القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 33
يا كانياً عن دمعِهِ
يا كانياً عن دمعِهِ / بمَسحت عن خدّي خلوقا
هلاّ أذعتَ هواك إذْ / كنتَ المتيَّمَ والمشوقا
وأَبَنْتَ أنك ما زجٌ / بدم الحشا دمعاً دَفوقا
وقطفتَ من خدّ الحبي / ب بلحظ عينيك الشقِيقا
ولثمت لؤلؤَ ثَغْره / مترشّفاً خمراً وريقا
وتركت قولك في الدمو / ع عبد الله نثرت من عيني عقيقا
إنّ الهوى عذبٌ فَكُنْ / فيه اللجوجَ المستفيقا
انظر إلى النيلِ قد عبّا عساكِره
انظر إلى النيلِ قد عبّا عساكِره / من المِياهِ فجاءت وهْيَ تَسْتَبِقُ
كأنّ خلجانه والماءُ يأخذُها / مدائنٌ فتحت فاحتازها الغرق
كأن تياره مَلْك رأى ظفَرا / فكّر إِثْرَ الأعادي محنق نزِق
كأن ماء سواقيه لناظِرِها / شهب الخيولِ إذا ما حثَّها العَنَق
فاشرب مُغَنَّى فإن اللهو مُنْبَسِطٌ / واطرب مُهَنَّا فهذا منظر أنِق
قالوا الفراق فآذنت بفراقِ
قالوا الفراق فآذنت بفراقِ / نفسِي وكيف تَصَبُّر المُشْتاق
لولا النوى والبين ما قطع الهوى / بيدِ الصبابةِ أنفس العشاقِ
أترى الخطوب تسرّنا من بعدِما / حكمت بفرقتِنا بِطيبِ تلاقِي
لا تعذِل الصبَّ المشوقا
لا تعذِل الصبَّ المشوقا / حَكَم الهَوى أنْ لن يُفيقا
إني مزجت مدامِعي / بدمِ الحشا فجرت خَلوقا
ورأيت من خَدّيك في / دمعِي على خدي عقِيقا
قد أشبهتك مدامعي / لو لم أكن فيها غريقا
وحكى أَدِيمُك رقّة / وبضاضَةً شِعرِي الرقيقا
قد كنت أَحْسَبُ أنني جَلْدُ القُوَى
قد كنت أَحْسَبُ أنني جَلْدُ القُوَى / حتى وقفت مواقِفَ العُشّاق
وشرِبت من كأسِ الوداعِ صُبابة / ممزوجةً بلواحِظِ الأحداق
كذَب الذي كتم الهوى مُتَصَبّراً / الصبرُ لا يَبْقَى مع الأشواقِ
ما ذاق مُرَّ معيشةٍ من لم يَذُقْ / مُرَّ التَّفرَّقِ بعد طِيب تلاق
صلّى الإله على العزِيز فإنه / محي النعيم وقاتل الإملاقِ
ملِك لقِيت به الزمان مسالِماً / والعيشَ عَذْباً نَيِّرَ الإِشراقِ
يا ربّ أدعو مخلصاً لك هَبْ له / ما يَشْتهيه وشَطْرَ عُمْرِي الباقي
يومُنا ليّن الحواشِي رقيق
يومُنا ليّن الحواشِي رقيق / ليس فيه لغيرها مستفيق
جاوب الناي فيه زيراً وبَمًّا / وأطاع الصدِيق فيه الصديق
فكأنّ الغِناءَ روضةُ خَدٍّ / وضروبُ الأوتارِ فيها شقِيق
قُضِيت فِهِ كلُّ لَذَة نَفْسٍ / وانتهَتْ للحقوق فيهِ الحقوق
عِدِيني بوعد تستريح صَبابتي
عِدِيني بوعد تستريح صَبابتي / إِلَيْهِ وأرجوه وإن لم يكن حقّا
أعلّل نفسِي بانتظار وفائه / وأَشفِي به وَسْواسَ قلبي وما أَلْقَى
فإني رأيت الغيثَ يَبْعَثُ رَعْدُه / سَحَاباً وبَرْقاً ثم يتلوهما دَفْقا
وهَلْ طُرْفة أحلَى وأَلْطَفُ مَوقِعاً / مِن الوَعْدِ يُحْيي العاشِقون به العِشقا
دليلٌ عَلى أن سوف يُرْدِيه ما لَقِي
دليلٌ عَلى أن سوف يُرْدِيه ما لَقِي / بأنَّك لو قد شئْتَ بُقْياه ما بقي
ومُنبِئهُ أن التّصابِي والهوى / أتاه بكُرْهٍ لا بطبعِ تَخَلّق
محاجِرك القاضي لهَا الحسنُ أَنّها / مَتَى يَرها خَالٍ من العشق يَعْشقِ
أَمَا والخدودِ النّاعمات أَلِيَّةً / ونَبْلِ العيون الفاترات الْمُفَوَّقِ
وبرقِ الثنايا البيضِ في حُوَّة اللّمى / وَصِحَّةِ رُمّان الصُّدور المُعَلَّقِ
لقد هاجَ لي وشكُ الوَداع صَبابةً / تُمَزّقُ عنّي الصبرَ كُلَّ مُمزَّقِ
ولما اسْتَحَرَّ البينُ وانشقت العصا / وأَيقن أُلاَّف الهوى بالتفرّق
وشطّ بمن نهواه بَيْنٌ وأَصبحوا / ضَمائِرَ أحداج وأَثقالَ أَينقِ
وقفنا ندارِي الكاشِحين ولحظُنا / رسائلُ بَثٍّ بَيننا وتشوّقِ
وقد برزت من جانب الخِدر غادةٌ / كأنّ الضحى مِنها استعان برونقِ
فداؤكِ مقتولٌ بلحظٍ خلطتِهِ / بِشِبه كَرىً في مقلتيك مُرَنَّقِ
وإن كنتِ ما أبقيتِ مِني بقيّة / سوى كبِدٍ حَرّىً وطَرْفٍ مُؤَرَّقِ
كأن الليالي لم تكن سمحت لنا / بِجِدّة عيشٍ في ذراهنّ مُؤنِقِ
ولم نك نَسْتَسْقِي الصِّبا ماءَ مُزْنِهِ / ونفتح مِن أبوابِهِ كلّ مغلقِ
وابيضَ من خَمرِ الثّغورِ جعلته / غبوقِي مكان البابِليّ المعتّقِ
وصفارَ لم تُطْبخْ بنارٍ شرِبتها / على وجهِ معشوق السجايا مُقَرْطق
كأنّ حَباب الكأسِ من نظم ثغرِهِ / وإشراقها مِن خدّهِ المتألّقِ
ونَدْمان صِدقٍ ليس تنبو طِباعه / بحيث صفا صَفْوَ الشّرابِ المُرَوّقِ
بذلت له كَأْسَي ندامى تَعُلُّهُ / ورِفِدِي وإيناسي وحسن تملقي
مِن البؤس والنعماءِ نلتُ فما انْحَنَتْ / قناتِي ولا أَبديت فرط تضيّقِ
سَأَثْنِي خطوبَ الدّهرِ عني بماجدٍ / تخاف خطوبُ الدّهرِ منه وتَتّقِي
إمام إذا حنَّتْ يداه إلى النَّدَى / تَفَجَّرتا كالعارِض الْمُتَدَفِّقِ
هَدَى بِسَنا بُرْهانِهِ كُلَّ حائِرٍ / وأغنى بجَدْوَى كفّه كُلَّ مُمْلِق
وصَلَّتْ لعَلْياه العُلا وتَنَزَّلت / بتفضِيلِه آيُ الكتابِ الْمُصَدَّقِ
عزيزٌ بِهِ عَزًَّتْ خلافُة هاشم / وأَوْرَقَ مِن أغصانِها كُلُّ مُورِقِ
تجاوزَ غاياتِ المديح لغايةٍ / يُقَصِّرُ عنها كُلُّ فِكْرٍ ومَنْطِقِ
بإفضالِ كَفٍّ دونها كُلّ مُفْضِلٍ / وإِشراقِ وجهٍ دونَه كُلُّ مُشْرِق
ولولا مداراةُ الأنامِ لأنني / من الناسِ أَدْرَى بالذِي أَنت مرتقِي
مدحْتُك بالمدحِ الذي أنت أهلُه / وعدّيت عن هذا الكلامِ المنمَّقِ
لأنك مَعْنَى كلِّ ما تَقْتَضِي الْعُلاَ / ومن لم يَقُلْ ما قُلته يَتَزَنْدَقِ
تُحَقّقُ ما تَحْوِيهِ من كلّ سؤددٍ / وكم سؤددٍ بالقولِ لم يَتَحَقّق
ظلَمناك إذ قسناك بالبحرِ في الندى / ومهما يخَض تَيَّارَكَ البحرُ يَغْرقِ
ومن قاس بَدْرَ التّمّ عند كمالِه / بنجم السها يَضْلِلْ قياساً ويَزْهَقِ
ومن ذا الذي ناداك للجودِ واعتفى / نَداك فلم يَظْفَرْ بنُجْح ويُرْزَقِ
ألستَ ابنَ خيرِ النّاسِ جداً ووالداً / إذا عَلَتِ الأنساب من كل مُعْرِقِ
وأَشْبَهَهم في المجد فَرعا وعُنصراً / إذا ركبوا مِنه على كل مُخْلَق
ففاضِلْ ملوكَ الأَرض تَفْضُلْهُم عُلاً / وسابقْهُمُ في الفخرِ تَظْفَر وتَسْبِقِ
وحاربْهُمُ تَغنم ويَمِّمْهُمُ تُعَنْ / وطالِبْهُمُ بالثأر تُدْرِكْ وتَلْحَقِ
فقد علم الأعداء أنك زرتهم / ولاقَوك حرباً زَرْدَقاً بعد زَرْدَقِ
ولم تَرمِ إلا بالحِمامِ أَسِنّةً / ولم تمشِ إلا فوق هامٍ مُفَلّقِ
ولو زرتَهم فرداً لأَخمَدت نارَهم / بنارٍ متَى يَصْلَوْا بها مِنك تُحْرِقِ
لأنك من إقبالِ سعدِك في قَناً / ومن رأيك المعصومِ في ظِلِّ فيلقِ
فقلْ لملوكِ الأرضِ خافوه إِنه / متى ما اتقيتم حادِثاً غيرُ متّقِي
كَذَا أولياءُ اللهِ إن رام غيرهم / مرامَهُمُ يَظْفَرْ بخِزيٍ ويَزلَقِ
نعم وتراه الطّير في صدق صيدها / ويشدو بها غَيْرَ الحمامِ المُطَوَّقِ
فيا أرضَ بغدادٍ أصِيخِي لوقعة / تكون له بين الفراتِ وجلّقِ
تغنِّي السيوفُ البِيضُ فيها بنصرِه / وتُروِي الثرى من دمعِهِ المترقرقِ
إذا رامتِ الأقدار غَدراً بخائنٍ / رماك بِهِ بَغْيٌ وغِرّةُ أَحمقِ
ليهنَ سعودَ العيد أَنّ نجومها / ببرجِك ما زالت على السعد تلتقِي
وأَنك عيدٌ يَغْمُرُ العيدَ حُسْنُه / ويلقَى عُفاةَ الجودِ في زِيّ شَيِّقِ
سأكْسُوك من طِيبِ الثناءِ قوافياً / متى ما تَقَعْ فيها معاليك تَعْبَقِ
بك أَستزين إذا فخرت فاسبِق
بك أَستزين إذا فخرت فاسبِق / وبنظم مدحِك في البريةِ أنطِقُ
يا من بدولته وصِحةِ عدلِهِ / أَمسى جديداً ذا الزمانُ المخلقُ
إني بعثت بنفسَجاً نمّت به / ريحٌ كريح المِسكِ ظلّت تُفْتَقُ
ونباتَ وردٍ كالخدودِ إذا بدت / وعقيقُ ماءِ الحسنِ فِيه يُشْرِقُ
وكأنّ ذا ياقوتُ عِقدٍ أحمرٍ / وكأنّ ذا ياقوتُ عِقدٍ أَزرقُ
فانعَمْ هنيئاً إنّ سعدك طالع / فينا وملكك كلَّ يومٍ مورِقُ
لما وقفتُ مواقِفَ العُشّاقِ
لما وقفتُ مواقِفَ العُشّاقِ / وتعلَّق المشتاقُ بالمشتاقِ
وتَبَرْقَعتْ عِند الوَداعِ بصُفْرةٍ / سَتَرَتْ محاسنَها عن الأَحداقِ
ورأتْ عيونَ الكاشحين وأَقبلت / تَصِفُ الهوى بتَخَالُسِ الآماق
قالت أَتهْوَى العَيشَ بعد فِراقنا / قلت اهجِري من عاش بعد فِراقِ
يوم الفراقِ لَقَدْ فَرَّقْت من جَلَدِي
يوم الفراقِ لَقَدْ فَرَّقْت من جَلَدِي / ما لم يكن قبل وَشْكِ البينِ مفترِقا
شَتَّتَّ صَبْرِي وظاهرت الشجونَ على / قلبِي وَسُقْتَ إلى أَجْفانِي الأَرَقا
إذا تَذَكَّرْتُ فاضت مُقْلَتي بدَمٍ / وإن تَأوَّهْت ذابت مهجتي حُرَقا
وإن رَجَعْتُ إلى قلبي لأعذِله / وجدته باختياري ذاب واحترقا
فَمَن مُجِيريَ ممّا قد جَنَيتُ على / قلبي وخِذلان رأيي زادَني قلقا
خَدُّها روضَةٌ ولكنْ للصُّدْ
خَدُّها روضَةٌ ولكنْ للصُّدْ / غ بها عَقْرباً يَصُون الشقيقا
ما لمعشوقها شِفاءٌ سوى اللثْ / م لها والعناق حتى يُفيقا
أرى الدهر مختاراً لقصدي بِجَوْرِهِ
أرى الدهر مختاراً لقصدي بِجَوْرِهِ / مُصراً على حَرْبِي وطولِ عُقوقي
إذا ساءني في مهجتي كَرَّ مُتْلفاً / لِحظِّي وأحوالي بكلّ طريق
وإن روّحتني حادثات خطوبه / دهتني بِإلْفٍ أو بضرّ صديق
ونُبِّئْتُ أن الشكو عادك عِيدُه / بموجِع آلامٍ وشدةٍ ضِيقِ
فلا وجلالِ اللهِ ما بِتُّ وادِعاً / ولا ساغ لي مذ صحَّ شَكْوُك رِيقي
ولو صار حكمي في جوامع صحّتي / أَعَرْتك منها حِصّتي وحقوقي
لِتَغْدُو مُفِيقاً سالماً بإفاقتي / وأُصبِح من شكواك غير مُفِيقِ
كفانيَ فيك الله ما أنا مُتّقٍ / عليك من البأساءِ كُلَّ شروقِ
وصامتةٍ ناطقَهْ
وصامتةٍ ناطقَهْ / بألفاظِها شائِقهْ
تئنّ بلا زفةِ / ولا كبدٍ خافقه
كأنّ قواديسها / لها أبداً وامقه
فَأَجْسَامُها وُتَّبٌ / وأدمعها دافقهْ
تردِّدُ مِن صوتها / لحون لها رائقة
مُغَنّيةٌ تارة / وزامرةٌ حاذقهْ
يأيُّها المعشوقُ لا فارقَتْ
يأيُّها المعشوقُ لا فارقَتْ / رُباك أنوارٌ وإشراقُ
فكلّ معشوقٍ له عاشقٌ / والناسُ طُرّاً لك عُشّاقُ
كأنّما الحسنُ بلأْلائه / عَلَى ثَرَى أَرْضك مُهْراق
وكلّ عَيْنٍ بكَ مَفْتونَةٌ / وكُلُّ قلب لك مُشْتاقُ
إذا رنا نرجسُك المشتهي / بأعين فيهن إطراق
كأنّما فاجَأَها كاشح / بكل ما تكره سبّاق
فابيضّ منها لمفاجاته / مَحاجرٌ واصفرّ أحداق
وابتسم النِّسرين من حولها / فهو صقيل الثغر برّاق
واستيأس الآس من المُلْتَقى / فَهْوَ من الرِعدة خفّاق
مختلف الأغصان في مَيْسه / إذا انثنى ساقٌ علا ساق
يحفّه نَيْلَوْفَرٌ سابح / في الماء لا يُرْديه إغراق
كأنما زُرَّت على روسه / من دَخَن الكِبريت أطواق
تخدمه في السَّقْي ناعورةٌ / مَرْهاء لا يَرْقا لها ماق
وناعم الخضرة قد اُلْبِسَتْ / منه حِداق العينِ أوراق
كأنما جَمّشه عاشق / أو ناله للدهر إرهاق
وأحْجل الوردَ بكاءُ النَّدى / فاحمرّ والحمرةُ تُسْتاقُ
كُلُّكَ يا معشوقُ مما غدا / إليه كُلُّ اللّحظ تَوّاقُ
كأنما زَوَّق ما فيك من / بدائع الأنوار زَوّاق
ساويتَ بين الزَّهْرِ في نَبْتِه / كأنّما لحظك ورّاق
من أعان الْهُمُوم والدهرَ وَالبَيْ
من أعان الْهُمُوم والدهرَ وَالبَيْ / نَ على نفسِهِ بحزنٍ وضيقِ
فأَنا أدفع الثلاثَة عنّي / بثلاثٍ رواتِقِ للفُتوق
والرزايا ليستْ تُداوَى بشيء / كمدام وقَينةٍ وصديقِ
فاسقِنيها على سنا وجهك الغَضْ / ضِ فإني إليه عين المشوقِ
ما ترى كيف زيّن الحسن خدّي / ك بليلٍ على بساطِ عقيقِ
من شقيقٍ مطرّزٍ بِعذارٍ / وعِذار موشّح بشقيق
إن أفاق الفؤاد منك فلا أَصْ / بَحَ مما يَسُوءه بمُفِيق
شرِبنا على نوحِ المُطَوّقةِ الْوُرْقِ
شرِبنا على نوحِ المُطَوّقةِ الْوُرْقِ / وأَرديةِ الروضِ المفوّفة البُلْقِ
مُعَتَّقَةً أَفْنى الزمانَ وجودُها / فجاءت كفَوتِ اللحظِ أورِقَةِ العشقِ
كأنّ السحاب الغُرَّ اصبحن أَكؤساً / لنا وكأنّ الراح فيها سنا البرق
فبتْنا نحث الكأس حَثَّا وإِنّنا / لنشربها بالحثّ صِرفا ويَسْتَسْقِي
إلى أن رأيتُ النجمَ وهو مُغَرّب / وأَقبل رايات الصباحِ من الشرق
كأنّ سواد الليلِ والصبح طالع / بقايا مجالِ الكحلِ في الأعين الزرق
قلبي لحبِّك دون الخلقِ مخلوق
قلبي لحبِّك دون الخلقِ مخلوق / وشكره لندى كفّيك مرقوقُ
لأنك الحقّ والأملاك باطلَةٌ / وأنك البدر والدنيا أغاسيق
فِداك يا بن معد من غدا وبِه / عن اتّساعك في أرض العلا ضِيق
كَفَّاكَ لِلرزقِ مِفتاحانِ قد خُلِقا / وهُمْ له عن بَني الدّنيا مَغاليقُ
لولاك لم تجِدِ العلياءُ مُنْتَصِراً / ولم تَقُمْ للنَّدى بينَ الورى سوق
لا تزدهِيك ثيابُ الكِبرِياءِ ولا / يعتاد حلمَك تشتيتٌ وتفريق
تُبَلّ رِيقاً ونارُ الحرب مُسْعَرَةٌ / فيها إذا جفّتِ الأفواه والرِيق
في البَأْسِ أنت من المنصورِ مخترَع / وفي العلا من معز الدين مشقوق
فالفخر عندك موروث ومُكْتَسَب / وعند غيرك مكذوب ومسروق
ومدحُك الصِدقُ لازورٌ ولا خُدَعٌ / وعند غيرِك تلفيق وتمليق
لم يعطِك الله إذ أعطاك حِكمته / إلا وأنت بما أعطاك محقوق
فانظر قصائد من أعلاه مجدُك هل / في مدحِهِ لك عيب أو تفاريق
يا عِنَب المعشوق باللهِ هل
يا عِنَب المعشوق باللهِ هل / سقاك حتى طِبتَ من رِيقِهِ
أم فيك ما يُحمَد مِن ضَمّه / ولَثْمِ خَدّيه وتعنيقه
أم أنت ذاك اللؤلؤُ المجتَنَى / من ثغره العذْبِ وتطويقه
أم لَحَظَ البستانَ في زورة / طابت بها أثمارُ تورِيقه
ووردٍ أعارته الغواني خدودَها
ووردٍ أعارته الغواني خدودَها / وأهدى إليه المسكُ أنفاسَ مَفْتوقِهْ
كأنّ الندى فيه مدامعُ عاشقٍ / أريقت غداةَ البينِ في خدّ معشوقِهْ
يحف به من تَوْءم الروض نرجِس / تناهَى سنا مُبْيضِّهِ فوق تَخْليقه
رأى الوردَ غضَّاً فاستهامَ بحبّه / وأطرقَ مبهوتاً وقام على سوقِه
أَدَرْنا كؤوس الراح في جَنباته / على حسنِ مرآه ورِقّة تورِيقِه
وقام علِيلُ الطرفِ والوعدِ مُتْرَفٌ / عليمٌ بتصريف الكلامِ وتشقِيقِه
فتوّجَ يُمناه بكأسٍ رَوِيّةٍ / وقَرّط يُسْرى راحتيه بإبرِيقِه
وصَبَّ وسقّاني مداماً كأنّها / تَلَهُّبُ خَدَّيْهِ وطيبُ جَنَى رِيقِه
وبات يُعاطِيني حدِيثاً كأَنّما / جَنَى من جَنى الرّوضِ زَهْرَةَ تَنْمِيقه
حدِيثاً حَشاه بالوعيدِ وإِنه / لَيَعْذُب لِي والموتُ حَشْوُ تفارِيقِه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025