المجموع : 77
عينٌ بها من دَمعهِا كُحلُ
عينٌ بها من دَمعهِا كُحلُ / يَكفَحُها عن نومِها شُغلُ
أنِسَت مآقيها بعبرتِها / فكأنَّ عبرتها لها شكلُ
تبكي على قلبٍ أضرَّ بهِ / طولُ الهوى وبيانُهُ الوَصلُ
مستشعرٍ حرقاً مخيّمةً / بين الضلوعِ كأنها النبلُ
حيرانَ من شوقٍ الي رشأ / يحظى به الإخلاف والمطلُ
ملكَ القلوبَ بطرفِ ساحرةٍ / حوراءَ صنعةُ لحظِها الخَبلُ
يرنو بها قمرٌ تضمَّنهُ / غصنٌ ينوءُ ببعدهِ القَتلُ
لَيست لِموجَعِ مغرمٍ دَنِفٍ / ما إِن يملُّ هوىً ولا يَسلو
أكرمتَني وبسطتَ لي أملاً / لم ينأ عنه نوالكَ الجَزلُ
وبررتني عن غيرِ معرفةٍ / سَلفت ومثلكَ للندَى أهلُ
يَجري الجوادُ لجودِ أوَّلهِ / والفَرعُ ليسَ يخونهُ الأصلُ
لي في قريشٍ نبعةٌ فرعَت / جبلاً ومغرسُ عودِها سَهلُ
يا مَن تليقُ المكرمات بهِ / وعليهِ يثني القولُ والفِعلُ
ومن السماحِ عقيدُ راحتهِ / وإلى يديهِ ينسبُ البذلُ
وابنُ الكرامِ الأكرمينَ بنا / وسميُّ من خُتِمَت به الرسلُ
ما ماتَ من أصبحت وارثَهُ / أهلُ الندى يُحييهمُ النَّسلُ
أحييتَ موسَى وَالذينَ بِهم / نيلَ النوالُ وأدركَ الذَّحلُ
آباءُ صدقٍ لم يكن لهُم / مثلٌ وما لكَ في الوَرى مِثلُ
فعمرت تَخلفهم كما عَمروا / أبداً وجدكَ بعدهم يَعلو
في قريشٍ فتىً يخيره الجو
في قريشٍ فتىً يخيره الجو / دُ فلم يعدهُ إلى ذي نوالِ
جدَّدت كفه لموسى بن حفصٍ / من عطايا ما أخلقتهُ الليالي
أرفعُ الأكرَمينَ في المجدِ بَيتاً / حلَّ بالمَكرُماتِ أعلى المعالي
كل يومٍ له نوالٌ ينادي / مسمعاً من يبيع مدحاً بمالِ
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ
أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ / وعرَّى المَطيَّةَ من رَحلهِ
وألبسَهُ الشيبُ ثوبَ النهى / وذادَ الغوانِيَ عن وَصلهِ
وما سرَّهُنَّ بخور العذا / رِ منهُ حتى المطا كهلهِ
وكانَ الشبابُ له صاحباً / على جدِّهِ وعلى هَزلهِ
فَعاصاهُ حينَ أطاعَ المَشي / بَ وأضحى الصبا ليس من أهلهِ
وأعدى الزمانُ بهِ صرفه / كما كانَ يحطِبُ في حبلهِ
وبدلَ من حالهِ حالةً / تليهِ ومن كانَ من قبلهِ
كذاكَ الفتَى وكَذا العاذِلا / تُ ترحضُ قادمَتي نعلهِ
وأيُّ أخي عسرةٍ أوغنىً / طواهُ الجديدُ فلم يَبلهِ
سَيبلى الجديدُ ويَبلى البلي / ويذهبُ ما كانَ من نسلهِ
أقلِّي ملامك إِنِّي امرؤٌ / حريبٌ معَ الدمعِ في سبلهِ
وعِشتُ بِحالينِ في كرِّه / على خصبهِ وعلى محلهِ
وذقت بكفي في حالتي / من صابهِ وجنى نحلهِ
فلم أكتئِب عندَ وَعثائهِ / ولم أمرحِ العيشَ في سهلهِ
فكنتُ كمن أحرزَ المكرما / تِ وأنسبُ فَرعاً على أصلهِ
أحبُّ الكريمَ وأجزي اللئي / مَ بسجلِ اللئامِ على فعلهِ
وكلّ امرئٍ متحت كفُّهُ / ستَشربُ ما كانَ في سجلهِ
يعودُ الملامُ إلى أهلهِ / ويبدا الثناءُ إلى أهلهِ
فَهذا لِهذا وَهذا لذاك / على جُودهِ وعلى بُخلهِ
بعضبٍ كَذي النونِ أو ذِي الفقارِ / تزلُّ الأوابدُ عن نَصلهِ
إذا ما انتضتهُ مُهماتُه / لِهَذِّ الضرائبِ من جدلهِ
رأيت لهُ رَونقاً كالس / سِوارِ باليدِ يُخبرُ عن فضلهِ
تباري الذئابُ عداه الضراب / مزيل للوصلِ عن وصلهِ
إذا أَعمدته يدا فكن / بناه الضَّمير على صقلهِ
يعبرُ عني ولا مسهبٌ / ولا عازبُ الحلمِ عن جهلهِ
مدلٍّ بعزمٍ يقينِ الظنو / نِ يبدِّدهُ رائِيا عقلهِ
جريء الجنانِ كحدِّ السنا / نِ في نقضِ أمرٍ وفي فتلهِ
وما الليثُ في غيلهِ مخدراً / على سيدهِ وعلى ختلهِ
يمنعُ عقوتَهُ بالطِّرادِ / ويَنفي بها الضَّيم عن شبلهِ
بأجرأ منه إذا ما الشجا / عُ لم يحتمله قوى زجلهِ
بدارِ الحفاظِ له منزلٌ / يذودُ يدَ الدَّهرِ عن نقلهِ
منيعُ الحِمى مانعٌ للزما / نِ من يبلهُ صالحاً يُبلهِ
أخو الأخِ إن مَدَّهُ ندبُهُ / فإِن يقصهِ عن قِلىً يقلهِ
كَذاك الكريمُ أخو الأكرَمي / نَ ومن جمع المجدَ من سهلهِ
ألا أيها المحرزُ المكرماتِ / والمربعُ الجود في بذلهِ
سليلُ شقيقِ الندى ثابتٍ / ومن لا يشارُ إلى مثلهِ
سَماحاً وَعزاً وأكرومةً / تدلُّ العِقالَ على رَحلهِ
سَمِيُّ النبي ومن كفهُ / تجيرُ أخا الدهرِ من أجلهِ
إليكَ جوابٌ لفاهُ امرؤٌ / يحبُّ الكريمَ على فضلهِ
فَلستُ كَمَن مد يبغي الندى / لإبداء أمرٍ إلى حلِّهِ
ولكن رأيتكَ مستأهلاً / لودّي قوياً علَى حملهِ
فودُّ الكريمِ يعودُ اللئيم / ويَضعفُ رُكناهُ عن حملهِ
وإنِّي من اللهِ في نعمةٍ / وإياهُ أسألُ من فضلهِ
رقَدت عينهُ فليسَ يُبالي
رقَدت عينهُ فليسَ يُبالي / كيفَ كانَ المحبُّ في كلِّ حالِ
لستُ أدري شوقي إلى النومِ أم شَو / قي إلى من هواهُ في أوصالي
ولعلِّي إن نمتُ كنتُ أرَى من / هُ بعينِ الفؤادِ طيفَ خيالِ
لا منامٌ ولا عَزاءٌ ولا صَب / رٌ فيا ربِّ ما لِعيني ومالي
مُستقيلٌ بالهَوى مُستَخ
مُستقيلٌ بالهَوى مُستَخ / بِرٌ سُقماً طَويلا
ذابَ وجداً واشتياقا / وغليلاً فغليلا
لم يجِد إن نفَعَ الدم / عُ إلى الدمعِ سَبيلا
يَتمنى أن يَرى مِن / كَ كتاباً أو رَسولا
كن لي إليكَ رسولا
كن لي إليكَ رسولا / ألست عبداً ذليلاً
ألست من قدحَ الشو / قُ في حشاهُ غليلا
أما تَرى ضُرَّ جِسمي / عَلَى هَواكَ دَليلا
يَكفيكَ منّي قَليلٌ / كَما سألتُ قلَيلا
بِجسمي لا بجِسمكَ يا عليلُ
بِجسمي لا بجِسمكَ يا عليلُ / ويكفيني من الألمِ القليلُ
تَعداكَ السقامُ إليَّ إنِّي / على ما بي لعادتهِ حَمولُ
إذا ما كنتَ يا أملي صَحيحاً / فحالفَني وسالمَكَ النحولُ
ألستَ شقيقَ ما تحوِي ضُلوعي / على أنِّي بعلتكَ العليلُ
مُستريحٌ مَن تَشكَّى فسلا
مُستريحٌ مَن تَشكَّى فسلا / وخلي قلبُهُ من عَذلا
لا بِمن أهواهُ ما بي من ضنىً / وبهِ وجديَ حتى نصلا
فأرى الدمعَ به مُشتغلاً / وأرىَ قلبي بهِ مشتَعلاً
ويكونُ الود شيئاً واحداً / أبداً تضربُ فيه المثلا
ليسَ لي دمعٌ فأبكي
ليسَ لي دمعٌ فأبكي / كَ ولا صبرٌ فأسلو
ليَ في طولِ تجنِّي / كَ ووجدي بكَ شُغلُ
راحتي لو أنَّ قلبي / كانَ من ذكراكَ يخلو
لا أرى لي في الهَوى مِث / لاً كما ما لكَ مثلُ
يا سائِلي عَن لَذَّةٍ ألبستها
يا سائِلي عَن لَذَّةٍ ألبستها / طولَ الهَوى تَدعُ العزيزَ ذَليلا
انظر سلمتَ من الصّبابة هل ترى / إما عرضتَ إلى الحبيبِ سَبيلا
فوَحسن مَن أخذَ الفؤادَ بطرفهِ / ما إِن سلوتُ ولا أردتُ بَديلا
يا وَجهَ من أهوى فكن لي شافِعاً / نفسي فداؤكَ شافِعاً ورَسولا
أفردَ اللَهُ من أطاعَ عَذولا
أفردَ اللَهُ من أطاعَ عَذولا / لا أرى لي إلى السلوِّ سَبيلا
بأبي مَن يَرى وصالي كثيراً / وأرى حبهُ لقلبي قليلا
لم أزل أكتُم الذي بيَ حتَّى / كان دَمعي على هوايَ دليلا
لا تلومُوا فتىً بكَى فاعذروهُ / إنَّ بردَ الدموعِ يطفي الغليلا
يا ربِّ لا صبرٌ ولا وصلُ
يا ربِّ لا صبرٌ ولا وصلُ / طالَ الهوى واتَّصلَ العذلُ
كفاكَ مما بي يا عاذِلي / من الهوى إنِّيَ لا أسلو
أصبَحتُ فردَ القلبِ لا مثلَ لي / في حبِّ من ليسَ له مِثلُ
فحسبُ من يعذلُني في الهَوى / ووجهُ من أهوَى له أهلُ
أيُّ سهمٍ في قلبٍ أيِّ قتيلِ
أيُّ سهمٍ في قلبٍ أيِّ قتيلِ / بِجفونٍ وسنى وَطرفٍ كَحيلِ
حَسبُ من كانَ شامتاً إن رآني / ملني كلُّ ناصحٍ وخليلِ
لا تلوموا على البكاء مُحباً / إن في الدمعِ راحةً للعليلِ
ماءَ عينيَّ أطفِ ما في فؤادي / هل إلى ردِّ زفرةٍ من سبيلِ
أيا من باسمهِ حسنَ المقالُ
أيا من باسمهِ حسنَ المقالُ / ومن بجمالهِ تاهَ الجمالُ
بديعٌ تقصرُ الأوهام عنهُ / فكلُّ مقال واصله محالُ
تحامتهُ عيونٌ أكبرتهُ / وما لحِجابهِ عنها جلالُ
وأقسمَ حسنهُ بيمينِ بدٍّ / فقال وحسن وجهكَ لا يُنال
يا غايةً في السؤالِ والأملِ
يا غايةً في السؤالِ والأملِ / بذلتني للسَّقامِ والعللِ
يا قمراً دانتِ القلوبُ لهُ / يُشرِقُ في غصنِ بانةٍ خَضِلِ
أشكو إلى اللَهِ سوءَ فعلكَ بي / وطولَ وجدٍ بالقلبِ مُتَّصلِ
إرثِ لصبٍّ متيمٍ دنفٍ / قد مل طولَ العتابِ والعذلِ
خليليَّ لا تعذِلا
خليليَّ لا تعذِلا / وفوقَ ذا ما تحمَّلا
ألَم تَريا فيهِ من / تلومانهِ مبتَلي
رميتُ ببدرٍ بدا / فَما أخطأ المَقتلا
فتيمني مدبراً / وأقصدَني مُقبلا
لاحَ نبتُ الفتاءِ في
لاحَ نبتُ الفتاءِ في / صحنِ خديك واشتعَل
وَعفا منزلُ الترش / فِ والشم والقبَل
ليتني متُّ في الهوى / عقبَ أيامِكَ الأوَل
فَعزيزٌ على الحوا / دِث أن تسلمَ الأمَل
زَعموا أنِّي صَحوتُ وكلا
زَعموا أنِّي صَحوتُ وكلا / أشهدُ اللَه أنِّي لن أملا
كيفَ أسلو ولستُ أملكُ قلباً / ليسَ يعصي الهَوى ولا يَتسلى
كم أذىً أيها المضرُّ بجِسمي / طولُ هذا يجدُّ شوقي وأبلى
كَيف صَبري يا مَن إذا ازدادَ تيهاً / أبداً زدتهُ خضوعاً وذلا
لستُ أعصيكَ وإن كا
لستُ أعصيكَ وإن كا / نَ الذي تهواهُ قتلي
بأبي أنتَ فما مث / لُكَ لا يرحمُ مثلي
أقليلٌ لك وجدِي / أم كثيرٌ لكَ وَصلي
أخذ اللَه لمن يع / ذِلُني فيكَ بِعذلِ
مُستعيذٌ بك من حُز
مُستعيذٌ بك من حُز / نٍ يعانيهِ طويلِ
وعليلٌ يبعثُ الأن / فاسَ من بعدِ غليلِ
يا عليلاً قلبُهُ يَب / لى على جسمٍ عليلٍ
كيفَ يسلو الدنفُ المَه / جورُ بالصبرِ الجميلِ