْفالُ
حَتَّى المَدَائِحُ مِنْ جَدْواكَ لي هِبَةٌ / مِنِّي كِتابٌ ومن عَلْيَاكَ إِمْلالُ
فِضْ أيُّهَا البَحْرُ مَعْرُوفاً ومَعْرِفَةً / تَعْلَم وَتَرْوِ صَدى هِيمٍ وجُهَّالُ
أَيَا بُشْرَايَ قَدْ وَضَحَ القَبولُ
أَيَا بُشْرَايَ قَدْ وَضَحَ القَبولُ / وَصَحَّ مِنَ الرِّضَى أمَلٌ وسُولُ
وَشَفَّعَ نَجْلَهُ الأزكَى إمَامٌ / لِمَنْ صُرِمَتْ وسائِلُهُ وَصُولُ
فَمَا لِسِوَاهُمَا للصَّفْحِ عَنِّي / يَدٌ عُلْيا ولا مَنٌّ جَزِيلُ
أقَالَنِيَ الخَلِيفَةُ مِنْ عِثَارِي / فَمَاذَا في إِقَالَتِهِ أقُولُ
وَقَدْ قَبُحَتْ مُمَالأَةُ الليَالي / عَلَيَّ وَرَأْيُهُ الْحَسَنُ الجَمِيلُ
أَنَا العَبْدُ الشَّكُورُ لِمَا حَبَتْنِي / بِهِ عَلْيَاهُ والمَجْدُ الأَثيلُ
وإِخْلاصِي بهِ المَوْلى عَليمٌ / وإنْ لَمْ يَأتِ إِجْرَامي جَهُولُ
أَذوبُ إِذا أُحَجَّبُ عَنْهُ شَوْقاً / فَكَيْفَ بِهِ إِذا أَزِفَ الرَّحيلُ
بُشْرَايَ هَذا مَبْدَأُ الإقْبَالِ
بُشْرَايَ هَذا مَبْدَأُ الإقْبَالِ / في قَصْدِ غَايَاتي وفِي اسْتِقْبالِ
وَافَانِيَ الزَّمَنُ المُسِيءُ مُحَسِّناً / آثارَهُ بِمَثابَةِ الإِجْمَالِ
وَذَمَمْتُ تَرْحَالاً وَحِلاً قَبْلَها / فَحَمِدْتُ عُقْبَى الحِلِّ والتَّرْحالِ
وَعَزِزْتُ بَعْدَ الهوْنِ والإِذْلالِ / وأَمِنْتُ بَعْدَ الرَّوْعِ والأَوْجالِ
وَثَوَيْتُ في خَفْضٍ وفِي دَعَةٍ بِما / كابَدْتُ مِنْ شَظَفٍ وَمِنْ زِلزالِ
وَلَقيتُ ما لا أستَقِلُّ بِوَصفِهِ / وَإِنِ ادَّعيت مزِيَّةَ استِقلالِ
وكَفاكَ أنَّ الرّومَ كانَتْ جِيرَتي / مِنْ جَوْرِ دهْرِي واسْتِحالَةِ حالِي
كُنْتُ الطَّلِيقَ هُنَاكَ لَكِنْ لَمْ أزَلْ / مِن شِدَّةِ الحَسَرَاتِ في أَغْلالِ
أَبْكِي عَلى اسْتِئْصالِ مَنْ خَلَّفْتُهُ / وأُطِيلُ فِي الأسْحَارِ والآصَالِ
حَتَّى إذَا فَارَقْتُ أرْضَهُمُ التِي / كانَتْ عِقالاً ثانِياً لِعِقَالِي
وَدَعَانِيَ الشَّوْقُ المُذِيبُ جَوانِحي / لِمَنازِلي فَأَجَبْتُهُ وَجِلالي
لاقَى بِيَ الجَدُّ العَثورُ عِصَابَةً / ذَهَبَتْ بِمَالِي كَيْ يَسُوءَ مآلِي
فاسْتَأنَفَتْ نَفْسِي بِحُكْمِ شَقائِها / خَوْضاً لأَهْوَالٍ عَلَى أهْوَالِ
مازِلْتُ مِنها في خَيَالٍ مُتْلِفٍ / حَتَّى غَدَوْتُ مفارِقاً لِخَبَالِ
بأَبِي حُسَيْنٍ سيِّدِ العَرَبِ الذِي / أَدْنَى حُلاهُ
بِالمَاجِدِ المِفْضَالِ أوْ بالعَارِضِ / المِهْطَالِ أو بالقَائِلِ الفَعَّالِ
بِالقيْلِ مِنْ أبْناءِ قَيْلَةَ والذِي / لا يَنْتَمِي إلا إلَى الأَقْيَالِ
نَدْبٌ إِلَى مَثْواه مُسْتبقُ المُنَى / وَعَلى عُلاه تَزَاحُمُ الآمالِ
مَنْ شَامَ بَرْقَ جَبِينِهِ في أزْمَةٍ / أَثْرَى بِغَيْثِ سَمَاحِهِ الهَطَّالِ
وَرِثَ السِّيَادَةَ عَنْ أبيهِ وَجَدِّهِ / الطَّاهِرِ الأَقْوَالِ والأَعْمَالِ
وَأَتَى بِما أَرْبَى عَلى مَا نَالَهُ / إِرْثاً فَمَا أعْيَاهُ نَيْلُ كَمَالِ
هُوَ واحِدُ الدُّنيا وَمَن لَمْ يَرْضَهُ / فَلْيَأتِ في الدّنْيَا لَهُ بِمِثالِ
هَيْهَاتَ لَيْسَ عَلَى البَسيطَةِ مِثْلُهُ / في سُؤْدَدٍ وَرَجَاحَةٍ وَجَلالِ
قَيْسٌ وسَعْدٌ قَبْلَهُ وعُبَادَةٌ / ودُلَيِّمُ الأَفْرَاد في الإفْضَالِ
أبْقَوْا لَه شَرَفاً يَزيدُ تَجَدُّداً / يَبْأَى لَدَيْهِ عَلَى مَدى الأَحوالِ
مَن شاءَ في مَدحٍ غُلُوّاً فَليَكُن / في مَدحِهِ مِن غَيرِ لَومٍ غالِ
لَمَّا لَثَمْتُ يَمِينَه ورَأيْتُه / لَمْ أَلْتَفِتْ لحَياً ولا لِهِلالِ
قُلْ للزَّمَانِ وقَد مَثَلْتَ ببَابِهِ / فَلَحِقْتَ بِالنُّظَرَاءِ والأَمْثَالِ
إنَّ ابْنَ عِيسَى مَنْ عَلِمْتَ مَضَاءهُ / وَسَخَاءهُ في الرَّوْعِ والإمْحالِ
يَكْفيكَ جَورَكَ عدْلُهُ بِيَ عادِلاً / عَمَّا ذَهَبْتَ لَهُ مِنِ اسْتِئْصَالِ
لا زالَ دَافِعَ كُلِّ خَطْبٍ وَاقِعٍ / وَثُمالَ مَنْ أَضْحَى بِغَيْرِ ثُمالِ
تَنَاوَلَتِ المَرْأَةَ وَهيَ صَقِيلَةٌ
تَنَاوَلَتِ المَرْأَةَ وَهيَ صَقِيلَةٌ / تَأَمَّلُ وَجْهاً دُونَه ذلِكَ الصَّقْلُ
فَلَمَّا تَنَاهَتْ أوْدَعَتْها غِشَاءَها / وَقَدْ حَدَّثَ القُرْطانِ واسْتَمَعَ الحِجْلُ
فَشَبَّهْتُهَا بَدْراً عَلاهُ خُسُوفُهُ / فَأَظْلَمَ منْهُ ما أنارَ لَهُ قَبْلُ
دُنْيَاك لِلأُخرَى سَبِيلٌ سابِلُ
دُنْيَاك لِلأُخرَى سَبِيلٌ سابِلُ / فاعْمَلْ لَهَا إنَّ المُوَفَّقَ عَامِلُ
وَاحْرِصْ عَلى نَيْلِ السَّعَادَةِ جَاهِداً / بِالبِرِّ والتَّقْوَى فَنِعْمَ النَّائِلُ
وأَعِدَّ زَاداً للرَّحِيلِ فَإنَّمَا / أيَّامُ عُمْرِكَ لَوْ عَقَلْتَ مَرَاحِلُ
إيَّاكَ والأَمَلَ الكَذُوبَ فَرُبَّما / أوْدَى بِمَطْرُورِ الغُرورِ الآمِلُ
أعِرِ التِفاتاً نَحْوَهُنَّ مَرَاشِداً / فَفُؤَادك المَفْؤُود عَنْها غافِلُ
واسْبِقْ مَشِيبَك بِالمَتَابِ حِزَامَةً / فَلَهُ حُلُولٌ عَاجِلٌ أوْ آجِلُ
مَنْ بِالنَّجاةِ لِذَاهِلٍ نُصِبَتْ لَه / مِنْ زَهْرَةِ الدُّنيا الخَؤُونِ حَبائِلُ
مَنْ بالخَلاصٍ لِخَابِطٍ مِنْ جَهْلِهِ / في لُجَّةٍ رَحُبَت وشَطَّ الساحِلُ
بَسْلٌ عَلَى المَرْءِ امْتدَادُ حياتِهِ / وإزَاءهُ لِلْمَوْتِ لَيْثٌ باسِلُ
يَا فَوْزَ مَنْ هُوَ في العِبادةِ جاهِدٌ / وخَسارَ مَن هو لِلزَّهَادَةِ جاهِلُ
تُلْهِيهِ عَنْ عَدْنٍ وَعن أنْهارِها / بَعْدَ الأَشُدِّ خَمائلٌ وجداوِلُ
ويَشوقُهُ كَهْلاً إلى عَهْدِ الصِّبا / بَرْقٌ لَمُوعٌ أوْ حَمَامٌ هادِلُ
للَّهِ مَجْبولٌ عَلَى رَفْضِ الهَوَى / فَلَهُ مِنَ الإقْلاعِ شُغْلٌ شَاغِلُ
مُتَوَصِّلٌ بِخُلُوصِهِ مُتَوكِّلٌ / وكَفاهُ أَنَّ اللَّهَ كَافٍ كَافِلُ
قَدْ فَازَ بالعَلْيَاءِ ذِكْرٌ سَائِرٌ / بِسَرائِرِ الحُسْنى وَدَمْعٌ سائِلُ
وامْتَازَ بالتَّقْوى فَقَلْبٌ واجِبٌ / من خَوْفِ خَالِقِهِ وَجِسْمٌ نَاحِلُ
قُلْ للمُناجِي في الدَّياجِي رَبَّهُ / وعَليْهِ من غُلَلِ الصِّيامِ غَلائِلُ
يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ في أوْرَادِهِ / فَرَحاً بهِ وهوَ الحَزينُ الثَّاكِلُ
يَهْنِيكَ أنْ قُبلَتْ وَسائلُكَ التي / هِيَ لِلمُقيم إلى النعيمِ وسَائِلُ
وَأن اعْتَمَدْتَ الصالِحاتِ مزَاوِداً / وعَلِمْتَ أن العَيْشَ ظِلٌّ زائِلُ
أبْشِرْ بِفرْدَوسِ الجِنَانِ فإِنَّها / للنَّاسِكِينَ مَسَاكِنٌ وَمَنازِلُ
لا يَأمَنُ التَّبِعَاتِ إلا هائِبٌ / عَرضاً تَقَدَّمَهُ وَعيدٌ هَائِلُ
يَا حَاذِقَ القُرْآنِ يَرْجُو أجْرَهُ / وهوَ الشَّفيعُ لصَحْبِهِ والمَاحِلُ
قَد قَابَلَتْكَ مِن النَّجاحِ بَشائِرٌ / وَبَدَتْ عَلَيْكَ مِنَ الصَّلاحِ دَلائِلُ
أنْتَ الجَليلُ مِن الجَزاء نَصِيبُه / ونَوافِلُ الذِّكْرِ الحَكيمِ جَلائِلُ
ثَوْبُ الثَّوابِ عَلَيْك ضافٍ سَابِغٌ / وَجَنَى الجِنَانِ لَدَيْك نَامٍ كَامِلُ
فَاهْنَأ بِهِ فَهْوَ الرِّشَاءُ الوَاصِلُ / وَارْكُنْ لَهُ فَهوَ العِتَادُ الحَاصِلُ
آبَ بَدْراً وَقَدْ أَلَمَّ هِلالا
آبَ بَدْراً وَقَدْ أَلَمَّ هِلالا / مَلِكٌ زيد للْكَمَالِ كَمَالا
إنْ يَكُنْ يَمْلأُ العُيونَ شَبَابا / فَلَقَد يَبْهَرُ الحُلُومَ اكْتِهالا
قامَ بالمُلْكِ ذائِداً عَن حِماهُ / فَكَفَاهُ الأَهْوَاءَ والأَهْوالا
وَرَأَتْه لها الإمَارَةُ أَهْلاً / فأَراها بعِبْئِها اسْتِقْلالا
أَيَّدَتْهُ سُعُودُهَا وَهُدَاها / فَمَحَا الأَشْقِياءَ والضُّلالا
وانْتَضَتْهُ عَلَى عِداها حُساماً / فَتَلَقَّى بِقَتْلِها الأَقْتَالا
لَم يَزَلْ يُتْبِعُ المَقَالَ فِعَالاً / والحُسَامُ الهِنْدِيُّ إنْ صَلَّ صَالا
أَسَدُ الغابِ حينَ يَزْأرُ يَسْطُو / فَيَدُقُّ الرِّقابَ والأوْصَالا
وَكَذا المُزْنُ حِينَ يُرْعِدُ يَهْمِي / فَيُدِيمُ الإلْثَاث والإسْبالا
رُبَّ هَيْجَاءَ خاضَ قَسْطَلَهَا / كالبَدْرِ في خَوْضِهِ السَّحابَ الثِّقالا
مُسْتَبِيحاً دِمَاءَ كُلِّ كَفُورٍ / يَسْتَبِيحُ الدِّماءَ والأَمْوالا
فَإِلَيْهِ يُعْزَى المَضَاءُ يَقِيناً / لا إِلَى السَّيْفِ ضُلَّةً ومُحالا
أَصَّلَتْ فِي الزَّمانِ عَلْياهُ ما / طَيَّبَ مِنْهُ الأَسْحَارَ والآصالا
أقْسَمَ المَجْدُ غَيْرَ آلٍ وآلى / أنَّهُ مِنْهُ صِيغَ نَفْساً وآلا
في نِصَابٍ مُقَدَّسٍ ونِجارٍ / طَابَ في مَنْبِتِ السَّنَاءِ وَطالا
قُلْ لِعَهدِ الوَلِيِّ هَذَا وَلِيُّ العَهدِ / يَشْفِي انْهِلالُهُ الإِمْحالا
أشْرَفَتْ كَثْرَةً أيادِيهِ حتَّى / قَلَّ شَاكٍ في دَهْرِهِ الإقْلالا
رُبَّمَا أمْسَكَ الحَيَا مِنْ أبي يَح / يَى حَيَاءً فَنَابَ عَنْهُ نَوالا
شَافِعٌ في العُلى ارْتِحالاً بِحِلٍّ / وَكَذَا البَدْرُ لاَ يَقِرُّ انْتِقَالا
والحَيَا لا يَسُحُّ إلا إذَا جَا / لَتْ يَميناً سَحَابُهُ وَشِمَالا
سِيَرٌ في السَّماحِ راقَتْ جَمَالاً / وخِلالٌ في البَأسِ راعَتْ جَلالا
يا مُلُوكَ الزَّمَانِ شَرْقاً وَغَرْباً / هَكَذَا هَكَذَا وإِلا فَلا لا
مَنْ عَاذِرِي مِنْ بَابِلِيٍّ طَرْفُهُ
مَنْ عَاذِرِي مِنْ بَابِلِيٍّ طَرْفُهُ / وَلَعَمْره ما حَلَّ يَوماً بَابِلا
أَعْتَدُّهُ خَوْطاً لِعَيْشِي نَاعِما / فَيَعُودُ خَطِّيّاً لِقَتْلِيَ ذَابِلا
سِجَامٌ لَعَمْرِي أَدْمُعٌ وَسِجالُ
سِجَامٌ لَعَمْرِي أَدْمُعٌ وَسِجالُ / لَئِنْ عَزَّ مِن نَعْلِ الرَّسُولِ مِثَالُ
وَهَلْ يَمْلِكُ العَيْنَيْنِ فِي مِثلِها سِوَى / خَلِيٍّ عَدَاهُ عَنْ هُدَاهُ ضَلالُ
مِثالٌ إِلَى نَعْلٍ مُطَهر يَعْتَزِي / فَإِعزازُهُ لِلْحُسْنَيَيْنِ مَنالُ
أُقَبِّلُهُ شَوْقاً تَمَلَّكَنِي لِما / حَكَى وَشَهِيدِي لَوْ يَفُوهُ قِبالُ
وَالَى اشتِرَاكٌ فِي التِزامِ شِراكِهِ / وَحَسْبِي مِنْهُ عِصْمَةٌ وَمَنالُ
وَمَعقِدُهُ مِما عَقَدْتُ بِهِ الهَوَى / فَلا صَحَّ عَزْمِي إِنْ صَحَا لِيَ بَالُ
مُرادِيَ مِن تَمْرِيغِ شَيْبِي علَيهِ أَنْ / تَسُحَّ مِن الرّحْمَى علي سِجالُ
وَمِن وَضْعِهِ فِي حُرِّ وَجهِي وَرَفعِهِ / لِقِمَّةِ رَأْسِي أَنْ يعِز مَآلُ
فأَحْظَى بِحَظِي من جِوارِ مُحَمَّدٍ / وَهَل بَعْد تَنْوِيلِ الجِوارِ نَوَالُ
سَقْياً لِعَهْدٍ رُدْتُهُ رَأْدَ الضُّحَى
سَقْياً لِعَهْدٍ رُدْتُهُ رَأْدَ الضُّحَى / وَحَمَامُهُ طَرَباً يُنَاغِي البُلبُلا
شَتَّى مَحاسِنه فَمِن زَهر علَى / نَهْرٍ يَسيلُ كالحُبابِ تَسَلْسُلا
وَكَأَنَّمَا فَاحَ الرَّبِيعُ لِقَطْفِهِ / وَاستَلَّ مِنهُ يَذوذُ عَنهُ مُنصُلا
غَربَت بِهِ شَمس الظَّهِيرَةِ لا تَنِي / إِحْراقَ صَفحَتِهِ لَهِيباً مُشعَلا
حَتَّى كَسَاهُ الدَّوْحُ مِن أَفيائِهِ / بُرْداً تَمَزَّقَ بِالأَصائِلِ هَلْهَلا
وَكَأنَّما لمَع الظِّلالِ بِمَتْنِهِ / قِطَع الدِّماء جمَدْنَ حِينَ تَخَلَّلا
عِدِينِي بِوَصل وَامْطلِي بِنجَازه
عِدِينِي بِوَصل وَامْطلِي بِنجَازه / فَعِندِي إِذا صَحَّ الهَوَى حسن المطل
وَلا تُشمِتِي بِيَ العِدا مِن عداتِها / فَحل الأَذى لَيْسَ الردَى مَعْنَا سَهل
وَقَطع حِبال الودِّ عارٌ وَأَنتُمُ / أَعَز جَنابا أَن يَنالُكُم العَذل
وَلا تَبْخَلوا بِالوَصلِ عَني فَإِنَّكُم / أَجَلُّ مَقَاما أَنْ يضاف لكُم بُخل
وعُودوا وَلَوْ بِالطيفِ مَرضَى جَفاكُمُ / وَلا تَقتُلُوا بِالصَّد من لا لهُ حَول
فَما ذَنبُ صاب ما لَها قَطُّ عَنكُمُ / وَمَا عيب صبَّ فِي هَواكُم لَما يَسلو
إِلَى من أشاكِي ضَيعَتِي وَقِلاكُمُ / وَقَد عيل صَبرِي عَنكُمُ وَلَكُم فَضل
فَأَيْنَ ذِمام العَهدِ يا غايَة المُنَى / لَقَد سَاء حسْن الظن وانقَطع الحَبل
وَطالَ انتِظارِي لَيلَةً بَعد لَيلَةٍ / بَشِيرا وَلَو فِي النَّومِ تَتبَعُه الرسل
لَعَلَّ جَواباً فِي كِتاب لَدَيهِمُ / يعزّي مصاباً خانَه فِيكُمُ الوَصل
فَمَا حِيلَةُ المَطْرودِ مِن بابِ نَيلِكُم / وَمَا عِلة المَشدُودِ مِن فَضلِكُم حَل
وَما يَصنَعُ المَهجُور إِن سَبَقَ القَضا / بِحِرمانِهِ مِن وَصْلكم فَلَهُ الوَيل
وَمن يَقصِد الآمال مِن بَعد هَذِهِ / إِذا لَم تُواسُوا ضائِعاً مَا لَهُ أَهل
لا جاه للعبد كالخمولِ
لا جاه للعبد كالخمولِ / فاضرع إلى اللّه في القبول
ونزّه السعي عن رياءٍ / فلا جهادٌ مع الغلول
عبّرَ غدرُ الزمان عنهُ / فاعتبروا يا أولي العقول
واحرزوا بالطوى كمالاً / فإنّما النقص في الفضول
عزّ التذاذٌ بأنس دُنيا / لدارها وحشة الطلول
صروفُها جهرةً تنادي / بالبين في حيّها الحلول
كم استباحت من البرايا / ونحن عن ذاك في ذُهول
ودوّخَت قبل من شبابٍ / وطوّحَت بعد من كهول
ما أهمل الحزم في الخصايا / غاسلُتها بالدمِ الهمول