القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 49
صُدُودُكَ هَلْ لَهُ أَمَدٌ قَرِيبٌ
صُدُودُكَ هَلْ لَهُ أَمَدٌ قَرِيبٌ / وَوَصْلُكَ هَلْ يَكُونُ وَلا رَقِيبُ
قُضاةَ الحُسْنِ ما صُنْعِي بِطرْفٍ / تَمَنَّى مِثْلَهُ الرَّشأُ الرَّبِيبُ
رَمَى فَأَصابَ قَلْبِي باجْتِهادٍ / صَدَقْتُمْ كُلُّ مُجْتَهدٍ مُصِيبُ
بِأيّ حُشَاشةٍ وَبِأَيّ طَرْفٍ / أحَاوِلُ في الهَوَى عَيْشاً يَطيبُ
وَهذِي فِيكَ لَيْسَ لَهَا نَصيرٌ / وَهَذَا مِنْكَ لَيْسَ لَهُ نَصِيبُ
وَفِي تِلْكَ الهَوادِجِ ظَاعِناتٌ / سَرَيْنَ وكُلُّ ذِي وَلَهٍ حَبيبُ
إذا أَسْفَرْنَ فانكسَرَتْ عُيُونٌ / لَهُنَّ فَتَكنَ فَانكَسَرَتْ قُلُوبُ
فَيَا تِلْكَ الذَّوائِب هَلْ صَبَاحٌ / فَلِي في لَيْلِكُنَّ أَسَىً مُذِيبُ
وَيَا تِلْكَ اللِّحَاظِ أَرَى عَجيباً / سِهاماً كُلَّما كُسِرَتْ تُصِيبُ
وَيا تِلْكَ المعاطِفِ خَبِّرِينَا / مَتَى يَتعطَّفُ الغُصْنُ الرَّطيبُ
فَيَا قَاضِي القُضَاةِ مَتَى يُوَفِّي
فَيَا قَاضِي القُضَاةِ مَتَى يُوَفِّي / حُقُوقَ صِفَاتِكَ اللَّسِنُ الأَرِيبُ
فَتىً رَقَّتْ خَلائِقُه كَشِعْرِي / حَوَى وَصْفَيْنِ كُلُّهُما عَجيبُ
فَفِي كَرمٍ لِأَشْرَفِهِ مَديحٌ / وفي حُسْنٍ لِأَلْطَفِهِ نَسِيبُ
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ / بِمَبْسَمٍ في رُضَابِهِ شَنَبُ
قَلْبٌ كَما يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى / فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ
لا يَدَّعِي العاشِقُونَ مَرْتَبتي / مَتَى تَساوَى التُّرابُ والذَّهبُ
أَبكي إِذَا مَا شَكَوْا وَأَنْدُبُ إِنْ / بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبي إِذَا انْتَحَبُوا
فيمَنْ بِأَعْطافِهِ وَأَعْيُنِهِ / جُرَّ قَضِيبٌ وَجُرِّدَتْ قُضُبُ
مُنْتَقِمٌ بِالصُّدُودِ مُنْتَقِلٌ / عَنْ ودِّهِ بِالجَمَالِ مُنْتَقِبُ
مُعْرِضٌ بِالوِدَادِ مُعْتَرِضٌ / مُحْتَجِرٌ في الغَرَامِ مُحْتَجِبُ
يا حَبَّذا دَارهُ وَإِنْ بَعُدَتْ / وَحَبّذَا أَهْلَهُ وَإِنْ غَضِبُوا
وَحَبَّذا الشَّام إِنْ سَمتْ بِحُسا / مِ الدّين مِنْها البِطَاحُ والكُثُبُ
لا أَخْتَشِي الحادِثاتِ وَالحَسَنُ ال / مُحْسِنُ لِي في جَنابِهِ أَرَبُ
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا / فِعْلاً وَطابُوا أَصْلاً إِذَا انْتَسبُوا
إِنْ أَظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُم / وَإِنْ أُمِرَّت أَيَّامُنَا عَذُبُوا
وَإِنْ أَرادُوا مَكارِماً بَلَغُوا / وَإِنْ أَرادُوا مَكَارِهاً غَلَبُوا
مَا إِنْ سَعَوْا في مَحامِدٍ رَفَعُوا / لَها بِناءً فَعاقَهُمْ نَصَبُ
قَوْمٌ يَشُقُّونَ كُلَّما شَعَب ال / خَطْبُ ومَنْ ذا يَشُقُّ ما شَعَبُوا
وَتَسْتَقِرُّ العُيُونُ إِنْ نَزَلُوا / وتَسْتَقِرُّ القُلُوبُ إِنْ رَكِبِوا
وَتَخْجَلُ السُّحْبُ مِنْ أَكُفِّهِمِ / مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ
مِنْ فِضَّةٍ عِرْضُهُم ونَشْرُهُم / يُعطَّرُ الكَوْنُ أَيَّةً ذَهَبُوا
ما أَشْرَقُوا في ذُكاء مَعْرِفَةٍ / إلّا ذَكَا مِنْ ذُكائِهم غُرُبُ
إِنْ حَضَرُوا في مَجَالسٍ خَطَبوا / وَإِنْ نأَوْا عَنْ مُجالسٍ خُطِبُوا
وَكَمْ عُدَاةٍ أَقْوالهم كَتَبُوا / وَكَمْ عِداةٍ وَفوا بِها كَتَبُوا
سَابَقَهُمْ في عُلُومِهِمْ نَفَرٌ / فَما لَقوْا شأْوَهُمْ وَلا قَرُبُوا
قُلْ لِأَجَلِّ الوَرَى إِذَا انْتَسَبُوا / حَسْبُكَ مَا يَقْتَضِي لَكَ الحَسَبُ
يَا ضَاحِكاً وَالحَيَاةُ عَابِسَةٌ / وَثَابِتاً وَالجِبَالُ تَضْطَرِبُ
الدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْتَ فِيهِ قَضِي / بُ البَانِ غُصْناً وَغَيْرُكَ الحَطَبُ
خُذْ مِدحاً لَمْ أُرِدْ بِهَا مِنَحاً / حَسْبِيَ أَنِّي إِلَيْكَ أَنْتَسِبُ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ
مَنْ شَاءَ بَعْدَ رِضَى الأَحِبَّةِ يَغْضَبُ / مَا بَعْدَ بَهْجَةِ ذَا السُّفُورَ تَحَجُّبُ
أُنْسٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ مَوْقِعٌ / وَرِضَىً لَدَيْهِ كُلُّ عَيْشٍ طَيِّبُ
لا يَصْدُقُ التَّخْوِيفُ مِنْ وَاشٍ سَعَى / حَسَداً وَلاَ قَوْلُ الأَماني يَكْذِبُ
فَاليَوْمَ أَيُّ مَنازِلٍ لا تُشْتَهَى / سُكْنىً وأَيُّ مِياهِهَا لا تَعْذُبُ
وَبِمُهْجَتي القَمَرُ الَّذي القَمَرُ الَّذي / بِتَمامِهِ لِتمامِهِ لا يُحْجَبُ
مُتَمَنِّعٌ مِنْ أَنْ يُرَى مُتَمَنِّعاً / مُتَجَنِّبٌ عَنْ أَنَّهُ مُتَجَنِّبُ
لا غَرْوَ إِنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
لا غَرْوَ إِنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ / قَدْ قَامَ حُسْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ
ما كانَ عَهْدُكَ إِلّا ضَوْءُ بَارِقَةٍ / لاحَتْ لَنَا وطَوَتْ أَنْوَارَهَا الحُجُبُ
تَمِيلُ عَنِّي ملالاً مَا لَهُ سَبَبٌ / سِوَى اعْتِرافي بِأَنّي فِيكَ مُكْتَئِبُ
فَرَاعَنِي في وِدادٍ كُنْتُ رَاعِيَهُ / أَنّي بَعُدْتُ وَغَيْرِي مِنْكَ مُقْتَرِبُ
لِلْعَيْنِ عِنْدَكَ رَاحَاتٌ مُوَفَّرةٌ / وَلِلفُؤَادِ نَصيبٌ كُلُّهُ نَصَبُ
فإِنْ عَشِقْتَ فَهذا الحُسْنُ لِي وَطَرٌ / وإِنْ سَلَوْتَ فَهَذا الهَجْرُ لي سَبَبٌ
لِكنَّ لي حُسْنُ ظَنٍّ أَنْ يُعِيدَكَ لِي / ذَاكَ الحَياءُ وذَاكَ الفَضْلُ والأَدَبُ
وَبَيْنَنَا مِنْ عَلاقاتِ الهَوَى ذِمَمٌ / وَمِنْ رِضَاعَةِ أَخْلاقِ الصِّبا نَسَبُ
قِسْني وَقُسّاً وَقَيْساً مَنْطِقاً وَهَوىً / وَانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ
وَلا يَغُرَّنَّكَ مِنْ فَوْدَيَّ شَيْبَهُما / فَصُبْحُ عَزْمِي بادٍ لَيْسَ يَحْتَجِبُ
كَمْ مَهْمَهٍ جُبْتُه وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ / وَوَجْهُ بَدْرِ الدُّجَى بِالغَيْمِ مُنْتَقِبُ
أَقولُ وَالبارِقُ العُلْوِيُّ مُبْتَسِمٌ / وَالرّيحُ مُعْتلَّةٌ والغَيْثُ مُنْسَكِبُ
إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيةٍ / أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِه حَلَبُ
أَرضٌ إذا قُلْتَ مَنْ سُكَّان أَرْبُعِها / أَجابَكَ الأَشْرفَانِ الجُودُ والحَسَبُ
قَوْمٌ إذا زُرْتَهُمْ أَصْفُوكَ وُدَّهُم / كَأَنَّما لَكَ أُمٌّ مِنْهُمُ وَأَبُ
كَيْفَ يُلْحَى عَلى هَواكَ الكَئِيبُ
كَيْفَ يُلْحَى عَلى هَواكَ الكَئِيبُ / لَكَ حُسْنٌ وَلِلأَنَامِ قُلُوبُ
كَمْ تَجَنَّيْتَ وَالمُحِبُّ مع الوَجْ / دِ وإِنْ لَمْ يَجِدْ لِقَاكَ حَبِيبُ
كَانَ يُرْجَى السُّلُوُّ لَوْ كانَ غيري / وَسِواكَ المُحِبُّ وَالمَحْبُوبُ
عَجَبِي مِنْ قَويمِ قامَتِكَ الهَيْ / فَاء قاسٍ وَقِيلَ عَنْهُ رَطِيبُ
وَكَذا الحُسْنُ كُلّ مَنْ في الوَرَى بَعْ / ضُ رَعَاياهُ وَهُوَ فيهمْ غَرِيبُ
سَلبَتْني الرُّقادَ أَعْينُكَ السُّو / دُ وَتحْلُو فِعالُها وَتَطيبُ
يا أَخا الظَّبْيِ هَكَذا يَحْسُنُ السَّلْ / بُ إِذَا ما ارْتَضَى بِهِ المَسْلُوبُ
وَأَخَا الغُصْنِ لا عَراكَ ذُبُولٌ / وَأَخَا البَدْرِ لا دَعاكَ غُروبُ
إِنْ دَامَ هَذا التَّجنِّي مِنْكَ والغَضَبُ
إِنْ دَامَ هَذا التَّجنِّي مِنْكَ والغَضَبُ / فَلا تَسَلْ عَنْ فُؤَادِي كَيْفَ يَلْتَهِبُ
جَعَلْتَ فَرْطَ غَرامِي فِيكَ لي نَسَباً / فِي الهَجْرِ قُلْ لي فَدتْكَ النَّفسُ ما السَّبَبُ
يا شَعْرَهُ كَمْ دُمُوعٌ فِيكَ أَنْثُرُهَا / وَهَكَذا اللَّيْلُ فيهِ تَظْهَرُ الشُّهبُ
تَراهُ عَيْني فَتُخْفيه مَدامِعُها / كَأَنَّهُ حِين يَبْدُو حِينَ يَحْتَجِبُ
وَمَا بَدا قَطُّ يَوْما وَهُوَ مُقْتَرِبٌ / إِلَّا ومِن دُونِه وَاشٍ وَمُرْتَقِبُ
يا ليلُ مَنْ لِي بِصُبْحٍ بِتُّ أَرْقبُهُ / تَاللَّهِ قَدْ فَنِيَتْ مِنْ دُونِه الحِقَبُ
إِنَّ الَّذينَ فُؤادي في الهَوَى نَهبُوا / لِناظِرَيَّ سُهَادِي في الدُّجَى وَهَبُوا
اللَّه جَارُهُم في أَيَّةٍ سَلَكُوا / إِنْ أَعْتَبُوا عَاشِقاً في الحُبِّ أَو عَتَبُوا
دَعَاهُ وَرقْمُ اللَّيلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ
دَعَاهُ وَرقْمُ اللَّيلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ / هَوىً بِكَ لَبَّاهُ الفُؤَادُ المُعَذَّبُ
لِطَيْفٍ لَطيفٍ من خيالِكَ طَارِقٍ / بِلَيْلٍ بَليلٍ فيهِ للسُّحْبِ مَسْحَبُ
بِرُوحي يا طَيْفَ الحَبيبِ مُحافِظاً / عَلَى العَهْدِ يَدْنُو كَيْفَ شِئْتُ ويقْرُبُ
وَمَنْ كُلَّما عاتَبْتُه رَقَّ قَلْبُهُ / وَأَقْسَم لا يَجْني وَلا يَتَجَنَّبُ
يُعَلِّمُهُ فَرْطَ القَسَاوَةِ أَهْلُهُ / فَيَعْطِفهُ الخُلُقُ الجميلُ فَيغْلِبُ
يَشُقُّ جَلابِيبَ الدُّجُنَّةِ زَائِري / عَلَى رُغْمِ مَنْ يَلْحَى وَمَنْ يَترقَّبُ
فَأُخْجِلهُ مِمَّا أَبثُّ عِتَابهُ / وَيُخْجِلني مِنْ فَرْطِ ما يَتأَدَّبُ
فَلَوْ رُمْتُ أَنِّي عَنْهُ أَثْني أَعِنَّتي / لَشَوْقِي يُنادي لُطْفَهُ أَيْنَ تَذهَبُ
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ يأتي مُحبَّباً / وَلا سِيَّما ذَاكَ الرُّضَابُ المُحَبَّبُ
عَلَى أَنَّنِي ما الوَجْدُ يَوْماً بِشاغِلي / عَنِ المَجْدِ لَكِنّي امْرؤٌ مُتَطرِّبُ
وَمَا أنا إِلّا شَمْسُ كُلِّ فَضِيلةٍ / لَهَا مَشْرِقٌ لكنَّ أَصْلِي مَغْرِبُ
وَكُلّ كَلامٍ فيه ذِكْرَايَ طَيّبٌ / وَكُلْ مكانٍ فيه شَخْصِي أَطْيَبُ
وَلمْ يُغْنِ عَنِّي أنّني السّيفُ مَاضِياً / إِذَا لَمْ يَكُنْ لِيَ مَنْ بِحَدّي يَضْرِبُ
أَما وَالمعَالِي وَالأمير وَإنَّني / لأُقْسِمُ فيه صَادِقاً لَسْتُ أَكْذِبُ
لَقَدْ قَلَّدُوني فَوْق ما لا أُطِيقُهُ / وَقَدْ قَلَّدُوني فَوْقَ ما أَتَطَلَّبُ
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعانَ بِهِ الصَّبُّ
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعانَ بِهِ الصَّبُّ / وَلَوْلا تَجَنِّي الحِبِّ ما عَذُبَ الحُبُّ
إِذَا كُنْتُ لا أَهْوَى لِغَيْرِ تَواصُلٍ / فَعِشْقِي لِرُوحي لا لِمَنْ قُلْتُ ذَا الحِبُّ
وَمَا أَنَا إِلّا مُغْرَمُ القَلْبِ لَوْ بَقَى / عَلى ما أُعانيهِ مِنَ الوَجْدِ لي قَلْبُ
يَدُومُ على بُعْدِ المزَارِ بِحَالِهِ / غَرامِي وَيقْوى إِنْ تَدانى بهِ القُرْبُ
كَذَا شِيمتِي فَلْيَقْتَدِ العَاشِقُونَ بِي / وإِلَّا فَدَعْوَاهُم وحَاشَاهُم كِذبُ
أُجِيبُ الجوابَ السَّهْلَ عَمَّا سُئِلْتُه / وَإِنَّ الَّذي يُشْكَى إِليْهِ الهَوَى صَعْبُ
هَجرْتَ فَتىً أَدْنَى الأَنامِ مَحَبَّةً
هَجرْتَ فَتىً أَدْنَى الأَنامِ مَحَبَّةً / إِلَيكَ وَأَوْفَى مَنْ إِلى العَهْدِ يُنْسَبُ
وَأَبْقَيْتَ منْ لا يَرْتَضِي حِين تَرْتَضِي / وَلا هُوَ غَضْبانٌ إِذَا أَنْتَ تَغْضَبُ
أَيَجْمُلُ سُلْوانِي إِذَا هَجرَ الحِبُّ
أَيَجْمُلُ سُلْوانِي إِذَا هَجرَ الحِبُّ / أَمِ الصَّبْرُ أَوْلَى بِي إِذَا وَلَّه الحُبُّ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ / ولَكَ الجَمالُ بَديعُهُ وَغَرِيبُهُ
يا مَنْ أُعِيذُ جَمالَهُ بِجلاَلِهِ / حَذَراً عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبُهُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني فَإِنَّكَ نُورُهَا / أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبي فأَنْتَ حَبيبُهُ
هَلْ حُرْمَةٌ أَوْ رَحْمَةٌ لِمُتيَّمٍ / قَدْ قَلَّ فِيكَ نَصِيرُهُ وَنَصِيبُهُ
أَلِفَ القَصائِدَ في هَوَاكَ تَغزُّلاً / حَتَّى كأَنَّ بِكَ النَّسيبَ نَسِيبُهُ
هَبْ لي فُؤَاداً بِالغَرامِ تُشِبُّهُ / واسْتَبْقِ فَوْداً بالصُّدود تُشِيبُهُ
لَمْ يَبْقَ لِي سِرٌّ أقولُ تُذِيعُهُ / عَنِّي وَلا قَلْبٌ أَقُولُ تُذِيبُهُ
كَمْ لَيْلَةٍ قَضَّيْتُها مُتَسَهِّداً / وَالدَّمْعُ يَجْرَحُ مُقْلَتي مَسْكُوبُهُ
وَالنَّجْمُ أَقْرَبُ مِنْ لِقَاكَ مَنَالُهُ / عِنْدِي وَأَبْعَدُ مِنْ رِضَاكَ مَغِيبُهُ
وَالجَوُّ قَدْ رَقَّت عَليَّ عُيونُهُ / وَجُفونُهُ وَشِمالُهُ وَجنوبُهُ
هِيَ مُقْلةٌ سَهْمُ الفِراقِ يُصِيبُها / وَيَسِحُّ وَابِلُ دَمْعِها فَيصُوبُهُ
وَجَوىً تَضرَّم جَمْرُهُ لَوْلا نَدَىً / قَاضِي القُضاةِ قَضَى عَليَّ لَهِيبُهُ
هَذَا الَّذي أُحِبُّهُ
هَذَا الَّذي أُحِبُّهُ / قَاسٍ عَليَّ قَلْبُهُ
نَامَ وَلمْ يَعْلَمْ بِمَا / بَاتَ يُقاسِي صَبُّهُ
وَاعَجباً كَمْ عَاجَ بِي / دَلالُهُ وَعُجْبُهُ
آهاً لِمُضْنىً وَالهٍ / لَمْ يَدْرِ كَيْفَ ذَنْبهُ
سَارَ بهِ مُيَمِّماً / مِنَ العَقيقِ سِرْبهُ
إنْ لاحَ بَرْقٌ ظَلَّ يَرْ / جُو أَنْ يَلوُحَ قُلبُهُ
أَوْ أَسْعَدتْ أَوْ أَعْتبَتْ / سُعادُهُ وعُتْبُهُ
قَدْ باتَ ظَمْآناً وَمَا / سِوَى الدُّموُع شُرْبُهُ
مَا سَارَ وَهْناً رَكْبهُ / إلّا وزَادَ كَرْبُهُ
وَبالحمَى سَقَى الحِمى / عَنْ كَثبٍ وَكُثْبُهُ
غَيْثٌ غَدتْ تَسْحَبُ في / أذْيَالهنَّ سُحْبُهُ
مَنْ عِفَّتِي وَصوْنُه / مِن دونِهِ وَحُجْبُهُ
في ثَغْرهِ وَناظِرَيْ / هِ عَذْبُه وَعضْبُهُ
فَمنْ بِصَبِّ دَمْعِهِ / يَفيضُ وَجْداً صَبُّهُ
قُطّع إرباً دُون أنْ / يَقْضِي بِوَصْلٍ أَربهُ
يُحبُّ مِنْ أجْلِ الحَبِي / بِ كُلَّ مَنْ يُحبُّهُ
فَقصْدُهُ مُحَمَّدٌ / وَآلهُ وَصحْبُهُ
أَضْرِمْ لِمَنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَو خَطَبا
أَضْرِمْ لِمَنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَو خَطَبا / ناراً جَعلْتَ لَها أَحْشَاءَهُ حَطَبَا
وَأْمُرْ غُصُونَ النَّقا أَنْ تَنْثني خَجَلاً / وَقُل لِشَمْسِ الضُّحَى أَنْ تَبْتَغي حُجُبَا
وَاطْلُبْ مِنَ الحُسْنِ شُكْراناً فَوجْهُكَ قَدْ / أَعْطاهُ مِنْ بَعْضِهِ كُلَّ الَّذي طَلَبَا
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي / وَمَا زَار إلّا قُلْتُ أَهْلاً ومَرْحَبَا
فَيا لَيْتَ شِعْرِي عِنْدمَا رَاحَ مُغْرَماً / بِقَتْلِيَ مَغْرىً ظَنَّنَي فيهِ مُرْحِباً
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا
يا زَائِراً جَعَلَ الدُّجُنَّةَ مَرْكِبا / أَهْلاً على رُغْمِ الوُشَاةِ ومَرْحَبَا
أمِطِ اللثامَ وَألْقِ بُرْدَكَ يَتَّضِحْ / وَجْهٌ وَعِطْفٌ كَالصَّباحِ وكَالصِّبَا
وَافْتَرّ مُبْتسماً فَدَمعيَ ضَامنٌ / أَنْ لاَ يَكُونَ بَريقُ ثَغْرِكَ خُلَّبَا
أَفْنَى هَواكَ تَمَسُّكي بِتَنسُّكِي / فَخَلعْتُ فِيكَ عِذَارَ عِلمْي أَشْيبا
فَأَدرْ عَليَّ شَبِيهَ ثَغْرِكَ رِقَّةً / تَهْدِي إليَّ شَذاً كَعَرفِكَ طَيِّبا
صَهْباء كَمْ نَهَبتْ نُهىً وَصِيانةً / مِنّا وَأَعْطَتْ صَبْوةً وتَطرُّبا
في حَلْبةٍ ما جَالَ في أَرْجائِها / طِرْفُ الحَجَى مُتأَنياً إلّا كَبا
صَبَا وَهَزَّتهُ أَيْدِي شَوْقِه طَرَبا
صَبَا وَهَزَّتهُ أَيْدِي شَوْقِه طَرَبا / وَجَدَّ مِنْ بَعْدِما كانَ الهَوى لَعِبَا
لا تَعْتِبوهُ فَمَا أَبْقَى الغَرامُ لَهُ / مِنْ سَمْعِه ما بِهِ يُصْغي لِمنْ عَتِبا
وَلا ثَناهُ وَأَمْرُ الحبِّ في يَدِهِ / عَذْلٌ فَكَيْفَ وأَمْرُ الحُبّ قَدْ غَلَبَا
يَهْوَى بُروقَ الحِمىَ لَكِنْ يُخَالِفُها / فَكُلَّمَا ابْتَسَمَت مِنْ جَوِّهَا انْتَحَبا
يا قلبُ حَتَّام تَهْوَى مَنْ سَلاكَ وَيا / جَفْنَيَّ كَمْ تَبْكِيانِ الجيرةَ الغَيَبا
أعيذُ قَلْباً ثَوَى حُبُّ الأَميرِ بِهِ / مِنْ أنْ يَرَى بِسَوى حُبَّيْهِ مُلْتَهبا
لا تَنْظُر العَيْنُ مِنْهُ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً / إنْ فارَقَ الغِمْدَ حَلَّ الهامَ فاحْتَجَبَا
لَوْ أَقْسَم المُدْلِجُ السَّارِي على قَمَرٍ / باسْمِ الأميرِ دَعاهُ قَطُّ ما غَرَبا
وَلَوْ وَضَعْتَ على الهِنْدِيِّ سَطْوَتَهُ / طاحَتْ رُؤوسُ الأَعادي وَهْوَ ما ضَرَبا
وَلوْ وَضَعْتَ الَّذي تُبْدي فُكَاهَتهُ / لِلعَلْقَمِ المُرِّ أضْحَى طَعْمُه ضَرِبا
وَلَوْ تَلوْتَ على مَيْتٍ مَناقِبَهُ / رَدّ الإلهُ لَهُ الرُّوحَ الَّتي سَلَبا
وَلوْ مَزجْتَ بِماءِ المُزْنِ ما اكْتَسَبتْ / مِنْ لُطْفِهِ شِيَمي ما غَصَّ مَنْ شَرِبَا
مِنَ الأَكارِم أَبْناءِ الأَكَارمِ آ / باءِ الأكارِم لا زُوراً ولا كَذِبَا
يَسْعى لِنَيْلِ العُلَى مِنْ مَعْشَرٍ وَهُمُ / تَسْعَى المعالي إِلى أبْوابِهِمْ أدبا
يُعلّمُونَ الوَرى آدابَهُم وَلَهُمْ / بِيضٌ إِذَا غَضِبُوا لا تَعْرِفُ الأَدَبا
لَوْ لُقّبُوا بِالغُصونِ السُّمْرِ صَدَّقهُمْ / جَعْلُ الرُّؤوس لها يَوْمَ الوَغى كُثَبا
المُنْجدِينَ أَخا المُوجِدينَ سَخاً / وَالماجِدين أباً والوَاجِدين إِبا
لَمّا انْتَسَبتُ إِلى أَبْوابِهِ كَبُرَتْ / بِي هِمَّةٌ صَغُرتْ في عَيْنِي الرُّتَبا
لَوْ رُمْتُ أَسْحَبُ أَذْيالي على فَلَكٍ / لَمدَّ لي سَببٌ مِنْ جُودهِ سَبَبا
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ / أُمْنِيَّةُ النَّفْسِ غَيْبةُ الرُّقَبا
وَمِنْ عَجيبٍ أَنْ أَسْتَزِيدَكَ مِنْ / شُرْبٍ وسُكْرِي عَليَّ قَدْ غَلَبَا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا
أَهْلاً بِمُعْتَلِّ النَّسِيم وَمَرْحَبا / وَمُذكّرِي عَهْدَ الصَّبابةِ والصِّبا
حَمَلَ التَّحِيّةَ مِنْ أُهَيْلِ المُنْحَنَى / وَأَبانَ عَنْهُمْ بِالمقالِ وأَعْربا
فَعَرفْتُ عَرْفَهُمُ بِهِ لَكِنَّني / أَنكَرْتُ صَبْراً عَنْ عُهُودِي نَكَّبَا
يا عَاذِلي كُنْ عَاذِري في حُبِّهمْ / لَمْ أَلْقَ لِلسّلْوَانِ عَنْهُمْ مَذْهَبا
لا تَلْحُ فِيهِمْ بَعْدَمَا أَلِفَ الضَّنَى / يَجِدُ الغَرامَ بِهِمْ لَذيذاً طَيِّبا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتِي / فَبِمُهْجَتِي أَفْدِي الحُضُورَ الغُيَّبا
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحْكي القَضِيبا
صَدَقْتُمْ قَدُّه يَحْكي القَضِيبا / أَلْمْ تَرهُ حَوى زَهْراً وَطِيبا
ولكنْ تَحْمِلُ الكثْبانُ باناً / وَلَمْ أَرَ بانةً حَملتْ كَثيبا
وَلمَّا أَنْ تلاقَيْنا وأَبْدى / لَنا شَفقُ الضُّحَى كَفَّاً خَضِيبا
مَلأتُ يَدَيْهِ مِنْ ياقوتِ دَمْعي / وَكُنْتُ مَحقْتُ لُؤْلُؤَهُ نَحِيبا
ذهلتُ عَن النَّسيبِ به فباتتْ / محاسِنُه تُعَلّمني النَّسيبا
وَبِتُّ أَهابُ سُودَ الأُسْدِ لمَّا / دَنَا وَعَهِدْتُهُ ظَبْياً رَبيبا
فيا لِلَّه لَحْظُك مِنْ عَدوٍّ / أَراكَ لأجْلِهِ أَبداً حَبيبا
أيا قمراً أَعِدْ عِنْدِي طُلوعاً / وَإِلَّا فاتخِذْ عِنْدي مَغيبا
وَيَا لَيْلَ الذَّوائبِ طلْتَ فاقْصُرْ / وَكُنْ مِنْ تَحْتِ أَخْمصهِ قَرِيبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025