المجموع : 22
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى / فلا تجزعي بل أحسني بعدي الصبرا
فما متُّ حتى شيَّدَ المجدَ والعلا / فعالي واستوفت مناقبي الفخرا
وحتى شفيتُ النفسَ من كلِّ حاسدٍ / وأبقيتُ في أعقابِ أولادك الذكرا
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي / فقال بلطفٍ لم تجنبت أحمره
فقلت لعمري كان أحمر لونُهُ / ولكن سقامي حلَّ فيه فغيَّرَه
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره / طلُّ الهموم وعزَّ ذاك مجيرا
فمضى الشبابُ مظلماً متعسفاً / وأتى المشيبُ مجاملاً معذورا
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق / تُ وساده في الليلِ سرا
ففششت قفلاً من عقي / قٍ أحمرٍ وسرقتُ درا
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ / يعللني بعدَ الأحبةِ داهرُ
يحدثني مما يجمِّعُ عقلُهُ / أحاديثَ منها مستقيمٌ وجائر
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا / ما بعد فرقةِ بائعين تخير
ردوا الفؤاد كما عهدتم للحشا / ولطرفيَ الساهي الكرى ثم اهجروا
وزعمتم ان الليالي غيرت / عهد الهوى لا كان من يتغير
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له / فرجعتُ عنه ومذهبي الجَبرُ
قالوا ضللتَ فقلتُ ويحكمُ / أيضلُّ سارٍ قادهُ البدر
وغرَّدت في الأيكِ قمريةٌ
وغرَّدت في الأيكِ قمريةٌ / نواحةٌ أقلقها الفجرُ
تقول ستي أنت قومي ارقدي / من لي بأن يمتثل الأمر
كأنها قد حذرت فهي لا / تأمن من أن يرجعَ الحذرُ
أقولُ لها والعيسُ تحدجُ للسُّرى
أقولُ لها والعيسُ تحدجُ للسُّرى / أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر
سأنفقُ ريعانَ الشبيبةِ آنفاً / على طلب العلياءِ أو طلب الأجر
أليس من الخُسرانِ أن ليالياً / تمرُّ بلا نفعٍ وتحسب من عمري
وصفرٍ كأطرافِ العوالي قُدودُها
وصفرٍ كأطرافِ العوالي قُدودُها / قيامٍ على أعلى كراسٍ من التبر
تلبسنَ من شمسِ الأصيلِ غلائلاً / وأشرقن في الظلماءِ في الخلعِ الصفر
عرائسُ يجلوها الدجى لمماتها / وتحيا إذا أذرت دموعاً من الجمر
إذا ضُربت أعناقُها في رضى الدجى / أعارته من أنوارها خِلَعَ الفجر
وتبكي على أجسامها بجسومها / فأدمعها أجسامها أبداً تجري
عليها ضياءٌ عاملٌ في حياتها / كما تعملُ الأيامُ في قِصَرِ العمر
لقد بؤتُ من دين المروءة بالكفر
لقد بؤتُ من دين المروءة بالكفر / وأصبحتُ أغشى صفحةَ الغدرِ بالغدرِ
عصيتُ الهوى العذري في هجر شادنٍ / أضعتُ بهجراني له فرصةَ الدهر
نمى في حجور الملكِ ثم ملكته / بظلِّ شبابٍ حازه لي وما أدري
فقيد فتكي في هواه إنابةٌ / إلى الله خلت دمعه واكفاً يجري
يهون عليه أن تساعفهُ المنى / وأرجم يوم البعث في لهبِ الجمر
وما زال هجرانيه حتى تركته / حديثاً برغمي مودعاً أضلع القبر
لقد كاد ذاك القبرُ يوم أزورُهُ / يعلقُ ثوبي شاكياً ألم الهجر
بنفسي من خوفي من الإثم قادني / إلى الإثم فاستوفيتُ من قتله وزري
مضى والتقى والحسنُ حشوُ ثيابهِ / وأورثني منه الأسى آخرَ العمر
عهدي به ورداءُ الوصلِ يجمعنا
عهدي به ورداءُ الوصلِ يجمعنا / والليلُ أطولُهُ كاللمحِ بالبصرِ
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم / ليلُ الضريرِ وصبحي غيرُ منتظر
أستارُ بيتكَ أمن الخوفِ منكَ وقد
أستارُ بيتكَ أمن الخوفِ منكَ وقد / علقتها مستجيراً منك يا باري
وما اظنك لما أن علقت بها / خوفاً من النار تدنيني من النار
وها أنا جارُ بيتٍ أنت قلت لنا / حجوا إليه وقد أوصيتَ بالجار
إذا ما الفتى ضاقت عليه بلادُهُ
إذا ما الفتى ضاقت عليه بلادُهُ / وأيقن أن الأرضَ واسعةُ القُطرِ
ودام على ضيقِ المعيشةِ صابراً / على الذلِّ والحالِ الدنيةِ والفقر
ولم يجترم للنفس عزّاً يصونها / فلا فرقَ بين العبدِ والرجلِ الحرّ
الله يعلم ما إثمٌ هممتُ به
الله يعلم ما إثمٌ هممتُ به / إلا وبغضه خوفي من النار
وأن نفسي ما هامت بمعصيةٍ / إلا وقلبي عليها عاتبٌ زار
نحن الذين بنا استجار فلم يضع
نحن الذين بنا استجار فلم يضع / فينا وأصبح في أعزِّ جوارِ
بسيوفنا أمست سخينةُ بُرَّكاً / في بدرِها كنحائر الجزّار
ولنحن في أحدٍ سمحنا دونه / بنفوسنا للموتِ خوفَ العار
فنجا بمهجته فلولا ذبنا / عنه تنشبَ في مخالبِ ضار
وحمية السعدين بل بحماية الس / دين يوم الجحفلِ الجرّار
في الخندقِ المشهور إذ ألقى بها / بيدٍ ورام دفاعها بثمار
قالا معاذ الله إن هضيمةً / لم نعطِها في سالفِ الأعصار
ما عندنا إلا السيوفُ وأقبلا / نحو الحتوف بها بدارِ بدارِ
ولنا بيوم حنينَ آثارق متى / تذكر فهنّ كرائمُ الآثار
لما تصدَّعَ جمعُهُ بغدا بنا / مستصرخاً بعقيرةٍ وجؤار
عطفت عليه كماتنا فتحصنت / منا جموعُ هوازنٍ بفرار
وفدتهُ من أبناءِ قيلةَ عصبةٌ / شروى النقيرِ وجنةِ البقار
أفنحن أولى بالخلافة بعده / أم عبدُ تيمٍ حاملو الأوزار
ما الأمر إلا أمرُنا وبسعدِنا / زُفَّت عروسُ الملكِ غير نوار
لكنما حسدُ النفوسِ وشحُّها / وتذكر الأذحال والأوتار
أفضى إلى هرجٍ ومرجٍ فانبرت / عشواءَ خابطةً بغير نهار
وتداولتها أربعٌ لولا أبو / حسنٍ لقلتُ لؤمت من أستار
من عاجزٍ ضرعٍ ومن ذي غلظةٍ / جافٍ ومن ذي لوثةٍ خوَّار
ثم ارتدى المحرومُ فضلَ ردائها / فغلت مراجلُ إحنةٍ ونفار
فتأكلت تلك الجذى وتلمظت / تلك الظبا ورقى أجيجُ النار
تالله لو ألقوا إليه زمامها / لمشى بهم سجحاً بغيرِ عثار
ولو أنها حلت بساحةِ مجده / بادي بدا سكنت بدارِ قرار
هو كالنبي فضيلةً لكن ذا / من حظّه كاسٍ وهذا عار
والفضلُ ليس بنافعٍ أربابهُ / إلا بمسعدةٍ من الأقدار
ثم امتطاها عبدُ شمس فاغتدت / هزؤاً وبدل ربحها بخسار
وتنقلت في عصبة أمويةٍ / ليسوا بأطهارِ ولا ابرار
ما بين مأفون إلى متزندق / ومداهن ومضاعفٍ وحمار
كن حاقداً ما دمتَ لستَ بقادرٍ
كن حاقداً ما دمتَ لستَ بقادرٍ / فإذا قدرتَ فخلِّ حقدَكَ واغفر
واعذر أخاك إذا أساءَ فربما / لجَّت إساءتهُ إذا لم تعذِرِ
سيان عنديَ ميّتٌ في قبرهِ
سيان عنديَ ميّتٌ في قبرهِ / يجنى عليه ونائمٌ في سكرِهِ
قلبي أسيرٌ في يدي مقلةٍ
قلبي أسيرٌ في يدي مقلةٍ / ضيقةٍ ضاق لها صبري
كأنها في ضيقها عروةٌ / ليس لها زر سوى السحر
ما لي أرى قلبي تنازعه
ما لي أرى قلبي تنازعه / وطناي من حلبٍ ومن مصرِ
لا عيشَ إلا كورُ ناجيةٍ / لا ظلَّ غيرُ ذوائبِ السُمر