القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 53
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ / وَلَو لاحَ غَربِيّاً لَحَنَّ إِلى الغَربِ
فَإِنَّ غَرامي بِالبُرَيقِ وَلَمحِهِ / وَلَيسَ غَرامي بِالأَماكِنِ وَالتُربِ
رَوَتهُ الصَبا عَنهُم حَديثاً مُعَنعناً / عَنِ البَثِّ عَن وَجدي عَنِ الحُزنِ عِن كَربي
عَنِ السُكرِ عَن عَقلي عَنِ الشَوقِ عَن جَوىً / عَنِ الدَمعِ عَن جَفني عَنِ النارِ عَن قَلبي
بِأَنَّ الَّذي تَهواهُ بَينَ ضُلوعِكُم / تُقَلِّبُهُ الأَنفاسُ جَنباً إِلى جَنبِ
فَقُلتُ لَها بَلِّغ إِليهِ بِأَنَّهُ / هُوَ الموقِدُ النارِ الَّتي داخِلَ القَلبِ
فَإِن كانَ إِطفاءٌ فَوَصلٌ مُخَلَّدٌ / وَإِن كانَ إِحراقٌ فَلا ذَنبَ لِلصَبِّ
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا
وَاِحرَبا مِن كَبِدي وَاِحرَبا / وَاِطرَبا مِن خَلَدي وَاِطرَبا
في كَبِدي نارُ جَوىً مُحرِقَةٌ / في خَلَدي بَدرُ دُجىً قَد غَرَبا
يا مِسكُ يا بَدرُ وَيا غُصنَ نَقاً / ما أَورَقا ما أَنوَرا ما أَطيَبا
يا مَبسِماً أَحبَبتُ مِنهُ الحَبَبا / وَيا رُضاباً ذُقتُ مِنهُ الضَرَبا
يا قَمَراً في شَفَقٍ مِن خَفَرٍ / في خَدِّهِ لاحَ لَنا مُنتَقِبا
لَو أَنَّهُ يُسفِرُ عَن بُرقُعِهِ / كانَ عَذاباً فَلِهذا اِحتَجَبا
شَمسُ ضُحىً في فَلَكٍ طالِعَةٌ / غُصنُ نَقاً في رَوضَةٍ قَد نُصِبا
ظَلتُ لَها مِن حَذَرٍ مُرتَعِبا / وَالغُصنُ أَسقيهِ سَماءً صَيِّبا
إِن طَلَعَت كانَت لِعَيني عَجَبا / أَو غَرَبَت كانَت لِحَيني سَبَبا
مُذ عَقَدَ الحُسنُ عَلى مَفرِقِها / تاجاً مِن التَبرِ عَشِقتُ الذَهَبا
لَو أَنَّ إِبليسَ رَأى مِن آدَمٍ / نرَ مُحَيّاها عَلَيهِ ما أَبى
لَو أَنَّ إِدريسَ رَأى ما رَقَم ال / حُسنُ بِخَدَّيها إِذاً ما كَتَبا
لَو أَنَّ بِلقيسَ رَأَت رَفرَفَها / ما خَطَرَ العَرشُ وَلا الصَرحُ بِبا
يا سَرحَةَ الوادي وَيا بانَ الغَضا / أَهدوا لَنا مِن نَشرِكُم مَعَ الصَبا
مُمَسَّكاً يَفوحُ رَيّاهُ لَنا / مِن زَهرِ أَهضامِكَ أَو زَهرِ الرُبى
يا بانَةَ الوادي أَرينا فَنَناً / في لينِ أَعطافٍ لَها أَو قُضُبا
ريحُ صَباً يُخبِرُ عَن عَصرِ صِباً / بِحاجِرٍ أَو بِمِنىً أَو بِقَبا
أَو بِالنَقا فَالمُنحَنى عِندَ الحِمى / أَو لَعلَعٍ حَيثُ مَراتِعُ الظِبا
لا عَجَبٌ لا عَجَبٌ لا عَجَبا / مِن عَرَبِيٍّ يَتَهاوى العَرَبا
يَفنى إِذا ما صَدَحَت قُمَرِيَّةٌ / بِذِكرِ مَن يَهواهُ فيهِ طَرَبا
بِأَثيلاتِ النَقا سِربُ قَطا
بِأَثيلاتِ النَقا سِربُ قَطا / ضَرَبَ الحُسنُ عَلَيها طُنُبا
وَبِأَجوازِ الفَلا مِن إِضَمٍ / نَعَمٌ تَرعى عَلَيها وَظِبا
يا خَليلَيَّ قِفا وَاِستَنطِقا / رَسمَ دارٍ بَعدَهُم قَد خَرِبا
وَاِندُبا قَلبَ فَتىً فارَقَهُ / يَومَ بانوا وَاِبكِيا وَاِنتَحِبا
عَلَّهُ يُخبِرُ حَيثُ يَمَّموا / أَلِجَرعاءِ الحِمى أَول لِقَبا
رَحَلوا العيسَ وَلَم أَشعُر بِهِم / أَلِسَهوٍ كانَ أَم طَرفٌ نَبا
لَم يَكُن ذاكَ وَلا هذا وَما / كانَ إِلّا وَلَهٌ قَد غَلَبا
يا هُموماً شَرَدَت وَاِفتَرَقَت / خَلفَهُم تَطلُبُهُم أَيدي سَبا
أَيَّ ريحٍ نَسَمَت ناديتُها / يا شَمالٌ يا جَنوبٌ يا صَبا
هَل لَدَيكُم خَبَرٌ مِمّا نَبا / قَد لَقينا مِن نَواهُم نَصَبا
أَسنَدَت ريحُ الصَبا أَخبارَها / عَن نَباتِ الشيحِ عَن زَهرِ الرُبى
إِنَّ مَن أَمرَضَهُ داءُ الهَوى / فَليُعَلَّل بِأَحاديثِ الصِبا
ثُمَّ قالَت يا شَمالُ خَبِّري / مِثلَ ما خَبَّرتُهُ أَو أَعجَبا
ثُمَّ أَنتِ يا جَنوبُ حَدِّثي / مِثلَ ما حَدَّثتُهُ أَو أَعذَبا
قالَتِ الشَمالُ عِندي فَرَجٌ / شارَكَت فيهِ الشَمالُ الأَزيَبا
كُلُّ سَوءٍ في هَواهُم حَسُنا / وَعَذابي بِرِضاهُم عَذُبا
فَإِلى ما وَعَلى ما وَلَمّا / تَشتَكي البَثَّ وَتَشكو الوَصَبا
وَإِذا ما وَعَدوكُم ما تَرى / بَرقَهُ إِلّا بَريقاً خُلَّبا
رَقَمَ الغيمُ عَلى رَدنِ الغَما / مِن سَنا البَرقِ طِرازاً مُذهَبا
فَجَرَت أَدمُعُها مِنها عَلى / صَحنِ خَدَّيها فَأَذكَت لَهَبا
وَرَدةٌ نابِتَةٌ مِن أَدمُعٍ / نَرجِسٌ تُمطِرُ غَيثاً عَجَبا
وَمَتى رُمتَ جَناها أَرسَلَت / عِطفَ صُدغَيها عَلَيها عَقرَبا
تُشرِقُ الشَمسُ إِذا ما اِبتَسَمَت / رَبَّ ما أَنوَرَ ذاكَ الحَبَبا
يَطلُعُ اللَيلُ إِذا ما أَسدَلَت / فاحِماً جَثلاً أَثيثاً غَيهَبا
يَتَجارى النَحلُ مَهما تَفلَت / رَبَّ ما أَعذَبَ ذاكَ الشَنَبا
وَإِذا مالَت أَرَتنا فَنَناً / أَو رَنَت سالَت مِن اللَحظِ ظُبى
كَم تُناغي بِالنَقا مِن حاجِرٍ / يا سَليلَ العَرَبِيِّ العُرُبا
أَنا إلّا عَرَبِيٌّ وَلِذا / أَعشَقُ البيضَ وَأَهوى العَرَبا
لا أُبالي شَرَّقَ الوَجدُ بِنا / حَيثُ ما كانَت بِهِ أَو غَرَّبا
كُلَّما قُلتُ أَلا قالوا أَما / وَإِذا ما قُلتُ هَل قالوا أَبى
وَمَتى ما أَنجَدوا أَو أَنهَموا / أَقطَعُ البيدَ أَحُثَّ الطَلَبا
سامِرِيُّ الوَقتِ قَلبي كُلَّما / أَبصَرَ الآثارَ يَبغي المَذهَبا
وَإِذا هُم شَرَّقوا أَو غَرَّبوا / كانَ ذو القَرنَينِ يَقفو السَبَبا
كَم دَعَونا لِوِصالٍ رَغَبا / كَم دَعَونا مِن فِراقٍ رَهَبا
يا بَني الزَوراءِ هذا قَمَرٌ / عِندَكُم لاحَ وَعِندي غَرَبا
حَرَبي وَاللَهِ مِنهُ حَرَبي / كَم أُنادي خَلفَهُ وَاِحرَبا
لَهفَ نَفسي لَهفَ نَفسي لِفَتىً / كُلَّما غَنّى حَمامٌ غَيِّبا
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً / وَالقَلبُ مِن أَجلِ ذاكَ الحَربِ في حَرَبِ
لَمياءُ لَعساءُ مَعسولٌ مُقَبَّلُها / شَهادَةُ النَحلِ ما يَلقى مِنَ الضَرَبِ
رَيّا المُخَلخَلِ ديجورٌ عَلى قَمَرٍ / في خَدِّها شَفَقٌ غُصنٌ عَلى كُثُبِ
حَسناءُ حالِيَةٌ لَيسَت بِغانِيَةٍ / تَفتَرَّ عَن بَرَدٍ ظَلمٍ وَعَن شَنَبِ
تَصُدُّ جِدّاً وَتَلهو بِالهَوى لَعِباً / وَالمَوتُ ما بَينَ ذاكَ الجِدِّ وَاللَعبِ
ما عَسعَسَ اللَيلُ إِلّا جاءَ يَعقُبُهُ / تَنَفُّسُ الصُبحِ مَعلومٌ مِنَ الحِقَبِ
وَلا تَمُرُّ عَلى رَوضٍ رِياحُ صَباً / تَحوي عَلى كاعِباتٍ خُرَّدٍ عُرُبِ
إِلّا أَمالَت وَنَمَّت في تَنَسُّمِها / بِما حَمَلنَ مِنَ الأَزهارِ وَالقُضُبِ
سَأَلتُ ريحَ الصَبا عَنهُم لِتُخبِرَني / قالَت وَما لَكَ في الأَخبارِ مِن أَرَبِ
في الأَبرَقَينِ وَفي بَركِ العِمادِ وَفي / بَركِ العَميمِ تَرَكتُ الحَيَّ عَن كَثَبِ
لا تَستَقِلُّ بِهِم أَرضُ فَقُلتُ لَها / أَينَ المَفَرَّ وَخَيلُ الشَوقِ في الطَلَبِ
هَيهاتَ لَيسَ لَهُم مَعنىً سِو خَلَدي / فَحَيثُ كُنتُ يَكونُ البَدرُ فَاِرتَقِبِ
أَلَيسَ مَطلَعُها وَهمي وَمَغرِبُها / قَلبي فَقَد زالَ شُؤمُ البانِ وَالغَرَبِ
ما لِلغُرابِ نَعيقٌ في مَنازِلُنا / وَما لَهُ في نِظامِ الشَملِ مِن نَدَبِ
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ / أمرك عند الورى عجيبُ
قرّبك السِّيد العليُّ / فيممتْ نحوك القلوبُ
لما تغيبت عن جفوني / تاهت على الظاهر الغيوب
لولاك يا كاتبَ المعاني / ما كان لي في العلى نصيب
فاكتب طير الأماني حتى / يأمنك الخائف المريب
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ / وتحتجبُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكر أفضل منه حالاً / فإنَّ الشمسَ لها غروبُ
شمس الهوى في النفوسِ لاحت
شمس الهوى في النفوسِ لاحت / فأشرقت عندها القلوب
الحبُّ أشهى إليّ مما / يقوله العارفُ اللبيبُ
يا حبَّ مولاي لا تولِّ / عني فالعيشُ لا يطيب
لا إنس يصغو للقلبِ إلا / إذا تجلَّى له الحبيب
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به
قل كيف يسكن قلب لا يحيط به / وقد تيقن هذا في تقلبه
من يطمئن إلى تحصيل فائته / فإن ما فاته أعى لمنتبه
لا تعترض فعله إن كنتَ ذا أدبٍ
لا تعترض فعله إن كنتَ ذا أدبٍ / واضمم إليك جناحَ السلم من رهبِ
وسلِّم الأمر ما لم تبد فاحشة / فإنْ بدتْ فاحذر التدريجَ في الهرب
ولا يغرنك أرواحٌ مخبّرة / من عند ربك إن السلم كالحرب
إنّ الذي قال إن الفعل مصدرُه / من قد درى منه كالشرك والكذب
فاهرب إلى فعله من فعله فإذا / ما غبتَ عن فعله فاحذر من السبب
حزنَ الفؤادُ أدبه
حزنَ الفؤادُ أدبه / ودينه ومذهبه
إن جئتَه وجدته / أمراً عسيراً مركبه
وكلّ من يشغله / مقامُه لا يطلبه
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ / أموراً قالها الفطنُ المصيبُ
وحقِّق ما رمى لك من معانٍ / حواها لفظُه العذبُ العجيب
ولا تنظره في الكوان تشقى / ويتعب جسمُك الفَذّ الغريب
إذا ما كنت نسختها فما لي / أروم البعد والمعنى قريب
مواقفُ الحقِّ أدَّبْتني
مواقفُ الحقِّ أدَّبْتني / وإنما يوقفُ الأديبُ
أشهد في ذاته كفاحاً / فلم أجد شمسها تغيبُ
واتحدت ذاتنا فلما / كنتُ أنا العاشقُ الحبيبُ
أرسلني بالصفاتِ كيما / يعرفني العاقلُ المصيبُ
فيأخذ السرَّ من فؤادي / فتغتذي باسمه القلوب
فخلع عليه
فخلع عليه / ما كان عليه
خلعت عليك أثوابي / وكان التَرك أولى بي
لأنَّ القومَ ما قاموا / من أجلِ الله بالبابِ
ولكن قد أبتْ نفسي / سوى كرمي وأحسابي
فما سيفي له نابي / ولاطَرفي له كابي
سأركضه وأنكصُه / وأحمي البابَ بالبابِ
سوى هذا فلا أرجو / شفاءً منه مما بي
على هذا مضى الأسلا / ف مني ثم أحبابي
فدأبُ القومِ إشراكٌ / كما توحيدُه دابي
فربٌّ واحدٌ خيرٌ / من أملاكٍ وأربابِ
جعلتُ منزلي قبري / وأكفاني من أثوابي
وأغلقتُ من أجل الله / دونَ القومِ أبوابي
فما أنا منهم خربٌ / ولا القومُ من أحزابي
ولولا صبيةٌ يتم / لما فارقتُ محرابي
ألبستُ بنتَ زكيّ الدين خرقتنا
ألبستُ بنتَ زكيّ الدين خرقتنا / من بعد صحبتِها إياي بالأدبِ
تخلقتْ فصفتْ منها مواردها / وقُدستْ ذاتها عن أكثر الريبِ
لما حويت علوماً أنت أكثرها / أخذتها عن مُربٍّ صادقٍ وأب
فلتُلبسِ البنتُ من شاءته خرقَتنا / بعد التحققِ بالأسماء والنسبِ
لكل إنس وجنٍّ بعد صحبتهم / على الشروطِ التي أودعتها كتبي
ألبستُ بنتي سفري
ألبستُ بنتي سفري / خِرقةَ أهلِ الأدبِ
ألبستُها ثوبَ تقى / من كل خُلقٍ معجِبِ
وقلتُ يا بنت اسلكي / طريقتي ومذهبي
فمذهبي شرعُ النبي / الهاشميِّ العربي
فهكذا ألبستُها / من كلِّ شيخٍ مُنجبِ
أقولُ هذا وأنا / محمد بن العربي
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي / قصداً ليلحقني بدارِ تبابِ
فيحلُّ تركيبي ويفسد صورتي / بالفعلِ تحت جنادل وتراب
فاعجب لبعدٍ فيه قربُ مسافةٍ / قد حال ما بيني وبين صحابي
إني أقمتُ حبيسَبيتٍ مُوحشٍ / في غايةِ الشوقِ إلى الأحبابِ
مستنظراً متهيئاً للقاءِ من / يؤتى إليَّ به منَ الغيابِ
لكن على كرهٍ يكون مجيئهم / فهو همُ في رؤيتي بأيابِ
إني لأسمعهم وإن خَفَتُوا بما / نعطَقوا وما أستطيع ردَّ جوابِ
ويكون ما كتبتْ يداي وما به / نطقُ اللسانِ مقيداً بكتاب
حتى تُجازى كلُّ نفسٍ سعيها / يومَ الوقوفِ عليه يومَ حسابِ
فيُجازى بالإحسانُ حسناً والذي / هو سيءٌ يعفو وينظر ما بي
ظني به ظنٌ جميلٌ ما أنا / في الظنِّ بالرحمن بالمرتاب
إني رضيعٌ ما فطمت لجودِه / كيف الفِطام وما وقفتُ بباب
الجودُ أمي والرضاعة مسكني / وجميع ما عندي من الوهاب
تاهت على النفوسِ القلوبُ
تاهت على النفوسِ القلوبُ / فسُرَّ عاذِلٌ ورَقيبُ
في سبح اسم ربِّكَ الأعلى /
غصنٌ زها فعزّ وجلاَّ /
سِواه كالحسامِ المحلّى /
فيممتْ حماه الغيوبُ / وأشعلتْ هناك حُروبُ
في الطُّور طار عني فؤادي /
فلم أزل عليه أنادي /
أضنان هجرك المتمادي /
فقال لي الوصالُ قريبُ / يا أيها الصفيُّ الحبيبُ
في النجم صحَّ لي العرشُ ملكا /
وقيل خذه قهراً ومِلكا /
فقمتُ فيه عبداً ومَلكا /
فمن سماهُ زُهرٌ تَصوبُ / ومن ثَراه زَهر يَطيبُ
في الحجر حجر عبدٍ تولىّ /
عن سرِّ نور علم تجلّى /
فحاز سبعةً ليس إلاّ /
منها بَدا وفيها يغيبُ / يُصابُ تارةً ويصيبُ
في لم يكن أتاني الرسولُ /
فلاح في المحيّا السبيل /
وكان لي بذاك دليل /
إن الوجود سرٌّ عجيبُ / يدعو لنفسه ويجيبُ
إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه
إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه / وقد راضني إذ كنتُ حشواها به
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه / فإن الذي تبغيه من خلفِ بابه
وهذا خلاف العرف في كل قارعٍ / وما كان هذا الأمر إلا لما به
من الشوق للمطلوب إذ جاء خارجاً / وسرَّ وجودُ الابِ عين حجابه
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد / يردُّونه عن وجهه وذهابه
إليه على كره وإنْ كان عالماً / بخير يراه منه عند إيابه
ووقع في توقيعهم كلَّ ما لهم / من الخير إن عادَ وابيض كتابه
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله / وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه
لقد أخطأوا نهجَ السلامةِ لو بقوا / على سيرهم لولا رجيمُ شِهابه
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم / فحادوا إلى ما قاله في خطابه
وقد علموا أن السلامةَ في الذي / دعاهم إليه من أليم عُقابه
فيأخذ سَفلاً لا يريد فريةَ / ويذهل عن مطلوبه وصَحابه
ويأخذ الفكرُ الصحيحُ منبها / على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله / إليك مرجعه فانهض على قدرِ
واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه / مصدِّق في الذي قد جاء من خبر
وخذ به خلفه في الحال مقتدياً / واركن إليه ولا تركن إلى النظر
واعلم بأنَّ ذوي الأفكار في عمه / فكن من الفكر يا هذا على حَذر
والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ / صفاتُه وله التحكيم في العِبَرِ
وما له ذلك التحكيم في عِبَرِ / إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر
وليس يعرف سرَّ الله في القدر / إلا الذي علم الأعيانَ بالأثرِ
وما رأى أثر الأسماءِ في أحد / فقال في قبتيها هم على خطر
لا نعتَ اشرفُ من علمٍ يفوزُبه / يقولُ مَن فاته يا خيبةَ العمر
يمشي به آمناً فالعلمُ محفظةٌ / لمن يحصله من وقعةِ الغرر
لله عبد مشى المختص في طلبه
لله عبد مشى المختص في طلبه / وقد أقام له البرهانُ في طلبه
لقد تزكَّى بما زكَّاه خالقه / لكن تصح له دعواه في نسبه
وأنصف الخير بالإقرار معترفاً / بما درى منه من علمٍ ومن نسبه
أعدَّ ألفاً ولم يحصل فأعلم أن / النقصَ نعتٌ له منه ومن تعبه
أين الثلاثةُ من ألفٍ أعدَّ له / فلا تقف عندما يدريه من سببه
فكل شخصٍ على علم ويجهله / الغير منه وذاك العلمُ في كتبه
ومَن تحقق بالآداب أجمعها / فكلُّ علمٍ يرى منه فمن أدبه
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين / وإنْ كنتَ فرقاناً فما لك من قلبِ
فإن وجودَ الحقِّ في قلبِ عبده / وما لك من قلبٍ فما لك من قلبِ
ألا إنه الله الغنيُّ بذاته / عن العالم الكونيّ أو عالمِ الحُجُبِ
فمن شاء فليسمعْ فإني قائلٌ / ومن شاء فلينطِق فحسْبُ الهوى حسبي
إذا كنتُ مفطوراً عليه بصورتي / فكيف يُضاف الجسمُ مني إلى الترب
لقد جاء في النص الجليِّ لذي حِجىً / حديثُ هبوطِ الحبلِ منه إلى الرب
لقد شرَّف الله الترابَ بكوننا / وشرَّفني بالتاجِ والقِرط والقلبِ
وأسمعني بالقرط وسواسَه كما / أجود تتويجِ المناشِر والكتب
أساعده بالقلبِ إذ كنتُ قائلاً / إلى الأثر العالي ولم أخش من عجب
إذا كان لي مثلٌ ومثلي فليسني / ولستُ له حزباً وما هو من حِزبي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025