المجموع : 27
تَثَبَّتْ لا يُخامِرْكَ اضْطِرابُ
تَثَبَّتْ لا يُخامِرْكَ اضْطِرابُ / فَقَدْ خَضَعَتْ لِعِزَّتكَ الرِّقابُ
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ / فَلا تَسْتَغْرِبي بَلَقَ الْغُرابِ
تَعافينَ المَشِيبَ وَلَيْسَ هَذَا / وَلَكِنْ هَذِهِ شِيَةُ الشَّبابِ
أَراكَ للِشَيْبِ ذَا اكْتِئابِ
أَراكَ للِشَيْبِ ذَا اكْتِئابِ / فَأَيْنَ تَمْضي عَنِ الصَّوَابِ
إِنْ كُنْتَ تَرْعَى الوَفاءَ حَقّاً / فَالشَّيْبُ أَوْفَى مِنَ الشَّبابِ
لاحَ لي حاجِبُ الْهِلالِ عَشِيَّا
لاحَ لي حاجِبُ الْهِلالِ عَشِيَّا / فَتَمَنَّيْتُ أَنَّني مِنْ سَحابِ
قُلْتُ أَهْلاً وَلَيْسَ أَهْلاً لِما قُلْ / تُ وَلَكِنْ أَسْمَعْتُها أَصْحابي
مُظْهِراً حُبَّهُ وَعِنْديَ بُغْضٌ / لِعَدُوِّ الْكُؤُوسِ الأَكْوَابِ
وَمُهَفْهَفٍ يَحْميهِ عَنْ نَظَرِ الْوَرَى
وَمُهَفْهَفٍ يَحْميهِ عَنْ نَظَرِ الْوَرَى / غَيْرانُ سُكْنَى المُلْكِ تَحْتَ قِبابِهِ
أَوْما إِلَيَّ أَنِ ائْتِني فأَتَيْتُهُ / وَالفَجْرُ يَرْمُقُ مِنْ خِلالِ نِقابِهِ
وَضَمَمْتُهُ لِلصَّدْرِ حَتَّى اسْتَوهَبَتْ / مِنِّي ثِيابي بَعْضَ طِيْبِ ثِيابِهِ
فَلَثَمْتُ خَدّاً مِنْهُ ضَرَّمَ لَوْعتي / وَجَعَلْتُ أُطْفي حَرَّها بِرُضابِهِ
فَكَأَنَّ قَلْبي مِنْ وَراءِ ضُلوعِهِ / طَرَباً يُخَبِّرُ قَلْبَهُ عَمَّا بِهِ
رَأَيْتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ
رَأَيْتُ التَّعَزِّيَ مِما يَهيجُ / على المَرْءِ ساكِنَ أَوْصابِهِ
وَما نالَ ذُو أُسْوَةٍ سَلْوَةً / وَلَكِنْ أَتى الْحُزْنَ مِنْ بابِهِ
تَفَكَّرَ في مِثْلِ أَرْزائِهِ / فَذَكَّرَهُ مَا بِهِ ما بِهِ
وَأَهْوى الَّذي أَهْوَى لَهُ الْبَدر ساجداً
وَأَهْوى الَّذي أَهْوَى لَهُ الْبَدر ساجداً / أَلَسْتَ تَرَى في وَجْهِهِ أَثرَ التُّرْبِ
قُلْتُ لِمَنْ ناوَلَني مُزَّةً
قُلْتُ لِمَنْ ناوَلَني مُزَّةً / ما بِيَ حُبُّ الْغِيدِ بَلْ حُبُّها
لا تَسْقِني لِلرَّاحِ مَمْزُوجَةً / وَاشْرَبْ فَما يُمْكِنُني شُرْبُها
ما رَاحَتي في الرَّاحِ إِنْ غُيِّرَتْ / دَعْها كَما جَاءَ بِها رَبُّها
وَمَجْنُونَةٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ
وَمَجْنُونَةٍ أَبَداً لَمْ تَكُنْ / مُذَلَّلَةَ الظَّهْرِ للرَّاكِبِ
قَدِ اتَّصَلَ الْجِيدُ مِنْ ظَهْرِها / بِمِثْلِ السَّنامِ بِلا غارِبِ
مُلَمَّعَةٍ مِثْلَما / بِحَناءِ وَشْيٍ يَدُ الكاعِبِ
كَأَنَّ الْجَوَارِيَ كَنَّفْنَها / تَخَلَّخُ مِنْ كُلِّ ما جانِبِ
خُلِقْتُ طِيناً وَماءُ الْبَحْرِ يُتْلِفُهُ
خُلِقْتُ طِيناً وَماءُ الْبَحْرِ يُتْلِفُهُ / وَالْقَلْبُ فِيهِ نُفورٌ مِنْ مَراكِبِهِ
فالْبَحْرُ خَيْرُ رَفيقٍ بِالرَّفيقِ لَهُ / وَالبَرُّ مِثْلُ اسْمِهِ بَرٌّ بِرَاكِبِهِ
يُعْطَى الْفَتَى فَيَنالُ في دَعَةٍ
يُعْطَى الْفَتَى فَيَنالُ في دَعَةٍ / مَا لَمْ يَنَلْ بالْكَدِّ والتَّعَبِ
فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ فَضْلِ راحَتِها / إذْ لَيْسَتِ الأَشْياءُ بالطَّلَبِ
إنْ كانَ لا رِزْقٌ بِلا سَبَبٍ / فَرَجاء رَبِّكَ أَعْظَمُ السَّببِ
وَمِنْ حَسَناتِ الدَّهْرِ عِنْدِيَ لَيْلَةٌ
وَمِنْ حَسَناتِ الدَّهْرِ عِنْدِيَ لَيْلَةٌ / مِنَ الْعُمْرِ لَمْ تَتْرُكْ لأَيَّامِها ذَنْبا
خَلَوْنا بِها نَنْفي الْقَذَى عَنْ عُيُونِنا / بِلُؤْلُؤَةٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَباً سَكْبا
وَمِلْنا لِتَقْبيلِ الثغُورِ وَلَثْمِها / كَمِثْلِ جُنُوحِ الطَّيْرِ تَلْتَقِطُ الَحَبَّا
إِنْ كُنْتَ تُنْكِرُ ما فيْك ابْتُلِيتُ بِهِ
إِنْ كُنْتَ تُنْكِرُ ما فيْك ابْتُلِيتُ بِهِ / فَإِنَّ بُرْءَ شَقامي عَزَّ مَطْلَبُهُ
أَشِرْ بِعُودٍ مِنَ الْكَبْريتِ نَحْوَ فَمِي / وانْظُرْ إِلى زَفَراتي كَيْف تُلْهِبُهُ
قَرَعْتُ سِنِّي على ما فاتَني نَدَماً
قَرَعْتُ سِنِّي على ما فاتَني نَدَماً / مِنَ الشَّبابِ وَمَنْ باللَّهْوِ للشِّيبِ
فَقَدْ رَدَدْتُ كُؤُوسَ الرَّاحِ مُتْرَعَةً / عَلى السُّقاةِ وَكَانَتْ جُلَّ مَشْرُوبي
أُنَزِّهُ السَّمْعَ وَالْعَيْنَيْنِ في نَغَمٍ / وَمَنْظَرٍ عَابِثٍ بِالْحُسْنِ والطِّيبِ
مِنْ كُلِّ لافِظَةٍ بالدُّرِّ باسِمَةٍ / عَنْهُ مُحَلاَّةِ نَوْعٍ مِنْهُ مَثْقوبِ
أَيَّامَ تَصْحَبُني الغِزْلانُ آنِسَةً / هذا على أَنَّني أعْدَى مِنَ الذِّيبِ
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى / وَلِمْ كانَتْ طُهْراً وَطِيبا
فَقالَتْ غَيْرَ ناطِقَةٍ لأَنِّي / حَوَيْتُ لِكُلِّ إِنْسانٍ حَبيبا
دَعا بِكِ الْحُسْنُ فَاسْتَجيبي
دَعا بِكِ الْحُسْنُ فَاسْتَجيبي / يامِسْكُ في صَبْغَةٍ وَطِيبِ
تِيهي عَلى البِيضِ وَلسْتَطِيلي / تيهَ شَبابٍ عَلى مَشيبِ
وَلا يَرُعْكِ اسْوِدادُ لَوْنٍ / كَمُقْلَةِ الشَّادِنِ الرَّبيبِ
فَإنَّما النُّورُ عَنْ سَوادٍ / في أَعْيُنِ النَّاسِ وَالقُلُوبِ
أَشَقى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً
أَشَقى لِعَقْلِكَ أنْ تَكُونَ أَدِيباً / أَوْ أَنْ يَرَى فيكَ الْوَرَى تَهْذيبا
ما دُمْتَ مُسْتوِياً فَفِعْلُكَ كُلُّهُ / عِوَجٌ وإِنْ أَخْطأْتَ كُنْتَ مُصيبا
كالنَّقْشِ لَيْسَ يَصِحُّ مَعْنَى خَتْمِهِ / حَتَّى يَكُونَ بِناؤُهُ مَقْلُوبا
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ
عَزِيزٌ يُبارِي الصُّبْحَ إِشْراقُ خَدِّهِ / وَفي مَفْرِقِ الظَّلْماءِ منْهُ نَسيبُ
يَزِفُّ إِلَيْهِ ضاحِكاً أُقْحُوانُهُ / وَيَهْتَزُّ في بُرْدَيْهِ منْهُ قَضيبُ
فَأُوِصيكُمُ بِالْبَغْلِ شَرّاً فَإِنَّهُ
فَأُوِصيكُمُ بِالْبَغْلِ شَرّاً فَإِنَّهُ / مِنَ الْعَيْرِ في سُوءِ الطِّباعِ قَريبُ
وَكَيْفَ يَجِيءُ الْبَغْلُ يَوْماً بِحاجَةٍ / تَسُرُّ وَفِيهِ لِلْحِمارِ نَصيبُ
كَأَنَّما الْمِشْمشُ لَّما بَدَتْ
كَأَنَّما الْمِشْمشُ لَّما بَدَتْ / أَشْجارُهُ وَهْوَ بِها يَلْتَهِبْ
خُضْرُ قِبابِ المُلْكِ حَفَّتْ بِها / جَلاجِلٌ مَصْقُولَةٌ مِنْ ذَهَبْ